OrBinah

(En arabe marocain) Le chemin de l’école-12 : la voie de la misère à Taliouine

طريق السكُيلة-12

القسم-1 عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-l-ecole

 

 

12- طريق الميزيريا فتاليوين

 

دابا طريق القراية تقادّت مزيان، وما بقاش عند موحمّاد موشكيل البعد كيما كان فالسكُيلة ديال ولاد برحيل، اللي كان كا يسبــب ليه الهروب منها ملّي يلقى التلامذ دخلو ويخاف من العصا على اليدين على الصباح ويمشي يبدا يظل فالغابة. كيما أن الإحساس بالغربة فتاليوين ما دام-شي عندو أكثر من شي أسبويعن، بعدما نخارط فالنيقاشات ديال الإعراب والفيقه والتوحيد، وفالحفاظة وأنشيطة الرسم الحرّ، وبدا كًاع  كا يرتاح ملّي يخوى المعهد ويبقى مسالي شغلو. ...

لاكين دابا بدا موشكيل آخُر: موشكيل ظروف المعيشة. واخّا كان باين العام بعد اكتوبر ونوفمبر بلـّـي يمكن ثاني يستمـرّ الجافاف اللي كان هاذي ثلث سنين، غير بدا نوفمبر وبدا البرد ديال تاليوين كا يقساح وكا يزيدو الجافاف. موحمّاد ما كان جاب معاه غير قميجة وفوقية بيضا وكًرصون وصاندالة د-البّنو/الماشينة، اللي كان لابسهوم ملــّي جا ومعا قميجة أخرى فالموزيط د-اليد ديالو ملـّي نزل من الكار. كان، بحال الجاميع، كا يبات بحوايجو على المضرّبة د-الحلفة. غير هوّا كان من دوك اللي ما جابو-شي معاهوم كاشّة ولّا كسا د-الصوف. وفالصباح كا يجي العسّاس، سّي محند، ويفيّق الجاميع فظلام الفجر بالنقير ديال الزكرون د-الحديد على الدفة د-السكنى فالفوقي، وينزل الجامع يكًلس على الحصاير فالمراح ديال السفلي تحت النجوم باش تّقام الصلاة ويتّقرا الحيزب. الصغار، اللي هوما كلّهوم ولاد البلاد عندهوم جلالب الصوف؛ والكبار اللي جايين من بعيد، اللي ما عندو جلابة د-الصوف، كا ينزل ملـوّي راسو وكتافو فالكاشّة ديالو الرمادية اللي كا يسمّيوها "افرصاض". تمّا عاد ندم موحمّاد على الجلّابة د-الصوف الثقيلة ديالو، اللي كان ديما لابسها ملّي كان كا يقرا فولاد برحيل وكا يهرب من المدراسة. هاذيك الجلابة كانت نسدتها ليه الواليدة، وغلّـظــ'ــت ليها عنوة الطعمة ديالها باش زعما تكون سخونة مزيان، حتّى كًاع ما بقى كا يقبط فيها خيط الخياط، مولاي الحسن الطالب، اللي كان خيّطها، وبدات كا تّفرتق ليها الخياطة كلّ مرّة؛ وزاد كًاع الحال ملّـي شرّكًـها ليه اللاكص د-البيدالة ديال ديك البشكليتة المصدّية اللي كان شرى ليه الواليد بـ 600 ريال باش يبدا زعما يوصل للمدراسة فالوقت، ساعة ولّات ليها النقشة "روفيكس" فاليامات الأولى، وكانت ديما مبيّسة لأن البّناوات والشانبريرات ديالها هاريين، وبدات ديك البشكليتة كا تعطّلو فالطريق بالنفيخ كل مرة على الصباح. وتمّا قال للواليد يبيع الجلّابة والبشكيلة بزوج غير باش يتّهنّى ويخفاف.      
ما كان-شي بيه دابا غير البرد فحدّ ذاتو، اللي مُّالف يصبر ليه. الموشكل هوّا أن سّي براهيم الناظر، ملـّي كا يدير شي دورة فالسكنى قبل ما ينعسو الطالابا، كا يخاصم على دوك اللي مازال ما جابو الكواشّ، وكا يقول بلــّي اللي ما جاب-شي الكاشّة غادي يتّطرد. واحد النهار، وقف على موحمّاد، اللي كان مجبّد فالمضربة دالو قبل النعاس، وقال ليه: "شري الكاشّة ديالك، ولّا الله يهنّيك؛ حنا راه ما خصّنا-ش هنا الزلط حتّى لهاذ الداراجة". تمّا ترعب ثاني موحمّاد حيث تفكّر الطرد من مدراسة أولاد برحيل، وهوّا ما كان-شي باقيين عندو فلوس بعدما شرى لوازم القراية.

تفكّر بلـّـي كا يشوف مرّة-مرّة "الحاج موحمّاد نايت يشّو" فالسوق نهار الإثنين ملّي كا يمشي يدور فيه ما بين الحضاش والجوج. الحاج موحمّاد هوّا من دوار "بوخرصة" فـ"تينزت"  اللي كان موحماد كا يقرا فيه معا ولدو، عبد اللطيف، فالجامع عند سّي محند؛ وهوّا حاجّ عندهوم الدمنة ،هوّا وخّوتو، الحاج عبد رحمان والشيخ بُّـيه، وكا يبيع ويشري فالكسيبة فالأسواق. فالأثنين الماجي مشى موحمّاد كا يفتّش على الحاج فالسوق، وصابو فالحنطة ديال التمر. سلّم عليه؛ وقال ليه الحاجّ "ا ش كا تدير هنا؟" قال ليه راني دابا كا نقرا فالمعهد، وطلب منّو يوصل واحد الرسالة عطاها ليه بلا غلاف للواليد.

شي عشر أيام من بعد، كان موحمّاد فقيسم "الثالثة-ط" مسالي شغلو بوحدو نهار الخميس، شوية دخل عليه خرماش، الرايس ديال الفرقة الثانية د-الكبار، وفي تحت باطو واحد الرزمة ديال الكاغط د-البوصلانة/السيما مشدودة بقنّبة. قال ليه بالشلحة "هاك؛ راه خلّاها واحد السيد نهار الإثنين عند مول لوطيل فالسوق" (كا يقصد واحد المطعم عصري عندو كونطوار، والناس كا ياكلو على كراسى وطبالي، وكا يسميوه "لوطيل")؛ ومن بعد دار خرماش يدّو لجيبو وجبد 100 ريال ورقة، وقال ليه "ومعاها هاديي؛ صافي، فرحتي؟". موحمّاد ما قدّاتو الدنيا بالفرحة لأنه عرف بلــّي الكاشة اللي فالرزمة. فتح الكاغط اللي كان مكتوب عليه بالستيلو: "محمد بن عبد الله المنبّهي"، ولقى كاشّة رمادية وجلّبة رمادية ديال واحد الكتّان قاسح بحال الباش، وزاد فالفرحة.

فالغدّ ليه، الجمعة، مشى المنبّهي بكري للسوق قبل ما يوصل وقت الغدا، اللي من بعدو كا يمشيو الطالابا جوج-جوج، على مسافة واحد الكيلومير ونص لــ"تاكًركًوزت" فين يصلّيو الجمعة. مشى للسوق وشرى صابونة كبيرة ديال التصبين وشي لوازم أخُرين د-القراية، وبقات ليه 70 ريال؛ قال معا راسو، ها بعدا الركوب ديال الكار فالعوطلة ديال الدورة الأولى فديسمبر، ومازال غا تبقى 10 دريال باش يتغدّى فأولوز قبل ما يركب للمنابهة. فالخميس اللي من بعد، دّا حوايجو على الصباح، وصبّنهوم مزيان، بالصابون هاذ الخطرة، على الصفية فالواد، ونشرهوم حتّى نشفو. دوك الفلوس اللي شاطو دارهوم فواحد الربيعة صغيرة صفرا ومرسوم فيها واحد الفهد؛ كانت ربيعة كا تعجبو بزّاف وجابها معاه من المنابهة، وخب{عها معا الصابونة فتحت المضرّبة ديالو. دازو شي يامات، طلّ ثاني واحد المرّة وما لقا-شي الربيعة. تّـفـقس، وكانت هاذيك هيّا البكية الحارقة ديالو الثانية فتاليوين؛ بقى كا يبكي طول النهار. قال ليه البعض راه "الروداني" اللي سرقها ليك وراه شفناه دار الطويجين فالسوق هوّا وصاحبو.

على كلّ حال تّهنّى دابا المنبّهي من الهمّ ديال الملاحقة ديال سّي براهيم فمسالة الكاشّة، ورتاح من الشاباح ديال الطرد. وزايدون، ولّى كا ينعس مغطّي ودافي، لأن البرد ديال تاليوين بدا كا يقصاح بالموفيد، والشتا والو، واخّا من بعد كلّ صلاة كان كا يدعي سّي البشير أو سّي الودريمي بعد كل صلاة: "اللهمّ اسق بلادك وعبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت". أما ديك الجلابة ديال الكتّان القاصح بحال الباش، فا هيّا كا تكوي بالبرد فالظلّ يلا ما لبس من تحتها الفوقية وقميجة، وكا تّــشـمّ منّها ريحة الشياط بالسخونية يلا كًلس بها فالشمش. أما الماكلة، فا هيّا ما عندها ماذاق (الخبز البارد ديال الدرة، والقطنيات كلّ نهار اللي كا يخصّ الواحد يزول منّها الحبّات اللي دخلتها الدبّانة)، وعلى الخوصوص ما كا تكفي-ش هاذيك الماكلة معا يامات البرد، وعلى الأخص فرمضان، اللي جا معا البرد ديال فبراير، واللي ما كانو-شي كا يديرو فيه الماكلة للصغار بنهار. وهكذاك، الصغار كا يضطرّو يصومو حتّى هوما ماعدا اللي جاب معاه التمر والبسيس من دوك اللي قُراب. وكا يزيدوها كًاع روايس الفيراق  (سّي الحسين، و"خرماش" و"اماديد") فالفطور بعد صلاة المغرب، حيث كا يخلّيو الصغار، كيما وصّاهوم الناظر،  يتّسنّاو حتّى يفطرو الكبار، عاد يمشيو للمطعم علاحقاش ما كا يهزّ المطعم غير جوج د-الفراقي. فالنهار الدراري كا يبداو يتّساولو بيناتهوم: "يس تازومت كيّين؟"، وقليل اللي كا يقول بلـّي ما صايم-شي، واخّا الأكثرية ديالهوم كانو كا يجيو خارجين من المطعم بعد السحور هازّين فيديهوم شي شدقة من نصّ-خبزة ديالهوم. موحمّاد كان كا يصوم، والاكين واحد النهار لقى واحد الشدق صغير د-الخبز فوق واحد الدكُّانة حدا المطعم، وما كان حتّى واحد معاه، وخذاه وكلاه واخّا كان كارم.

ومن جيهة أخرى، كثار بزّاف الكًمل فالطالابا معا دخول فصل البرد، وكا يتّسارى ملّي كا ينعسو من مضرّبة للأخرى، حيث كانو المضارب ملاصقين، وكاين كًاع اللي كا ينعس فالملاقية ما بين جوج مضارب. وفالقيسم، كلّ مرة، كا يدير سّي البشير، فآخير الدرس، شي خمس دقايق ديال "التربية على النظافة". كان كا يقول بلـّـي الإنسان "خُلِق من تراب"، وما يمكن-شي يكون كًاع خالي بالكُلّ من الكًمل يلا كان كا يعتاني براسو، لأن الكًمـل كا ينتاقل من واحد لواحد بين الناس. وعلا-داكشّي، الطاليب، خصّو يبدا يصبّن حوايجو واخّا غير بالتراب الأبيض يلا ما كاين صابون؛ وخاصّو، مرّة-مرّة، فنيهاية الأسبوع، يمشي لشي بلاصة فالشميشة د-الصباح، ويفلي مزيان لباسو، وينزل للواد وينقّي طرافو (علاحقّاش الطالابا غير كا يتّيممو، لأن الما موجود غير فالمطفية اللي كا يدوّزو ليها ما الساقية مرّة-مرّة يعمّروها، والمرحاض ما كاينش فالمعهد، حيث الناس كا تقضى الغاراض غير فالخلا فالظلام بعد العشا)؛ وزاد سّي البشير وقال: ويلا كًاع الانسان موسّع شويّة وعندو فليسات، يمشي للحمّام مرّة-مرّة، راه غير قريب هنا فالسوق. الحاصول - كيما بيّن سي البشير واحد المرّة: راه كًملة وحدة، ولّا جوج، ولّا كًاع ثلاثة، ما فيها باس، وكًاع الناس هاكذاك، لأن "الانسان خلق من تراب"؛ والاكين باش يكون الإنسان كًالس فالقيسم ويبدا الكًمل كا يرولي ليه فالركًـة وفنواضرو بحال الطاكسيات، وبعض المرّات يطيح ليه كًاع من راسو فالدفتار، فا هاذاكشّي عيب بزّاف، ومن قلة النظافة، معا أن "النظافة من الإيمان". ...

الحاصيل، واخّا موحمّاد ما بقاش دابا كا يحسّ بزّاف بالبرد بالليل فالنعاس، بدا كا يحسّ براسو فشلان شي فاشال خفيف باستيمرار بسباب الجوع، خوصوصاً بعد الشهر الكامل ديال رمضان اللي اضطر يصومو كُـلّو واخّا مرة-مرة كا يكسر النهار والاو غير على تمرة ولّا شدق خبز عطاه ليه شي واحد من الخدّاما د-المطبخ؛ وكان ذاكشّي كذليك بسباب قلّة النظافة، والنعاس المخنوق ديال أكثر من ثلاثين واحد فغورفة وحدة كا يتغلق بابها وسراجمها بالليل على ودّ البرد. وبداكشّي بدات كا تصيب موحمّاد شي نوبات ديال السعال من حين لحين. ... والاكين كلّشي داكشّي ما كان-شي كا يمنعو من الانخيراط الدايم فمسايل الإعراب والفيقه والتحيد والحساب والرسم الحرّ ملـي يكون بوحدو.

------------

محمد المدلاوي

 

القسم-13 "سوق العيلم وسوق المعيشة فتاليوين"، عبر الرابط الآتي

 

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-l-ecole-13-savoir-et-subsistance-a-taliouine

 

 



19/06/2019
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres