(En arabe marocain) Le chemin de l’école-17. Pause dans la route
طريق السكّـيلة-17
القسم-1، عبر الرابط الآتي
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-l-ecole
وقفة فالطريق
الصيف د-هاذ العام ديل 1962 صيف بوحده، ما-شي بحال صيافات العيمان الأُخرين. تخلّـطو فيه الفرايح بالقرايح عند موحمّاد وأهل دارهوم. فا هوّا من جيهة، كان الصيف الأول ديال الصابة والخير بعد ثلث سنين متّابعة ديال الجافاف والزلط والجوع، اللي ما خرّج منّو الواليد راسه وأهل دارو سيوى بديك الحكمة اللي كان سمعها موحمّاد من عند سّي الودريمي فتاليوين واخّا ما كان-شي سمع عليها الواليد. الحكمة اللي كا تقول: "إذا سهُلت نعمة الله، ذلّـت فعزّت؛ وإذا ما عزّت سهّلها الله من جديد؛ فلذلك، إذا ما رأيتَ الناس يسرفون ويفسدون النعمة، فخُذ حذرك، واحتط لأمرك، فإن النعمة ستندر ليعزّها اللهّ". فا ما كان-شي من الناس شي واحد اللي سلـم من ديون "شعير السالاف" فالعامين اللخّـرين د-الزلط والجوع والهيف، بعدما كمل الخزين حتّى للديور الكبار ديال مّالين الدمنة بعدما وكحو العيون والحواسي اللي كانو كا يسقيو الفدادن فين كا يدمرو عليهوم الخمّاسة. وما كان-شي اللي فلـ'ـت من الصفّ/السربيس فالرحبة د-الزرع فسوق الطلاطا فين كان "حمّو المخزني" - اللي غير عينيه كا يخلعو الناس فالسوق - كا يقادّ عيباد الله فالصف بالمانكًو د-العتلة باش كلّ واحد يوصل للعرّام ويشري عبرة وحدة ما يفوتها ديال الشعير "المقسّـ'ـس" اللي كا يجيبه الكاميو ديال المخزن؛ واللي تّحرّك من عيباد الرحمان يجيه المانكًو معـلّـد على ظهره، وشاف موحمّاد بعينه منظر بحال هاذاك. حتّى صحاب الدمنة الكبار شافوهوم الناس دايرين الصفّ، وكا يبقاو فالجاميع؛ لأن اللي حصّله "حمّو المخزني" كا يشري للغير كا يدكًدكًـ ليه عظامه. الواليد بوحدو اللي ما داز من ذيك التجريبة؛ عمّره ما دار "السالاف"، عمّره ما دار الصفّ فالرحبة؛ وهاذيك عرفها ليه الجاميع. كان كا يدوّر الحاراكة ما بين الوطا والجبل فالمشاركة د-الكسيبة وفـ"بيع السلام" ديال الغلّـة د-الكًـركًـاع وكا يقرقب فليسات، واخا كا يجمع اللي جميع ويجي شي واحد من حين لحين وياكل ليه مخّه ويدّي ليه رزقه غير بشي صبيانيات سخيفة لأن الوالي عزاز عليه مسايل الظلّ وكا يظنّ راسه عايق بزّاف، وهوّا فالحاقيقة بوجادي ديال الجبل.
هاذيك التجريبة ديال هاذاك العام عرفها ليه الجاميع، فيما بعد، واخّا كان الجاميع، فالدار وبرّا على الدار، كا يقولو بأنه قاسح وقرزاز - وهاذاكشّي صحيح. هوّا كان حسّ - حتّى واحد ما عرفش كيفاش – بالجايحة الماجية، وباع شي بكًيرات فالمنابهة وفالجبل قبل ما تخياب الدعوة وغير يموتو؛ وكيّل الشعير والزيت ملّي مازال موجودين شويّة وقدر يدوّز العامين اللّخّرة د-الجافاف بأقلّ الأضرار، واخّا ديما مقامش معا الواليدة يلا ما كمّلتش العبرة د-الشعير والقرعة د-الزيت ديال يترو قلّ ربع، سيمانة كاملة.
واحد النهار، فالعوطلة د-الربيع ديال هاذ العام ملّي جا موحمّاد من تاليوين، بعدما بان بلّي عمّرت السبولة وبان العام زين، كان موحمّاد راجع من سوق الطلاطا فجوايه العاصر كًاع، وتّلاقى معا الواليد فواد بوسريويل جايّ من الدار هازّ على ظهره واحد نصّ خنشة دالشتب ديال الشعير. قال ليه الواليد، راني خلّيت شي ضحنات عولة، وغادي نبيع هاذ الباراكة علاحقّاش غير الشعير المقسّـ'ــس كا يسوى اليوم 300 ريال للعبرة. هاكذاك الواليد، بحال ذاك الحكيم اللي دوى عليه سّي موحمّاد الودريمي، غير كان شاف الما بدا يقلال بزّاف حتّى فالجبل، ناض وباع شي بكًيرات اللي كان مشاركهوم لصحابو فالجبل، وكيّل بفلوسهوم شعير وبشنة وزيت وخزن ذاكشّي وكا يخرّجو بالحساب. هذاكشّي خلّاه كا يبان بحال يلا راكًد على الكنز. واحد الوقيتة، نشرو كًاع عليه فالجبل بلـّـي لقى باليزة د-الفلوس. ونزل كًاع واحد من عمام موحمّاد واحد النهار من "تيسال" فــ"تيكًوكًا" وما لقا-ش الواليد فالدار، وقال للواليدة ديال موحمّاد، وموحمّاد حاضر كا يسمع: /يني ي-دادّا آبلّا ا-يّي يفك افولكي نو؛ هاتي نّان يوفا لباليزا ن-يقّاريضن/ ("قولي لـدادّا عبد الله يعطيني مضارتي؛ راه قالو بلّي لقى باليزة د-الفلوس")، وبدات الواليدة كا تضحك وقالت ليه: /اخلو ن-يبودرارن، آ-لحسن، ور يلي تّمي/ ("هبال الجبّالة، آ-الحسن، ما ليه حدّ").
ومن جيهة أخرى، في هاذ الصيف نجح موحمّاد فالشهادة اللي تكشـ'ـف على ودّها كشايف من يامات الهروب من المدراسة فأولاد برحيل، إلى يامات الجوع والبرد والتكرفيس فتاليوين. كان هواّ بوحده اللي حصل عليها من كلّ دوك الأفواج اللي كان عرفهوم فمدراسة تاماصت وأولاد برّحيل (أهل مجموعة دواور إيكودار، وتاماصت، ، وتينزرت، ولولايجا، وتيرّيغت) بينما أغلابيّة هاذوك الأولاد بداو كا يخدمو، إما في جنانات اهلهوم بالنسبة لذوك اللي عندهوم شي فدّان مسقي، وإما فالفيرمات ديال "بوريوس" و"كانشي" فـ"البرج" أو فـ"الكًاسميّة"، وولّاو كا يصوّرو فليّسات ويدوّرو الحاراكة. يالله كان سمع بلـّي "الحسين ولد لالة رحمة" اللي من "ولاد علي بن عمر" حدا "الدير"، واللي كان سابقه للقراية فأولاد برّحيل، كان خذا الشهادة فالعام اللي فات ومشى للكوليج فتارودانت. وهاذشّي ما-شي ساهل فعين موحمّاد، بعد كلّشي اللي فات.
لاكين من جيهة ثالثة، ملّي جاب موحمّاد الشهادة دياله طاير بالفرحة، صاب خوه الصغير كا يموت؛ ومن بعد، مات بعد عذاب فظيع، وهوّا ياالله فات عامين بشي شهورا.
الحاصيل، زاد الجاميع معا الجري ديال الدنيا. بدا ثاني الواليد كا يجدّد راسمال د-الكسيبة، بعدما رجع الما والربيع، ومن بعدما توفّر اليبــيس والتبن بعد الحصاد والدراس (بعدما خدم ثاني موحمّاد فالدراس والتدرية وتدخال التبن بالسلال للهري).
شرى ثاني الواليد جوج عجيلات وشي نعيجات ضعاف باش يسمانو وربّاما يرفدو ويولدو فالعام الجايّ، حيث هوّا ما بقا-شي كا يخدم عند الناس بدراعه قبل كًاع ما يدخل موحمّاد للسكُيلة. بدا موحمّاد كا يخرّج ذيك الكسيبة للسرحة، هنا ولهيه فالحصّيدة (جنان بلال، بوطويل، الغراس ...) حتّى تكمل العوطلة د-الصيف ويمشي لتارودانت يبدا يقرا دابا فالثانوي. ومن بعد، غادي ثاني يبدا الواليد يشارك الكسيبة للمعارف دياله فالجبل، وبذاكشّي كا يضوّر الحاراكة: ما-شي ميسور، ما-شي مخصوص.
ومن جيهة أخرى، اخّا رجع ثاني دابا موحمّاد للسرحة، رجعت ذيك القصة ديال لاقاب "سّـــي موحمّاد" بقوّة هاذ المرة. حيث، ملّــي كًاع بدا كا يقرا فجامع "بوخرصة"، قبل ما يمشي لتاليوين، كان الشريف مولاي عبد العزيز كا يعيّط عليه بـ"سّــــــــي موحمّاد" ملـّـي يبغيه يقضي ليه شي غاراض. وبشوي بشوي ولّى، صافي، كا يسميه "سي موحمّاد" باستيمرار؛ وتبعوه الأخرين بشوي بشوي، فالدار وحتّى الشريفيّات فدار الشرفا. ياالله الخمّاسا والعيال ديال الشرفا هوما اللي باقيين مُّالفين غير معا "موحمّاد"؛ وكاين اللي كا يبدا يتلف ويتفتف ملي يبغي يعيّط ليه؛ وهاذاكشّي كُلّه كا يحرج بزّاف موحمّاد. واحد من هاذوك الخمّاسا، اللي هوّا مرابط وساكن فدوّار آخر، وكان ولدو أول واحد بدا كا يمشي للسكُيلة فــتاماصت، بدا كًاع كا يفسّر للناس بلّي "سّــــي" و"مولاي" ما-شي غير سايبـين. واحد النهار قال لصاحبه، مولاي اسماعين، اللي هوّا شريف والاكين كان غير خمّاس د-الجنانات عند الشرفا: راه "سّــــي" كا يكًولوها الناس غير للطلبا والمرابطين؛ و"سيـــدي" و"مــــولاي"، كا يكًولوها للشرفا. واللي مازال ما كمّل القراية وصبح طالب مشارط، راه فيه الدنوب يكًول ليه الواحد "سّــــــي"؛ راه بحال نيت يلا كًال لــشي مرابط أو لــشي شريف غير: "وا فـــلان".
أما واحد المرابط آخر من دوّار العوينة، اللي كان ديما كا يقشّــب على موحمّاد، ويقول ليه، ملّي يتلاقاه حدا العين: "يوا، مازال كًاع ما دّيت الشهادة وتولّي طبيب، وتبدا تضرب للناس المفتاحة فالسفّاحة؟"، فا هوّا ما بقا-شي كا يقول ليه دا-كشّي، ما-شي غير ملـّي خذا الشهادة، ولاكين من نهار قرا ليهوم فدارهوم الرسوم ديال بلاد مراة هاذاك المرابط، كيما كان كا يقرا الرسوم لبزّاف د-الناس آخرين فـ"العوينة" وفـ"ادوّار"، وكا يقرا ليهوم ويكتب ليهوم البراوات ديال صحاب فرانسا فابور، ما-شي بحال الفقيه د-الجامع اللي خاصّهوم يديرو ليه طاجين ويخلّصوه، وهوّا كا يعرف غير يقرا الرسالة، أما باش يكتبها، فا ما كا يعرف-شي يكتــب لادريسة بالفرانصاوية.
الحاصيل، دابا الواليد، حتّى هوّا صبح فرحان بزّاف بالشهادة ديال موحمّاد، اللي كا يهضر ليه عليها كًاع اللي تّلاقاه. واحد نهار الطلاطا، كانو راجعين للسوق بعد ما تّغدّاو فالدار، هوّا وموحمّاد وواحد الضيف اللي جا من الجبل يتّسوق، وبدا الواليد والضيف كا يدويو على الدنيا والولاد والكسيبة ... ونطق الضيف وقال للواليد: /تجّا-يك، اودّي آ-دا آبلّا؛ يهدا-ياك ربّي ارّاو، يكًـ كًيس لفايدت/ (سعداتك، آ-دّا عبد الله؛ هدى ليك سيدي ربّي الترّيكة، ودار فيها الفايدة"). قال ليه الواليد: /اوا نشكر ي-ربّي، آ-يايّاو؛ تقرّب نيت تامّنت يغ-ت ينّا ربّي/ ("يوا، حمدنا سيدي ربّي، آ-خويا؛ العسل قريب نيت، يلا قالها سيدي ربّي").
ملــي سالات العوطلة ضوّر الواليد شي شويّة مزيان معا موحمّاد هاذ المرّة. جمع موحمّاد باليزته الحمرا باش يمشي لتارودانت، وقالت ليه الواليدة، غادي نمشي معاك. بغات تمشي تشوف بنتها اللي فــسيدي بورجا، وتزور الشريفيات فدار مولاي سعيد، وتبدّل معاهوم شويّة الجوّ بعدما مات ليها الوليّـ'ــد الصغير.
ملـّي وصلو باتو حتّى للصباح، ورجع موحمّاد فالغدّ ليه بوحده من "سدي بورجا" للمدينة، باش يشوف واش بدا التسجيل فالمعهد. قال ليه "سي عومار" اللي كان فالاستيقبال حدا الباب، يجيب معاه ثلث تصاور، وواحد الإزار أبيـ'ـض!؛ وقال ليه بلّي راه اللي ما جاب-شي الإزار االأبيض ما غادي يتّقبل. وشاف بعينيه بلّي كلّ واحد كا يفتح الباليزة قدّامهوم فالباب حتّى يورّيهوم الإزار، والحاريس العامّ، "البرنوصي" براسه واقف كا يشوف. هاذ القصة ديال الإزار، كان سمع عليها موحمّاد قبل عام ملـّي نجح "الحسين ولد لالة رحمة" اللي فـ"أولاد عمر بنعلي" فالشهادة وبغى يمشي للكوليج فتارودانت. كانت خالته، "لالّة رقية المرابطة" اللي فـ"الجرادات" ديما كا تهضر وتعاود للواليدة ديال موحمّاد، ملـّي تجي لدار الشرفا، على ولد ختها "الحسين"، وكيفاش كا يطيح بُّاه وينوض باش يشري ليه كًاع داكشّي اللي لزّمو عليه؛ وما تفهمت-شي ليها مسالة الإزار، حيث الإزار عارفاه غير ديال العيالات.
موحمّاد كان كا يظنّ بلـّـي غير الكوليج فاش كا يطلبو الإزار، ساعة دابا خصّو حتّى هوّا يجيب معاه إزار، وما عندو-شي الفلوس باش يشريه حيث غالي الكتّان، وخصّو باقي يتصوّر بـ 40 ريال على حساب ما قالو ليه، عند "العربي الموصوّير" اللي فدرب "فرق الحباب" واللي هوّا الموصوّير الواحيد الموجود فتارودانت. مشى موحمّاد بعدا تمّ-تمّ لعند الموصوّير. دخّلو وكًلـّـسو على واحد الكرسي مكًرّج، ومشى، حدر ودخّـل راسه تحت واحد الخيمة صغيرة كحلا ديال داك لابّاراي مول تلت رجلين، وبدا كا ينيّــش مزيان، ويرجع عند موحمّاد يقادّ ليه الكًلسة، حتّى سوّها وقال ليه: شوف فيّا مزيان وقطع النفس وما تّحرّك-شي، وشعل واحد الضو خاطف كا يغاشي بحال البرق خلع كًاع موحماد. وقال ليه صافي. موحمّاد عمّره ما تصوّر والا شاف شي تصويرة ديال شي واحد آخر من الناس اللي كا يعرفهوم؛ ما كان كا يشوف غير الرسومات ديال كتاب التيلاوة و"لا-ليكتور" فالسكُيلة، أولّا التصاور ديال "السلطان سيدي محمد بن يوسف" و"وليّ العهد المحبوب مولاي الحسن" و"زعيم التحرير سيدي علال الفاسي" اللي كانو كا يتّباعو فسوق الطلاطا منشورين فالأرض، أو التصاور اللي كا يكونو فالجورنان اللي كا يقرطسو فيه مُّالين الكياطن أتاي والقهوة. كان كا يحساب بلـّـي غادي يشوف تصويرته تمّ-تمّ، ويدّيها يشوفوها فسيدي بورجا، ساعا عطاه الموصوّير غير واحد الطرف د-الورقة وقال ليه يرجع من بعد تلت أيام بينمّا يجيو التصاور من أكًادير.
بعد يومين، جا موحمّاد والوليدة من سدي بورجا قاصدين دار مولاي سعيد فالقصبة، وهما كا يفكّرو فذاك الموشكيل ديال الإزار. ملّي قطعو واد سوس، وجنانات الزيتون، وقرّبو لـ"المحايطة"، دازت بيه الواليدة لجيهة الساقية تحت واحد الزيتونة على جنب الطريق وشربو شوي د-الما وستارحو شوية. شويّة قالت ليه الواليدة: "ها اشنو غا نديرو". زوّلت الإزار الأبيض اللي كانت غير كا تدوّرو عليها من فوق التحتية والشاية بلا ما تديرو على راسها اللي مُّالفة تشدّو غير بالقطيب الأحمر والحرام الأكحل وبلا نكًاب. قالت ليه: قبط معايا. سرّحو ذاك الإزار طول (شي ثلالثة ميترو)، وطواوه على جوج. قسماته الواليدة من النص. قالت ليه فتح هاذيك الباليزة وفتحها. طوات واحد النص ودارتو تحت الحوايج والدفاتر الجداد. قالت ليه: ملـّي يقولو ليك فتح الباليزة، غير بيّنو ليهوم هاكذا الطرف مطوي؛ ولوات ذاك النص الآخر فوق كتافها على شايتها ...
فالنهار الثالث، مشى موحمّاد عند العربي الموصوّير وخذا تصاوره، وكانو ستة، وخرج وبدا كا يحقق فراسه. لأول مرة يشوف راسه، من غير فالما أو فالمراية ديال الواليدة، والتصويرة ما-شي بحال صورة المراية. وبانو ليه عينيه مبلقّين شويّة لأنه غاشاه ذاك البرق. رجع لدار مولاي سعيد، وهزّ باليزته ومشى يتّسجّل. كان خيفان يجبدو الإزار ويلقاوه غير طرف، ساعا كُـلّـشي داز بخير. صيفطوه لنفس السكنى ديال الصغار عند "سّي موحمّاد الراي" اللي كان نزل فيها قبل شهرين فيامات الامتيحانات. القراية غادي تبدا من بعد شي أسبوع؛ ودابا المسالة ما-شي بحال فتاليوين: ممنوع الخروج من المعهد، من هنا حتّى للعوطلة الأولى، ما عدا فالعشية د-الخميس والجمعة؛ واللي تعطل حتّى يتشدّ الباب، يتّعاقب إما بالطرد الموقّت أو النهائي يلا كا يعاود.
*
كا يفكّر موحمّاد دابا يمتى غادي تكمل القراية، وكيفاش؟ يلا كًاع خذا البروفي، راه ما غاديش يكون عنده السنّ باش يدوّز مدراسة الموعلّيمين؛ ومن بعد البروفي، ما عارفش اشنو غادي يديرو دوك اللي ما عندهوم-شي السنّ ديال مدراسة الموعلّيمين؛ والمعهد - على ما كا يسمع –وكيما شاف من بعد - ما فيه غير حتّى لقيسم البروفي؛ والواليد، كا يتّسنّى /تامّنت/ اللي كا يظنّها قريبة. قال موحمّاد معا راسه: الموهيم دابا هوّا أنك دزتي للثاناوي، وما-شي مسالة ساهلة؛ وهاذوك الحسابات راه باقي بعاد بزّاف. ثلث سنين راه طريقها طويـــــــلة، راها قريب من روبع من عمرك اللي دوّزتي دابا؛ خدم، وملّي يصبح يفتح.
كان القيسم دياله هوّا "أولــى-ب"، فالقنت اليمني د-ساحة الأقسام يلا خرج الواحد من الخيزانة. الجديد بالنسبة ليه كان هوّا الأساتذة المصريين: جُندي (رياضيات)، ياسين (فيزياء)، سَمير (كيمياء)، أنوَر (علوم طبيعية) عبد العليم (جغرافيا). كان كا يجيب عندهوم جميعهوم النقطة الأولى. وكان جُندي كا يسميه "الفقيه الصغير" ملّي كا يطلّعه للسبّورة باش يحل شي مسألة جبرية، ويسجّل ليه نقطتين زيادة على نقطة ورقة الامتيحان، وفالامتيحان كا يجيب 20/20 وما يكون-شي عنده فين يعمل النقاط الاحتياطية الزايدة، وكا يبقى فيه الحال!
بدا كا يجي الأول على مستاوى القيسم، وأحيانا على مستوى السنة الأولى كاملة (10 أقسام، من "أ" إلى "ي") وكا يفوز بـ"المينحة" (800 ريال). كانو المصريين متمكّنين وصارمين وناشطين ومنشّطين المعهد فالموناسبات وبغير موناسبات، حيث عملو كًاع إذاعة مدراسية كا يشغّلوها فالاستيراحة وفأوقات أخرى حسب الموناسبات. كان غير واحد منهوم، كا يسمّيوه الطلبة "الجمّود" كانو كلّفوه بمادة الفيقه، اللي مسكين كان مرخي، ومرّة-مرّة كا يخلّي الدرس ويبدا يهضر لينا على ثورة عبد الناصر على الخيذيوي عبّاس، وعلى تأميم قناة السويس، والعدوان الثولاثي؛ وكا يشجّعوه الطلبة على ذاكشّي باش يتخلصو من الدرس ("صلاة الخوف"). ملّي مشاو المصريين فالسنة الثانية (1963-1964) بعد الحرب ديال "حاسي بيضا" اللي قالو بلّـي المصريين عاونو فيها الجزائر، كان ذاكشّي كاريثة فــمعهد تارودانت على مستاوايات تدريس الموادّ العيلمية (رياضيات، فيزيا، كيميا، عولوم وجغرافيا) والتنشيط الثقافي لجو الحياة الداخلية (960 داخيلي) وتسيير المختابار العلمي (فيزيا وكيميا) حيث سادت الكآبة لشي مودّة عام. الرياضيات تكلّف بيها بكفاءة سّي "الفرقدي" نسيب مدير المعهد الحاج عمر الساحلي، أما العلوم الفزيائية والطبيعية فا تمّ اللوجوء فيها إلى بعض النوجابا اللي حصلو على شهادة البروفي وتمّ تكليفهوم تكليف موّقّت (الأستاذ نجمي بنبراهيم للفيزيا والكيميا، والأستاذ عمر افـــــا: للعلوم الطابيعيّة). داز العام مزيان وجاب موحمّاد نتيجة بميزة "تهنئة"، وذازت السنة مزيانة حتّى معا الأساتيذة مغاربة ومصريين؛ ياالله واحد النهار اللي تعدّى أستاذ مادة التوحيد على أساس منظومة الدردير المعروفة بـ"خريدة الدردير". غلط الفقيه واحد النهار في عرض "الدليل النقلي والدليل العقلي" ديال واحد المسالة من مسايل التوحيد اللي كان حصّلها موحمّاد مزيان فتاليون معا سّي البشير، وبلى الله موحمّاد اللي كان فالصف القدّامي وشاف فصاحبه شي شوفة "إنكارية" وقشعه الفقيه بطربوشه د-الواطان. تّفعــفع الفقيه ومشى وجا مرّتين وتقلب بحال بوسكّة وعلى موحمّاد بواحد التصرفيقة للوجه بينات ليه النجوم فالسبّورة؛ قال ليه: "كا تضحك عليّا آ-الحمار، حسابك ما فاهم-ش!"
بالنسبة للمطعم، كان موحمّاد فهاذاك العام، فالفرقة الأولى ديال دال الصغار كيما ديما (كاين فالداخلية 32 فرقة ديال 30 فرد)، وكان معاه فيها حسن الصوابني، صاحبه في تاليوين. وكان كا يكًلس حداه واحد البرهوش من الدار البيضاء قدّه فالعمر بالصحّ كثير فيه الشيكي والتزخنين والعدوان. غير كا تطير ليه وينزل على موحمّاد بدبزة على الظهر بحال شي بــژّ، وموحمّاد ما يقدر-ش يردّ عليه واخّا فنيان والا حتّى غير يشكيه للبرنوصي الحارس العامّ، علاحقّاش كا يقولو بلّي راه قريب من الحاج عابد السوسي اللي عنده الكلمة الأولى والأخيرة فأوساط "جميعة علماء سوس" اللي كا تسيّر المعهد. بالنسبة للسكنى كان فالجناح ديال الصغار اللي مكلّف بيه "سّي موحمّاد الراي"، نفس "الهانكًار" اللي فوق المطعم وعلى نفس مساحته (3 صفوف ديال الدوبل-سرير د-الحديد). الدنيا ديال الضورطوارات دينا فشي شكل، ما تّناولها-شي كتاب "زمن الطلبة والعسكر" ديال الأستاذ محمد العمري اللي كانت عنده تجريبة فالحيراسة ديال الضورطوارات فمعهد تارودانت، هوّا وزومالا أخرين بحال الأستاذ الطيب العاطفي، وكانو بزوج من أصديقاء موحمّاد من مرحالة تاليوين.
واحد الليلة، تّقـلّـب موحمّاد فالنعاس وطاح من الطبقة الفوقانية د-السرير وضرباته الحديدة ديال السرير التحتاني في الفك. سمع شي حاجة بحال صوت سّي موحمّاد الراي كا يقول /مادّ يضرن؟ مادّ يضرن/ ("شكون طاح؟ شكون طاح؟")، وزاد فنعاسه فالدصّ حتّى طلع معاه البرد وبدا كا يحس بالفكّ دياله ورقبته فازكًين، وتمّا عاد عرف اشنو وقع وبلّي طاح من السرير. هاذي أغرب من ذيك ديال تاليوين ملّي فاق من النعاس وهو فوق المضرّبة د-الحلفة فالضلام بسباب شي ما سخون كا يحسّ به كا يتّـدّفّــك على راسه، وتّجمع واقف وتّساطح معا واحد وتشّادّ معاه فالظلام حتّى فاقو الآخرين وشعلو الشمع وبدا كا يقول ليهم هاذاك /هاتي يس-يّي ژيـرن وامان كًامّيخ اد-افخ يمي غ-تيلّاس.../ ("راه واش تــژيّـرت وما قدّيت-ش نصيب الباب فالظلام ...). تّحاول موحمّاد بشوية باش يطلع لسريره بلا ما يسمعه سي موحمّاد الراي، لأنه جاب ليه راسه بحال يلا رتاكب مخالفة وما خصّه-شي يطيح من السرير. ملّى بدا سّي موحمّاد الراي كا يفيّـقهوم بالضريب بالكلامونيط دياله على حدايد السراير لصلاة الفجر وقراية الحزب، ناض موحمّاد وستر الجرح دياله بالقب ديال الجلابة. من بعد الفطور عاد مشى للمستوصاف فين عملو ليه الفاصمة. الندبة ديال هاذيك الجرحة بقات ليه تحت اللازمة طول حياته كا تذكّره بالمعهد ملّي يبدا يحسّن.
كيما هوّا الشان فتاليوين (اللي كانو فيها الطلبة قلال: 4 د-الأقسام فاقط)، كا يعيشو الناس (960 فرد من 13 إلى 25 عام) في محشر داخلية معهد تارودانت خيلال اللحظات الحرّة (الكًلاس فالقنوت ديال المعهد، والمراجعة فالجامع والخروج للمدينة عشية الخميس والجمعة) في مجموعات أساسها الانتيماءات الجيهوية؛ وهاذ الجيهات متّفاوتة من حيث الزعامة والنفوذ أو الانطيوائية والنكوص. كانو أهل جزولة بغرب الأطلس الصغير (شتوكة، السيحل تيزنيت، يدا ولتيت، ايت باعمران) من الفئة الأولى بفضل انحيدارهوم من جوايه فيها نخبة من التجار ومن الفقها، وهوّا الشي اللي كا يبان غير من التركيبة البشرية ديال "جميعة علماء سوس" اللي كا تسيّر المعهد، بينما كانت جيهات "راس الواد" (بما فيها المنابهة ومدلاوة) من الفئة الثانية. المنابهة كان حاكًر عليها الجاميع وكا يقشّبو على أهلها بسباب الكـًـرع ديالها "الشماعي" العملاق اللي كا يكون معرم قدّ شي جبـل حدا جبال الحطب د-المطبخ واللي هيّا الخضرة اللي عايشين بيها الطلبة، وطلعت ليهوم فالراس، هيّا والإعانات د-ماريكان (الزبدة، الحليب د-الغبرة وزيت الطارّو) والقطنيات ديال الحاج عابد. موحمّاد، بحوكم ظروفه الخاصة، ما كان-شي منخارط فحتّى شي عشيرة؛ ما كان كا يلعب الكرة والا كا يشجّع حتى فرقة من الفراقي الثلاثة ديال داخليبة المعهد ("الاتحاد"، و"الرابطة" و"الأطلس")؛ ما كا يمشي للخيزانة، ما كا يبدا المراجعة (غير معا راسه) حتّى يقرّب الامتيحان؛ وكان مبلي غير بالرسم فالدفاتر دياله ولّا بالنعاس فحصيرة الجامع باش يخلف الفياق ديال الفجر. واحد النهار تذكّـر واحد المشهد كا يتّكرر في سوق الثلاثا د-المنابهة: كا يجي شي واحد للسوق صايكًـ حماره اللي هاز ثلاثة د-الكرعات عملاقات من نوع "بو-وبرّوش" المحبّــب، كلّ وحدة يكون فالقوطر ديالها شي 80سم: زوج كا يتوزّعو كل وحدة فعين د-الشواري، والثالثة كا تّربط بالشريطة فوق ظهر البهيمة بيناتهوم. رسم موحمّاد ذاك المشهد د-البلاد، وجا مزيان بحال شي كارطبّوصطال. داز سي حَسن التامانارتي وهو من الطلبة الكبار، وعجباته الصورة وطلب من موحمّاد يعطيها ليه حتّى يردّها ليه. الغدّ ليه تّلاقى مولاي الحسين ايت مولاي، اللي هو من دوّار المغافرة فالمنابهة معا موحمّاد، وبدا كا يوكّل عليه الله لاكين غير بالضحك والمزاح قدّام شي منبّــهيّـين آخرين ("باهي" و"مباركي" من تاماصت): "وكّلنا عليك الله، آ-المنبّهي الصغير، ما لقيتي كًـاع ما ترسم فالدنيا غير الكًـرعة د-المنابهة، وزدتي عطيتي الصورة للناس كا يدورو بيها ويورّيها شي لشي ويقشّبو علينا؛ سير الله يعطيك ما تاكُـل"...
وعلى ذاكشّي، كان كا يبان لموحمّاد، اللي ديما زايد في تاخلويت دياله، ديال تاليوين وديال يامات الهروب من المدراسة للغابة، بـلّي باش يتّضمن حدّ أدنى من الأمان في محشر من ذاك النوع، ما كان سيوى "الإمساك بالأمور بيد من حديد"، كيما كان يسمع في دروس التاريخ على "فترة الأمن والاستيقرار" ديال الدوّال. اللي صعيب كًاع بزّاف فهاذاك النيظام كان هوّا نيظام "جـــوج-جــــوج" كا أبرز وجه من أوجوه هاذاك "الإمساك بالأمور بيد من حديد". جميع التاحروكات ديال الطلبة كانت كا تتمّ بـ"جوج-جوج". فالدخول للأقسام فالصباح معا "رفع العلم"، وفالاستيراحة، ومن بعد الغدا، ومن بعد استيراحة صلاة العاصر...، كلّشي بـ"جوج-جوج". والدخول للمطعم فالفطور وفالغذا وفالعشا، كلّشي بـ"جوج-جوج" على حساب الفراقي الـ32. والخروج لـ"الجامع الكبير" لصلاة الجمعة أو للتراويح أو موناسبات أخرى بـ"جوج-جوج". الانضيباط 24 ساعة على 24، وسبع أيام على سبعة، فالقيسم وفالمطعم وفالمسجيد وفالسكنى. بالإضافة إلى مجموعة ديال أعوان الداخلية (السكّوري، قايدي، بو جوج ريوس) ومن الطلبة رؤساء الفراقي (32) وحرّاس المباتة فالسكنى (5) اللي كا يساعدو البرنوصي على ضبط هاذاك الباطايّون ديال بنادم من مختلف الأعمار (من 14 حتى 25 غير فالسنة الأولى) والعشاير واللوغات والمناطق د-المغريب (من طنجة إلى الساكًية الحمرا وواد الذهب) ومن خارج المغريب (السينيغال، سيراليون)، في المطعم وفي قاعات المباتة وفالساحة وفالمسجيد، كاينة كذاليك واحد الشبكة ديال "البياعة" في صفوف الطلبة، بعضهوم معروف والبعض ما-شي معروف، كا يبيّعو باللي كا يدخّن فالمرحاض أو كا يقمّر ويدخّن بين القصب أو عنده شي "ترانزيسطور-6" أو اللي كا يقرا شي جريدة أو اللي طلع معا الحيط يخرج للمدينية من جيهة "الجامع الكبير" أو من جيهة "دار الخيرية" أو "دار البارود"، أو عمل أيّ حاجة بالصحّ أو غير بالتهمة د-الباطل.
واخّا كان ذاكشّي فيه القـهر، كان موحمّاد - اللي عمّره ما كان داخل فش ي عوصبة أو عشيرة - كا يشوف بلّي هاذلك النيظام هوّا السبيل الوحيد لضمان الحدّ الأدنى من الأمان والاستقرار في محشر ديال العشاير كا تغلب فيه الدسارة والبسالة والعدوان والمحامية د-الجماعة على ما سيواهوم. وفهاذ الباب، كتب موحمّاد، بعد شي نصّ قرن من الأيام والسنين، واحد الكلام بتاعرابت الفوصحى، بعدما قرا كتاب "زمن الطلبة والعسكر" (ديال الأستاذ محمد العمري)، ونظّم ليه واحد القيراءة في ماقرّ فرع "رابطة القلم الدولي" بالرباط اللي كا يتّريّسه الأستاذ مصطفى القباج. من بين ما جا فهاذاك الكلام ما يلي:
[[كان عموم الجمهور الطلابي ينظر إلى هيئة الإدارة كجهاز مخزني، وينظر إلى كل من تحمّل لفائدتها، من الطلبة، مسؤوليةً من مسؤولياتِ حفظِ النظام (رئاسة فرقة من بين 32 فرقة، حراسة داخلية في المباتات) أو حتى مجرّد التنشيط الثقافي (الإذاعة المدرسية، المجلة، تنظيم الحفلات، الخ.) كمجرد ذيل من أذيال الإدارة ("مسّاح" أو "شكـّام/ بيّاع")، وذلك بشكل منهجي وإطلاقي. صحيحٌ أن المسؤولين الإداريين للداخلية يسلكون كل السبل لضمان التوفيق في مزاولة مهامهم الضبطية في محشر بشري كمحشر المعهد، فيتخذون لهم مثلا أعيُناً وآذاناً من بين صفوف الطلبة؛ وقد اشتهر من هؤلاء كثيرٌ من الأسماء، حقيقةً أو مجرد إشاعة. وتحضرني شخصيا إحدى النكت بهذا الصدد. فإذ كان قد شُرع يوما في ورشة وضع سقفِ "ديماتيت" على رقعة "محشر" كان قد اتُّخذ مصلّىً للصلوات الخمس بالمؤسسة في الهواء الطلق، فقد تمّ نصبُ فسطاط موقت على تلك الرقعة المستطيلة قوامها أعمدة حديدية مغطاة بصفائح زنكية في فضاء قبالة الإدراة بشكل موقت. وإذ كانت صلاتا المغرب ثم العشاء، وما يفصل بينهما من قراءة الحزب الرتيب، تتمّان في ظلام/غبشة بصيص النجوم، فقد كان بعض الطلبة المشاغبين، ممن لا يدركون أماكن لهم تحت سقف الزنكـ، يتسلّون من حين لآخر، سواء أثناء الصلاة أو خلال ترتيل الحزب برمي الحجارة، في جنح الظلام، على السقف الزنكي، فتتدحرج كل حجارة من على الزنك المائل محدثة صوتا منكرا. وانا أمرّ يوما بجانب البرنوصي رحمه الله يوما، وهو الذي كان عماد النظام في الداخلية والذي لم يكن يرى فيه عموم الطلبة إلا جبارا من الجبابرة من نوع "فيدور" الحانات، اقترب منّي وسألني بدون مقدّمات: = "اجي نتا، منين نتا؟ - "من المنابهة"؛ = "شكون لـّي كا يرمي الحجر فوق الزنك بالليل؟" ... بالرغم من أنني كنت من المنزعجين من "الدّســــارة" كيفما وجهها، أجبته كذبا من منطلق "أخلاق" التضامن مع القطيع في وجه "السلطة" قائلا: - "ما نعرف ا-سّي". حينذاك همس سّي البرنوصي في أذني في جنح الظلام قائلا: = "شوف؛ ملـّي يبان ليك شي واحد رمى شي حجرة؛ ما تـﮔـول ليه والو؛ غير اجي عندي وﮔولها لي؛ وما تخاف والو". أبديت موافقة الخائف، وفهمت في الحين من ذلك دعوة رسمية إلى وظيفة موازية قد تضمن لي الحمــــايـــة وربما حتى بعض المنافع، أنا الذي جُبلت على ألا انتظم في أي عشيرة من عشائر "منين نتا"، سواء في تاليوين، أم في تارودانت، أم في فاس وما بعدها بعد ذلك؛ ولعلّ ذلك الجانب من الشخصية هو ما دفع بالبرنوصي إلى اختياري.
إلا أنني اصطدمت في الحين ببُعد آخر من أبعاد سيكولوجيتي، كراهية السخرة السالبة للضمير. فهم رحمه الله ذلك، ولم يسألني يوما عن "المهمّة" التي أوكلها إليّ فلم أنجز منها، ولا في كلّ ما هو في بابها، نقيرا ولا قطميرا؛ ثمّ إنه لم يضمر ذلك ضدّي حتى لما اصطدمت معه يوما لمّا رفضتُ، أمام طلبة فرقتي، أن أحمل الفأس للمشاركة في حملة لحفر الأحواض قصد التشجير، نظرا لأن الطبيب كان قد منع عليّ العمل المُجهد بما في ذلك الرياضة. لقد صاح في وجهي أمام زملائي قائلا "سير - لـﮔنسـك - لباب السّكُـنى، هاني جاي باش تاخد حوايجك وتمشي فحالك" (كان الطرد هو العقاب الأقصى). توجهت نحو باب "هانكًار" المبيت (السّكُـنى)، لكن خطر لي في الحين خاطر، فعرّجت على "محشر" الصلاة ("المسجد") واختليت هناك أبكي (ابن 16 سنة) بسبب قرار الطرد المتخذ في حقّي. لم يسأل السيد البرنوصي عني بعد ذلك يوما ليسلمني "حوايجي" فأغادر المؤسّـسة إلى الشارع. فهمت إذ ذاك أنه إنما افتعل ما قال على سبيل التهديد حفاظا على هيبة سلطته أمام الطلبة.]].
هاذشّي مقتاطف من النصّ الآتي:
------------------
النص التابع ("الرحلة إلى مراكش") عبر الرابط الأتي:
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-le-chemin-d-apres-l-ecole-texte-narratif
----------------------------
محمد المدلاوي
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres