(En arabe marocain) Le chemin postscolaire-4. Texte narratif (Périple de Fès-Université) et Hotel Hadiqa
طريق ما بعد السكيلة-4
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
4- الرحلة إلى فـــاس/ب (ما بين الجامعة وفندق الحديقة)
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
صافي، دابا بدات القراية فـي "ظهر المهراز" بفاس بعدما تمّ التسجيل والتفويج، وجات الأرقام وبيطاقات "طالب أستاذ". موحمّاد ولّى دابا "طالب أستاذ" بالرقم الترتيبي ديالو. كانت هناك عشرة ديال الأفواج ديال السنة الأولى (من "أ" حتّى إلى "ي" على حساب أبجد) من جميع جيهات المغريب، بالضبط كيما كان الحال لمّا دخل موحمّاد للأولى من الإعدادي ("الثانوي" ديك الوقت) فتارودانت؛ غير هنا كاينين قاعات كبار لكلّ فوج ديال حوالي 100 "طالب-أستاذ"، وما-شي أقسام ديال 40 خلق بحال فالمعهد. شرى موحمّاد الدفاتر ديال السلك 100 ورقة، وبدا مواظب على الدروس الأولى معل الأساتيذة أحمد اليابوري (أدب النهضة: شوعراء مصر)، عبّاس الجيراري (الأدب المغربي)، عبد السلام الهرّاس (علوم القرآن و"التفسير البياني للقران" ديال بنت الشاطئ من خيلال سورة "والشمس وضحاها")، محمد بن عبد الله (النحو، من خيلال "المنهل العذب الحاوي في شرح الإمام الزواوي")، الخ. أغلب الأساتيذة كانو متّوتّرين، وكا يغضبو بسورعة ويخرجو ويخلّيو الطالابة. وفمرّات أخرى شي طالابة، باين عليهوم زاعمين، وما كا يعرف موحمّاد اش باغيين، هوما اللي كا يجيو ويخطبو فالباب د-القاعة ويقولو للطالابة بلّي "التعاضدية" علنات على اجتيماع فالقاعة الفلانية.
موحمّاد مازال ما عرف حتى شي راس الخيط فالموحيط الجديد: لا فين هوّا، والا فين غادي، ولا واش غادي يدير بعد ربع سنين؟ واش غادي يبدأ يقرّي الأداب، اولّا النحو، أولّا التفسير طول حياتو؟ الشي الواحيد اللي كا يعرف هوّا أنّه كا يتّمنّى/ينتاظر يسهّل عليه الله ويدوز فالفحص الطيبّي ديال الأهلية الصيحيّة باش يجيه الرابّيل ديال المينحة من بعذ شي شهورا، علاحقّاش دوك الأفواج الأولى ديال "طالب أستاذ" اللي كا يتوصّلو دابا بالمينحة عايشين بحال الموعلّمين وأكثر منّهوم: ما كاين غير الكوستيمات والموطورات الثقال ديال "الصاش" أو "الفلاندريّا" (ما-شي الموبيليتات الصفراء بحال الموعلّيمين)؛ والبعض منّهوم كًاع ما راضيين يسكنو فالحيّ: ساكنين فديور ودايرين السخّارات.
واحد النهار جا موحمّاد طالع لـ"ظهر المهراز" يحضر فواحد الحيصة ديال الفوج ديالو، وتّلاقى في ساحة حيّ الأطلس معا صاحبو فمعهد تارودانت، المامون دشيش. قال ليه فين غادي ومنين جايّ، أ-بّا المامون؟ قال ليه المامون راني جاي غير من الجــــــــاميــــــــــعة، وغادي لــ"جنان السبيل" الصغير فين نطالع شوية؛ عندنا هاذ الصباح فالفوج ديالي غير واحد الحيصة ديال داك مول "المنهل"، وكًلت معا راسي بلاش، أحسن نطالع هاذ الكتاب (واحد الكتاب على الشاعر أحمد شوقي)، حيث الطاليب الجاميعي خصّو يعتامد على راسو ...! تمّا قطع موحمّاد الهضرة، وقال لصاحبو بالسلامة، ومشى كا يبانصي معا راسو: فا هوّا ياالله عاد عرف بلـّـي راهو فالجـــــاميــــــــــعة وأنه "طاليب جاميعي" وما-شي غير "طالب-أستاذ" فـ"المدراسة العليا للأساتذة" (زعما "مدراسة موعليمين" كبيرة). هوّا ما كان-شي كا يعرف اشنو هيّا "الجامــــــــــعــة"، اللي كان كا يصيب الهضرة عليها غير فشي ماجلّات بحال "الهلال" و"العربي"، اللي كا يكون تّسلّفها من شي واحد، علاحقّاش كان اهتيمامو بالماجلّات والقاصاص والروايات هاميشي بزّاف؛ وعمّرو ما حصل ليه يشري شي ماجلّة أو رواية (إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، جورجي زيدان، ...).
أما وضعية/لاقاب "طالب جامعي"، فكان عاقل عليها، وكان كا يحلم يكون حتّى هوّا "طالب جامعي"، من نهار قرا واحد الموضوع في عيلم النفس السلوكي، كا يدوي على "الموجّيهات غير الواعية للسلوك اليومي". هاذاك النصّ كا يمثل بواحد "الطالب الجامعي" اللي كان كا يدوز ديما، فطريقو للجاميعة، من واحد المسلك بعيد وملوّي، عيواض ما يختاصر الطريق. قال صاحب النصّ بأن الدافع هو أن الطاليب كان مرّ واحد العام من واحد الحيّ فهاذاك المسلك، وتلاقى فيه معا واحد البنت جميلة بزّاف. ومن بعد نسى ذاكشّي، لكنّ الواقعة بقات فاللاشعور ديالو اللي كا يوجه السلوك ديال... الموهيمّ دابا هوّا أن موحماد اكتاشف اليوم بلــي حتى هوّا "طالب جامعي" بدون ما يعرف؛ إنّما لاحظ بأن هلذاكشّي ما كا يغيّر لا من طبيعة الدنيا، والا من طبيعة حياتو هوّا براسو.
وحيث أنّ موحمّاد ما استاطع-شي يحصل على سكنى فالحي وعلى بيطاقة مطعم بظهر المهراز، فا هوّا كان لازم عليه يبقى فـ"فندق الحديقة" بفاس الجديد، معا صاحبو الجبلي ابراهيم بيّوض؛ وكان عليه يتأقلم معا الموحيط باش يقادّ الروايض من حيث الموجود واللي ما-شي موجود فحدود 6000 ريال اللي مشى منّها بعد خير الله. ارتاحو الأصحاب (السوسي والجبلي) لبعضهوم، حيث كا يحسّو بجوج بلـّـي مشاركين كثير من العوايد والخلفيّات الاجتيماعية من دون حاراج والا اضطيرار للنيفاق والتخباع. إنما الجبلي كان متعرّف أكثر على مدينة فاس، وموحمّاد كان محتاج لهذيك المعريفة.
واحد النهار، معا جوايه المغرب، دقّ علىهوم العساس السوسي "دّا الحسن" فالغورفة. قال لبيّوض: كا يسوّولو عليك شي ناس. خرج ابراهيم؛ شوية ها هوّا راجع معا ثلاثة د-الرجال بجلالبهوم هازين شي كًفاف وشي سلالي، وهوما كا يهضرو بالجهد: "قالو لينا بلـّي سّي براهيم راهو دروكا كا يقرا تبارك الله في فاس، وقلنا لوم والله غير تعطيونا اللادريسة؛ حشوما نمشيو لا، وما نسوّلو فيه ...".
تّحرج سّي براهيم، ولاكين موحمّاد شعّرو فالحين بوجوهو بلـّـي ما كاين باس والدعوة هانية، حيث كا يعرف هبال أهل البلاد. عرّمو دوك الناس سلعتهوم فالغورفة حدا اللابابو، وعطاوها للهضرة، وكا يهضرو جميع بالجهد فنفس الوقت؛ وسّي براهيم كا يشاركهوم مرة-مرة، وهوّا غير كا يوزّع فالتبسيمات ...
بدا الجبلي وصاحبو كا يتّسناو يمتى غادي تكمل "زيارة الودّ والصداقة"، حتّى تناصّ الليل عاد فهمو الدراري بلــي السوّاقة د-جبالة جاو يباتو عندهوم! نعس معاهوم واحد فالسرير د-الروصول، ونعسو الأخرين على الجلّيج، وحتّى واحد ما تّعشّى؟ ذاك العساس الشباني السوسي، "دّا الحسن"، ما بقا-شي سوّل واش خرجو الزوّار. غير طفا الضوّ، وسكتو الزوار وبدا بعضهوم كا يشخر، بدا كا يتّسمع، من حين لحين، شي تفنـــفيض بحال ديال الدجاج فدوك السلالي. وغير وصلــ'ــت جوايه الربعة د-الصباح، كـوّع واحد الديك فالسلّة، وفيّق الجاميع. فاقو جبالة بكري، وناضو وخرجو فين يبيعو سلعتهوم.
الماكلة، حتّى هيا، اكتيشاف ومغامرات وتدبير للفلوس وللوقت ولنيظام تغدية كاملة فحدود الإمكان. فالبداية كا يخرج الجبلي والسوسي يشوفو فين ياكلو. بعض المرّات كا يدوزو لعند الحمّاصا فباب السمّارين، ويبدا يتخيّرو بعينيهوم، ومن بعد كا يقتراح الجبلي يديرو شي دويرة فـ"بوجّلود" و"الطالعة"، ويمشو ويبداو ثاني يتخّيرو بعينهوم، ويبان ليهوم بلّي باب السمّارين أحسن ويرجعو... واحد النهار انتابه السوسي بلّي صاحبو كا يتّردد بزافّ وصعيب عليه يقرّر فالأمور اليومية. قال لصاحبو راه ما-شي من الضاروري ناكلو مجتمامعين. من ذاك النهار دار موحمّاد واحد البرنامج روتيني ما يضيّع-شي الوقت: صبـــ'ــح كليان لواحد "الحمّاص" فزنقة باب السمارين، كا ينوّع فيه ما بين اللوبيا، الحمّص والعدس والبيصارة، ماعدا مرات قليلة من أجل تنويع التغدية (كرطون حليب معا جوج بيضات مسلوقات، ...) في نفس القنت. واحد النهار بغى ينوّع، ومشى ياخُذ "معقودة" وبيضة مقليّة مع جوج حرورات مقليّات عند واحد القلّاي شويبيني فنفس القنت. دخل وكًلس على واحد البنيّك صغيور فالركينة الضيّقة ديال القلّاي. دخل واحد خيّينا قرينو فالعمر، وكا يشوفو دايما فالقنت، وكا يبان بحال شي صوبّيص. طلب شي حاجة، وملّي بداو كا يكلو، نطق وقال لموحمّاد "ذوّقني ونذوّقك". طلّع فيه موحمّاد عينيه وبانو ليه عينين الصوبّيص حومر وتايهين بحال يلا مبوّق، وما جاوبوش. نطق ذاك الولد وقال ليه "مالك زعما نتا؟ زعما هازّ ليّا تمّا الكنانش وحساب ليك ...".
تمّا تشادّو الدراري، وكان موحمّاد تّدرب على "أوخزيت" من نهار خرج من دارهوم ومشي يقرا فبلاد بعيدة فتاليوين. عطى شي بونيات لصاحبو، وشنق عليه من عنق الطرواكار ديالو، وتكّاه على المجمر ديال "المعقودة"، وطاحو جوج د-المجامر بمقاليهوم وجمرهوم للزنقة، وبدا الشيباني مسكين كا يغوّت "وا العاداو ا-عيباد الله، شكون دابا غا يعوّط لي رزقي ...". تّجمّعو فالحين مجموعة من الدراري الأخرين ديال الحومة. خرّج واحد منّهوم "لي-مونوط" وقال لموحمّاد "هذا البوليس؛ طلق عليك الولد، وزيد معانا". مشى معاهوم موحمّاد وتبعتهوم الجوقة، ودازو بيه لجيهة الحنطة ديال البلايغيّا، ومن بعد دارو على اليسر، وبغاو يدخلو بيه معا واحد الزنيقة صغيرة. لاحظ موحمّاد بلّي داك "البوليسي" كا يهضر معا غريمو اللي باقي منوّض الصداع، وقال ليه فوسط جقيولّة ديال الجوقة: "ا-جمّي ما تورّق، ما تورّق". تمّا وقف موحمّاد وقال للبوليسي: "فين غادي بيّا؟ ياك الكوميسارية كاينة من جيهة باب القصر من بعد باب السمّارين؟ هاذيك الهضرة د-"الغوس" (ا-جمّي لا تورّق) راه كا نعرفها من زمان...". تمّا بدّلو دوك "البوليسيّا" ديال الحومة اللهجة، وبداو كا يصالحو موحمّاد معا غريمو، وفرات. بغى موحمّاد يرجع لأوطيل الحديقة، اللي كًاع ما-شي بعيد، لاكين قال معا راسو بلـّي لازم يدير شي دورة تمويهيّة باش ما يتبعهوه ولاد الحومة تمّ-تمّ ويعرفو فين ساكن.
والواقيع أن موعجام الهضرة د-"الغوس" كان تعـلّم منّها موحمّاد موفرادات كثيرة لمّا كان كا يخدم معا مُّالين السويرتي فسوق التلاتا د-المنابهة فداك العام الآخر ديال التّاعثور ديالو فالديراسة الثانوية بسباب المرض (1956-1966)، حيث خدم معا "الديري" (اللعبة ديال "الغرّاف")، ومعا "اللكًجوني" (اللعبة ديال "الخيط" أو "السمطة")، ومعا "لاركًو" (اللعبة ديال "البولات اللي كا يشعلو بالخيوط")، وغيرهوم. وحصل كًاع ليه، واحد النهار قبل هاذاك الدباز، أنه كان راجع من الجاميعة ودفاترو فيديه؛ وغير وصل للزنيقة فين كاين أوطيل الحاديقة، بانت ليه واحد المجموعة د-الناس محلّقين فواحد القنت من جيهة باب القصر، اللي لجيهة "باب الماكينة". دفع بيه الفضول يمشي يشوف اش كاين. غير وصل لقى صاحبو القديم، "لاركًو"، حاطّ الطبلة ديالو ديال البولات، وهيّا عامرة ماكًانات وأوراق 100، 200، 1000 ريال، وهو كا يصيح: "والا ربـ'ـح، والا ربـــح؛ كلّ واحد وزهرو؛ كلّ واحد وميومنو؛ رزق حماد يدّيه موحمّاد؛ انا غير خدّام عند النصرانية؛ دابا تسدّ مادام؛ ضال-كيضالي، لعــ'ـب تربح ...". بلا ما يشوف فيه موحمّاد، دار يديه لجيبو وسلّ ربعة د-ريال، واختار خيط من زرورة الخيوط، وجبـــد، وشعلت بولة ما فيها ربحة. شاف فيه لاركًو ودار بحال يلا ما عرفو، لكن دار ابتيسامة فالسما زعما راني عقلت عليك وبدا كا يقول "دغُر، دغُر يا جمّي؛ الخبري خبري، راه ما فحافو ما يديري". عاود موحمّاد بربعة د-الريال أخرين، وشعلت بولة فيها ماكًانة؛ وبدا "لاركًو" كا يصيح: "ولا ربـ'ـح؛ الدرّي ربـ'ــح ، الدرّي ربـ'ــح ...". زول "لاركًو" الماكًانة وعطاها لموحمّاد، وزاد موحمّاد خلفة معا الطريق داخل لزنيقة الأوطيل، وهوّا كا يتّسنّى يمتى غادي يلحق عليه شي واحد يقول ليه: "ارا الماكًانة، ا-جمّي" كيما كان كا يحصل فسوق المنابهة. ما جا حتى شي واحد، وبدا كا يتّعجّب!
فالعشية كًاع، بعد المغرب، دقّ عليه الشيباني السوسي "دّا الحسن"، على موحمّاد وقال ليه بالشلحة: "ها يان مورّان يكًـُّـيز نيت غّيد، يساقّسا-يّي مان لاشامبر غ-يلّا يان بووشاكوك؛ يضهار يسد كيّي" ("ها واحد العفريت نازل نيت هنا، سوّلني على الغورفة ديال واحد بو-شعكوكة؛ يمكن نتا"). خرج موحمّاد ولقى صاحبو القديم، "لاركًو" الكًلميمي، قدّ الجنجامة. تعانقو، وقال ليه لاركًو: "جبد لدينــمُّك الماكًانة"، وبدا كا يضحكو. مشى معاه للغورفة ديالو ولقاه نازل حتّى هوّا معا واحد الوجه كا يعرفو موحمّاد مزيان فالحلقة فنفس سوق الثلاثا د-المنابهة، وهوّا الوطايري "عين الميرنة" بطربوشو الأحمر كيما ديما، ومن وراه الكنبري ديالو، اللي كان ديما كا يقول للناس فالحلقة "هاذ الكًنبري راه لعب بيه المرحوم الحسين السلاوي، الله يرحمو، ملّي كنّا معاه فالجوق". كان حاطّ قدّامو واحد القرعة قدّ شي صاروخ باقي فيها النص. تساول موحمّاد ولاركًوعلى الصحاب القُدام ديال الحرفة، وحكى ليه لاركَو على حالة كلّ واحد. حكى ليه بلّي اللكًجوني مسكين، نهبو ليه المخازنية الطبلة ديالو وهرّسوها وشبّعوه هراوة فواحد الموسم، لأنه ما بغاش "يتفاهم" معا كلّ واحد، وهوما كثار؛ كلّ واحد كا يجيه بوحدو باش ياخذ حقّو، وفالأخير دّابز معا واحد منّهوم، وتّحاماو عليه؛ وكا يقولو بلـّـي هو دابا مريض فالحبس ...
--------------------
النص التابع ("الرحلة إلى فاس-ج. تحصيل الفرنسية فجنان السبيل ") عبر الرابط الأتي:
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres