(EN ARABE) Quelques aspects de "l'orthographe" qu'on est en train de bricoler pour l'arabe marocain
بعض مظاهر "الإملائية" التي يجري إعدادها
لتدوين مواد الحوامل الديداكتيكية المحتملة للعربية المغربية
خلاصة ما يمكن قوله بناء على ما سبق بيانُه في النص السابق (انظرهـــنـــا)، هو أن ما يتم إعداده كـ"أملائية" لتدوين العربية المغربية ينذر بكارثة تربوية جديدة لا تقل كارثيته، على النظام التعليمي عموما وعلى مصير العربية فيه على الخصوص، عن كارثية الكيفية الإرادوية التي كان قد رفع بها شعار التعريب الحماسي وعُمِل على تطبيقه بالشكل الذي أفضى إلى ما أفضى إليه مما يعاينه اليومَ الجميع ويسعى شعارُ "الإصلاح" إلى إصلاحه. ستتم العودة إلى تفصيل تقني مدعم بأمثلة لأوجه هذه الكارثة، ونكتفي هنا تتمة للنص السابق بإجمال مظاهر تلك الكارثة بالنسبة لإرساء الكفايات القراءة والكتابة والفهم الأولى لدى الماعلم؛ وذلك من خلال الفقرات المرقمة الآتية:
1- إذا كان جزءٌ من عراقل اكتساب العربية يعود إلى نظامها الإملائي العتيق الذي يعود إلى ألفية وبعض القرون من الزمن، وذلك من حيث إنه نظام لا يدوّن سوى نصف المادة الصوتية للفظ الكلمة، أيْ أنه نظامٌ يكتفي مثلا بتدوين مادة /كتب/ (= /ktb/)، ويترُك مهمّة رفع الالتباس في قراءة المكتوب وإدراك معناه المقصود به على أنه [kataba] أو [kutiba] أو [kutubun] أو [kutubin]، الخ. كمهمة ملقاة على عاتق القارئ، الذي يتعيّن عليه الاعتماد على سَبـق معرفةٍ بالنحو وبالإعراب، وعلى الاستعانة بقرائن سياقية متعددة قد تنعدم البتّة أحيانا (موضوع الكلام، التركيب العام للجملة الذي لا يتم اكتشافه إلا في نهايتها مهما كانت طويلة، الخ)، إذا كان الأمر كذلك، فإن تلك النقيصة من النقائص ستـنتقل، كما هي بنوعيتها وبكمّها، إلى تدوين العربية المغربية حسب الإملائية التي يجري ترقيعُها وتلفيقها اليوم في تسابق متهافت؛ ثم يُضاف إلى تلك النقيصة كمٌّ آخر هائل من الالتباس متولـّدٌ هذه المرة عن بعض خصائص معجم هذه العربية المغربية في حد ذاتها، من قبيل التباس /المعلـّـم/ ("رَجُلُ تعليــمٍ؟" أم "حِـرَفيٌّ؟") أو التباس /المقـدّم/ ("مُــقــدِّمُ برنامجٍ؟" أم "مسؤولُ الحيّ؟")؛ وهذا الباب الأخير باب واسع كبير في ذلك المعجم عبر تطوره من خلال عملية الغرف المستمر من معجم الفصحى مع إسقاط منهجي للحركات القصيرة وتحويل حروف المدّ واللين (/ا/، /و/، /ي/) إلى جيل جديد من الحركات القصيرة ومع تعديل أحيانا للمعنى المعجمي بالقياس إلى الفوصحى (بالنسبة لماهية "العربية المغربية وخصائصها البنيوية" انظر هـــنـــا).
2- إذا كانت الإملائية التي يتم إعدادها بشكل متهافت غير علمي يلجأ أصحابها أحيانا إلى استعمال إعجام ما يسمّى بــ"الشكل" أو "الضبط" (ـــــَــ، ـــــُــ، ــــِــ) بطريقة مزاجية واعتباطية (arbitraire) لا يُعرَف أين ومتى تُستعمل أو لا تُستعمل، فإن معجم العربية المغربية يتوفر مرة أخرى على باب واسع من المفردات لا تنفع معها لرفع التباساتها حتى تلك الطريقة على علّاتها من حيث إنها مزاجية اعتباطية غير مطـّـردة. من ذلك مثلا كُل الأزواجُ التقابلية (paires minimales) لكل الكلمات الثلاثية المشتركة الجذر والتي لا تتوفر على أيّ حركة تامّة من الحركات الثلاث المعروفة (ـــــَ، ـــــُ، ــــِـ) وإنما تستعمل الحركة المختلسة التي ندوّنها هـنـا مؤقتاً على شكل (ــ'ــ)؛ وذلك من قبيل الأزواج الآتية:
/حبـ'ــس/ "حَـبـَـسَ" و/حـ'ـــبس/ "سِجْـنٌ"؛
/قـلـ'ـب/ "قَــلـَـبَ" و/قـ'ــلـب/ "قـَـلــبٌ"؛
/حر'ت/ "حَـرَثَ" و/حـ'ـرت/ "حَـرْثٌ"؛
/ولـ'ـد/ "أنجَبَ" و /و'لــد/ "وَلـَـدٌ"؛
... الخ.
-------
وباش نعطيو غير ميثال واحد على الكيفيّة اللي كا يعمل البعض اليوم على باش يدوّن بيها العربيـّة المغربيّة، غادي نكتبو واحد القولة بهاذيك الكيفيّة: القولة اللي كا تقول:
[الذكــــــــر هوّا المفتاح ديال كلّ فـــــرج].
يوا، شوف كيفاش تحمل هاذ القولة، فالقراية ديالك، إمّا على كلام اللــغـا والزفاط ديال "الروض العَطـِـر" أو على كلام الصوفيّين.
--------
3- إذا كان قارئ العربية الفصحى، كما تدوّنها إملائيتها العتيقة المُشار إلى نقائصها في الفقرة-1، قارئا يُنتظرُ منه أن يستنبط أولا البنية التركيبية للجملة بالذهاب والإياب بعينه في السطر المكتوب وأن يفهم أولا معناها الأجمالي، لكي يتمكن بعد ذلك من القراءة "الصحيحة" اعتمادا ليس فقط على معرفة الأبجدية والقواعد القارة للإملاء (المطردة منها، والاستثناية من قبيل /هذه/، /داود/، /عمرو/، /أولئك/ ... في العربية ) كما هوّ جارٍ في جميع أنظمة التعليم العادية، ولكن اعتمادا كذلك على رياضة ذهنية (من قبيل رياضة شبكة الكلمات المتقاطعة) تفترض توفر ذلك القارئ سلفا على كثير من المعارف النحوية والمنطقية ومن المعلومات السياقية، ذهابا وإيابا منه مع بنية الجملة المكتوبة مهما كان طولها (التفاصيل مع أمثلة، هـــنـــا؛ بالفرنسية)، إذا كان الأمر كذلك، فإن المتعامل المفترض (مهما كان مستواه) مع "عربية "مغربية" مدوّنة حسب "الإملائية" التي يتمّ اليوم ترقيعها سيرث في عملية قراءتها كل تلك النقائص المذكورة، مضافةً إليها نقائصُ أخرى من قبيل ما فُصِّل في الفقرة-2، ثم يضاف إليها، بالنسبة إليه من أجل كتابته لكلماتها "كتابة صحيحة"، أن يقيس دائما رسمَ كلّ كلمة من كلمات العربية المغربية ليس على لفظها المنطوق، ولكن على صورةِ رسمِ مقابِلها في إملائية العربية الفصحى.
فإذا ما كتب مثلا /موعلـّـيـم/ (بمعنى "مُعَلـِّـمٌ") بنفس الطريقة التي يكتب بها الكلمة المقترضة /موزيط/ "نوع الخُرج" أي بالوفاء لبنيتها الفونولوجية الحقيقية، فإن ذلك سيعتبر خطأ حسب الأملائية التي يتم إعدادها. ثم إنه، حتى هذه المرجعية التوهّميّة على الصور الكتابية لإملائية الفصحى، المستبدّة ثقافيا بالأذهان لمجرد اشتراك السجلين اللغويين في أصول الجذور المعجمية (racines lexicales) مرجعيةٌ لا يُعمَل بها بشكل مطـّرد في الإملائية الترقيعية التلفيقية التي يتم اليوم ترقيعها لكتابة العربية المغربية. فكثيرا ما يميّز أصحاب تلك "الإملائية" بين كلمتي /الرجل/ ("الرِّجْل") و/الراجل/ ("الرجُل") مثلا، مع أن الإملائية العتيقة للفصحي تدوّن الكلمتين معا بنفس الصورة الكتابية، أي بصورة /الرجل/. ثم إن تلك الإملائية الترقيعية قد تميز في الرسم ما بين /العدل/ ("العَدلُ كفضيلة") من جهة و/العادل/ ("ممارس مهنة العدلية") مع أن الصورة الكتابية لكل من الكلمتين بمعنييهما المختلفين في إملائية الفصحة صورة واحدة، أي /العدل/؛ وهذا الباب بدوره واسع في معطيات المعجم.
معنى ذلك أن النصوص التي قد يتمّ تحريرها بهذه الإملائية ستكون نصوصا خلاسية هجينة لا يمكن أن توجَد لها استراتيجية ذهنية موحدة ومطـّردة للقراءة ولا للكتابة؛ إذ ستكون لا هي بالعربية المغربية ولا هي بالعربية الفصحى.
4- والخلاصة من كل هذا في النهاية، هي أننا، باعتماد تلك الإملائية التلفيقية الترقيعية، سنزيد في "فعفعة" المتعلـّـم الصغير في صغره ونقرر بذلك زيادة في "فعفعته" الدائمة في كِبره (كما فعفعنا مؤخرا وزيرةً كبيرة للخارجية في بلد كبير)، وذلك بشكل يزيد من "قفــقفــة" ذلك المتعلم الموروثة جماعيا أثناء القراءة، ومن اضطراباته إثناء الكتابة، حيث ستتداخل في ذهنه إملائيةٌ اعتباطية مضطربة للعربية المغربية مع إملائية العربية العربية الفصحى التي لها، على الأقل، مزية الاطراد والاستقرار في صور رسم الكلمات، رغم نقائصها في عملية القراءة مما تمت الإشارة إليه. سيحصل كل ذلك بدل أن تُعدّ لسجلّ العربية المغربية - في إطار حماية هذه الأخيرة وتطويرها ضمن التعابير الثقافية المتداولة (الفصل الخامس من الدستور) إملائيةٌ مطـّردةٌ ملائمةٌ مصوغةٌ قواعدُها على هدي الدراية العلمية ببنياتها الصوتية والصرفية وعلى هدي مقاصدتجسير علمي منهجي وبيداغوجي غير مُتمحّل وغير مُخِلّ بشروط القراءة والكتابة وغير أسطوري وهمي (وهم تقنيع كلمات الدارجة بأقنعة إملائية الفصحى) بين سِجلـّها وسجل الفُصحى، مواكبةَّ مؤسَّسية للاتجاه السوسيو-لغوي الجاري عمليا منذ أكثر من نصف قرن (انظر هـــنـــا)، وتجاوزا لثقافة رفع الشعارات والوقوف عند عتبة إعلان المبادئ في هذا الباب (باب تطوير وتأهيل وتبسيط العربية عن طريق التجسير بين سجلها المنطوق الدارج على ألسن التواصل اليومي وسجلها الكتابي الكلاسيكي)؛ وذلك عبر خطوة تأهيل سجل العربية المغربية باعتبارها اللسانَ السليقيّ (الأوحد أو في ازدواج تامّ مع اللسان الأمازيغي) لعدد هائل من المتعلمين المغاربة (انظر إحصائيات 2014)، وذلك من أجل القيام بوظائف إرساء كفايات التواصل السيكو-لغوي والتأنيس السوسيو-تربوي، تأهيلا للمتعلم كي يقتدر بعد ذلك على امتلاك ناصية سجل الفصحى نفسها، وكذا نواصي لغات أخرى، بعد أن تستتب تلك الكفايات التواصلية الأولى. (يُـــتبـــع)
------
من أجل نموذج ملموس بديل لتهئية سجلّ العربية المغربية متناً وكتابيةً، في إطار مسار التجسير بينه وبين سجل العربية الفصحى، انقر على الرابط الآتي:
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-grammaire-orthographe-du-darija-presentation-d-un-ms
---------------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres