(En arabe marocain) Le chemin postscolaire-6. Périple de Fès-d (Le rappel de la bourse et la force du choc)
طريق ما بعد السكُيلة-6
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
6- الرحلة إلى فـــاس/د ("وصول الرابّيـــل، الصدمة كانت قويّة ")
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
الرحلة إلى فاس/د "وصول الرابّيـــل، الصدمة كانت قويّة"
.
بعدما فكّ موحمّاد بظفارو نيابو شلّا عقُـادي متّعلقة بالجانيب الإداري معا "المدراسة العليا للأساتذة"، باش يصبح الانتيماء ديالو رسمي، وأعقدها كان هوّا ميلفّ السوابق الطيبّية ديال ما بعد البروفي لمّا كان نقاطع لمودّة عام عن الديراسة بسباب المرض، بدا دابا كا يتسنّى - بحالو بحال جميع صحاب الفوج ديالو - غير يمتى يجي الرابّيــــــــل، لأن الحصّة د-اللعاقة اللي ضيبّاناوه بيها ثاني بعد العوطلة د-راس العام من البلاد وأكادير كانت قليلة. جاب الله جات /تامّــــنـت/ ("العسل")، اللي كان دوى عليها الواليد معا صاحبو قبل سبع سنين ملّى نجح موحمّاد فالشهادة الابتيدائية لمّا قال لصاحبو: /او نشكر ي-ربّي نحمد-اس، آ-كًـُما، تقرّب وكان تامّنت/ (نحمدو الله دابا، يا خويا؛ العسل راه قريب دابا"). جا الرابّيــــل، ومشى موحمّاد للخازينة/الطريزور حدا المحكامة فالشاريع الكبير ودّى معاه المانضة الصفرا ديال الرابّيل براقمها ديال تأجير "الطالب-أستاذ" اللي بقى هوّا راقمو طيلة حياتو الميهانية، وتمّا دار الصفّ وقبط درزة فلوس؛ وا يّـــــــيه، درزا فلوس عمّرو ما شاف موحمّاد قدّها عند الواليد حتّى ملّي حطّ، واحد النهار، عرّام د-فلوس راسمالو فالحصيرة (100، 200، 1000، 2000 ريال) وقال لموحمّاد يعاود ليها الحساب واش هيّا 30 ألف ريال ما زايدة ما ناقصة.
هاديك 30 ألف ريال اللي كانو دّاوها بجوجهوم لــ"القايد مالك" اللي فدوّار "الولايجا" فالبلاد، باش يشري من عندو الواليد واحد الفدّان فـجنانات دوّار "تاكوزولت" اللي من ورا واد سوس، وفالأخير كلاه القايد القديم ديال يامات فرانسا، بفضل السماسريا ديالو اللي كان طالقهوم بعدما تّلّات بيه الإيام، باش يبداو يصيّدو ليه البُّاجدا يدوّز عليهوم الدكّاكة بالعرف فأيام الاستيقلال. كانو يدخلوهوم عندو العيال (المخازنيا د-زمان) لـ"البيرو" ديالو، اللي باقي محافظ عليه فدارو اللي كانت بحال قلعة "دار الشرفا" فين كبر موحمّاد، بعدما يخلّيوهوم كا يتّسنّاو ساعات فـأعكًـُمّي د-المشور ديالو باش يحسّو بلّي راهوم فدار القايد، وملّي كا يدخّلوهوم، كا ياخد القايد مالك - وهوّا من ورا والمكتب ديالو القديم المعجّـ'ـج - من البوجادي من البُّاجدا رزمة فلوس، ويكتب ليه جوج سطور بقلم الرصاص في شي ربع ورقة د-الكنّاش: "وضع عندنا المسمّى فلان كذا-كذا ريالات، على سبيل شراء قطعة من الأرض في مكان كذا".
دابا موحمّاد قبط دفعة وحدة قريب من خمسين ألف ريال! ومن بعدها، غادي تبدا تجي المينحة كل شهر! نتهات عيمان الميزيريّا. اشنو دابا غادي يعمل بهاذ الفلوس؟ دخل بعدا للغورفة فوطيل الحاديقة، وغلق الباب، وشعل الضو، وشتّــــت دوك الفلوس فوق السرير، وبدا كا يتمنظر فيها ويتّشفّى من الإيام. ما عندو حتّى فين يخبّعهوم. قرّر يسيفط منّها 30 ألف ريال للواليد باش يذوّقو ذيك /تامّنت/ اللي كا يتّسنّى عيمان وعيما، وستّ الاف ريال لخوه فأكادير عن طريق الباريد. هاذيك 30 ألف ريال، واخّا ما بقات عندها قيمة ما قبل ستّ سنين، بغاها موحمّاد غير تبرّد ليه غصّتو هوّا براسو، حيث كان عيى فالواليد باش يعطي التيساع لهاذاك النوع من تاقمّارت (وهوّا كان سبق ليه خدم معا القمّارا وعارف خدايمهوم)، لاكين الواليد كان راسو قاصح الله يسمح ليه، حيث كان ديما كا يظن بلّي راه كا يضربها طايرة فالسما: /غمكاد اس كولّو عمّرن مدّن؛ ييويد ربّي لخفلت غ-تاروا ن-يمخّارن ن-زمان، يخصّا استّ يوت يان سول ترغا/ ("هاكذاك باش عمّرو جميع الناس. جاب الله الغفلة فالشفّارا ديال زمان، وخاصّ الواحد يضربها ما حدّها سخونة").
من بعد ذاكشّي قرّر موحمّاد تمّ-تمّ، من جيهة أخرى، يحسّن شوية ريجيم التغذية ديالو. دابا غادي يبدا ياكُل القطنيات معا طرف د-الكرعين، اللي كان كا يتشهّاهوم ولاكين كان الله غالب. دابا الكرعين أو التقلية، الصباح وعشيّة؛ ومن حين لحين شي شهيوات د-القلي (مقروطة، بيض، فلفل) أو قطبان كفتة عند الكفايتي المراكشي فالدخلة ديال باب السمّارين اللي عمّر دخّان الشحمة وريحة السيراج ما كا تخطاه. ما فاتت يامات حتّى بانت النعمة على موحمّاد وزادو كيلوات فـ"طالب أستاذ" واخّا كان كا يمشي ويرجع على رجليه من فاس الجديد لظهر المهراز.
وتمّا نيت، وصلت الوقت باش يتّبالى موحمّاد بــ"الموقرّار" اللي كان مشغول عليه بتحصيل الفرانسية. نزل لـزنقة "الطالعة" فـ"فاس البالي"، وشرى عرّام د-الكتوب: أجزاء "حديث الأربعاء" لطه حسين، وواحد الكتاب على "شعر النهضة"، وكتاب "القصيدة" ديال عبّاس الجراري، وشي كتوب ديال شوقي ضيف على الشاعرين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، ومجموعة من دواوين إليا أبي ماضي ونزار قبّاني ... وزاد على هذاكشّي كلّو "منجد الطلاب" الكبير و Larousseالكبير.
وما نسى شي موحمّاد يدور كذليك بالهندام ديالو: شرى أول سبّاط جديد في حياتو، وشرى جوج سراول د-القاطيفة وجوج قمايج مزوّقين، ومن حيث غادي يتزوّج خوه فالصيف، مشى فصّل سرواب د-التيركًال عند الخيّاط/الطايّور، كان بلون رمادي مفتوح بزّاف، وكًاع ما عجبو من بعد، لأنه كان عزير عليه غير الدجين والقاطيفة/الدان. الحاصول بدا كا يعتاني بالمظهر ديالو ويشوف من حولو، والاو غير بالشوف، وهوّا يمشي ويقيّس. الواقيع هوّا أنه فالحقيقة، ما دازت سيوى شي أسابيع على وصول الرابّيل حتّى طرا واحد التاطّوّور سوسيولوجي سريع وكبير ولافت للانتيباه على السولوك العامّ ديال جميع المعارف د-موحمّاد من معهد تارودانت على الخصوص (سوس ودرعة)، اللي كا يعيشو وكا يتّحركو ففاس كا جماعات/مجموعات جيهاوية، على غيرار جماعات/مجموعات شرق/غرب الريف، والغرب، والشاوية/الدار البيضا، ودكّالة، والحوز/مراكش، الخ. دغيا بانت الكُستيمات والموطورات الثقيلة، ما-شي بحال الموبيليت الصفراء ديال جيل الناجحين الأولين من موعلّيمين وفرمليّا. وصبحت بعض الديور الجماعية ديال دوك اللي كا يسكنو خاريج الحي، فـ"الليدو"، وفـ"الأطلس"، وفـ"اللوكس" و فحدا سينيما "ريكس"، نوادي مفتوحة ديال أنشيطة أخرى د-الانفيتاح الدائم على الموحيط بلا حدود بليل وبنهار. ياالله واحد جوج أفراد من الفوج السابق، اللي باقي متشبّثين بالجلالب ديالهوم، واللي فتحو كًاع بجوجهوم حانوت ديال الموادّ الغيذائية فالمدينة (وبعض المرات كا يطلع واحد منّهوم لظهر المهراز بشي رقاعي د-الدقيق على جلّابتو من اللور). هوما اللي بقاو مازال كا يمارسو شوي د-الريعاية/الوصاية الأخلاقية على الفوج الجديد، اللي كا يحشم منّهوم، ويخاف يوصّلو الخبار للأشياخ فالبلاد، ولاكين كا يسخر منّهوم فنفس الوقت وينكّـت عليهوم ملّي يقومو، مرة-مرة، بزيارات تافقّودية لبعض الديور باش يشوفو واش صحيح د-اكشّي اللي كا يسمعو من أن الطلبة د-تارودانت تخلّاو على التقاليد ديالهوم. ولاكين الموجة كانت طوفانية و"الصدمة كانت قوية"، حيث، كيما كا يتّقال، "الله ينجّيك من المشتاق يلا ذاق"، وشحال يكفي الواحد من "استغفر الله وحسبنا الله".
بعض العناصر مسكينة وقع ليها انهيار داخلي موفاجئ كارثي للصرح د-الشخصية القديمة، وتجلّي هاذاك الانهيار على شكل انفجار واضطيراب سولوكي خارجي أعرج وعسري: عناصر ولّات عندها رغبة تدفن الماضي وتطمسو بعونف وبسورعة، بدات كا تجرّب كلّشي في عادات الهندام (شعر الهيبّي، بّاط-يليفّان، سباط عالي، قميجة سانتري) والماكلة، والشراب، والهضرة، والحاراكة ... وفالغاليب كان كا يتمّ ذاكشّي بشكل غير كا يزيد يبعث على سوخرية المحيط، ويزيد يأزّم شخصية اللي هارب من الظلّ ديالو وظلّو تابعو. كاين اللي كا يزعم شي مرة فشي موناسبة سخونة باش يرقص رقص عصري، ويبداو يتّحركو ليه غير الكتاف والركابي بحال فأحواش؛ وكاين اللي كا يزعم، ولّا يزعّموه باش يتّفلّاو عليه، ويبغي يغنّي عبد الحليم أو وديع الصافي ملّي يقولو ليه راه كا تغنّي مزيان أو راك كا تشبه عبد الحليم، لاكين الطبوع المقامات ديال ألحان "أحواش" أو "تاحزّابت" ساكنة ليه فالحلق؛ وزيد وزيد.
هاذاك الأزمة د-الهوّيّة الثقافية، الشخصية والجماعية، اللي فجّرها الرابّيــل، زاد منّها الموحيط السوسيو-ثقافي العام ديال ظهر المهراز. الجاميع كان كا يتحرّك فيه كمجموعات وجماعات جيهاوية/إثنية؛ و كلّ طاراف كا يروّج المولاحظات والنوكات الإثنية والجيهاوية اللي تحافظ ليه على التاميّوز، واللي كا تحتل فيها شخصيّات "مول الحانوت" و"مول الزريعة" و"العروبي" و"الجبلي" موقيع الصدارة، إلى حدّ أن البعض، من هاذ الجماعات، كا يمارس السوخرية الذاتية باش يتّبرا ويخرّج راسو من العرّام. حتّى الطاقم ديال الأساتيذة كان كا يخلع البعض، ماشي غير من خيلال بعض الأسماء العائلية التقليدية اللامعة وطريقة التاميّوز فالكلام وحتّى فدفيع الكلام، ولاكين كذلك من خيلال الانقيـباض السوسيو-ترباوي، والغضيب السريع، اللي كان كا يطبع البعض منّهوم من دوك اللي بداو كا يشعرو، وبحقّ، بأن "هاذ الجاميعة بدات كا تعاني من الزحف ديال جبالة وريافة والعروبية وسواسة" على حدّ تعبير واحد الأستاذ ملّي طارت ليه واحد المرّة، وغضب وقطع الموحاضرة وخرج.
هاذ التيه السوسيو-ثقافي ديال جماعات الأفّاقين د-الهاميش فظهر المهراز، غادي يبدا يتّاخذ أشكال أخرى فالعيمان الماجية، حيث بدات على سبيل الميثال شي اجتيماعات كان كا ينظّمها الطالب،-أستاذ، فاراح فالغورفة ديالو حول "المسألة الثقافية"، وكانت العيّادة ديال الدكتور "عبد المالك وسادّن" كا تشهد، مرّة-مرة، شي اجتيماعات ديال شي طلبة قلال؛ وكانت الزيارة ديال واحد الوفد من "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي" اللي جا من الرباط للحيّ الجامعي ديال ظهر المهراز، من بين الأعضاء ديالو رئيس الجمعية، أستاذ "ابرهيم أخياط"، والأستاذ القاضي "الصافي علي مومن" اللي عزف بالموناسبة بعض المعزوفات بالكًيتارة ديالو، وأعضاء آخرين. ولاكين كان الحاماس ديال الطلبة كان قليل، وكانت الأغلابية، ومنّهوم موحمّاد، متّـشكّـ'ـكة ومتحفّظة من بحال هاذوك الإطارات لموعالجة حالة واحد الاضطيراب الجمعي غامض، ما استاطع حتّى شي خيطاب من أدبيات الوقت يقوم بتشخيصو، والا حتّى غير يطرح الموضوع ديالو. الأمور ما تطوّرت بسورعة سيوى فالسنة الثالثة ديال الفوج ديال موحمّاد، حيت انخارط الجيل/الفوج، جماعات/جماعات، وبحوايجو، في بحر الشأن الأيديو-سياسي بعد الطفرة فـ"الوعي" والحاماس اللي قدح زنادها داكشّي اللي وقع فيوليوز 1971، في إطار قُـطبيات المجابهة الجيهاوية والعالميّة.
الحاصول، أمام "الصدمة اللي كانت قوية"، بقاو الأفّاقين من شريحة "الطالب-أستاذ" ديال صحاب الهاميش متّراوحين ما بين استيعمال نعمة الرابّيــــل من أجل اكتيساب شارات وعالامات خاريجية باش يخرّج الواحد راسو من العرّام ولو بشكل وهمي، وما بين كُريد بعض الكُرّادا اللي كا يدفن الواحد منّهوم راسو فالخيزانة، ويعطيها للحفاظة باش يبان والاو غير من خيلال الحوصول فالامتيحات على شي ميـــزة فتاريخ الشعير والأدب، والمدارس ديالو، والنقد القديم والجديد، وداكشّي. ...
داز الامتيحان، ونجح موحمّاد بميزة، كيما حصل فالباكالوريا وفالبروفي وفجميع سنوات الانتيقال، ومشى للبلاد يدوّز العوطلة د-الصيف وهوّا فرحان. لقى الناس باقي كا يدويو على 30 ألف ريال اللي سيفطها للواليد، واللي ما كا يسيفطو صحاب فرانسا حتّى النص منّها.
----------------------------
النص التابع (الإقمة في فاس-أ. اللوغات وجوج د-الأنماط من مضامين التثقيف)
------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres