OrBinah

(En arabe marocain) Chemin postscolaire-8. Texte narratif (Métamorphose de la personnalité à Fès

طريق ما بعد السكُـيلة-8

 

(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)

(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

 

.

8-  الإقامة في فاس/ب ("تجريبة ميــتـامورفوز الشخصية في ظهر المهراز")

(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

.

تجريبة ميــتــامورفـوز الشخصية في ظهر المهراز

.

العام الثالث ديال الكلّية كا تصدق عليه عيبارة "هاذ العام هوّا هاذ العام" بالنسبة لموحمّاد. فا كان سبق ليه بلّي حاولو بعض المعارف ديالو من الطلبة يجرّوه لشي اجتيماعات فبعض الغوراف ديال الحيّ الجاميعي حول داكشّي ديال "المسألة الثقافية". ولاكين موحمّاد كان، كيما ديما من صغرو خلوي، ما كا ينخراط-شي فالمجموعات/العشاير اللي كا تتشكّل مهما كانت طبيعتها، حتّى معا ولاد الدواور ديال إيكًودار اللي البعض منّهوم كا يعتابرو شلح/شليّح، والبعض كا يعتابرو /اعراب/ (كيما فالجامع ديال بوخرصة بتينزرت)، والبعض كا يسمّيه "ولد عبد الله الشلح"، والبعض كا يسمّيه "ولد الشرفا" (...). ذاكشّي علاش، حتّى فالحيّ الجاميعي، سمّاه الجاميع بـ L’Enfant sauvage بعدما داز واحد الفيلم كا يحمل نفس هاذ التسمية، حيث شافو بلــي كا يشبه لهاذاك الولد الخلوي حتّى فالمظهر  ديالو. زيادة على ذاكشّي كان كا يحسّ فالخيطاب ديال هاذوك الاجتيماعات بأنه إنّما كا يعكس ردود فيعل جمعية عفوية وغامضة. والناس اللي كا تكون حاضرة حاسّة بذاكشّي بشكل غامض. هاذوك الاجتيماعات، بان لموحمّاد، فيما بعد، أنها كانت كا تمثل التاحرّوكات الأولى ديال "الحيوانات المرضى بالطاعون" ديال الهاميش باش يحدّدو طبيعة ومصدر الداء الغامض ديالهوم.  واحد النهار، نطق كًاع سّي "ازاكاي" الصغير، وقال "هاذشّي راه غادي يتّفهم بـلّي هوّا عنصورية"، ونطق "افرياض" وقال ليه "علاه، آ-خويا الحكًرة ما-شي عنصورية؟" ...

 بالصحّ، بعدما قرا موحمّاد واحد المجموعة ديال الكتوب د-الفلسافة الوجودية، والماركسية، والاقتيصاد، ونظريات الميلكية، وأصول تشكيل "العائلة"، وزيد وزيد، قــــــــرّر واحد النهار بشكل موفاجئ أنه ما يبقا-شي مراكًع ومتمرّد، بينو وبين راسو، غير معا/على مكتاب القضا والقدار ديال الساماوات. وكان الأصل ديال هاذاك "القارار" في الواقيع من ذاك العام "اللي هوّا داك العام" ديال عام 1965، اللي قرّر فيه موحمّاد يستقلّ براسو/بوحدو عن القاضا والقادار، ويعوم بحرو بلا شكوى بلا تزخنين. ودابا، ملّي بان ليه بلّي فهم الميكانيزمات ديال الموجتاماع،  شاف بلّي لازم يخوض مع الخايضين فاللعبة السياسية بوعي وبلا ما يذوب فضبابة الكُـتـلة الخامّ اللي غير كا تصفّق وتهتف بالشيعارات وتغنّي الأناشيد.

موحمّاد ما كانت عندهوم فالأسرة أيّ تاقاليد/ثقافة ديال العامال/المواقف السياسية،. ويلا الواليد ديالو كان شلـّـخ واحد النهار للمقدّم ديال تاسكيوين بمدلاوة فالربعينات د-القرن-19 شنافتو بالتعريجة بموناسبة حفل طلوع الحاكم الفرانساوي للجبل، حتى صبح هذاك المقدم معروف فيما بعد بـكنية /بو-ونشور/ (بو-شلقوم)، وكان ذاكشّي سباب هروب الواليد للمنابهة، فا ما عمّر الواليد ما درج هاذاك الفعلة اللي قام بيها قدّام الحاكم وهرّس اللعب د-الاستيقبال ديالو، في إطار آخر من غير إطار حساباتو الشخصية معا الشيخ والمقدم اللي كانو بايين يدّيو ليه بلادو بالابتيزازات المختالفة. ويلا كان قام كذلكيك بمجموعة د-الأعمال لإخفاء بعض الصنادق ديال الشرفا "ايت بن السعيدي"، في لساس الحيط ديال خرب "دار الزاياني" بدار الشرفا فـ"إيكًودار" فبداية الخمسينات ملّي كان الموقاويم الشريف مولاي سعيد فالحبس ديال تافينكًولت، وكان كا يدّي ليه العوين بالبغلة مرة-مرّة بالليل، طالع معا واد بوسريويل باش ما يخلّف من وراه أثر، فا راه كان كا يدير داكشّي كُلّـو غير على ودّ العلاقات المتينة د-الجورة والمصارفة اللي كا تربطو هوّا وأهلو بالشرفا ديال إيكًودار. صحيح أنّ الواليد طلب واحد المرة من مولاي سعيد يدير ليه شي شهادة منّو باش يحصل على بيطاقة حتّى هوّا؛ وذاكشّي بعدما شاف الناس كا يتّسابقو على "بيطاقة موقاويم" بعد الاستيقلال، بحال واحد خيّينا ("بلّحاجّ ولد لالة الباتول") اللي ضرب واحد النهار غريمو بالكُـمّية فراسو ي عزّ الفيشطات ديال "الاستيقلال" علاحقّاش كا يكمي الكًارّو ديال النصارى قدّام الناس. قال ليه الشريف واخّا، ومن بعد نساه، معا مشاغل القضاء اللي تولّاه فتارودانت؛ وحدّها تمّا.

كلّشي بدا، إذَن، بالنسبة لموحمّاد فباب البوليتيك، معا صيف 1970 ملّي ترشّح الموحامي (هيئة أكادير)، سّي محمد السعيدي ولد مولاي عبد العزيز، خو مولاي سعيد نيت، للانيخابات البرلامانية باسم اللون الأصفر. مرّة أخرى، ما كان-شي موحمّاد كا يعرف اشنو هوّا دور الأحزاب والا اشنو هوّا الفرق/الخيلاف بين الأحزاب اللي كان كا يسمع بيها: حيزب "الاستيقلال" وحيزب "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية"، وحيزب "الحركة الشعبية" اللي كان الحيزب الواحيد اللي عندو واحد الماقرّ/حانوت فالثلاثا د-إيكًودار/المنابهة، ما كا يفتحو مرة-مرة ويتضرّق فيه من الشمش سيوى الشيخ القديم، "الحاج موحمّاد نايت يشّو". والاكين، مرّة أخرى، غير بحوكم عالاقات الجورة القديمة والعشرة بين الأسرتين، باش تحمّس موحمّاد باش يشوف واحد من معارفو القُراب - واللي كا تجمعو معاه عشرة الخير - يترشّح للبرلامان ويفوز، وخّا ما كان شي موحمّاد عارف مزيان الفايدة من ذاكشّي. وبذاكشّي قرّر يساهم فالحملة.

جات حزمة ديال الملصقات الصفراء من أكًادير لدار الشرفا، وحلّس موحمّاد البغلة ديال مولاي عبد العزير، وذاز للحانوت، وشرى واحد الحفنة د-المسامر، وقبط الطريق، كا يلصّق دوك المولصاقات فالدواور البعاد على إيكودار (تاماصت، أولاد برّحيل، دواور تينزت بيما فيها بوخرصة فين كان كا يقرا فالجامع عند "سي محند، حدا دار الحاجّ موحمّاد نايت يشّو، ومعا ولدو، عبد اللطيف). كلّشي الناس كانو باينين بلّي هوما معا الشريف ومتحمّسين ليه. لاكين، فنهار السوق الثلاثا، تبدّل المنزل. جا المونافيس، اللي ما كان-شي غريب على موحمّاد؛ حيث كان صديق مولاي سعيد القاضي فتارودانت، وكانت مراتو - اللي هيّا الأولى اللي دخّلت الكرّوسة د-الولاد والجيـبّـة الروميّة بالبّليات لتارودانت - ما كا تخطا-ش دار مولاي سعيد فالقصبة. وفوق من هاذا، كان موحمّاد قرا عندو مادة "الحديث" فمعهد تارودانت؛ وكان هاذاك السيج مشهور كا خطيب فالجامع الكبير بتارودانت، ومن بعد فالرباط. كانو حداه فباب السوق شي جوج مخازنية، وضايرين بيه مجموعة من أهل فيلاج "ولاد برحيل"، اللي كانو كا يسعاو ينقلو القيّادة نيهائيا من إيكًودار للفيلاج ديالهوم. وكان زاعيمهوم "بوحبيلة" كا يوزّع البيطاقات الورضية على الناس ويقول: "هاك؛ الله يورّض وجاهنا وينجّينا من الصفورية". طلع المونافيس، بجلّابتو ورزّتو الملفوفة على الطاريقة التونسية، وبوجهو المربّع الجميل ولحيّتو الخفيفة المطراسية بعناية، لفوق واحد الكرسي، وبدا كا يخطب فالناس بتاشلحيّت، هوّا اللي معروف بفصاحتو الخاطابية فالعربية، واللي عمّر موحمّاد ما سمعو يدوي سيوى بالفوصحى. الموحامي السعيدي، ما جا حتى إلى من بعد، وجا باينة عليه النرفازة، وقال شي كُليمات، ومشى بحال يلا كان غضبان. الناتيجة كانت معروفة، وما فادو-شي فيها الأصوات ديال مجموعة إيكًودار، حيث زيادة على مكانة الشرفا عند الناس فالبلاد، كان موحمّاد وصّى بُّاه يمشي بكري باش يكون الأول فالتصويت، ويدير الصفرا فالغلاف ويرمي الوردية فالارض ديال ديال المخدع؛ وذاكشّي علاحقّاش الناس، واخّا كولّهوم معا الشريف مول الصفرا، ماشي فاقط ما يعرفوش يقراو الإسم، ولاكين ما عارفينش كًاع اشنو يديرو من ورا العازيل.

هاذا ما كان؛ فا المسالة ما فيها لا برنامج والا خيلاف سياسي بمعالم واضحة. إنّما اللعبة بانت لموحمّاد ما-شي طابيعية، حيث بان ليه بلـّـي كثير من يمورات الدنيا، الفردية والجاماعية، ما-شي الزهر والسماوات هيّا اللي كا تقرّر فيهوم، ولاكين الأرض ومّاليها. لاكين شكون هوما مّاليها وما هيّا الميكانيزمات اللي كا يحدّدو بيها المصاير؟

هاذ التجريبة د-الانتخابات، كانت حاضرة عند موحمّاد ملّي بدا كا يقرا نصوص الفلسافة والاقتيصاد وتنظيرات أساس الميلكية والأسرة والنظام الاجتيماعي وأساس السولطة والثروة والجاه. وملـّـي بدا صاحبو عبد الكريم الشعوري كا يسرّب ليه نوساخ فرانساوية ديال خاليط من الماركسية واللينينية والماوية، بدا كا يقرا ذاكشّي على ضوء هاذيك التجريبة الفريدة، وخصوصا على ضوء التجربة ديالو العامة فباب "الحياة كفاح"، وبدا بشكل طابيعي كا يقوم بالمقارنات، ويطرح الأسئلة ديال: "علاش؟" و"بأي حق؟" و"اشنو المعمول؟"، حيث عمّرو ما عايش شي تجريبة نزل فيها شي واحد من السما وتّدخّل فشؤون الأرض ديال الأفراد والا ديال الجماعات.

فالحاقيقة بدات هاذيك الأسئلة، خصوصا منّها سؤال "اشنو المعمول" عند موحمّاد فـعام 1965، ملّي بان عليه المرض بسباب برد وجوع وجوّ النعاس الجاماعي غير الصيحّي المكدّس فمعهد تاليوين، وتوقّف لمودّة عام على الديراسة، بعدما قضى ثلث شهور فالموستشفى. تمّا، فالموستشفى، كان كا يشوف الناس، كبار وصغار، كا تموتو قـــــدّام عينيــــه كلّ أسبوع فهاذ البلوك ولّا ذاك، وهوّا عاد فبداية الموراهقة، وكا يشوف الواحد كا يفيض ليه الدمّ من فمّو وهوّا هاز صبعو، ويقول "عاونوني آ-الخّوت بالشهادة. وبينما كان عايش فواحد السلبية انطيوائية انكيسارية بسباب ذاكشّي، وكا يتّحاسب معا السما غير بينو وبين راسو بشأن الحالة والماصير، بان ليه واحد النهار، من بين المرضى، واحد الوليّد جميل، أصغر منّو بزّاف، وباين عليه بلّي جابوه غير من شي خيرية، ولاكينّو كان ديما ضاحك باشوش رغم المرضة، وضارب الآخرة بالدنيا قبل ما يعرف لا هاذي والا ديك، وعاطيها للزفاط والمشاغبة. واحد النّهار، شافو من بعيد زوّل المانطو ديالو بجهالة، ورمى بيه فالساحة وزاد خلفة راشق ليه، ما عندو سوق فحتّى شي واحد. هاذاك المشهد المعزول تّنحت لموحمّاد فراسو، وقرّر (على حقّاش ديما كا يقرّر بوعي فأمور السلوك) أنه يقطع معا المسكانة والانضيباطية اللي تربّى عليها. هاذيك الواقيعة هيّا اللي تّذكّرها واحد النهار فـ"فندق الحديقة"، ونظم واحد القصيدة على بحر "مجزوء بحر الرمَل" بعنوان "أنا شيطان النظام" ضاعت فيما بعد معا قصايد أخرى وألبومات فالهوجوم الأخير على الحي الجاميعي؛ وذاكشّي بعدما قرّر ثاني يتوقّف عن المهنة ديال الشيعر.

هاذيك "الثورة" الفردية/الشخصية على التاقاليد الانضيباطية، دشّنها موحمّاد بموجرّاد ما رجع للديراسة فتارودانت عام 1967. وتّاصدفـ'ــت هاذيك "الثورة" وذاك الرجوع للديراسة معا تغيير اللاقاب  من "المنبّهي" (اللي كان عند موحمّاد فالشهادة الابتيدائية) إلى لاقاب آخر اختارو ليه كاتيب القيادة فإيكًودار، سّي عبد الرحمن، ملّي ثاني شكى موحمّاد مرّة أخرى بالمقدم عند القايد بسباب الجرّان ديالو فمسالة عقد الازدياد اللازم لميلفّ البروفي. فتح ليه سّي عبد الرحمن الله يجازيه بخير ميلفّ دايم فالسيجلّ ديال الحالة المدنية تحت رقم 65-30 بلاقاب أخر (حيث قال ليه: "كًاع الناس هنا راه منبّهيين"). ومن تمّا تّعطى هاذاك اللاقاب الجديد للواليد ولأفراد العائلة فالحملة د-التسجيل فالحالة المدنية عام 1967! وصبح موحمّاد عاطي اللاقاب ديال فالحالة المدنية للأسرة كلّها؛ وذاكشّي ترتّتبت عليه تعقيدات إدارية من بعد كان عليه يحلّها.

وبذاكشّي (أي قارار "الثورة" الفردية واللاقاب الجديد) صبح موحمّاد ديال مابعد-البروفي بمعهد تارودانت بنادم آخر، فالإسم وفالموسمّى. من السنة الرابعة ثاناوي، قرّر عنوة يدير صحاب فالمعهد من أولاد الدار البيضا، المعروفين بزعامتهوم وبهدّاتهوم اللي كا يخلعو بيها البدويين ديال سوس، بيما فيهوم الروادنة، فالمطعم، وفملعب الكورة، وبين الأقسام وفالسكُنى، واخّا غير بالبوخّ والغوات والتكشكيشة وتخراج العينين (بحال "هشام"، و"نعيم")، خلّي عليك المدابزة والبونية (بحال "التكاتك" و"احمد البيضاوي"). تصاحب معاهوم باش يتعلّم تاطولانطيت والزعامة، كيما تصاحب فسوق الثلاثا د-إيكًودار معا القمّارا ("اللكًجوني" و"لاركًو" و"الديري" و"الكًلميمي") وبدا كا يخدم معاهوم فالعوطلة الصيفية باش يتشرمط ويعرف الربعات باش كا يتّصيدو البُّاجدة فالأسواق.   

فإطار هاذاك الناموذج الجديد لـ"إعادة بناء الشخصية"، عن طريق فسخ الجلد القديم والانسيلاخ عن السلبية والانضيباط التقليدي اللي كان تربّى عليه موحمّاد، زيادة على المعارف الفيكرية المذكورة اللي كان حصّلها فالتكوين ديالو الحرّ فالجاميعة (بعيد عن أدبيات الشيعر الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي والنهضة والمهجر ...)، بدا موحمّاد الجديد كا تستهويه الحاراكة الطلابية، وبدا كا يحاول يفهم طبيعة الخيطاب ديالها، وخلفيات الصيراعات ديالها الحامية اللي ما كا تنتاهي؛ حيث ما-شي ساهل يتّفهم ذاكشّي (ممّا عدا الموطالبة بسؤالين فالامتيحان، وبإلغاء الصفر والنقطة الموجبة للسقوط، وبحق التكرار...)، بحيث كا تشوف الناس فالتاجمّوعات كا يدّابزو على شي ألفاظ وشي موصطالاحات بحال الطلاسم (تادخّول، نقطة نيظام، توضيح، سحب آ-الأخ/آ-الرافيق، التعاضدية، مجلس القاطنين، الإصلاحيون، إيكس-ليبان، الاستيقلال الشكلي، فلسطين، ظوفار، قطارة، ولاد خليفة، ...). 

وفخيلال العوطلة الصيفية ديال 1971، وبالضبط يوم السبت 10 يوليوز، كان موحمّاد راجع من أولاد برّحيل لإيكًودار، معا طريق "البرج" اللي كان كا يدوز منّها ملـّي كان كا يهرب من "السكُيلة"، وقال معا راسو، يسوّل على صاحبو القديم فتارودانت وحتّى في فاس، "عمر صيّاف"، فالفيرمة ديال بّاه ("الفيرمة ديال التاماصتي"). دخّلو صاحبو لواحد البيت فوسط الليمون، وجاب أتاي، ومن بعد مشى يجيب الراديو، ساعة جابو وهوّا منفاعل كا يجري. كا يتّسمع الصوت المعروف ديال بن ددّوش كا يقول "أيها المواطنون، الجيش، أقول الجيش؛ الجيش قام بثورة" ! هضرو بيناتهوم شي شوية بانديهاش وانفيعال، وقال ليه موحمّاد انا خصّني نمشي قبل ما تروح الشمش "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم"، وركب على بغلتو. ومشى كا يبانصي مع الطريق. بان ليه، من بين ما بان ليه بلـّـي "الجيش قام بثورة" في أقل من شهرين على الذكرى الأولى لـ"ثورة الفاتح من سبتمبر". وملّي بان، يامات من بعد، بلـّي تّجرح مولاي سعيد قاضي تارودانت من عنكًو فهاذيك الواقيعة التي تعرفات بـ"انقيلاب الصخيرات"، وجاب الله السلامة؛ وتبع ذاكشّي انطيلاق برنامج "صوت التحرير" اللي كانت كا تبثّو إذاعة "ثورة الفاتح العظيمة" ديال الكلونيل القذافي من طرابلس، وكانو كا يدويو فيه ناس مغاربة من خيلال اللهجة ديالهوم، بدا موحمّاد كا يعتاقد بلـّي عرف دابا شكون هوما "مُّالين الأرض، اللي كا يقرّرو مصاير الناس فيها". وعلى إثر واحد الجولة اللي نظّمتها التعاضدية لمدون الشامال، معا ما تخلّـلها من بعض أوجوه المحسوبيّة والزبونيّة فتوزيع الكاسكروطات على الطلبة وتوزيعهوم على فنادق متّفاوتة ديال المباتة، رجع موحمّاد مغلغل. وملّي تعقد واحد الاجتيماع وتثارت فيه وقايع الرحلة، تّشجّع موحمّاد، L’Enfant sauvage، وطلب الكاليمة، وتّعطات ليه بسورعة، علاحقّاش حـتى واحد من التيارين المدّابزين ما عرف فاش من اتيجاه غادي يمشي، هوّا اللي معروف حتّ لتمّا غير بتاخلويت. كمّل التادخول ديالو، اللي استعرض فيه بتدقيق ومنهاجية جميع أوجوه "المحسوبية" اللي لاحظها؛ وصفّق عليه جمهور الطلبة بحاماس ما كان-شي كا يتّوقعو، حيث هوّا كان تّدخل غير باش يتدرّب ويطيّر عليه تاهربوبيت ديال السلبية! من بعد يامات اكتاشف بأنه صبح محسوب دابا على تيار "الجبهاويين". جاو عندو شي ريفاق نوّهو بيه، وقالو ليه بلـّـي عبد الصمد قال ليهوم "هذاك الولد عونصور موهيمّ، لازم يتمّ التأطير ديالو". خاصّ دابا موحمّاد يتّأطر يلا بغى بالفيعل يدير البوليتك كيما قرّر داكشّي معا رسو. نهار آخر، لاحظ موحمّاد بلـّي والفو الطلبة يردّدو فالموظاهرات ديال باب ظهر المهراز فين كان البوليس كا يرابط شيعار: "آ-البوليس سير فحالك، الجاميعة ماشي ديالك". بان ليه، من باب الفهامة زعما، بلّي هاذاك الشيعار ما-شي مناسب، وما كا يساعد-شي على كسب "القوّى الحية" لجانيب "الجاماهير". وقال معا راسو: لابدّ أن جميع الشيعارات كا يكون نظمهوم شي واحد فالأول، ومن بعد كا تولّي ديال الجمهور. وبما أنه كان كا ينظم قصايد، قبل ما يقرّر يتوقّف عن الحرفة ديال الشيعر بعدما كان شارك فواحد الأمسية بقصيدة وجودية بعنوان "حديث الحَجَر" وبداو الطالابة كا يسخرو منّها لأنه ما فيها حتّى شي "التزام بقضايا الجماهير الشعبية"، ما عدا واحد الطالب-أستاذ كفيف كا يتّسمّى "بنّيس" اللي عجباتو وقال ليهوم "مالكوم؟ القصيدة عميقة"، تمّا قال موحمّاد معا راسو: ياالله نظم واحد الشيعار باديل، ونظمو فالليل فالغورفة ديالو 232، كا يقول: "آ-البوليس كون على بال؛ الماشاكيل بحال-بحال".

فالغد ليه، غير خرجو ثاني الطلبة من المطعم، توّجهو ثاني لباب ظهر المهراز، وبداو كا يغنّيو الشيعارات قدّام البوليس. غير بداو ثاني كا يردّدو ديك اللازيمة ديال "آ-البوليس سير فحالك ..."، خفّ موحمّاد بحال شي "أبّرانتي" لعند عبد الصمد فوسط الجوقة، وملا عليه في وذنية الشيعار الجديد الباديل. تمّ-تمّ رفع عبد الصمد يدّيه بزوج وبدا كا يقول: "صافي-صافي، سمعو-سمعو"، ورمى ليهوم الشيعار الجديد، وتلقّفاتو الجاماهير الطولّابية بحاماس: "آ-البوليس كون على بال؛ الماشاكيل بحال بحال".

ومن جيهة أخرى كان من أصداء ذاكشّي اللي كان حصل فقصر الصخيرات، والأصداء ديالو على أمواج برنامج "صوت التحرير" ديال بعض المغاربة فإذاعة طرابلس، أنّ واحد الشيعار آخر بدا كا يترفع فالموظاهرات: ""جيــشنا راهو شعبي؛ ما خايـ'ـن، ما-شي رجعي". واحد النهار، تّعقدت واحد الحلقة د-النيقاش بالليل فالمقصف ديال الحيّ الجامعي حول ما قام بيه الجيش فالصخيرات. تّدخّلو بعض الطالابة من ذوك اللي كانو كا يزرعو شيعار التنويه بالجيش، وبداو كا يعطيو "تحليلات تنويهية كا تعاود ذاكشّي اللي كا يتقال نهار الأربعا بالليل فبرنامج "صوت التحرير" اللي كا ينوّه بالنسخة المغربية لـ"ثورة الضبّاط الأحرار". تمّا طلب عاود ثاني موحمّاد الكاليمة (وهاذ المرة كان واثق من راسو والموضوع طبيعتو طبيعة أخرى) وعمل واحد "التحليل فاعل تارك" لـ"الريهانات الحقيقية" ديال اللي وقع باعتيبارو عيبارة عن "سباق لامتصاص غضب الجماهير" كيما حصل فانقيلابات اليونان وليبيا وكثير من دوّال إفريقيا "بإيعاز من الأمبيريالة والاستعمار الجديد ..." وأنه كا يندارج على الصاعيد الأقليمي لمدّ الأنظيمة العسكارية من السودان إلى المغريب وموريطانيا، عبر مصر وليبيا والجزاير. عاود ثاني تصفيقات أكثر من المرة الأولى؛ ومن تمّ تّعطات لموحمّاد موهيمة "مؤطّر حلقات التوعية"، وبدا كا يمارسها. ملّي جات انتيخابات التعاضدية، ومن بعدها انتيخابات المؤتمر-15 ديال "أوطم" فعام 1972، تمّ الترشيح ديال موحماد ليها وهوّا فالسنة الثالثة د-الكُلية، و"فاز" فالانتيخابين بجوج، وشارك فالمؤتمر. فخيلال هاذاك العام، ومعا اللي كان يجرى فيه من نيقاش/عيراك، خصوصا فـ"ساحة هو-شي-منه" قبالة مطعم الحيّ، أصبح موحمّاد عضو فشي حاجة كانت كا تسمّى عورفيا بين الريفاق بـ"لجنة العنف" (زعما "العنف الثوري")، وبداو كا يسمّيوه "الطوبّاماروس" (اللي طلقها عليه الرافيق بوجمعة الحلافي واحد النهار وانتاشرت) واختفات سميّة "لانفّان صوفاج". أما الامتيحانت فا هوّا نجح فيها من جديد بميزة، معا كُلشي ذوك الشطون، وهاذاك العام ظهرت ميزة "حسن" فالنتائج (كاين غير مقبول، مستحسن وحسن) وخذاها واحد كا يتّسمّى "نسيم" وبقى الحال فموحمّاد اللي كانت كا تنقصو غير نقطة باش يدوز من "مستحسن" لـميزة "حسن"، وما زادتها ليه اللجنة.

 

 

النص التابع ("كمونة ظهر المهراز") عبر الرابط الأتي:

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-chemin-postscolaire-9-texte-narratif-commune-de-d-har-el-mahraz-a-fes

.

 

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



01/09/2019
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres