(En arabe marocain) Le chemin de l'école-5
طريق السكُيلة-5
القسم الأول عبر الرابط الآتي
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-l-ecole
5- الأذن ديال القايد
من نهار خرّجو موحمّاد من السكُيلة، هادي شحال من سيمانة، وهوّا مقلّق تالف، واخّا رتاح شويّة من الخوف ديال السكُيلة وطريقها. ودابا، كلّشي دوك "الأشارير الأشرار" اللي خرجو بخواطرهوم من السكُيلة، وعطاوها غير لـلّـعب والغبابر ولّا السرحة، بداو كا يتّشفاو، هوما لا ولديهوم، فـ"الشليّح اللي بغى يولّي كوطابلي ولّا موعلّيم". موحمّاد ولّى طايع بزّاف وزاد فالحداكًة بالسخرة والشغل ديال الدار أكثر من السابق باش يغطّي على الفشلة ديالو فعين والديه ويبيّن فايدتو فالدار. كا يخرّج النعاج يسرحو ساعات فـ"جنان بلال" ولّا "تاوايفيست" ولّا كًاع "تلات ن-وغاليم"، وكا يجيب معاه يمّا شوي د-النجم اللي كا يحشّو من المصارف ولّا شي دراع د-العواد الرقاق؛ وكا يدّي البكًيرات والحمار فالعشيّة يشربو فعين العوينة، وكا يمشي يجيب الماء من الحاسي البرّاني سطل بسطل حتّى يعمّر الكًـُلال؛ وفبعض المرّات، ملـّـي دابا تزوّجو خواتاتو بزوج، واللي ما بينو وبين الكبيرة فيهوم غير ثلث سنين، كا يعاون الواليدة مرّة-مرّة، ويطحن ليها دشيشة' البشنة ولّا ديال الشعير فالرحى د-اليد باش توجّد العشا...
لا هوّا لا الواليد والا الواليدة، ما كان-شي باغي يتسرط ليهوم الخروج من القراية. كان محومّاد سمع عند التلامذ فأولاد برحيل بلّي راه فتحو شي حاجة كا تّسمّى "المعــهــــد" فتارودانت، وبلّي راه ما كاين فيه غير العربية. ما كان-شي كا يعرف اشنو هوّا المعهد، واخّا كان حافظ من يامات "تاماصت" المحفوظة ديال "يا معهداً علّمني* وبالهُدى جمّلني..."، والاكين بقات ليه الفكرة فراسو، وبقى كا يدوي ليهوم على هاذاكشّي. بالصحّ، رجعت ليه في نفس الوقت الفكرة ديال الهروب لمراكش ولّا الشاظمة فين يخدم على راسو ويدير شي راسمال. ناض كًاع واحد النهار معا الظوهر ديال نهار السوق، وشرى واحد كيلو ديال التمر "ساير"، زعما عوين الطريق، وداز للدار وهزّ معاه كتيّب "المجموعة المباركة"، وقبط الطريق معا السوّاقا لجيهة طريق مراكش. داز من ماديدة، للبرج، لأولاد برحيل، ودخل معا الغابة، وقبط طريق الزفت ديال طريق تافينكُولت حتّى غربت عليه الشمش حدا الكولوميط ديال "ولاد علّاكًـ"، ودخلو الخوف لأنه كا يبان ليه كًيطون ديال صحاب الطرابوبليك على جنب الطريق، وخاف منهوم لأن الشمش صافي غربت. رجع كا يجري فالغابة فالظلام؛ جرية وحدة حفيان. ما وصل للدار حتّى قرّب العشا. ملّي دخل قالت ليه الواليدة: "خلعتني، حساب لي بلّـي راك ثاني هربت"، قال ليها كنت غير عند السيكلسات فالطلاطا بعد ما خوى السوق، وعطاها داك الكيلو ديال التمر، وقالت ليه "الله يربّحك".
واحد النهار كان الواليد والشريف "سيدي عزيز" فالباب البراني كا يهضرو على مسالة موحمّاد، وكان هوّا غير قريب كا يسمع. الواليد مازال شادّ فالفكرة باش يدعي المودير عند القايد. قال ليه سيدي عزيز بالشلحة: "واش ا-عبلّا ضربك الله؟ شكون نتا؟ واش القايد غادي ياخذ ليك الحق من المودير؟" ...
الغد ليه قال الواليد لموحمّاد "ياالله، كتب واحد الطالاب للقايد باش يعطيك الأذن باش يقيّودك فالمعهد ديال تارودانت علاش ديما كا تدوي". كتب موحمّاد واحد الطالاب بقلم الرصاص فواحد الشريط طويل وضيّق ديال ورقة الكنّاش، ومشاو للبيرو. طلب الواليد المخازني، زايد نسيب عبد السلام الرخا، يدخّل ديك الورقة للقايد عبد العزيز. تّسنّاو مودّة، وعيّط عليهموم المخازني زايد، ودخلو عند القايد. قال القايد لموحمّاد، وديك الورقة قدّامو على المكتب: "ياك آ-الداصر ما بغيتيش تقرا!"، وزاد كا يخاصم عليه؛ ومن بعد، حرّك واحد النويقيس صغير بحال ديال الكًرّاب، ودخل المخازني زايد، وقال ليه: "دّي هاذ الداصر للسطوان حتّى نساليه؛ ودّاه، وبقى الواليد. بقى موحمّاد كا يتّسنّى، شوية ها الواليد خارج من البيرو، وزاد نيشان غادي للدار، وكًاع ما صدّ فين كاين موحمّاد؛ بغى موحمّاد ينوض يتبعو، وقال ليه المخازني "كًال ليك القايد تسنّى". فرح موحمّاد وقال معا راسو: "والله يلّا الواليد عندو الصحّ، القايد غادي يعطيني شي ورقة باش يقيّدوني فمعهد تارودانت، ونمشي كًاع من هاذ البلاد فين نسالي قرايتي بالصحّ ...". بقى كا يتسنّى يجيبو ليه ورقة الأذن ديال القايد. قرابت الشمش تغرب، شوية ها القايد خارج بالكسوة ديالو الكاكية وبكاسكيطة بحال ديال الجادارميّا. كًرضفو المخازنية، وقال ليهوم القايد "راحة". تلفّـت يمين وشمال باش يشوف الحالة ويمشي، وبان ليه موحمّاد واقف فالسطوان على الشمال. قال لواحد المخازني الآخر: "دخّل هاذ الداصر لهاديك البنيقة"، وفتح المخزني البنيقة بالساروت ودخّل ليها موحمّاد، وعلق بالساروت.
البنيقة واسعة ما فيها والو من غير واحد الباش مطوي ديال الكاميو بان لموحمّاد قبل ما يتغلق الباب. غير تغلق الباب، ما بقى كا يشوف والو. ما فهم حتّى شي حاجة. القايد دابا غادي لدارو فأولاد برحيل، وما عرف-شي موحمّاد علاش دخّلوه للبنيقة، ولا يمتى غادي يفتحو ليه الباب، والا علاش حبسوه يلا كان هاذاكشّي حــ'ــبس. والموشكيل عندو هوّا أنه ما كاين فين ينعس. كاين غير الزلّيج الكحل والأبيض وداك الباش المطوي العامر غبرة؛ وموحمّاد كان لابس غير كًارصون قصير بزّاف وقميجة كاكية ديال الكشّافة، كانو شراوهوم ليه فرحبة الحوايج القدام فالجوطية د-السوق؛ وزايدون كان حفيان، لأن الصاندالة ديال الماشينة كانو خارجين ليها المسامر د-الملخة وكا كا يضبرو فرجليه، وما كا يبغيش يلبسها. بدا كا يدور فالظلام الكامل ماعدا واحد شوي د-الضوّ ديال تحت الدفة د-الباب؛ ولاكين ما بطات-شي الشمش، وغربت، وضلامت البنيقة بالموفيد.
ما بقا-شي موحمّاد كا يسمع الحس ديال المخازنية؛ شوية سمع الساروت فالقفل، وفرح. فتح ذاك المخزني اللي فيه نوبة العسّة الباب غير بشكل مشقوق، ومد ليه نصّ خبزة باردة ومفتّـتـة من واحد الطرف؛ قال ليه "هاك ا-ولدي باش تقضي"، وشدّ الباب وغلق بالساروت. تمّا تأكّــد موحمّاد بلـّـي راهو فالحبس، وما عرف-شي علاش. شدّق ديك الخبزة، وزاد كا يدور ثاني معا الحيط، وبدا البرد كا يطلع ليه معا رجليه، وزاد كًاع بدا كا يتـزيّــر، وما عندو-شي فين يطيّر الما، وخايف لا يضربوه يلا طيّرو فالزليج علاحقّاش ما غاديش ينشف. ملّي زيّر عليه الما، بدا كا يوزّعو شوي بشوي فداك الباش المطوي ومعا الحيط المجيّر، وما بغاش يكمل داك الما... بقى الليل كولّو وهوّا واقف كازّ بالبرد، ولّا كا يدور معا الحيط ... مرّة-مرّة كا يجرّب ينعس على الباش المطوي، سّاع كا يكويه بالبرد كثر من الزلّيج ...
رجع موحمّاد دابا لديك الحالة اللي كان كا يتسنّى فيها غير يمتى النهار يدوز ملـّي كان كا يهرب من السقُيلة ويظل فالغابة. دابا كا يقول غير يمتى غادي يدوز الليل؟ واشنو غادي يوقع غدّا؟ بشوي بشوي بدا كا يدخل شوي الضّو من تحت الباب، وعرف بلّي طلعات الشمش. وشوي، هاهوا كا يسمع شي واحد كا يكُحـ'ــب؛ يمكن فاق المخازني العسّاس. ... من بعد، بدا الحسّ ديال بنادم آخرين كا يتّسمع، وموحمّاد غير طالق ودنو، وخايف ملـّي يفتحو الباب يشمّو شي ريحة ولّا يشوفو شي خطوط د-الما فالحيوط بربعة ... في قرابة العشرة، ها شي واحد كا يحلّ القفل. دخل الكتاتبي "الجرّاري"، اللي هوّا فنفس الوقت شيفور ديال الكاميو د-لابان نتاع البيرو. قال للمخازنية: "اشنو هاذشّي؟ اشنو كا يدير هادا هنا؟" وهو كان كا يعرف موحمّاد لأنه كا يشوفو ديما عند السيكليسات قدّام البيرو. قال ليه المخازني "قال لينا سيد القايد ندخّلوه، لأنه ما بغاش يقرا". بدا كا يضحك وقال ليهوم "دير لباباه هاذاك التـيّو فزنطيطو ديالو"، وحـدر على داك الباش وهزّو، وخرج، وقفلو ثاني الباب. ...
بدا الحسّ ثاني كا يقلال حيث يمكن وصل وقت الغدا. وقال موحمّاد معا راسو يمكن راهن نساه القايد، والمخازنية حتّى هوما علاحقاّش شي منّهوم عارف وشي ما عارفش، وهوما كا يتّخالفو بيناتهوم فالسربيس. بغى يدق الباب، بالصحّ خاف. معا جوايه بين الظوهر والعاصر، سمع القفل كا يتّفتح، فتح ليه المخزني وخرج، حتّى واحد ما قاليه والو، وقبط طريق الدار. دخل، لقاهوم كا يشربو اتاي؛ وبدا الوالي دكا يضحك؛ وبدا كا يضحك حتّى موحمّاد، حيث يلا غير ضحك الواليد، راه الدعوة بيخير. قال ليه "يوا واش تربّيتي شويّة؟ راه قال القايد بلـي غادي يشوف معا المودير باش يرجعوك للسكُيلية، بالصحّ خصّك تّربّى بعدا شويّة، وقال لي غير سير نتا، خلّيه لينا نخلعوه شويّة...". شاف موحمّاد بلّي غادي يرجع لعند دوك التلامذ الواعرين ديال ولاد برحيل اللي كا يقشّبو عليه علاحقّاش هو بوحدو اللي بعيد واخّا كان العربي ولد عكيريت وموحماد وبوسليم اللي كانو كبار واللي دخلو لمدراسة ولاد برحيل قبل كًاع ما يفتحو ديال تامصت، ويرجع كذليك لعند الموعلّيمن، "أوباها" و"بلبشير"، بعد كلّشي اللي وقع فالقصة ديال الريسالة اللي قلّــلـ'ـلـت الصواب معا المودير والموعلّيم د-الفارنصي، بلبشير شقلاب. قال للواليدة والواليد، "انا بغيت نتّقيد فالمعهد؛ قالو لي تمّا كا يقراو مزيان وكا يباتو، ما كاين لا طريق لا واد، وما كاين غير العربية، وانا ما باقيش كًاع باغي نولّـي كوطابلي". سكت الواليد والواليدة وخرج موحماد فتّش على طرف د-الخبز ودّوزو بأتاي، وشويّة شاف بلــّي قريبة الشمش تروح، ومشى خرجّ البهايم يدّيهوم يشربو فالعوينة ...
.
شي نهار ولّا يومين من بعد، كان عاود ثاني الواليد معا الشريف سيدي عزيز فـ"الباب البرّاني" عاطيينها للهضرة ديال هنا ولهيه والتحقيق فاللي دايز معا الطرقان من بعيد واللي كا يدور فـ"العرصة" و"تاع الجامع" و"تايفسيت" و"السهب" و"كُدية العوينة" و"خرب ايت الغرّابي" ... بداو ثاني كا يهضرو على موحمّاد، وهو كًالس شوية بعيد وكا يسمع اشنو كا يقولو بالشلحة كيما هيّا عادتهوم. حكى ليه الواليد القصة معا القايد ... ونطق الشريف وقال ليه: "شوف ا-عبلا. رخف شويّة على هاذاك الولد، راك شي نهار غادي تفوّت فيه شي ضربة وتدوّز اللي بقى ليك فحبس عين مومن، ولّا يهرب ليك، عمّرك ما تشوفو؛ شحال بعد فعمرو؟". عيّط الواليد لموحمّاد وسوّلو "منشك يزا اد-يادلّي دارك غ-لآمر؟" وجاوبو موحمّاد "طناعشر عام". وزاد مولاي عبد العزيز وقال "سير يا هاذ الراجل، وشري قالب سكُّار ودّي الولد لـجامع "بوخرصة" عند الطالب "سي محند" فين يحفظ واحد الخمسة د-الحزاب اللي كا يطلبوها فالمعهد تاع تارودانت؛ وفالدخلة الماجية، غادي نشوفو معا مولاي سعيد باش يوقف معاه يقيّدوه. خيّـي سعيد راه كيما كا تعرف قاضي فالمدينة وعندو كلمة فيها وفعند مُّالين المعهد...".
-------------------
محمد المدلاوي
-----------------
القسم-6 "طريق الجامع" عبر الرابط الآتي:
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-le-chemin-de-l-ecole-6
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres