OrBinah

(En arabe marocain) Enjeux de "L'année Amazighe" au Maroc

أنثروبو-تاريخيات عيد من الأعياد

(رأس السنة الأمازيغية والوعي الشقيّ)

 

 

 

هاذي غير شي تخميمات حول هاذ العيد القديم/الجديد اللي كا يتسمّى فبلاد المرّوك "يض ن-وسكًّـاس"، "الناير"، "الحكًوز/الحوادز" على حساب الجيهات. الأعياد بصيفة عامّة وسيلة من وسايل معريفة السنين والحساب؛ والاكينها كذاليك وسيلة من وسايل كسير الرتابة ديال الخدمة والدمير، وإدخال البهجة وتقوية روابط الوصال. منّها أعياد الاحتيفال بالطبيـــــــــــعة على حساب تبدال الفصول فالأرض؛ ومنّها  أعياد تذكيـــــــريّــــــــــــة كا يتمّ ربطها بأحداث تاريخية أو اعتيقادية أو أسطورية/خورافية من أجل الإبقاء عليها حاضرة فذاكيرة الأجيال. فالحالتين بزوج، كا يرتابط العيد الموعيّان بـنيظام موعيّان من التقاليد والعادات الاستيهلاكية والفولكلورية ومن الطقوس في أغلب الأحيان، باش يكون العيد عيــد بعالامات سوسيو-ثقافية وفولكلورية ديالو كا تميّزو. وبعض من هاذ الأعياد، سوا الطبيعيّة، سوا التذكيريّة، كا يتمّ اتيخادو عند بعض الشعوب كا نقطة دورية ديال رأس العام (اللي هيّا نقطة ما عندها أي أساس فالطبيعة الخاريجية).

من النوع الأول (الأعياد الطبيعية) على سبيل الميثال، كاين عيد "النيروز" (راس العام فبداية الربيع عند كًنوس الفورص والأكراد وجيرانهوم، واللي صبح فالشكل ديالو "عيد الفيصح" عند اليهود)، وكاين "عيد راس العام" فالمرّوك وشمال إفريقيا بصيفة عامّة، اللي كا يكون فــ"الليالي" د-فصل الشتا واللي يتسمّى بحساب الجيهات "يض ن-وسكًّاس"، "يض ن-ينّاير"، "حكًوز"/"حواذز، واللي كا يكون فليلة ما قبل فاتح يناير الفلاحـــــــــــي (الجولياني) اللي كا يوافق 14 يناير الإداري، أي في ليلة ما بين 13 و 14 من شهر يناير د-التقويم الكًـــريكًـــــوري اللي صبح اليوم تقويم إداري كوني.

بهاذيك الصيفة المذكورة (عيد فصلي/طبيعي) كا يحتافلو الشــمالفــريــقــيّيــن بهاذيك الليلة (الليلة اللي سابقة نهار فاتح يناير الفيلاحي/الحكًوز، يعني في عشية 13 يناير الكًريكًوري) كا عيد طبيعي/فصلي ديالهوم، كا يعلّمو بيه دورة العام، على طول قرون وقرون حتّى يلا هاذ الجيل الأخير.

هاذ الاحتيفال كان كا يكون طبيعي (طقوس انتيقاليلة على شكل وليمية طعاميّة داخيلية/عائلية ... كا تخاطب الطبيعة فالدورة ديالها د-العام، وبدون أي مرجيعية تذكيرية أو اعتيقادية).

ومعا تاغيّور النيظام السوسيو-اقتيصادي (اللي ما بقا-ش كا يتّمحور على الأنشيطة د-الزيراعة والسرحة)، وتاغيّور النيظام السوسيولوجيى (علاقة المدينة بالبادية) والسوسيو-ثاقافي والأيديولوجي فالمرّوك، في ما بعد الاستيقلال، بدات كا تضياق الأوطور السوسيو-ثاقافية للاحتيفال براس العام كيما كان زمان، وبدات الفولكلورية دياله كا تّـنسى وكا تحلّ في ماحلّها أعياد جديــــــــدة عندها أساس إداري (راس العام الإداري) وأخرى قديمة عندها طابع تــــذكيــــــــــري ديال العقيدة (الأعياد الإسلامية)، وبدا حفلات "يض ن-وسكًاس" أو "الحكًوز/الحدوز"، كا تختافي حتّى من إطارها الداخيل/العائلي، باعتبيارها عند الأجيال الجديدة من موخلّافات "تابدويت" (تاكًـُــلّا/العصيدة؛ سكسو/بادّاز؛ الفاكية اليابسة ...) على خيلاف الاتيجاه العامّ الجديد فهاذيك الوقيتة نحو "تاعصيرت" على جميع المستاويات معا جيل ما-بعد استيقلال المرّوك.

ومعا التغيير الثاقافي اللي حصل بعد الاستيقلال وتّاخذ معا الوقت طابع شيعارات سوسيو-ثقافية وأيديولوجية قوية سادت بقوة فالسبعينات والثامانينات على شكل موناهضة الأمازيغية باعتيبارها من موخلّافات الاستيعمار ("الظهير البربري"، "حفدة اليوطي" ...) ورفع شيعارات "التعريب"، "الوحدة القومية و/أو الإسلامية" وأولوية القاضايا ديالها،  ترتّــب على علىذاكشّي ردّ فيعل سوسيو-ثقافي هوّيتاتي فالمرّوك. هاذاك ردّ الفعيل هوّا اللي تّعرف بــ"الحاراكة الأمازيغية".

هاذ الحاراكة الجديدة - كا كلّ حاراكة - كان من بين وسائل العامال ديالها، إلى جانيب المرافعة السوسيو-ثقافية، هوّا ردّ الاعتيبار للمـــــــــوروث المرّوكي بصيفة عامّة (الأعراف والعادات والفولكلور بجميع الأوجوه ديالو). ومن بين أوجوه ذاليك الموروت، احتيفال راس العام الفيلاحي القديم باختيلاف التسميات ديالو بالأمازيغة والعربية.

الشي الجديد فهاذ الإحيــــــــــــــاء/البعث اللي قامت بيه الحاراكة الأمازيغية لموروث الاحتيفالات المرّوكية براس العام، هوّا من جيهة أولى: التاملّوك/التــــــابنّــــي الهـــــــويّــــاتـــــــي من طرف هاذيك الحاراكة لهاذاك الموروث، باعتيبارها هيّا الحاراكة الثاقافية اللي دافعت عليه ونقذاته من الزاوال (منطيق: "الأرض لمن يحرثها والحكًوز لمن أحياها"). وعلى ذاكشّي بدا هذاك العيد كا يتّعرف اليوم بإسم الجديد: ديال "عيد رأس السنة الأمازيغية".

ومن جيهة ثانية، تنبّهت الحاراكة الأمازيغية بشكل جمعي إلى دور الطابع التذكيــــــــــري (التذكير بشي حاداث من الأحداث التاريخية أو الأسطورية) في تقويّة مؤسّاسة من المؤسّاسات الاحتيفالة عبر التاريخ. من هنا جا الربط بين الاحتيفال براس العام، على الطاريقة المرّوكية/الشماليفـــريقة القديمة، وبين استيلاء واحد السلالة الليبية على عرش الفراعنة في مصر (بقطع النظر عن التحقيقات التاريخية بـ"اليوم" و"الشهر" (قبل الميلاد) اللي تم فيه هاذاك الحاداث التاريخي. لكن هاذ التفاصل التحفيقية ما عندها أي ديلالة في باب بيناء الأسطورة؛ شوف هــــــنـــــــا.

ومن تمّا تغيّرت طبيعة الاحتيفال من احتيفال طـــــــــبيــــــــــــعي ديال موجتاماع زيراعي/راعاوي إلى احتيفال تـــــــــذكيـــــــري كا يخاطب الذاكرة الجميعة من خيلال إعادة بيناءها في موجتاماع كا يعاود يجدّد هوّيته ومؤسّاساته عيواض ما يخاطب غير فصول الطبيعة.

هاذ إعـــــــــــادة البيناء للهوّية المروكية وللذاكيرة، بالطاريقة اللي تمّ بيانها، كا تشمل جميع أبعاد إعـــــــــــــــادة بيناء الذاكيرة/الهوّية. وهيّا – كيما سبقت الإشارة – عيبارة عن ردّ فيعل جــــمـــــعي في وجه حاراكات أخرى لإعادة فرماطة وتكــــيــيــــف الهوّية/الذاكيرة المرّوكية في اتيجهات أخرى ما-شي مرّوكية.

فالمعراكة اليوم حامية وكا يتمّ خوض أطوارها فميــــــــــــــدان الرمزيــــــــــات. فا هاذي شلّا سنين قتاحمو الموسمّيعين والموسمّيعات فضاءات الأعراس واللامات فالمدون والسهول بألوانهوم الداكنة، وعملو على تحويل أجواءها إلى أجواء عزاوات، وقمعو/منعو فيها الشطيح والرديح والتعريجة والعيطة والكامانجة والملحون والشيخات وكناوة وعبيدات الرما ... . ودابا، هاذي شي عيمان قلال، وصل هاذاك الاقتيحام للجبال فالريف والأطلس باش يتمنع فيها "رالابويا" و"العلاوي" و"احواش" و"احيدوس" و"الروايس"، وحتّى قراية القران بأسلوب تاحــــــزّابــــت الجاماعية (شوف هـــــنـــــــا) باش يحلّو ماحلّهوم الموقرئون والموقريئات على مواول "بلدان الشركًي"؛ وبدات كا تختافي الألوان الزاهية ديال البهجة المرّوكية من فضاءات السهول والجبال ديال المرّوك، وكا تحل ماحلّها الألوان الداكنة والتورابية ديال الهندام الغرباني الغريب.

الموفــــــــــارقة اللافتة للانتيباه في كلّ هاذ الباب، جات من بعض الموثقافين المراركة من أصحاب الــــــــــــــــــوعي الشقي ("حداثيين" وغير حداثيين)، اللي تّبــــــــرّاو من احتيفالات الحكًوز/الحدوز اللي كانو كبرو عليها، ماشي بسباب اعتيبارات دينية (بحال موقيف البعض من احتيفالات راس العام الكوني) والاكين غير بسباب تــــــــــــــابـــنّـــي الحاراكة الأمازيغية لاحتيفالات "يض ن-وسكًاس / نّاير / الحكًوز" وإعادة هيكالتها وتأويلها ليها بالشكل اللي سبقت الإشارة ليه باش تكتاسب مازيد من موقوّيمات الصمود. واللي كًاع هوّا ليبرالي بزّاف من هاذيك الفيئة "الحاداثية" كا يقول بشهامة "أقدم أحر التهاني لإخـــــــــواننـــــــــا الأمــــــــــازيــــــــغ بمناسبة السنة الأمـــــــــازيغيّــــة الجديدة" !

على كل حال، وفي غمرة معراكة الرمزيات فالميدان، كتاسحت الألوان الزاهية اليوم من جديد الفاضاءات. ما-شي فاقط الفضاءات الداخلية اللي صبحت فيها حتّى أطباق العصيدة/تاكًلّا وسكسو/بادّا ز كا يترشمو بألأوان الصارخة كًاع، ما-شي غير الزاهية (أخضر، أصفر، وردي، أزرق) بحال الزربية المرّوكية، والاكين حتّى الفضاء العومومي كيما حصل البارح أمام ماقرّ البرلمان فالعاصيمة المروكية.

.

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



13/01/2020
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres