(EN ARABE) De l'actualité de Mohamed Khair Eddine à la veille du cinquantenaire du séisme d'Agadir
أين يوجد كنز المغاربة، وأين تميل قلوبهم؟ -3
عن راهنية الكاتب، محمد خير الدين
(على إثر تكريم ذكراه في ملتقى أكادير)
يوليوز 2008
- نسخة من المقال بالفرنسية
أتوجه بالشكر بالنيابة إلى مُتعهدي ندوة تكريم الكاتب الكبير محمد خير الدين التي انعقدت يومي 1 و 2 يوليوز 2008 بقاعة الولاية بأكادير في إطار الملتقيات العلمية لمهرجان تيميتار (أي "جمعية تيميتار" و"مجلس الجالية المغربية بالخارج") وإلى كافة السادة والسيدات المشاركين والمشاركات في الندوة من الداخل والخارج، وكذا إلى كافة الهيئات الإعلامية التي غطت الحدث: القناتان، الأولى والثانية، الإذاعة المغربية، راديو بلوس، راديو فرانس انيرناسيونال، وأخص بالذكر شهرية "الأفق الجديد" التي خصصت ملفا كاملا للحدث انطلاقا من موقعها كمنبر إعلامي جهوي، مغطية بذلك في نفس الوقت عن بقية الأطراف المؤسسية المعنيّة بالدرجة الأولى بالثقافة المغربية بجميع ألوانها ولافتاتها، التي تألـّــقـت بغيابها عن موعد خير الدين رغم إشعارها الرسمي، ورغم كونها معنية أكثر من غيرها بمقتضى المهام الموكولة إليها وبمقتضى الالتزامات الممضاة من طرفها مع جمعية تيميتار لمجرد غايات خاصة وفي ملابسات ليس هنا محل تفصيلها، في الوقت الذي حضر للمساهمة في ذلك التكريم، كل من موقعه، أطراف أخرى، وهيئات داخلية وخارجية من عالم الثقافة والإعلام، أكثر شأنا، بالرغم من كون هذه الأطراف الأخيرة أقل قرابة ثقافية بالمحتـفى به، لكنها أكثر معرفة بشأنه الثقافي على المستويين المحلي والوطني والعالمي.
صحيح أن محمد خير الدين كاتب مشاكس، ومزعج، ومخلخل للبداهات، على غرار كل كاتب أصيل؛ إذ أن كل أثر من آثاره رسالة نبــوّة في استيطيقا الإبداع، وفي مساءلة الوعي، والوجود، والأخلاق، والسياسة، بشّر بها وأنذر واعتصرها من جُماع تجاربه في الحياة العامة، عاشها كما يعيشها العباقرة، لا كما تمر بها العامة؛
صحيح كذلك أن هذه السمة لكتابات خير الدين قد جعلت تراثه يعيش بدوره في منفى ثقافي ومعنوي لحين من الدهر، كما كان قد وازى، هو بنفسه، ذلك المنفى بمنفى جغرافي واجتماعي ولغوي إلى أن أسلم الروح كغريب عابر على سرير أحد الفنادق في عاصمة بلاده؛
إلا أنه، وبعد ما بدأ يحصل من تصالحِ بلاده مع كثير من أعشار ذاتها ووعيها على عدة واجهات، بدأ النفي المؤسسي يختفي، وأخذت أعمال خير الدين تشق طريقها نحو الجامعة، ثم المدرسة، من خلال اعتماد بعض تلك الأعمال في البرامج، ولو أن ذلك يتم بشكل انتقائي وبناءً على تأويلات سطحية وغير فنية. غير أن النفي المعنوي على مستوى وعي شريحة من النخبة المثقفة ما يزال مختلـَـفا في أمره على الأقل. صحيح أن محمد خير الدين يكتب باللغة الفرنسية التي لــُـقـنها مؤسّسياً، كما يفعل الطاهر بن جلون، وليس باللغة العربية مثل محمد شكري مثلا. لكن ما موقع نجم خير الدين في سماء مختلف هيئات الكـُتــّـاب اليوم، وفي برامج تلك الهيئات؟ لا أعتقد بأن المصالحة مع الذات قد تمت فعلاعلى هذا المستوى.
["ولقد حاولت الأحداث المغربية معرفة سبب تخلف وزيرة الثقافة عن الحفل الهام للشاعر الذي أحب المغرب، وأحبه المغاربة، والمناضل الكبير، دون أن تتلقى أجوية، خصوصا أن الزيارة سبق أن برمجت (...) وتم اكتراء حافلة أقلت ائتلافا لمجموعة من الفنانين والممثلين، إضافة إلى حسن نجمي، رئيس بيت الشعر ومدير مديرية الكتاب التابعة لوزارة الثقافة. ومن بين جدول أعمال الزيارة أيضا كان قد برمج وضع الحجر الأساس لدار الثقافة التي ستحمل اسم محمود درويش. وكان صباح يوم الجمعة الماضية تمت تهيئة المكان المخصص لوضع الحجر الأساس وثبتت الأعلام الوطنية، لتتم إزالتها في المساء، ولم تتردد أخبار تغيب الوزيرة عن الزيارة حتى اليوم الموالي؛ ولم يكن حضور السلطة مكثفا كما هو معهود لحدث من هذا الحجم..."].
فإذا كان الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم محمود درويش يستحق، حيا وراحلا، كل تكريم في كل البلدان ومن طرف كل الهيئات المدركة للمعاني الكونية للفكر والكلمة، فمن باب أولى وأحرى ألا يحرم خير الدين في صميم بلاده من فضاءات يـُذكر فيها اسمـُه، إذا لم أكن مخطئا.
محمد المدلاوي
الرباط 20 يوليوز 2008
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres