OrBinah

(En arabe marocain) Chemin postscolaire-40. Un Tupamaros attendant Godot à l’hôtel.

الطوبّاماروس وانتيظار كًودو فالأوطيل

 

---

 

شحال من مرّة شار الراوي ديال موحمّاد لزوج د-الوقايع: "المغامرة د-الطوباماروس عام-1980" (شوف (40)) و"لحظات في الجحيم" (شوف (22))، لاكين بدون ما يفصل فأي وحدة.

الواقيعة الأولى كاينة حولها روايات فكثير من المصادر. كا يبان من خيلال هاذيك الريوايات بلّى الطوباماروس كان حاول يعمل واحد الحــريكًـ جيــذري من نوع خاص على خلفيّة تجريبة "طريق السكُيلة" (شوف (5)-(22)) وتجريبته في ظهر المهراز بفاس (شوف (39)-(30)) وفالمؤتامار-15 ديال اتّيحاد "أوطم" (شوف (31)-(34)) وتجريبة الموباريات ((37)-(38))؛ ومن بعد، الدباز مع الدينا غير باش يكون ليه فيها شبر.

تنقّل وعاود تّنقل شحال هاذي من دار لدار على هوى الكرّايا. شاف من اللور ومن حوله ومن القدّام، وكا يبان ليه أن زوج د-الأجيال ديال الدمير بنهار وليل ما قدرو-شي يوفّرو حتّى غير ماقرّ سكنى للجيل الثالث الجاي. الواليد كان بقى بلا  سكنى من نهار هرب من بلاده فالجبل بسباب طلوع الحاكم الفرانساوي للجبل (شوف (3))؛ وملّي جمع واحد الحصيصة من بع عشرين عام بعبد على بلاده وبغى يحصل على بقعة للاستيقرار فالبلاد اللي تّـزادو وكبرو فيها الولاد، كلاها ليه القايد القديم الأخر ديال يامات فرانسا، القايد ملك اللي قصبته فـ"الولايجا"، وما قدر-شي القضاء ينصفه في عزّ الستّينات.

ومن بعدما تّعافر الولد من جيهــته كاذا عيمان وسنين في "طريق السكيلة"، وفتح عليه الله "يقرا ويقرّي" وسيفط للواليد حصة' الرابّيل، كانت هاذ الحصة يالله كافية للشري ديال واحد 100م2 فتارودانت، وبقاو زوج د-الأجيال مدّابزين باش يبنيوها.

الحاصيل كا يبان للطوباماروس بلّي ثلاثة دالأجيال غادي يدوّزو عمرهوم، واحد تابع واحد، فالدمير بلا ما يوفر هاذاك الدمير للواحد فالدنيا واخّا غير زليجة، يلا وقف عليها برجل وحدة يمكن ليه يقول: هنا بعدا حتّى واحد ما يزعزعني منّه. المسالة ما-شي غير أنه سبق للطوبّاماروس قرا بزّاف د-الهضرة على أُسوس الملكيّة والمتاع والديال اللي كايسمّيوهوم "الرزق"، من جان-جاك روسو حتّى إلى فريديريك إنجلــز، وسخنات ليه الفلسافة فراسه. "أوهو"؛ المسالة هيّا أنه شاف، غير فالجيل دياله، كيفاش كا تتوزّع وكيفاش كا تنتاقل الملكية، وكا يبان ليه بلّي شي حاجة راه ما-شي هيّا هاذيك.

في صيف 1980، وبعدما كان تّلاقى معا واحد الزاميل دياله صحراوي فوجدة وحدّثه هاذ الأخير على مجموعة من صحابهوم القُدام في تارودانت (الولي مصطفى السيد والليلي محمود على الخصوص) في واحد الظرف اجتيماعي عصيب، ومن بعد ختافى ذاك الزميل وحتّى واحد ما عرف فين مشى، غلبات ثاني شخصية الطوبّاماروس على شخصية موحمّاد في راسم وحمّاد، خصوصا ملّي كا يبدا يتفرّج فالتيليفيزيون الجزائري ويتصنت في آخر الليل لبرناج "مغرب الشعوب".

فهاذيك الفترة كان قريب يكمّل واحد الكتاب مخطوط عطاه مؤقّاتاً عنوان "كتــاب المــوتــى" وما عرف-شي علاش. كان كتاب كا يهضر فيه على ذيك "البؤرة الثورية" اللي كانت منتاشرة في صفوف بعض اليسار المراكسي (شوف (31)-(32)) فالمعالجة دياله لمسالة الصحراء. قال الطوبّاماروس مع راسه لازم ليه يبحث للكتاب على مكان للنشر. قرّر يخرج فالصيف لفرانسا بدعوى أنّه يفتّـش على اللي يشرف ليه على ريسالة السيلك الثالث. راسل الموستعريب الفرانساوي "أندري رومان" وسيفط ليه هاذ الأخير دعوة من مدينة "إيكس-أون-بروفانس" باش يتلاقاو فالصيف يتّحدثو على الموضوع.

بدا كا يسوّل صاحبه، الأستاذ عبد السلام أرخصيص، على كيفيّة الخروج من البلاد وكيفية السفر والديوانة... وذاكشّي. كانت عنده واحد الحصيصة (بعدما ضرب بواحد زوج د-المليون فواحد مشروع السكنى ديال "الـيراك" في أكًادير)، خذا منّها باش يقطّع ويسافر وبعث بالباقي كامل (70 ألف ريال) للواليدة عن طريق خوه الحسن اللي فأكادير.

ملّي جات العوطلة حزم باليزته الرمادية وواحد الماليطة "الديبوماسية" ديال ذيك الوقت بلون أكحل، وخذا القيطار لعند صاحبه، الطيب العاطفي فالمحمّدية. ما صابه-شي فداره؛ كان غير خوه. عطاه الطوبّاماروس واحد الميــــكة فيها شي وثائق شخصية، وقال ليه يسلّمها لخوه ملّي يرجع من السفر، وزاد كمّل بالقيطار لمراكش. نزل فـ"أوطيل المسافرين" قبالة مقهى "النهضة" فواحد الصهد مراكشي لمودّة عيدّة أيام.

كلّ نهار كا يدوز لمقهى النهضة لاعلّا-و-عاسا يصيب شي واحد من الريفاق اللي ما تّعتاقلوش باش يسوّلوه على الريفاق ويدوي معاه على "الوضعية" وعلى مشروع نشر "كتاب الموتى". واحد النهار صاب تمّا بالضبط واحد من ذوك المناضلين اللي كانو جاو واحد المرة داخلين للمقصف ديال الحيّ الجامعي بظهر المهراز بفاس فبداية السبعينهات وصابو شي طلبة طالقين الموسيقى وكا يشطحو، وهوما يقمعوهوم وقالو ليهوم بلّي هاذاك ما-شي سولوك نيضالي، حيث راه "هناك ناس خلف القضبان" (شوف (30)). قصده الطوبّاماروس فرحان باش يدوي معاه، ساعا السيد بان أو عمل بحال يلا معا عقل-شي على الطوبّاماروس، واضطر الطوبّاماروس يعرّف بنفسه... لاكين السيد بقى متّضايق. وتمّا مشى الطوبّاماروس فالحين يجمع حوايجه باش يقطّع لطنجة ويبقى فيها مازال يومين يومين قبل ما يمشي للمطار حيث كان قطّع تذكيرة طنجة-مدريد بالطائرة (7 يوليوز 1980) لأن صاحبه عبد السلام أرخصيص قال ليه بلّي الديوانة ديال الماطار ما كا يفليـو-شي فيها كًاع الواحد والباكًاج دياله.

ومن حيث أن المسموح بيه فالديوانة كان هوّا 100 درهم، ملّي نزل الطوبّاماروس فواحد الأوطيل فطنجة، بحال نيت ذاك "أوطيل المسافرين" ديال مرّاكش، خرّج من جيبه واحد زوج د-الباكيات من نوع "كًـولواز"، وبدا كا يخوي الكًارّو من طابا، ويبرم 100 درهم ويعملها فيه، ويرد عليها شوي ديال طابا ومن بعد رجّع الكًوارّا للباكيات (الزوج اللي قدّام الفتحة د-الباكية ما-شي مقيوسين). وتمّا عمل فلوسه د-السفر ما عدا شي حاجة قليلة قال يلا كًاع مشات لهلا يقلب (لأنه فات دّاو ليه 1000 درهم فديوانة بني نصار هوّا و صاحبه عمر أمارير في سبتمبر 1974 كانو بغاو يزورو مليلية).

نزل في ماطار باراخاس، وقرقب عليه تمّا واحد مول الطاكسي ودّاه لواحد الأوطيل شيك بالنسبة ليه كا يخلع  (قيمة شي 200 درهم لليلة). قضى فيه ليلة وخذا القيطار من ماحطّة تشامارتين. فالغد-ليه بالعشية بدّل القيطار فـ"هانداي" الفرانسية وصبح فمدينة "إيكس-أون-بروفانس"، ونزل فواحد الأوطيل متوسّط في "زنقة الجمهورية" قريب من ساحة لا-روطاند، وتاصل بالأستاذ أندري رومان، وعملو موعيد وتّلاقاو، وهضرو على الموضوع اللي ما كان-شي واضح أصلا فراس الطوبّاماروس، وزاد الأستاذ قتارح عليه شي حاجة ما قدر-ش كًاع يفهمها (مفهوم خاص على معنى "الحركات" فالصرف العربي)، وفالأخير تّفارقو على أساس "يبقاو على اتيصال". وتمّا نتاهى الشق الأكاديمي السطحي ديال الرحلة.

قضى مازال الطوبّاماروس أسبوعين فهاذيك المدينة نازل في الحي الجامعي Les Gazelles وتمّا خلـط عليه رمضان. تمّا بدا كا يكتاشف العالم للمرة الأولى، حيث عمّره ما سبق ليه خرج من البلاد. تمّا فالحي الجامعي، "قرقبو" عليه شي شباب GBU (Groupe Biblique Universitaire)، وحتّى هوّا ما كان-شي من الممتامعين لأنه كان باغي يكتاشف من حوله ويتمرّن على الفرانسية. بدا منخارط مندامج معاهوم فالنيقاشات اللاهوتية بـ"كلية اللاهوت" غير حدا الحي، وبعض المرّات حتّى لنصّ الليل وكا يوصّله واحد منهوم لماقرّ سكناه بسيارته. تمّا ربّي اللحية اللي عاشت شي 13 عام، وتمّا تخلّص من التدخين بفضل "الوخز بالإباري" على الطريقة الشينوية من طرف واحد الطبيبة موتادرّيبة/داخلية من ذوك الشباب المسيحي، الله يخلف عليها.

واحد الصباح هزّ معاه وراقه، وخذا الحافيلة لمدينة مارسيليا. نزل في "لاكانوبيار" وبدا كل يسوّل فين كاينة البلاصة اللي كان كا يفتّش يشوف واش غادي تنشر ليه "كتاب الموتى" حول "البؤرة الثورية فالمغرب العربي". قالو ليه خوذ الطوبيس ديال Rue des Paradis. لمّا وصل، صاب الزحام بالكتاف المرافكًـ قدّام واحد الباب بحال ديال شي كًاراج، ودخل معا فالزحام. كا يتسلل بشوي بشوي كلمّا تحرّكت الكتلة ديال بنادم، حتى قرّب لحدا القصديرة د-الباب. شويّة، فتح واحد السيد الباب غير مشقوق وحابساه سنسلة، وقال للناس: "آ-الخاوة، سيلفوبّـلي، راه ليز-انصيان موجاهدين هوما اللوالا". فالحين عفس الطوبّاماروس بحيقبته الكحلا د-اليد، وهوا باين عليه شوية بلّـي مخالف فالسنّ دياله والهيئة دياله، وقال لذاك السيد بالشويّة: "انا، يرحم باباك، عندي واحد المسالة بغيت نهضر فيها معا سعادة القنسو براسه". بدا السيد كا يشوف، والناس مدّاحسن، بحال يلا ما عرف ما يدير، وقال للطوبّاماروس: "يوا يالله، ادخل، ادخل، وروح كًـُعد تمّاك". ملّي شد الباب جا سوّل الطوبّاماروس من جديد ومشى دخل واحد شويّة، ومن بعد جا واحد آخر وقال للطّوباماروس: "واشنو صاري معاك نتا؟ نتا من المرّوك؟ فازي، يالله، غير اهضر معايا، انا؛ القونسو مشغول". قال ليه الطّوبّاماروس: سمح لي؛ يلا ما-شي مومكـن نهضر مع السيد القونسو براسه، انا غادي نمشي؛ وسّـمحو لي".

دخل ذاك السيد، ورجع فالحين، وقال للطوبّاماروس يالله ودخّله عند القونسو. بعد التحية والسلام، دخل الطوبّاماروس فالموضوع فالحين معا القونسو. بيّن ليه بلّي هوا مرّوكي، وبلّي عنده واحد الكتاب يحبّ ينشره، بالصحّ بان ليه بلّي ذاكشّي ما-شي مومكن فالمرّوك، علاحقّاش الكتاب كا يدوي على المسالة الصحراوية بشكل مغاير للطرح الرسمي. وقال الطوبّاماروس للقونسو  بلّي ما عنده أي معلومات غير سمع أنه كاين عند الخاوة الدزايريّين إمكانيات نشر هاذ النوع من المنشورات. قال ليه السيد القونسو: يا ولدي راحنا هنا مساليين غير الصوالح وليزافّيـر الاجتيماعية والوثايق الإدارية دياول نتاوعنا؛ لازمك تمشي لباريز؛ تمّا يرشدوك. عطى القونسو واحد النمرة د-التيليفون ديال مدينة باريس للطوبّاماروس (5534919). فالغد-ليه بالعشية (23 يوليوز 1980) خذا الطوبّاماروس القيطار لباريس. وصل لماحطّة "كًار دو-ليون" في باريس على الصباح. سوّل على الحي الجامعي، وحصل على غورفة فدار "ميزون دي بروفانس دو-فرانس". بعدما استقرّ وتّعرف على كيفاش يستعمل الميترو، عيط لذيك النمرة اللي عطاه ذاك القونسو. دوا معاه واحد اللي قال ليه بلّي سميته "عومار" وقال ليه بلّي خاصّهوم يتّلاقاو بزوج باش يدوي ليه الطوبّاماروس بتتفصيل على مشروع "كتاب الموتى". تّلاقى يوم الجمعة 25 يوليوز ودوى ليه الطوباماروس على "كتاب الموتى" وفالغد-ليه السبت تلاقاو ثاني فالساعة 10:30 فالطابق الثاني (رقم 210) وعطاه نسخة ماشي كاملة من الكتاب مكتوبة بالستيلو (واحتافظ بنسخة د-الكاربون).

هضرو شوية فالبوليتيك ديال الدزاير والمرّوك ومسالة الصحرا، وكا يحاول عومار يبـيّـن ليه زعما بلّي الجيل القديم غادي يديكًاجي فالبلدان بزوج، ويجي "مغريب الشوعوب" (كان ذيك الوقيتة يالله تولّى الشاذلي بنجديد). حكى ليه الطوبّاماروس على صاحبه القديم فالقيسم بمعهد تارودانت، ولد مدينة طانطان، الليلي محمود، اللي صبح هو الوزير الأول ديال الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية بالإسم دياله الحاراكي "محمد الأمين ولد أحمد"، كيما دوى على مؤسّيس البوليزاريو المرحوم الولي مصطفى السيد اللي كان معاه حتّى هوا فمعهد تارودانت واحد المودّة واللي تّلاقى معاه في "لجنة فلسطين" ديال المؤتمر-15 ديال الإوطم (شوف (31)) اللي حرّر أو نيداء من أجل "تقرير مصير الجماهير الصحراوية". ما ثـــيّـق-شي عومار باللي الوزير الأول ديال جمهورية "راصد" من طانطان وأنه قرا في تارودانت. قال ليه الطوبّاماروس بلّي عنده صورة ديال القيسم معا الليلي محمود كا ترجع لعام 1967 معا أستاذة الإنجليزية "ميس كـانيكًـــهايم". قال ليه عومار: يلا راها معاك وعطيتيها لينا نعملو منها نسخة، راه هاذاكشّي غادي يضفي الجدّية على مشروع الكتاب ديالك باش يتمّ النشر دياله. ومن بعد، قال ليه عومار عن طريق التيليفون بلّي الكتاب يمكن تنشره "لا-سـنـيـد" بشرط يكون كامل. جاوبه الطوبّاماروس بلّي لازم ليه زوج أسابيع باش يسالي تحرير القيسم الأخير، وأنه لازم يدخل دابا للبلاد علاحقّاش يالله بقى عنده باش يسافر، ومن بعد يسيفط هاذاك القيسم. فالغد ليه زاد قال عومار للطوبّاماروس بلّي يمكن كاينة إمكانية باش يمشي بنفسه يتلاقى معا الإخوة فالدزاير، ويكمّل تمّا الشابّيـتر الباقي، وربّما كاع يتّلاقى معا بعض الفاعلين الصحراويـين غير في أوطيل "ألّيـتـي" بالعاصمة ويدعّم تحليلاته بشي شهادات من عندهوم.

على كل حال، بعدما سلّم المخطوط المكتوب بخط يديه وكذليك الصورة ديال القيسم اللي كا تجمعه معا الوزيز الأول محمد الأمين ولد أحمد (الليلي محمود ولد الطانطان سابقاً)، بدا الطوبّاماروس كا يحسّ بلّي دخل - بدون ما يعرف يمتى - لسوق مخوّض ما تخرّجه منّه غير المساعفة، خصوصا لمّا عرف بلّي عومار دّابز معا واحد الزاميل دياله (عبد الرحمن) على شكون يتكلف بالطوبّاماروس. الحاصيل فالليلة ديال 30-31 يوليوز، تلاقاو ليه واحد ثلاثة د-الموسطاشات في مطار هوّاري بومدين معا جوايه نصّ الليل. مشاو معاه جوج فواحد الهيركاط لمدينة الدزاير وكانت المسافة طويلة. نزلو بيه فباب واحد الأوطيل اسمه "أوطيل ألبير بّرومْيي"، أوطيل متّوسّط. قال واحد منّهوم للموداوم الليلي: عمل واحد لاشامبـر في اسم "علي الملياني"، ومشاو ذوك الناس ومعاهوم الجواز ديال الطوبّاماروس، وطلع الطوبّاماروس للغورفة دياله وهوّا كا يردّد السمية دياله الجديدة "علي الملياني" لا توضّر له قبل ما يسجلها. بدا كا يكوّن دابا فكرة على  الطبيعة ديال شكون اللي مضايفه؛ على كل حال ما-شي صحاب مؤسّاسة "لا-ســنــيــد" (La SNED) للنشر والتوزيع.

فالغد-ليه  معا جوايه العشرة قالو ليه من الاستيقبال د-الفندوق بلّي كا يسوّل عليه السيد علي الحمداوي، قال ليهوم خلّيوه يطلع. طلع "علي الحمداوي" عند "علي الملياني" وتسالمو بدون سابق معريفة. سوّل الملياني صاحبه الحمداوي: واش هوّا من "لا-سنيد" قال ليه الحمداوي: لا؛ انا غير سيفطوني مي سـوبّيـريور باغيين من عندك شي معلومات فإطار الخدمة الأمنية الروتينية. قدّم الملياني على هوية ديال الطوبّاماروس ودوى على الخدمة دياله وماقرّها، كيما هضر على مشروع نشر "كتاب الموتى" دياله على مسالة الصحرا، واللي في شانه بعثو بيه الأخوة ديال باريس للدّزاير باش يكمّل الجزء الأخير ويتّعاقد معا "لا-سنيد" على صيغة من صيّاغ النشر. قال ليه علي الحمداوي بلّي ما على باله حتّي شي حاجة من ذاكشّي كلّشي ديال "لا-سنيد".

بعد شي ساعة فايتة د-الحديث، قام ذاك الضيف باش يخرج وقال بلّي غادي يرجع يوم السبت 2 غشت؛ لاكين ما جا سيوى يوم الاثنين 4 غشت. علي الملياني بقى معزول مكونفيني فالأوطيل، ما يقدرش يخرج منّه لأنه ما عندو-ش الجواز دياله اللي دّاوه الإخوة معاهوم وما عنده حتّي دينار في جيبه وزايدون كان الحال رمضان في عزّ الصيف، وما كاين معامن يهضر الطوبّاماروس /لملياني، لا بالكتبة والا بالتيليفون الفيكس ديال ديك الوقت. جاب الله كان عنده إتمام تحرير ذالك القيسم الأخير ديال "كتاب الموتى"، كا يدوّز بيه النهار فالغورفة (التيليفيزيون كاين غير فالاستيقبال) حتّى يودّن المغرب، ويطلع ياكُل نفس الشيء باعتيباره فطور/عشا/سحور (حريرة د-السوق + ستيك + بوراك) على حساب الغورفة، كيما فهم معا راسه لأنه على كل حال ما عندو-ش دينار.

نهار الاثنين جا ثاني سّي علي حمداوي؛ سوّل فالاستيقبال، وطلع عند علي الملياني؛ وبدا ثاني الحديث فإطار "الخدمة الأمنية الروتينية"، وزاد طال بزّاف. سي الحمداوي، اللي كان قليل الكلام وكا يبان بحال يلا ما عارف والو، وغير كا يجبد اللسان ويبدا غير يتّسنط (و مرة-مرّة يدوّن شي حاجة فواحد الموذكّيرة ميكروسكوبيّة)، بدا هاذ المرّة كا يطرح أسئلية ديال البوليتيك، والعلاقة بـالشباب الصحراوي، والتنظيم الياساري اللي هوّا لصالح "مبدأ تقرير المصير"...الخ. باختيصار، باغي يعرف "كيفاش راها الدعوة" فتقدير علي الملياني، واشنو هوّا موقيع الملياني على الخاريطة يلا كاينة شي خاريطة؟".

فنيهاية هاذيك الحصّة الروتينية، قال علي الملياني للموخاطاب دياله علي الحمداوي: الله يخليك؛ انا جيت على الغاراض الملموس اللي كنت بيّنت ليك، ومازال ما لقيت معامن ندوي عليه. دابا راه خمس-إيام هاذي د-رمضان وانا فالغورفة وما كا نقدّ-شي نخرج من الأوطيل، لأن الجاواز ديالي دّاوه الإخوة اللي جابوني من المطار. المسالة الثانية : ربّاما لاحظتي، آ-سّي الحمداوي، أني كا ندوي بتيلـقائية؛ ومدى بيّا يلا يمكن ليك تـطمئـنّي وتقول لي غير معا أيّ جيهة من الجيهات راني كا نهضر. ورّك ثاني سّي الحمداوي بشدّة على بيـژاڭـرات ضروسه  كيما كا يعمل من حين لحين، بحال اللي ذاز عليه شي شدّة، وقال لعلي الملياني: [[بالنسبة للخروج والدخول، نتا حورّ، آ-سّي الملياني، فالتاحرّوكات ديالك فالعاصمة كلّها؛ غير عقل على عنوان الأوطيل ("فندق ألبير الأول، شارع محمد خميستي")؛ أما أنا، فا راني كا نجي عندك من الرئاسة]].

دار علي الملياني مزيان بعد ذاكشّي فقنوت الدزاير، من شوارع وساحات المركز (الباريد، بلمهيدي، ديدوش مراد، لافوار والاتحاد العام) إلى أحياء الشعبية فـ"القصبة"، و"بوزريعة"، و"الحرّاش"، وحتّى "باب الواد"، اللي كلّشي خيّطها الملياني على رجليه فيامات رمضان عام 1400. بالليل كا يتّجمّعو بعض الشباب فجيهة "ساحة الباريد" أو من جيهة "لاكًار" ويبداو يغنّيو بالقبايلية ويشطحو؛ لكن بنهار، كا يسود ضيم عميق على وجاه الناس، كبار وصغار؛ والنسا قليلات بزّاف فالشاريع، واللي بانو كا يكونو عاملات نقاب صغير بحال الكمّامة، وكا يتمشّاو بالخفّ بحال في حالة طوارئ. كاين واحد القالاق غاير وعميق وغريب كا يبان على وجوه الناس. وما-شي هكذاك كان الطوبّاماروس كا يتصور جوّ العيشة في عاصيمة البهجة ديال الاشتيراكية وحركات التاحرّور العالميّة. كان كا يتّصورها العاصيمة تكون أكثر بهجة من خيلال وجوه أهلها كيما كان كا يتّصورهوم من خيلال نشرات الأحبار (تدشين "القرى الفلاحية" وخادامات "سوق الفلاح") وحلقات برنامج "مغرب الشعوب"، وحتّى من خيلال أغاني الشيخ العنقا، وكوميديات "بوبكًرة" و"لانسبّيكتور الطاهر والأبّرانتي".

دابا، وهنا فالعاصمة، كلّ واحد داخل جواه، وعلى وجه ماصك ثقيل د-الضيم. دابا حتّى ذاك الاعتيداد الثوري الفيّاض ديال: "آ-طّانسيون! نو-صّومّ  آن-بّوبّل  دو-غيفولوصيونيغ" اللي سمع الطوبّاماروس مرتين – بإعجاب  كبير – من شباب دزايري كا يواجه بيها رجال الأمن فباريس، ختافى فالعاصمة دّزاير، واخّا حتّى واحد ما كا يبانو ليه فيها رجال الأمن ممّا عدا بوليس السير. من جيهة ثانية، مرّة وحدة اللي طلع الطوبّاماروس يصلّي التراوح فواحد الجامع ما تصيب فيه بلاصتك حتّى غير فالمراح؛ وتمّا زاد تفاجأ بالوجه الآخر ديال المجتمع الدزايري وبالخيطاب دياله القديم/الجديد.

كان الطوبّاماروس كا يسمع بزّاف بـ"سوق الفلاح" فالتيليفيزيون، ومشى واحد المرّة فقشّابة "علي الملياني" يعمل فيه دورة بعيون "موحمّاد". بدا كا يتّلاقى الناس خارجين كا يجريو من باب السوق لجيهة الكارويلات ديالهوم القديمة بخناشي د-الشتب عامرة فوق ظهورهوم بحال حالة المرسى أو النوادر. فهم بلّي الموادّ/السلعة كا تكون رخيصة لأنها مدعومة من طرف الدولة الاشتيراكية؛ ولمّا كا تجي الدفعة ديال شي مادّة، بعد طول انتيظار (بطاطا، بصلة، سميد، زيت، سكر...)، كا يتّلاحو عليها عيباد الله بحال في عام الجوع، كلّ واحد يعمّر خنشة قبل ما تتقاضى السلعة، وفيعلا كا تتقاضى بسورعة. دخل الطوبّاماروس لـ"سوق الفلاح" ديال "البايلك" (اللي متوفّر فذاك الوقت على دروج ميكانيكية/كهرابائية) وصاب بعض الرفوف مدبوزة بينما رفوف أخرى خاوية كا تـژوي.

اللحم والخضرة كانو هوما الغايبين الكبار في "سوق الفلاح" وفي غير "سوق الفلاح"؛ وكا يحسّ الواحد فالأسواق بجوّ عيمان الجوايح والجوع لمّا كا يشوف شي "كًــزّار" (كا يكتبو /قصّاب/ كيما كا يسمّيو "الطبيب" /الحكيم/) مقابل شي زوج كوطليات، بشي ثامان خيالي للكيلو، كا ينشّ عليهوم الدبّان.

ومن جيهة أخرى، في كل جيهة وقنت، كا يصيب الإنسان عرارم ديال الخبز اليابس على حقّاش الخبز مدعوم حتّى هوّا وكذلك الأدوية. والبينايات السكنية، نفسها ديال العاصيمة (اللي أغلبها Biens vacants "ديال البايلك")، باين على حالتها المتّردّية بلّي "تّكل شي على شي حتّى مشى كُـلّشي".

الطوبّاماروس ضاقت عليه قشّابة الملياني، وكلّ نهار كا تزيد كا تضياق؛ ومن ورا ذاكشّي كُلّه، موحمّاد عيّاه الطوبّاماروس اللي كا يظهر ويختافي. الملياني عنده معا من يهضر، وما يعرف يمتى غادي يخرج من الأوطيل، وفين غادي يمشي، واشنو هيّا النيهاية فالنيهاية؟ على الحمداوي كا يقول ليه راه غادي نرجع فاليوم الفلانى، وما يجي-ش، وما يعرف حـتى واحد يمتى غادي يجي، والطوبّاماروس كا يطلع ليه الطانسيون ساعة بعد ساعة ويوم بعد يوم. ما عنده حتّى ما يقرا، المكتابات ما بانو-شي ليه وما عنده كًاع إصلا خاطر لشي قراية.

جا علي الحمداوي فالأخير نهار 10 غشت. خبر الملياني بلّي الإخوة غادي يجيو فالغد-ليه يدّيوه لماطار هوّاري بومدين، وأنه خصّه يكون موجود. ما بقا-ش الطوبّاماروس/الملياني سوّل صاحبه، لا على ماصير مخطوط "كتاب الموتى"، والا على "لا-سنيد"، والا علاش كلّشي هاذشّي، واشنو معنى هاذ الضيافة فنيهاية الأمر؟ تمّا عرف بلّي تسميّة "كتاب الموتى" ما يكون سيوى شي جـنّ كا يفهم مزيان في "فقه الرسمالية" و"فقه الشيوعية" هوّا اللي كان دسّها ليه فراسه.

موحمّاد، اللي رجع من بعيد، ما رتاح شوية من شبوق الطوبّاماروس إلّا من بعدما حطت البوينغ 747 كعابها في مطار "أورلي-ويست". قال موحمّاد للطوبّاماروس ("وقد أجهش الطوبّاماروس بالبكاء"): يلا يكون عندك الزهر، وما يدّابز-شي حميدة معا حماد وتجي الضربة فموحماد، أو يّصالح حميدة مع حماد ويسبّيوها فموحمّاد، وجتب ليك الله تفـلــت بهيضورة جلدك من هاذي، يوا عقل مزيان على هاذي وعطيني بكمشة تيقار وبدراع التيساع. راك شويّة ما تكون هرّبتيني من الساقية وطيّحـتيــني فــواد ارواس. (هاذ الواقيعة جمعها الراوي من بزّاف د-الماصادير فأماكين مختالفة، من بينها هــــنـــــا، و هــــنــــــا، وهـــــنـــــــــا، وأماكين أخرى).

واحد النهار رجع تذكّر موحماد للأرجوزة الفقهية اللي نظمها وودّع بيها العيلم ديال معهد تاليوين (شوف (20)). وملّي فتح عليه الله وعرف، فالنيهاية، بلّي شي مسالة يلا بغى الواحد يتخلّص منها ما عليه سيوى يكتبها باش تّنسى ليه، جاته رغبة باش ينظم واحد الأرجوزة في "فقه الثور"، إي "الفيقه الثوري" ديال الشيوعية والاشتيراكية العلمية. كتب هاذيك الأرجوزة، ونسبها للغير باش تكون ديال الجاميع. هاذيك الأرجوزة كا تبدا هاكذا (المرجع: هـــــنــــــا).

 يقول عبـــدُ ربــه، المــدلاوي  *  في المذهب اللينِـيّي والماوي

العـِلــمُ قد فـــاز به الحُــفّـــــاظُ  *  حــذارِ أن تلـتبــس الألــفــاظُ

 فاحفظ جُماعَ القول في المتونِ  * في مجــمل العلـوم والفـنــونِ

 لا تخلطـَنْ في ذهنك الشيوعيّه * بمذهب المُشايعين الشيــعيّه

  ملكيّــة مُشاعـــة جــــماعيــّـه * هي التي تُعرف بالشيوعيّه

 كانــت ببدءِ أمــرِها بــدائيـــه  * وفي الأخير ستصير عِلميّــه

 وهي بمقتضى القضاء حتميّـه  * تفرضها الحتميةُ التـاريخيّـه

 ففي زمان الدولة الشيوعـيـّـه  * سوف يُقَـرُّ العدلُ والسواسيّه

 عَلْ كلِّ إنسان بِحسْب طاقــتـه * ثم جزاؤه بحـسْــب عمـلـــــه

وحيــنـــما يُـكثـَـر في الإنــتاجِ * مَعْ جـودة وسـائـل الإنتـــاجِ

سيعمل الفردُ بحسْب طاقـتــــهْ  * لكنّــه ينال حسْــبَ حاجــتـهْ

---------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



15/04/2020
4 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres