(En Arabe) Relations turco-israéliennes et illusions de certains faiseurs d’opinion au Maroc
الـــعـــلاقــــات التركية الإسرائيلية،
وأوهام بعض المغاربة من منتجي الخطاب ومشكّلي الرأي العامّ.
في صـــبــيــــحة يوم 21 رمضان / 27 يونيو 2016 شاطرت في صفحتي على شبكة الفايسبوك رابطا نحو خبر لصحيفة لوموند مزين بصورة للعلمين، الإسرائيلي والتركي جنبا إلى جنب تحت عنوان "Israël et la Turquie trouvent un accord pour mettre fin à leur brouille" (انظر هـــنـــــا). وقد قدمت مشاطرتي تلك بالتساؤل الآتي: "تدشينا للعشر الأواخر؟".
علق الصديق الشاعر محمد علي الرباوي على ما أشهرته على بقوله: "يا له من خبر على الريق، عزيزي محمد!". لقد كان ذلك فعلا "على الريق"؛ لكن عناصر "الإنـــبـــــــــاء" (information) غير متوفرة فيه حسب مفهوم "النــــبــــــإ" في نظرية الإعلام (Théorie de l’information) التي تقوم على أساس أن نسبة قدْر الإنـــــــبــــاء في مضمون خطاب معين تتناسب عــــكسيــــا مع نــــــسبــــة احــــتــمــــال الصحة أو الوقوع بناء على حساب الاحتمال (calcul de probabilité) أو على المنطق الصوري أو على مقتضيات اتجهاه دينامية معينة.
ذلك أن ما حصل أمــرٌ كان منتظرا مـتوقـّـعا بمقتضى منطق التكامل الاستراتيجي العميق القائم تاريخيا وجيو-استراتيجيا حاضرا ما بين الدولتين، وأن الخلافات الجزئية بينهما، سواء منها المفتعَلة افتعالا في ظرفية معينة من أجل الاستهلاك في اتجاه معين (سيناريو دافوس بين أردوكان وبيريز) أو تلك التي تعكس من بعض أوجهها تدافعا فعليا حول بعض الجزئيات من قبيل رغبة تركيا مثلا في أن يكون لها رأس جسر في قلب الرقعة المتحركة بالشرق الأوسط، وذلك من خلال حضور مادّي فعلي لها في شريط غــزة حيث تتنافس مع دولة قطر، إنما هي خلافات في تدبير وأجْرَأة بنود التكامل الاستراتيجي العميق والطويل الأمد القائم بين حليفين في العمق، متنافسين على السطح.
إن الذي يعطي معناه لكل حدث ذي دلالة ليست هي قسمات وتفاصيل الحدث في حدّ ذاته، إنما هو إدراج ذلك الحدث، كمجرد نقطة من بين النقط، على إحداثيات الرسم البياني العام لمُنحنَى دينامية ومنطق سياقه العام على المدى المتوسط والطويل. فالمفاوضات الرامية إلى تجاوز عثــرة حادث الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة سنة 2010 قد بدأت منذ بداية شهر يناير الماضي (2016) بعد أن بعث الرئيس التركي بـ"رسالة إلى من يهمه الأمر" من خلال تصريح صحفي على متن الطائرة يقول: "إن تركيا وإسرائيل يحتاج أحدهما إلى الآخر" كما أوردت ذلك في حينه كل من الصحيفة الإنجليزية الدايلي-نوز (هـــــنـــا) والصحيفة العبرية חדשות האנרגיה (هــــنـــــا)، فتم اليوم التوافقُ على بنودِ تجاوزِ مخلفات تلك العثرة بالشروط الإسرائيلية (التحكم في قنوات ومضامين الحضور التركي بغزة) بعد المتاعب الأخيرة لنظام أردوكان الذي لم يعد يتمتع بــ"صفر مشاكل" لا مع الجوار ولا في الداخل، على إثر ما عصف بالمنطقة منذ بداية العشرية الحالية (ما سمي في بدايته بـ"الربيع العربي").
النصوص الصيفية القصيرة الآتية التي يعود نشر أقدمها إلى صيف ما قبل سبع سنوات، تمكن من إدراج الاتفاق الإخير في النسيج العام لسياقه الجيو-استراتيجي على محوري الزمن ومستجداته الإقليمية، وبذلك تعطي معنى ذا منطق داخلي منزّه عن العبَث لحدث استئناف العلاقات العادية بين تركيا وإسرائيل الذي تم رسميا يوم 26 يونيو الحالي (2016).
وها هي النصوص المشار إليها:
1- "استراتيجية تركيا من خلال سياستها الشرق-أوسطية. بمناسبة رسالة الرئيس الإمريكي إلى ملك المغرب" (يوليوز 2009)
2- "ثـقـافة العـقـوق. حينما يُـفرَش العــلــمُ المغربي كأرضية لصورة الزعيم التركي" (يوليوز 2011)
3- "هل يمكن استنساخ نموذج الدولة؟ بمناسبة الحديث على العلاقات المغربية التركية" (يونيو 2013)
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres