OrBinah

(En arabe marocain). Chemin postscolaire-19. Texte narratif : Entrée à Oujda-6 (Imbroglio d’inscription d’une thèse de linguistique dans un Dpt d’Arabe au début des années-80).

طريق ما بعد السكُـيلة-18

--

 

19- دخول وجدة-6 ("مْشْطبّة ديال تسجيل ريسالة ليسانيات بالعربية فبداية الثمانينيات")

 .

دابا، معا السنة الثالثة من عمر كلية وجدة (1980-1981)، ما بقى من الطوبّاماروس في راس الأستاذ موحمّاد سيوى خياله؛ وذاكشّي من ذيك المغامرة غير الموفّقة ديال الحريكًـ اللي عملها الطوبّاماروس فصيف 1980. البعض كا يقول بلـّي راه الطوبّاماروس مات بالخيبة والفقصة؛ وشي كا يقول بلّي راه دخل لواحد الغار من مغارات والي الله سيدي معافى وما بقاش خرج. بقى دابا موحمّاد أستاذ، والأستاذ موحمّاد بقى براس واحد. وهاذ العام الزوجة حاملة، وغادي يتّزاد الولد؛ وخاص موحمّاد يعمل سيّارة من أجل التانقّولات عيواض الطاكسي فالمدينة والقيطار والكيران فالرحلات للبلاد في سوس. الحصة اللي كان جمعها، سبق ليه ضرب بيها كا تسبيق فواحد المشروع عند واحد الشاريكة د-بيناء دور السكنى. بقى ليه واحد الحصة قليلة دفعها فالسيارة، وتّسلف الباقي تريتات. وماشي ذاكّشي فاقط. لقى راسو، بعدما تفارق معا الطوبّاماروس، متّعطل بزّاف في آفاق الانتيقال إلى وضعية "أستاذ مساعد" اللي لا بدّ ليها من مناقشة "دبلوم الديراسات العليا" أو "دكتوراه السلك الثالث"، وهوّا اللي حصل على "شهادة استكمال الدروس" فنهاية 1976! صحيح أنه، خيلال كلّ هاذ المودّة، بقى مواظب على التكوين الذاتي فالليسانيات اللي حصل فيها على شهادة السيلك الثالث، وتقدّم مزيان خصوصاً في فرع الأصوات فونيتيك/فونولوجيا. ولاكين المشكل هوّا فين وكيفاش يصيب من يشرف ليه على الريسالة.

تقاليد الإشراف فهاذيك الوقت معروفة: كا تتّاصل بأستاذ، أو هوّا اللي كا يتّاصل بيك (لأن أغلبية الجيل كانو كا يتّسابقو على استيكثار الأتباع)؛ ويمكن يقول ليك تدوز للدار، وتقتارح عليه شي موضوع ("شعر الحُزن في الأندلس" أو "شعر السخرية في العصر العباسي" أو "فلان: حياته، وشعره على ضوء منهج النقد البياني") أو يخرّج ليك هوّا بنفسو لباب دارو، فالغبشة د-الليل، شي ميكروفيلم ديال شي مخطوط ملفوف فشي كاغط ديال خنشة السيما، ويقول ليك: سير دير ليه "تحقيق ودراسة"، وما تقولها لحتّى شي واحد، راه يمكن يسبقوك ويحقّــقوه، ويناقشو قبلك. "سّي موحمّاد الليساني"، هوّا، ما كا يعجبو-ش هاذاك النوع ديال "البحث" اللي يمكن "يتّسرق" لمولاه بحال شي توحفة يلا غير بلاه الله ودوى على عنوانه معا شي واحد. وكا يعرف موحمّاد أنّ شي موشريف، بحال "الدكتور فخر الدين قباوة"، المتبحّر في علوم اللوغة على سبيل الميثال، اللي كان وعده "الدكتور عبد السلام الهرّاس" باش يتوسّط ليه عندو فالشعبة ديال فاس اللي تّراءسها الدكتور الهرّاس لمودّة واحد سبع سنين، ما غادي يكون معاه "البحث" غير بحال هاذاك النوع من المواضيع، فباب النحو (شي مخطوط "نادر" ديال "ابن مَضاء القرطبي"، أو ديال "الماكودي الهوّاري الفاسي"، أو شي هضرة "ضافيّة" على "نظرية العامل في النحو العربي؛ ما لها وما عليها"، أو على "نظرية العلل في النحو العربي، ما بين المشرق والأندلس" ...). الأستاذ أحمد المتوكّل، اللي كان حضّر معاه سّي الليساني شهادة السيلك الثالث، ما كا يهتمّ سيوى بعليم التركيب؛ وزايدون، الأبحاث ديالو المطبّقة على العربية كا تندارج فإطار "النظرية الوظيفية"، وما-شي فإطار "النظرية التوليدي التحويلية" اللي كان أطّـر فيها الفوج اللي حصل معاه فيه سّي الليساني على هاذيك الشهادة. الدكتور مولاي أحمد العلوي، اللي كان سّي الليساني تّعرف من خيلال موحاضاراته على "صوسير" وعلى "نحو مدراسة بور-روايال"، ونجز معاه بحث التاخرّوج د-الليسانس، ولّى مهتمّ باجتيهادات أيديو-ثقافية خوصومية حول "المدارس اللسانية". ما بقى غير الدكتور عبد القادر الفهري الفاسي، اللي كان جاب لـ"سّي الليساني" كتاب "دي-صوسور" من الخاريج، واللي كان شجّعو باش يتقدّم لامتيحان السلك الثالث، وبالخوصوص، اللي كان عمل واحد الموحاضرة أو زوج على الصوتيات (phonétique) للطلبة تحضير الليسانس، وفصّل فيها الحديث على "الجهاز الصوتي عند الإنسان" باستيعمال مصطالاحات الصوتيات التشريحية، واخّا ما ستعمـ'ــل أي رسم تشريحي؛ حيث هذاك هوّا الميدان اللي كوّن فيه سّي الليساني راسه براسه خيال مودّة طويلة، وما يمكن-شي ليه يدير إعادة التكوين فعيلم التركيب اللي كا يشتاغل فيه الأستاذ الفاسي.

كان سّي الليساني بدا كا ينشر فالماجلّات المغربية الطليعية فذيك الوقت حول مسايل نقدية أو ليسانية عامة؛ حيث نشر بعدا زوج د-المقالات مطولة في "الثقافة الجديدة"، واحد حول "أزمة نقد أم أزمة أدب"، والثاني ترجامة للفصل الأول من واحد الكتاب ديال نوام تشومسكي: Language and responsability). لاكين، ملّي بدا كا يشوف بلّــي العيمان كا يفوتو بسورعة، وأن الوضعية دياله كـ"مساعد"، ما يمكن-شي تضمن ليه الحدّ الأدنى د-المعيشة، معا الوضع الاجتيماعي الجديد، كا فرد عنده أولاد، قرّر يتّاصل بالأستاذ اللي كا يشوف بـلّي يمكن يكون قريب من فرع الأصوات/فونولوجيا  في الشوعاب ديال العربية، بالمغرب، اللي هيّا الشوعاب الوحيدة اللي يمكن ليه يسجّل فيها موضوع بحث "ديبلوم الدراسات العليا" باعتيبار الشهادات السابقة، اللي حصل عليها جميعها باللوغة العربية فشعبة االعربية بفاس. قرّر يسافر من وجدة للرباط باش يتّاصل معا الأستاذ عبد القادر الفاسي الفهري (ما عندو لا تيليفون، لا أي وسيلة يعرف بيها غير واش حاضر أو غايب). بات فالقيطار، وفالصباح مشى لشعبة العربية فكلية الرباط، وطلب الهاتف ديال الأستاذ، وهداهوم الله وعطاوه ليه. تّافق معاه الأستاذ باش يتّلاقاو فواحد المقهى فــ"بوركُون" فـ"أكًدال"؛ وتمّا حدّثو سّي الليساني على موضوع طالاب الليقاء، وقال ليه، بعد عيبارات البروتوكول: كا نفكّر موضوع "مسألة المـنهـج في الدراسات اللغوية عند ابن جنّي". قال ليه الأستاذ، بحقّ، هاذا موضوع قديم وفضفاض. جاوبو سّي الليساني بلّـى متّافق معاه، وبلّي اللي دفع بيه يختار موضوع من هاذاك النوع، هوّا الرغبة ديالو باش يبقى في مجال الصوتيات اللي هيّا ميدان التكوين دياله، واللي "ابن جنّي" من الروّاد ديالها الكبار (من خيلال كتابو "سرّ صناعة الإعراب")، واخّا غادي يكون ذاكشّي غير مقارنة ومقابلة من باب "تاريخ العلوم" بين المعريفة ديال ابن جنّي والمعريفة الحديثة (بحال اللي حضر أطروحة فالطبّ حول "الدورة الدموية عند ابن النفيس")، بشكل ما غادي يجيب فالواقيع حتّى شي حاجة جديدة فالديراسات الليسانية، الوصفية و/أو التفسيرية.  وزاد قال بلّي كا يقدّر، معا ذاليك، بلّي غير هاذ النوع من المواضيع هوّا اللي يمكن يتمّ القابول دياله في شعبة من شيعاب العربية فالجاميعة المغربية، اللي ما يمكن ليه يسجل رسالة سيوى فواحدة منّها. فكّر الاستاذ شويّة وقال ليه: ما-شي كًاع حتّى لتمّا؛ قول لي: واش كا تعرف شي وجه من أوجه الأمازيغية؟ يلا كتني كا تعرفها، يمكن تعمل واحد الموقارنة صرفية ديال "مقولة الإسم" ما بين العربية والأمازيغية. جاوبو سّي الليساني، كيما كان جاوب الدكتور الهرّاس ملّي كان سولّو قبل شي أربع سنين ("منين نتا؟" ... "لاكين المنابهة عرب من معقل" ...) بأنه بالفيعل كا يجيـد مزيان "تاشلحيت" كا لوغة بيت، باعتيـباره تربّى مزداوج اللغة فالبيت (العربية الداريجة وتاشلحيّـت). قال ليه الأستاذ: إذن، يمكن ليك تعمل شي بحث على شكل "دراسة مقارنة لـ"صرف الاسم" (تعريف/تنكير، تذكير تأنيث، تصغير/تكبير، صيَغ جمع السلامة، وصيغ جمع التكسير، الخ.) ما بين العربية والأمازيغية". جاوب سّي الليساني وبيّن للأستاذ أن المعريفة دياله الحالية مقصورة على علوم العربية وعلى الليسانيات العامة، وعيلم الأصوت على الخوصوص، وما عندو أي معريفة بالتراكومات المعريفية اللي غير كا يسمع بيها في ميدان الديراسات اللوغاوية الأمازيغية. قال ليه الأستاذ: ما كاين موشكيل؛ غادي نشوفو ليك معا الزومالاء في الشوعاب د-الفرانسية والإنجليزية باش يساعدوك فالتّاعرّوف على البيبليوغرافية ديال كلّشي ذاكشّي. دابا، باش تكون عامالي، سير وشري "شرح الشافية لابن الحاجب" ديال الأستراباذي، بالأجزاء ديالو كاملة، في صرف العربية، يلا ما كاين-شي عندك، وجيب لي التلخيص دياله. سّي الليساني - وطاليب السيلك الثالث بصيفة عامّة، وطاليب الليسانات بصيفة خاصّة وأخصّ - ما كانو-شي عندو في هاذيك الفترة اختيارات كثيرة باش يفاوض ويناقش أي أستاذ فالاقتيراحات واالتوجيهات على ضوء نوع التكوين دياله والمشروع البحثي دياله بيناء على هاذاك التكوين. توجه سّي الليساني نيشان إلى واحد المكتابة، وشرى "شرح الشافية" بالأجزاء دياله الكاملة؛ ومن بعد، توجّه إلى  خيزانة كلية الآداب، للإطّيلاع على بعض ما فيها ممّا كا يتعلق باللغة الأمازيغية، باش يصّور البعض منها. رفضو ليه ذاكشّي، لأنه ما كا يتوفّر-شي على بيطاقة. طلب موقابلة معا موحافظ الخيزانة، الأستاذ عبد الله بونفور، وعطاه ترخيص، وقام بلّي سمح ليه بيه الوقت لأنه كا تّسنّاه خدمتو فكُلية وجدة؛ وسوّل على الأستاذ "الجيلالي الصايب" فشعبة الأنجليزية بعدما لقى بعض الأعمال دياله فالمجدّة ديال الخيزانة حول فونولوجيا الأمازيغية، وتّلاقى معاه هاذ الأخير، وجاب ليه بعض المقالات دياله بالإنجليزية، ومشى معاه فسيارته زربان (قال ليه عندي حيصّة ديال السبّور) وصوّر هاذوك المقالات؛ وفالعشية خذا القيطار لوجدة لأن عنده حيصّة.

بقى عيدّة أشهور كا يقرا ويلخص كتاب "شرح شافية ابن الحاجيب" من جيهة، والمادة اللي جمعها حول الديراسات الليسانية الأمازيغية بالفرنسية والإنجليزية. من خيلال هاذيك الخدمة الملموسة، بان ليه بلـّـي ميدان الديراسات اللوغاوية الأمازيغية موهيمّ بزّاف من حيث الفايدة العيلمية التجريبية، حيث بارزة فيه بزّاف بعض الظاواهير (بحال النيظام المقطاعي على مستاوى الفونولوجيا، وتاحرّوك "العناصر المتصلة"/Clitics إلى صدر الجملة على مستوى التركيب) اللي كانت باقية معتابرة هاميشية فالديراسات الليسانية، سواء الوطيفية اللي غالبة على المدراسة الفرانكوفونية، أو التوليدية الغالبة على المدراسة الأمريكية؛ وبان ليه فيما بعد أن الأستاذ دياله كان على عيلم بهاذيك الأمور واخّا عمّرو ما شتاغل على الأمازيغية، حيث كان على عيلم بالرواج ديال منشورات الليساني الأخر "محمد كًرسل" فأمريكا. لقى دابا ريوس الخيوط، وتحمّس لخوض موغامرة بحث فواحد الميدان اللي ما كان كا يعرف حتّى شي حاجة على الديراسات اللي تمّت فيه، واخّا أغلبها من اللي كا يوصل للمغريب قامو بيها يا إما إثنوغرافيين أو لسانيين على الطريقة "الوظيفية" الفرانسية ديال "أندري مارتيني" اللي كانت غالبة بزّاف فالجاميعة الفرانسية، وبداو كا يطبقها الجيل الأول من طلبة الشعبة الفرانسية اللي عملو الديبلوم في فرانسا. وبان ليه من جيهة ثانية أن موجرّاد "إعادة قيراءة" نيظام بنية الكلمة في العربية من حيث الصرف والإبدال والإعلال من خيلال كتاب "شرح شافية ابن الحاجيب" كا يتّعدى حجم/مجهود إعداد "ديبلوم الدراسات العليا"، خلّي عليه يلا غادي يتم ذاكشّي في إطار مقارنة مع بينية الكلمة فالأمازيغية. قرّر إذن يتّاصل من جديد معا الأستاذ الفهري فالرباط باش يحدّدو الصيغة النيهائية لعنوان تسجيل رسالة الدبلوم على ضوء تقرير القيراءات اللي قام بيها. تّفهّم الأستاذ الفاسي المسالة وطلب منّه يمشي يصوغ مشروع بحث على ضوء التّاصوّر الجديد للموضوع دياله، ويرجع باش يتمّ التسجيل.

شي أسابيع من بعد، لقى سّي الباحيث واحد الميساج فكيتابة السيد العاميد فوجدة، كا يقول: "سوّل فيك الأستاذ عبد القادر الفهري الفاسي من الرباط، وكا يقول ليك تجي غدّا معا الساعة الثمانية ديال العشيّة لماقرّ المدراسة العليا للأساتيذة. الموضوع: حضور أعمال اللجنة التنظيمية للندوة الدولية لليسانيات". فرح الباحيث وشاف فذاكشّي بداية الاعتيراف بيه فــ"نادي الليسانيات"، ولقاها موناسبة باش يعمل على تسجيل الموضوع فالشعبة فالرباط. غير دابا خاصّو بمشي يجمع حوايجه باش  يسافر غدّا على الصباح من وجدة  للرباط.

ما وصل للمدراسة العليا حتى ظلام الحال، وفاتت الساعة. مشى معاه واحد الشاوش حتّى ورّاه القاعة، وبدا كا يسمع الصداع. غير دخل لقى الناس حول طاويلة طويلة متّريّسها، من الراس الأخر في عمق القاعة، الأستاذ عبد الجليل الحجمري؛ ولقى نظرة سريعة على الحاضرين، وبان ليه شي نوع من التاقاطوب صارخ ما بين اللي على يمنو واللي على شمالو. كان كلّ صفّ كا يقول ليه اجي كًلس. عمل بحال يلا ما شاف ما سمع، وكًلس فالراس الأخر ديال الطاولة مقابل من بعيد معا الأستاذ اللي كا يسيّر. ودغيا دغيا بان أساس التقاطوب: جوج ديال اللوائح ديال الناس المقتارحين للموشاركة في الندوة. بان بسورعة بأن الأمر كا يتعلق بجوج د-الفراقي، اللي غادي يتعرفو فيما بعد بموعسكار "الأمازيغيّين" (من شوعاب الفرنسية والإنجليزية) وموعسكار "العربية". حمات الدعوة بشوي بشوي، وتركّزت على بعض الأسماء اللي عتارضو عليها صحاب واحد الفاريق، ومن أبرزها الأردني "كمال أبو ديب" باعتيبارهوم ليه ما-شي ليساني/لغوي؛ بينما اعتارضو الأخُرين على أسماء أخرى بحال "جورج بوهاس" وعلى المستمزغين الفرانصيص. تمّا توتّرت الدعوة مليح، وعمل الأستاذ الفهري يدّو للمحفاظة دياله، وبدا كا يخرّج منها شي كتوب غلاظ، وبدا كا يعدّد فالمؤلافات  ديال كمال أبو ديب، اللي كان آخرها هوّا واحد الكتاب غليظ بزّاف بعنوان "البنية الإيقاعية في الشعر العربي". كان الأستاذ الحجمري مبرّد عصابو وكا يحاول بكلّ الوسائل يتّجنّب البلوكاج. واحد الساعة سخن الدم للأستاذ "أحمد الإدريسي" (اللي كان رئيس شعبة العربية فكلية الآداب د-الرباط) واللي كان كًالس حدا الأستاذ الفاسي، وتّغلغل ووقف، وعمل واحد المرافعة عامّة مغلغلة بصوت صاخب ما بقات-شي كا تهضر فموضوع لائحة المدعوّين للندوة، وختمها بقوله "... ومن يبتغي بغير العربية لغةً فلن تقبل منه". الباحيث الوافيد الجديد، بقى غير ساكت كا يسمع ويشوف. تمّا عاد عاق وقال معا راسو: ونتا، يا البورحماوي، اشنو جابك كًاع لهاذ السوق؟ كان حساب ليك واش زعما ملّي نشرتي ذوك الزوج د-المقالات فالثقافة الجديدة راه قالو أهل الرباط ما يمكن-شي ننظّمو شي حاجة يلا ما حضر موحمّاد؟ علاه باش من صيفة دخلتي على الناس؟ ما نتا إداري، ما نتا أستاذ فشي شعبة من شعاب الكُلية اللي منظّمة الندوة. وراه يلا كان كلّ صفّ كا يعرض عليك تكًلس، راه غير علاحقّاش أي فاريق ما عارف شكون استدعاك تدخل على الناس وهوما مقامشين بالليل.

بدا كا يبان للباحيث الوافيد الجديد بلّي البلوكاج اللي يمك يهدّد تنظيم الندوة، غادي تكون ليه، بشكل شيبه مأكّـد انعيكاسات على القبول ديال موضوع الريسالة دياله فشعبة العربية، اللي ما يمكن ليه يسجّلها في غيرها بسباب الشواهد دياله اللي جميعها بالعربية. ملّي سالى الاجتيماع الصاخب، عاد مشى لعند الأستاذ  دياله وتسالم معاه وطلب منّه يحدّد ليه موعيد فالغد ليه. طرح معاه فالغدّ ليه مشروع التقرير حول الموضوع، وقال ليه الأستاذ: شفتي دابا، راه يمكن ما يبغيو-شي يسجّلوه يلا ما كان-شي كا يتّناول العربية. إنا راه عندك الموافقة ديالي، شوف غير معاهوم. مشى طلب مقابلة معى الأستاذ الإدريسي فماقرّ الشعبة، اللي رحّب بيه بزّاف ونوّه بالكتابات ديالو و... وقال ليه: حنا ما عندنا موشكيل؛ شوف غير معا الأستاذ الفاسي، الله يهديه. تمّا نهار الباحيث مرة أخرى، بحال كيما حصل ليه بعدما جا من الموباراة ديال فاس، اللي قال ليه خيلالها رئيس الشعبة "منين نتا؟"  ومن بعد علقو وضعيتو فيها وقالو "فوّضت اللجنة البتّ في الحالة للعميد أو الوزير". نفاجر ثاني بالبكا فمكتب الأستاذ الإدرسي بحال شي طفل، وبدا الرائيس كا يواسيه ويقول ليه: ما تدير-شي في خاطرك؛ كا نعرف بلّى نتا راجل وأن هاذي غير دموع أزمة عابرة؛ الله يهدي الأستاذ الفاسي ...

فالنهار اللي غادي يناقش فيه الأستاذ أحمد المتوكل أطروحة دكتوراه الدولة تحت إشراف كًريماس، مشى عنده صاحب مشروع البحث (اللي كان طاليب دياله فالسيلك الثالث في فاس) فقاعة الأساتذة بكلية الراباط قبل ما يمشيو الناس للمناقشة في "مدرّج ابن خلدون"، وقال ليه - بعينيه مغرغرين مرّة أخرى - اشنو ظهر ليك آ-أستاذ فهاذ الوضعية ديالي دابا؟ وباش كا تنصحني؟ راه عيمان هاذي وانا فوضعية "مساعد". ماشي متّكاسل، ولاكين لأني بغيت نعمل شي حاجة مبنية على الصحّ فواحد الحقل معريفي نتا كا تعرف وضيعيتو فالبلاد؛ ودابا تغلقو عليّا البيبان بعدما قضيت عامين فإعداد مشروع البحث بدون ما نتّمكّن من تسجيلو؟ كان الأستاذ منفاعل ومتوتّر شوية فانتيظار بدء الموناقشة، وخدّام كا يبرّد بواحد الضراجية بيضا ديال فليّو اللي على لسانو. كان كُلّشي على بالو، نطق وقال ليه: اشنو باقي كا تعمل هنا؟ (بحال اللي كان قال ليه الأستاذ العلوي في فاس بعد الموباراة)؛ هاذوك راه كا يلعبو بيك الكورة. سير فتّش ليك على شي بيـربيــريزان  (berbérisant) فباريس، وتّسجل معاه، وما تبقاش غير كا تـتّـلاوح هنا فالربط. ومن بعد، التاحقو الناس بالمودرّاج لحضور الموناقشة. ثاق الباحيث موحمّاد بالتقديرات ديال الأستاذ المتوكّل، وهزّ قلوعه فنفس الليلة لـوجدة.

تمّا خذاتو عزّة النفس من جديد، بعد ذيك "لاكريز" المحشّمة د-الدموع، وحلف أنه يواجه الأمور بعناد موحمّاد ديال دوّار إيكًودار، مهما كانت الصيعاب الإدارية والمالية والاجتيماعية. قرّر ثاني يحركًـ؛ ما-شي حريكًـ الطوبّاماروس هاذ المرّة، ولاكين غير حريكًـ الباحيث الناشئ. تّاصل بزاميلو الأستاذ محمد الشامي فوجدة، اللي كان قرا ليه الريسالة دياله اللي نال بيها دكتوراه السيلك الثالث فباريس حول الأمازيغية الريفية، وطلب منّه العنوان ديال المستمزيغ "ليونيل كًالان" فباريس، على ربّي يقبل يشرف ليه على الريسالة. كتب لـ"كًالان" ريسالة كا يطلب منّه يسيفط ليه ريسالة دعوة ليقاء اتيصال بيداغوجي، باش يستافد من مينحة ديال التعاوون الفرنسي اقتارحها عليه العميد الأستاذ مصطفى الشابّي، من أجل عرض مشروع التسجيل معاه. توصّل بالدعوة فظرف واجيز، وخذا الصاكاضو ديال زميله وجاره فالعيمارة، الأستاذ الشامي، وخذا القيطار لباريس عبر خط مليلية –مالقة فالبحر. ملّي وصل باريس، مشى لمصلاحة الكروس (CROUS) ونزّلوه فواحد السكنى ديال المستافدين من الميناح فزنقة (ٌRue des Carmes) فالحي اللاتيني. نهار الجمعة، مشى لـ"السيمينار" ديال ليونيل كًالان فالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا بالسوربون، وقدّم الدعوة، وسمحو ليه يدخل. فنيهاية السيمينار، قدّم راسو لــ"مسيو كًالان"، وخرجو معاه هوّا ومراتو، بّوليط كَالان، لواحد المقهى قريب قدّام حديقة اللوكسامبورغ. عرض المشروع دياله على الأستاذ. غير شاف كًالان نوعية الأعمال اللي عرّف من خيلالها الطاليب بتكوينه، قال ليه: كا نشوف بأنك أكثر تكوين فالليسانيات العامة (فإطار المنهج التوليدي خاصة) أكثر من معريفتك بالخيزانة ديال الديراسات اللوغياوية الأمازيغية اللي كا نشتاغل عليها في إطار المنهج الوظيفي. هاهي واحد اللائحة ديال المراجع اللي غادي تساعدك على تحسين معريفتك الوصفية بالأمازيغية (واخّا كا تهضرها مزيان، لأن ذاكشّي ما-شي كافي، وأحياناً ما-شي ضروري بالنسبة للباحيث)، وانا كا ننصحك تمشي لجامعة باريس-8؛ وتمّا غادي تصيب ليسانيين كا يشتاغلو فإطار النظرية اللي باين بأنك كا تشتاغل بيها.

سوّل الكاتيبة ديال شوعبة د-الليسانيات فجامعة باريس-8 اللي كان كا يتّريسها Nicolas Ruwet (اللي كان قرا ليه شي مؤلافات)، وعطات ليه لائحة الأساتذة (Pierre Encrevé, François Dell, Bernard Laks, …)، وقالت ليه راه "بيرنار لاكس" موجود دابا فالقاعة الفلانية. مشى عندو ولقاه كا يقدم واحد الدرس لشي خمسة د-الطلبة حول "الحركة المختلسة" في الفرانسية على حساب الدراسة اللي قام بها Shaine. قدّم ليه نفسه فنيهاية الحصة وشرح ليه الغاراض دياله؛ قال ليه ذاك الأستاذ: انا مازال ما-شي مأهل للإشراف، شوف ليك معا بّيير "أنكروفي" ولّا "فرانسوا ديل"، وعطاه أرقام الهاتيف ديالهوم. عمل موعيد معا أنكروفي، ومشى عنده للمكتب ديالو فـ"مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية"/EHESC في 54، بولفار راصباي. قال ليه الأستاذ - اللي كان سبق قرا ليه ترجامته لكتاب تشومسكي و هالي فالفونولوجي SPE/1968: انا معا الأسف، هاذي سنوات ما بقيت-شي كا نشتاغل فالفونولوجيا؛ انا دابا كا نشتاغل على المسايل السوسيو-لوغاوية. كا نعتاقد بلّى فرانسوا ديل غادي يعجبو الموضوع ديالك. عمل تيليفون لفرانسو ديل (اللي كان سبق قرا ليه موحمّاد حتّى هوا كتابه  Les règles et les sons. Introduction à la phonologie générative). حدد ليه هاذ الأخير موعيد فنفس "المدراسة العليا"، اللي كا فيها المكتب نتاعه في "مركز الأبحاث اللغوية حول آسيا الشرقية (CRLAO؛ لأن فرانسوا ديل عمل كذلك أبحاث فونولوجية حول اللغة الصينية الماندارية بعدما قراها في بيكين لعيدة سنوات، وحول  لوغة التكًالوكًـ الفيليبّينية)، وهوّا مركز فرعي تابع لـ"المركز الوطني للبحث العلمي" CNRS فين كا يعمل  هاذاك الليساني الفرنسي. كان قليل الكلام وقليل المجاملة، والاكين مأدّب. قال ليه: مسيو، هضرتي لي فالتيليفون على شي مشروع ريسالة بحث في الفونولوجيا الأمازيغية؛ اشنو كا تعمل، وشحال في عمرك؟ جاوبو الطاليب: أنا "مساعد فكلّية وجدة بالمغريب؛ عمري 33 عام؛ مزوّج وعندي ولد عمرو عام. قال ليه الأستاذ أنا عمري كذا؛ دوي ليا دابا على المشروع ديالك، وعلاش جيتي لفرانسا باش تسجل ريسالة، وعلاش معايا بالضبط، ياك كاين الجيلالي الصايب عندكوم اللي كا يعمل فميدان الفونولوجيا الأمازيغية ...؟ بدا الطاليب كا يحكي ليه القصة ديال البلوكاج دياله فالمغرب باعتيبار التكوين دياله بالعربية ... وزاد قال ليه اخترتك نتا و"أنكروفي" لأني قريت بعض أعمالكوم فالفونولوجيا، اللي كانت أساس التكوين ديالي النظري الحالي ... فالأخير نطق الأستاذ وقال ليه: شوف آ-مسيو؛ انا من حيث المبدأ مستاعدّ نشتاغل معاك؛ الموضوع كا يهمّني بزّاف بعدما طّالعت ظواهر مهيمّة فاللوغة الأمازيغية من خيلال بعض منشورات كلّ من "الجيلالي الصايب" و"محمد كًرسل" فبعض الماجلّات الأمريكية (هو من تلامذ موريس هالي، وسبق ليه شتاغل فمعهد MIT ببوسطون 1967-1970). والاكين، ما يمكن نعرف المستاوى ديال التكوين ديالك، لا فالنظرية العامة والا فالمعريفة ديالك فمنهاجية البحث هاكذا بشكل شيفاهي. دابا، غادي تمشي ترجع لبلادك، وتحاول تحرّر لي، ما-شي "مشروع بحث" تعميمي ("غادي ندير، وغادي ندير ...)، والاكين بحث أكاديمي نفسو، حول جانب من الجوانب اللي غادي تتّناولها، بحال يلا غادي تنشر شي مقال عيلمي. تمّا غادي يبان لي واش يمكن لينا نشتاغلو بزوج؛ ويلا جاب الله المقال ديالك صالح للنشر، غادي نساعدك باش تصيب فين تنشره.

رجع الأستاذ موحمّاد للشعبة ديال سيدي معافى فوجدة. وبدا كا يحرّر شيبه مقال، بالفرانسية هاذ المرة (أول مقال نشره بالفرانسية كان في Bulletin de la FLSH-Oujda حول نظرية النقد البلاغي العربي)، على "التفخيم والتشديد في أمازيغية تاشلحيت". سيفطو للأستاذ فرانسوا ديل مكتوب بالستيلو. فأقل من أسبوع جاه الجواب: هذا عامال جيدّ واعيد؛ وأنا مستعدّ كامل الاستيعداد للإشراف على الريسالة ديالك اللي غادي تحدد ليها العنوان فيما بعد. شرط واحد: تكون حاضر معايا فباريز لمودّة عام على الأقل. وراه هضرت على الحالة ديالك معا رئيس شعبة اللسانيات فجامعة باريس-8 نيوكولا روفيت، وقال لي يلزمك تتقدّم بميلف طالاب الموعادلة ديال شهادة باش يمكن ليك تسجل ريسالة دكتورا السيلك الثالث.

خاذ موحمّاد الشواهد دياله واعتيرافات النجاح من الباكالوريا حتى لشهادة استيكمال الدروس، ودّاهوم لعند الموترجيم الموحلّاف، "بن الشيخ"، فشاريع الدرفوفي باش يترجمهوم للفرانسية، وعمل تصويرات للمنشورات ديالو، وشكل ميلف طالاب الموعادلة وسيفطو لرئيس الشوعبة، نيكولا روفيت فجامعة باريس-8. وبدا كا يجري على عام ديال التافرّوغ (1983-1984). بعدما تّعاون كلّ من فرانسوا ديل ونيكولا روفيت على حل واحد المشطبة الإدارية (التسجيل كا يقتاضي موافقة/توقع الموشريف؛ الموشريف كا يطلب حضور الطالب فباريس؛ حضور الطالب فباريس كا يقتاضي حصول على تافرّوع؛ الحصول على تافرّوغ كا يقتاضي شهادة تسجيل فالخاريج) جاتو ريسالة من الوزارة كا تقول: "لا أرى مانعا من استفادكم من التفرغ مع استمراركم في أداء مهامّكم"! رجع ورّاها للكاتيب العام د-الكلّية، سّي أحمد الدرقاوي؛ وبدا كا يتّعجّب. قال ليه موحمّاد: أنا راه نمشي باشمّا كاين، ويلا بغاوني نحركًـ بالموفيد، وبصيفة نيهائية، راه غادي نحركًـ.

---

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 

---------------------------------

النص التابع: 21-  دخول وجدة-8 (بحث و صباكًيتي ومغامرات أخرى لطالب بباريس)، عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-recherche-spaghettis-et-dautres-aventures-dun-doctorant-a-paris



27/09/2019
4 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres