(EN ARABE) Présence marocaine en Afrique, et accompagnement académique
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS/AUTRES, puis sur ARABE(Windows).
عودة إلى الحضور المغربي بإفريقيا
مدى المواكبة الأكاديمية
في إطار التوجه الجديد لسياسة المغرب الإفريقية (انظر هـــنـــا)، خصوصا بعد، وخلال الأحداث التي عرفتها دولة مالي في السنتين الأخيرتين، وبطلب من حركة الإيمينيلا ("الحركة الوطنية لتحرير ازاواض") المالية، استقبل جلالة الملك يوم 31 يناير 2014 السيد بلال أغ الشريف، الأمين العام لهذه الحركة، مرفوقا بناطقها الرسمي، السيد موسى أغ الطاهر (انظر هـنـا). وقد أدى الزعيمان صلاة الجمعة إلى جانب جلالته بمسجد الكتبية بمراكش، الشقيقة التاريخية لمدينة تومبكتو. وحسب بلاغ وقعه الناطق باسم الحركة في نفس اليوم، "يندرج هذا الاستقبال في إطار الجهود الجهود الجدية الدائمة التي تبذلها الحركة من أجل تبليغ صوت شعب ازاواض وطلبِ مواكبة كل الإرادات الحسنة من أجل تحقيق المطالب المشروعة لشعب ازاواض قصد إحلال سلم واستقرار دائمين في مالي بصفة عامة وفي ازاوض على وجه الخصوص. (...). وقد طلب جلالة ملك المغرب من وفد الإيمينيلا أن يستمر في بقائه مفتوحا على مواصلة الحوار السياسي" (انظر هــنا).
لقد تحدث بلاغ الحركة عن مسألة المواكبة (مواكبة "الإرادات الحسنة" للمساعي السياسية). هذا المفهوم في العمل، أيّ عمل مهما كان، يجعل هذا الركن يعود إلى طرح مسألة مدى وجود مواكبة أكاديمية مؤسسية للعمل الديبلوماسي والجيوسياسي المغربي، توفر ما يلزم من معرفة ميدانية عصرية محيّنة بواقع الفضاء الجيوسياسي المعني. هذه المعرفة لا يمكن اكتمال عناصرها بالاقتصار على تقصي المعطيات على هذا المستوى الأخير، المستوى الجيوسياسي القائم، كما تعبر عن تلك المعطيات تدافعاتُ أحداث الساعة التي تطفو على السطح. فلا بد، لتكامل تلك المعرفة وفهم دلالات تلك الأحداث الطافية بمختلف تعبيراتها، من البحث في أسسها السوسيو-اقتصادية والإثنو-ثقافية والإثنو-لغوية؛ وهذه كلها فروع معرفية لعلوم الإنسان تَستهـلِك اليوم أوساط العمل الديبلوماسي والجيو-سياسي والجيو-اقتصادي (جنوب إفريقيا مثلا) ما توفره لها من معرفة أكاديمية وخبرة ميدانية. وهذا يصدق بالنسبة للمغرب على فضاء عُمقه الجيو-التاريخي في منطقة الساحل على الخصوص.
وأذكر بهذا الصدد أنه كان قد سألني في صيف 2004 أحدُ المشاركين في "الدورة الثالثة لملتقى بايروت-فرانكفورت حول الدراسات الأمازيغية"، وهـو باحـث إيطالي من "قسـم الدراسات والأبحاث حول إفريـقيا والعالم العربي" بجامعة نابولى، عما إذا كان للأوساط الأكاديمية بالمغرب اهتمامٌ بالواقع اللغوي الإفريقي؛ فكان جوابي [المرتجل حينئذ] أنه، فيما عدا ملتقيات ومنشورات "معهد الدراسات الإفريقية"، التي كان يغلب عليها حينئذ التاريخ الحدثاني والمناقبيات الصوفية، ليست هناك خطة اهتمام أكاديمي عصري منهجي بإفريقيا كما هي اليوم، خصوصا في ميدان اللغويات والسوسيو-لغويات؛ بالرغم من أن هناك اليوم، من جهة، واقعا متحركا في الفضاء الإفريقي على الصعيد السوسيو-لغوي من خلال سعي كثير من اللغات الأفريقية النامية، مثل أمازيغيات الطوارق في المالي والنيجر وبوركينافاصو، ولغات 'الولوف' و'الفولا' في غرب إفريقيا، و'الصانغو' في وسط إفريقيا، و'السواحلية' في شرق إفريقيا، الخ. إلى احتلال مواقع جديدة في رقعة الأسواق اللغوية الوطنية والجهوية (انظر هـنـا)؛ وذلك بالرغم من أن المغرب يتوفر اليوم، من جهة ثانية، على كفاءات أكاديمية في باب وصف اللغات، وأنه قد دشن تجربة رائدة في باب المعيرة والتخطيط اللغويين.
إن معرفة ميدانية بالأسس العميقة التي تكمن وراء وتحت التدافعات الحدثانية الطافية اليوم على الأصعدة السياسية والأمنية في منطقة الساحل - وليس الجانب الإثنو-لغوي إلا جانبا من جوانبها - لهي معرفة من شأنها أن تساعد على تجاوز التقريب والتبسيط في تصور جواهر الأمور الإشكالية.
ففي أوج تفاقم الأحداث عسكريا في مالي (تحكم الحركات الدينية المتشددة في الشمال ثم التدخل الفرنسي) مثلا، دُعي زعيم حركة الإمينيلا، السيد بلال اغ الشريف، إلى استجواب على قناة فرانس-24 (القسم الفرنسي؛ 28 نوفمبر 2012). والذي من شأنه أن يفاجئ كل من ليست له دراية ميدانية بالواقع هو أن السيد بلال الشريف كان يجيب عن أسئلة محاوره الفرنسي بلغة عربية فصيحة رفيعة وفي غاية في السلاسة والطلاقة، يتولى طرف ثالث ترجمتها ترجمة فورية لفائدة المشاهد الفرنكوفوني. وقد استهل أول جواب له بما اعتبره تصحيحا أوليا يتعين القيام به، لمّا قدمه محاوره كزعيم لثوار الطوارق ("Chef des rebelles touarègues")، فقال:
["شكرا؛ أولا، أود القيام ببعض التصحيحات. حركة الإيمينيلا ليست حركة طوارقية. فشعب ازاواض يتكون من عدة إثنيات. فهناك الطوارق، وهناك الصوراي، وهناك العرب، وهناك الفولان، وغيرهم. كلهم أعضاء مكوِّنون في حركة الإمينيلا". انظر هـنـا].
لكن نفس الزعيم، حينما يخاطب مواطنيه ومواطناته في تجمع خطابي مختلط، رجالا ونساء يقاطعنه بزغاريدهن، يخاطبهم باللغة الطوارقية، ويتولى أحد مساعديه الترجمة إلى الفرنسية قصد تبليغ صوته إلى وسائل الإعلام الأجنبية (انظر هـنـا).
هذا مجرد مثال دال من أمثلة الأبعاد المتشابكة التي يتعين أن تتوفر بشأنها معارف أكاديمية وميدانية محيّـنة تتجاوز معطيات الخطابة السياسية والتصريحات الديبلوماسية، وذلك قصد تجاوز التعميمات التقريبية والتبيسطية.
وبالعودة إلى سؤال الزميل الإيطالي حول مدى وجود اهتمام أكاديمي مغربي ممؤسـس بالدراسات الإفريقية في ميادين العلوم الإنسانية (لغات، آداب، بنيات إثنو-ثقافية، الخ.)، تشاء الصدف أن تكون إيطاليا هي من قام مؤخرا بتعميم نداء موجه إلى طلبة الماستر والدكتوراه في أقطار شمال إفريقيا قصد الترشح لمنح دراسية في باب اللغات والثقافات الإفريقية في إطار "حركية بطوطة" (انظر http://www.battuta.eu). فقد تلقيت مؤخرا (28 يناير 2014) من زميلة باحثة بجامعة نابولي، السيدة Marie de Tolla تعميما من هذا القبيل قمت على التو بتعميمه من جانبي على بعض مسؤولي التكوينات الجامعية التي أشارك فيها كزائر.
فليست إذن أطر التعاون الأكاديمي وإمكانيات التمويل هي ما ينقص في باب تكوين نخبة من الكفاءات وذوي الخبرة من أجل مواكبة ومرافقة الحضور المغربي بإفريقيا. كل ما ينقص هو الإرادة الواعية والتخطيط الموجِّه. فمعاهد من قبيل معهد الدراسات الإفريقية، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والمعهد الجامعي للبحث العلمي، ومعهد الدراسات والأبحاث للتعريب، سواء في وضعها الحالي أو في ما ستؤول إليه بعد تشكيل المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، مؤسسات أمامها الكثير مما يمكن أن تساهم به في هذا الإطار بتعاون مع برامج التكوين في القطاع الجامعي ومع مختلف الهيئات البحثية والأكاديمية الدولية؛ وذلك تهييئا لتشكيل قطب وطني مستقل للبحث والتكوين في اللغات والثقافات الإفريقية والشرقية الذي أصبح اليوم مطلبا أكاديميا جديا (انظر هـنـا).
نافذة التعاليق لا تظهر الحرف العربي مع الأسف ( yumkinu isti3maalu lHarfi llaatiiniyi )
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres