OrBinah

(En arabe) Journée d’études organisée par l’Académie du Royaume du Maroc: « Le Maroc du Moyen Age et des temps modernes d’après des textes arabes, hébraïque et judéo-arabes… »

متابعات ثقافية

("الترجمة والفكر والتاريخ: المغرب الوسيط والحديث من خلال النصوص العربية والعبرية والفارسية").

 

 

 

جرت مساء أمس الإثنين 5 ماي 2025 بمقر "المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب" التابع لأكاديمية المملكة المغربية، والكائن بحي العرفان بالرباط أشغال يوم دراسي في موضوع "الترجمة والفكر والتاريخ: المغرب الوسيط والحديث من خلال النصوص العربية والعبرية والفارسية"، افتَــتَح ذلك اليوم الدراسي وتتبع أطواره من عروض ومناقشات الأستاذ عبد الفتاح الحجمري، منسق "الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة" التابعة لأكاديمية المملكة المغربية.

 

قُدمت خلال ذلك اليوم الدراسي محاضرة افتتاحية وخمسة عروض، تلت كلّا منها مناقشات من طرف الحاضرين، من أساتذة، ومن طلبة مدعوين/مدعوّات باقتراح من أساتذتهم/هنّ.

 

كانت العروض - مما عدا واحد (تحدث عن تبادل التـأثر والتأثير بين الفارسية والعربية) - تدور حول رصيد المكتوبات  باللغة العبرانية و/أو بـ"العبرية المهوّدة" أو "الجوديو-عربية" (أعمال بالعربية الفصحى، أو بالعربية العربية الدارجة المغربية المتداخلة معجميا مع العبرية أو الآرامية/السريانية) مما له تعلق بالتاريخ المغربي/الأندلسي العام أو الجهوي أوالمناقبي أو بالآداب والفكر وعلوم اللغة ...

 

كانت العروض، وكذلك المناقشات التي تلتها، غنية أيّما غنىً، على المستوى المعرفي في حقول من المعارف الوثيقة الصلة بتاريخ المغرب بمختلف أوجهه: الحدثانية، والسوسيو-اقتصادية، والسوسيو-ثقافية والفكرية  والأدبية والإثنية والملية، مما يظل غائبا عن حيّز متوسط الوعي المعرفي المغربي نظرا لقرون من مختلف أوجه الحجب بمختلف أسبابها التي قد يبدو للوهلة الأولى أن أهمّها هو الحجب الأيديولوجي (وهو حجب قائم وقد تقوّى اليوم)، بينما أهمّها والحاسم في تعليلها هو الحاجز المتمثل في النقص بمعرفة اللغات اللازمة للولوج إليها (اللسانان العبراني  والآرامي/السرياني و"اللغات اليهودية" التي تشكلت في الشتات اليهودي، ومنه الشتات في المغرب). هذا الحجاب الحاجز الذي كان النظام القديم للبرامج الجامعية قد سمح (بتخطيط أو بغير تخطيط) في نصف القرن الأخير من عمر الجامعة المغربية الحديثة بظهور جيلين (ثم جيل ثالث تم إرباكه مع تغيير نظام البرامج في بداية الألفية الجارية) ممّن ااستكملوا تكوينهم عصاميا في حقل اللغات الشرقية فأصبحوا مكوِّنين ومنتجين للمعرفة في الميادين المعنية المذكورة.

 

 وفي هذا الإطار الأخير، أجد أن الذي كان، في نظري، أكثر أهمية في ما أعقبَ العروضَ من مناقشات هو العودة، بقوة هذه المرة، إلى دقّ الأجراس في موضوع مآل مسار ذلك الإطار القديم الذي سمح بما أشارت إليه الفقرة الأخيرة. فمع استنفاذ الجيل الأول من المتخصصين لطاقاته التأطيرية بحكم القانون الطبيعي، ومع استنزاف طاقات الجيل الثاني في غياب أيّ إطار يضمن حضورا دائما للغات الشرقية في مؤسسات التكوين والدراسات العليا منصوصا عليه بشكل أو آخر في البرامج الأكاديمية العامة أو من خلال إحداث مؤسسات أكاديمة للتكوين، أجمع المشاركون إجماعا، وإن لم يصدروا توصية في الموضوع، على مضمون توصية سابقة كانت قد صدرت عن المشاركين في ندوة مماثلة نظّمت بمدينة فاس سنة 2013، وهذا رابط نحو نصيها بالعربية والفرنسية:

https://orbinah.blog4ever.com/arabe-francais-recommandation-situation-de-la-langue-hebraique-a-l-universite-marocaine

 

 

وفي هذا الإطار الأخير كذلك، تكررت في أصوات المتدخلين خلال النقاش دعواتٌ تعقد الآمال على أكاديمية المملكة المغربية لتملأ الفـــــــراغ الذي أحدثته الإصلاحات البيداغوجية الجديدة منذ بداية الألفية، ولاسيما القانون 01-11 المنظّم للتعليم العالي، في باب ما يتعلق بوضعية اللغات الشرقية بالجامعة المغربية، التي انتقلت منذ تلك الإصلاحات من وضعية الهامشية إلى وضعية إنذار بالاختفاء. من الأكيد أن فضاء الأكاديمية يشكل فضاءً أمثلَ لجمع المتخصصين بشكل دوري لعرض وتبادل معارفهم في باب ما تشكل تلك اللغات الشرقية أداة الولوج إليه؛ غير أن الأكاديمية لا يمكنها بحكم وظائفها أن تصبح مؤسسة للتكوين تضمن استمرارية تجديد أجيال المتخصصين.

من بعض خلفيات تغطيتي هذه لحدث اليوم الدراسي المذكور:

 

 

1  "اللغة العبرية في عشرية تدبير اللغات" (2005)

https://orbinah.blog4ever.com/l-hebreu-dans-le-cadre-de-la-decenie-des-langues-etrangeres-au-maroc-en-arabe

 

2  "وضعُ ووظيفةُ كل من سِجلّ العربية المغربية وسجلّي العبرية والعـــــربية المهوّدة" (2024) https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-statuts-et-fonctions-de-l-arabe-marocain-et-de-l-hebreu-dans-le-paysage-linguistique-du-maroc

 

----------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



06/05/2025
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 357 autres membres