OrBinah

(EN ARABE) Questions omiseS du debat sur la graphie officielle d'ecrire l'Amazighe(Berbere) au Maroc. PARTIE-6

Si le texte arabe ci-dessous ne s'affiche pas correctement, aller  vers la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur ARABE(Windows)

------------------------------------

 

فصيلة الأسئلة المغيّبة في النقاش حول حرف كتابة الأمازيغية(1)

 

(القسم السادس)

 

 

محمد المدلاوي المنبهي

 

المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (في حينه: أكتوبر 2003)

 

 

 

 

 

التحذير من اعتماد ما سوى "حرف الأجداد الأمازيغ" وجه أخير من أوجه الفزّاعات التقليدية

 

إن الشرطين المذكورين سابقا (في ختام القسم الخامس) واللازمين لرفع المغالطة والمزايدة عن شعار "اختيار الأجداد الأمازيغ" (المقصود: استعمال الحرف العربي) شرط ينسحب في الحقيقة على كل الهيئات التي لا تتحدث عن الأمازيغية إلا لكي تقول "الأمازيغية ملك للجميع" قبل أن تستدرك بـــ "ولكن ..."، مستدركة وملوحة بالفزّاعات التقليدية المعهودة. إن الأمر يعني في نهاية المطاف أن الأهلية والمشروعية لا يمكن أن تحصُل للأشخاص ولا للهيئات في مثل هذه الأمور في ظرف أسبوعين، وذلك مهما اشتهر المغاربة بالفبركة على جميع الأصعدة بما في ذلك استنبات النخيل فوق الإسفلت بين عشية وضحاها. فلو أن نخبة الاستقلال، التي عملتْ على توقيف تدريس الأمازيغية في المعاهد ("معهد الدراسات العليا المغربية" الذي تطورت عنه كلية الآداب بالرباط)، قد فعلتْ ذلك قصد إحلال الحرف العربي محلّ اللاتيني وتوسيع ذلك التعليم ليتعدى قاعات بعض المعاهد النخبوية، لكانت للمطالبة بـاستمرارية "اختيار الأجداد الأمازيغ" معنى؛ أما وقد بلغ الأمر ببعض امتدادات تلك النخبة أن يــُرفض مثلا تسجيلُرسالة جامعية حول اللغة الأمازيغية بقسم اللغة العربية في عاصمة المملكة في بداية الثمانينات مثلا بدعوى - من مسؤولي هذا القسم - بأن القسم قسمٌ للغة العربية وليس لغيرها، مما اضطر صاحب الرسالة إلى الاغتراب اجتماعيا ومهنيا وأكاديميا - وهذا مجرد مثال-  فإن أي حديث، مع مثل هذه الوقائع، عن التشبث باستمرارية "اختيار الأجداد الأمازيغ"  لا يعدو أن يكون إلا من باب محاولة إسكات الخصم بما اتّفق، ومن باب افتعال كل الذرائع لخوض غمار اللعبة التي يبدو أن طرفـَي خوضها قد استساغاها ووجدا فيها حسابيهما، كلٌّ من موقعه الخاص؛ ولذلك تم فتحُ القاموس الحربـي فجأة وفي إقبال منقطع النظير. فبعد سلسلة المقالات التي عُرفت في صحيفة "تاويزا" بملف"معركة الحرف"، نقرأ في الصفحة الأولى من شهرية "العالم الأمازيغي" (30 نوفمبر 2002) ما يلي: "اختيار الحرف يشعل فتيل حرب بين الإسلامويين والأمازيغ"؛ وفي الصفحة الأولى من أسبوعية "العصر" (27 ديسمبر 2002 ) نقرأ: "الحرب على الحرف العربي"؛ وفي الصفحة الأولى من أسبوعية "الصحيفة" (عدد 95، 3-9 يناير 2003)  نقرأ: "حرب الهوية بالمغرب هل تقع؟ أطلقها حرفُ الكتابة، وأجّجها بيان مكناس، ودخلها الإسلاميون".

 

ومع ذلك، وبما أنه لا فوات قطّ للأوان - في مثل هذه الأمور وعلى مثل هذه المستويات -  لتدارك ما لا يزال يمكن تداركه، فإن السنوات القليلة القادمة هي الكفيلة بإعطاء مدلول حقيقي لشعار "اختيار الأجداد الأمازيغ" وما تفرع عنه من تحريكات وتعبئات. فبمقدار ما يمكن أن تُفلح الأطرافُ المختلفة التي تلوح اليوم بهذا الشعار  في صخب، أن تراكمه اليوم في كل السنة من دراسات أكاديمية، جامعية أوجمعياتية عالمة، ومن تحقيق نصوص قديمة، ومن منشورات حول الأمازيغية، لغةً، وأدبا، وحضارةً، باستعمال ذلك الاختيار، الذي تم التهديدُ، من أجل الدفاع عنه، بالاحتكام إلى الشارع، هو وحدَه الكفيلُ بإعطاء مدلول قطعي لذلك الشعار، وليس محاكمةُ نيات تلك الأطراف، مهما كانت دلالةُ  السوابقِ في هذا الباب. 

 

 خامسا. خلاصة عامة:

 

نخلص إلى القول بأن مسألة حرف كتابة اللغة الأمازيغية، لو أنها كانت قد طُرحت طرحاً معرفياً، وتم فيها تجنب الطرح الشعاري المعتمد على سياسة ممارسة الضغط والابتزاز الزبوني تجاه مؤسسة المعهد الملكي على خلفية فهم خاص لوظيفة هذه المؤسسة ولدلالة الظهير المؤسس لها كما تجلت تلك الممارسة مؤخرا بشكل ملموس من خلال البيان الذي عُمم على الصحافة الوطنية باسم اللجنة التقنية "من خبراء، وعلماء، ولسانيين، ومختصين في علوم التربية..." المكلَّفة من طرف وزارة التربية الوطنية، والتي قررت بالإجماع، حسب البيان المشار إليه، اعتمادَ الحرف اللاتيني دون غيره لكتابة الأمازيغية، وذلك يوم 5 يونيو 2002 (انظر مقالنا حول هذا الأمر تحت عنوان "مسافات فاصلة" بجريدة "الأحداث المغربية" عدد 1280، 24 يوليوز 2002)، ثم تلا ذلك "بيانُ مكناس" الذي عُمّم بدوره على الصحافة وعلى المؤسسات المعنية؛ نقول: لو طُرحت المسألة طرحاً معرفياً بالدرجة الأولى، لما أمكن الانقضاضُ عليها كذريعة سياسية، ولما أمكن الخوضُ فيها إلا لمن راكم - فرداً كان أم جماعة أم هيئة- حصيلة سنين من الجهد والبذل في الميدان للتعرف على معالمه، مُقدِّماً بين يديه وبيمينه إنتاجات ملموسة ومراجع ومستندات، وهو شيء لا يتسنّى إلا لمن كان قد آمن فعلا ومنذ زمان بالقضية قبل أن تصبح موجة سانحة تُركب من مواقع متعددة وفي أوضاع مختلفة؛. أما الموقف الشعاري فلا يُكلِّف أكثرَ من ركوب موجة شعار مضاد؛كما أن تشكيل جماعة ضغط لا تكلّف أكثر من تشكيل جماعة مضادّة، وهي أمورٌ يمكن إنضاجها بالعمل السياسوي المحترف في أسبوع أو أسبوعين حينما يرى السياسي أن الظرف مُواتٍ، فيكُون الاحتكامُ حينئذ إلى الشارع، أو ما يسمى عند الإغريق بالديماغوجيا أو الغوغائية.

 

فها هي الصحافة تتساءل عما إذا كانت ذريعة حرف الأمازيغية ستُعيد طبعة سينارْيو خُطّة إدماج المرأة، كتمرين سياسي أثيـت نجاعته، خصوصا بعد أن اقتحم بعض الخطباء ميدان اللسانيات، والسوسيولغويات، وعلوم الألفبائية والإملائية. تقول أسبوعية "المستقل الأسبوعي" في صفحتها الأولى (عدد: 640؛ 3-5 يناير 2003): "بعد تحرُّك حزب 'خطباء الجمعة'، هل تعيد قضيةُ حرف كتاية اللغة الأمازيغي صراع 'خطة إدماج المرأة' في التنمية إلى الواجهة؟". ولعل هذا ليس مجرد تخمين مبني على القياس. ففي إطار الانقضاض على الفرصة التي وفرتها سُـنّـــة ممارسة الضغط على أعمال المعهد الملكي، ضمّنتْ حركةُ التوحيد والإصلاح بيانها الختامي لجمعها العام الثاني (14-15 دسمبر 2002) فقرة أبرزتــْها جريدةُ "التجديد"  بالبنط الغليظ كعنوان للبيان هكذا: "استنكار الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني" ("التجديد" عدد 539؛ 18 ديسمبر 2002). ثم تلتْ ذلك رسالةُ الأستاذ أحمد الريسوني، رئيس نفس الحركة المُعادُ انتخابه، إلى عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الأستاذ محمد شفيق، وهي رسالة تنُصُّ في فقرتها الثالثة على "أن كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني خيارٌ استعماري جاء في سياق محاولات سلخ الأمازيغ عن الإسلام، وزرع التفرقة بينهم وبين إخوانهم العرب من أبناء المغرب"؛ وتختم الرسالةُ بقولها: "ولهذا فإننا نطالب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالتبني الرسمي للحرف العربي في كتابة الأمازيغية". وإلى جانب تحذيرات الأستاذ المقرئ الإدريسي - الذي ربط أمر حرف كتابة الأمازيغية بالأطراف الفرانكفونية،والأمريكية، والصهيونية -  من مغبّة "العواقب الوخيمة لأي قرار يزيد من تمزيق وتشطير المغاربة إلى أُمتين وشعبين"، نقرأ في نفس العدد من جريدة "العصر" التي استقينا منها الشواهد الأخيرة ما يلي، تحت عنوان "الإسلاميون يُحذّرون من اعتماد الحرف اللاتيني، والأحزاب تلتزم الصمْت"، وذلك بقلم السيد عبد الحق بلشكر؛ يقول: "ولعلّ ما فجّر معركة الكتابة الآن، وجعلها تتّخذ أبعاداً أخرى قد لا تقل عن المعركة التي تم خوضُها فيما يخصُّ خطّة إدماج المرأة في التنمية هو البلاغُ الذي أصدرته مجموعة من الجمعيات الأمازيغية التي حضرت لقاء وطنيا دعتْ إليه جمعيةُ "أسيد" بمكناس في 5 أكتوبر 2002..."؛ إلى أن يقول في مكان آخر: "وفي هذا السياق يؤكد الدكتور سعد الدين العثماني في ندوة نظمتها جريدة "العصر" حول حرف الكتابة الأمازيغية أنه إذا تمّ فرضُ الحرف اللاتيني فإن الحركة الإسلامية ستنزل إلى الشارع، تماماً كما وقع ضد خُطّة إدماج المرأة..." (العصر، عدد 248، 27 ديسمبر 2002).

 

 

 

 

 



07/01/2008
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres