(En arabe marocain) Le chemin de l’école-16. La voie vers la shahada.
طريق السكُيلة-16
القسم الأول عبر الرابط الآتي
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-l-ecole
16- طريق الشهادة
طّهلّاو هاذ المرة فموحمّاد فالدار. ذبحو واحد بيبي فالغدّ ديال نهار جا يدوّز العوطلة د-الربيع. ولقى الواليدة خيطات ليه واحد الفيستة وسروال عند "بن حادّة" فدوّار "المجرّدين"؛ جا معاه مزيان، وما قدّاتو الدنيا. واحد نهار الإثنين فالعشية، مشى موحمّاد معا الواليد للطلاطا فين غادي يصيبو المقدّم، سّي حمُّــاد نتاع "ايت المجّوط"، باش يعطي لموحمّاد شهادة باش يدير عقد الازدياد فالبيرو قبل ما تنتاهي العوطلة. بداو تابعين سّي حمُّاد، من هنا لتمّا، حتى هداه لله وكًلس وخرّج من شكارتو واحد الكنينيش د-السلك، وسوّل الواليد: "شحال فعمر الولد؟" جاوب موحمّاد: "13 عام"، وزاد قال ليه: راه مقيّدينّي فالمعهد بـــكنية "المنبهي"؛ قال ليه سّي حمّاد راه كًاع حنا منبّهيين؛ ودار ليه غير "محمّد بن عبد الله"، وبيّن الدوّار. وفكّ ديك الوريقة من السلك، وعطاها ليه؛ وقالو ليه "الله يرحم الوالدين". دّا موحمّاد ذيك الوريقة للبيرو عند سّي عبد اللطيف الكتاتبي، اللّي هوّا صاحب خوه الحسن، وصاوب ليه عقد ازدياد بالطابع والتوقيع ديال "ضابط الحالة المدنية"، يعني القايد.
تّناوب الصحو معا الشتا على طول العوطلة. وملّي قرّبت العوطلة تكمل، بدا موحمّاد كا يمشي للقهوة ديال "سيّ العربي" الماديدي، اللي منّها كا يمشيو الكيران، باش يسوّل دوك اللي مُّالفين كا يتسوّقو الحدّ و العربا ديال أولوز واش واد سوس كا يدوّز ولّا لا. تعطّل شي ثلث إيام، لأن الكار ما جاش نهار الحد. وفنهار الأربعا، ركب معا الفجر فالكار ديال "عومار الديري". وصل الكار لواد سوس فـ"يمي ن-تمكًوت" فأولوز قبل ما تطلع الشمش؛ وكان الواد حامل، بالصّح ظاهر بلــّي الحديد كا يقطع، حيث حتّى حديد ما كان-شي واقف كا يتّسنّى. نزل فالسوق، ومشى نيشان لكار تاليوين بعدما شرب واحد الزلافة د-الحسا د-الشعير سخون وليه دشيش البشنة. خرج الكار ديال تاليوين مع جوايه الظوهر، ووصل بعد شي ساعة د-الماكًنة. زاد المنبّهي كَود للمعهد، وهوّا زربان باش يشوفوه الطالابا لابس الكوستيم ديالو الكحل المخطط وسبرديلتو الكحلة الطالعة بخيوطها بويض. دخل وبدا كُلشي كا يشوف فيه، وجاو عندو الصغُار وبداو كا يكًولو ليه: "صافي تكًيت باعدا لموعلّــيم؟".
فالصباح جا خارج معا الفجر بذاك الكوستيم باش يشوفوه الموعلّيمين حتّى هوما. بالصحّ، تمّا على الصباح، بدا كا يسمع بلـّـي الناظر الجديد، واحد "سّي براهيم" الآخر، اللي ديما منرفي، ما قبل-شي يعمّر ميلفّ امتيحان الشهادة لدوك اللي جاو معطّلين. فالاستيراحة، خذا معاه عقد الازدياد، ومشى لباب مكتب الناظر، وصاب فيه شي عشرة د-الطالابا، كُلّ واحد من جيهة، واقفين، وقالو ليه راه قال ليهوم "سيرو فحالكوم؛ انا را صافي، صيفطت الميلفّات". يوا، ها الشاهادة مشات بلا امتيحان!
بداو دوك الطالابا كا يتمشّاو كا مجموعة، وكا يتّناقشو اشنو يديرو. تمّا تعرّف موحمّاد على الطيب العاطفي السكوري، اللي غادي يولـّي صاحبو من بعد. مشاو وشكاو على سّي البشير؛ قال ليهوم غادي نشوف؛ لاكين، ما جاب-شي الله، لأن راس سّي براهيم قاصح بزّاف. قالو ليهوم الآخرين شوفو معا سّي الودريمي، راه هوّا عندو اللباقة أكثر من سّي البشير. ومشاو شكاو عليه وشرحو ليه بـلـّي الويدان وانعيدام المواصلات هيّا اللي عطّلاتهوم. شاف سّي الودريمي بلــّي أغلابيّتهوم من الناس المجتاهدين، ولاد "سكورة". قال ليهوم غادي نشوف. الغدّ ليه فالعشية، وقبل المغرب، لأن النهار بدا كا يطوال، بان ليهوم سّي الوادريمي دايز من الساحة لجيهة مكتب سّي براهيم. بداو حاطّين عينيهوم على الباب. شوية ها سّي براهيم وسّي الوادريمي خارجين من المكتب، وخرجو على برّا من الباب القبلاني د-المعهد. ناضو جراو، ودارو دورة من الباب الآخر، ولحقو عليهوم وهوما كا يتّمشّاو مع جنب الطريق اللي غادية لجيهة تازناخت وكا يتناقشو. ودوك الطالابا تابعينهوم من اللور. حسّ بيهوم سّي الودريمي، وبدون ما يلتافت، دار بحال يلا شبك يديه من ورا ظهروا فمشيتو، وعمل ليهوم إشارة بكفّو، زعما "ديكًاجيو، وخلّيونا نهضرو". رجعو دوك الطالابا تمّ-تمّ. فالصباح تّحل الموشكيل، وعمّر سّي براهيم لكُل واحد الميلفّ ديالو د-الامتيحان، وعطاه رقم الامتحان؛ وفكّ سيدي ربّي ما عكًـد بنادم مرّة أخرى؛ وتفرّغو دوك الطالابا من جديد للمراجعة ديالهوم فاستيعداد للامتحان فتارودانت فشهر يونيو.
دابا راه شهر ماي، والدنيا زيانت فتاليوين وجناناتها الخضرا على جنب الواد، والسوق رجعت ليه روح جديدة، وتنقّاو الناس فالسوق وفالمعهد، اللي تحسّنت فيه شويّة الماكلة؛ والبرد والصقيع مشاو. دابا عاد بدا المنبّهي كا يتّوالف معا البلاد؛ ولاكين كا يشوف بلـّـي، على حساب الطريق، طريق القراية وما بعدها، غادي يخلّي هاذ البلاد، اللي هيّا بلاد جدّو من الواليدة، "سي حماد آعبد الواحد ن-يد بنّاصر"، حيث غادي يزيد يدخل معا كُحال الدنيا وما عارف-شي فاش من اتّيجاه. خرج عشيّة واحد النهار لواحد الروا اللي باقي فيه غير السور، بحال شي معصّرة قديمة فجيهة الباب البرّاني كًاع ديال المعهد، وكانت أرضيّة هاذاك الروا عالية وكا تطلّ على المنظر العامّ د-القصبة ديال المعهد اللي كا يبانو من وراه الجبال اللي من جيهة اسكاون. كًلس مسنّد ظهرو على السور الدخلاني ديال الروا، وبدا كا يتّمنظر فالمعهد والجبال من وراه. دار يديه لدفاترو، وخذا واحد الدفتار أصفر الغلاف ديال الإنشاء الحرّ، كان دوّن فيه واحد المنظومة ديال الفيقه من الإنشاء ديالو، كا تبدا هاكذا بالتعريف ديال "اليمين":
في اللغة اليمين أحد اليديــن * الأقوى منهما في كــل الثقلين
وفي اصطلاح قولهـــم: واللهِ * فــــــي قَســـــمٍ، باللهِ أو تاللهِ
يمينُ حِـــــنثٍ ويميـــنُ بـــرّ * واللغو والغاموس، خُذ من ذكرِ
وكفّــــر الحنثَ كذا والبـــرّا * لا اللغوَ والغاموسَ زدكَ فكرا
خذا قلم د-الرصاص، وبدا كا يرسم هاذاك المنظر ديال المعهد والجبال من وراه فواحد الورقة من ذاك الدفتار قلبها على عرض. كانت الشمش مايلة للغرب، وبانو الظلال مزيان فحيوط البروج وفالشرفات ديالهوم. لأول مرّة تنبّه موحمّاد، فطريقة الرسم، لمسالة توزيع الظل والضوّ فالرسم، باعتبار مصدر الضوّ، وخرجت الصورة رائعة. من قبل كان كا يرسم غير خطوط القاسامات ديال الأشياء، بحال دوك الروسوم ديال "سيدنا عالي وراس الغول" و"سيدنا سوليمان والجنون" اللي كانو كا يتّباعو فالسوق. هاكذا غادي تبقى عندو صورة باش يبدا يتّفكر المعهد ديال تاليوين.
فالأخير ديال شهر ماي، بداو أصحاب الشهادة كا يسافرو لتارودانت فين يدوّزو الامتيحانات. واحد نهار الأربعا هزّ موحمّاد باليزتو وشاكوشو على الصباح بكري، ومشى للسوق وركب فالكار ديال "العربا د-أولوز"، ومن تمّا خذا كار "عومار الديري" للمنابهة، اللي دّاه، هاذ المرّة، حتى للقهوة ديال "سّي العربي" فالطلالطا ديال إيكًودار، ومشى للدار نيشان. ونهار الثلاث الماجي، هزّ غير الشاكوش، وودّع الواليدة والواليد اللي دعاو معاه، ومشى للسوق وركب فالكار ديال "ايت الحاج سماعين" لتارودانت. مشى لباب المعهد كًود. قال للعسّاس انا من صحاب الشهادة، ودّاه العسّاس يتسجّل فالسريجم ديال واحد البيت حدا الباب. سجّلوه، وورّاه جناح السكنى ديال الصغار فين يحطّ حوايجو.
طلع للسكنى ولقى هايلالة ديال الطالابة كا يتّزافطو فوق المضارب، علاحقّاش ما بقات قراية عند الداخليين، اللي مشاو. السكنى دايرة بحال شي كًاراج طويل بزّاف بزّاف وعريض، وفيه ثلاثة د-الصفوفا ديال نوامس الحديد: جوج معا الحيط، وواحد فالوسط؛ وكل سرير فيه الفوقي والسفلي، والمضارب د-الحلفا مغلّفين هاذ المرة؛ ما-شي بحال مضارب تاليوين اللي مفرشين عريانين وحدة لاصقة فالأخرى على الحصاير. السراير عندهوم روصولات كا يكزكزو، وذاكشّي علاش بداو الدراري كا يتّراماو عليهوم فالزفاط ديالهوم. ياالله واحد القنت اللي عامر، بحساب الشواكش اللي كا يبانو. المنبّهي، جا عندو حسن المرّاكشي كا يجري راشقة بيه، وقال ليه: "اجي ها بلاصتــك؛ را حنا فالمامونية؛ وفالعشية غادي يجيبو ليك عروسة". المنبّهي ما عارف-شي اشنو هوّا "المامونية"، وبدا غير كا يضحك.
تمّا بدا كا يسمع نبرة أخرى ديال الشلحة، ماشي بحال نبرة تاليوين و"زاكًموزن" و"يسكًـُــتان"، نبرة كا ينطقو فيها بعض الكلمات بالحـــا، ما-شي بالخــــا بحال فتاليوين، وما-شي بالغيــــن بحال الشلحة ديال الواليد (دّيح/دّيخ/دذّيغ "مشيت"). أغلبية الولاد، كيما عرف المنبهي من بعد، كانو جايين فالحاقيقة من تيزنيت، اكًلو، ماسة، سيدي بيبي، لاخصاص، السيحل، ايت باعمران، ويجّان، ايت برايم، الخ. كيما بدا كا يسمع شي عربية أخرى مخلطة بالشلحة أكثر وأكثر من عربية المنابهة؛ هيّا عربية' ولاد جرّار (/هانّ يس هلـّي درت بيهوم يسكُفال باش نطلع للسرير/ "راه غير درت بيهوم درجات باش نطلع للسرير").
الحاصيل: دنيا جديدة، وناس جداد وهضرات جديدة. فالعشا، نزلو للمطعم فالتحت: هنكًار آخر وطويل وعريض فالسفلي ديال السكنى، قدّ شي فدّان د-الزرع؛ وفيه الطوابل ديال 32 فرقة، كلّ فرقة (3 طوابل ديال 30 مقعد)! فالعشا حتّى هوّا، بان الفرق معا الماكلة د-المطبخ ديال تاليوين. من خيلال الاحتيكاكات فالمطعم، وساحة الصلاة بين الأقسام، وفالملعب د-الكورة، وجنان الفشفاش/الرنج، وفجميع التيرات ديال المعهد اللي هوّا قد شي دوّار كبير داير بيه سور، بدات دابا كا تّـشكّل جوج د-العشاير كبيرة بين مُّالين الشهادة، اللي هوما بوحدهوم اللي فالمعهد: عشيرة صحاب تيزنيت، وعشيرة صحاب تاليوين؛ وذاكشّي على أساس المنافسة على شكون اللي هوما قاريين مزيان. كلّ عشيرة كا تّباهى بالمجتاهدين ديالها. المحسوبين على تيزنيت كانو أغلابية ،وعندهوم زعامة، لأن أكثرية الفقها، وجمعية العولاما والموعلّيمين والإداريين، من هاذوك الجوايه. دابا السميات ديال سّي البشير وسّي الودريمي بهاتو، وما بقاو-شي كا يتّسمعو في كل قنت.
داز الامتيحان االكيتابي والشافاوي، وخرجو النتائج، وما خذا-شي المنبّهي الجائزة، وبقى فيه الحال بزّاف بزّاف، وبقى فكثير من دوك للي كانو كا يدويو عليه وعلى المجتاهدين الآخرين ديال تاليوين. ... الموهيمّ دابا الشهادة الابتيدائية فالجيب واخّا الفرحة ناقصة. وكا تبقى العقبة الأخرى هيّا "امتحان الدخول إلى الثانوي" اللي زادوه ابتيداءً من هاذاك العام. اللي ما نجح فيه، ياخذ الشهادة ديالو ويمشي يدبّر على راسو، ويتقدّم ماثالاً لموباراة "العُرفاء" ويعيّنوه "معلّم عارف" يلا نجح فيها. جاب الله التيسير، ونجح المنبّهي فـامتيحان الدخول للثانوي حتّى هوّا. بقى دابا كا يتسنّى غير يوزّعو الشهادات بجوج على الناجحين، أما اللي سقطو فالشهادة أو ولّا نجحو فيها وسقطو فالدخول للثانوي، فا هوما مساكن جمعو قلوعهوم ومشاو. إنّما، غير قرا "سّي الراجي" اللائحة ديال الناجحين فدخول الثاناوي قدّام الطالابا، خذا الحارس العامّ، سّي البرنوصي (اللي جا معا صحاب تيزنيت) الكاليمة، وقال للطالابا بلـّـي الشهادات ما غادي يتسلّموها سيوى في بداية يوليوز، واللي مشى ما خذاهومش، راه ما غادي يسجلوه فالدخول الموقبيل.
ومن تمّا، زادو طّهلّاو فذوك الطالابا بالماكلة: الخبز نقي، وكثرة الزبدة وبعض المرّات الفرماج الأصفر ديال الحُـكّ د-ماريكان، واللحم مرّين فالأسبوع ... فالصباح كا يفطرو مزيان بعد الصلاة وقراية الحيزب، ويدوزو للورشة ديال البني ديال واحد الجناح جديد ديال الأقسام فجيهة الإدارة، اللي خصّو يكون جاهز معا الدخول الموقبل، ويخدمو تمّا حتّى إلى وقت الغدا، وكا يتّناوبو على مراقابتهوم شي وحدين من الفقها: سّي عدنان، الشيخ الزيتوني، الشيخ العثماني، الشيخ الكًرسيفي ... زيادة على البرنوصي اللي كا يزرع الخوف فالجاميع بالصارامة ديالو وضخامة البنية ديالو؛ وكا يقولو بلّـي الحاج عابد السوسي هوّا اللي اختارو باش يكون حارس عامّ من هنا للقدّام قتارودانت بعدما كان فتيزنيت.
موحمّاد، واخّا هوّا من الصغار، كان مُّالف الدمير؛ بالصحّ الخدمة د-البرويطة والسيمة وجرّان الحديد والمادريّات جاتو صعيبة بزّاف. نهار وصلو يلوحو الضالة د-الأقسام، تّكشف مزيان، لأنه كان فالوسط ديال الشافود منين كا يطلّعو السطولا د-البغلي د-السيما للضالة. ما كان-شي كا يقدر يهز السطل بيدّ وحدة، ويسيفطو بسورعة للرفّ الفوقاني ديال الشافود؛ ودغيا كا يتعرّمو عليه السطولا عند رجليه فوق الشافود، وهايالالة مقيّمينها الكبار من التحت ومن الفوق ... شافو واحد الطاليب كبير فهاذيك الحالة، وطلع عندو وعاونو، ومن بعد قال لو غير سير، انا غادي نبقى هنا فبلاصتك. نزل المنبّهي ومشى عند واحد من الشيوخ اللي كا يدورو فالورشة، وقال ليه: سمح ليّا نعام-اسّ، راني ما كا نقدّ-شي على السطولا د-السيما فالشافود. شاف فيه ذاك الفقيه شوفة العدو بطرف العين وقال ليه: "مامنك؟ زايد آ-ياسنوس ماني غا تّسالات تاوّوري، كًالاك؛ تّـفــو".
ملـّي كملـ'ــت الخدمة د-الأقسام، وزّعو الشاهادات على مُّاليها، ومشى موحمّاد طاير للمنابهة؛ كًاع ما داز لعند ختو فـ"سيدي بورجا" والا عند ايت مولاي سعيد فالقصبة. كان فرحان بزّاف واخّا بقاو فيه جوج مسايل: ما خذا-شي الجائزة، وتوضّر ليه ذاك الدفتار فاش كاينة المنظومة اللي دارها ديال الفيقه والرسم اللي دار لمعهد تاليوين.
وصل للدّار، لقى خوه كًاع الصغير مريض بزّاف. هاذاك الولد كانت كا تبان عليه أمارات فياقة مبكّرة خارقة؛ والاكين تلاقات الزيادة ديالو مع تلث سنين متّابعة ديال الجفاف والزلط والجوع، وما رضع-شي مزيان، والا كلا مزيان ملّي بدا الماكلة، وبقات صحتو صحة اللي عانى من سوء التغدية. دازو يامات وحالتو كا تزيد، وكرشو كا تنفخ، وهوّا محصور. كانت عندو شي عامين وافية شوية. عيات الواليدة ما تدير ليه من الوصفات اللي كا يقولو ليها العيالات، وهوّا غير زايد فحالتو. واحد الليلة بداو كا يسمعوها كا تبكي، وفاق موحمّاد، ونزل الواليد من السطاح فين كان كا ينعس فالصيف، ولقاوها بجوج شاعلة اللانبة، والولد مجبّد على ظهرو قدّامها، وتحوّولو عينيه. بداو بثلاثهوم كا يبكيو. عمّر موحمّاد ما شاف عينين الواليد، واخّا غير مغرغرين، لأنه كان معروف بالقسوحية؛ ودابا شافو كا يبكي ويكركب فالدموع ويمسحهوم ويقول ويعاود: "آ-الله آ-يــــوي نــــو".
بقاو معا ذاك الوليّـد حتّى صبح الحال؛ وقالت الواليدة لموحمّاد يمشي ينادي على مولاي الحَسَن الطالب من دوّار "ولاد حسّان". جا مولاي الحَسن وكًلس حدا الولد وبدا كا يقرا غير معا راسو؛ ومن بعد خّرج قلم الرصاص واحد الطرف ديال الكاغط الابيض ديال قالب السكًّار، وكتب واحد الحرز، وطواه، وطلب خريقة د-الكتّان وشي خيط، وعلّق ذاك الحرز للولد فرقبتو؛ وخذا الفتوح ديالو ومشى. مع العشية عمرت الدار بالعيالات؛ بداو دايرات بذاك الولد وكا يقطّرو ليه الما بنتفة ديال الصوف مرّة-مرة؛ وموحمّاد هوّا مشى لجيهة الرحى كا يبكي. فالعشية، صافي، تّدفن الوليّــد حدا قبر جدّاه من مّو "جدّة-منّة"، فالروضة ديال "لالة العالية حماد" فدوّار العوينة.
---------------------
محمد المدلاوي
القسم-17 "وقفة فالطريق"، عبر الرابط الآتي
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-lecole-17-pause-dans-la-route
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres