(En arabe) "Publier ou périr": orientations pratiques pour les jeunes chercheurs
عن ثقافة النشر في ميدان البحث العلمي
(إرشادات عملية لفائدة الباحث الناشئ)
بمناسبة صدور كتاب لي ("مساءلة البداهات من خلال مفاهيم وقضايا بمغرب الإصلاحات") بعد تعثر دام سبع سنوات من بعد إتمام تحريره، بدا لي من المفيد صياغة بعض الخلاصات التوجيهية الآتية، لفائدة الباحثين الناشئين، تتعلق بـشِقّ نشـــــر نتائج البحث في أي مشوار أكاديمي. مشوار البحث العلمي الأكاديمي مسلك ككل المسالك المهنية، ليس أنبلها ولا أحطّها؛ وله، كما لغيره، جانبُه التكوينـــــــي في الحقل المعرفي المعني، كما أن له كذلك جانبَ الدُربـــــة والمهــــارة العمليتين اللازمتين لممارسته. هذا الجانب الأخير، يُترك غالبا في الوسط الأكاديمي بالمغرب لمجرد التجريـــــــب الشخصي للباحث الناشئ، الذي قلّما يحالفه التوفيق في تجريبه خلال مسيرة مشواره، أو لا يتمّ ذلك إلا عندما يفوت الأوان بفوات سِنّ التوقّد والقدرة على التحمّل وطول النفَس.
.
1- هناك عبارة انجليزية مسجوعة ومعروفة في الأوساط الأكاديمة تقول: Publish or perish (Publier ou périr "إما النشر وإما التلاشي"؛ ابحث عن العبارة في الشبكة). هذا الشعار يعكس الضغط الذي يتعيّن على من اختار مسلك البحث العلمي في مشواره الأكاديمي أن يكون على بيّنة من وجوده، وأن يُعدّ له العُدّة المعرفية والمهاريّة اللازمة.
.
2- العُدة المعرفيّة اللازمة لحيازة حظوظ نشر نتائج البحث تتمثل في التمــــــكن من الحقـــــل المعرفــــي المعني ومواكبة تطوّره، وكذا التمـــــكّن من ميثــــودولوجيــــــــا تصــــــــوّر وتحديد موضـــــــوع البحث (مقالا في دورية، أو أطروحة، أو كتابا فرديا) وهيكلته وتحريره حسب الأوفــــــــاق المتعـــــــارف عليها عرضا وتوثيقا وتماسكا بين الأجزاء، وإبرازا لوجه الإسهـــــــام العلمي الجديد في البحث (انقر هـــــــنـــــــا). وهذا يقتضي نصيبا من الإلمام المسبق بمعاييـــــــــــــر التقويـــــــــم التي تكون حاسمة في إجازة رسالة/أطروحة أو قبول نشر مقال أو كتاب، أو دعم إنجاز مشروع بحث (حول التقويم، انقـــر هــــنــــــا).
.
3- أما عدّة المهارة والدربة فتتمثل في اكتساب معرفة بالجوانب المسطرية والتقنية الفاصلة ما بين اقتراح العمل المعين للنشر وبين صدوره.
الجوانب المسطرية تتعلق باختيار منبر النشر حسب نوعية العمل وإطار إنجازه (مجلة/دورية مصنّفة، كتاب مشترك حول موضوع ثيماتيكي، أعمال ملتقى علمي، كتاب شخصي) وبمعرفة بمراحل إنجاز عملية النشر (اقتراح العمل للنشر بعد استيفاء المعايير الأكاديمية المشار إليها في الفقرة-2، الحرص على مراجعة البروفات مرة أو مرتين في حالة قبول العمل للنشر ...).
أما الجوانب التقنية فمتطورة، من حقبة المخطوط اليدوي (أو المرقون بالآلة الكاتبة) عند الباحث، والتصفيف اليدوي في المطبعة، إلى حقبة المسك الحاسوبي والتصفيف الحاسوبي كذلك عند الطرفين. هذه الحالة الأخيرة تستدعى اليوم نصيبا من الإلمام بمشاكل الإفراغات الحاسوبية من برنامج تشغيل إلى آخر (بّي-سي/ماكينطوش، مختلف صيغ الوورد، بوليسيات الأحرف) ما بين حواسيب صاحب العمل (Author)، ومحــــــرّر المجلة/الدورية أو جامع أعمال ملتقى أو مواد كتاب جماعي (Editor)، والطابع / مصفّف المطبعة (Printer).
فبحسب النوعية التيبوغرافية لمادة العمل، كما قام صاحبه بمسكه في حاسوبه الخاص، ما بين كونه نصّا بسيطا عاديا أو نصّاً يتضمن رموزا خاصة أو كًـرافيك، و/أو جداول ورسوم بيانية وأعمدة متصاقبة (colonne verticalement allignées)، الخ.، يمكن أن تسفر مسيرة تناقل النص وإفراغه من حاسوب إلى آخر عن تغييرات كارثية في سافلة العملية، أي في الخَرج التيبوغرافي والتصفيفي النهائي للعمل.
يتعين إذن على صاحب العمل أن يتوقع مثل هذا، سواء في مرحلة البعث بالعمل إلى محرّر النشر (وذلك بالتنصيص على نوعية برنامج تشغيل عملية المسك، وإصحاب العمل بـــــبوليسيات الرموز الخاصة symboles spéciaux إذا ما كانت هناك) أم في مرحلة مراجعة البروفات عن طريق إعادة قراءتها بتحرّ دقيق بدل مجرد الاطمئنان إلى الصورة الإجمالية الإليكترونية للبروفة. وفي حالة ما إذا تعلق بكتاب فــردي يتعين الحرص على أن تكون البروفات ورقية (وليس إليكترونية) لتبيّن الحجمِ الفعليّ للحرف، وكذا الهوامش البيضاء من الجهات الأربع للورقة، الخ، إذ هي أمور لا تبدو في الصيغة الإليكترونية.
--------------------------------
.
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres