(En arabe marocain) Chemin postscolaire-27 (Pérégrinations d'un académicien blédard en Nouvelle Angleterre )-2
طريق ما بعد السكُـيلة-27
-----------
.
28- الحْــــريـكًـ الأكاديمي ديال بْـلـدي في بلاد "نيو-إنكًــلانـــد" (2)
.
بعد واحد ثلث إيام من الوصول دياله، صافي، ستاقرّ موحمّاد فميدينة امهارست بإنكًلاتيرا الجديدة (شوف هــــنــــــــا). مشى فاليوم الثاني عمل زيارة لشعبة الليسانيات في "ساوث كوليج" اللي هيّا المؤسّاسة الجاميعية اللي احتاضنت الإقامة دياله؛ وقدّماته الزاميلة دياله إليزابيث سيلكرك، رئيسة الشعبة للعاملين في الشعبة، خصوصا لذوك اللي ما حضرو-شي فالحفلة د-المناقشة اللي عملتها البارح ليه فدارها. أغلب المشتاغلين فالشعبة نساء. بالنسبة للبعض منّهوم، خوصوصا صحاب الفونيتيك والفونولوجيا، السمية ديال موحمّاد معروفة عندهوم من وسط الثمانينات. وكا يعملو فهاذيك الشعبة أسماء بارزة، بحال "جون ماكارتي" (فونولوجيا، عروضيات) اللي كاتب سميّتو على باب المكتب دياله بالعربية، و"جون كينستون" (فونيتيك)، و "حاكًيت بورير" (تركيب). وتمّا، تعرف فيما بعد على أسماء أخرى من اللي كايجيو يعملو موحاضرات واللي كان غير كا يسمع عليهوم ويقرا ليهوم، بحال "ميكايل كينستوفيتس" (فونولوجيا صرف) و "آلان برانس" (فونولوجيا، عروضيات) وغيرهوم. ومن بعد هاذيك الزيارة، مشى يسوّي وضعية الإقامة دياله: تسجّل فذيك "أعلى خزانة في العالم" ديال 32 طبقة وحصل على البيطاقة الإيليكترونية للخول وعلى ساروت البنيقة د-الخدمة دياله في الطابق-16. ومن بعد، مشى خلّص التسبيق د-الكرا، وتسجّل قصد الحصول على بطاقة "أستاذ زائر" (Visiting scholar،) ومشي لويكالة "Bank of New England" ديال أمهارست وفتح حساب، وودع فيه، تمّ-تمّ، الشيك ديال "برنامج فولبرايط" اللي كانت سلّماته ليه "اللجنة المغربية الأمريكية" فالرباط؛ ومن بعد يومين، توصّل عن طريق الباريد بدفتار الشيكات وبطاقة الشباك الآلي. كلّشي كا يتمّ بالخفّ، وما كاينش "سير حتّى ترجع" والا "جيب شهادة الحياة".
كان البرنامج دياله هوّا يخدم معا إليزابيث سيلكيرك على مسألة تشفيه الصيحاح في الفونولوجيا (Labialized consonants) بالرجوع إلى القسيم الرابع المخصّص ليها في رسيالته د-كتورا السلك الثالث فباريس-1985 (ص: 155-197) وإعطاءها تفسير جديد أكثر شمولية. وإلى جانب ذاكشي، كان عنده برنامج خاصّ بيه كا يتمثّـل فاستيكمال التكوين دياله في الليسانيات اللي ما كان-شي تكوين نيظامي منهاجي صحيح من البداية كيما هوّا شأن الليسانيات فالمغريب بصيفة عامة، حيث كا تكون المسالة عيبارة عن روسيكلاج بمجهودات خاصة لبعض طلّاب شوعاب الآداب. ثمّ، بغى يزوّد المكتابة دياله بالمراج من كتوب ودوريات وموصوّارات اللي ما يمكن-شي الحصول عليها فالمغريب؛ وأخيرا بغي ينخارط اجتيماعيا فأوساط كا تتحدث غير بالإنجليزية باش يحسّن مهارات السمع والنطق دياله (Listening and sepeaking skills) حيث كان اكتاسب فيها بتمريناته الخاصة غير مهارة القراية (Reading skill) ومهارة الكتابة إلى واحد الحد (Writing skill).
فهاذوك الاتيجاهات، كان كا يوزّع الوقت دياله. وفي إطار تحسين التكوين دياله، طلب من جون ماكارثي باش يتسجّل كا موستاميع معا الطلّاب الماستر. ضحك ماكارثي، المعروف بالدوعابة دياله، وقال ليه: كيفاش؟ نتا راك أستاذ زائر! قال ليه موحمّاد: واخّا هكذاك، غير سمح لي، أنا كا يهمّوني بعض البدايات اللي ما دزت-شي منهوم فالتكوين ديالي على حقّاش... . قال ليه بلاش ما تتسجّل، غير بان، وصافي (Just appear!). عمل نفس الشي مع طلّاب الماستر ديال إليزابيث سيلكرك، ومعا "سامويل بولوتسكي" (اللسانيات السامية) فشعبة العبيرية في جناح Herterhall؛ ومعا بولوتسكي، تعرّف موحمّاد على أعمال الكاتب الأوكراني "شالوم عاليخيم"، وشرى واحد القصة دياله (האלר) وطاحت ليه الفكرة ديال ترجامتها وينشرها، وعمل ذاكشي بعد واحد العامين. دغيا ندامج اجتيماعياً معا طاقم الشعبة علاقّاش، واخا كا يخدم الجاميع بحال الروبوهات، كا ينظمو من حين لحين ليقاء تواصولي فدار شي واحد فيهوم (الديور كلّها واسعة وعندها فضاءات خضرا)، كلّ واحد كا يجيب معاه شي حاجة (سلاطة، حلوى، مشروبات ...) ويعملو الباربكو فالجردة واللي بغا يلعب الفولي أو البينكًبونكًـ يلعب، واللي بغى غير يفرّق اللغا كا يهضر، وغاليبا كا تتحول الهضرة لمواضيع ليسانية علاحقّاش البلية ...
وكان موحمّاد كا يسافر لبوسطن باش يحضر لليسمينار ديال نوام تشومسكي في "جامعة نيويورك" فبوسطون (New York University in Boston) اللي كا يتمّ فيوم الجمعة الأولى والثالثة فالشهر. وتمّا في بوسطون كان كا يدوز مرّة-مرّة لزيارة تشومسكي نفسه و"موريس هالي"، اللي كانو مكاتبهوم متّجاورين ومتقابلين هاذاك العام فشعبة اللليسانيات بمعهد الإيمايتي MIT (Massachussets Institute of Technology)، وكا يدوز كذلك للمكتبة ديال Schocken Books باش يتقضّى كتوب اللغة العبرية والفكر اليهودي. وفي أمهارست نفسها كا يدوز لواحد المكتابة د-الكتوب المستعملة وكا يصيب فيها كتوب موهيمّة بأثمان رخيصة، وبدا كا يعرّم الكتوب فالبرطمة دياله.
.
بالنسبة لذيك الخيزانية العالية ديال الجامعة، طلع فالنهار الأول لقيسم اللوغاويات. ثمّا سوّل كيفاش يستاعر. قالو ليه الكتوب والدوريات راهم مرتبين فالرفوف على حساب النوع (كتوب أو دوريات بأعدادها) وعلى حساب فروع اللغويات (معاجم، فونيتيك، فونولوجيا، تركيب، دلالة، لغويات مقارنة وتاريخية). سير للرفوف واختار اللي عجبك، ومن بعدما تسالي، خلّي اللي خذيتي فوق الطاويلة، راه كا يدوزو عمّال الخيزانة بالشاريويات ديالهوم، ويرجّعو المسايل لبلايصها الترتيبية. الواثائق فالواقيع كلها مومغناطة وكا تشعل صفارة التنبيه فالباب يلا غرّ الشيطان شي موستاعير و"نسى" وخذاها معاه. خذا واحد المرجيع كا يهمّو، وطلع بيه للرثم ديال ديك البنيقة د-الخدمة اللي عطاوه ساروتها بصيفتو أستاذ زائر ما-شي من عموم المستاعرين من طلّاب وغيرهوم. فتح ودخل، وصاب البنيقة عرضها ميتر وطولها زوج معا كرسي واحد وكونطوار طويل د-الكتابة وكلّها مغلفة خشب وما ليها سرجم. شعل الضو، وشدّ عليه، ما يسمع حسّ ناموسة، وما يعرف القبلة من البحر، وجاته الضيقة د-المكان (Clostrophobie). حاول يركّز ويخدم، ما قدّش. جوّ الخدمة الميثالي هوّا هاذاك؛ والاكين هوّا كابر بدوي مُّالف الرحابي والطحاطح الواسعة. بداه الوسواس: ويلا داب شبّ شي حاريق الله يفظ؟ رفع عينية وبدا كا يقرا ورقة/تصميم إجراءات الاستعجال في حالة ما يلا شبّ شي حريق؛ وزاد تخنق. فالنيهاية خرج من ذيك البنيقة بسورعة، ومشى لقاعة القراية مع العموم، عاد تّنفس وكًلس كا يقرا وياخد نوقاط فالموذكّيرة دياله. في كل طابق كاينة مصلاحة ديال التصوير خدّامين فيها زوج أو ثلاثة د-الناس. وهكذاك، كلّما صاب شي مقال كا يعنيه وما عنده شي-الوقت يخدم عليه فعين المكان، كا يدّي الكتاب أو الدورية لمصلاحة التصوير معا جوذاذة كا تحدد الصفحات، ويرجع لمكانه يقرا حاجة أخرى؛ وملّي يسالي كا يدوز على المصلاحة ويخلص التصوير ويروح فحاله.
.
واحد النهار، ملّي قرّبات شويّة تنتاهي الإقامة دياله، بينما كان واقف فمصلاحة التصوير كا يسوّي أوراق المقالات المصوّرة، وكانت هاذاك النهار كلّها موصوّارات عبرية، بدا حاس بطرف العين بلّي واحد الشخص، على جنبه الأيسر، رادّ ليه البال وما كا يعمل والو، وتّحرج موحمّاد، وهوّا يرفع فيه عينيه. قال ليه ذاك السيد، وهو من المولوّانين: "شالوم"، وردّ عليه موحماد تلقائيّا بـ"شالوم"، وتمّ-تمّ تنبّه واستغرب، وسوّله: علاش قلتي لي شالوم بالضبط؟ قال ليه ذاك السيد علاحقاش باين لي نتا يهودي! ردّ عليه: لا نعام-اسّ، ما رانيش يهودي؛ يلا شفتي العبرية، راني غير كا نخدم عليها. زاد ذاك السيّد. أنا متأكد بلّي راك يهودي. - باش عرفتي آ-ميستر بلّي انا يهودي؟ = غير من شعر راسك باينة؛ وراه حتّى انا راني يهودي، وسميتي موسى. أصلي من اليهود ديال ليبيريا. ... وتمّا فتح ذاك اليهودي واحد الميني-كتيـيّـب معلقه كا بّورتكلي فحزام الدجين دياله، وقال لموحمّاد: شوف يلا ما ثيّقتيني. هاذاك الميني-كُتيـيّـب كان بالفيعل توراة مصغّر ديال اليهود. الحاصول، ذاك السيد لصق. وملّي جا موحمّاد نازل يمشي فحاله، نزل معاه ذاك موسى اليهودي. فالباب ديال الخيزانة بغى موحمّاد يسوسه، ساعا قال ليه موسى يالله بعدا غير نورّيك "الحـــابـــاد" ديالنا باش تتيّقني؛ راه غير قريب بين هاذوك الأشجار للي لهيه. موحمّاد، واخّا كان من بين الأهداف دياله يغتانم الفوراص ديال الانديماج معا الناس باش يحسّن المهارات دياله فالأجنزليزية، ويتّرف في نفس الوقت شويّة على الموجاماع الأمريكي وما يبقا-شي غير من الدار لـ"ساوث كوليج" للخيزانة، فا هوّا كا يخاف، معا ذاليك، تخطفه كثرة العلاقات وتـتّلف ليه شغله. فالأخير قال معا راسه: بالاك نمشي نغامر معا هاذ موسى اليهودي فهاذ الغابة ونشوف هاذ الـ"حــابــاد". شويّة بانت ليهوم واحد الفيلا على الناماط الأمريكي (Frame house) المنتاشر فالبلاد، مشتّـت بين الشجر؛ وقال ليه موسى: هاوّا الحاباد ديالنا. بالفيعل مكتوب على بابها חב"ד (حاباد). الحـــابـــاد هوّا سميّة واحد الحاراكة ديال اليهود "الحاسيديم" الأورتودوكس، شيعارهو: חכמה, בינה, דעת (حكمة، عقل ومعريفة). دخل موسى وموحمّاد وصابو زوج د-الناس فالمدخل واحد منهوم كًالس كا ياكل الساندويش دياله. قدّم ليهوم موسى صاحبه الجديد (This is my friend, a visiting scholar from Morroco) وقال ليهو مراه كا يعرف العبرية. هضرو شويّة وقال ليه واحد من ذوك الزوج ياالله ، يمكن هوّا الشاف: يالله للتحت تشوف الخيزانة ديال الحاباد. جاب ليه واحد الكيبّة يعملها على راسه لأن هاذك القنت بحال جامع اليهود فيه الكتوب الموقدّاسة. تمّا شرى من عندهوم فالحين شي كتوب ديال القبّالة اليهودية، وجا خارج، وتعو ثاني موسى قال ليه نتّمشّى معاك شوية. رجع ليه ثاني للحديث على أنه واثق من أنه يهودي ويمكن غير خاف يصرّح بيها ... ملّي شاف موحمّاد اللي كان عيى وباغي يدخل يطيّب ما ياكل وينعس، بلـّـي موسى لاصقه بحال العلكًة، غيّر الاتيجاه لتيرّة أخرى. فالأخير قال ليه: داب، قريب عندي موعيد معا واحد الزاميل فجيهة هادوك الديور وساسه على أساس يتلاقاو مرة أخرى.
وديما في هاذ الإطار ديال العلاقات، شاف موحمّاد اللافيتة ديال الفيلم المشهور: Jesus (1979) كا يتعرض فالسينيما ديال الجاميعة، اللي كاينة فالحي/الكامبوس بجوار المتجر الجاميعي (UMass Store) اللي يمكن للطلّاب يتقضّاو منّه من الأدوات المكتابية حتّى للكسوة العادية والرياضية وللتأثيث المنزيلي (فوطويات زرابي مطباخيات، إليكترونيك ...). سجّل توارخ العرض، ورجع نهار آخر ودخل يتفرّج فيه. ملّي باقي كا يتسوّاو الناس فبلايصهوم في انتيظار عرض الفيلم، بانت ليه واحد السيدة كبيرة شوية كا تدور بين صفوف المقاعد؛ ومرّة-مرة كا تحدر على شي واحد أو شي وحدة وتبدى تهضر معاه دقيقة أو زوج. شويّة ما حسّ بها حتّى جاته، هوّا بنفسه، من اللور وقالت ليه ((كًود داي؛ هاو ار-يو ...؛ سميتي إيفي؛ أنا سعيدة نتّعرف عليك. منيني نتا؟ (امهارست معمّرينها غير الطالابة الأفاقين؛ وكا تخوى تقريبا فالصيف). زادت ذيك السيدة: غدّا السبت، المجموعة ديالنا غادي تنظّم واحد السويقة د-البالي فالساحة اللي حدا كنيسة "فيرست بابتيست تشورتش" اللي فراس شاريع "بليزانت ستريت". مادا بيك تجي، راه يمكن تصيب حوايج يعجبوك). الساحة والكنيسة اللي هضرت عليها السيدة، مقابلين للبرطمة ديال محمّاد، ما بينها وبينهوم غير الطريق د-الشاريع المذكور، وكا يبانو مباشرة من السرجم الغربي دياله! تفرّج موحمّاد لأول مرة في فيلم ناطق بالإنجليزية، فيلم "المسيح"؛ وكان الكلام واضح والصورة جميلة، وساعداته قرايته السابقة للأناجيل على السمع الواضح. المرة الثانية اللي غادي يعاود يتفرج فهاذاك الفيلم ديال "المسيح" نفسه، بعد شي عامين عن طريق الصدفة، كانت في قرية "عين عّلا" حدا مليلية، اللي كان زارها وعرض عليه واحد من المعارف ديال نسيبه، وعمل واحد الفيديو ناطق بالريفية، هوّا نفس الفيلم بدوبلاج تاريفيت؛ وبدا كا يسمع سيدنا عيسى كا يهضر بـ"ثاقرعشت" ديال الريف بفصاحة عالية؛ حيث وقف ماثالاً على الميت فموعجيزة "إحياء الموتى" وقال ليه "كّـــر، اوليدي، ك"ــــر"، وفاق ذاك الميّـت بإذن الله !
فالغدّ-ليه من العرض ديال فيلم Jesus، غير فاق موحمّاذ فالصباح، بانت ليه من السرجم الساحة اللي كانت غير بحال شي باركينغ مربّع، عمرات، وولّات سويقة د-البالي. حضّر الفطور وفطر، ونزل يشري شي حاجة ولّا غير يتنزّه نزاهة يوم الحدّ قبل ما يمشي يتقضّى مونة الأسبوع، ويدوز لواحد الغابة هادئة من جيهة السكنى دياله، فيها مقبرة رائعة بدون سياج والا باب، ويبدا يتأمل جمالية القبور ديال كوتال الرخام الكحل ويقرا شواهد القبور. بالفيعل ملّي نزل من السكنى دياله، صاب سويقة الخردة عامرة بالتوحاف الجميلة والرخيصة (من دولار واحد حتى لعشرة فالغاليب). غير الموشكيل هو مسالة الوزن فالطائرة. شرى حويجات خُفاف، من بينها واحد النسخة ما-شي أصلية لواح اللوحة. قال يزوّل ليها الإطار ويبرمها ويعملها أنبوب د-الكارطون القوي اللي كا يتباع فمتجر الجامعة حتّى لوجدة ويصايب ليها كادر آخر. تلاقاته ذيك السيدة "إيــــفـــي" اللي عرضات عليه فالسينيما، وزادت طوّلت معاه الهضرة: واش هوّا أمريكي (أول سؤال كا يطرحه الأمريكاني لأن المريكاني ما غاديش تعرفه غير بالسحنة والقسمات، والأمريكان ما كا يستقرّو-ش فنفس المدينة أكثر من بيضع سنين)؟ اشنو كا يعمل؟ ... وقالت ليه ثاني: انا إيفي هوبكينز، أنا كا نشتاغل إمامه ديال الكنيسة ديالنا هاذي اللي حدانا. نهار الأحد كا يجيو ناس، أمريكان ومن جميع الجنسيات والأعمار، ويعملو ليقاءت حديث وتعاروف فيما بيناتهوم، وييتغدّاو جماعة؛ ومن بعد، اللي بغى يحضر للقودّاس الأسبوعي معانا كا يحضر، ماسيحي كان أو غير ماسيحي. ... قال ليها مزيان؛ غادي نجي نشارككوم غدّا معا جوايه العشرة. وذاكشّي اللي كان. وتمّا تعرّف على الزوج ديال إيفي، "فالط هوبكينس"، واحد الراجل ظريف، متقاعد بعدما قضى مودّة فأفغانيستان كمهنديس محطات الطاقة الشمسية؛ أما هيّا، اللي أصلها من ألمانيا واللي مازال كاينة مّها تمّا، وكانت عندها ديك الوقيتة شي 80 سنة، فا هيّا كا تدرّس الموسيقى وكا تعزف على البيانو أثناء القدّاس ديال نهار الحد، وهيّا اللي انتاخبوها فالأخير إمامة ديال كنيسة "فيرست بابتيست تشرتش" فمدينة أمهارست اللي هيّا من الكنائس الماسيحية اللي كا تسمح باش تولّى المراة واظيفة القــسّ/prêtre.
ولّاو دوك الناس صحاب موحمّاد، وكا يبغيوه بزّاف، وكا يعرضو عليه مرة-مرة لدارهوم فواحد الضيعة في فيلاج "Hadley البعيد عن أمهارست بواحد العشرين كلم، فين عايشين غير بالبيو ديال ضيعتهوم، ويبداو يهضرو ليه على حفادهوم ويورّيوه الألبومات، ويتّناقشو فشؤون الإيمان والحياة؛ تمّا كلا موحمّاد البروكولي اللي كان ما عمّرو سمع بيه ولا شافه. لاحظ السيدة هوبكينز، من خيلال الحديث، بلّي موحمّاد قاري مزيان التوراة والأناجيل، لأنه مرة خيلال النيقاش كا يستشهد، بحساب الموضوع، بالقرآن أو التوراة أو الإنجيل. وبان بلّي السيدة طامعة باش تهديه وتستقطبه. قالت ليه، "قل لي يا موهاميد، اشنو هيّا الديانة ديالك؟ قال ليها - انا مسلم بحال الأغلابية الساحيقة ديال المغاربة". = وكيفاش كا تعرف مزيان الكيتاب الموقدّاس؟ - غير بالقراية، من نهار صبت فالجوطية فصيف 1973 (باقي طاليب فالكلية) واحد الإنجيل مزداوج صفحة بالعبرية وصفحة بالفرانسية، وانا ذيك الوقيتة عاد بديت كا نتّعلم العبرية وعندي معريفة لاباس بيها بالفرانسية؛ وزايدون فالخرجة الأولى ديالي لفرانسا نزلت فالحي الجاميعي ديال إيكس اونبروفانس وتلاقاو بي فالمطعم واحد الجماعة د-الطلّاب كا ينتاميو لـ GBU (Groupe Biblique Universitaire)، ودعاوني نبدا نشاركهوم فالإنشيطة الثقافية ديالهوم فكلية اللاهوت، وانا هاذيك الوقيتة كنت مازال كا نمرّن الفرانسية ديالي، وبديت كا نمشي نشاركهوم يوميا لمودّة 15 يوم.
واحد المرة، سوّلت إيــــــفي موحمّاد، قدّام راجلها، وقالت ليه: "تيل-مي، موهاميد؛ دو-يو بيـلّيف إين جيزيس؟" قال ليها: طبعا كا نصدّق بالماسيح؛ حنا المسلمين كا نعتابروه نبي، وكا نسمّيوه "سيدنا عيسى" ("Our Lord Jesus")، والقرآن كا يقول فالميلاد دياله: "ومريم ابنة عمران التي حصّنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا" وكا يقول على المسيح عيسى بن مريم "وأيدناه بروح القدس"، وترجم ليهوم، وبداو غير كا يتّعجبو. قال ليها ونتي، واش كا تامني بالنبي محمد؟ قالت ليه: انا، معا الأساف، ما قريتش على الإسلام.
ولّـي فd موحمّاد فضول كبير باش يتعرّف أكثر على الذهنية والثقافة الأمريكية وناماط الحياة الأمريكي (The American way of life)، وكان كا يحاول يقرا جميع اللوحات المنتاشرة هنا وهناك للي كا تلخص تاريخ المنشآت ديال الجاميعة (المؤسّسون، أصحاب الريعاية والمتبرّعون ...، رسوم التسجيل الطلّاب، نيظام التاعاقود الرباعي السنوات القابل للتجديد معا الأساتيذة ...) . ولمّا كا يكون عندو الوقت كا يمشي يبدا الإعلانات والنشرات الخاصة. لفت الانتيباه دياله شي منشورات بتوقيع واحد الأستاذ، عرف فيما بعد بأنه عيراقي الأصل. كان كل مرّة يعلق منشور كا يندّد فيه باستيعدادات جورج بوش لغزو العيراق بعد غزو صدام حسين للكويت فشهر غشت. واحد النهار كان جاي من داره، وصاب ساحة الكامبّوس الجاميعي تنصبت فيها مينصة ديال موسيقى صاخبة، ومن حين لحين كا يحفّز موكبّير الصوت الطلّاب على الانخيراط فالتدريب العسكاري فإطار الاستيعدادات لغزو العيراق. مشى وقرّب للمينصة ولقى واحد السطاند كا يتسجّلو فيه الطلّاب والطاليبات. فهم فيما بعد بأن ذاكشّي عادي: كثير من الطلّاب كا ينخارطو فالجندية لبعض السنوات باش يجمعو باش يموّلو استيكمال دراستهوم، ومن بعد كا يبقاو جنود احتياط. ... وفي نفس الإطار لاكين فاتيجاه آخر، شحال من مرّة كا يدوز لمركز المدينة وكا يصيب تظاهورات ضدّ الاستيعداد لغزو العيراق، وكا يجيو بعض النوشاطا وكا يطلبو منّو يوقع عاريضة التنديد، وكا يقول ليهوم انا اجنابي. وخلاص كًاع، واحد النهار، اتاصلو بيه بعض العاملين فـ"ساوث كوليدج وقالو ليه راه تشومسكي غادي يجي لمدينة "هامشاير" يعمل محاضرة على "السياسية الخارجية الأمريكية" بموناسبة هاذيك الاستعدادات ديال جورج بوش، وقالو ليه يلا غادي تمشي را حنا غاديين بالسيارة ونتقاسمو المازوط، ومشى معاهوم. غير دخلو للمدينة لقاو تشويرات موسهامة مؤقاتة كا تبيّـن مكان محاضرة تشومسكي ("Chomsky -à"). بعد ذاكشّي بشي أسابيع توصّل موحمّاد، بصيفته "استاذ زائر" من ممنوحي برنامج فولبريط بدعوة من هيئة "Boston Globe" لحضور واحد الليقاء في بوسطون فإطار الحملة الانتيخابية ديال رئاسة ويلاية الماساتشوساتس اللي خذاوها فالنيهاية الجمهوريون لأول مرة بعد عشرين عام (الماساتشوساتس قلعة ديال الديموقراطيين)، حيث فاز فيها الجمهوري William F. Weld . مشى موحمّاد ولقى راسه معا واحد الخمسين د-الناس من الفي-أي-بي VIP د-الماريكان ! ودهش، وبدا كا يقول معا راسه بالشلحة: /ســــوفّ هلّـــى؛ ربّي آ-يتّماغن، آ-موحمّاد، غيكلّي س-ينّا موشّ/ ("غير سوط بالهدّة يا موحمّاد، سيدي ربّي هوّا اللي كا يدّابز، كيما قال المشّ"). بعدما قدّمو ثلاثة د-الناس، منهوم واحد المولوّان، الكاليمات ديالهوم التمجيدية في حق المورشّاح الجمهوري "ويليام ويلد" والبرنامج ديال للويلاية والموساندة ديال للسياسة الخاريجية ديال الرايس جورج بوش، ناضو الناس للغدا. فالغدا كانت كًالسة على يمينُه واحد السيدة باين على هيئتها أنها أريسطوقراطية. كيما هي العادة فالمائدة، عرّفو الناس بنفوسهوم باش ينطالق الحديث، وما يبداوش كا يتّسنّاو ساكتين فوقاش يتّحط القصّ. قال ليها: سميّتي موحماد وبين ليها منين هوّا واشنو كا يعمل. قالت ليه اسمي فلانة-بوش، بنت عم جورج بوش؛ وزاد دهش موحمّاد. قالت ليه منين نتا فــ"موراكو"؟ قال ليها أنا خدّام فوجدة فشرق المغرب، ولاكين أنا من جوايه تارودانت فجنوب الأطلس ... قالت ليه: أهههه، مدينة جميلة زرتها مرتين. تمّا ارتاح شوية، ولاكين تعجّب فنفس الوقت، حيث لأول مرة يتلاقى معا شي أمريكي فهاذيك البلاد كا يعرف فين جا "موراكو". كا يعرفو/يسمعو غير كازابلانكا على ودّ الفيلم الأمريكي المشهور "Casablanca" ديال 1942. قال ليها: ((عجيب، لأول مرة نتلاقى هنا معا شي واحد كا يعرف "موراكو" وفين جا فالخاريطة؛ واحد السيدة كنت معاها واحد النهار على مائدة الغذا بحال هاكذا ما نعرفشي اشنو كا تعمل ولاكين قالت لي بـلّي راجلها طيّار فالقوات الجوّية الأمريكية وكا يتنقّل أسبوعيا بطائرته للقاعدة الأمريكية فألمانيا الغربية، سولاتني منين أنا وقلت ليها من "موروكو"، وقالت لي "آآه، عظيم، عندكوم ماليكة جميلة فاتينة. شرحت ليها بلّى مراكو عنده ماليك، ما-شي ماليكة؛ ومراة الماليك ما-شي شخصية عمومية، وما كا تبان-شي كًاع حتّى فالتصاور؛ لكن السيدة تشبثت بكلامها وقالت بلّي شافت واحد الألبوم ديالها فواحد الماكًزين ديال النوجوم. فالأخير اكتاشفنا بلّي هيّا كا تهضر على أميرة موناكو ...)).
.
بفضل عائلة "هوبكينس" على الخوصوص، تعرّف مازال موحمّاد مزيان على أوجوه أخرى د-الثقافة ديال الشمال الشرقي الأمريكي. واحد النهار، سوّلته إيفي واش كا يحبّ الأوبيرا؛ قال ليها بزّاف، خوصوصا أوبيرا فيردي (نبوخذناصار، عايدة، لاترابياتا ...) اللي كان كا يتصنّت ليه غير فالراديو، كيما أنه كان متبّع بشاغاف واحد الموسلسل ديال حياة فيردي كانت كا تبثّو التلفازة المغربية عام 1986، وكان كا يقرا بزّاف على تاريخ الموسيقى الكلاسيكية بصيفة عامّة، بالصحّ عمّر ما سبق ليه دخل لشي أوبيرا، اللي كًاع ما كاين والا هوّا معروف فالمغريب. قالت ليه راه كاين واحد العرض ديال أوبيرا The Yeomen of the guard نتاع جيلبرت وسوليفان يلا بغيتي تمشي تفرّج. قال ليها عمّري ما سمعت بهاذ المؤليفين؛ ودوات ليه عليهوم باختيصار، ومشات وجابت ليه واحد الطبعة قديمة بزاف ديال الليفري/الكرّاسة د-القصة والكالميات، وقالت ليه غادي تقرا النصّ باش تستاطع تتبع مزيان لإن الكلام ديال الصوبرانات ما كا يونشي واضح كيما يمكن كا تعرف؛ وراك معروض نهار السبت فالعشية، غادي نجي انا وفالط ندّيوك من دارك على الساعة الثامنة.
تفرّج موحمّاد لأول مرة فراجة حيّة فالأوبيرا؛ وعجباته القصة والموسيقى بزّاف ديال " The Yeomen of the guard"، وشرى كاسيطة ديال القيطعة بـ15 دولار، وبقات ليه اللازمة/الليتموتيف ديال اللحن فوذنيه سنين وسنين، وهي لازمة: I have a song to sing (سمع وشوف هــــــنــــــا). وما عمره باقي دخل لشي أوبيرا إلا بعد 26 عام، فمدينة ستوكهولم خيلال واحد الشهر د-الخدمة د-البحث قضاه ثاني فجاميعة ستوكهولم على عاروض الأمازيغية معا زاميله، طوماس رياض، عضو أكاديمية مملاكة السويد، بموناسبة الإعلان عن تخويل الأكاديمية لجائزة نوبل للموغنّي "بوب ديلان" فأكتوبر 2016.
من تمّا بدا، كا يهضر من حين لحين معا إيـــفي على الموسيقى. لمّا سمع فالراديو بلـّـي توفّى المؤليف الموسيقي ورايس الجوق وعازف البيانو الكبير ليونارد بيرنشتاين (المشهور على الخصوص بقيطعة West Side Story) واللي هوّا من بلاد الماساتشوساتس، وخصّصو الإذاعات (موحمّاد ما عامل-شي تلفازة) تغطية كبيرة لوفاته، بقى الحال فموحمّاد لأنه كان قرا على السيرة دياله، وكان كا يتصنت بانتيظام للموسيقى دياله فالحيصص الصباحية اللي كانت كا تذيعها السيدة فرانسواز فابيان (معا فرانسيس بيران) فالقيسم الفرانسي ديال إذاعة الرباط. عمل تيليفون لإيفي وصاب عندها الخبار طبعا. قالت ليه واش كا تعجبك القيطاع دياله؟ قال لها: بزّاف، وره دابا عاد كتبت واحد الرسالة ديال التعزية لواحد السيدة فإذاعة الرباط اللي عن طريق برنامجها الصباحي ديال الموسيقى الكلاسيكية، استاطعت نبدا نستامع ليه. وملــي جا لباريس فصيف 1987 وحيى الميئاوية ديال نادية بولانجي في فونطين-بلو، كنت خدّام فمركز "السينيريس" فباريس وتمنّيت نسمع ليه بالحيّ ونشوفi فالواقيع وماشي غير فالتصاور، ولاكين طبعا ذاكشّي فوق ديالي كيما كا تصوّري. الله يواليه برحمته ...
ومن جيهة أخرى، واحد النهار، بعدما كان موحمّاد، صافي ندامج فالموحيط واستغرقه هاذاك المحيط الجديد لوغاويّا وثقافياً وانشيغاليّا وفي تاصوّور الوقت والزامان، فيّقه التيليفون على الخمسة ديال الصباح، وهوّا منهوك بزّاف-بزّاف لأن الواتيرة ديال الخدمة د-الماريكان جاهنّامية. فاق مدوخ، وهزّ السمّاعة، وكا يسمع صوت عالي بزّاف كا ينادي: "آآلوو، آآلوو؛ ميستر فلان، ميستر فلان" بواحد النوطق ديال Mester باين مزيان بلّي ما-شي أمريكي. جاوب موحمّاد، وهوّا دايخ مفعفع تالف ما عارف-شي فين راهو: "ياس، أي-ام. بّـليز، هو إيز ويث مي أون لاين؟". ردّ عليه ذاك الصوت: "انا بنعمارة، الشاعير محمد بنعمارة، من إذاعة وجدة الجيهاوية ... كي داير آ-أستاذ؟ ما بقينا-شي كا نشوفوك؛ ديما مسافر، وما بقيت شي كا تدوز تّقهوى فـكولومبو مرّة-مرّة؛ ياك من ليقائنا فبغداد هاذي قريبة عامين. سوّلت عليك، وقالو لي بلّى راك فأمريكا. كا نعمل واحد البرنامج ديال التواصول معا مواطينينا فأمريكا، ومشينا أنا ومدير الإذاعة، سّي عمر الأشهب، لدارك وحصلنا على رقم التيليفون من مُّالين الدار... بغيت دابا نجري معاك واحد الحيوار يلى سمحتي ...". دابا عاد فاق موحمّاد شويّة، وقادّ الموجة على موحيط وجدة. رحّب بصاحبه وسلم عليه مزيان وقال ليه بلّى دابا راه يالله الخمسة د-الصباح فمدينة آمهارست بسباب الديكالاج ديال شي ستة د-السوايع. اتافقو باش يعاود يعيط بعد واحد الساعين بينمّا يفقيق موحمّاد ويستاعد الانتيباه دياله؛ وعاد عيّـط عليه وسجلو حيوار قصير.
...
ملّي خلاص، قرابت نيهاية الإقامة ديال موحمّاد فبلاد الماساتشوياتس بإنكًلاتيرّا الجديدة، بدا كا يهيّأ السفر دياله. مشى سوّل فالباريد على تعريفة إرسال شي طرد ثقيل الطرود عن طريق الباخيرة للمغريب. عطاوه واحد الخنشة باريدية متينة بحال ديال العسكر وقاله ليه يعمل فيها اللي بغى يسفط. عمّر ديك الخنشة (في حجم خنشة د-سكّار القالب) بالكتوب اللي شراها وبالموصوّارت اللي صوّرها، وجات زميلته الأستاذة سيلكرك بسيارتها، ونزلوها بزوج ودّاوها للباريد. قالو ليه غادية توصل من هنا شي شهر أو أكثر.
مشى للبنك دياله، وطلب منّهوم يصفّي الحساب دياله ويغلقه، وتمّ ذاكشّي فاللحظة، تمّ-تمّ بلا "سير حتّى ترجع"، بلا "جيب شي شهادة"، وخذا ذيك الباراكة اللي بقات ليه لأنه كان شادّ الحزام (متوسط 7 دولار فاليوم، مع 280 دولار فالشهر د-الكرا). حسّ بلّي الجانيب التكويني دياله على الخوصوص ارتافع مزيان وتزوّد من كتوب ومن ماجلّات وموصوّارات وجوذاذات قراءة، بما هوّا أكثر من كافي باش يبدا يحرّر أطروحة الدكتورة الثانية، دكتورا الدولة، اللي باقية تابعاه.
فجوايه العشر-يّام كًاع تلاقى بيه ذاك موسى اليهودي ديال يهود ليبيريا، اللي شحال من مرّة تيليفونا ليه وكا يسوسه بشي عذر. قال ليه بلّي راه هضر على موحمّاد معا الشاف الكبير كًاع ديال "الحــــباد" فأمهارست، وقال ليه الشّاف بغيت نتّعرف عليه. قال ليه راه ساكن فواحد المدينة فغرب أمهارست على بوعد ساعة بالسيارة. موحمّاد كان مشغول بترتيب أمور السفر (أشغال معا سيلكرك، تسوية وضعية الكرا، تذكيرة الطائرة ...)، ولاكين الفضول دياله غلب عليه مرّة أخرى. عطاه موعيد، ومشى معاه فسيارته. كيما هيّا العادة كثير فيه الكلام. هضر ليه على كثير من أهل ليبيريا اللي كانو من يهود "القبيلة المفقودة" ديال الأسباط، ونساو الأصل ديالهوم حتّى جات الحاراكة ديال "الحـــاباد" وساعدتهوم على الرجوع للأصل، ومنّهوم جدّه ... وصلو، و وقفت السيارة فباب واحد الدويرة متّواضعة، قول كًاع بئيسة، وقال ليه هاهيا دار الربّي ديالنا. كا يبان الباب الضيق كا يربل بالبزاوز الصغار، بنات وولاد، صوفر ومّوسّخين شويّة. خرج الربّي مولى شي 45 عام، بلحيّته والشابّو دياله وكسوته، كلّـشي كحل-غُراب، ووجه الربّي بّيــبض، مصكًوم وشاحب شوية حتّى هوّا. قدّمهوم موسى، واحد للآخر؛ ورحّب الربّي بموحمّاد، وقال ليه هاذي زوجتي وهاذو ولادي وبناتي. ياالله حدّهوم الدّخلة د-الدار اللي كان في نفس الوقت "سيجور" ومامرّ للغوراف الأخرين (يلا كاينين شي غوراف أخرى). ما كاين لا أتاي لا مسمّن، لا غُريبة. قال ليهوم تمّ-تم الربّي تسنّاوني دقيقة؛ ومن بعد جا خارج. قال لموسى: نتّلاقاو فأمهارست: انا غادي ندّي معايا موهاميد، ونتا جيب معاك لوازم الحفلة ولحق علينا. داخ موحمّاد وقال معا راسه: وعلاش كًاع عملنا ساعة ديال الطريق باش نعملو ثاني ساعة أخرى باش نرجعو لأمهارست؟ فتح الربّي الباب اللوراني وقال ليه: تفضّل. وطلع موحمّاد، ما عرف واش ذاكشّي تشريف ولّا حاجة أخرى. غير تسوّاو فالطريق بدا ذاك الربّي كا يهضر ليه على موسى اللي كا يبان دابا لموحمّاد بأنه ناشيط ميداني ديال الربّي. قال ليه بأن موسى إنسان ذكي بزّاف وخادوم بزّاف ... ما عرف-شي موحمّاد اشنو قال عليه موسى للربّي. بداو كا يهضرو على الجاماعات اليهودية فـ"موراكو". دوى ليه موحمّاد على اللي كا يعرف عليها ذيك الوقيتة (كيف كانت وشحال كان عدادها فالماضي، وكيفاش هيّا واشنو عدادها التقريبي فالتسعينات بعد الهيجرة الكبيرة). قال ليه الربّي: راه كاينة والجماعة نشيطة ديال الحــــابـــاد ديالنا فـ"كازابلانكا" وراه عندي واحد الأمانة بغيت نبعثها معاك ليهوم، حيث راك ماشي-ماشي! تمّا قال موحمّاد معا راسه: صافي، ذاك موسى الذكي والخادوم بزّاف قال للشاف دياله راه لقيت واحد اليهودي من "موراكو" وتصاحبت معاه، وجاوب ذاك الربّي وقال ليه: مرحبا، يلا كانت الأمانة ماشي ثقيلة؛ وزاد كا يدوي على اليهود المغاربة، وبدا كا يحكي ذيك القصة ديال "كانت ديما عنـــــدنـــا عالاقات طيبة عبر التاريخ معا اليهود المغاربة ...". تمّا قال ذاك الربّي "آآه؛ موهيمّ" وسكت الربّي. حاول موحمّاد يديماري من جديد الحديث حول ... "أحوال الطقس" ... وهالومّ جرّا؛ وبان بلّي كل واحد فهم الآخر، ونساو بزوج "حديث موسى". ... وصلو للماقرّ ديال الحــــابـــاد معا رواح الشمش خلط عليهوم موسى ومن بعد جاو شي يهود أخرين وخرّجو شي طاويلات وكراسي للحاديقة وطرحو عليها وطرحو عليها حالاويات وسلايط ومشروبات وبدات شي حفلة ما عرف-شي موحمّاد باش من موناسبة. ولاكين ملّي ناضو الناس (شي عشرة فالمجموع) يغنّيو ويشطحو ذيك الشطحة ديال "الحاسيديم" (Hassidim) اللي كان موحمّاد قرا عليها وشرى فأمهارست شي كاسيطات ديالها، ناض وشطح معاهوم ذيك الشطحة الدائرية، واخّا ما حافظ الكاليمات اللي بان ليه بأنها بلوغة الييديش ديال يهود أوروبّا الشرقية. من تم ما بقا-شي شي واحد تّاصل بيه فموضوع "الأمانـــة".
فالنهار ما قبل الأخير عيطت ليه السيدة إيفي هوبكنز وقالت ليه: كيما وعدناك، غدّا على الساعة الستة د-الصباح، غادي نجيو عندك أنا وفالط باش نوصّلوك لماحطة الحافيلة ديال بوسطون.
-----------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres