OrBinah

(En arabe marocain) Chemin postscolaire-31 (quelques aspects de la sociologie de travail à l'IRCAM))

طريق ما بعد السكيلة-31

-------

 

32- من سوسيولوجيات الاشتيغال في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

.

.

  لتاحق موحمّاد بالمهعد الملكي للثقافة الأمازيغية فالرباط (اشوف لنص السابق هــــــــنــــــــا) اللي كان الماقرّ دياله الموقّت فواحد العيمارة الزوجاجية بماحجّ حيّ الرياض، ووقّع على محضر الدخول، وبدات الخدمة بالتدريج، قبل كًاع ما يحصلو المراكز د-المعهد اللي تمّ إحداثها، على فضاءات ديالها الخاصة بالخدمة. عرف بأنه تعيّن كا باحث في "مركز التهيئة اللغوية" فالإطار المالي (ما-شي منصيب إداري) ديال "مدير أبحاث". بالإضافة لهاذاك المركز، اللي تّسندت إدارته للأستاذ أحمد بوكوس، كاينة مراكز أخرى: "مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية" (المدير: بلعيد بودريس، قبل ما تخلفه فاطمة اكًناو)، "مركز الدراسات التاريخية والبيئية" (المدير: محمد حمام)، "مركز الدراسات الأنثروبولوجية واالسوسيولوجية" (الحسين يعزّي)، "مركز الدراسات الفنية والدراسات الأدبية والإنتاج السمعي البصري" (المدير: محمد صلّو)، "مركز الترجمة والتوثيق" (المدير: الجيلالي السايب)، "مركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال" (الحبيب زنكوار).

بالأضافة للجناح الإداري، اللي كان فيه مكتب العاميد (الأستاذ محمد شفيق) ومكتب الكاتيب العام (الأستاذ الحسين المجاهد)، ومكاتب الاقتيصاد والموارد البشرية، كانت هناك غير قاعة كبيرة موزّعة فيها حواسيب سيكريتاريات مراكز البحث السبعة، معا واحد القاعة صغيرة كا يتمّ التناوب عليها لملتقايات الخدمة ديال أعضاء هاذيك المراكز، قبل ما تــتّنقـل هاذيك المراكز كلّها لعيمارة ثانية قريبة فنفس المكان، وبقى الماقر الأول خاص بالإدارة. كان هاذاك الفضاء كا يعــجّ بالداخل والخارج، من المعروفين وغير المعروفين، اللي كا يجيو من جيهات مختالفة، وما-شي معروف لاش كا يجيو. جاو واحد زوج د-الزومالاء واحد المرة من واحد المدينة فواحد الزيارة كا تبان بحال ديال شي "اتيصال واستيطلاع وتافقّود"، وتلاقاو معا موحمّاد، وبداو كا يسوّلوه: كيفاش كا تشوف هاذشّي؟ كيفاش عاملة الخدمة؟ كيفاش لتاحقتي؟ عملتي طالاب ولّا عيّطو عليك؟ شحال هوّا الراتيب؟ ... قال ليهوم موحمّاد داكشّي اللي عارف على راسه وذاك شويّة المضبّـب اللي بدا كا يعرف على المعهد؛ وبالنسبة للراتيب بالضبط، قال ليهوم بلّي ما عارف عليه والو، لأن حتّى شي نصّ داخيلي ديال المعهد مازال ما صدر عن المجلس الإداري دياله، لأن المعهد عنده استيقلال مالي.

كانت الحيصاص الأولى د-الخدمة في مركز التهيئة اللغوية عبارة عن اجتيماعات حول قضايا جزئية بحال "اللوكًـو" ديال المؤسّاسة وإيجاد الموقابيل ديال كلمة "معهد/Institut بالأمازيغية". عقد واحد المرّة مدير المركز واحد الاجتيماع فذيك القاعة د-النوبة معا بعض مديري مراكز البحث، وكان معاهوم موحمّاد واخّا هوّا ماشي موديري المراكيز، وتناقشو مزيان حول كاليمة "معــــهــــد". قال الأستاذ حمام، من بين ما تّقال: ((حنا كا نقولو /يــناكًـ/ بمعنى "فتّـ'ــش/بحـ'ــث على شي حاجة"))، وقال البعض: "حنا البحث ما سمّيوه دابا /اسيكًـّل/...؛ وفالأخير، وبيناء على ما قال حمام، تمّ الاتيفاق على اشتيقاق اسم المكان /اسيناكًـ/ من فيعل /يناكًـ/ للديلالة على "مكان البحث"، أي يسمّيو المؤسّاسة /اسيناكًـ اكًلدان ن-توسّنا تامازيغت/ "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية". كلّشي ذاكشّي، لأن الروح العامّة اللي متشبّعين بيها الناس هيّا الصفاء الموعجامي برفض "الدَخيل" وبرفض الاقتيراض.

لاحظ موحمّاد من البداية، أن النيقاش ما كا يتمّ سيوى بالفرانسية؛ وكا يفهم ذاكشّي، لأن الفرانسية من الناحية الفعلية هيّا اللوغة الوحيدة - إلى جانب العربية الدارجة - اللي مشتاركة ما بين أغلبية المهتمين (لوغاويين وغير لوغاويين) بشكل أو بآخر بالمسألة الأمازيغية باعتيبار تكوينهوم. كيما لاحظ أن قاموس الاجتيماعات كا يعكس واحد الروح بروتوكولية رسمية عالية. واخّا تعلّق الأمر غير بجلسة من جلسات الخدمة الروتينية (بحضور أو عادام حضور مسؤول إداري)، ما كا يخاطبو الناس المسؤول الإداري أو يذكروه بيناتهوم سيوى بألقاب "مُسْيو لو-غيكتوغ"، أو "مُسْيو لو-سيكغيتيغ جينيغال" أو "مُسْيو لو-ديغيكتوغ".

المسالة الجوهارية اللي كانت مستقطبة الاهتيمام العامّ على الصعيد الوطني، واللي حصل حولها تاقاطوب حادّ فعام 2003، واللي خاص مركز التهيئة اللغوية يقدّم فيها الخيبرة دياله بأسر ما فالإمكان، كانت هيّا مسألة حرف كتابة الأمازيغية، بالإضافة إلى مسألة الأوفاق الإملائية، اللي "الرأي العامّ" المنخارط فالتاقاطوب، ما كا يعرف-شي كًاع بأنها موجودة؛ واللي كا يعرف ذاكشّي، ما كا يميّـــز-شي من جيهة ما بين: (أ) مسالة إعداد/تهيئة الحرف، أي إحصاء قائمة الأصوات اللي كا تستعملهوم الأمازيغية، بحال الزاي والراء المفخّمين على سبيل الميثال، والنظر في أيّ الأبجاديات المستعملة، بدرجة أو بأخرى، هيّا الأبجادية الأكثر ملاءمة، بيداغوجيا، وباعتيبارات سوسيو-ثقافية أخرى (لاتينية، عربية، تيفيناغ)؛ ومن جيهة ثانية (ب) وضع الأوفاق الإملائية اللي تكون ملاءمة للبينية الصرفية-التركيبية ديال الأمازيغية، أي مسائل تدوين التقدير أو تدوين اللفظ (بحال فالدارجة: واش نكتبو /اجّا يدير/ باعتيبار اللفظ، أم /اش جا يدير/ باعتيبار التقدير؟) ومسائل الفصل والوصل (بحال فالدارجة: واش نكتبو /كايعطيهوم/ أم /كايعطي هوم/ أم /كا يعطي هوم/ أم /كا يعطيهوم؟).

في خيضمّ المعماعة ديال ضغط تقاطوب الشاريع (الصحافة، وتصريحات السياسيين، وتاناسول الجمعيات، وجلسات المجلس الإداري ديال المعهد) حول داكشّي اللي تّعرف فهاذيك الوقيتة بـ"معركة الحرف"، بداو الباحثين الأولين فمركز التهيئة اللغوية كا يقدّمو ويناقشو بيناتهوم عوروض حول "حصر قائمة الأصوات المستعملة فالأمازيغة بالأوجوه ديالها الجيهاوية الحالية فالمغريب (وحصروها في 33 صوت واظيفي)، وحول تاريخ وأوجوه الحرف الليبي القديم وتيفيناغ القديم (وعداد الأصوات اللي كان كيرمز ليها غير شي 20 صوت واظيفي)، وحول التعديلات أو الإضافات اللازمة لهاذيك القائمة ديال الأحروف القديمة باش تقدر تمثل كافة ذيك 33 صوت واظيفي اللي تمّ حصرها فالأمازيغية الحالية. وبدا المركز في نفس الوقت، وفي تعاوون معا مركز الإعلاميات (اللي كا يمثله الأستاذ الحبيب زنكوار)، كا يعمل على تصميم ومعيارة حاسوبية لروسوم تيفيناغ المعدّلة المناسبة والتي تعرفت فيما بعد بـ"Tifinagh-IRCAM". واحد النهار عقد مدير مركز التهيئة اللغوية حيصة د-الخدمة حول طالاب خيبرة التشخيص في مسألة الحرف، اللي طلبها المجلس الإداري باش يناقش على أساسها اختيار حرف كيتابة الأمازيغية. فخيلال النيقاش، قال ليهوم موحمّاد ((أنا شخصيا راه نشرت واحد الديراسة موقارنة حول إيجابيات وسلبيّات الخطوط الثلاثة (الحرف اللاتيني والحرف العربي على الخصوص) باعتبار مجموعة من المقاييس ديال الملاءمة، تربوياً، وسوسيو-ثقافياً ومن حيث القدرة على تمثيل أصوات الأمازيغية بدون إدخال تعديلات عندها كلفة صيناعية وكلفة ترباوية تعليمية. وعلى مستاوى هاذ القدرة الأخيرة بان ماثالاً بأن قدرة الحرف العربي، المتوفّر حروف ديال أصوات الحلق (هـ، ح، ع، خ، غ، ق) وعلى حروف الأصوات المفخّمة (ض، ص، ط، ظ) أكبر ربعة د-المرّات من قدرة الحرف اللاتيني. نطق المدير وقال ما معناه: "يلا سيفطنا شي حاجة من مولخّاصة من ذاك النوع، راه غادي نكونو حسمنا فالمسالة وما شي غير استيجابة لاستيشارة خيبرة". عقّـب موحمّاد وقال بأن الخيبرة كا تتمثـل  فإعطاء تشخيص لأوجوه المسألة المعروضة. والظهير المؤسّيس كا ينص، من بين مهامّ المعهد، على "دراسة التعابير الخطـّــيّة الكفيلة بتسهيل تعليم الأمازيغية ... وضمان انتيشارها ... وجعلها في متناول أكبر عدد من الأشخص". قال ليه المودير: هاذا صحيح، بالصحّ هاذاك النوع من التشخيص ما غادي-ش يعجب البعض (Cela risque de ne pas être du goût de certains). قال ليه موحمّاد: لاكين، حنا هنا، كا باحثين أصحاب خيبرة، ما-شي موهيمّتنا نعجبو الناس (Mais en tant que chercheurs experts, on n’est pas ici pour plaire). ردّ عليه المدير: ولاكين كذليك، ما رانا-ش هنا باش نغضّبو الناس (C’est vrai, mais on n’est pas là non plus pour déplaire). وتمّا كملت الهضرة. ويامات من بعد، تمّ البعث بنصّ واحد "الخيبرة" ما تغضّب ما تعجب حتّى شي طاراف.

ومن بعدما تمّ التابنّي الرسمي لحرف تيفيناغ-إركام، تابعت واحد اللجنة مصغّرة من المركز (عائشة بوحجر، فاطيمة بوخريص، المهدي يعزي، محمد المدلاوي معا المتّعاون كندي Alain LaBonté) الميلف ديال إدخال هاذاك الحرف لنيظام UNICOD باش يتمّ اعتيماده من طرف هيئة المواصفات العالمية ISO، وتدمجه برامح التشغيل الحاسوبي Micosoft ضيمن "بوليسات الحروف" ديالها (Polices de caractères).

وبموازاة معا ذاكشي كلّه، كان من بين الأعمال الملموسة الأولى اللي قام بيها المركز في باب التعريف بأوجوه الوضعية السوسيو-لسانية للأمازيغية وأوجه تهييئتها ومعيارتها على ضوء ما جاء في الظهير الملكي، هيّا مشاركة الأعضاء دياله في فواحد الملفّ الخاص ("الأمازيغية؛ تحدّيات ورهانات") اللي كانت علنت عليه ماجلّة "مـــقدمــــــات/Prologues". سيفط ليها موحمّاد، فالحين، واحد النص بالفرانسية كان جاهز عنده قبل شي عامين: " Le Berbère et l'histoire du plurilinguisme au Maghreb (le cas du Maroc)". وفي واحد الحيصة د-العامال ديال المركز، أخبر المدير الباحثين فالمركز بلّي ماجلّة "مقدمــــات" غادي تخصّـ'ـص واحد الملـفّ للأمازيغية، وبأنها كلّفاته بالإعداد الإعداد، وطلب من الباحثين يسهاهمو فيه. سلّم ليه موحمّاد ذاك المقال اللي كان يسفط، وجاوبه المدير بعد أيام باللي المقال إنّما هوّا وصفي تاريخي، وما  وما كا يندارج-شي مزيان فإطار عنوان الميلف. حرّر موحمّاد بحث جديد، بالعربية هاذ المرة بعنوان: "من التقييد العادي لـلبربرية إلى الإملائية الأمازيغية"، وسلّمه للموشريف على الميلفّ. ملّي صدر العاداد في سنة 2003، صدقو المقالين منشورين فيه بزوج!

كانت الخطوة الثانية ديال المركز، في نفس الباب، هيّا الندوة اللي نظمها المركز فديسمبر 2003 حول "معيرة الأمازيغية" ونشر الأعمال ديالها في 2004، واللي شارك فيها موحمّاد بترجامة واحد من ذوك المقالين ديال مجلة "مــــقدماــــت" إلى الفرانسية لفائذة اللي ما كا يقارو-شي بالعربية، بعنوان: "D’une notation usuelle du berbère à l’orthographe de l’amazighe; projet de standardisation d’une langue" 

ومن بعد، بداو الباحثين ديال مركز التهيئة اللغوية، فـنفس العام 2003، في تقديم عروض داخيليّة فالمعهد حول أوفاق الإملائية الأمازيغية، اللي سبق لموحماد أنْ فصّل في شانها التحليل الملموس في كتابه ديال 1999 (Principes d’orthographe berbère en graphie arabe ou latine). وكان مفروض عليهوم، بحكم عادام وجود هرميّة/سولّاميّة أكاديمية والا تقاليد احتيرام الاختيصاص، أنّهوم يتناقشو حول تلك الأوفاق وموسوّيغاتها وتعليلاتها معا جمهور من العاملين  فالمعهد ما-شي متّجانس، فيه ناس كانو كا يدرّسو الفرانسية فالثانوي، وناشيطي جمعيات ما عندهوم حتّى شي علاقة تكوينية معريفية صورية لا بالبنيات الصرفية التركيبية د-الأمازيغية، ولا بمفاهيم وبمادئ وضع الأوفاق الإملائية للوغة من اللغات، وكان عليهوم يحاولو يقنعوهوم ديموقراطياً، كيما كا يحصل في ديموقراطية "ايت ربعين" أو "ايت العورف" اللي كا تدوي عليها بزّاف أدبيات الحركة الأمازيغية.

في تيلك الأثناء، وباعتبار أن موحمّاد ما عنده أيّ مسؤولية إدارية فالمؤسّاسة (واخّا ذاكشّي ما-شي شرط في إبداء الرأي فالمحيط العام)، وباعتيبار أنه رجع لـ"تناول الكاليمة" فالشأن العام، ابتيداءً من سنة 1999 وبدا كا يكتب فالصحافة (الأحداث المغربية، الزمن، المغرب، الملتقى، ، "لا-فيريتي"، "دومان" القديمة) بعدما ستعفى من مسؤولية نيابة القيدوم، وبعد صمت تامّ مقصود لمودّة عشرين سنة تفرّغ خيلالها غير للبحث العلمي فالليسانيات، بان ليه ينخارط من جيهته فمعماعة الرأي العام فمسالة ذاكشّي اللي تعرف بـ"معركة الحرف"، واللي ساد فيه واحد الخيطاب شعبي بل شعباوي من كلّ الأطراف (أشياع "الحرف الكوني"، زعما اللاتيني، أشياع "حرف الأجداد الأمازيغ"، زعما الحرف العربي، وأشياع "الحرف الأصيل، تيفياغ الأصيل")، خيطاب كا يجمع ما بين الأهواس الإيديو-هوّياتية المختالفة وبين تفكير عامّي وجهل كبير بطبيعة اللغات وبوضعياتها السوسيو-لوغاوية وبالسوبول ديال تأهيلها وتدبير الحقل ديالها فعلاقته بالمدرسة والموجاتماع. وهاكذاك، وانطلاقا من مضمون واحد المقال الأكاديمي اللي كان قدّمه فإحدى ندوات أكاديمية المملكة المغربية عام 2001 بعنوان "نحو تدوين الآداب الشفهية المغربية الآداب الشفهية المغربية في إطار تطوير الحرف العربي الموسّع" وصدر النصّ دياله ضمن أعمال الندوة فعام 2003، نشر موحمّاد واحد المقال تيسيري صحافي مطوّل فجريدة "الأحداث المغربية" (12 أكتوبر 2003) بعنوان: "فصيلة الأسئلة المغيّبة في النقاش حول حرف كتابة الأمازيغية" (تمّ وضعه على الخط سنة 2008؛ شوف هــــنــــا). وفي نفس الأيام تّـاصل بيه الأستاذ مططفى الخلفي، وطلب يجري معاه حيوار فنفس الموضوع لفائدة مجلّة "الفـــــــــرقــان" (عدد 49/2003).

تمّا، بعد هاذيك المقالات، قامت واحد القربالة فمعهد الإركام. فا من جيهة، تلقّى موحمّاد واحد النهار موكالمة عاجلة فشهر يناير 2003، كا تخبره بتادهوور الصحّة ديال الواليد، وخذا فالحين سيارته لمستشفى أكادير (فين صابه توفّى، الله يرحمه). كان معاه فالسيارة الأستاذ عبد الصمد بلكبير اللي كان غادي لمرّاكش؛ وكانو كا يـتّناقشو على السألة الأمازيغية بالضبط، اللي عند الأستاذ بلكبير حولها رأي خاص. شوية صونا التيليفون من عند عميد المعهد، الأستاذ محمد شفيق: "صباح الخير آ-سّي محمد؛ لاباس. دوز عندي، الله يخلّيك، نهضر معاك على المسالة ديال ذاك المقال". قال ليه موحمّاد ((سمح لي آ-أستاذ؛ أنا آ الآن راني فالطريق لأكادير فاستيعجال: الواليد عيان بزّاف؛ وغادي ندوز عند فالحين لمّا نرجع)).

ملّي رجع، بعدما صاب الواليد توفّى، الله يرحمه  (ووقف على مراسيم الدفن والعزا والتصريحات الإدارية)، مشي عند العاميد. تّبادلو السلام، وقال ليه العاميد: "كيما قلت ليك، بغيت نهضر معاك على ذاك المقال الخطير اللي كا يسيئ للمعهد وهو ياالله في بدايته الحافلة بالفخاخ ...". قاطعه موحمّاد بلباقة وسوّله: = ((سمح لي آ-أستاذ؛ راني نشرت بزّاف د-المقالات فهاذ الأواخير؛ واش كا تعني ذاك المقال اللي تنشر فجريدة "الأحداث المغربية" حول مسألة الحرف؟)). "لا، هاذاك قريته شحال هاذي، وهاذاك رأي ديالك؛ انا كا نقصد ذاكشّي اللي نشر عليــك ذاك "موحا موخليص" اللي معانا، هاذي غير شي أسبوع في جريدة "أكًراو امازيغ". راني قرّرت نتّاخذ في حق هاذاك السيد الإجراءات اللازمة، وبغيت نهضر معاك فالموضوع" بما أنك، نتا المعني. = ((انا آ-أستاذ، كًاع ما على بالي والو؛ وحتّى واحد من الزومالاء ما هضر لي على شي مقال، لا قبل ما نسافر لا دابا ملّي رجعت غير البارح !)). ناض العاميد فالحين، وخرّج من "الكوفر-فور" دياله واحد "الشوميز"، وحطّو قدام موحمّاد وقال ليه: "راه ستدعيت هاذاك السيّد ووبخته، وقلت ليه: "كتب لي فالحين طالاب خطّي بالاستيقالة قبل ما نقيلك؛ وراه ما-شي في صالح الميلف ديالك الميهني أنّي نقيلك". وراه كتب استيقالته قدّامي ووقّعها وخرج. شوفها، راها قدّامك. "لاكين من بعد، بديت كا نفكّر، وقلت معا راسي: المؤسّاسة ياالله دابا عاد بدات، وغادي نبداو نخلقو مشاكل أخرى تزيد تشويتش أخرى هاميشية، وتعطي مادّة للقيل والقال ديال الصحافة. قلت، يلا جا على خاطرك وبغيتي تسمح ليه، غادي نستدعيه من جديد، ويعتاذر ليك هنا قدّامنا...". نطق موحمّاد تمّ-تمّ وقال ليه: ((آ-أستاذ، انا ما على بالي شي مقال، وما نعرف لحدّ الساعة اشنو قال فيه مولاه؛ ومهما قال، انا ما-شي مستاعدّ نتقبّل شي اعتيذارات من بحال هاذوك النماذج، علاحقّاش كا نعرف مزيان هاذاك الشخص. غادي غير نخرج دابا باش نحصل على عادد الجريدة لأرشيفي الخاص. أمّا نتا، فا غادي تّصرّف طبعا باللي كا تشوفه في صالح المؤسّاسة)).

خرج موحمّاد من عند العاميد، ومشى موباشرة للورّاقة القريبة، وخذا العاداد ديال "اكًراو امازيغ" (12 يناير 2003)، وقرا المقال ديال ذاك موحا (الصحفي الموصوّير ديال المعهد)، اللي كان بعنوان بالأمازيغية: da kkaten tabbarda zrin aghyul ("كا يضربو البردعة ويزكًلو الحمار"). مقال ديال الشتيم والسبّان فـ"العارابو-إسلاميين" وفي سعد الدين العثماني، اللي كان كتب شي حاجة على "حرف الأجداد الأمازيغ" من وجهة نظره الخاصة؛ ويمكن شار لشي مقال ديال موحمّاد فالاستخدام ديال الرأي دياله الخاص. ومن بين ما قال ذاك موحا على موحماد في مقال من صفحة كاملة، ما يلي:

Quand aux recherches menées par "Mouhmmad", le fassi de l’Institut d’Arabêtisation (تحريف تجريحي لـ"معهد التعريب"), cité comme unique référence par l’auteur de l’article (ce n’est pas un hasard de toutes les Façons), elles relèvent de bricolages manuels et artisanaux qui tentent de replâtrer la graphie arabe pour l’imposer aux Imazighen. Sauf que le replâtrage craque, se fissure et se désintègre, rapidement. De toute les façon, "Mouhmmad" est un nom inconnu pour le Mouvement Amazigh, aussi bien au Maroc qu’en Algérie et la Diaspora. …

 

هاذا من جيهةK فهاذيك القربالة اللي قامت على مقالات موحمّاد. ومن جيهة أخرى، وعلى إثر نــ'ــشر المقال التيسيري المذكور فـ"الأحداث المغربية" حول مسألة الحرف والإملائية الأمازيغية، كانو ناضو بعض الباحثين في "مركز التهيئة اللغوية"، وفي موقدّيمتهوم السيد المهدي يعزّي، وقالو لموحمّاد علاش كا تنشر ماضامين ومفاهيم من التحليلات الإملائية اللي توصّل ليها المركز، بحال مفاهيم "التقدير واللفظ، و"الفصل والوصل". قال ليهوم: ((مزيان التأريخ لمرجيعية التحليلات والدراسات. أنا سعيد بأن مساهمتي في المركز عملـ'ــت فالنيهاية على تابنّي كثير من المفاهيم اللي كنت بلورتها بتفصيل في كتابي بالفرانسية ديال 1999 "أسس الإملائية بالحرف العربي أو اللاتيني"، اللي عطيت منّه لكل واحد منّكوم نسخة خيلال وحدة من جلسات العمل الأولى، كيما سبق لي عطيت نوساخ لبعض اللوغاويين اللي كانو حاضرين فليقاء أجدير، ومنّهوم "مسيو لو-ديغيكتوغ"؛ ودابا كا يبان لي بلّي حتى واحد ما طّالع عليه. ...)).

ومعا كلّشي ذاكشّي، غير ستقلـّت مراكز البحث ديال المعهد بفضاءاتها الخاصة فعيمارة ثانية، حصل بسورعة واحد الجوّ ديال التاعاروف والزمالة والانسيجام بين الباحثين والباحيثات والطاقم السيكريتاري ديال مركز التيهيئة اللغوية، وخصوصا بعد التيحاق باحثين شباب أخرين. واكتاسب الجاميع، بسورعة، ثقافة الخدمة الجاماعية، اللي ما-شي ساهلة تحصل عند الشخص فالبلاد. كان موحمّاد، من جيهته، مدرّب مزيان مونذ  عشرين عام على الخدمة د-البحث الأساسي فإطار البينوم/الثانائي معا شريكه الفرانسي فـ"السينيريس". هنا تعلّم الخدمة في فاريق، رغم اختيلافات تجربة الأشخاص المعريفية والميهنية وانعيدام تقاليد الديانطولوجيا على مستوى الهرميّة الأكاديمية، كيما هوّا الحال حتّى فالجاميعة المغربية عامّةً. هاكذاك، بداو أعضاء فاريق البحث كا يكتاشفو مؤهيلات بعضهوم-بعض عن قورب. كيما أن الموحيط العام ديال الرباط ساعد موحمّاد على تافتّوح اجتيماعي موباشر أكثر. بدا كا يحتكّ من خيلاله مع عيارات عيلمية وفكرية كبيرة، ما كان بينه وبينها فالسابق سيوى القراءة/السماع المتبادل أو المراسلة في بعض الأحيان. حيث كان كُـلّما كتب شي مقال في ماعدا الليسانيات، كا يبعث بنوساخ منه بالباريد إلى بعض اللي كا يقدّر بأنهوم معنيّـين فالرباط على الخصوص، قبل كًاع ما يتنشر المقال، علاحقّاش تعلّـم هاذيك التقاليد في أوساط البحث الليساني الأمريكي على الأخص، فين قليل الوسواس ديال السرقة والانتيحال، اللي كا يعرفو الناس في هاذيك الأوساط بلّي ما كا يمارسوها سيوى العناصر اللي ما يمكن ليها-ش تمشي بعيد، لأن الأعمال المندارجة في منظومة أفكار متّماسكة ومبني بعضها على بعض ما يمكن-شي يخرّج منّها اللي سرقها شي حاجة موهيمّة على المدى البعيد. دابا صبح فالإمكان ديال موحمّاد يقوم بهاذيك المبادلات بشكل موباشير، سواء في معهد الإركام نفسه (مركز التهيئة اللغوية، مركز الدراسات التاريخية، مركز الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا على الخصوص) أم في مؤسّاسات أخرى اللي عنده معاها علاقات، بحال أكاديمية المملكة أو كلية الآداب، الشيء اللي ما كان متوفر ليه فالموحيط ديال وجدة.

وبالرغم من  ذوك الاحتيكاكات الحازازية الهاميشية الأولى اللي تمّت الإشارة ليها، واللي بعضها طابيعي فالأوساط الميهانية وتعلّم مواحمّاد ما يبدّر-شي الطاقة دياله فالانشيغال النفسي بيها، واللي بعضها إنّما كا يعكس الجوّ الإيديو-هويّاتي العامّ، واللي تزادت عليه فالمعهد أبعاد أخرى تاكتّوليّـة من نوع خاص، ضاربة فالتاريخ الإثنو-جيهاوي د-البلاد، اندامـــج موحمّاد بصيفة عامّة في واساط عامّ قابل عليه فيه الجاميع بصيفة عامّة بسباب طبيعته "الاستقلالية" أو "الخلوية" إزاء الانتيماءات، واخّا متّحفّظ منّه الجميع في نفس الوقت لنفس الأسباب. وفي هاذ الباب الأخير، وقعت ليه واحد النكتة، أو بالأحرى وقّعها لراسه براسه فعام 2004. حيث كان شارك فواحد الملتقى بالمعهد الجامعي للبحث العلمي حول "الترجمة بين الهواية والمهنية" (وكان كا يخدم ذيك الوقيتة على ترجامة القرآن إلى الأمازيغية). وكانت جامعة محمد الخامس-السويسي هيّا اللي غادي تنشر أعمال الملتقى. دّى واحد النهار (ربيع 2004) القرص/الديسكيت ديال النص دياله باش يودعه فالمصلاحة المعنية بإدارة الجاميعة. ملّي جا خارج بان ليه فالبهو د-الإدارة واحد الإعلان مرفوع على حمّال. قرّب منّه وصابه كا يتّعلق غير بموباراة منصيب مدير "مكتب الدراسات والأبحاث للتعريب" (بعد ما استوفى الأستاذ عبد القادر الفاسي الفيهري ولايته). قرا الإعلان وزاد خلفة. فالطريق لجيهة سيّارته، ولّـى كا يفكّر فالمسالة، هوّا اللي غير فهاذيك المودّة (2002-2004) عمل عيدّة عروض  فهاذاك المعهد بدعوة من المدير دياله حول تطوير "الحرف العربي الموسّع". تّمّـا تذكر ذاك المقال اللي تّـكتب عليه فـجريدة "اكًراو امازيغ" واللي كا يصنّفه كـا "فاسي عوروبي-إسلامي ديال L’Institut d’Arabêtisation"، اللي "الإسم دياله مجهول فأوساط الحركة الأمازيغية في المغرب والجزائر والدياسبورة ...". طلع للسيارة وبدا كا يبانصي. قال ليه واحد الراس: على كلّ حال، الموباريات ديال البلاد جرّبتيهوم، في فاس وفي غير فاس. وهاذ اللعيبة ديال التصنيفات راك عارفها وطبّعتي معاها كا موعطىً ثقافي. علاش هاذيك اللعيبة ما "تديرها غير تجريبة" مرّة أخرى؟ خصوصاً وأن عندك تاصوّرات كا تجلّقها غير بالهضرة هنا ولهيه؟ خوذ ليك الميلف، وسير بانصي معا راسك... تمّ-تمّ، رجع موحمّاد، وطلع لإدارة الجاميعة. قالت ليه السكريتيرة: نتا الأول آ-أستاذ؛ وسلمــت ليه واحد "الكوفري" أزرق فيه النصوص ومطبوع التارشّوح.

تمّا فالشقة دياله فـــتمارة، بدا كا يخدم بالليل على "مشروع المؤسّاسة"(...). قام بإيداع الميلف دياله د-الموباراة (موقّع: 16 جوان 2004)، ودوّز "المقابلة الشفوية" أمام اللجنة بشكل ارتاح ليه، هوّا بعدا على الأقل. بعد العرض دياله، وبعد تعليقات/ملاحظات/أسئلة أعضاء اللجنة اللي كان كثير منّها تنويه، تناول رئيس اللجنة، الأستاذ محمد الساوري (ئيس جامعة ابن طفيل آنذاك) الكاليمة، وقال لموحمّاد ما معناه: "أستاذ، سمح لي نختم هاذ المقابلة بواحد السؤال اللي شويّة شائك وموحريج؛ وسمح ليّا على طبيعته: كيفاش دابا واحد الأستاذ المعروف بما كا يعكسه المشوار ديالك العيلمي والميهني، واللي كا يشتاغل الآن فالمعهدى الملكي للثقافة الأمازيغية، يجي ويتقدّم لمنصيب إدارة معهد الدراسات والأبحاث التعريب؟". نطق موحمّاد فالحين، وقال ما معناه ((بالعكس، ما كاين فالمسالة بالنسبة لي حـتّى شي إحراج، السيد الرئيس. بل بالعكس، كا نشرك بزّاف على الصفاء اللي طرحتي بيه هاذ التساؤل اللي عبّرتي من خيلاله بالعلّالي على اللي كا يظهر لي كا يخطر فالسرّ على بال كثير من المعارف الميهنيين ديالي. جوابي غادي يكون على جوج وجوه: واحد على شكل نكتة، والثاني جوهري. الأول هوّا أنه، فالعام الأول اللي بديت فيه الخدمة فمعهد الأمازيغية، طرح البعض فهاذيك المؤسّاسة نفس السؤال لاكين في اتيجاه موعاكيس، ما-شي بالكلام، بل بالنشر فالصحافة فين تّقال: "اش جا يعمل هنا، فمعهد الأمازيغ، هاذ فلان ديال معهد التعريب؟". أما الوجه الجوهاري، فإنّ اللي دفعني باش نتقدّم لموباراة مودير "معهد الأبحاث والدراسات للتعريب" هو التّاصوّور اللي عندي حول تطوير هاذيك المؤسّاسة، واللي فصلته فالمشروع اللي قدمته للجنة ديالكوم الموقّرة)). بالنسبة للقيسم التاصوّري العلمي للمشروع (شوف هـــــــنــــــا).

.

بالنسبة للخدمة فمعهد الأمازيغية، كانت خدمة مكثّفة بزّاف، والحضور متّواصل بحال التوقيت الإداري (ساعتين ديال الغدا فعين المكان)، وكان كا يزيد احتيدام هاذيك الخدمة معا الوقت؛ وهيّا ذات طابع خيبــــــرة عيلمية، وما-شي بحث عيلمي. وحتّى هاذيك الخيبرة، اللي كا تكون على أساس برنامج ساناوي اللي كا يسطّره المركز بشكل جماعي على ضوء توجيهات المعهد، المستاندة من جيهتها على اللي كا ينصّ عليه الظهير المؤسّيس، كا يخضع إنجازها، في كثير من الأحيان، للطوارئ ديال حيرص المعهد على الحضور الميدياتي/الإعلامي الموناسباتي دياله فالساحة (كثرة طلبات الخيبرة اللوغاوية من المؤسّاسات العمومية والمقاولات الخاصة ومن الجمعيات، كثرة "اليوم الوطني/العالمي لكذا، ...). وذاكشّي كا يـتسبّـ'ــب، كُـلّ مرة، في تاقطـّوعات استيعجالية موربيكة كا تنهـــك طاقم العاملين فالمركز وكا تشتّـــت الاهتيمام ديالهوم. كلّشي ذاكشّي، ما منع-شي موحمّاد، اللي كا يخدم كذاليك بالليل، من المتابعة ديال المشوار دياله فالبحث العلمي الأساسي فميدان الليسانيات، سواء بوحده، أم معا شريكه الفرانساوي. باقي كا يقضي العوطلة دياله الصيفية ديال شهر يوليوز فباريس، وكا يخصّص الحق فالمهيمة/mission ديال أسبوعين، اللي كا يخوّلها المعهد، لنفس الشي: السفر إلى باريس باش يتّفاهم معا شريكه على المسايل اللي ما يمكنش يتّفاهوم عليها بالباريد الإليكتروني.

-----------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



13/03/2020
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres