OrBinah

(En arabe) Le satellite marocain et le citoyen marocain

القمر الصناعي المغربي والإنسان المغربي

تـــــقديـــم

-  بعد أن حصدت ثلة من المغاربة، الذين لا يسمع أحد عنهم ولا عن أعمالهم اليومية في جحور مختبراتهم، قفة من الميداليات ذهبا وفضة وبرونزا في معرض الاختراعات بكوريا الجنوبية عارضين علما مغربيا عملاقا (انقر هـــــنــــا

-  وبعد أن حلق مغامر مغربي آخر من رياضيي ومغامري  الطيران الشراعي بعلم مغربي عملاق على قمم جبل الهامالايا (انقر هــــنــــا)

-   تم أمس ليلا (7 أكتوبر 2017) بنجاح إطلاقُ القمر الصناعي المغربي، "الذي انتظره المغاربة كثيرا بـــكـــــل فــــــخـــــــر" حسب تعبير مغطّي الخبر على القناة المغربية؛ ذلك القمر "وزنه يفوق الألف كيـلوميـــــــتــــر تقريبا" حسب تعبير نفس الإعلامي خرّيج المدرسة المغربية، الذي له كفاءة تغطية الحفلات واالاستقبالات ... وكذلك إطلاق الصواريخ الحاملة للأقمار (انظر هـــــنـــــا).

.

بعض القراءات لدلالات الوقائع

علقتُ أمس على هذا الحدث الأخير بنوع من المزج بين الجد واللعب بالتدوينة الفايسبوكية الآتية:

 

[Vu tous ces signes forts qui ne se succèdent plus, mais qui font concurrence à l'actualité au Maroc, le satellite qui décollera demain semble se tromper d'orbite. Les dangers éminents semblent être de nature géologique sous les pas de l'Etat et de la société au Maroc. Après la phase du malaise, l'école marocaine explose à tout le monde sur la figure].

 

مفاد مختلف الإشارات السابقة

مفاد كل تلك الإشارات وما يليها من الإشارات اللاحقة هنا، قد لخصته فقرة من فقرات الخطاب الملكي الأخير (6 نوفمبر 2017) بمناسبة ذكرى المسيرة الخضرا، تقول:

 

[كما أكدنا ذلك، فإنه لا يمكن اختزال هذا النموذج في الجانب الاقتصادي فقط، وإنما هو مشروع مجتمعي متكامل، يهدف للارتقاء بالإنسان وصيانة كرامته، ويجعله في صلب عملية التنمية.]

.

إنها إشارة إلى برنامج التنمية البشرية الذي أطلق منذ سنوات، ثم أصبح لحين من الدهر، قبل أن يتقادم، مادةً للتصريحات وللملتقيات، وأثث بمصطلحاته قاموسَ الخطاب السياسي والأكاديمي من خلال الندوات واللافتات والمطويات الصقيلة، والذي تمّ بعد ذلك تحوير مفهومه إلى مجرد حملات إحسان تواكبها تغطيات إعلامية فولكلورية.

يقول المثل الصيني في باب التنمية البشرية والارتقاء بالإنسان، قبل ظهور المفهوم واللفظ: "عـــــلـِّــــمْــــنـــي الصيد ولا تعطِني سمكة". وذلك التعليم، بمفهومه الواسع، له اليوم فضاءاته المعروفة المهيكلة مؤسسيا، وفي مقدمتها المدرسة والجامعة ومراكز البحث. إنها فضاءات يقتضي تدبيرها خططا تختلف أشكالها التنظيمية (عمومي/خصوصي) باختلاف نوعية الأنظمة السوسيو-اقتصادية والسوسيو-سياسية (من نموذج التعليم الأمريكي أو الكوري إلى نماذج التعليم السكاندينافي وما بينهما)؛ لكن تقويمها إنما يكون على أساس مدى قدرتها على بلوغ المقاصد والغايات التي تتمثل في إعداد العنصر البشري للانــــخـــــراط والانـــــدمـــــاج السوسيو-اقتصادي في المجتمع ومؤسساته.

علاقة كل ما سبق بالإنسان المغربي من خلال المدرسة المغربية

وفيما يتعلق بالمدرسة المغربية، وبعد عقود من البكائيات على حالتها ومدى أدائها لوظائفها حسب المقاصد والغايات المشار إليها ("منظومة التربية والتعليم؛ إلى أين؟". 2012؛ انقر هــــنــــا)، يرى الجميع اليوم بأمّ عينه أن هذه المؤسسة قد انفجرت في وجه الجميع فأصابت شظاياها الجميع على شكل مظاهر انفراط فيزيقي لعرى الثقة بين العنصرين الأساسيين في العملية التربوية: المعلم والمتعلم. اختلاف الأشكال الأعراض التي يتم عبرها التعبير الفيزيقي الملموس عن العطب الجوهري أمر غير مهمّ. الدلالات هي الأهم. لقد انفرطت عرى تلك الثقة بسبب اكتشاف الأجيال أن المدرسة، ولأسباب متضافرة متعدد الأبعاد لم تعد تضمن غايات الاندماج السوسيو-اقتصادي (انظر سلسلة النصوص المشار إليها هــــنــــا).

.

إنّ الأمر بمثابة اكتشاف الجيل لكذبة اجتماعية مؤسسية كبرى. ذلك هو ما جعل الاصطدام يتمّ بشكل لا واع بين الطرفين المباشرين: فإذا كان المبدأ هو أن تؤطر المدرسة الجنوح الفطري للشارع، بما يقتضي ذلك من الأوجه الشكلية للانضباط ، كما هو معمول به في جميع المؤسسات التي لها مقاصدُ وأهدافٌ تـــبــــــرّر تلك الأوجه الشكلية للانضباط، فإن تراكم اكتشاف "كذبة" وزيف الغايات المُدّعاة، قد جعلت الشارع ينقلب، فيجنح إلى تأطير المدرسة وفرض قيمه عليها. وهذا وجه جديد من أوجه المشكل، ليس سببا وإنما هو نتيجة وعرض من الأعراض. ولكنه، على كل حال، يضاف إلى مشاكل المدرسة المغربية زيادة مشاكلها الأساسية التقليدية.

وفي هذا الباب الأخير، باب بُعد الانضباط والهرمية، كنت قد نشرت يوم 26 أكتوبر 2017 تدوينة بعنوان "عن روح الهرمية كقيمة"، هذا نصّها أورده للطبيعة الملموسة لمضمونه رغم طابعه الجزئي كواقعة:

 

التدوينة:

[[الإقدام، والثقة في النفس، فضيلتان من الفضائل وشرط قيام التكوين والتدرّج في جميع الميادين؛ لكن في التزام قسري بقيود الميدان. السلّمية والهرميّة ليستا مقصورتين على المجال العسكري؛ إنهما ساريتان في المقاولة، وفي سائر المؤسّسات الحداثية كيفما كان نوعها وقطاعها. 
ذات يوم (قبل حوالي ربع قرن)، وفي اجتماع لشعبة من الشُعب في مؤسسة من المؤسسات، وبينما طـُـرح للنقاش مشروعُ إحداث "شعبة للسانيات" بالمؤسسة المذكورة بـ"مبادرة" من جماعة من المجنّدين من طرف عشيرة شـُـبّه لها في بداية التسعينات الماضية (1992)، في أوج حركة عباسي مدني المجاورة للمنطقة، أن اللحظة كانت تمثل منعطفا تاريخيا، وأنه آن الأوان حينئذ لـ"أسلمة البرامج"، وذلك بزعامة، في الواجهة، لأحد من طواهم الدهر اليوم (ولا شماتة)، حصل ما يلي:

 كانت تلك الجماعة حينئذ، في حاجة إلى إدراج بعض الأسماء لـ"تدعيم ملف الطلب"، وذلك بسبب بصيص ممّا تلتقطه "الموجات الداخلية" حينئذ عن بعض اللسانيين المغاربة؛ فكنت شخصيا ممّن كان يعارض بشدة ذلك المشروع ويرفض إدراج اسمه فيه، لأسباب تربوية (انعدام الأطر، وغياب قنوات الاطلاع في ذلك الوقت الذي كان يُعتمد فيه على الأسفار والمصوّرات في باب الابحاث اللسانية...).
تناولت الكلمة فبيّنت بشكل متحفّظ ومراوغ (وكنت حينئذ أدرّس اللغة العبرانية، وما زلت على أبواب مناقشة دكتوراة الدولة في اللسانيات) أني غير مستعدّ لأن يدرج اسمي في طاقم ملف هذا المشروع؛ وأضفت مبرّرا ذلك بقولي: "انا مازال ما كمّلت قرايتي".
نطق متزعّم المشروع، وكان قد حصل للتو على "دكتوراه وطنية" من الخارح في موضوع لم أعد أتذكره، وانخرط نقابيا في "حراك" المطالبة بمعادلة "دكتوراه الدولة بالمغرب، فقال: "حنا آ-سيدي كمّلنا قرايتنا؛ القيطار ديال اليلسانيات راه انطالـ'ـق؛ واللي بغى يركــ'ـب، يركـ'ـب؛ واللي بغى يـبقى، يـبقى؛ شغلو هاداك".
عقبّت فقلت: "بصحّتـ'ــك، آ-لوستاذ؛ الله يعاونك، ولاكين ما تعوّل-شي على اللي مازال ما كمّل قرايتو".

هناك، نهض أحد طلبتي القدامى واقــــفــا، وكان من طائفة كنت قد درّستها شذرات من "فقه اللغة"، فبعثتْ بها العشيرة المذكورة بعد الإجازة إلى المشرق، ثم عادت تلك الطائفة والتحقت توّا بالجامعة دون مباراة ولا حتّى مُقابلة، فقال ذلك الفتى، وهو يحاول أن يثبت جدارته بانتماء الولاء إلى العشيرة (وكان معروفا بالتلعثم والتأتأة) : "انا، انا، انا، غير كًولو ليّا هاذ المدلاوي فاش متخصّص، ياك كان كا يقرّي فيقه اللوغة، ومن بعد العيبرية ومن بعد ... ودابا حنا راه بغينا نديرو شوعبة ديال الليسانيات ...".َ
قال ذلك هو واقف بالقرب منّى في الصف الخلفي للطاولة المستديرة. رفعت إليه عينيّ محمرّتين، وقلتُ له بلهجة ناهية قويّة: "كًلـ'ــس، كَلـ'ــس، كًلــ'ــس"، فكفّ للتوّ عن الكلام وجلس؛ فضحك الجميع، بالرغم من الجوّ الذي كان مكهربا. علمتُ حينئذ أنه كان، مع ذلك، مروّضاً على روح الهرمية، لكن ليس الهرمية العلمية الأكاديمية، وإنما الهرمية العشائرية؛ إذ حتى في أوساط الشارع، والحيّ، ... (والآن، حتى في الفصل الدراسي) تكون هناك هرميّة صارمة في صفوف عُصبة المتحكمين فيه.]]. انتهت التدوينة.

.

خــــلاصـــــات

لا يعني أيّ شيء ممّا تمّ به التقديم لهذا المقال أيّ تبخيس للإنجاز المتمثل في إرسال القمر الصناعي المغربي ووضعه في مداره لرصد ما تمّ تصوره لرصده به. إنما يقول حديث أو أثر: "مِن مأمَنه يُؤتى الحذِرُ". فقد تكون أبواب الجحيم تحت الأقدام الراصدين، وليس في الثغور البعيدة. وفي هذا الباب، أختم هذا المقال بإحالة على نص آخر متعلق بمؤسسات الحذر على مستوى دولة من من الدول وهو بعنوان "Un conseil de Sécurité Nationale pour quand au Maroc" (2017؛ انقر هـــنـــا) وعلى نص آخر بعنوان "حالة استثناء في قطاع التربية والتعليم كقطاع سيادي استراتيجي؟" (2013؛ انقر هـــنــــا)

.

ثم إني أضيف في الأخير هذه التدوينة التخييلية، المقصودة لمغزاها لا لصريح مضمونها:

 

FACE A LA DESCENTE LIBRE AUX ENFERS.

.

Face à sa descente éminente aux enfers en chute libre, une cité fut tentée de choisir de vivre pendant deux générations sous l’autorité d’un Caudillo ayant pour conseiller un Machiavel.
Un Caudillo pour faire quoi?
(i)     pour limiter les naissances, comme l'a fait la Chine du passé récent pendant deux génération, 
(ii)    pour instaurer un service militaire de formation disciplinaire à la sparteienne et de grands travaux d’infrastructures et de service public, et enfin :
(iii)  pour diriger un gouvernement limité à trois seuls ministères: la Santé, la Défense et l’Education, celui-ci devant avoir à sa tête le philosophe pédagogue, Emile Alain, pour qu'il veille lui-même à l’application de ses "Propos sur l’éducation" (1932 ; voir ICI).



08/11/2017
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres