(En arabe) De la mémoire sonore de la culture marocaine
عن الذاكرة الصوتية للثقافة المغربية
تحقيقات موثّـقة، في مقابل تخمينات "المخمِّمين".
استطرادات قد تفيد: من المرحوم أحمد رمزي إلى الزميل Abdellah Naguib
1- أولا، أشكر الزميل Abdellah Naguib، ذاكرة المغرب الحديث المسجِّلة والموثِّقة في صمت وبدون تعليق انطلاقا من كوصموس الدار البيضاء، بوتقة هذا المغرب الحديث. فإحدى تدويناته الأخيرة حول تاريخ موسيقى "النشيــــد الوطني المغربي" (Hymne National) هي التي أيقظت لدي رغبة العودة إلى موضوع هذه هذا المقال.
2- خلال حفل إهدائه مكتبته الثانية للخزانة العامة بالرباط في بدايات الألفية الحالية بعد إعادة تكوينها بعد إهدائه لمكتبته الأولى لنفس المؤسسة، تحدث المرحوم أحمد رمزي (وزير الصحة، ثم الأوقاف، ثم البرلماني ثم السفير... ثم المسؤول العلمي بأكاديمة المملكة المغربية) عمّا يتضمن إهداؤه من مادة صوتية مسجلة (أقراص فونوغرافية) إلى جانب المكتوبات من جميع الأصناف. وفي ذلك السياق أشار المرحوم إلى مؤسسة أرشيفية فرنسية تتوفر، من كل تسجيل صوتي منشور أو معمم بشكل أو بآخر في المغرب منذ بداية الحماية الفرنسية، على نسخ أربع يمكن الرجوع إليها. تحدّثتُ معه على هامش ذلك الحفل حول الموسيقى بصفة عامة وحول التراث الموسيقي المغربي بصفة خاصة، وكثيرا ما كانت زياراتي له في مكتبه بمقر الأكاديمية، أو على مجرد هامش ندوة من الندوات التي تنظمها الأكاديمية، مناسبة لاستئناف ذلك القبيل من الحديث؛ لأن المرحوم، الطبيب والفقيه والديبلوماسي والبرلماني، كان شغوفا وعـــــــــــــــــــارفا بدقائق الموسيقى الكلاسيكية الغربية خاصة، وبالشأن الموسيقي بصفة عامة؛ وكان في تلك الفترة الشخص الوحيد من معارفي الذي كان بإمكاني أن أتحدث معه عن الشأن الموسيقي بدون أن أشعر بحرج التغريد خارج السرب؛ وقد كنت حينئذ أعدّ مع زميلي، فرانسوا ديل، كتابنا المشترك حول عروض وموسيقى أغنية أمازيغية تاشلحيت (Poetic Meter and Musical Form in Tashlhiyt Berber Songs) الذي لم يصدر إلا في سنة 2008؛ كما كنت وأشرف حينئذ كـ"مدير علمي" على تنظيم الملتقيات العلمية "الموسيقى الأمازيغية وموسيقى العالم" على هامش مهرجان "تيميتار".
3- وهذا تذكير بكلمة لي في حق المرحوم أحمد رمزي إثر رحيله في صمت (2021):
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-hommage-a-ahmed-ramzi
.
4- سجلتُ اسم المؤسسة الأرشيفية التي أشار إليها المرحوم رمزي أثناء حديثه عن "الذاكرة الصوتية للمغرب"، لكن ذلك ضاع بين جذاذاتي؛ ولست أدري اليوم ما مدى علاقة تلك المؤسّسة بمؤسسة "أرشيفات الكلام" (Archives de la parole) التي تأسّـست بفرنسا سنة 1911 والمودَع رصيدها الصوتي اليوم بالمكتبة الوطنية الفرنسية BNF. وهذا تسجيل صوتي لكلمة افتتاح/تدشين مؤسسة "أرشيف الكلام" يوم 3 يونيو 1911 (هذه اليومً ذكراها الـ110 بالضبط): https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k127909s
.
5- وقد تمت اليومَ رقمنة تلك المادة الصوتية المذكورة الموزعة مصادرها ما بين فرنسا وغيرها من العالم (مستعمراتها القديمة على الأخص) بعد أن كانت حوامل تسجيلاتها الأولى أقراص فونوغرافية؛ وذلك بشكل توثيقي احترافي، بحيث أن تكون كل وثيقة صوتية مصحوبة بطاقة/جذاذة تعرفية تتضمن رقم أرشفة الوثيقة، ونوعها (أغنية، خطبة، محاضرة...) وصاحبها/مؤلفها فردا كان أم جماعة، ومكان/بلد تسجيلها، وتاريخ تسجيلها، ...).
- وهذا رابط نحو صفحة قسم Archives de la parole بموقع المكتبة الوطنية الفرنسية:
- ثم هذا رابط مباشر نحو ما يتعلق بالذاكرة الصوتية للمغرب داخل نفس الصفحة:
https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k1272689
ومن مختارات مضامين هذه الصفة الفرعية ما يلي كنماذج:
- النشيد الوطني المغربي لعهد الحسن الأول:
https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k1310405m/f1.media
- النشيد الوطني المغربي لعهد مولاي يوسف:
- تاماوايت أطلسية زايانية من عشرينات القرن العشرين
https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k1272689/f2.media
.
- وبالمناسبة هذا رابط نحو نص حول مسألة النشيد الوطني المغربي (وفي بدايته رابط داخلي نحو نص قبله أكثر عمومية في نفس الموضوع):
"السر العروضي الكامن وراء نجاح نشيد "صوت الحسن"
.
6- وأنا أشتغل حينئذ لعدة سنوات صحبة شريكي في البحث، اللساني الفرنسي، فرانسوا ديل، على إعداد كتابنا المشترك المذكور الذي صدر سنة 2008، قضيت في المجمل ما يربو عن 10 سنوات منشغلا بهم الذاكرة الموسيقية المغربية. فقد جمعتُ كمّا هائلا من الأشرطة التسجيلية المعروضة على أرصفة الأسواق الشعبية (ما بين أغاني الروايس، وملحون، وعيطة جبلية...) مخضعا إياها، شريطا شريطا، للإنصات، وللتفريغ الكتابي للكلمات حينما أقف في بعضها على شاهد حول مسألة عروضية أو موسيقية معينة، مستعملا مجرد وسائل "بدائية" (جهاز "والكمان"). كما اشتغلت على وجه خفيّ من أوجه الذاكرة الغنائية المغربية: غناء أحواش الجماعي في أوساط المغاربة اليهود. وفي ذلك الإطار، كنت أنظّـم كذلك ملتققيات أكاديمية على هامش مهرجان "تيميتار" بأكادير الذي كان يديره الزميل إبراهيم المزند، وذلك تحت عنوان "الموسيقى الأمازيغية وموسيقى العالم"، ملتقيات كان يساهم فيها متخصصون في الحقل الموسيقي من المغرب ومن الخارج. خلال تلك الملتقيات توثقت علاقتي التبادلية العلمية مع الباحثة الفرنسية العاملة بمركز CNRS، الأستاذة Miriam Rovsing Olson.
زرت تلك السيدة ذات مرة في مكتبها الكائن حينئذ ببناية متحف Musée de l’Homme بساحة طروكاديرو بباريس، وحدّثتها بما كان قد حدثني به المرحوم أحمد رمزي حول أماكن وجود شذرات من الذاكرة الصوتية المغربية (النقطة-2 أعلاه). أجابتني بأنه يمكن الشروع من الرصيد المتوفر في قسم الإثنو-موسيقى الذي كانت تسيره هناك، وأنه يكفي أن تكون هناك مؤسسة أكاديمية مغربية مستعدة لإبرام اتفاقية تعاون مع ذلك القسم لكي يقوم هذا الأخير بتأطير دورة تكوينية لموثقين شباب (jeunes documentalistes) يقومون بعد ذلك برقمنة وإعداد جذاذات تعريفية لرصيد المادة الصوتية المغربية التي يتوفر عليها ذلك القسم على شكل أقراص وأشرطة.
تحمّست لذلك العرض كثيرا، خصوصا وأني كنت قد صغت مشروعا من ذلك القبيل صياغة واعية واضحة في نهاية مقال لي حول أغنية الروايس، كان قد نشر في كتاب جماعي من إصدار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حيث كنت أعمل، وذلك تكريما للأستاذ محمد شفيق بعد مغادرته عمادة المعهد؛ لكن ذلك المقال لم يقبل للنشر إلا بعد إسقاط فقرة المشروع المذكور بطلب من العميد الجديد لتلك المؤسسة الأستاذ أحمد بوكوس؛ وقد غادرت بدوري تلك المؤسسة إلى مؤسسة أخرى في نفس سنة صدور الكتاب؛ وهذا رابط نحو الصيغة الإليكترونية الكاملة لذلك المقال:
"Rythmes et modes de la chanson des rways amazighes du Sous; pour une action de sauvegarde"
https://orbinah.blog4ever.com/sauver-les-rythmes-et-les-modes-de-la-chanson-amazigheberbere
أما الآن، فقد أحيلت الأستاذة، مريم روفزين أولسون، على التقاعد كما أُحِلتُ عليه. أما الرصيد الصوتي الإثنو-موسيقي الذي كان مودعا بالقسم الذي كانت تديره تلك السيدة، فلم أعد أعلم شيئا عن مصيره بعد نقل محتويات "Musée de l’Homme" إلى متحف "Quai Branly" على ضفة نهر السين بالدائرة-7 وما ميّز ذلك النقل من جزافية وعدم الاهتمام بكلّ ما ليس من المعروضات الأثنوغرافية البصرية (هياكل عظمية، أزياء، مصنوعات بدائية وتقليدية...).
وآخر جولة في هذا الحقل كانت لي مع السيد جيرالد لوفتيس Gerald Loftus، المدير السابق (2010-2014) لدار Tangier American Legation Institue بطنجة، على هامش أحد الملتقيات العلمية التي نظمها المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية (Amercian Istitute for Maghrib Studies) بتلك الدار. حدّثني السيد لوفتيس عن مشروع لرقمنة الرصيد الموسيقي المغربي الذي جمعه الكاتب الأمريكي بول بولز في نهاية الخمسينات من القرن-20 مسجَّلا تسجيلا أنالوجيا شرائطيا، وهو رصيد مودع بخزانة الكونكًريس الأمريكي. بيّن لي أنه قام بمسعى لدى وزارة الثقافة للمملكة المغربية التي كان على رأسها حينئذ وزير على عهد ولاية الوزير الأول عباس الفاسي، وأنه قدم للوزير مشـــــــــــروع اتفــــــــــــاقية من أجل إشراك تلك الوزارة في تلك العملية لإكسابها طابع تبادل/تعاون ثقافي أمريكي-مغربي، ولكن الوزير لم يستجب لحدّ تلك الساعة لترسيم تلك الاتفاقية. أجبته بأن لي معرفة، ولو جدّ محدودة، بالسيد الوزير المعني، وأن بإمكاني - إذا ما سلّمني نشخة من مشروع تلك الاتفاقية أن أودعها لدى الوزير بمكتبه عند عودتي إلى الرباط، فبادر للتو بتصوير نسخة وناولني إياها، وفعلت ما وعدته به.
أما اليوم، فإن تلك العملية قد تمّت، لكن من الجانب الأمريكي فقط، وبعناية الباحث الأمريكي المعروف في الموسيقى المغربية، السيد فيليب سكويلر Philip Schuyler؛ وقد تفضل بإهدائي نسخة من علبة التسجيل الرقمي (coffret) لعمل بول بولز خلال حفل عشاء بمعية كل من الباحثة الإثنوموسيقية الفرنسية، مريم روفزين أولسون المذكورةK والباحث الأنثروبولوجي الأمريكي كينيث براون Kenneth Brown بمدينة الصويرة في صيف 2018 على هامش أعمال الندوة-12 للمجلي الدولي للموسيقي التقليدية تحت عنوان "موسيقى وأصوات؛ تقاطعات متوسطية" (18-23 يونيو 2018)، وهذا رابط نحو تغطية موجزة لأعمال تلك الندوة:
7- وأخير، وعلى هامش أشغال المؤتمر الدو-سنوي للمجلس الدولي للموسيقى الذي انعقد بالرباط (11-14 نوفمبر 2015)، اجتمع المنتدبون من أجل تقديم المكتب لتقريريه، الأدبي والمالي، ولانتخاب المكتب الجديد. وقد شارك في الاجتماع كل من عبد العزيز بن عبد الجليل ووقاء بناني ومحمد المدلاوي كممثلين للفرع المغربي لذلك المجلس الدولي، وهو فرع كان يرأسه المرحوم حسن ميكَري. بعد نهاية الاجتماع وانتخاب المكتب، اتصلت بنا، نحن الثلاثة، سيدة مشاركة من بلد من بلدان أوروبا الشرقية قالت إنها قيّمة الخزانة الموسيقية لمدينتها. طلبت منّا أن ندلّها على أهم خزانة موسيقية في عاصمة المملكة يمكنها أن تطلع فيها على رصيد البلاد من التوثيقات الموسيقية (منشورات وتسجيلات...)، فأحرجنا ذلك حرجا كبيرا، إذ المغرب، وهو البلد المستضيف للمجلس الوطني للموسيقى، لا يتوفر في عاصمته ولا في أي مكان آخر على ما يمكن تسميته بخزانة موسيقية.
-------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres