(EN ARABE) Les Marocains, amoureux de Rajab Erdogan et désaffectionnés de Barak Obama
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)
ثـقـافة العـقـوق
حينما يُـفرَش العــلــمُ المغربي كأرضية لصورة الزعيم التركي
على كامل عرض النصف الأعلى من صفحتها الأولى، نشرت يومية "أخبار اليوم" يوم 15 يوليوز 2011 صورة عملاقة، بالحجم الطبيعي، لمُحيـّا رئيس الوزراء التركي، السيد رجب طيب أردوكان، وذلك على أرضية يشكلها العلمُ المغربي، البارز الزوايا الخمس لنجمته هذه المرة، ومقدار كل زاوية 36 درجة، وليس 60 درجة مع حجب جزئي لنجمة ملتبسة كما كان قد حصل ذات مرة مع قصة كاريكاتور "العمّارية"(1) وقد أُعطي للوحة المركبة عنوانٌ سميك البنط، بأبيض على حمرة العلم، يقول:
["المغاربة معجبون بأردوكان ومحبطون من أوباما. يعارضون السياسات الأمريكية ويعتبرون أن لتركيا دورا كبيرا في استقرار المنطقة العربية").
ثم تقول الفقرة التقديمية للملف:
["كشفت دراسة أنجزها المعهد الأمريكي العربي ... أن المغاربة يعارضون بشدة سياسات الرئيس الأمريكي وينفرون منه أكثر مما كان عليه الحال مع سلفه جورج بوش، مقابل إعجاب وانبهار كبيرين برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوكان"].
وقد تم تخصيص افتتاحية العدد بدورها بقلم مدير نشر اليومية، توفيق بوعشرين، لذلك الملف بعنوان "المغاربة يحبونه أيضا" (والضمير عائد على أردوكان)، وهو عنوان بمثابة تعليق مسبق موجّه إلى كل من يهمهم الأمر (في الداخل والخارج ؟) ويعلـّق على الجملة المحكية التي استهلت بها الافتتاحية "تحليلها بعبارة "تركيا تحبه". تقول الافتتاحية:
[كان أبرز عنوان صحفي تصدّر الصحفَ بعد إعلان نتائج الانتخابات التركية الأخيرة التي حملت رجب طيب أردوكان، وللمرة الثالثة، إلى رئاسة الحكومة بأغلبية مريحة جدا].
ثم انصرفت الافتتاحية بعد ذلك إلى عرض الخصال التي جعلت ذلك الزعيم يتبوأ تلك المكانة في قلوب المغاربة، راسمة من خلال ذلك في نفس الوقت، بمفهوم منطوق الكلام، بروفيلا وخارطة طريق لسياسة المغرب الداخلية والخارجية في حدود ما يترتب عن حُـبّ المغاربة للزعيم أردوكان، فقالت:
[أردوكان الذي يشغل قلب الشارع العربي اليوم ليس مناضلا في حزب قومي، فهو تركي؛ ولا هو مقاتل في صفوف فدائيي تحرير فلسطين، فهو رئيس دولة؛ ... أردوكان بنى زعامة مختلفة كليا عن زعماء المنطقة الذين سبقوه. لقد أسس لنموذج عقلاني في الزعامة. فهو سياسي ديموقراطي محافظ منتخب، يده نظيفة وعقله منفتح وقلبه إلى اليمين؛ ... وهو سياسي معتدل وبراغماتي، أسس حزبا يتشكل من ثلاثة تيارات: أصولي معتدل وعلماني معتدل وتقنوقراطي؛ ... هذا هو حزب المصباح الذي يقود تركيا اليوم (يقصد 'حزب العدالة والتنمية' في نوع من التورية البلاغية) ... أردوكان الذي يلبس على الطريقة الأوروبية ويتكلم أكثر من ثلاث لغات، قدّم جوابا عصريا عن سؤال الهوية والانتماء. وقال إن المسلم يمكن أن يصلي ويصوم ويزكي دون أن يخلط الدين بالسياسة ... ويمكن أن يربط علاقات مع أمريكا دون أن يكون تابعا لها، ويمكن أن يكون جزءا من ذراع الغرب المسلح (ناتو) دون أن يخون شعبه ... ويمكن أن يكون واقعيا في علاقته بإسرائيل، لكنه شرس تجاه غطرستها وجرائمها ضد الفلسطينيين ... من هنا دخل أردوكَـان إلى قلوب المغاربة والعرب ]. (نص الافتتاحية، هـــــنــــــا)
بالرغم من أن الافتتاحية المذكورة قد نزعت، بكل بساطة إنشائية، الطابعَ القومي عن الأمة التركية العريقة وعن دولتها وحزبها الحاكم الآن، وعن زعيمها الحالي، ولو أن ذلك قد تم في تناقض سخيف ("ليس مناضلا في حزب قومي؛ فهو تركي")، بالرغم من كل ذلك، فإن التاريخ القديم والحديث لهذه الأمة العريقة بعصبيتها الحادة القوية بالمفهوم الخلدوني، يشهد على الطابع القومي لدولتها الذي تسهر على احترامه وتفعيله، منذ 1961، مؤسسةٌ دستورية هي "مجلس الأمن القومي".
ولو كان كاتب الافتتاحية عربيا أو أرمينيا مثلا، في بدايات القرن العشرين، أو كان كُـرديا اليوم، مثل عبد الله أوجالان، الذي اختطف من كينيا في فبراير 1999 من طرف المخابرات التركية بتنسيق مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، والقابع إلى اليوم في سجنه بتركيا، لـخَـبَـر وجرّب الأمرَ وعاشه بالتجربة بعيدا عن الإنشاء الصحفي المكتبي، ولمَا كتبَ ما شُبـّه له، ولا نشر ما كتب "تنويرا" لمعلومات قرائه المغاربة من المتيـّمين اليوم بالزعامة التركية، وهم الذين كان لأسلافهم، أيام السعديين مثلا، رأي آخر وجواب آخر في ما يتعلق بأدوار الأمم، بما فيها الأمة المغربية، في رسم جيو-سياسة ما سمّاه "استقرار المنطقة"،(2) أي المنطقة التي يعنيها من أعدّ أخيرا ملف مغامرات "حُبّ المتعة" (amour extraconjugal) الدى الشارع المغربي كما رصدت مؤشراتِ ذلك "الحب" أرقامُ "استقراء الرأي" الأخير المشار إليه، والذي يجعل قلوب 78 % من المغاربة (وربما سيوفهم أيضا) مع أردوكان، وقلوب 71 % منهم مع الملك السعودي (والمجموع، للتذكير، هو 149 % [!!!]، بقطع النظر عن بقية "المعشوقين" و"محبوبي الجماهير والملايين" (أحمدي نجاد، ساركوزي) من خارج الحيّ الذي لا يطرب مغـنّـيه، ولا يـصدق نبـيًّه، بشيرا كان أم نذيرا كما يقال.
ليست هذه بالمرة الأولى التي تسوّق فيها صحافةٌ حزبيةٌ أو "مستقلة" البطاقة البريدية التركية في المغرب، خلفا لبطاقات أخرى تقادمت وأصابها البلى بدرجات متفاوتة، مثل البطاقات الناصرية أو البعثية أو الخمينية أو "الحزبُـللاهية". فلنـحاول إذن إمعان النظر في معالم وقسمات هذه البطاقة البريدية الجديدة، بطاقة تركيا أردوكان، مجردةً من رتوشات وفوطوشوبّيات المسوّقيـن، وبعيدا عن الوقوف على "ويلٌ للمصلين". ولنبدأ منها بالقسمات الإغرائية التي جعلت ملامح الصورة الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما مثلا، تفـقد بريقها في أعين المغاربة، وسحرها في قلوبهم (من 66 % إلى 10 %) لصالح قسمات "فارس الأحلام" الجديد، الزعيم التركي، طيب أردوكان (78 %).
أكيد أن الأمر لا يتعلق باختلاف في القسمات، قائم على مقارنة قد تمت بين مواقف القائدين في باب قضية الوحدة الترابية للمغرب، أو في باب تطورات سياسته الداخلية في باب الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان، أو في باب سياسته الخارجية فيما يتعلق بمصالحه الجيو-سياسية والاقتصادية التنافسية (والوضعية مع الاتحاد الأوروبي، مناطق التبادل الحر، الخ.)، وأن الأمر إنما يتعلق، كما يستفاد من فقرات ملف اليومية المذكورة، بمواقف كل من القائدين من قضية الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية ("الفلسطينيون"، على حد تعبير الافتتاحية، في مقابل "إسرائيل" المعبَّر عنها باسمها كدولة)، في علاقة تلك القضية بمراكز وهياكل السياسة الدولية والجهوية، وبالخصوص في علاقتها بتقاعس خطاب الرئيس الأمريكي حيالها في الميدان وكما ترجم ذلك خطابُه الأخير أمام اللوبي اليهودي الأمريكي القوي "أيباك" (AIPAC)، الذي هو- للتذكير - لوبي يسمح الدستور الأمريكي بتشكيل ما يقابله من طرف مختلف المجموعات الثقافية والإثنية والمصلحية المكونة للمجتمع الأمريكي (سكوتلانديون، إيطاليون، بولونيون، يونان، عرب، يهود، الخ.).
فـفي هذا الصدد، تعتبر الافتتاحيةُ المذكورة أنه من العادي والبديهي والطبيعي أن يكون لأردوكان، ومن خلاله لتركيا "علاقات وثيقة مع أمريكا دون أن يكون تابعا لها" (و هذه حال قادة فرنسا مثلا)، وأن يستمر أردوكان في جعل تركيا المسلمة التي يقودها حزب إسلامي "جزءا من ذراع الغرب المسلح (ناتو) دون أن يخون شعبه" (وهذا شأن فرنسا الكاثوليكية كذلك، في مقابل البروتستانتية الأمريكية)، وأن يستمر في نهج تركيا القديم فيظل "واقعيا في علاقته بإسرائيل" (وهذا شأن مصر والأردن وقطر والسعودية). لكن نفس هذه "الحقوق" تعتبر، في منطق خطاب منبر الافتتاحية، عقوقا وخيانة بالنسبة لغير الدولة التركية في الفضاء الذي تقول الافتتاحية بأنه أصبح مغرما بهذه الدولة "غير القومية"، وفي المغرب على الأخص بما أنه لا يتم الحديث أبدا عن مصر، ولا عن الأردن، ولا عن قطر، كلما تعلق الأمر بتوزيع تهم التخوين والتطبيع على إثر كل ملتقى دولي كيفما كانت طبيعته (من الاقتصاد، إلى السينما، إلى السياحة) في برصة الخطاب الذي تغرف منه اليومية المذكورة.
وفيما يتعلق بما أسمته افتتاحية اليومية في تعـفُّـف (euphémisme) بـ"العلاقات الواقعية" لتركيا مع إسرائيل، وقبل إيراد مقتطفات من كلام سفير أردوكان بتل أبيب تعطي لتلك "الواقعية" مضامين ملموسة لا تعفـّف في التعبير عنها، من المفيد أن نورد أولا ما يؤسس تاريخيا لتلك العلاقات في الإطار العام لسياسة الأمة التركية منذ تشكلها كدولة، روحُها المحركُ لها هو العصبية القومية بالمفهوم الخلدوني، وأداتُها التاريخية هي الإسلام كشرعية حُـكم (مجردا عن أعراضه القومية الأولى، كاللغة العربية والحرف العربي مثلا) بعدما استنفذت تلك الأداة - ليس في جوهرها ولكن باعتبارها أداة - رصيدَها في الجيل من إمكانيات استخدامها لاستمرارية الدولة الأولى التي كانت قد بنتها عصبية أخرى هي العصبية العربية، وذلك ابتداء بالتفكك والتفسخ الجيلي للخلافة العباسية، وانتهاء بحركة "لورانس العرب" (Laurence d'Arabie)، الذي قام قبل قرن من الزمن، لفائدة التاج البريطاني في وجه "الرجل المريض" العثماني، بدور يناظر ما يقوم به اليوم "بيرنار هنري ليفي" مثلا [لفائدة أي تاج أو قبعة؟] في زوابع "الربيع العربي" الحالي التي قضى فيها "رجال مَرضى" نَحـبَهم، ومنهم من ينتظر؛ وذلك لما أعاد لورانس بعث العصبية العربية في وجه الأتراك على أسس أدوات أخرى للشرعية غير شرعية الإسلام، صيغت في النهاية على شكل "البعثية" أو "الناصرية".
فـالداعية الصهيوني التاريخي المتنبئ، "ثيودور هيرتزل"، كان قد تيقن لعقود قبل "وعد بالفور"، أي منذ بداية ملحمته الصهيونية المعقدة الأطراف ("الرجل المريض"، القوى المستعمِرة، روسيا، جماهير الشتات اليهودي ذي الثقافات المختلفة، رجال المال اليهود، مقاولات الاستيطان في فلسطين، مختلف الهيئات الدينية اليهودية المتناقضة المشارب، اللائكيون، الاشتراكيون، حركة المنادين بالاندماج، الخ.)، كان قد تيقن بأنه "يتعين البحث عن مفتاح فلسطين في تركيا". ولذلك قام، في ذلك الصدد، بمساع خارقة بفضل سماسرة ديبلوماسيين مغامرين، قال في مذكراته عن فحوى أحدى خطواتها، بعد مفاوضات عسيرة مع رجل المال اليهودي الكبير "إيدموند روتشيلد" من جهة، والبلاط العثماني من جهة ثانية الذي كان يعاني من ضائقة مالية مصيرية، ما يلي:
["لقد قُـدّم لي العرضُ الآتي من طرف المحيط السلطاني: السلطان مستعد لأن يدعو اليهود علنا لكي يعودوا إلى وطنهم التاريخي، ويتوطنوا فيه في إطار حكم ذاتي على شكل إيالة من إيالات الأمبراطورية التركية، تدفع للأمبراطورية خراجا تحصل على أساسه الأمبراطورية على قرض مسبق"]. Alain Boyer, Theodore Herzl p:94
أما اليوم، وبعد أن قامت إسرائيل، ليس كــ"إيالة" يهودية يسيّرها "نجيد" ذمّي يهودي (נגיד) تحت سيادة الامبراطورية العثمانية كما كان يرغب السلطان في ذلك، ولكن كــدولة مستقلة وحليف استراتيجي لأمريكا، وبعد أن استعاد "الرجل المريض" عافيته بعد "عملية جراحية" عسيرة وطويلة أجراها له وعليه أحد أبنائه المحنكين، كمال أتاتورك، وسهر على إبقائه تحت العناية والمراقبة الدائمة لــ"فريقه الطبي" الذي اتخذ منذ سنة 1961 صيغة "مجلس الأمن القومي"، فإن نفس القومية تعيد اليوم في تركيا نفسَ الأداة التاريخية كشرعية حكم، أي الشرعية الإسلامية قصد استئناف نفس السياسة في فضائها الإقليمي التاريخي، الذي لا يقتصر على المدار المتوسطي كما يُعتقد، بما أنه ينطلق أساسا من نواته القومية التاريخية الصلبة، التي تسمى في أدبيات بعض الأحزاب التركية بـ"العالم التركي" (على غرار "العالم العربي")، الذي يشمل في عُرف الدوالة التركية كافة الجمهوريات التركمانية في قبرص، والقوقاز، وأواسط آسيا (بما في ذلك بعض الخــزر الذين تهودوا في القرون الوسطى والذين هاجروا اليوم في أغلبيتهم إلى إسرائيل).
وتتلخص أهم شعارات تلك السياسة، في ظل التوسع الاقتصادي لتركيا وطموحاتها الجيوسياسية الحالية، في شعارات "الوحدة الوطنية" في ظل الهوية التركية، و"صفر مشاكل مع الجيران"، و"فتح الحدود أمام حرية حركة البشر والبضاعة".
ولعل أحسن معبّر عن استراتيجية تفعيل تلك السياسة، في تقاطعها مع ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بالضبط التي يتبين من تحليل اليومية المذكورة أنها مفتاح سر هيام المغاربة بالسيد أردوكان وبالسياسة التركية، هو ما نقتطفه من الكلمة التي افتتح بها السيد ناميك تان (Namik Tan)، سفير تركيا في تل أبيب تحت الولاية الثانية لأردوكان، الدورةَ السابعة لـ"ندوات سليمان دوميريل"، التي نظمها "مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقبا" بجامعة تل أبيب يوم 11 ماي 2009 (أي 3 أشهر فقط بعد حرب غزة) بشراكة مع سفارة تركبا في تل أبيب حول موضوع: "دور تركيا في سياق المحيط العالمي المتحرك"
وهي الكلمة التي حدد فيها السفير طبيعة علاقات بلاده مع دولة إسرائيل التي ترتبط معها بعدة معاهدات منها اتفاقية عسكرية. يقول سفير السيد أردوكان:
[["في البداية أود أن أعبر عن شكري الصادق لجامعة تل أبيب ولمركز موشي دايان على الخصوص (...) اللذين وفرا لي هذه الفرصة لأخاطب هذا الحضور المتميز، محدثا إياه عن العلاقات التركية الإسرائيلية وعن التحديات الحالية التي تواجهها هذه العلاقات... إن منطقتنا تواجه تحديات كبرى هي اليوم أوضح مما كانت عليه في أي وقت مضى. ولكي نستطيع التعامل مع هذه التحديات، يتعين علينا أن نرسم معالم سياسات سليمة وواضحة. وبموازاة مع ذلك، أضحى التعاون القوي بين إسرائيل وتركيا أمرا جوهريا، وهما البلدان اللذان يتقاسمان نفس القيم ونفس المصالح. إن كل ذلك في الحقيقة لأمرٌ ضروري لضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة ... من البديهي أنه لا يمكن تجاهل كون العمليات الأخيرة في غزة قد أحدثت توعكا في العلاقات التركية الإسرائيلية. ومع ذلك، فإنه يتعين ألا تـثبط هذه الوضعية عزائمنا. فالبلدان التي تعيش في وضعيات صعبة يمكن أن تختلف في الرأي وفي الممارسة من حين لآخر؛ وهذا ليس مقصورا على تركيا وإسرائيل. إن الشيء المهم هو أن جودة وقوة وسلامة علاقاتنا التاريخية أمور تهبنا من الحكمة ما يمكـّـننا من تجاوز سوء التفاهم القائم، وتساعدنا على الإلقاء بهذا الزمن الصعب ورائنا.
أيها الضيوف الكرام. تتوفر تركيا وإسرائيل من الأسس على ما هو لازم لتثبيت علاقات قوية واستراتيجية. فما يزيد عن خمسة قرون من التاريخ المشترك في هذه الربوع قد نسج [بيننا] علاقات سوسيو-ثقافية متينة. زد على ذلك كون العلاقات بين الشعبين التركي واليهودي قد كانت دوما نموذجا للتسامح والاحترام والثقة. ففي هذه الظرفية، أعتقد أن مسؤوليتنا تجاه أسلافنا تتمثل في أن نعمل في هدوء لنتغلب على التيارات والمصاعب التي تواجهنا. علينا أن نركز جهودنا في اتجاه المستقبل بدل أن نبدد طاقاتنا في تغذية اللوم والمؤاخذة. ... إن لتركيا وإسرائيل كل ما يبرر تمتين روابط استراتيجية قوية فيما بينهما. فعلاقاتنا الثنائية مع إسرائيل علاقات متنوعة وديناميكية مبنية على مصالح استراتيجية متبادلة وعلى قيم مشتركة، كقيم الديموقراطية وسيادة القانون واقتصاد السوق الحرة. كل هذا يشكل منارا للطريق بالنسبة لجهودنا الرامية إلى تعميق وتوسيع العلاقات الثنائية وإلى خلق قدرات هائلة في مجالات متعددة. ... وقبل أن أختم كلمتي لأفسح المجال بما يكفي من الوقت لبقية التدخلات، أود أن أوضح أمرا واحدا لكل أصدقائنا الإسرائيليين: في خضم هذا الجوار المضطرب، ليس هناك من صديق لإسرائيل أحسن من تركيا. شكرا"]].
النص الكامل للترجمة العربية لكـلمة السفير التركي متوفر في الصفحة الآتية من مدونة أوربينا:
--------------
(1) بخصوص هذا الكاريكاتور، انظر: https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-1472624-de_la_caricature_du_prince___sceau_de_salomon_ou_e.html
(2) يروي المؤرخون بأن السلطان سليمان القانوني بعث رسولا إلى السطان السعدي محمد الشيخ يدعوه فيها إلى الدعوة باسمه في المساجد بالمغرب، فرد السلطان السعدي الرسول، وهو حينئذ بتارودانت عاصمته الأولى، قائلا له "الجواب على هذا سيكون في تلمسان" (كانت تلمسان حينئذ ما تزال تحت النفوذ العثماني قبل أن يدخلها السعديون)، وقد لقي حتفه بسبب ذلك الجواب إذ اغتالته بعض الإنكشارية الأتراك بجبال درن (الأطلس الكبير الغربي) بطريقة تذكر باغتيال إدريس الأول من طرف مبعوث هارون الرشيد العباسي لقرون قبل "البعث".
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres