(En arabe marocain). Chemin postscolaire-10. Texte narratif (Le 15e Congrès de l’UNEM. Rabat. Aout 1972)
طريق ما بعد السكُـيلة-9
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
10- الإقامة في فاس/د "المؤتمر-15 للاتحاد الوطني لطلية المغرب")
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
المؤتمر-15 للاتحاد الوطني لطلية المغرب
.
تمّ إسكان مندوبي المؤتامار بشكل منفاصل من أجل تلافي الاصطيدامات؛ وثانويّة الليمون ديال الرابط دابا كا تغلي بالمندوبين ديال الريفاق. الناس فرحانة بالفوز فانتيخابات المؤتمر15 ديال الاتحاد الوطني لطلية المغرب، وبدا شي منّهوم كا يتّعرّف على شي، ما بين طلبة فاس وطلبة الرباط. كاين اللي غير كان كا يسمع بيه الطوبّاماروس، ودابا شافو من بعيد أو من قريب؛ وكاين البعض اللي كان كا يسمع عليه، ولاكين ما كا يبان-شي بزّاف، ولّا كًاع ما كا يظهر، وحتّى واحد ما كا يسوّل علاش. عطى الله الطهلية د-الماكلة؛ وكانت فترات الماكلة كا تتمّ في واحد الجوّ حماسي ديال أغاني الغيوان والأناشيد الثورية، بحال ناشيد عريس الريفاق، تشي غيفارا: (تـــشييييي، يا باطالا الجيباااال /// غداااً ///، سنلتقيييي /// في أنكًولاااا ///، في موزامبييييق///، وا في الريباط، وا في الريباط، وا في الريباط).
بعد الماكلة، ما كيان غير التعبئة الدايمة، من اجتيماع لاجتيماع، فإطار تنظيم الصفوف لافتيتاح المؤتامار في كلية العلوم بأكًدال. طوبّاماروس، جا تّاصل بيه واحد الرافيق من ريفاق فاس، ظريف بزّاف وثـيقة ونشيط فعّال فالاتيصالات والمسايل النيقابية القيطاعية، وخبر الطوبّاماروس بلــي راه قرّرو الريفاق يسندو ليه تنسيق أشغال "لجنة فلسطبن" من بين ليجان المؤتامار؛ وقال ليه بلـّي غادي يتوصّل بأسماء أعضاء اللجنة، وغادي يعرّفو على بعض أعضاءها اللي كا يعرف بعضهوم بعض. تّزعزع عاود ثاني طوبّاماروس، لأنه ما عندو تجريبة فهاذ المستاوى، وما يعرف-شي فاش كا يتمثّـل هاذاك التنــسيــق وكيف خصّو يتمّ، وشكون هوما أعضاء اللجنة (وهوّا ما كا يعرف-شي الناس اللي من غير فاس...)، وبالخوصوص ما كا يعرف-شي شكون هاذ "الهيـــــئــة" اللي كا تقــرّر إسناد المهامّ، كيما ما كان-شي عارف طبيعة وماهيّة "الهيـــئة" ديال الربفاق اللي كانو رشّحوه للتعاضدية وللمؤتامار في فاس؛ إنّما، غير في فاس بعدا، كان كا يسمع بشي حاجة سميّتها "مجليس الموناضلين" وما كا يعرف شي كيفاش كا يتمّ تشكيل هاذاك المجليس. والاكين، معا ذاكشّي كُلّو قال معا راسو: هاذي هيّا طبيعة "المركازية الديموقراطية"؛ وقبل كلّ-شي، هوّا اللي قرّر واحد النهار، بعدما تّشاور ديموقراطياً معا راسو، ينخارط فهاذ المعماعة.
تّلاقاو المؤتامرين فكلية العلوم، اللي بدات كا تغلي، حتّى هيّا ،أكثر وأكثر من ثانوية الليمون، لأن المؤتامرين - اللي وصلت المحاضر ديالهوم من كل جيهة، بيما فيها أوروبّا، واللي تجمعو فماقرّ المؤتامامر - فيهوم "الجبهاويين"، وا"لاتحاديين" و"التقدّم والاشتراكية". دازت تلت-إيّام ديال الأعصاب و"انتيظار كًودو"، شبيهة بيوم الحشر، والمؤتامار ما بغا-ش يبدا. وكان لازم على كل مونسّيق ديال شي لجنة يحرص على الحيلولة دون تاسلّول المالال والنرفازة أو الشائعات لصفوف اللجنة ديالو، اللي تّـعيّن ليها واحد المكان ترابط فيه فكلية العلوم، ويبدا يهدّأ الدعوة باشمّا جاب الله كُـلّما سخنت الدعوة وطلع الطانسيون. كلّ واحد من أعضاء "لجنة فلسطين" كا يمشي يستارح شويّة أو يشرب موناضا فالصهد ديال منتاصاف غوشت، بعدما يخبر المونسّيق الطوبّاماروس، ما عدا الطوبّاماروس براسو، اللي خصّو يبقى مرابط باستيمرار، واللي ما عندو من المعلومات/الشائعات أكثر من اللي كا يروج عند الجاميع، أي أن "مؤتامار د-الكاواليس" جاري فشي بلاصة حول تشكيل لجنة الفرز ديال محاضر الانتيخابات.
كان كا يروج بلّـي ذوك الزوج د-التيارات الكبار: "الجبهاويين" و"الاتيحاديين"، بقاو مبلوكْــيين بيناتهوم فالكاواليس: واحد الطرف كا يقول بشان لجنة الفرز: "جوج منّا وجوج منكوم، وواحد من المانونيين"، والآخر كا يقول "جوج منّا وجوج منّكوم، وواحد من البي-بّي-إيس". المانونيين هوما واحد التيار اتحادي طلّابي منشقّ شويّة على قيادة الطيب بنّاني، على حساب ما فهم الطابّاماروس ديك الوقيتة، بينما البي-بي-إيس، اللي كان هوّا الحيزب الشيوعي المغريبي القديم، كان كا يشوف بلـّـي الجبهاويين الماركسيين اللينينيين (اللي كثير منّهوم انشقو عليه) صادرو ليه الشارات الشيوعية/اليسارية ديالو.
أما بالليل، فالاجتيماعات ديال بعض القادة معا مونسّيقي الليجان فثانويّة الليمون ما كا تنتاهيش؛ وفكثير من الأحيان كا تتمّ غير في شي موستوداع ديال الموتالاشيات فالصهد ديال غوشت؛ والطوبّاماروس كا يقهرو السهير وكا يكمع فالاجتيماعات، وما كا باقي كا يقفل والو حتّى فذاكشّي اللي قابل للفهم بحساب ذاكشّي اللي عندو من أرضية "تكوينيّة". ما طلق الله السراح، وتّسرّحو قوداس المؤتامار سيوى فاليوم الثالث، ربّاما بتادخّول من سياسيّيـين كبار، اللي يمكن خافو على الذيراع الطولّابي ديال الحيزب يمشي، يلا جاب الله وقع شي نسف المؤتامار، وفضّلو شي صيغة ديال المناوبة، فانتيظار إعادة ترميم الصفوف، خوصوصا أن ترخيص المؤتامار ما يمكنش يبدا يتّمدّد كل مرة. هاذشّي، على الأقل، اللي فهم الطوباماروس.
جا نفس ذاك الرافيق، اللي بان بلّــي هو همزة الوصل بين الهـــيئــة المجهولة الطبيعة والإسم وبين بعض مونسّيقي الليجان، وقال للطوبّاماروس: راني غادي نجي عندك فبلاصة اللجنة باش نورّيك القاعة فاش غادي تجتامعو باش تصوغو التقرير ديالكوم فـ"لجنة فلسطين". بالفيعل، جا عندو فالمكان المعلوم، ومشى معاه، و عيّن ليه باب واحد القاعة تحت-أرضية من قاعات كلية العلوم، وقال ليه "هنا غادي تجتامعو، وراه - كيما كا تعرف - غادي تناقشو قضية فلسطين معا قضية الصحراء؛ وراه غادي يلتاحقو بيكوم شي ريفاق تمّ الإلحاق ديالهوم باللجنة، غادي تعطيهوم الكاليمة."
التاحقت اللجنة بالقاعة ديالها ملّي انطالقت أشغال الليجان. ياالله خذاو الناس بلايصهوم، ها واحد الباب آخر ديال ذيك القاعة تّفتح، ودخلو منّو واحد الخمسة د-الناس. تعرّف منهوم موحمّاد على واحد الوجه قديم: الولي مصطفى السيد، اللي كان كا يقرا معاه فمعهد تارودانت قبل ما ينتاقل الولي لمرّاكش. تّشاوفو ولاد تارودانت القدام بيناتهوم بعد ما كَلست الجماعة الجديدة؛ لاكين دار كلّ واحد منّهوم بحال يلا ما باقيش عاقل على الآخر. تمّا فهم الطوبّاماروس المسالة، وبدا كا يفكّر كيفاش يدبّر الوضعية. خذا الكاليمة وقال للرفاق شي حاجة بحال هاذشّي:
[[تاحية نيضالية للجاميع. كيما لا يخفى عليكوم، أيها الريفاق، القضية الفلسطينة هي عصـ'ـــب القضية العربية والوجه الملموس للخطة الامبيريالية لإقامة بـؤار نيظام الاستيعمار الجديد. وكيما لا يخفي علينا جميع كذلك أن نفس الأمبريالية كا تهيأ اليوم في غرب الواطان العارابي، بعد نيصف قرن من "وعد بلفور"، واحد الحالة ناظيرة للحالة الفلسطينية في الشرق، وذاكشّي من خيلال التهييء لخلق كيان تابع للرأسمالية العالمية في الساقية الحمراء ووادي الذهب بغرب الواطان العارابي. هاذو إذن زوج د-الأوجوه ديال قضيّة واحدة. وفي هاذ الإطار، غادي نعطي الكاليمة للريفاق الصحراويين باش يقدّمو لينا عرض حول قضية الصحراء]].
خدا الولي مصطفى السيد الكاليمة، باسم أعضاء الوفد المولحاق، اللي بقاو غير ساكتين، وبدا كا يقرا واحد النص سردي تقريري طويل، وطويل بزّاف حول مراحل التاسلّول الإسباني للصحراء فنيهاية القرن-19 وإلى غاية أحداث العيون-1970، وسعي إسبانيا إلى إحداث هيئات تمثيلية صوريّة من بعض أعيان القبايل، وتأسيس "الحزب المسلم" وتجريبة "ابراهيم بصير" (...)؛ وتمّا، بان للطوبّاماروس بلـّـي الوالي كان كا يستظهر غير ذاكشّي اللي كانت ورداتو مجلة "أنفاس" حول الموضوع. فكّر معا راسو بسورعة، بعدما طوّل الوالي؛ وقال معا راسو يغتانم الفورصة، ويدير شي تسويد لمشروع تقرير اللجنة (على أساس ذاك التقديم الأول اللي كان قدّم بيه) باش يتّفادى الصداع ديال ذاك الأسلوب ديال "لُجينة الصياغة". كمّل الوالي السردية التاريخية ديالو، وفتح مونسّيق اللجنة باب النيقاش، اللي ما تّقالت فيه حتّى شي حاجة جديدة. ملّي شاف الطوبّاماروس بلّي الدعوة برد'ت شوية، وأن بعض الناس تّفاجؤو وما عرفو-شي من يجيو للمسالة، نطق وقال شي حاجة بحال: "أيها الريفاق، تبّـ'ــعت مزيان العرض المستافيض اللي قدّمو الرافيق، واللي سمعناه جميع، وكذلك التادخولات ديال الريفاق، وقمت بصياغة واحد النص تركيبي قصير نقتارحو عليكوم كمشروع تقرير ديال اللجنة"؛ وهوّا يقرا تمّ-تمّ ذاك النص ديال شي نصف صفحة اللي بــستيلو أزرق على ورقة صفرا ديال "الشوميز". قراه على الريفاق وعجبهوم مزيان بيما فيه واحد الفقرة كا تنادي - كحل لقضية الصحراء - بـتصفية الاستيعمار و"بحق تقرير المصير لجماهير الساقية الحمراء ووادي الذهب". هاذاك "تقرير المصير"، كان كلّ طاراف من أطراف كثيرة كا يفهمو بشكل خاصّ. حيث كاين كًاع على سبيل الميثال، وفي إطار الجوّ العام ديال الوقت على الصعيد العالمي والإقليمي والدولي، اللي كا يفهمو على أساس نظرية "البؤرة الثورية" فالإقليمين بالنسبة لمجموع المنطاقة، بحال بؤرة الفيتنام فجانوب شرق آسيا.
فالعشية ديال هاذاك يوم الأربعا 16 غشت 1972، لمّا تعقدت أول جلسة عمل ديال المؤتامار بعد المفاهمة على تاخطّي حالة البلوكاج، غير ياالله ستاتبّــ'ـت الجلسة العامة، وستاوات "لجنة التسيير" على المنصّة، شويّة ها شي تفركًيعات كا تصمّك الوذنين، عمّر موحمّاد والا الطوباماروس ما سمعها، لا فقصف الرعد، والا فتفجير قابسونات المينا فأشغال تمرير القادوس من حاسي "الغدران" للتلاثا د-يكًودار. شدّو الناس ودينهوم وريوسهوم، وبدا كا يشوفو فكّل جيهة، وما عارفين-شي اشنو كاين والا اشنو يعملو. لاكين، غير شافو الطاقم د-القيّادة والتسيير كا يقفزو من المينصّة هاربين لبرّا، زادو ترعبو أكثر، وتعرّمو على باب القاعة خارجين للسطوان. شي كا يقول "القذّافي ! القذافي !"، شي رشقات ليه ملـّـي سمع "القذافي، القذافي" من المتّعاطفين معا برنامج "صوت التحرير" ديال إذاعة ليبيا.
فالسطوان، بدا كا يبان بلـّـي القصف هوّا قصف بالطّيارات الحربية اللي كا يتّسمع الصوت المورعيب ديالها وكا يتّخللو القصف الكثيف. داز الطوبّاماروس معا واحد المجموعة لواحد القنت، وصابو شي دروج نازلين للاكاب ونزلو. تمّا لقوا واحد النصراني مزقّر أصفر بالخوف كا يقفــقـ'ــف. قال ليهوم بلـّــي راه هرب من القصر، اللي كا تقصفو دابا الطائرات الحربية، بعدما كانو هجمو على الطائرة ديال "لو روا" فمطار سلا ...دام القصف واحد ربع ساعة وتوقف. وبدات التّاكهونات.
بقات الناس واحد المودّة فالتحليلات داخيل كلية العلوم، والناس خايفة تخرج برّا ما عارفين كي دايرة الدعوة. فالعشية كًاع، ملي قرّبت الشمش تغرب، جا داخل واحد الزميل القديم ديال موحمّاد فمعهد تارودانت، اليعقوبي الأدوزي (ابن واحد الأستاذ ديال موحمّاد فمادّة البلاغة: "سّي حماد و-المحفوظ"). مشى عندو موحمّاد وسوّلو كي عاملة الطريق قال ليه بلّي جينا ما قال لينا حتّى واحد شي حاجة. جيهة كلية الآداب وويزارة التعليم مسركلة بالطنوكًا والكاميوات ديال العسكر، والقرطاس مشتّــت فالطريق. تما خرج موحمّاد معا شي ريفاق، وجاو نازلين لليمون. شافو الكاميوات والآليات العسكارية دايرة بالفضاء ديال القصر، من ورا كلية العلوم حتى لباب الرواح؛ بالصح ما شاف موحمّاد حتّى شي قرطاسة؛ غير ذاك أزير اللي قدّام ويزارة التعليم اللي كًاع تّعفس بروايض الآليات.
فالليل بدا اللي عندو شي طرانزيطور كا يتجمعو عليه المؤتامرين، وبداو الناس كا يسمعو سميات "امقران، الكويرة"؛ وتسمع بلـّـي أوفقير نتاحر. كانو الريفاق كا يتّساءلو واش غادي يتّم منع مواصلة أشغال المؤتامار، سّاع المؤتامار واصل الأشغال ديالو في هدوء، والطهلية مستامرّة فثانوية الليمون.
----------------
النصّ التابع: "إغلاق الكلية والمدرسة والعليا، وحظر أوطم".
---------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres