(En arabe marocain) Chemin postscolaire-28 (retour à la sociologie du travail dans un établissement universitaire au Maroc))
طريق ما بعد السكُـيلة-28
-----------
.
29- عودة إلى أوجه أخرى من سويسولوجيّات العمل بإحدى المؤسّسات الجامعية المغربية
بعد إقامة البحث والتكوين اللي قضاها موحمّاد فجاميعة أمهارست بالماساتشوساتس بأمريكا (شوف هــــــنـــــا)، رجع لوجدة معا نيهاية 1990. رجع على أساس أنه يحرّر أطروحته ديال دكتوراه الدولة فيما تبقّى من السنة الجامعيّة (1990-1991) على أساس يناقشها فعام 1992؛ يناقشها بعد ما تكون فاتت 7 سنين على حصوله على دكتوراه السيلك الثالث بالفرانسية من جاميعة باريس-8، وتكون فاتـت 15 سنة على حصوله على "شهادة الدروس المعمّقة" من كلية فاس، و19 سنة على شهادة الليسانس القديمة ديال 4 سنين، اللي كلّهوم شهادات بالعربية.
هاذيك الأطروحة كانت عندها، حتّى هيّا، قصة فالتسجيل ديالها فكلية الآداب د-الرباط (شبعة الفرنسية)، كانت قصّة قريبة من قصة تسجيل ريسالة "ديبلوم الدراسات العليا" فشعبة العربية ديال نفس الكلّية (شوف هـــــنـــــــا). حيث، في عام 1985 اللي تناقشت فيه هاذ الريسالة الأخيرة، ستاجدّ في فرانسا "قانون صافاري" (La loi Svary) اللي لغى "دكتوراه" الدولة وأسّــس الدكتورا الموّحدة الواحدة "الدكتورا الوطنية" اللي ما كا تخوّل-شي وضعية "أستاذ محاضر" ديال النيظام القديم فالمغريب. بذاكشّي ما بقى-شي عند موحمّاد سبيل آخر باش يتجنّب التجميد في إطار "أستاذ مساعد" سيوى يعجّل بتسجيل أطروحة "دكتورا الدولة" فالمغريب قبل ما ينتاقل ليه الإصلاح ديال فرانسا، وما كان عنده سيوى شعبة الفرنسية فالرباط. ما كان عنده اختيار، أوّلاً بسباب تجريبته القاسية معا تسجيل ريسالة "دبلوم الديراسات العليا" فشعبة العربية اللي تّشار ليها، وثانيا لأنه دابا، آخر شهادة عنده محرّرة ومناقشة بالفرانسية فجاميعة فرانسية. واعتيباراً لكون مشروع الأطروحة مستـمرّ، بطبيعة الحال، في نفس التاخصّوص، أي الليسانيات (فرع الفونولوجيا) وغادي يتم الإنجاز دياله فإطار الأسئلة النظرية اللي كانت سايدة فنيهاية الثمانينات وبداية التسعينات (ناظريّة هنداسة التمثيل الصوري للصفات الموميّزة لأصوات اللغات)، واللي كوّن فيها نفسه مزيان خيلال إقامة فجاميعة أمهارست، بان ليه يحاول يتّسجل فالرباط معا نفس الأستاذ الفرانساوي اللي حضّر معاه دكتورا السلك الثالث، واللي مواكب مزيان للتاطوّرات الراهينة فالميدان ومواكب الأعمال ديال الطالب دياله القديم.
حرّر موحمّاد مشروع البحث ديال الأطروحة دياله وبعث بيه للأستاذ. بعث ليه الأستاذ فالأخير بالموافقة دياله على المشروع وعلى الإشراف فشعبة الفرنسية بكلية الآداب فالرباط. تنقّل موحمّاد للرباط وقام بإيداع مليف طالاب التسجيل. تسنّى مودّة طويلة ما توصّل-شي بشهادة قبول التسجيل. تنقل ثاني للرباط، وقالو ليه بلّي الشعبة رفضت الطالاب لأن شهادة الليسانس دياله كانت بالعربية من شعبة اللغة العربية. قال ليهوم بلّي الميلّـف راه فيه الشهادات الأخيرة بالفرانسية من جامعة فرانسية (معادلة شهادة DEA و"دكتورا السيلك الثالث"). قالو ليه: هاذاك هوّا الشرط ديال الشعبة: الليسانس بالفرانسية.
لقى ثاني موحمّاد راسه رجع لنقطة الصيفر فمسالة استيكمال التكوين دياله الأكاديمي وتطوير وضعيته الميهانية، وزايدون الوقت كا يزحم: إصلاح نيظام الشهادات على الأبواب فالمغريب حتّى هوّا (إلغاء "دكتورا الدولة" اللي كا تخوّل وضعية "أستاذ محاضر). رجع لوجدة مغلوقين عليه جميع البيبان من جديد: لا هوّا من "العربوفيــليّيــن"، لا هوّا من "الفرانكوفيــليّــين" ولا "الأنكًلوفيــليّـين" والا غيرهوم من العشاير. كتب ريسالة مطوّلة لعاميد كلية الرباط كا يشرح فيها الوجه الأكاديمي ديال مشكل التسجيل، ومرفوقة بسيفي فيه لائحة الشواهد والأعمال المنشورة بلوغات مختالفة ... ومن بعد مودة طويلة تّحل الموشكل، وحصل على شهادة التسجيل فدكتورا الدولة.
بالنسبة للحيصّة ديال التدريسي للموسم 1990-1991 اللي عزم فيه موحمّاد يخرج لباريس يحرّر أطروحته بعدما كان حلّ مشكيل التسجيل، وقضى مؤخّاراً سداسي ديال البحث وإعادة التكوين فأمريكا، كان سبق ليه تّفاهم بشانها معا شعبة العربية والإدارة، فإطار التافرّوغات الداخلية المتّناوبة اللي كان معمول بيها لتمكين الأساتذة من إنجاز شهاداتهوم. ذاكشّي، حيث كان كلّما طلب الاستيفادة من هاذاك التافرّوغ فنيهاية الثامانينات، كا يقول ليه رئيس الشعبة، الأستاذ حسن الأمراني: ما كاين-شي اللي يدرّس لينا اللغة العبرية؛ غير دبّر لينا على من يقرّيها، غادي يتّحل الموشكيل. ذاكشّي علاحقّاش كان سبق كًاع فالدخول الجامعي 1986، أن الأستاذ أحمد شحلان، اللي كان كا يتنقل من الرباط لوجدة باش يدرّس هاذيك المادة، عيـى فالأخير وعتاذر، بعد ما كان عيى قبل منّه الأستاذ مولاي مبارك اللي كان كا يتنقّل من مراكش. فبداية هاذاك الدخول ديال 1986، قال ليهوم موحمّاد فاجتيماع الشعبة اللي كان كا يتّرأّسها الأستاذ عبد الرحمن حوطش، بلّي هوّا مستاعدّ يحلّ الموشكيل، ويتكلّـف بتدريس العبرية، بشرط ما يتحمّلها-شي معا الليسانيات، وهوّا باقي كا تنتاظره دكتوراه الدولة. قالو ليه: علاه آ-سّي موحمّد عندك شي تكوين فالعبرية؟ قال ليهوم: ما عندي حتّى شي وثيقة رسميّة؛ بالصّح، كوّنت نفسي بنفسي فاللوغة العبرية. كلّ ما هوّا عندي هي شهادة شخصية خطّية من عند دافيد كوهن، وأخرى من حاييم الزعفراني، اللي كنت مسجل كا مستامع في السيمينارات ديالهوم بجاميعة السوربون وجاميعة باريس-8 على الترتيب فعام 1983-1984. قال ليه رئيس الشعبة: "جيبهوم لينا نوساخ الله يخليك نعطيوهوم للعاميد ونحلّو هاذ المشكيلة". ومن تمّا بدا موحمّاد كا يقرّي العبرية، العبرية بوحدها، فكلية وجدة حتّى غادرها فعام 2002.
هاكذاك صبح موحمّاد فنيهاية الثمانينات متورّط وحاصل في ذيك المادّة د-العبرية، اللي كان غير تطوّع باش يحلّ المشكيل ديالها للشعبة. وفيعلا بدا كا يتّاصل خيلال الإقامات دياله بباريس بواحد زوج د-الطلّاب وجديين قدام كانو كا يحضّرو رسائلهوم فالعبرية فجاميعة السوربون، وكان باين بلّي قراب يناقشو (بوجمعة ؟؟؟ معا "دافيد كوهن"، وعبد الكريم بوفرة معا "حاييم روزن")، وذاكشّي باش يقنعهوم يلتاحقو بوجدة بعدما يناقشو، لأن التوظيف كان كا يتم بشكل مباشر غير بطالاب للعاميد يلا كاينين مناصب مالية شاغرة، ولأن العبرية كان عليها طالاب فهاذوك العيمان فالرباط والمركز بصيفة عامّة معا تاوسّوع خاريطة الجاميعة. الطاليب الأول، "بوجمعة ؟؟؟" اللي كان كا يخدم على "كِتاب اللُمَع" ديال "ابن جناح"، تعثر مسكين ومن بعد مرض نفسيا قبل ما يتوفّى كًاع فالنيهاية، الله يرحمه. بقى الطالب عبد الكريم بوفرّة اللي ناقش في 1990 وقدم طالاب الالتيحاق بكلية وجدة فنفس العالم، وتمّ القبول دياله. وبذاكشي تمكّن موحمّاد فالنيهاية باش يتفرّغ تافرّوغ داخيلي فموسم 1990-1991، قضى منه طرف فأمريكا، وملّي رجع عزم يخرج لباريس حدا الموشريف دياله يحرّر أطروحته، لأن هاذاك هوّا شرط هاذاك الأستاذ: ما كا يقبل-شي الإشراف غير بالمراسلة، وهاذاكشّي ما-شي مومكين فالفونولوجيا.
استارح موحمّاد واحد الشهر فوجدة، وجمع حوايجه لباريس. كان وفّر 3000 دولار من ذاك الدعم ديال الإقامة دياله في أمريكا علاحقّاش كان مزيّـر حزامه مليح. وبهذاك المقدار عزم يشري تذكيرة طائرة ويعيش واحد الشهرين ريثما يتوفر ليه فحسابه شي باراكة أخرى. حصل على الفيزا دياله وخذا الطائرة. ملّى وصل عند البوليس في ماطار أورلي، فتح البوليسي الجواز وبدا كا يشوف فالصفحتين ديال الوسط فين متّاقبلين زوج د-الفيزات كلّ وحدة فيها صورة د-النسر: الفيزا ديال العيراق (1988) والفيزا ديال أمريكا (1990). بدا كا يفحص مزيان ويهز عينيه ويشوف فموحمّاد بلحيته الكحلة قد شي علّافة. قال ليه ذاك البوليسي تسنّى شوية. شويّة ها واحد البوليسي آخر جا، وقال لموحمّاد: بونجور مسيو؛ يلا سمحتي، شي ديقيقة معاك من أجل معلومات حول طبيعة الإقامة ديالك في فرانسا؛ يلا سمحتي زيد معايا. فالمكتب دياله، شرح ليه موحمّاد أشنو كا يعمل، والإطار ديال الإقامة اللي عازم يقضيها فباريس. ورّاه الدعوة اللي سيفط ليه الأستاذ الموشريف، وبيطاقة "أستاذ زائر"-1986 ديال مركز "السينيريس" ديال باريس. كان الحديث د-البوليسي مهذّب و"ودّي لبيق؛ وموحمّاد من جيهته، قرّر يهضر بدون لـفّ. قال ليه البوليسي: سمعنا بلّى تمّت قبل أيام فوجدة بالضبط واحد الموظاهرة أمام القنصلية الفرانسية. قال ليه موحمّاد إيّيه، سمعت عليها وقالو كانت موظاهرة كبيرة ضد انخيراط فرانسا فالتاحالوف ديال الاستيعداد الأمريكي للتادخّول العسكري فالعيراق (...). قال ليه البوليسي: كا نشوف بالموناسبة بلّي كنتي فالعيراق هاذي غير شس عامين، ومن بعد مشيتي لأمريكا ! جاوب موحمّاد: أمريكا، اللي عاد رجعت منها، مشيت ليها كأستاذ زائر فإطار واحد البرنامج أمريكي كا يتسمّى "برنامج فولبرايط" (وخرّج البيطاقة الميهنية ديال جاميعة أمهارست وعطاها ليه)؛ أما العيراق، فا كنت مشيت ليه هاذي شي عامين بدعوة من المركز الثقافي العراقي د-الرباط للمشاركة فواحد الملتاقى الثقافي فبغداد كا يتسمّى "المربد"؛ وكا نتذكّر بلّي، فالرجوع ديالي، عملت واحد الترانزيت هنا-نيت فمطار أورلي باش نبات عند واحد صاحبي فباريس، لأن الفلوس اللي فجيبي باش نرجع من الدار البيضا لوجدة تقاضاو لي، وبغيت نسلّف من عنده واحد الألف فرانك ونجي نستانف الرحلة ديالي لكازابلانكا. والديوانة د-الترانزيت فتّشو لي باليزتي ولقاو فيها واحد الحجرة عادية لتاقطتها من الأرض، كا تذكار، فالمكان اللي كا يقولو بلـّـي كان فيه برج بابل، وقالو لي اشنو هاذ الشي؟ قلت ليهوم بالمزاح: "هاذي غير حجرة ديال سيدي ربّى لتاقطتها فطحاطح سيدي ربّي؛ لا يحسابكوم-شي بلّي غادي نعمل انتيفاضة الحيجارة فباريس، وبداو كا يضحكو". ضحك ذاك البوليسي حتى هوّا، وبعد هاذاك الاستينطاق "الودّي" اللي دام شي نصّ ساعة، جاب ذاك البوليسي لموحمّاد الجواز دياله مأشّر، وقال ليه شكرا، سمح لينا؛ هاذي غير إجراءات أمنية روتينية عندنا.
جرى ثاني موحمّاد على فين يسكن فباريس بموساعدة صاحبه القديم، عبد الرحمن الداودي، واستقرّ فالأخير فالدائرة الثامنة قريب من "بارك مونصو". قضى شي ثمن شهور د-الخدمة بالكُريد، ما كا يخرج من غير باش يمشي بالميترو-2، يتغدّى فواحد من المطاعيم ديال "السينيريس" (CNRS) كاين فـ"زنقة طنجة" بالقرب من "ساحة المغريب" بالدائرة-19، حيث استاطع يحصل ثاني من مركز CNRS خيلال هاذيك الإقامة اللي كان مشى ليها على نفقته، على منصيب Poste Rouge ديال 3-شهور، الشي اللي وسّع عليه شوّية، واستاطع باش يلحّـق بيه زوجته وولده وبنته لمودة شهر فالصيف، ويشري حاسوب ويبدا يتعلّم الرقن. فخيلال 8 شهور، سالى موحمّاد من تحرير أطروحته قيسم بقيسم باليد لأنه مازال ما تّعلم الرقن مزيان، تحرير بنفس الطاريقة ديال الليقاءات الأسبوعية معا الموشريف دياله وموراجعته وتصحيحاته كيما حصل خيلال إنجاز ريسالة السيكل الثالث عام 83-84.
في بداية الموسيم الجامعي 91-92، رجع موحمّاد لوجدة معا العمّال الموهاجرين بالكار، لأن عنده باكًاج كثير، منّه الحاسوب والطابيعة دياله. وصل لوجدة فالثلاثة د-الليل عن طريق ألميرية ومليلية بعد ثلث أيام د-التجربة الحافلة بالمفاجآت في عالم المهاجرين. كان برنامجه هوّا يستانف العامل دياله كأستاذ العبرية، في موازاة معا التبييض النهائي ديال أطروحته على ضوء تصحيحات وملاحظات الأستاذ على الأقسام ديالها. ملّي طلع للكُلية، صاب خبار جديدة: الشعبة زوّلت ليه فاستيعمال الزامان مادة اللوغة العبرية، اللي كان تطّوع باش يتكلّف بيها فشعبتي العربية والديراسات الإسلامية من عام 1986. قالو ليه: دابا راه كاين الموتاخصّيص فالعبرية؛ وراه سندنا ليك - بتنسيق معا شعبة الإسلاميات - تدريس "فقه اللغة" فهاذيك الشعبة. قال ليهوم: ما فيها حتّى شي باس ندرّس مادة "فقه اللوغة"، حيث هيّا باش بديت فالكلية فالعامين الأولين ديالها قبل ما نبدا ندرّس اللسانيات ملي وصل الفوج الأول للسنة الثالثة؛ إنّما هاذ العام، راه تابعني التحرير النيهائي للتسويدات ديال أطروحتي، وما عندي-شي إمكانية باش نتّصوّر ونحرّر تحضيرات جديدة هاذ العام. العام الماجي يفتح الله. قالو: هذا قرار مكتب الشعبة بإجماع. قال ليهوم حتّى انا، راه هذا هوّا البرنامج ديالي: نعطي الحيصة ديالي د-اللوغة العبرية اللي هيا واجدة هاذ العام؛ وملّي يصبح، يفتح.
من بعد يامات، وبعد استكمال المعلومات والحضور في سلسيلة من اجتيماعات الشعبة، بان لموحمّاد بلّي المسالة ماشي مسالة تيقنية بيداغوجية. بدا كا يسمع فاجتيماعات الشعبة شي مصطالاحات جديدة بحال "الأدب الإسلامي للدول المتعاقبة"، "أسلمة العلوم والمعرفة" (...) وخبره الأستاذ محمد الشامي بلّي حتّى انا جرّاو عليّا من شعبة العربية وعطاوه مادة الليسانيات فشعبة الدراسات الإسلامية. وزاد علّق بما معناه: "راه باين دابا بلّـي بغاو يتوّشونا، انا ويّاك، فهذيك الشعبة فين نصبحو أقلّية معزولة. دابا، بعد أنشيطة رابيطة الأداب الإسلامي، ومعا هاذ الشي اللي عاملة حاراكة "عبّاسي مدني" فالجزاير، راه باغيين يبدّلو البراميج ويراجعو إسناد الموادّ للأساتيذة، ويعملو إعادة الانتيشار لأساتيذة شعبة العربية بالتدريج اللي ما متّافقين على هاذ الاتيجاه، راه ما-شي غير انا ونتا ...". تمّا قال ليه موحمّاد: ((آ-وستاذ، انا راه تّاخذت قراري اللي كا تفرضه عليّا وضعيّـتي واللي ما كا يتّنافا-شي معا التقاليد الترباوية والأكاديمية؛ وصلاتنا على النبي. هاذ استيعمال الزامان اللي عطاوني غادي نحتارمه مزيان: غادي نبدا نجي فالحيصة ديالي للكُليّة بانتيظام وبالتحضيرات ديالي فمحفاظتي، ونبقى معتاصم فماقرّ الشعبة إلى نيهاية الحيصة، وذاكشّي حتّى يرّجعو الأمور إلى نيصابها)). قال ليه الأستاذ الشامي، آآه، يلا وعدتيني بالالتيزام بهاذ الموقاطعة، حتّى انا ما نلتاحق. قال ليه موحمّاد ما معناه: ((المسالة ما فيها-شي لاموقاطعة والا وعد أو التيزام؛ انا ملتازم غير معا راسي، وهاذيك هيّا كلمتي لأن ما عندي خيا، وكلّ واحد منّا راه ما مسؤول غير على فعاله؛ انا غير خبرتك، ما-شي لأننا صحاب، ولكين لأنه بان لي دابا بلّي هاذوك الناس معتابرينّا بزوج فسلّة وحدة، حيث كا يعتابرونا على راس دوك اللي ما راهوم-شي معا جماعتهوم: نتا لأنك كا تجيب أمثيلة فالدروس ديال الليسانيات بالأمازيغية وكا تشرف بحوث الليسانس فماواضيع ديالها، وأنا لأسباب كثيرة كان مسكوت عليها لأني ما كا ندخل-شي فصيدامات هوّياتية، لا معا الطلّاب لا معا الأساتذة، حتى لذيك الواقيعة ديال مولود معمري)) (حول هاذ الواقيعة، شوف هـــنـــا بالفرانسية، وهــــنـــا بالعربية). ومن تمّا بدا شد الحبل بين موحمّاد ومكتب الشعبة. كل طرف متشبّث بموقيفه. موحمّاد زنزنات ثاني ليه الدبّانه فالوذن، وبشكل جدّي هاذ المرّة. قال معا راسه: اشنو كًاع غادي يوقع بالسلامة؟ ياك مونذ عام 1987 تّـقتارح عليّا نعمل طالاب للالتيحاق الرسمي بمركز الـCNRS للبحث العلمي فباريس، وما زعمت-شي غير علاحقّاش ما كنت-شي باغي نجعل الولاد بزوج، اللي عاد صغار، موهاجرين يواجهو صعوبة الانديماج فالمدراسة وفالموحيط العامّ.
بدات الشعبة كا تسيفـط ليه الوساطا باش يقنعوه بهضور ملتاوية وبالإيماء بشي تهديدات صبيانية مبطّنة. وشي مرّتين، جا كًاع عنده رئيس الشعبة للدار معا الأستاذ أحمد حدّادي، الله يرحمه، اللي كان هوّا اللي قايم فعليا بالشعبة، وكان كًاع كا يوكّله الرئيس عليها خيلال غياباته الطويلة فالخاريج في إطار غير معروف، لأنه كان أول من ناقش دكتورا الدولة من أساتيدة الشعبة فعام 1988. كان موحمّاد كا يسمعه ليهوم مزيان، وفالأخير كا يقول ليهوم، ما عندي جاجة جديدة ما نضيف على اللي قلته فالنهار الأول. فالمرّة الثانية، جاو مبشورين وبحال يلا شامتين، وقالو ليه: ا-وستاذ الله يهديك؛ راه سّي الشامي، صافي التاحق بالطلبة دياله هاذ الأسبوع؛ غير التاحق حتّى نتا بالطلبة ديالك، راه العام كا يفوت، وفالدخول الموقبيل يفتح الله. قال ليهوم: هاذي أخبار الخير؛ ها النص د-الموشكيل تحلّ ملّي اقتانع سّي الشامي بالالتيحاق بالحيصة دياله، وهاذاك شغله ما-شي شغلي. أما انا، فإنه - كيما كا نكرّر ديما - غير تخلّيو لي، فهاذ العام المشرجي عندي، المادة ديالي د-القديمة د-العبرية، اللي طورت فيها طريقة بيداغوجية جديدة عطات نتائجها، وفالعام الجاي راه ملّي يصبح يفتح.
فالأخير ستدعاه القيدوم، الأستاذ محمد الطايفي. بدا كا يهضر بكثير من اللويان بشكل كا يبيّن بلّي هوّا واعي بالاتيجاه الجديد اللي غادية في الكلية، ولاكينه صايب نفسه تحت ضغط كبير. وقال لموحمّاد راه الشبعة كاتبتني بلّى راك مقاطع الحيصّة ديالك؛ وكي كا تعرف، أنا مولزام، بعد هاذ المراسلة، نشعر الوزارة بـ"أبونضون دو-بوسط". بعدما شرح ليه موحمّاد من جديد القصة، قال ليه: "ومن بعد، حضرة السيد القيدوم، ما تشعر بحتّى شي حاراج من جيهتي؛ عمل اللي كا يبان ليك باعتيبارك رئيس المؤسّاسة".
في هاذ الأثناء، بدات واحد المجموعة من الأساتيذة فالشعبة كا يشعرو، من خيلال الخيطاب الجديد حول "أسلمة المعرفة"، وحتّى من خيلال توزيع الموادّ، بلّي المسالة مشات بعيد وما غادي-شي تّحدّ في موحمّاد والشامي، وبداو كا يتحسّسو جنابهوم فالأُفق ديال هاذ إعادة تاصوّور مضامين الموادّ وإسنادها، حيث يالله واحد الجماعة ديال واحد الجيل الجديد من اللي تخرّجو من نفس الكلية فمنتاصاف الثمانينات ومشاو لمصر واحد ثلث سنين ورجعو وتوظفو توظيف موباشير بشكل جماعي تمّ-تمّ، اللي تجنّدو للمرافعة لصالح التاوجّوه الجديد. وفي باب هاذاك الأفق، قامت واحد المبادرة ديال إعداد ميلفّ لإحداث "اختيار ليسانيات" فشعبة العربية وبداو صحابها كا يعقدو اجتيماعات؛ ومن بينهوم الأستاذ مصطفى بنحمزة اللي كان خدّام على تحقيق واحد النسخة أخرى من مخطوط كتاب "الخصائص" د-ابن جنّي يمكن مختالفة على النوساخ المطبوعة، ومجموعة من ذوك الطالابة اللي ستكملو التكوين ديالهوم في مصر ولتاحقو مباشرة بالكليّة، ومن بينهوم الأستاذ رشيد بلحبيب اللي قام بـ"تحقيق ودراسة" لكتاب "النُكَت في تفسير كتاب سيبويه" ديال "الأعلَم الشنتَمَري"، والاكين اللي تّعطات ليه مهمّة تنسيق إعداد ميلف المشروع هوّا الأستاذ بنيونس بنقدّور اللي كان من الأولين اللي جابو الدكتورا الوطنية ديال الخاريج. عيّطو على موحمّاد لواحد الاجتيماع د-الشعبة لموناقشة المشروع. قال ليهوم موحمّاد بلّي ما يمكن-شي ليه ينخارط، كا مؤطّير، لـ"اختيار ليسانيات" فشعبة ديال العربية فوجدة بخيزانتها اللي ما كا تـتّوفّر-شي على الحد الأدنى د-المراجع فالليسانيات، ويساهم في تخويل شهادات مزيّفة؛ وقال بالحرف: ((زيادة على ذاليك، أنا مازال ما كمّلت قرايتي؛ باقي تابعاني الأطروحة ديالي)). نطق الأستاذ بن قدّور وقال بالحرف ((آ-سيدي، حنا بعدا كمّلنا قرايتنا؛ قيطار الليسانيات راه انطالق، اللي بغى يلتاحق فاذاك، واللي ما بغى، الله يعاونه")). (فالنيهاية، هاذاك القيطار ما نطالقش).
تلاقاو شي وحدين من ذوك الأساتيذة المتّخوفين من ذاكشّي كلّه واحد النهار فواحد القهوة، وبداو كا يتناقشو باش يفهمو أوجوه التسيير الجديد للشعبة. اقتارح عليهوم موحمّاد يصوغ واحد البيان حول المسالة، ويوقعه كًاع اللي متّافق عليه، ويتودع لرئيس الشعبة فقيماطر البريد دياله فالشعبة؛ وهاذاكشّي اللي كان. بدا موحمّاد بتوقيع البيان بعدما حرّره، وقال للي تلاقاه من ذيك المجموعة يخبر كًاع اللي مستاعد يوقع باش يجي لنفس القهوة فنهار السبت لأن الفضاء ديال ماقرّ الشوعبة بدا كا يخلع، وهوما ما بغاو-شي يشهّرو برئيس الشعبة. شي وحدين، من اللي كانو متحمّسين (شي صحاب الأدب الحاديث، أو النقد الأدبي أو المسرح اللي كا يهضر على الثقافة الشعبية ...) ما جاو-ش يوقّعو. اللي وقّعو البيان فالنيهاية هوما: الموحرّير دياله، موحمّاد، ومصطفى الغديري، ومحمد الشامي، وأحمد الدويري، وعبد الرحمن بوعلي، وموسى أغربي، وعبد االحكم عصامي، والمسعودى الهاشمي، والمرحوم، بـلَّـفرًح. صوّر موحمّاد نوساخ من ذاك البيان بعد توقيه، وودع نسخة منّه فصندوق رئيس الشعبة، بلا ما يطّالع عليه أي واحد (حتّى ذوك اللي وقعوه بعد القراية، غير شي زوج اللي طلبو منّه نسخة). فالأسبوع الموقبيل ناضت قربالة فأركان الكلية على "فضيحة التاهجوم ديال واحد الجماعة على شعبة اللغة العربية ورئيسها" على شكل إشاعات تهويلية جعلت بعض ذوك الناس اللي وقّعو البيان في موقف تاخوّوف وديفاع. دعا العاميد لاجتيماع عام معا أساتيذة الشعبة. بعد الكاليمة دياله حول ما لاحظه من اضطيراب كبير، طلب من الحاضرين واحد واحد يبدي الرأي دياله فطبيعة القاضية. التادخّلات ديال اللي وقّعو البيان كانت دهشانة وغير ديفاعية تكذيبية أمام التهويلات اللي تكرّرت على لسان النوشاطا ديال الاتيجاه الجديد. ملّي وصلت النوبة لموحمّاد. قال: ((انا بغيت دابا أولا غير نعرفو ف فيـــــن وكيـــف طّالعـــــــو هاذ الزوملاء على نص البيان اللي كا يحدّثونا اليوم على محتواه؟ البيان تودعت منّه نسخة وحدة فالقيماطر ديال السيد رئيس الشعبة اللي هوّا حاضر معانا، كرسالة كا تعبّر عن رأي مجموعة من الأساتيذة حول الإجراءات الأخيرة، ولكن كذاليك حول التسيير العام للشعبة اللي ولّى الشأن ديالها مفوض ديما لـشي واحد أخر (مرّة أستاذ حدّادي، مرة أستاذ الرمضاني) بينما الرئيس غادي من سفر لسفر. واش معنى هذا أن شؤون الشعبة صبحات كا تتناقش في خاريج الشعبة وخاريج الكلّية؟ وباش نختاصر الهضرة، غادي نقرا عليكوم نص البيان، اللي جبت معايا نسخة منّه، ويلا شاف الأستاذ رئيس الشعبة ما-شي هاذا هوّ النص اللي صاب، يجيب لينا النص اللي عنده)). وبدا موحمّاد كا يقرا. وملّي سالى "بُهِـت الذين تقوّلوا وادّعَوا" بيما فيهم العاميد اللي شاف ذاكشّي كلّه صحيح.
الأستاذ مصطفى سلوي، كانت تّعملات ليه واحد شيبه محاكمة بعدما نقلات بعض "العيون والآذان" أنه تّناول معا الطلبة والطاليبات دياله قصيدة "راحــــلــة" ديال الشاعر عبد الرفيع الجواهري بشي نوع من المعالجة التحليلية فشي حصّة دياله. كان أول من رفع يديه لمّا طلب القيدوم من الحاضرين الرأي ديالهوم فنصّ البيان؛ وقال، بذاكشّي اللي معروف عليه من لباقة وواساطية فالأمور: ((انا شخصيا ما لمست فالنص اللي تقرا علينا حتّى شي حاجة من اللي راج. نص عادي كا ينبه إلى بعض الأمور ديال تسيير الشعبة، وجّهوه بعض الأساتيذة لرئيسها، وما-شي لشي طاراف آخر، من أجل المساعدة على تاجاووز البلوكاج اللي صبحت كا تعاني منّة الشعبة. ...)).
وفي إطار زيادة التوضيح والشفافية على مستاوى المؤسّاسة، اتافقو ذوك المقعين على البيان، واللي صبحو متّاهمين بـتوهام معناوية تهويلية ثقيلة، على إيداع نصّ ذاك البيان عند رئيس الجاميعة، الأستاذ حسن مكوار، وطلبو يستقبلهوم. وذاكشّي اللي تمّ. زادو قدّمو ليه عرض شافاهي كا يلخص ذاكشّي اللي فالبيان، وقالو ليه ما معناه "ودابا راه حتّى المكتب النيقابي الحالي ورّط السيد القيدوم بنفسه من خيلال البيان المعلق أمام المكتب دياله، وما-شي فالسبورة النيقابية اللي فجناح مكاتب الشوعاب. تصنّت الرئيس باهتيمام كبير لذاكشّي كلّشي، وجمع الأوراق وقال بالحرف: "كاين خالال، كاين خالال"، ونتهات الموقابلة.
ذاكشّي حيث في خيضمّ هاذيك الاضطيرابات اللي عمّت الكلية، زادت الأمور فالتعقيد لمّا صدر البيان النيقابي المذكور كا يقول بلّى الفرع النيقابي ديال الكليّة عقد اجتماع دياله بحضور السيد عاميد الكلية، وتناول كذا وكذا، وعبّرو أعضاء المكتب، وكذاليك السيد العاميد، على تنديدهوم بكذا وكذا؛ وتمّ تعلق البيان بخط موكبّار قبالة مكتب القيدوم منين كا يدوز رئيس الجاميعة للمكتب دياله. وزاد الأمر، وخرج من نيطاق وجدة الضيّق إلى الفضاء الوطني العامّ لما نشرت يومية "الاتحاد الاشتيراكي" واحد الجذاذة بدون توقيع بعنوان: "ماذا يجري بكلية الآداب بوجدة؟" واللي تشاع فالكلّية، تمّ-تمّ، بلّي ((راه الغديري اللي غادي يكون ينشرها، وما-شي بوعلي، اللي مّالف كا ينشر فـ"الاتحاد"؛ على حقّاش هوّا ما يمكنش يقول "لا قدّر الله"، حيث جا فالجوذاذة "... ضرورة التدخل لتلافي ما قد يحدث ممّا لا تحمد عقباه لا قـــــــــــــدّر اللـــــــــــه")).
ملّي قرّب كًاع العام يكمل، جاو واحد زوج من ذوك النوشاطا لعند موحمّاد اللي مواظب على الاعتيصام فماقرّ الشعبة خيلال الحيصة ديال استيعمال الزمن دياله، وقالو ليه: صافي آ-أستاذ، راه الشعبة حلّت المسالة؛ غير سير دابا كمّل أطروحتك وفالعام الماجي غادي ترجّع ليك الشعبة المادة نيت ديالك، العبرية. ما عرف-شي علاش وقع ذاكشّي؛ وقال ليهوم شكرا، وصافي. معا بداية الموسم الجامعي 1991-1992 التاحق موحمّاد بالحيصة دياله ديال العبرية؛ وكمّل إدخال التعديلات على أطروحته على ضوء ملاحظات الموشريف المكتوبة على أقسام التسيودات ديالها، وذاكشي أثناء الرقن اللي قام بيه هاذ المرة بيديه لمّا تعلّم مزيان برنامج ديال الحاسوب، واللي كان رقن معقّد بسباب كثرة الرموز الفونيتيكية والتشجيرات بالخطوط المايلة. سحب التبييض ديال الأطروحة، وسيـفط نسخة للموشريف فباريس، وجاه من عنده الإذن بالإيداع، وقال ليه راني غادي نراسل عاميد كلية الرباط ونقتارح عليه أعضاء لجنة المناقشة.
إنما بعد ذاكشّي، خلقو ثاني بعض الليسايين شي تعقيدات فمكتب شعبة الفرانسية فالرباط. قالو الأطروحة اللي كا يشرف عليها شي أجنابي، لازم يكون معاه فيها موشريف ماحلّي من الشعبة (codirection). هاذاكشّي، حلّو في آخر ساعة كلّ من القيدوم، الأستاذ بن داود، ورئيس الشعبة، الأستاذ الزكًاف، الله يجازيهوم بيخير. تناقشت الأطروحة فربيع 1992 أمام لجنة مكونة من لسيانيين مغاربة وثلاثة آخرين فرانسيين، ونالت تنويه وتوصية بالنشر. ونشرتها الكلية عام 1995 بعنوان:
Aspects des représentations phonologiques dans certaines langues chamito-sémitiques (271 pages)
----------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres