(En arabe marocain) Chemin postscolaire-11. Texte narratif (A la suite du Congères de l'UNEM: conflit de personnalité.
طريق ما بعد السكُـيلة-10
.
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
11- الإقامة في فاس-هـ ("ما بعد المؤتامار، وانتيفاضة موحمّاد فعباية الطوبّاماروس")
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
"ما بعد المؤتامار، وانتيفاضة موحمّاد فعباية الطوبّاماروس"
.
رجعو المؤتاميرين لقاعة المؤتامار15 ديال "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، اللي دام من 11 إلى 18 غشت 1972 فقاعة كُلية العلوم بالراط، بعد الانقيلاب اللي حصل نهار الأربعا 16 غشت، وتواصلت الأشغال بسورعة فائقة، ليل ونهار. الطوبّاماروس، اللي ولـّى نعّاس كبير (حتّى إلى قبل الغذا فبعض المرّات) من العام اللي تخلّص فيه من فياق الفجر فـمعهد تارودانت، بقى كا يصارع الكميع والنعاس فالقاعة، حتّى وصلت واحد المرحلة ولّى فيها بحال الأرنب، غير مبلّق عينيه، بالصحّ ما كا يعرف-شي اشنو كا يجري حولو، وما عقل بوضوح على والو من ذاكشّي اللي جرا فاليومين الأخيرين، حيث ولـّى ذاكشّي فراسو - بعدما دازت شي يامات ودار فيها الطوبّاماروس واحد شوي د-الرابّيل د-النعاس - بحال شي حولم طويل بالكحل والأبيض.
اللي عقل عليه، بدون ضبابية، هوّا ذيك اللحظة ديال فجر النهار/الليل الأخير، اللي تمّ فيها الإعلان من المينصة عن تشكيلة "المجلس الإداري" الجديد المنباثق عن المؤتامار، واكتاشف بأن سميتو واردة فالتشكيلة كعضو فالمجليس الإداري، وتمّا فاق شويّة مزيان من نعاس اللي مبلّق عينيه بحال الأرنب المغاشي.
تعرّف الطوبّاماروس على هاميش يامات المؤتامار على ريفاق جداد كُثار، طيّبين وخفاف وظراف ونكايتـيّــا؛ وتصاحب معا بعضهوم فالحين (الأخوين بنشقرون، بن المقدّم، السريفي، ...). وبعد المؤتامار، بدات، أنشيطة أخرى. فالماقّر ديال الاتحاد الوطني لطلبة المغريب فحيّ الليمون، بدات الأعمال السكريتارية ديال رقن وثائق المؤتامار. ملّي دخل ليه الطوبّاماروس، كان كا يتوقّع يلقاه عامر بخزاين الأرشيف، لاكين ما بان ليه، هوّا بعدا، والو من ذاكشّي. جوّل عينيه وبانت ليه واحد الواثيقة جديدة بالفرانسية على شكل شي جذاذة صحفية بعنوان Le 15e Congré de l’UNEM يالله ترقنت. وحيث هوّا مهْووس بالفرانسية، اللي اكتاسبها غير بالمعابزة، مشى لعند واحد الرافيق من القادة وقال ليه "راه 'كونكًري' كا يتّـكتب Congrès". ضحك الرافيق وقال ليه: "يلا كانو هوما مفرنسين، فا راه حنا معرّبين"؛ لاكين ناض معا ذلك فالحين، وقال لريفاق آخرين "آ-الريفاق، راه 'كونكًري' كا يتّـكتب Congrès؛ صحّحو هاذشّي". وتمّا تلاقى الطوبّاماروس/موحمّاد بالصودفة معا واحد الوجه القديم بزّاف: صاحبو القديم، حسن الصوابني، اللي كان كا يجلس معاه فالمقعد بمعهد تاليوين، واللي دوّز معاه شي عيمان فتارودانت قبل ما ينتاقل حسن الصوابني لمراكش. لقاه موحمّاد كا يرقن الوثائق بالآلة الكاتيبة. تّعانقو، وتّساولو شويّة، ومشى كل واحد لشغلو بسورعة.
وبالخوصوص، كاينة دابا مهامّ ميدانية مستعجلة. أهمّها مواكبة الدخول الجاميعي الموقبيل فالميدان. تكوّنت "لجنة المِنَـح" اللي كا يتريّسها الرافيق محمد السريفي، وكان الطوبّاماروس عضو فيها. السريفي كان إنسان دغُري، قليل النيقاش وديما غادي-جايّ في مهامّ، من وحدة للأخرى للأخرى في موختالاف المصلحات المتعلقة بالشأن الجاميعي/الطلابي. ما كا تخطا-ش يديه واحد الحاقيبة ديما عامرة بالوثائق. بينما الطوبّاماروس/موحمّاد، من جيهتو، ما عندو أيّ تجريبة/ديراية بالإدارات وبأساليب التاعامول معاها. كان غير تابع فاللجنة اللي تريّسها السريفي. في هاذ الباب، نتاشر خابار كا يقول أن "النيظام" عازم على "تشتيت الجماهير الطلّابية" من خيلال توقيف "المدرسة العليا للأستذة" اللي كانت مركازية على المستاوى الوطاني وتعويضها بـ"المراكز التربوية الجيهاوية"، وكذالك من خلال إبرام واحد الاتفاقية مع العراق كا يخوّل بموقتاضاها العيراق ميناح ديراسية للطلبة المغاربة فالعيراق. لاكين، كا يتّعين دابا تتّعامل المونظّمة الطولّابية معا المسالة بشكل براغماتي من أجل تأمين الدخول الجامعي وتوجيه الطلبة اللي كا يتّقاطرو على ماقّر الأوطم، وذاكشّي باللي متوفّر من معلومات. كا يتذكّر الطوبّاماروس بلّـي الرافيق السريفي مشى معا أعضاء "لجنة المنح" للماقرّ ديال البعثة الثقافية د-العيراق اللي موجودة بــشارع النصر غير قريب من ماقرّ الأوطم، باش يطلبو توضيحات حول شروط المينحة والماجالات الأكاديمة اللي فيها عوروض. استقبلهوم المبعوث الثقافي العراقي بترحاب فالمكتب ديالو، وبدا كا يدوي ليهوم بدون انقيطاع على الحياة في بغداد. قال ليهوم بلّي عطى الله الخير، والدعوة/المعيشة رخيصة. ودوى ليهوم بتفصيل على "الكباب والدجاج المحشو" و"السمك المسكًوف المشوي على النار" فالمطاعم ديال "شاريع أبو نواّس" على ضفة نهر ديجلة فبغداد، وعلى التجوال "والتمتع بمختلف أنواع المورطّيبات فـي شارع السعدون، بين مكتبات وسينيمات وكازينوهات"، ... وهاذا ما كان. وفالأخير قال ليهوم ذاك المسؤول: ملـّي تجي الوثائق الرسمية لداكشي اللي سوّلو عليه، راه يمكن للطلبة يجيو يطّالعو عليه فعين المكان بماقرّ البيعثة، اللي مفتوح للجاميع.
فخيلال هاذيك الأيّام اللي بعد المؤتامار، واللي الطوبّاماروس كان باقي دايخ فيها بسباب قلّة النعاس واحتيدام الأحداث بسورعة، تمثّل ليه (ما يعرف المسألة واقيعة ولّا حولم) بلـّي الرافيق "اخاتار"، القيّادي المعروف بالحيويّة والإقدام ديالو وبصعوبة الميراس فالنيقاش، واللي كان الاسم ديالو دايع بزّاف وما كا يناظرو فقسوحيّة والمواجهة - فتقدير الطوباماروس - سيوى الرافيق "عبد الواحد بلّكبير"، ناض واحد المرّة، فشي بلاصة ما بقات-شي واضحة في الشاشة ديال ذاكيرة الطوبّاماروس، اللي تّـلاشات بزّاف فهاذوك الإيام كيما بـيّــن الراوي، وبدا ذاك الرافيق كا يشيّر ويغوّت ، وبعض الريفاق كا يهدّأو فيه؛ وما عرف-شي الطوبّاماروس علاش ذاكشّي؛ إنّما سمع مزيان هاذاك الرافيق كا يزبد ويرغي ويقــول لذوك اللي كا يهدّنو فيه: Ce sont mes hommes ; il n’a pas à se mêler de mes hommes . تخلع الطوبّاماروس من سماع هاذيك "مي-زوم" فهاذاك الظرف، واللي ما كان كا يسمعها سيوى فخضومات الليطاماجورات فبعض أفلام الحرب.
فالواقيع، بدا الطوبّاماروس كا يلاحظ شي مؤشّيرات ديال شي حاجة كا تبان بحال أعراض شي صيراع خافي ديال زاعامات أو صيراع أجنيحة ديال داك الخاليط الجيهو-ثقافي وذيك التخليطة الفيكرية/الأيديولوجية اللي كانو بانو ليه في كيفيّـة تاشكّول تيار "جبهة الطلبة الأحرار التقدميين" (الجبهاويين) بين يوم وليلة في فاس، شي شهورا قبل الانتيخابات. فا ملـّي بدات الاعتيقالات الأولى ديال بعض أفراد القيادة الجديدة ديال الأوطم، بعدما تمّ الساماح بمواصلة أشغال المؤتامار (باش يتمّ الفرز ديال قيادتو عيواض تمكين الزوعاما من الغوص فالسريّة، على حساب ما فهم الطوبّاماروس)، وعزم الطوباماروس على الرجوع لــفاس في أفق الدخول الجاميعي ديال السنة الرابعة، بعد أكثر من شهر قضاه فالرباط، تّاصل بيه واحد الرافيق من الريفاق البارزين، واللي حتّى هوّا من القيادة الجديدة المنباثقة عن المؤتامار-15 من الزوعاما ديال ظهر المهراز، وعطاه واحد الوثيقة كاتبها باليد فواحد الورقة ديال "الشوميز" الأصفر، مضروبة من الاقاف-حتّى-لقاف، وبدون فراغات ديال الحاشية؛ وقال ليه: نقلها بخطك، نتا، لأن خطّـ'ـك واضح، وعطيها للريفاق في فاس باش يرقنوها ويسحبوها فالــرونيو ويوزعوها.
قبل ما يساقر، سوّل بعدا الطوبّاماروس على فين كا يجيبو الريفاق الكتيّيبات الصغار ديال "ماو-تسي-تونغ"، اللي كان ما زال ما قرا ليه سيوى "الكتيّب الأحمر" بالفرانسية. مشى معاه واحد الرافيق لواحد القنت. ودقّو على واحد الباب كبير ديال الزنك بحال باب شي موستودع. خرج ليهوم واحد الشينْـوي وسوّلهوم. قالو ليه حنا طلبة عاد سالينا المؤتامار وبغينا شي كتيّبات دال الرافيق ماو. دخّلهوم لواحد للساحة د-البيناية؛ شوية ها واحد آخر باين عليه "شافّ" جا ودخلهوم لواحد المكتب مروّن وعامر بالكراطن. هاذاك السيد كان قليل الهضرة؛ ما دوى ليهوم لا على الخير فالصين، والا على "الكاباب والدجاج المحشي والحوت المشوي" بحال المسؤول العراقي. بدا غير كا "يجبد ليهوم لساناتهوم"، داير راسو بحال يلا ما عارف والو على كُلّشي اللي وقع فالبلاد وما-شي غير فالمؤتمار-15 ديال أوطم، وكا يبقى يتصنّـ'ـت بدون تعليق، وهوما كا يسرسرو. فالأخير، ملّي تيقّن من هوّيتهوم من خيلال هضروهوم، جاب جوج صيكان د-الكارطون عامرين كتيّبات صفرا، بعضها قد الكارني د-"النيبرو" ديال طابا ("رُبّ شرارة أحرقت سهلا"، "الفلاحون في خونان"، "في التناقض"، ...).
ملـّي وصل الطّوبّاماروس لظهر المهراز بفاس واختار - عنوة هاذ المرّة - الغورفة رقم-2 فـالطابق الأرضي "لاكاب" ديال الحيّ معا صاحبو الطيب العاطفي (عيواض 138 اللي حدا باب الدروج فالطابق الأول معا يحيى الكرسيفي مول الغنم)، ، بدا كا ينقل فالغورفة ذاك النص الطويل وبالجومال ديالو الاستيطرادية الطويلة، بخط واضح. كان النص عيبارة عن مجموعة من "التحليلات"، ومن التحذيرات والتوجيهات على ضوءها. مشى عند واحد الرافيق من القادة اللي كان رجع لفاس قبلو، وهوّا من هاميش جيهاوي آخر، وعطاه الواثيقة ليه وقال ليه: "عطاها لي الرافيق فلان، وقال لي خاص نوزعوها". نطق الرافيق القيادي وقال: "اش كا يحسب فلان على راسو؟ واش صبح هيئة من الهيئات؟".
الحاصول، الطوبّاماروس، قال معا راسو: "سير عل-الله، هاذشّي اللي عطى الله"، الانسان يزيد القدّام على كلّ حال، حيث تّـذكّر أبيات كان حفظها فمادة الأدب العبّاسي:
1- "إذا أنتً لم تشؤب مرارا على القذا * ظمئتَ، وأيّ الناس تصفو مشاربه.
2- ولستَ بمُســـــتبْــــقٍ أخاً لا تـــلُمُّه * على شَعَــثٍ؛ أيُّ الرجالِ المهذّبُ؟
وما نسا-شي الطابّاماروس أنّه مازال هو "لانفّان صوفاج" اللي هوّا "موحمّاد" القديم؛ أو بالأحرى موحمّاد القديم هوّا اللي نتافض فجوف الطوبّاماروس. فا موحمّاد سيفط ليه الواليد برية كابها خوه عمر، كا تقول بلـي خاصّين الفلوس باش يعطي التسبيق للطاشرون باش يبدا البني ديال ذيك البقعة اللي شرى فحيّ "بلاقشاش" فتارودانت بذيك 30 ألف ريال اللي كان سيفط ليه موحمّاد فالعام الأول، بعدما زاد عليها الواليد 10 الاف ريال من ذاكشّي اللي كا يخلّي ليه موحمّا فكل عوطلة بحال "صحاب فرانسا". ودابا عاد خرّج 30 الف ريال أخرى من صندوق التوفير ديالو وسيفطها للواليد باش يبدا البني، لأن موحمّاد عندو فليسات علاحقّاش ما شرى موطور، ما عاطيها للقصاير فالديور، ما فتح حانوت ديال المواد الغيذائية، ما كا يبيع ويشري فالغنم بحال يحيى، صاحبو فالغورفة العام الفايت.
كا يعرف موحمّاد بلّي دابا راهو فعام التاخرّوج، وعليه يفكر فالبحث ديال السنة الرابعة. في هاذ الباب، كان كوّن عليه فكرة من العام اللي فات، ملّي بدا كا يسمع على "الليسانيات" عند الأستاذين، مولاي أحمد العلوي وعبد القادر الفاسي الفهري، واخّا كان ذاكشّي كا يتقدّم غير بمنهج "تاريخ الأدب" نيت من حيث الجوهر (استيعراض أسماء رواد "عليم اللوغة العام"، نظريات حول "أصل اللغات"، تاناسخ "المدارس الليسانية"، من "لسانيات مقارنة" و"لسانيات تاريخية/دياكرونية" و"لسانيات بنيوية/سانكرونية" ...). وتمّا سمع كثير عن "مدراسة بور-روايال" وعن كتاب "فيردينا ندي-صوسور فموحاضرات الأستاذ العلوي. سوّل واحد المرة الأستاذ الفاسي الفهري فين يمكن يحصل على هاذاك الكتاب؟ قال ليه الأستاذ: جيب 50 درهم وغادي نجيبو ليك من باريس، وجابو ليه بعد شي أسابيع، وبدا موحمّاد كا يدير فيه شي سلكات د-القراية، وعجبو مزيان. تمّا، فإطار الاستيعداد لتحديد "موضوع البحث"، اللي ما كان-شي ساهل فالنيظام التكويني السايد، تذكّر موحمّاد جوج د-النوكات حصلـو ليه معا صاحبو القديم ديال معهد تارودانت "محمد بوحمدي":
كان موحمّاد مبلي بعيلم تأصيل الموفردات ديال الفرانسية (étymologie)، وكا يبقى - بموناسبة وبغير موناسبة - يستعرض أمثيلة منّها معا من والى، لأنه ما كاين معا من يتّبادل فهاذيك المسايل. واحد النهار كان ماشي معا صاحبو "بوحمدي" قدّام سينيما "الريكس"، ونطق وقال ليه: واش تعرف اشنو المعنى الأصلي ديال "طرابلس"؟ يوا، معناها هوّا "المُدُن الثلاث"، وزاد كا يشرح ليه تأصيل الإسم. شويّة، وقف بوحمدي وقفة د-"فران امان"، وقال ليه بالشلحة: /اودّي هاتي ترزيت-اغ يخف س-غاياد نّك/ ("يا ودّي راه فرعتي لينا الراس بهاذ الزمر ديالك...")؛ ودخل موحمّاد فجواه. هاذا ما كا يعني-شي أن بوحمدي ما عندو أيّ اهتيمام. بالعكس، كان من النوجابا من تارودنت. صحيح، هوّا ما كا يقفّل-شي فالفرانسية، والاكين كانو عندو ثلاثة د-الأحلام ديما كا يعاودها لصحابو هيّا: تحصيل الإنجليزية، نيل الدوكتوراة، والعزف على العود. الحولم الأول كان بدا كا يحقّـقو، بمجهودو الخاص كا موجرّاد خريج معهد تارودانت للتعليم الأصلي؛ حيث، دابا كا يقرا مزيان بالأنجليزية، وشرى كًاع واحد الكتاب ديال Roger Le Tourneau ("Fez in the Age of the Marinids")، وقرّر يترجم منّو شي فصل فإطار بحث شهادة الليسانس. أما العزف والموسيقى، فا كان بدا بوحمدي كا ينزل من ظهر المهراز، هوّا و"عمر امارير" على الموطور كل أسبوع لـ"معهد البطحاء" فين بغاو يتعلـّـمو أوليّات الصولفيج الضرورية للتمرينا الأولى على العزف. غير هاذاك البلا ديال أمارير، كان كا يقشّب على بوحمدي بالحوضور ديالو قدّام موحمّاد ملـّي يرجعو؛ وكا يقول بالشلحة ما معناه: "غير كا يغنّي لينا المونشّيط ديك /دو-ري-مي-فا-صول-لا-سي-دو/، ويقول لـهاذ "إحيحي" ("الحاحي") ياالله عاودها، كا يبدا الحاحي يعاودها فشي شكل، وكا نضغط ليه على رجليه من تحت الطاويلة ونقول ليه بشوية بيناتنا: /هانّ رّيح ن-ترجّازت ن-سّلــكُت آ-يانّ آ-ياغيول/ ("راه لحن الترجيز السوسي ديال السلكة هاذاك، آ-الحمار!") ...
أما النكتة الأخرى، معا بوحمدي ديما - وهاذي هيّا اللي دفعت بموحمّاد يحدّد اتّيـجاه موضوع البحث ديال الليسانس - فا هيّا أن موحمّاد، بعدما فكّر مزيان فطبيعة المادة اللي كا يتّلقّاها فالجامعة، بدا ديما كا يقول في جلسات الهضرة والكلام الموباح معا الأصديقاء ما معناه:
[انا دابا غير قولو لي لاش غادي يصلح، واشنو غادي يفيد فالدنيا أي إنسان حفظ شذرات متفرّقة من "كلام العرب"، عرف قصة "امرؤ القيس" ملـّي ذبح ناقتو للبنات في "دارَة جُلحُل"، وعرف بلــّي "العرصات" اللي دوى عليهوم هاذا امرؤ القيس فالمعلّاقة ديالو هيّا في الحاقيقة ما شي الطحاطح اللي دايرة بالخيام، ولاكين "حدائق ما يسمّى اليوم بالفيلّات، التي كانت معروفة عند العرب" كيما كا يقول البهبيتي، وحفظ شي طروفا من "المعلّقات" و"النقائض"، و"الهاشميّات" و"الخمريّات"، وطّالع على أخبار الخياطين والورّلقين، والمعلّمين والبخلاء ديال "الجاحظ"، وعلى الفشير والمعيار بين جرير والفرزدق، وعلى أخبار السلاكًط الماجانين والغلمانيين والسكايرية والزهّاد والعاشقين ديال العصر العبّاسي، وعرف أنّ شيعر البحتري شيعر ديال الطبع، وشيعر أبو تمّام شيعر الصنعة، وقرا حول الفرق بين "الصنعة والاصطناع والتصنّع والتصنيع" فكتوب "شوقي ضيف"، وقرا الشيعر الأندلسي وشيعر النهضة وشيعر المهجر والنبوغ المغربي، وزيد-وزيد، اشنو غادي يدير فالدنيا طول حياتو ملـّـي يتّخرج، وباش غادي يفيد الناس من حولو؟ واش يبدا، حتّى هوّا، يقرّي هاذشّي كُلو للجيل الجديد؟]
غير عاود ثاني هاذيك الشكوى مرّة أخرى قدّام صاحبو بوحمدي، وهاذا يطير فيه طيرة ديال اللي ما عجبو-ش وجهو فالمراية وبغى يهرّسها. قال ليه "آ-صاحبي صدّعتينا بهاذ الديسك ديالك؛ يلا عندك شي حاجة باديلة بغيتي تقولها، كتـ'ـــب، آصاحبي؛ كتـ'ــب آ-صاحبي كتـ'ــب، وهنّينا". تمّا تقرص ثاني موحمّاد وسكت وبدل الديسك بـ"رغبات المستمعين" معا أتاي والشيبة. لكين، قال معا راسو دابا اللي عطاه الله عطاه، ذوك النتائج ديالي فالرياضيات والمواد العلمية فالثانوي، ما لقات ليها باب بعد شهادة الباك. دابا، غير يتّخلص بعدا الواحد من هاذ التخالط ديال الآداب و"تاريخ الآاداب" و"التراجم" و"النقد الجاهلي" و"النقد الحديث" بالمناهج ديالو (الانطباعي، التحقيقي، الفنّي، التاريخي، النفسي، الاجتماعي ...) ومن "ثقافة الناقد"، ومن الهضرة ديال "البهبيتي" و"شوقي ضيف" و"النوّيهي" وزيد-وزيد. قال غادي نجرّب هاذ العالم ديال الليسانيات، وبدا كا يدير سلكات فكتاب "دي صوسور". ومن بعد أسابيع تّاصل بالأستاذ أحمد العلوي، وقتارح عليه ترجامة الفصل الثاني "Linguistique synchronique" من كتاب دي-صوسور معا تقديم، كا موضوع بحث ديال السنة الرابعة الجارية.
----------------
النصّ التابع: "إغلاق الكلية والمدرسة والعليا، وحظر أوطم".
----------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres