(En arabe marocain) Chemin postscolaire-18. Texte narratif (Entrée à Oujda-5)Anecdotes socioprofessionnelles du lancement d’une jeune université (Oujda).
طريق ما بعد السكُـيلة-17
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
18- دخول وجدة-5 "سوسيو-ميهنيّات جاميعة ناشئة"
بدا الإعداد للدخول ديال الجاميعة د-وجدة (الآداب والحقوق) بشكل متأخّر. كانو الأساتذة المرتاقبين اللي نجحو فالموباراة مازال كا يجيو غير باش يديرو شي طلة فواحد الخيمة د-الكونطربّلاكي تّنصبــت فالساحة "ثانوية الوحدة" واللي بدات فيها التسجيلات الأولى ديال الطلبة؛ لأن البينايات د-الجاميعة، في "جبل-حمرا"/"طريق سيدي معافى"، كانت مازال ما كملــت، خصوصا كليّة الآداب اللي ياالله خدّامين ليها فلاموزيك. طلع الأستاذ موحمّاد واحد النهار للورشة غير باش يشوف، وصاب القاعات ديال كلّية الآداب جميعها عملو ليها المصطبّة ديال مكتب الأستاذ في قاع القاعة، وما-شي على جنب الباب (الموقاويل "المومني"). مشى وخبـ'ـر الزاميل ديالو الأستاذ عبد الرحمن حوطش اللي هوّا من المجموعة، واللي عندو التيليفون باش يقولها للأستاذ محمد بنشريفة اللي تّعيّن عميد، واللي مازال ما ستقــرّ. سّي عبد الرحمن حوطش كان تجنّد بحماسة ونكُران ذات، وجنّد السيارة الجديدة اللي خرّجها بموجرّاد ما تمّ الإعلان عن نتائج المباراة، وبدا كا يهزّ بيها التجهيزات والفوطويات اللي كا يجيبهوم القيطار، ويطلّعوم لكلية الحقوق اللي كملت الأعمال ديالها تقريبا، واللي غادي تكون، فالبداية، ماقرّ مشتاراك للكلّيـتين بزوج واللي فيها تجرات موباراة الطاقم الإداري الأول ديال كلية الآداب (المتصرفين: نضرة، رابح، سعيد، مرغاد، الورياشي، ...) واللي كان الأستاذ موحمّاد من لجنة إعداد أسئيلتها وتصحيحها (اختار واحد النص للترجامة، ديال سوسيولوجيا التسيير بعنوان "Les résistances au changement et les décisions de groupe" ص:121-122 من كتاب Clefs pour la sociologie ديال G. Lapassade و R. Lourau). وكان الأستاذ حدّادي والأستاذ موحمّاد هوما اللي بداو التسويدات الأولى ديال استيعمالات الزمن بقلم الرصاص د-شعبة العربية، فنفس بيناية كليّة الحقوق.
بداو كا يتّعارفو الأساتيذة فيما بيناتهوم، على اختيلاف أماكين الخدمة ديالهوم السابقة: أحمد حدّادي، الصادق العمّاري، عبد السلام أرخصيص، علي الغزيوي (اللي جاو من مكناس)؛ عبد المالك الشامي، محمد الدنّاي، زكي كًنّون، عبد الله بنصر العلوي، المفضّل الكًنّوني، (الل جاو من فاس)؛ مصطفى بنحمزة، عبد الرحمن حوطش، محمد المدلاوي، أحمد عرباوي (اللي كانو فوجدة)؛ مصطفى بنشّيخ (خو وزير الصحة السابق) فشوعبة الفرانسية (الباقي فالشعبة كانو متّعاونين أجانيب)؛ بالإضافة لشي مشارقة (مصر، عراق، باكستان) جاو متّعاقدين باش يدرّسو "الأدب العربي" أو "النحو" أو "التاريخ" فشعبة الأدب العربي.
باين من هاذ التشكيلة ديال العنصر البشري بلّي، بحوكم طبيعة العشرة، كاين تمّا "نواة صلبة" وحدة، خصوصا أنّ اللي كا يشكّلو هاذيك النواة، قرّرو من البداية - كيما بان معا الأيام - باش يجعلو من كلية وجدة غير معبـــر للتعليم العالي، وذاكشّي بسباب المنافسة الشريسة اللي كاينة على فاس والرباط؛ حيث طول العيمان اللي قضاوها فوجدة، كانو كا يتّـنقّـلو جماعة فسيارتهوم من فاس (330 كلم) ويباتو ليلة فوجدة، ويرجعو فحالهوم.
من الأول تطرحـ'ـت مسالة استيعمال الزمن، اللي كان كا يجرّب فيه أحمد حدّادي ومحمد المدلاوي (اللي عاد تّعرّف منّهوم الفيكًيكي على السوسي) على أساس لائحة الأساتيذة المرتاقبين والموادّ اللي كا ينصّ عليها الموقرّار. كيفاش يمكن التوفيق بين إكراهات مختالفة، كا يتّزاد عليها أن حوالي ثلث الأساتيذة باغيين يتّعطاهوم نفس اليوم فالأسبوع. كانت المسالة ساهلة نسبيّا فالعام الأول، حيث عدد الطلبة كان قليل، وما كاينين-ش أفواج.
ومن نتائج هاذ السوسيولوجيا الميهنية اللي بدات كا تّشكل، بنواتها الصلبة المذكورة، أنه في يوم من الأيام ديال البدايات الأولى، كان العميد الأستاذ محمد بنشريفة - بعدما استقرّ فمدينة وجدة – خارج من مكتابة "كاسيريس" (قبالة العمالة؛ صبح الماقرّ ديالها من بعد متجر د-البريكولاج، ومن بعد وكالة بنكية)، وتّلاقى معا الأستاذ موحمّاد غير تمّا نيت قدّام "مطبعة سالما " (صبـ'ــح الماقرّ ديالها من بعد متجر ديال السدادر والفراش). قال سيّ بنشريفة بالابتيسامة ديالو الأسطورية المعهودة للاستاذ موحمّاد اللي كان ديما عاطيها للمشي بالدجين والسبرديلة :"تعالَ أيها المشّاء". تّسالم معاه موحمّاد وقال ليه "نعم؛ أنا كثير المشي؛ أفلا ترى إلى حذائي الرياضي السرمدي؟ بالصحّ، أنا ما-شي "مشّاء همّاز بنميم"، وبداو كا يضحكو. قال ليه العاميد: "شوف آ-أستاذ راه هضرو معايا الزومالاء، واتّافقنا باش تكون نتا هو "منسّيق الشعبة"؛ كي عرفتي، جميعكوم موساعدين، وما يمكن-شي يتّنتاخب "رئـــيس" ديال الشعبة. قال ليه الأستاذ موحمّاد "شكرا على الثيقة"، وداز كل واحد فالاتيجاه ديالو. قال موحماد معا راسو: "شكون هاذ الزومالاء؟، ما يكونو غير الإخوة ديال فاس". قال معا راسو: المسالة ظاهرة؛ تّلاقات المصالح معا التقديرات بمفعول الأقطاب السوسيو-مهنية ديال العنصر البشري. فا من جيهة يمكن كاين شي أطراف بعيدة باغىة تجعل من الكلية الناشئة فـوجدة عيبارة عن ملحاقة وامتيداد لكلّية فاس ،عبر "النواة الصلبة" د-الأساتيذة اللي هيّا قايمة دابا موضوعياً، ومن جيهة ثانية يمكن كاين اللي ما زاعم-شي على الجيهة، وخايف تــتّـشكل "نواة صلبة ماحليّة" غادي يصعاب تسيير الأمور معاها. وكا يبقى الحلّ الأمثل للجاميع هو اختيار ألأستاذ موحمّاد، ما-شي لـكحوليّة شعرو وعينيه، والاكين غير لأنه خاريج العشاير. وزاد قال معا راسو: على كلّ حال استيعمال الزمن ديال هاذ العام ما كا يطرح حتّى شي موشكيل معا العداد القليل د-السوايع (موعدّال ثلث سوايع فالأسبوع للأستاذ).
ومن نوكات البدايات الأولى ديال التاعاروف والشروع فالخدمة، أنّ الأستاذ موحمّاد مشى واحد النهار لـ"عيمارة الأحباس" (قبالة "حديقة لالة عيشة"، العيمارة الثانية اللي تبنات فوجدة، بعد عيمارة الداراك فظهر المحلة) اللي تّقال بلّي غادي تّخصّـص للكرا لأساتيذة الجامعة. لقى تمّا جوج د-المصريين كبار فالسنّ كا ينتاظرو، وكًلس معاهوم. نطق واحد منهوم شحيح بزّاف وقال ليه: - "أنا دكتور فلان؛ حا أدارّيس هنا بالكًامعة ماعْ زاميلي الدكتور فلان؛ وحضريتك؟"؛ جاوبو موحمّاد = "تشرّفنا؛ اسمي فُلان؛ أنا كذلك التحقت بالجامعة ..."؛ - "يعني حا تيدرُس بنفس الكًامعة؟"؛ - "لا؛ سألتحق بها كأستاذ ..."؛ - "يا سلام، باسّ ليسّه حضريتك في عومر طاليب ...؛ وتاخاصّوصك إيه يا أستاذ؟"؛ = "التّاخصّوص ديالي هو الليسانيات"؛ - "عفواً، والليسانيات ذي شو معناها؟". بدا موحمّاد كا يحاول يشرح معنى "الليسانيات" لذاك السيد؛ ومن بعد سوّولو: = "وحضرتكوم، ما هوّا تاخصّوصكوم؟"؛ - "آيوه؛ حضريتك بتاعرف اااه ... إن وأخواتها، ووو وكان وأخواتها؟ شو بيتسامّو هاذا عيندوكوم؟"؛ = "تلك المسائل نسمّيها علم النـــحـــو"؛ = "إيوا، والله، بالزابط؛ وإحنا كمان بنسمّيه النحو؛ وذا هو تخاصّوصي ...". تعرّف عليه موحمّاد مزيان فيما بعد ولقاه إنسان طيّب ونيّة (بحال نيت ذاك سّي "المُحشي" الموفتّيش)، خوصوصا واحد النهار ملّي كان عرض واحد السيد من "حيّ زنكوط" على الطاقم الجامعي لواحد العشا وجدي. السيد، مسكين، تضبــ'ـع ملّي شاف ثلاث دجاجات فكلّ مايدة: "يا سلام عا الخيرات عيندوكوم! يا سلام؛ ذي فيراخ كاملة يا أخي، فيراخ كاملة؟!". ما عرف موحمّاد ما يقول ليه وهوّا كا يكررها حتّى ملّي خرجو؛ إنّما بدا موحمّاد كا يتعجّب معا راسو: كيفاش دابا يتمّ استيقدام متّعاقد برّاني من قيهرة بعيدة باش يبدا يقرّي "إن وأخواتها" و"كان وأخواتها" فالجاميعة بـ 7000 درهم، بينما "المساعد، من ولاد البلاد، كا ياخذ 3000 درهم، مهما كان نوع "الدمياطي" اللي كا يقرّي؟
نكتة أخرى حصلت لمّا كان الأستاذ واحد النهار طالع للجاميعة معا واحد الزاميل ديالو من أهل وجدة فالسيارة الجديدة ديال هاذ الأخير. عمل مول السيارة واحد الموخالفة فطريق سيدي يحيى ملّي جا ضاير على اليمين بدون إشارة ضوئية، وصفر عليه البوليسي. وقف وخرج من السيارة، وبدا كا يرغي على ذاك الشابّ البوليسي: "هاذي راه طريق الجاميعة؛ وحنا راه أساتيذة جاميعيين؛ خصـ'ــك تعرف معا من نتا". وتمّا سلّ البزطام ديالو وخرّج ليه بيطاقة "أستاذ جاميعي" الموشّحة بذاك الشاريط ديال الأخضر والأحمر، اللي كانت عاد طبعتها الكلّية بطالاب من الأساتيدة. تّرعب البوليسي مسكين؛ وقال ليه: "سمح ليّا آ-أستاذ، سمح ليّا؛ انا ما نعرف-ش ... علاش ما تعملو شي شارة فـ"الباربــريز" بحال الموحامين و كثير من الهيئات،...؟".
بدات الآن التاكتّولات السوسيو-ميهانية كا تتهيكل مزيان على أبعاد مختالفة. فا بعدما قال العميد للأستاذ موحمّاد بلّي تم الاختيار ديالو كـ"منسّيق الشعبة"، تّاصلت بيه واحد المرة جماعة فاس وقالو ليه: "راه اقتارحناك على العميد باش تكون نتا هوّا مونسّيق الشعبة؛ وحتّى النيقابة (النقابة الوطنية للتعليم العالي) راه نتا اللي مأهّـل باش تمثلنا فيها بالنظر للتجربة ديالك المعروفة فـ"الاتحاد الوطني لطلبة المغرب". وهاكذاك، تّعمل اجتيماع تمّ-تمّ، فالعام الأول وصادق على اقتيراح الأستاذ موحمّاد على رأس المكتب النيقابي الماحلّي لكلية الأداب؛ وفالعام الثاني، تّكوّن مكتب الفرع على مستاوى الجاميعة (المدلاوي، بن كوكاس، بلّحسني، سليم، المرزوقي)، وكان المدلاوي هوّا اللي كا يسافر غالبا للرباط من أجل "التنسيق" واللي كا تجيه مراسلات المكتب المركازي فالفترة اللي كان فيها الأستاذ "العراقي" هوّا الكاتب العام. وتّخاضت إضرابات "التضامن مع الشعب الفلسطيني" فأبريل 1979 اللي على إثرها تمّ توقيف الأستاذ بولويز (كلية الحقوق، وجدة) ضيمن الموقوفين، اللي كانو كُثار فالثانوي (ومن بينهوم الأستاذ عبد القادر بوشخاشخ اللي كان صديق لموحمّاد، واللي ولّى فيما بعد موحامي بارز فوجدة)، وبدات الحملة ديال جمع موساهمات التضامون معا الموقوفين. كان الأستاذ غير كا يكمل اجتيماع الشعبة، وبعدما ينساحبو المتّعاقدين البرّانيين، كا يفتح تمّ-تم ميلفّ النيقابة (إخباريات، مسائل تنظيمية ...)، وكانت الأمور كا تّمشّى على السكة.
معا ازدياد عدد الطلبة وتاعدّود السنوات (الأولى، ثانية، ثالثة ...) والأفواج ومحدودية القاعات، ما بقا-شي مومكين تلبية راغابات الأفّاقين من الأساتيذة بجمع الحيصاص ديالهوم فنهار واحد (وخصّو يكون نهار كاذا بالنسبة لذوك اللي كا يتّنقول جماعة). تمّا، طبّق عاود ثاني الطوبّاماروس الأسلوب ديال "اغاراس-اغاراس" بشكل طوبيسي، ما كاين "لا بُّاك والا صاحبي"؛ وهوّا عارف، بالطبع، بلّي ذاكشّي ما غاديش يروق ذوك اللي اقتارحوه لموهيمة "منسّيق الشعبة".
فبـيداية العام الثالث ديال عمر الكلية (1981-1982)، وكانت الموفاوضات عاد باقية جارية من أجل تلبية راغابات استيعمال الزمن في حدود ما هوّا مومكين من الناحية اللوجيستيكية والترباوية، غير سالى واحد الاجتيماع ديال الشعبة اللي كان دعا ليه المونسّيق، ناض الأستاذ محمد الدنّاي، بالأسلوب ديالو الخاص اللي كا يمزج ما بين الهزل والجد، وقال للمونسيق: "ودابا، آ-سّي فلان، راه غادي نديرو عليك واحد الانقيلاب حيبّي"، وبدا الجاميع كا يضحك "ضحكة د-الراس المشوّط" لأن المسالة راجت، كانو الناس كا يتّسنّاو غير كيف غادي يتعلن عليها. وزاد قال، وهوّا ديما خالط التفلية بالصحّ: "دابا راه الأستاذ حسن المراني ناقش الديبّلوم قبل العوطلة، كيما كا تعرف، وراه لتاحق بالكلية عندنا هنا وغادي يجي؛ وهوّا دابا اللي خاصّو يسيـّـر الشوعبة". البعض جاه ذاكشّي بزّاف - ومرة أخرى ما-شي غير عشاقة فالعيون الكوحل ديال شي واحد، والاكين لأن هاذاك البعض كا يحسّ باللي الشعبة صبحـ'ــت بالفيعل امتيداد لشعبة أخرى فجاميعة أخرى، حيث فينمّا وفوقتاشمّا تطّرحت شي مسالة تنظيمية أو بيداغوجية، كا يتمّ الاستيشهاد بالشي اللي تّعمل ولّا كا يتّعمل فالمسالة فهاذيك المؤسّاسة الأخرى، زيادة على أن أغلابية الموساعيدين اللي مسجّلين الرسائل ديالهوم فشعبة العربية ديال فاس، وكا يعملو على استيقدام المؤطيرين ديالهوم لشي "زيارات علمية تفقّدية". من هاذوك الزيارات التافقّودية، واحد الزيارة كان قام بيها الدكتور عبد السلام الهرّاس (رئيس شعبة اللغة العربية بكلية ظهر المهراز ما بين 1975 و 1991). تلاقى معا الأستاذ موحمّاد غير فالبهو ديال الكُلية فالعام ديالو الزاوج، كا موساعيد. تسالمو؛ وقال ليه الدكتور - اللي كان سوّلو "منين نتا؟ " بموناسبة ذيك "الموباراة" ديال فاس اللي "سقط" فيها موحمّاد بعدما دامت موداولاتها تلت إيام وقررت اللجنة تفويض أمر البتّ فيها للعاميد أو الوزير، واللي كان نفس الدكتور هوّا اللي بشر موحمّاد بالتيليفون، بعد هاذيك الواقيعة، بالفوز فالموباراة ديال وجدة اللي شرفت على تنظيمها نفس الشعبة د-الدكتور في فاس – قال ليه الدكتور: "هاذ اللحية عندك، واش سُنّة ولّا موضة؟" (كان الطوبّاماروس ربّي واحد اللحية قدّ الجبــ'ـح من صيف 1980 على إثر المغامرة غير الموفقة ديالو اللي كانت غادي تكون ديال "الحريكًـ" واللي تّختم بيها مشوارو). جاوبو الأستاذ موحمّاد بالضحك، على حساب الضحك ديالو وقال: "ذاكشّي على حساب عين صاحب البيان وغربال الناقيد؛ ياك كنتي قرّيتينا آ-أستاذ "التفسير البياني" ديال "بنت الشاطئ، وياك كان قال ميخائيل نعيمة فالنقد: "لكلّ غربالُه الخاص؟". ضحك الدكتور، زاد، تمّ-تمّ، وسوّلو هاذ المرة بالجدّ: "يوا، واش سجّلتي شي موضوع د-الريسالة ولّا مازال؟ دوز لعندنا في فاس، وغادي نشوفو ليك معا الدكتور فخر الدين قباوة، راه علّامة نحرير فعولوم اللوغة ...". قال ليه الأستاذ "شكراً آ-دكتور، غادي تجي الأمور فوقتها".
كان باين مزيان، من جيهة أخرى، بلّي العاميد، الأستاذ محمد بنشريفة، ما-شي هوّا من النوع اللي غادي تخفى عليه شي حاجة من هاذيك السوسيولوجيا الميهنيّة الخاصّة، واخّا هوّا معروف بالتاحفّوظ والاقتيصاد فالهضرة وبترك الأمور تسير "على قدر أهل العزم" ("على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..."). في نفس العام قدّم الاستيعفاء ديالو من الشبوقات ديال العيمادة، ومشى لعالم الخيزانة اللي هوّا ديالو. ملّي جا الأستاذ مصطفى الشابّي اللي خلفو فالمنصيب، بان ليه يعمل على تسهيل الانتيقال ديال مجموعة "النواة الصلبة" الأولى المذكورة، وتعويضها بالمتخرّجين من مراكز تكوين المكوينين (حيث المناصب المالية ذيك الوقت كا تتوفر سنويا)؛ ذاكشّي على حقّاش هوّا جا من الرباط ومعاه عندو ارتيباط، وكا يحبّ يمسك بالأمور بيد من حديد، وما يبغيش باش يحول شي طاراف ما بين المؤسّاسة ديالو والرباط. وتّصادف ذاكشّي مع فتح "شعبة الدراسات الإسلامية"، اللي مكّنت من تشكيل نواة صلبة أخرى ماحلّية عندها قنوات ديالها مختالفة، ولاكين في نوع من الاستيقلال الماحلّي، ما بطات-شي وامتدّ النفوذ ديالها للكُلية كاملة بعدما رجع واحد الفوج من طلبة نفس الكلية اللي كانت تخوّلت ليه ميناح الديراسات العليا في مصر، وانتهات كًاع باحتيواء أجهيزة النيقابة. معا هذاك النواة الماحليّة الجديدة معاش بدا كا يتّعامل العميد الجديد بدهاء وديبلوماسية حتّى صبح رئيس الجاميعة. وباش يوازن الأمور، بصم العاميد الجديد الكُلية بواحد البصمة ديالو الخاصة، حيث نفاتح على كافة المسؤولين الماحلّيين الكبار من مدانيين وحتّى عسكاريين، بحيث ما كا يبداو التظاهورات العيلمية الكثيرة اللي كا تّنظمها الكُليّة حتّى يوصل الوفد الرسمي من مدنيين وعسكاريين، اللي غالبا كا يجي معطّل. وزاد على ذاكشّي حتّى فباب البروتوكول اللي كا يعجبو بزّاف: عمل لجميع الموظفين ديال الإدارة من الرجال بذلة/كُستيم موّحد ازرق كا يلبسوه فالموناسبات العيلمية. وملّي كا تكون شي تظاهورة، كا يكونو جميع حاضرين فالمودرّاج، كلّ واحد واقف فالمكان الموعيّان اللي تّحدّد ليه ما يتّحرك منو؛ وكان أول من نظّم حفلات فالكُلية بموناسبة بعض الأعياد الوطنية وكا يوجه بشانها دعوات، ويشارك فيها الطلبة بكلّ تواضوع فالناشاط ديالهوم ويتّصوّر معاهوم بكثرة، وكا يخرج ذاكشّي كُـلّو فالألبومات ديال الكلّية اللي كا يسهر على ترتيبو السيد يحيى مرغاد فالمكتب ديالو، وهوّا نفسو اللي كا يتكلّف بالتغطية د-التصوير، وتمّا كا يبان اللي حضر واللي ما حضر، وكثير من اللي ما حضر كا تجيه الغيرة ويحضر مرّة أخرى باش تبان صورتو حتّى هوّا. بذاكشّي استاطع الدكتور الشابّي، بالذكاء والدهاء ديالو الإداري، يوازن النفوذ ديال ذيك النواة الماحليّة، اللي غادي تكون هيّا اللي جعلـ'ــت الخليفة ديالو فالعيمادة "يهزّو الماء"، شي عيمان من بعد، بدون ما يحسّ فوقاش زاد عليه الواد.
---------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
------------------------------
القيسم التابع "مشطبّة ديال تسجيل ريسالة دكتورا فالليسانيات"
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres