(En arabe marocain) Chemin postscolaire-39. Texte narratif (Reconversion d’un linguiste en musicologie, et d’autres anecdotes de sociologie académique)
طريق ما بعد السكُيلة-39
------------
.
40- كيفاش طرأ موحمّاد على حقل الموسيقى؟ وسوسيولوجيات أكاديمية ذات علاقة
.
كا ترجع قصة موحمّاد معا الموسيقى، ما-شي لنهار دخل لشي كونسيرفاطوار أو شي معهد، الشيء اللي عمّره ما حصل؛ بل حتّى مادة الموسيقى - كا مادة – عمّره ما صادفها فالمسار دياله الديراسي. اللي حصل هوّا فاقط أن موحمّاد، كيما هيّا حالة كثير من قرانه فالجيل وفالواساط الاجتيماعي، كانت كا تستهويه الألحان والإيقاعات، والنقير والعزف على آلات كان كا يصنعها من الموتالاشيات (بيدون د-زيت الموطور مخشي فيه عمود مركّبين عليه جوج أو ثلث سلوك ديال الكابل د-فران البشكليت)، وكا يدوّز بيها النهار ملّي كان كا يرعى البقر والشياه فأيام العوطال.
من بعد ذاكشّي، في فترة المراهقة، صنع أوطار أكثر احتيرافية شويّة: عيارة عن نصّ مقراش قديم، زوّل ليه الجعبوب، ودخّل في بلاصته عمود منجور مزيان وليه ثلث تقابي فالراس فين يكون سوارت التسوية، وغلّفه بجلد شكوة قديمة يابسة كانت مرمية فوق الزرب، بعدما رطبه. عمل ليه أوتار من سلوك الكابل، وبدا كا يتعلّم المساوية ديالهوم بفضل الإدمان على حلقات الكًنابريا فالسوق ديال الثلاث د-المنابهة. تمّا، بدا خلاص كا يستاطع يعزف شي ألحان شعبية ديال الوقت ("ميلودة بنت دريس"، "ما انا إلّا باشار" ...). ما حصل على أول آلة عزف صيناعية سيوى ملّي شرى واحد القيثارة قديمة من مدينة تيطوان خيلال واحد الرحلة نظّمتها تاعاضيّة "أوطم" ديال فاس عام 1971. سوّى أوتارها بطريقته الخاصة (ديال لوطار) اللي تعوّدات عليها صباعه، واخّا كا يعرف دابا بلّي هاذيك المساوية مخالفة للتسوية المعيارية ديال القيثارة من حيث الفرق فالنغمة بين الوتربن الأول والثاني من التحت.
بدا دابا كا يعزف قطعات متّنوعة ("جادك الغيث"، "الحبيب اللي والفتو مشى عليّا"، بعض المقاطع من الأغاني الشرقية الأكثر تعقيد بحال ألحان رياض السنباطي ومحمد عبد الوهّاب) بحضور مجموعة من أصديقاء الحيّ الجاميعي بحال: عومار أمارير، محمد بوحمدي، أحمد بوزيد الكًنساني، الطيب العاطفي، الخ. وبدا كًاع كا يرتاجل مساريات واستيهلالات حرّة؛ بل ألّـف كًاع زوج د-الألحان على المقامات السوسيّة، وعجب واحد منّهوم الشاعير أحمد بوزيد ونظم على الأيقاع العاروضي دياله واحد المقطوعة بتاشلحيت، وبدا كا يغنّيها مصحوبة بالعزف ديال موحمّاد، إلى درجة أنه بقى حافظ الكلمات واللحن، حيث أنه بع 27 عام (أي فعام 2008)، غنّاها لموحمّاد في فندق "إيــدّو" بتزنيت خيلال ندوة "تكريم ذيكرى الرايس الحاج بلعيد" في إطار مولتاقايات "الموسيقى الامازيغية وموسيقى العالم" اللي كان موحمّاد كا يشرف إشراف أكاديمي على تنظيمها (ما بين 2005-2011) على هاميش "مهرجان تيميتار".
هاذيك المومارسة والتمرينات، تّـوضع ليها حدّ بشكل موفاجئ ونيهائي لما اضطرّ موحمّاد يحركًـ لبلاد العاجم باش فعام 1983-1984 باش يحضّر دكتوراة السلك الثالث (شوف هــــــــنـــــا). حيث طلب منّه زاميله فكليّة وجدة، الأستاذ محمد الشامي، يخلّي ليه قيثارته باش يتعلّم فيها؛ وملّي رجع كان صافي، دّاته موجة البحث الليساني. فاتو سنين، ولمّا بغى يستردّ قيثارته باش يستانف التمرينات مرة-مرة، لقاها طار ليها الحمّار والأوتار (يمكن الدراري، يمكن غير الحرارة د-وجدة)، وما باقي-ش عنده الوقت باش يبدا يبريكولي. وانتهى أمر التمرينات اللي لازمها تكون يومية. لاكين من جيهة ثانية، بدا موحمّاد كا يجمع اللي صابه حول تاريخ الموسيقى وأساليب تدوينها (نظرية "السلّم الطبيعي" و"المقامات" و"والصولفيج" ومعاجم مصطالاحاتها، من بينها Harvard Dictionary of Music و The Oxford Dictionary of Music)، وبدا كا يعمل قراءات موازية حرّة ديال "محو الأمية" فميدان الموسيقى النظرية.
.
وابتيداءً من منتاصف التسعينات، تطوّر البحث البحث الليساني/الفونولوجي ديال موحمّاد، من البحث في "نظرية المقطع" (théorie de la syllabation) إلى البحث في علاقة بينية المقطع بالبنيات العاروضية الكبرى (الأسباب والأوتاد والتفعيلات وبحور الأوزان). تمّا بانت ليه، هوّا والشريك دياله فالبحث، فرانسوا ديل (CNRS) يستعملو الموعطايات العاروضية ديال الكلام الموزون باش يدعّمو نظريّتهوم حول "بنية المقطع". كان ذاكشّي لما بداو كا يحرّرو أجزاء كتابهوم اللي صدر في 2002 (Syllables in Tashlhiyt Berber and in Moroccan Arabic ). واحد النهار، فإطار المراسلات المنتاظمة بيناتهوم فالموضوع، بان لموحمّاد يرفق واحد التقطيع العاروضي لكاليمات أغنية الرايسة رقية الدمسيرية (/آ-ياماركًـ ور-اكـ نزيغ ولا سلّمغ-اكـ/) بواحد التنويط ديال اللحن ديالها. عيّط على بنته مولاة شي عشر سنين، اللي كانت كا تّعلم الكامان فواحد المدراسة الحرة، وبدا كا يعزف النوطات ديال اللحن نوطة بنوطة، ويسوّل البنت اشنو هيا النوطة على السولّام الطابيي (دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي؟)، وكا يقدّر بالأذن دياله الإيقاعية القيمة الزمانية ديال النوطة (ذات سنّ، سوداء، بيضاء...) ويدوّنها بالقلم على المودرّاج الخوماسي الأسطور؛ وهاكذاك حتى استوفى الجوملتين ديال اللحن (جوملة النيداء وجوملة الجواب)؛ ومن بعد ربـ'ـط بواسيطة خطوط/أمراس عامودية كلّ نوطة فمودرّاج التنويط (Portée) بالمقطع اللي كا يحملها فالكاليمات ديال البيت الشيعري. سيفط كلشي ذاكشّي (تقطيع زوج د-الأبيات، والتدوين بالصولفيج للجوملتين ديال اللحن، والكايسطة) للشريك دياله. الشاريك دياله أكثر ديراية منّه في الموسيقي، لأنه كان عمل تكوين فالبيانو، وقرا مزيان النظرية الموسيقية. تّصنّت للكاسيطة، وعينيه على التنويط الصولفيجي المربوط بمقاطع الكاليمات اللي سيفط ليه موحمّاد، وصاب ذاكشّي صحيح، وثاق فالمعريفة الموسيقية ديال شريكه. ملّي مشى موحمّاد لباريس فالصيف مرة أخرى باش يخدمو جميع فمركز "CNRS" صاب شريكه موجّد ليه واحد "الهارمونيوم" محمول وواحد "الضوكيمانطاسيون" على كيفية تشغيل واحد البرنامج الحاسوبي للتنويط الموسيقى كا يتّسمّى Easynote. تّعلم موحماد كيفاش يشغل هاذاك البرنامج باش يبدا يدوّن بيه صولفيج ألحان مياوات الأغاني اللي اشتاغلو عليها بحثاً عن الشواهيد. كا يقضي موحمّاد جميع أوقاته داخل وخاريج المكتب (المطعم، الفسحة اليومية، الميطرو..) وهوّا محزّم بـ"الوالكمان" دياله ومركّب السمّاعات كا يتصنّت للأغاني. كلّما وجد بيت من الكاليمات فيه شاهيد، كا يوقف الوالكمان، ويسجل البيت في موذكّيرته حتّى يرجع للمكتب باش ينوّط الجوملة اللحنية معا الكاليمات ديال البيت، ويسفط ذاكشي بالإميل لشريكه معا شي تعليق/تفسير/فكرة حول ذاكشّي، حتّى يتّلاقاو لموناقاشته؛ وذاكشّي بشكل يومي. اللحن ديال ذيك الأغنية د-الرايسة الدمسيرية، خرج فالكتاب ديالهوم ديال 2002 (لحن-1 في ص:360) معا تنويط ربعة د-الألحان أخرى ديال المقامات السوسية اللي تدرسات القصايد ديالها فالكتاب من الناحية العاروضية. هاذيك هي الطاريقة اللي سلكوها، من بعد، فإنجاز الكتاب الآخر الخاص بالعاروض والموسيقى واللي ظهر فعام 2008: Poetic Meter and Musical Form in Tashlhiyt Berber Songs. بالنسبة لتفاصل هاذ الرحلة ديال موحمّاد فميدان الموسيقى، شوف هــــنـــــــــا).
بموازاة معا الاشتيغال على هاذاك الجانيب البينياوي التقني المحض للموسيقى الأمازيغية خاصة، باعتيبار إيقاعاتها وألحانها كا تشكل مصدر شواهد بالنسبة للدريراسات المقطاعية والعاروضية، ومعا كثرة الاستيماع الميهني لأشريطة الأغاني وتفريغ كاليماتها بالتدوين والتقطيع وتنويط الألحان، ومعا كلّشي اللي وقف عليه موحمّاد، خيلال كلّشي ذاكشّي من التغييرات السريعة اللي بدات كا تصيب البينيات ديال هذايك الأنواع الغينائية عند الجيل الجديد اللي البعض منّه ما-شي متّمكن لا من أوزان النظم والا من المقامات اللحنية، بدا اهتيمام موحمّاد كا يتوجّه إلى الجانيب ديال الأسئيلة الإثنو-موسيقية،أي وظائف وأدوار الأنواع الموسيقية في سياقها الانثروبو-اجتيماعي (حول تقريب المفهوم، شوف نص تيسيري قصير هــــــنـــــــــا؛ ونصّ موسّع هـــــــنـــــــا).
وعلى إثر واحد المقال الصحفي فيومية "Le Matin" المغربية حول موسيقى الروايس في سوس، تّاصلو بيه كلّ من السيدة لطيفة اليعقوبي من ولاية أكادير، والسيد ابراهيم المزند (المدير الفنّي لمهرجان تيميتار)، واقتارحو عليه القيام بالإشراف الأكاديمي على تنظيم واحد الليقاء الأكاديمي بعنوان "الموسيقى الأمازيغية وموسيقى العالم" على هامش دورة 2005 لمهرجان تيميتار. تكلّف بالمهمة وحرّر ديباجة الليقاء وسيفطها لمجموعة من المهتمين والموتاخصّيصين اللي حضرو جميع (مجموعة من المهتمّين المغاربة، ومختصين بحال محمود كًطاط، مريم روفزين أولسون، كاثرين هوفمان، مونيك براندلي، كلود لوفيبور ...) ونجحت الندوة. ومن تمّا بقات هاذيك المولتاقايات تقليد لمودّة ستّ سنين حتّى دخلت بعض الأطراف على الخط. وفي فصل الربيع 2006، واستيعداداً للدورة الثانية، هاتفت السيدة لطيفة اليعقوبي موحمّاد وقالت ليه بلّي راسلت عاميد معهد الإركام وطلبت منه المساهمة المادية (الطائرة لبعض المشاركين) في هاذيك الدورة اللي تّختار ليها تــتمّ ما بين أكًادير وتزنيت تحت شيعار "تكريم ذيكرى الرايس الحاج بلعيد" وباعتيبار أن "المدير الأكاديمي" كا يوقّع مشاركته فتنظيم الندوة بانتيماءه للإركام؛ لاكينها ما تّلقات-شي ردّ من العاميد. طلبت من موحمّاد (باعتيباره من المؤسّاسة، وكا يوقّع مشاركته بانتيماءه ليها) يذكّر السيد العاميد. كتب موحمّاد ريسالة فهاذاك الشأن للسيد عميد الإركام، واخّا كان فهاذيك الوقيتة، صافي بدا كا يظهر ليه - من خيلال تجريبته فهاذيك المؤسّاسة، بلّي أيّ حاجة جات من جانبه ما كا تأدّي سيوى إلى نتائج معكوسة؛ وذاكشّي اللي حصل: لا جواب على الريسالة بكل بساطة.
لاكين في صيف 2007، أي عام بعدما غادر موحمّاد معهد الإركام، وبعدما قام ثاني بجميع الاتيصالات والإجراءات لتنظيم الدورة الثالثة لملتقى "الموسيقى الأمازيغية وموسيقى العالم" اللي تميّزت بمشاركة بعض المتخصّيصين المغاربة (بحال الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل اللي قدم عرض مقارنة بين المقامات الشلحية والصحراوية والكناوية الإفريقية)، خبروه المسؤولين على مهرجان تيميتار بعدما وصل لأكادير لحضور الدورة والمشاركة فيها، أن وحدة من جلسات الدورة (في قاعة غرفة التيجارة والصيناعة) غادي يتّخللها حفل توقيع اتيفاقية بين معهد الإركام وجمعية تيميتار. فخيلال واحد الجلسة اللي تميّزت بعرض بعنوان "السلّم الموسيقي السوسي؛ أي تركيبة وأي ألحان؟ مقارنة مع بعض المقامات الصحراوية والصينية" (شوف العرض هـــــنــــــــا) من تقديم كل من الأستاذ عبد الكريم ساعة من كلية المحمدية (كا موقدّم لفقرات العرض) والموسيقار المولحّين الكبير الأستاذ عبد الله عصامي من المعهد الوطني للموسيقى والرقص (كا يقوم بعزف شواهد/أمثيلة كا توضّح كل فقرة من العرض)، جات السيدة لطيفة اليعقوبي وخبرت موحمّاد بأن الوفـــــــد ديال الإركام راه وصل وأنه كا ينتاظر فقاعة أخرى؛ ويلا كان مومكين تتوقف الجلسة باش يتمّ حــــــــفــــــل التوقيع على الاتيفاقية بين العاميد والسيد عبد الله غالام رئيس الجمعية مادام هناك جمهور موهيمّ. أخبر موحمّاد السادة الحاضرين بهاذ "الجوزئية التنظيمية الطارئة"، وبان عليهوم ما-شي قليل من الاستيغراب والتابرّوم؛ ومشى عند الوفد وقال ليهوم مرحبا. دخل ذاك الوفد على الناس فاللقاعة، وبقى موحمّاد كًاع اللور، وتوجّه الوفد لعومق القاعة في مكان التسيير، وقدّمو المعنيّين الخطبات ديالهوم، ووقّع العاميد ورئيس الجمعية الاتيفاقية بشكل طوقوسي تحت الفلاشات ديال الموصوّرين، ووقفوا معا الحاشية وقفة طوقوسية، وجرى لجيهتهوم البعض باش يتصوّر معاهوم، وخرجو كيما كانو دخلو، ورجع موحمّاد للمكان دياله كا موسيّير، واعتاذر للناس على هاذ الإرباك "الطارئ".
هاذيك الاتيفاقية - من بين ميئات الاتيفاقيات مع القريب والبعيد من الهيئات والجمعيات، بيما في ذاليك "ديوان المظالم" - كا تنصّ على التعاوون، والتابادول، وذاكشّي...، وكا تنصّ بالخصوص على تاولّي معهد الإركام نشر أعمال الملتقيات الأكاديمية ديال تيميتار (وَهوَ المَطلوب).
إنّما هاذيك الاتيفاقية، ما ظهر-ش ليها من بعد أيّ أثر فالميدان من نهار اقتاحمو مُّاليها صبحيّة من صبحيّات ندوة حول الموسيقى الأمازيغية باش ويوفّرو ليها إطار بريستيجي لتوقيعها. فا حتّى لمّا تّخصصت الدورة المقبلة ديال 2008 لتكريم ذيكرى ولد المغرب العميق، الكاتب الكبير محمد خير الدين، ودعا ليها موحمّاد عيّارات كبيرة من الداخل والخارج من بين المتخصّصين في إنتاج هاذاك الكاتيب ومن اللي عاشروه من قريب في منفاه الاختياري، بحال المرحوم عمران المالح، ما بان حتّى شي "تعاون" من طرف معهد الإركام، بينما كانت المؤسّاسة اللي دخلت ماديا في شراكة تنظيمية للملتقى هيا مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج (CCME) اللي شارك رئيسها شخصيا، الأستاذ إدريس اليزمي، بعرض فالندوة (حوب هاذيك الندوة، شوف هـــــــنـــــــــــا بالفرنسية، وهــــــنــــــا بالعربية).
الشيء الملموس الواحيد اللي ترتّب على هاذيك الاتيفاقية ديال التعاون والتبادل وذاكشّي... هو العرقالة والبلوكاج ديال نشر النوصوص المتميّزة، اللي جمعها موحمّاد بعدما طلب من صحابها تحريرات نيهائية قابلة للنشر. حيث كان مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، اللي شارك ماديّاً في دورة محمد خير الدين، عبّر عن الرغبة دياله في نشر هاذيك الأعمال، كيما أنّ "المعهد الجامعي للبحث العلمي" (في فترة المديرة أمينة عوشر) فين ولّى موحمّاد كا يعمل، عبّر عن نفس الشيء؛ إلّا أن جمعية "تيميتار" اللي وفّرت الإطار المادّي لإنتاج هاذيك الأعمال بقات سجينة بنـــد "التعاون في باب المنشورات" في اتيفاقيتها معا معهد الإركام. وبسباب تجريبة موحمّاد معا الإركام، اللي نسفت جميع كُلّ أساس الثيقة الميهنيّة، بقات عنده هاذيك النصوص إلى اليوم. بعد عشر سنين من الجمع ديالها، حصل منها السيد Ouahmi Ould Braham مودير دورية Etudes et Documents Berbères اللي كا تصدر في باريس على نسخة قصد النظر في إمكانية نشرها ضيمن منشو رات الدورية دياله. إلا النشر ديالها ما تّحقق-شي، مرة أخرى، بسباب خيلاف بينه وبين موحمّاد على مسالة الإسم واللوكًو ديال تيميتار، حيث صاحب المجلة كا يقتارح يدمج هاذيك النصوص غير كا موساهمات فردية ديال أصحابها، ما-شي في كتاب خاص من منشورات الدورية، ولاكين غير كا ميلف مولحاق فشي عاداد من أعداد الدورية.
أما الشيء الثاني اللي حصل بعد دورة 2007 فا هوّا أن بعض الأطراف الجمعاوية وغير الجمعاوية تجنّدت أو تمّ تجنيدها للتنديد بــ"تهميش الكفاءات المحلّية" في حقل الشأن الموسيقي، وتوصّل كًاع موحمّاد والسيدة لطيفة اليعقوبي أثناء اللحظات الأخير من الإعداد لدورة 2009 (دورة مخصصة لتجريبة مجموعة "إيزنزار"؛ شوف هــــــنـــــا) بتهديدات بنسف الملتقى بوقفة احتيجاجية، واضطرّو يلطَفو الدعوة ويعالجو الموشكيل بشي استيرضاءات نزعت الطابع الأكاديمي الجدّى عن ندوات "الموسيقى الأمازيغية وموسيقى العالم"، وانتهى الأمر فالنهاية بتوقيف هاذيك (وَهوَ المطلوب).
فخيلال هاذوك الندوات، تعرّف موحمّاد مزيان، عن قورب، على كثير من المتخصصين فالشأن الموسيقي من حيث الديراسة وتدبير الحقل، ومن بينهوم الباحث الموسيقولوجي التونسي الكبير الأستاذ محمود كًطاط (شوف هــــنــــــا) اللي شارك مرّتين في هاذوك الندوات بعروض حول نماذج من الموسيقى الأمازيغية في تونس وفي مدينة سيوة بمصر (بينما الناس ما كا يعرفو عليه سيوى أبحاثه حول الموسيقى الأندالوسية). حدّث موحمّاد على تأسيسه لـ"المعهد العالي للموسيقى بتونس" عام 1982 وعلى استيعداده لتقديم الخيبرة دياله في هاذ الباب للمغريب، حيث قال ليه موحمّاد بلّي الجاميعة المغربية ما كا تّوفّر على حتّى شي شعبة د-الموسيقى. كيما تعرّف موحمّاد على الإثنو-موسيقية اللي كا تعمل في مركز CNRS واللي خدمت طول مشوارها الميهني على الموسيقى الأمازيغية. دعاته واحد النهار لزيارة المختابار فين كا تعمل واللي كاين الماقرّ دياله في Musée de l’Homme بساحة طروكاديرو فباريس. قامت معاه بجولة في مكاتب المختابار، وقالت ليه بأن المختابار كا يتوفّر على رصيد هائل من تسجيلات الموسيقى المغربية الشعبية ديال بدايات القرن العشرين، وأنه مستاعد لتكوين موتاخصّيصين مغاربة في التوثيق والأرشافة (documentalistes) من أجل رقمانة نوساخ من هاذ الرصيد قصد إعادة توطينه فشي مؤسّاسة بالمغريب طيبقا للإتيفاقيات القايمة بين المغريب وفرانسا. هاذشّي ما كا يستلزم، كيما قالت، سيوى إبرام عوقدة معا شي مؤسّاسة نظيرة للموختابار ديالها لهاذ الغاية بالضبط.
تمّا تذكّـر موحماد ذاك المشروع د-التوثيق والأرشافة اللي كان ختم بيه المقال دياله-2008 ("Métrique, rythmes et modes de la chanson amazighe des rways: un plaidoyer pour la sauvegarde du pentatonisme de la musique marocaine" اللي ما قبل عاميد معهد الإركام النشر دياله سيوى بشرط حذف الفقرة اللي كا تعرض مشروع الأرشافة)، مشروع كان كا يتمثل في رقمانة واحد الراصيد هائل ديال قصايد أغاني أمازيغية اللي كان تصنت ليها موحمّاد كلّها من أشريطة د-السوق، وسجل لكل قصيدة نوعية الوزن العاروضي ديالها، وسميّة الرايس أو الرايسة، وتوثيق دار نشر الكاسيطة والرقم ديالها، خيلال عامالية البحث عن الشواهد لإنجاز كتابه-2008 معا فراسنوا ديل حول علاقة الموسيقى بالعاروض. بدا موحمّاد كا يصدّ من حوله معا راسه، وما كا يبان ليه شكون هيّا هاذ المؤسّاسة الجاميعية أو غير الجاميعية اللي غادي تقتانع بالانخيراط في مشروع بحال هاذا اللي اقتارحانه الباحيثة الفرانسية، واللي كا يبان ما عنده حتّى شي "انعيكاسات سوسيو-اقتصادية" (Retombées socio-économiques اللي هيّا من الدوغمائيات العورفية في تقويم المشاريع الأكاديمية فالبلاد)؟ ومن بعد، شكون كًاع زعما هوّا هاذ موحمّاد، واشنو مدخّلو بحال دونكيشوط لهاذ السوق، سوق أحواش والروايس والملحون والأغنية الريفية والعيطة الجبلية (شوف هـــــــنـــــــا)، والملحون/حيدوس ديال دبدو (شوف هـــــنــــــــا)، خصوصا بعدما قضى عام كامل وهوّا كا يهيأ، معا واحد المؤسّاسة كبيرة، لعقد ندوة دوليّة كبيرة على فن الملحون، وتدخلت مرة أخرى أطراف ما-شي معروفة في آخير لحظات الترتيبات اللوجيستيكية ونسفتها في سبيل الله؟
على كل حال هاذاك الراصيد اللي دوات عليه الأساذة روفزين أولسون، ما بقا-شي معروف فين كاين اليوم، بعدما تّقاعدت الباحيثة المذكورة، وبالخوصوص بعد ما تمّ نقل جزء كبير من المنقولات/الوثائق ديال "متحف الإنسان" اللي في ساحة طروكاديرو إلى "متحف كي-برانلي" الجديد على ضفة نهر السين. وهاذ الدونكيشوطيّات كلّها، كا تذكّره بشي حاجة أخرى حصلت على هاميش واحد الليقاء أثروبولجي نظّمه "المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية" فـماقرّ "الموفوّضية الأمريكية بطنجة" فعام 2012، تحدّث المدير دياله، السيد Jerry Loftus مع موحمّاد، اللي كان من الطاقم المونظّيم ليها من المشاركين فيها، على واحد مشروع التاعاقود كانت بعثــات بيه هاذيك الموفوّضية لويزارة الثقافة فعام 2010 واللي ما تمّ شي التوقيع عليه. المشروع كا يتعلّق بالرقمانة ديال رصيد الموسيقى الشعبية اللي كان سجّله الأنثروبولوجي الأمريكي المعروف، Paul Bowls فربوع المغرب ديال الخمسينات، والموجود في خيزانة الكونغريس الأمريكي. قال ليه موحمّاد عطيني نسخة من مشروع الاتيفاقية، وغادي نصحبها بريسالة كا تبيّن القيمة ديال هاذ العامال ونودعها للوزير الجديد ديال الثقافة فالمكتب دياله باش يعاود يحييها؛ وذاكشّي اللي حصل فالحين بتاريخ 6 يوليوز 2012. هاذاك الرصيد، تمّت فالنيهاية الرقمانة دياله خاريج ذاك مشروع الاتفاقية اللي بقى موجرّاد مشروع، وذاكشّي بعناية الباحيث الموسيقولوجي المعروف فيليب سكويلر، اللي تلاقى معا موحمّاد، ستّ سنين من بعد، فالندوة-12 ديال "المجلس العالمي للموسيقى التقليدية" اللي نعاقدت بالصويرة (شوف هـــــــنـــــا)، وهدى ليه كوفري ديال سيديهات تسجيلات بول بولز.
ملّي انتهى سوق ندوات تيميتار بفضل "المجهودات" الحثيثة المتواصلة المذكورة، ما بقى لموحماد، كا إطار وكا وجه من أوجوه الاشتيغال أو الانشيغال بالشأن الموسيقي فالجانيب دياله السوسيولوجي، سيوى "المجلس الوطني للموسيقى" اللي أسّسه المرحوم، حسن ميكًري، كا فرع مغربي ديال "المجلس الدولي للموسيقى"، واللي صبح موحمّاد عضو فالمكتب دياله وساهم باستيمرار فالأنشيطة دياله إلى جانب المرحوم، حسن ميكًري والساعيد دياله الأيمن الصحافية وفاء بنّاني زوجته، والأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل، وآخرين.
----------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres