(En arabe marocain) Le chemin postscolaire-2. (Texte narratif)
طريق ما بعد السكيلة-2
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
2- الرحلة إلى الرباط
(القسم-1 من هذا الفصل: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الراط: هــــنـــــا)
الرباط، الرباط، الرباط! معا نيهاية الخمسينات، بدا "الرباط" كا يتّسمع بزّاف فبلاد إيكًودار (في الراديو: "هنا الرباط"، "غيد رّباط"، "داها د-ريباض") بعدما كانت الشنعة غير لمرّاكش وللدار البيضا وفاس ومكناس وطنجة. ...، ويلا كًاع كان شي واحد جايل ومخالط الدنيا، كا يقول ليك: "ركبنا فالطانجي-فاس من مرّاكش إلى "كًنطرة علي وعدّي" (زعما: القنيطرة). ومن بعدما كانوا الأهل ديال "الحرّاكًا" ديال زمان فمجموعة إيكًودار ما كا يهضرو سيوى على الدار البيضا وفضالة، بداو دابا كا يهضرو على أولادهوم أو قراباتهوم اللي فتح عليهوم الله ولقاو الخدمة فالرباط واستقرّو فيها.
كا يتذكّر موحمّاد داك الموعلّيم ولد "ايت سدا علال" فدوّار العوينة، اللي كبر فالرباط، ورجع واحد المرة ودّاو معاه أهلو عشية ببنت "الزهرة الشواطية" من دوّار ماديدة باش تعاونهوم فالدار، وهيّا اللي كانت، هيّا وخديجة بنت عكُيريت، من البنات القلال اللي دخّلوهوم للسكُيلة، بعد موحمّاد، فواحد الحملة ديال التامدروس؛ وملي رجعت عيشة فواحد العوطلة د-الموعليمين، رجعت لابسة صاية كحلة ديال البّليات فوق الركابي، وكا تقول فهشرتها: "ناري-ناري" عيواض "ويلي-ويلي"، و"حكًّا" عيواض "واطرني". ومن بعد سكًـّم ليها الله سعدها وزوّجووها كًاع للموعلّيم، وصبح الموعليم كا يجيب السيارة ديالو فالعوطلة معا طيق لابّيست حتى لعند الخربة ديال "ايت الغرابي"، ويسبقو ليها الدراري باش يزوّلو الحجر والشطب من التيرّا، حتّى توصل لباب دار ايت سدا علال فوسط فدّوار العوينة.
ومن بعد مشى الحسْن ولد "ايت الخاضير" من دوار الجرادات، ومن بعد مشاو بعض ولاد "سّي علال القُرش" من العوينة، وأيت عكُيريت كاملين عند ولادهوم فالرباط: الحسْن، والعربي اللي كان كا يقرا معا موحمّاد فمدراسة ولاد برّحيل، واللي فتح عليه الله بكري حتّى هوّا، وصبح مخازني/شاباكوني فالرباط، قبل ما ينقلوه لـ"قصر السوق". وفالأخير، حتّى الحسْن، خو موحمّاد براسو، اللي مشى معا سي محمد ولد مولاي عبد العزيز ملّي صبح هاذ الأخير قاضي فالرباط معا ولد عمّو مولاي الحسن بن سعيد (ولد مولاي سعيد، قاضي تارودانت/مراكش)، بعدما كانو قراو بجوج (معا مولاي عمر ولد سّي محند ديال أيت يّوب ومولاي الحَسَ ديال "تاكًاديرت/مولا عبد القادر الجيلالي") فجامع/مدرسة إيكًودار اللي كان أسّسها عمّو مولاي سعيد بن السعيدي العلوي، وقراو من بعدها فمدراسة عتيقة فبلاد حاحا، ومن بعد دارو "الحوقوق" معا الفوج الأول ديال الجاميعة. وكان هاذاك الحسْن، خو موحمّاد، هوّا اللي صيفط لموحمّاد الباليزة الحمرا والسبرديلة الكحلة مولاة السيور البويض للي كا تغطّي الكعبة من الرباط، ملّي كان موحمّاد كا يقرا فتاليوين. وحتّي "لالّة صفية" بنت "سكينة تالخرّازت" من "العوينة" كانت كا تمشي تقضي شهر ولّا شهرين معا الحباب فالرباط. الحاصول، دابا الرباط ولّى مدينة حاضرة حتّى هيّا فريوس الناس بمجموعة "إيكودار"؛ بالخوصوص فريوس صحاب الخصومات والنوازل ديال المحاكم. فا الناس ما بقاوش كا يدّاعاو غير عند القايد عبد العزيز فإيكودار أو عند القايد عُمر فتافينكًولت، بحساب التقسيم الإداري الجديد؛ ولّاو كا يعرفو "الاستيناف"، وكا يستانفو عند "القايد المنتاز" و"رئيس الدائرة" فتارودانت، وحتّى عند "الطـنـيـبونار/القُّنيمية" (Tribunal/الإقليمية) فأكًادير. وكاين كًاع اللي كا يستانف لــ"الربــــاط"، بحال "موحمّاد بنحميتّي" اللي كا يبيع الزيت فالأسواق واللي كان كا يجيب لموحمّاد، فحدا دارو فـ"الفرايشات" بدوّار العوينة، شي وثائق بالفرانصاوية باش يقراها ليه وهيّا متعلقة بنيزاع على التحفيظ، حيث حفّظو ليه جنان "ايت واحي" اللي كا حايزو معا الدار معا ملاكات المخزن، وبقا معا الموحافاظة فـنيزاع سنين وسنين؛ وما كانشي موحمّاد كا يفهم الفرانصاوية، وكا يقول ليه "حنا راه كا نقراو غير بالعربية (ما عقل من ذاكشّي سيوى على كلمة opposition اللي ما فهم معناها "التاعرّوض" سيوى سنين من بعد داكشّي، ملّي شرى "لو-بّلو بّوتي لاروس غوج").
لاكين موحمّاد دابا قرا الجغرافيا وعارف فاش من جيهة كاينين المدون، وقرا على الموّحيدين، وسمع على بورقراق، وعلى صمعة حسّان، وشاف Rabat فالكارتبّوصطالات ... واخّا عمّرو ما فات مرّاكش، اللي هيّا بنفسها ما زارها غير قبل شهر لما قرّب لعشرين عام، باش يدوّز فيها الباكاوريا. ودابا، بعدما خرجت الناتيجة فجريدة "العلم"، وبعدما دوّز شي فايت شهر خيلال العوطلة عند المحامي، الأستاد محمد السعيدي فدارو فأكادير، وكان كا يعاون الكُتّاب ديالو فالترجامة ديال محاضر حواديث السير من الفرانسية للعربية، باعتيماد على موعجام "المنهل" وعلى "لو-بلو بّوتي لاروس غوج" اللي شراه من جامع الفنا وتّقديم بيه مزيان وبسورعة فالفرانسية، سمع بالصودفة من عند شي صحابو الناجحين، واللي كانو زارو بعدا الرباط، بلـّـي موجودة سميّتو فلائحة دوك اللي تمّ التوجيه ديالهوم لـ"المدرسة العليا للأساتدة"، وأنه كا يوجب عليه يمشي للرباط يقادّ الميلفّ ديالو. وهاكذا، بدا دابا كا يبان ليه راس الخيط، واخّا ما كان-شي عارف فين غادي الخيط. خبر بذاكشّي خوه، الحسْن، اللي كان مازال خدّام معا المحامي السعيدي بعدما لتاحق بهيئة المحاماة فأكادير، وزاد قال ليه "انا ما نعرف-شي فين ننزل فالرباط باش نقادّ الميلف ديالي". ...
دوّر الموحامي مع موحمّاد بواحد 800 ريال، الله يجازيه، وزاد ليه الواليد والواليدة والخوادري شي باراكة؛ وعطاه لخوادري عنوان الدار ديال "ايت عكُيريت" فحي يعقوب المنصور (اللي انتقلو جميع من دوّار العوينة للرباط من بعد ما مات عكُيريت الله يرحمو)، وورّاه كيفاش يعمل ملّي ينزل فالماحطّة د-الكار. جمع موحمّاد الوثائق اللي قالو ليه عليها صحابو، وخذا الكار للرباط. دابا غادي يشوف الرباط كيما شاف مرّاكش قبل شي أسابيع.
نزل فالرباط، وبدا كا يسوّل على حي يعقوب المنصور، وهوّا غادي غير على رجليه بشاكوشو. لقاه الحيّ بعد مودّة طويلة، وبدا كا يسوّل على البلوك، والزنقة، والنمرة، حتى لقى الدار، ودقّ الباب. خرجت لالة مامّاس وبنتها خديجة بعد واحد المودّة (يمكن كانو كا يتشاورو)، وسلّم عليهوم، وسوّل لالة مامّاس على الحسْن ولدها، اللي هوّا صاحب خوه الحسْن، وقال ليها بلـّي خوه الحسن قال ليه يسوّل على ولدها باش يورّيه بعض القنوت فالرباط ... سوّلاتو لالة مامّاس على اشنو جا يدير فالرباط؛ قال ليها بلّي نجح فالباكالوريا وغادي يصاوب شي وراق. نطقت لالة مامّاس وقالت ليه: "مبارك مسعود؛ هيّا وقف معاك وطلب عليك مولاي سعيد؛ الله يبارك فعمارة الشرفا ... الحسْن ما راهو-شي هنا". نطقت خديجة وقالت لمُّــها: "اش دروك كا تكًولي آ-مُّا؟ الولد نجح بدراعو، ياك كان حادكًـ، ونتي كا تكًولي وقف معاه وطلب عليه مولاس سعيد!". ندم موحمّاد على اشنو كًاع جابو يسوّل على ديور الناس، وهوّا اللي كانت كا تصيفطو الواليدة وتلحّ عليه يمشي يبات عند ايت مولاي سعيد القاضي فالقصبة فتارودانت ملّي كان كا يدّابز يتسجّل فالمعهد، وكان كا يمشي حتّى لحدا الدار، ويجيه حاراج باش يتطفّل على الناس ("هاني جيت نبات")، ويفضل فالأخير يبات غير فالزنقة!. رجع، ومشى فتّش على شي "أوطيل" ما باقي عاقل فين كاين وبات فيه.
وفالغد ليه بدا سّي موحمّاد مول الباك، كا يسول على "المدرسة العليا للأساتذة" اللي ما كا يعرف حتّى واحد اشونو هيّا. فالنيهاية قال ليه شي واحد خوذ طاكسي وسوّل على أكَدال، وتمّا بدا عاود تاني سوّل على مدرسة الأساتيذة ... ركب موحمّاد لأول مرة فالطاكسي الصغيرة اللي ما شافها سيوى فمراكش، وكان خايف تكون غالية. فالأخير لقى راس الخيط من جديد وقام بالإجراءات لأنه تلاقى تمّا معا كثير من الطلبة اللي فنفس الوضعية ورشدوه للإجراءات اللي خصو يقوم بها والماصاليح فين يقضيها.
صافي، دابا؛ قالو ليه تمشي لفـــــاس معا الدخول الموقبيل! هاذي ما كانتشي خطرت ليه على البال، حيث كان حساب ليه بلــّي "المدرسة العليا للأساتذة" غير شي مدراسة موعليمين عالية/كبيرة، وكاينة غير فأكادير بحال "مدرسة المعليمين"، واخّا كا يصايبو ليها وراقها فالرباط لأنها مدراسة عالية! الحاصول بدا موحمّاد كا يشوف بلّي قرا الفيقه والتوحيد وعلوم العربية والطبيعيات والرياضيات وجغرافيا العالم ،وطّـالع على تاريخ الأقوام والحضارات وعلى اكتيشافات العصر الحديث، وعلى الأسئلة الكوبرى ديال الفلسافة والأخلاق وعلم النفس والفيراق الكالامية ... لاكين لقى راسو فالأخير كًـُـفة بلا يدين، ملّي بغى يقضي صوالحو العادية الأساسية: ما يعرف مرافق الإدارة، ولا هياكلها، ولا لوغة الشبابك ديالها (كثير من الناس كا يقفيوه غير بالفرانصاوية)، والا مسالك التوجيه، والا حتّى زفتة. ما قالو ليه والو، لا خيلال السنة الديراسية، والا خيلال أو بعد الامتيحان؛ لا إشعار، والا موراسلة. غير قرّاوه خيلال العام، وقالو بعد بعد الامتيحان فالجاريدة راه نجح فالباك، وطلقوه يعوم بحرو فالطحاطح. ومعا داكشّي كُلّو، كان عليه يقضي صوالحو باشمّا، بحال اللي كا يحطب بالليل: يا شلخة، يا زبلة يابسة ...
ملّي قضى صوالحو بهاذيك الطاريقة، رجع من جديد يسوّل على الحسْن ولد عكُيريت فيعقوب المنصور، لأن الخوادري غادي تطير ليه يلا عرف بلّي ما تّلاقا-شي معا صاحبو. صابو فالدار هاذ المرة، ورحّبت بيه هاذ الخطرة لالّة مامّاس وبنتها خديجة ترحاب كبير، وقال معا راسو يمكن خاصم عليهوم ولدهوم الحسْن ملّي عاودو ليه القصة. عرضو عليه بإلحاح باش يدخل، وتّغدّى عندهوم، وكلا للمرة الأولى الفلفل بوخنفرة مقلي فالزيت... ناض ودعهوم وقال "الله يقبل الله يخلف"، وقال ليه الحسن: نوصلك فين بغيتي بالموطور ديالي؛ قال ليه وصلني غير لواحد العنوان فيعقوب المنصور نيت، ووصلّوا، وتمّا تّوادعو. هوّا كان ناوي يشوف واحد صاحبو، عُمر التيكًوكًي (ولد شيخ تيكًوكًا القديم، سّي "همّو و-الحسين") اللي كان كا يقرا معاه فتارودانت وكان مجتهاد ومعروف كا خطّاط بارع بخط الموصحاف، ولاكين انقاطع عن الديراسة لأسباب واهيّة من سوسيولوجيات داخلية المعهد، كان مومّاد حصل على العنوان ديالو. لقاه فالمارشي المغطي ديال يعقوب المنشور داير حانوت ديال الزيتون. بقى فيه الحال بزّاف باش يقول ليه اشنو جا يدير فالرباط؛ والاكين معا ذلك قال ليه كلّشي. هضرو واحد شوية، وشاف موحمّاد بلـي راهو لاهي صاحبو على خدمة الكليان، قال ليه بسّلامة، ومشى خدا الكار لأكادير فين يرتب الرحلة ديال فاس.
-------------------
النص التابع ("الرحلة إلى فاس-أ ") عبر الرابط الأتي:
.
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres