(EN ARABE) Questions omises du debat sur la graphie officielle d'ecriture de l'Amazighe (Berbere) au Maroc. PARTIE-1
Si le texte arabe ci-dessous ne s'affiche pas correctement, aller vers la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur ARABE(Windows)
------------------------------------
فصيلة الأسئلة المغيبة في النقاش حول حرف كتابة الأمازيغية(1)
(القسم الأول)
محمد المدلاوي المنبهي
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (في حينه: أكتوبر 2003)
أولا. طرح المسألة
قيل كلام كثير حول حرف كتابة اللغة الأمازيغية، وتدوين متونها الأدبية، وإعداد أدواتها البيداغوجية، من معاجم مدرسية، وكراريس مدرسية ، وكتب قواعد، ومدونات نصوص قرائية وغيرها. وقد تم طرحُ المسألة بشكل مفاجئ خلال سنتي 2002-2003 بمفاهيم وقاموس خطابٍ حادّ، جَعَلَ بعضَ المنابر الصحفية تزايد حينئذ في "التسخين" الصحفي فـتُطلقُ على المسألة "معركة الحرف"؛ وهي تسمية لا تبتعد في الحقيقة كثيراً عن حقيقة الطرح ورُوحه إذا ما نُظر إلى أدواته المفهومية، والاصطلاحية ('معركة'، 'حرب'،'تجييش'...) وإلى نوعية المواقف السُوسْيُو-سياسية التي عمل ذلك الطرحُ على بلورتها وتجذيرها. فقد تميز ذلك الطرح إجمالا بما يلي:
الميزة ب - سيادة المواقف الإطلاقية، المبنية على مجرد شعاراتٍ تُقدَّم كبديهيات لا تحتاج إلى تأسيس عقلاني، ولا إلى تبرير ظرفي- تاريخي، ولا إلى آلية سوسيو-اجتماعية، وسوسيو-تربوية، لإدراجها إدراجا ملموسا في أرضية الواقع الزمكاني المغربي الملموس؛
الميزة ج - جنوحُ الأطراف المنخرطة في الحلبة نحو الاتهامات ومحاكمات النيات انطلاقا من عقلية المؤامرة كأسلوب لفرض الشعارات، ولإضفاء المشروعية على المسلمات المقدَّمة كبديهيات.
من بين مظاهر المواقف الشعارية الإطلاقية ما تمّ من انشطار بشأن 'مسألة الحرف' - بعدما رفعـتـْها المُهارشةُ الداخلية بين بعض فصائل الحركة الأمازيغية نفسها إلى مستوى شعارٍ، بل معركةٍ - إلى مواقفَ إطلاقية ثلاثة، لا جسور بينها بالرغم من تقلُّب موازين قواها الضاغط بسرعة، لا على أساس تقدُّمٍ في إنجاز التشخيصات المعرفية، ولكن بناء على تنجيمات التقديرات التاكتيكية السياسوية. إنها المواقف الثلاثة الآتية:
- موقف الانتصار للحرف اللاتيني، هُنا، والآن، وإلى الأبد، وعلى سبيل الحصر والإقصاء؛
- موقف الانتصار للحرف العربي، هنا، والآن، وإلى الأبد، وعلى سبيل الحصر والإقصاء؛
- موقف الانتصار لحرف +تفيناغ، هنا، والآن، وإلى الأبد، وعلى سبيل الحصر والإقصاء.
وإذا كانت "معركةُ الحرف"، كما سنرى، قد دُشّنت، أولَ ما أُعلِن عن قيامها، كمعركة داخلية بين بعض نشطاء الحركة الأمازيغية أنفسهم، فإن جذوتها ما لبثت أن اجتذبت إليها أطرافاً أخرى، وهو أمرٌ يقتضي بيانُه الرجوعَ شيئا ما إلى الوراء.
فلقد كانت هناك فترةٌ من الذُهول استبدَّتْ إلى حين بفصائل النخبة الثقافية والسياسية التقليدية في المغرب، تفاوتت حِدّتُها حسبَ مواقعتلك الفصائل على الطيف السياسي-الأيديولوجي، وذلك على إثْر صدور الظهير الملكي المؤسس للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بأجدير يوم 17 أكتوبر 2001، الذي تقدَّمتْ من خلاله المؤسسة الملكية، مُفَعِّـلَـةً للفصل 19 من الدستور لِملْءِ الفراغ الذي كان قد أصبح مُخيفا في حقل من الحقول الحساسة مما عَجَزَتْ تكل النخبةُ عن تدبير أمره وإنتاج مضامين فكرية بشأنه، والتقدم فيه بمشاريع في التدبير اللغوي والتربوي والاجتماعي، وفي الفلسفة والأدب تبلغ من الإقناعية والكفاية ما يضمن تأطير المواطنين سياسيا وأدبيا حوْلَها وحول غيرها من أوجه الشأن العام؛ وذلك على الرغم من احتدام التحولات المتلاحقة بشأن هذا الحقل وطنياً ("البيان الأمازيغي" مثلا)، وجهويا (الانتفاضة الثانية بمنطقة القبايل بالجزائر)، وعالميا (نظام العولمة، والنظام العالمي الجديد، المنعطف 11 سبتمبر 2001، بروز الهويات عبر العالم، الكونغرس الأمازيغي، الخ.)، وعلى الرغم من سلسلة من "الإشارات" والدعوات التي ما فتئت المؤسسة الملكية وُجِّهَتْها في هذا الباب إلى النخبة السياسية على الخصوص داعيةً إياها إلى تأهيل نفسها سياسيا ومعرفيا فيما يتعلق بهذا الملف؛ وأبرز تلك الإشارات والدعوات الخطابُ المكلي ليوم 20 غشت 1994 الذي دعا فيه الملك الراحل الحسن الثاني لأول مرة إلى العناية باللغة الأمازيغية، ونظرا لأنه "لا يمكن أن تؤجل الإصلاحات [في مواضيع الأسرة، والثقافة، والإنصاف والمصالحة، والتربية والتعليم] إلى غاية أن تكون الإحزاب المشكلة للحكومة قادرة على المبادرة" كما نبه إلى ذلك السيد الحبيب كمال (جريدة الرأي المغربية؛ عدد 06، 03-09 غشت 2007؛ ص:3). ولقد دُشِّنَتْ تلك الفترةُ من الذهول السياسي والشرودِ الإعلامي للنخبة السياسية بهروب نحو الإمام للتركيز على أحداث ديبلوماسية هي هامشية بالقياس إلى حجم الظهير (رحلة الوزير الأول مثلا إلى آسيا) في تنكُّر وإنكار عجيبين لذلك الحدث التاريخي المتمثل في ظهير أجدير، بل حتى للأنشطة الرمزية (إعادة الاعتبار إلى البادية والهامش) التي أعقبت إصدار الظهير، كماراطون الزيارات الملكية إلى الوسط والجنوب الشرقي وسوس؛ وهو أمرٌ سبقَ لي أن لفتْتُ الانتباه إليه من خلال مقالٍ لي بكل من أسبوعية "المستقل الأسبوعي" (3 ديسمبر 2001) و يومية "الأحداث المغربية" (5 ديسمبر 2001) تحت عنوان "لُعبة الحدث واللاحدث في غمرة ما حدث".
فلا أحد من "المحللين" المحترفين قد تناول ذلك الحدث، لا من الوجهة الدستورية - مع أنه كان قد كثر الحديث مع ذلك عن الفصل19 من الدستور - ولا من ناحية الدلالات السياسية، ناهيك عن الدلالات الحضارية والثقافية. لقد انتصرت ثقافةُ "المسكوت عنه" بامتياز من جديد في معالجة القضايا بــ'مؤامرة الصمت". ثم لقد تعمّقتْ هذه الحالةُ من الذهول لدي النخبة فأخذت تتحوّل إلى توجّسٍ، فحَذَرٍ، فحسابٍ، بمقدار ما كانت تلُوح في الأفق الاستحقاقاتُ الانتخابية التشريعية لخريف 2002 بما كانت تحبـِـلُ به التخمينات بشأنها من تحالفاتٍ ومواقف، مما جعل بعض أطراف الأمازيغية ينساق مع فهمٍ خاص لمبادرة ظهير أجدير، فيعتقد أن الحركة الأمازيغية في عمومها أصبحت سياسيا سيدة الموقف بمقاييس موازين القوى فيما يتعلق على الأقل بالحسم الاختيارات الكبرى للمسألة الثقافية، وما يُنتظر - في تقديرات تلك الأطراف - أن يترتّب عن ذلك الوضع من ترتيبات، وإعادة ترتيبات سياسية، خصوصا باعتبار الطابع الانتقاليالقائم حينئذ على صعيد إعادة هيكلة مؤسسات الحكم بين عهدين. ويُعبـِّــر عن هذا الفهم الخاص لدلالة ظهير أجدير، وللمعهد الملكي المنبثق عنه ما وَرَدَ مثلا، وليس على سبيل الحصر، في تدخل للأستاذ أولحاج، عضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،خلال ندوة نظمتها الشبكةُ الأمازيغية بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط يوم 19 أكتوبر 2002، حيث أشار ذلك الأستاذ إلى أنه، أمام تراجع القدرات التأطيرية للأحزاب التقليدية في اعتباره وتقديره، وبروز حركتين فتيّتين، في تقديره كذلك، ألا وهما ما أسماه بــ"الحركة الظلامية" من جهة و"الحركة الأمازيغية" من جهة ثانية، وبالنظر إلى توافق ظرفية كل ذلك مع مُنعطَف الحادي عشر من سبتمبر 2001 من جهة، بما تولَّد عنه من قيود دولية جديدة، ومع ما يفرضه الانتقال من عهد إلى عهد على مستوى المؤسسات بالمغرب من جهةأخرى، فإن ظهير أجدير وما تأسس عليه يندرج، حسب تحليل ذلك الأستاذ، في إطار تحالفٍ ضمني للمؤسسة الملكية مع الحركة الأمازيغية، ومراهنة تلك المؤسسة على القدرات التأطيرية لتلك الحركة (انظر أسبوعية "الصحيفة" عدد 30 أكتوبر 2002؛ ص 32وكذلك جريردة "التجديد"، عدد 21 أكتوبر 2002، ص3). ويؤكد عضو آخر من أعضاء نفس نفس المجلس الإداري للثقافة الأمازيغية، ألا وهو الأستاذ بودهان، هذا الفهم الخاص لدلالة الظهير ولوظيفة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حين قال مؤخراً، في سلسلة ما أطلق عليه "معركة الحرف"، التي لن تُكْسَبَ إلا باعتماد الحرف اللاتيني حَسَبَ اعتقاده، ما يلي: "وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أحد أهداف إنشاء المعهد هو إقامة نوع من المصالحة بين الحركة الأمازيغية والمؤسسات الرسمية، تلافيا لاشتداد التوتر بينهما وتجنُّبا لأي تجذير وتسييس للمطالب الأمازيغية، فإنه لن يكون منطقيا ولا مفهوما أن يحاول أصحابُ الحلّ والعقد فرضَ حرفٍ رَفَضَتْه الحركة الأمازيغية (...) لأن ذلك سيعني العودة إلى التوتر والصراع بين الحركة الأمازيغية والمؤسسات الرسمية، وهو ما يتناقض مع أهداف المعهد التي ترمي، من بين ما ترمي إليه، إلى التهدئة وتلطيف الأجواء بين الحركة الأمازيغية والمؤسسات البرسمية" (شهرية "تاويزا"، عدد 69، يناير 2003).
إن هذا الفهم الخاص جدا للدلالات السياسية والثقافية والحضارية للظهير عامة ولوظيفة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية خاصة، الذي لم يكن في الحقيقة في حد ذاته سوى أداة واحدة من بين الأدوات المتعددة الممكنة بمقتضى روحُ ديباجة الأسباب المُوجِبَة للظهير نفسه، بما كان يلوح في أفق ذلك الفهم من ترتيبات وإعادة ترتيبات محتملة هُو ما جَعَلَ بعضَ أطراف الحركة الأمازيغية يُدشّنـون، في غير قليل من الاستعجال والتهافت، مرحلة تصفية التناقضات الداخلية الضيقة، على المستويات الشخصية، والزعامية، والتنظيمية والجهوية، مُعَبِّرين عنها بمزايدات في المبادئ والشعارات، على شكل اتاهامات متبادلة بالتخوين تارة، وبالتكسُّبِ بالأمازيغية تارة أخرى، كما تجلّى ذلك من خلال الحملة التي شُــنّــَــتْ طيلة عدة أشهر على المشاركين في تجربة MEDERSATCOM للتعليم الخاص للأمازيغية بالوسط القروي الممولة من طرف مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية والتي كانت قد انطلقت في أكتوبر 2000 (أنظر شهرية العالم الأمازيغي، عدد 25؛ 05 أكتوبر 2002، فيما يتعلق بهذه المدارس).
غير أنه ما لبثت أن وضعت المعركةُ الانتخابية أوزارها، بما رافقها من فتور، وما أسفرتْ عنه من انهزام من انهزم، أو انتصار من ظن أنه قد انتصر، حتى انخرطت أطراف أخرى في جبهة "معركة الحرف" التي كان قد دَشَّن معركتها بعضُ نشطاء الحركة الأمازيغية فيما بينهم وخارج اللعبة الانتخابية كما أسلفنا، ليجدوا أنفسهم في النهاية، وبعد انتهاء أطوار تلك اللعبة، في مواجهة أطراف سياسية أخرى قد مَرَّ عليها حينٌ من الدهر.
-----------
صفحات الأقسام السبعة للمقال كما هي موزعة في هذه المدوّنة (OrBinah):
-- القسم الأول:
-- القسم الثاني:
-- القسم الثالث:
-- القسم الرابع:
-- القسم الخامس:
-- القسم السادس:
-- القسم السابع:
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres