OrBinah

(En arabe marocain) Chemin postscolaire-26 (Pérégrinations d’un académicien blédard en Nouvelle Angleterre)

طريق ما بعد السكُـيلة-26

-----------

.

27-  الحْــــريـكًـ الأكاديمي ديال بْـلـدي في بلاد "نيو-إنكًــلانـــد" (1)

.

بعد تجريبة طويلة فالواساط الأكاديمي ديال البلاد، خصوصا تجريبة رفض تسجيل الريسالة فشوعبة العربية فكلية الآداب د-الرباط (شوف هـــــنــــــا) وتاجاريب محاولات تحرير الأبحاث الليسانية والنشر ديالها بالعربية (شوف هـــنـــــــا)، بينما تفتحت أبواب واسعة فالخاريج لزيادة التكوين وإنجاز البحث العيلمي والنشر دياله، ما عرف-شي موحمّاد كيفاش صبح "حاركًـ" معا "الحرّاكًا" على هاذ المستاوايات.

واخّا بقى ديما معزول فالهاميش الأكاديمي د-البلاد (كلية وجدة) صبحات عنده شاباكة د-العلاقات معا الأوساط الليسانية (أفراد ومؤسّاسات) في أوروبا والولايات المتحدة وكانادا. لقى راسه ابتيذاءً من النيصف الأخير من الثمانينات عنده موتاوسّيط ديال 300 درهم د-التنابر الباريدية فالشهر. وبما أنه صبح على احتيكاك فيعلي بأوساط البحث الليساني في فرانسا بفضل الإقامات المتّوالية فيها، خصوصا في إطار مركز "السينيريس"، بدا كا يبان ليه بلّي المراسلة بوحدها ما كافية-شي معا الأوساط الليسانية الأمريكية، اللي هيّا اللي صبحت كا تشكّل مصدر المادة اللي كا يواكب من خيلالها التاطوّر الراهين ديال اللسيانيات.

.

كان بدا كا يسمع ببرنامج فولبرايط (Fulbright Program) لدعم دورات التكوين والبحث العلمي فالولايات المتحدة، اللي كا تمثل "اللجنة المغربية-الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي" القناة دياله فالمغريب. وبدا كا يفكّـر يجرّب حظّه معا هاذاك البرنامج باش يقضي واحد السوداسي د-البحث فأمريكا. ما كان عنده حتّى شي موستاناد رسمي نيظامي كا يشهد بمعريفته للإنجليزية (بصيفته خرّيج التعليم الأصلي عنده شواهد بالعربية حتّى للموعمّاقة ودكتورا السلك الثالث بالفرنية)؛ في حين شهادة المعريفة بالإنجليزية شرط أولي للتارشّوح لمينحة برنامج فولبرايط. زيادة على ذاكشّي، قال معا راسه بلّي موحال واش تكون عنده حظوظ معا أهل الرباط، وخصوصاً أصحاب الإنجليزية اللي عندهوم علاقات معا المؤسّاسات الأنكًلوفونية. واخّا هاكذاك، تنقّـل للرباط، وبدا كا يسوّل فين جا الماقرّ ديال هاذيك "اللجنة المغربية-الأمريكية ..."، وقالو ليه بلّي راها في زنقة أكادير في حيّ حسّان.

تمّا استقبله الأستاذ محمد الشرايح براحبة، الله يجازيه. قال ليه راه غير هاذي شي يامات باش سيفطات اللجنة ميلفّات الترشيح للمؤسّاسات الجاميعية. غادي تمشي تصيب الإعلان فالمؤسّاسة ديالك. غادي تسحب الميلفّ، وتعمّر المطبوع، وترفق معاه الوثائق المطلوبة (شهادة "الطوفل" فالإنجليزية يلا ما كانو-شي عندك شواهد بالإنجليزية، دعوة احتيضان من جاميعة أمريكية، مشروع الخدمة، وزوج د-الرسائل د-التزكية يبعثو بيهوم صحابهوم للجنة موباشرةً)، وترسل لينا الميلفّ عن طريق المؤسّاسة ديالك. بالنسبة لشهادة "الطوفل" غادي تمشي دابا لـ"أميديست" (AMEDEST) وتشري من عندهوم برنامج تحضير "الطوفل" وتـتسجّل باش تدوّز الاختيبار فالدورة الماجية اللي غادية تـتنظّم. داز موحمّاد لـ"AMEDEST" وتسجّل فدورة "الطوفل" ورجع  لخدمته فوجدة. تمّا ما صاب حتّى شي إعلان. دخل سوّل العاميد، الأستاذ الطايفي، على شي ميلف سيفطاته اللجنة المغربية الأمريكية. قال ليه العاميد: صحيح، توصلنا بواحد زوج د-الميلفّات د-الميناح الأمريكية؛ بالصّح راك نتا فشعبة العربية، ما-شي فالإنجليزية؛ وجبد ذوك الميلفات من تحت "الماروكان" د-المكتب. قال ليه موحمّاد هاذاك راه برنامج فولبرايط، ما-شي مينحة. راه شرحو لي فالرباط الطابيعة دياله. ... فالأخير عطاه واحد من ذوك الزوج د-الميلفّات. وبدا موحمّاد كا يحضّر شهادة "الطوفل" د-الإنجليزية، وبعث في نفس الوقت بريسالة إلى الليسانية الأمريكية، إليزابيث سيلكرك (جامعة امهارست بـ"الماساتشوساتس")، كا يطلب منّها تحتاضنه شوعبة الليسانيات د-الجاميعة ديالها، باعتيبارها رئيسة ديال هاذيك الشوعبة (South College) فهاذيك الوقيته (1990)؛ كيما راسل مجوعة من الليسانيين الأخرين (إليزابيت سيلكرك، فرانسوا ديل، موريس هالي، ...)، وما-شي غير زوج كيما هوّا مطلوب، باش يسيفطو رسائل تزكية فالشأن دياله موباشرة للجنة المغربية-الأمريكية، لأنه قال معا راسه هاذي هيّا الواسيلة الوحيدة باش يثقّل الكفّته ديالو فالميزان أمام المتّنافسين فالرباط على منحة فولبرايط الخاصة بالليسانيات. لمّا جاه جواب إيجابي من عند الأستاذة سيلكرك، عمّر الميلفّ، ورجّعه للعاميد يوقّع عليه وتسفطه الإدارة.

.

جا موعيد الاختيبار، وتنقّل ثاني من وجدة للرباط ودوّز معا المرشّحين بحاله اللي ما عندهوم شهادات بالإنجليزية، ورجع فحاله. ومن بعد شي أسابيع، جاه إشعار بلّي جاب الله التيسير، وحددو ليه تاريخ السفر.

كان موعد الالتيحاق بجاميعة أمهارست هوّا سبتمبر 1990. ما يخفي-ش موحمّاد بلّي كان فرحان، ما-شي فاقطّ لأنه - فالنيهاية  غادي يتلاقى معا ليسانيين كبار بحال موريس هالي ونوام تشومسكى اللي كانت أول مراسلة ليه معاه في عام 1981 ملّي ترجم ليه أول نصّ من النصوص اللي ترجمها ليه - ولاكين كذلك لأنه غادي يحط رجليه فالعالام الجديد، أمريكا، اللي كان ما كا يعرفها سيوى من خيلال البلية دياله برسم خاريطة العالم من راسه بقاراتها الخمس وبالحدود السياسية للبلدان ملّي كان باقي فالشهادة الابتيدائية فتاليوين.

ملّي وصل للرباط، مشى معاه واحد المسؤول أمريكي على رجليهوم من ماقرّ "اللجنة المغربية-الأمريكية" إلى ماقرّ السيفارة فين عملو ليه الفيزا فالبلاصة. سلّم ليه ذاك المسؤول شي مطبوعات ديال برنامج فولبرايط، وتذكيرة ذهاب وإياب ديال الطائرة، وألف دولار فلوس باش يقضي حتّى يستاقرّ، وواحد الشيك بمبلغ آخر قال ليه يودعه فحساب بنكي اللي خصّو يفتحه بعدما يوصل. توادع معا صاحبه، عبد السلام أرخصيص اللي كان رافقه، وسافر اللدار البيضا وبات فيها وفاق بكري ومشى للماطار. بعدما قام بالإجراءات، مشى لقاعة الإركاب لفتـ'ــت النظر دياله واحد لالّة مولاتي مغلفة بالكحل، وهيّا قد الجنجامة فطولها وعرضها ،وغير غادية جايّة بين شي مجموعة د-الناس كلّهوم شباب مكًضّرين، سومر، ولابسين دجينات، ومحسّنين ريوسهوم بالموضة ديال ذاك الوقت. تمّا خطر ليه على البال، معا ظروف الوقت،  بلّي هوما سواعدة كا يهربو من بلادهوم بعدما استولى صدّام على الكويت وسيفط شي سكودات "الحسين" لإسرائيل وللسعودية. غير تساوات الطائرة فالسما، زوّلت ذيك خليقة ربّي ذيك الخيمة الكحلة ديالها وبقات فواحد القميص شفّاف وطلقت غابة د-الشعر الكحل على كتافها والضو-نو ديالها، وبقات كا تزعرط ،غادية جاية ،والكًارّو ففمّها فيه شي 20 سم. ...

حطّات الطائرة بمطار كينيدي بنيويورك. قبل ما يبداو الركّاب فالخروج، عيّطات وحدة من الطاقم فالبوق د-الطائرة على سميّة موحمّاد باش يتقدّم لجيهة الباب! تخلع موحمّاد؛ ما عرف اشنو الموشكيل. ملّي وصل لحدا قومرة القيادة، طلبت منّه واحد السيدة من الطاقم التذكيرة دياله، ونظرت فيها وهي تعطيه واحد الغلاف د-البرية! رجع موحمّاد لبلاصته تالف، لأنه شاف على ظهر البرية الاسم والعنوان ديال إليزابيث سيلكرك، اللي هيّا اللي غادية تستقبله. ما فهم والو؛ وما كان-شي عنده الوقت باش يفتح البرية ،لأن الناس بداو كا ينزلو. استردّ موحمّاد بالباليزة دياله معا الصاكادو اللي كان معاه باكًاج وداز عند البوليس. عطى الجواز. تفحّصو البوليسي وبدا كا يشوف فيه: لقى الفيزا اللي عملو ليه فالرباط عملوها مقابلة للصفحة اللي فيها واحد الفيزا ديال العيراق كان ياالله فات عليها عام، وزايد هوّا عنده واحد اللحية كحلة قدّ شي علّافة (!؟). الموهيمّ أشّر ليه على الجواز. الديواني هوّا، فتح الباليزة، وقلبها فوق الكونطوار وفلاها، وبدا موحمّاد كا يجمع تقاشره وقمايجه وسليبّاته. ...

 .

ملّي طلع موحمّاد للطائرة اللي كا تدّي لبوسطون، واحد الطائرة هارية بحال طوبيس وجدة، عاد كان عندو الوقت باش يفتح ذيك الريسالة ديال السيدة سيلكرك، اللي كانو سلّموها ليه فالطائرة اللي جات من كازا، ولقى فيها ما يلي:

"كنت وعدتك بلّي غادي نجي لماطار بوسطون بسيارتي باش نستقبلك حيث ما راك-شي عارف البلاد ونجيبك لأمهارست؛ لاكين لمّا سيفطو لي بايانات الخط الجوّي ديالك، لقيت بلّي الطائرة من نيويورك لبوصطن ما غادي توصل سيوى فبداية الليل. لازم ليك إذن تبات فبوسطون وتاخذ الكار فالغد ليه لأمهارست".

 الريسالة مأرّخة بتاريخ النهار اللي خرج فيه موحمّاد من وجدة قبل 72 ساعة. الموشكيل دابا في راس موحمّاد، ماش-شي هوّا موشكيل فين، وكيف يلقى فين يبات، وهوّا غادي ينزل فالماطار د-بوسطن معا المغرب، بالصاكادو دياله وبواحد الباليزة د-زمان قد السخط، اللي هوّا موشكيل عويص فالواقيه. الموشكل ولّي عنده موشكيل ذيهني زاماكاني، خوصوصا مع الديكالاج د-السفر: كيفاش وصلاته ريسالة من مدينة أمهارست للطائرة اللي قلّعات من الدار البيضا وحطّـت فنيويورك؟

نزلت الطائرة فبوسطون، ولقى موحمّاد راسه بحال شي كًـُـفّة بلا يدين في المخرج ديال البهو د-الماطار، اللي كان تقريبا خاوي، والظلام طاح. مشى عند واحد البوليسي بوكرشة مكًدّر قد شي برج، وقال ليه:  "سمح ليّا آ-ميستر، انا غادي لــ Amher’st ...". تمّ-تمّ، قاطعه البوليسي بواحد العجرافة د-شي كاوبوي، وصحّـح ليه النوطق دياله: [Am’herst] (موحمّاد كا يفهم يقرا الإنجليزية وبدا كا يكتب بيها، والاكين ما عنده احتيكاك بسماعها وما كا يعرف مواقيع النبر/stress فالكاليمة).

.

الحاصول قال ليه البوليسي: االقيطار والحافيلات كا يتّوقفو دابا فاتيجاه أمـهارست؛ خوذ طاكسي، وبات فشي أوطيل حتّى لغدّا. خرج موحمّاد بالصكاضو دياله على ظهرو وذيك الباليزة الثقيلة فيديه. كا يجيو غير شي طاكسيات كوحل قدّ الباطو بحال الليموزين، كا يخلعو محومّاد اللي ما عندو-ش فكرة، لا على اش من أوطيل يمشي ليه، ولا على ثامان الطاكسي والا على المسافة ... وهوّا خايف يبدّد الفلوس اللي خصّو يعيش بيها طول مقامه فأمريكا. جا واحد الطاكسي عادي خفيف، وقال ليه موحمّاد: الله يخلّيك دّني لشي وطيل يكون رخيص شويّة. قال ليه السائق يطلع للور، وطلع. السائق مواطين من المولوّانين بحال أغلب السائقين اللي بانو ليه؛ والطاكسي فيها من الداخل شبّاك د-الحديد والزاج الغليظ ما بين السائق والمقاعد الخلفية، يا الله فيه واحد الفتحة صغيرة فالوسط فين يخلّص الراكب. بعد واحد الجبدة كبيرة، وقف به الطاكسي قدام واحد الأوطيل بنجومه وبراياته، واقفين قدّام بابه زوج ديال الأعوان بالكسوة. تخلع موحمّاد بالثامان الموحتاما. بالصحّ ما عنذه خيار، لأن الحال كان فايتة العشرة د-الليل. جاو دوك الأعوان وهزّو ليه الصاكاضو والباليزة ومشاو معاه للاستيقبال. ما كانت عنده حتّى فكرة على شحال باش يدوّر معاهوم؛ عطاهوم شي 5 دولارات بحال يلا قطّعها من لحمه بعدما دفع فالطاكسي ضيعف ذاكشّي باش كا يسافر من وجدة للرباط.

ورّاوه فالإستيقبال الأثمينة ديال الغوراف اللي باقية؛ أرخصها 110 دولار! موحمّاد، مرة أخرى ما بقى عنده خيار، وبغى غير يرمي جنبه للأرض، هوّا اللي كان فاق فالدار البيضاء معا الخمسة د-الصباح باش يمشي للمطار. طلع للغورفة دياله فالطابق الخامس، تدوّش من التسخسيخة د-السفر وحاول يرتاح شويّة ساعة كان قاتله الجوع. ما كلا حاجة من ذيك الوجبة د-الغذا ديال الطائرة د-الدار البيضا فوق جزر الأسور بالمحيط الأطلسي. الفكرة باش ياكُل فالمطعم د-الفندق كانت خاريج الاختيارات، بعدما نفق كًاع اللي نفق من ذاك التسبيق ديال الألف دولار، وهوا مازال كًاع ما وصل. خرج من الغورفة باش ينزل يشوف ربّاما يصيب شي قنت فيه شاندويتشات أو ماحلّ بقالة فاتح فين يشري شي باش يعتق الروح. غير دخل للمصعد، وقبل ما يتغلقو البيبان، ها واحد العروسة جارّة فستانها الأبيض بالدانتيل، تلاحت في لاكابين، وتشدّو البيبان عليهوم بزوجهوم. ما عرف-شي موحمّاد باش تّبلى. فالطابق الأرضي، قال الجانتلما موحمّاد للعروسة: تفضلّي"بّـــليز"، وخرجت كا تجري. تمّا بانت ليه جوقة ديال الناس مزوّزين، وأغلبهوم براهش، كا يتّسنّاو ذيك العروسة بمشمومات الورد (؟).

خرج من الأوطيل بعدما خذا معاه بيطاقة الفندق، وبدا سايح ورادّ البال لعلامات الرجوع. الحيّ كان شيكي: ما فيه لا بقّال، لا مول ساندويش؛ وموحمّاد ما عمّرو كان زاعم على المقاهي واخّا غير فباريس اللي أصبح كا يعرفها بحال جيبو، وقفل راجع للفندق. بركًــ'ـكًــ شي شويّة فمرافق الاستيقبال، وبان ليه واحد الركن فيه شي فيترينة د-الكًاطو. شرى واحد الحلوى وطلع للغرفة. تجبّد على السرير؛ فتح المجرّ ديال الطابل دونوي ولقى فيها كتاب مجلّد: The Holly Bible؛ خذاه ومشى لسيفر Job وبدا كا يقرا ...

فالصباح هزّ حوايجه اللي كان كًاع ما فتحهوم، وجا خارج بلا فطور. عيّيطو ليه على طاكسي، وخلص التيليفون، ودوّر معا العون اللي نقـــز على الحوايج وطلّعهوم للطاكسي. قال لمول الطاكسي يوصّلو لماحطة الحافلات ديال مدينة أمهارست. غير وصل للماحطة، قطّع التذكيرة، ومشى لواحد الكونطوار-قهوة، وفطر شي فطور ديال التاقشّوف (مشات فايتة 200 من ذيك 1000 دولار ليكيد د-التسبيق وهوّا مازال كًاع ما وصل وباقي خصو يخلص الكرا ديال البرطمة University Housing ...). ومن بعد، مشى لواحد المخدع هاتيفي باش يعيط للموستقبيلة دياله، إليزابيث سيلكرك. ركّب الرقم، وقال ليه واحد الصوت: "عفواً! عمل نص دولار حتى تسمع الطوناليتي عاد تركب الرقم. وملّي تسالي الموكالمة، رمي المبلغ اللي غادي يبان ليك". دوى معا السيدة، وعيّن ليها الساعة اللي غادي يوصل فيها الكار للماحطة ديال أمهارست؛ وملي علق السمّاعة بان ليه المبلغ، ورماه فالعولبة، وقال ليه ذاك الصوت "ثانك-يو". أول سوؤال طرحته عليه ثقافة البلاد كان هوّا: اشنو زعما غادي يطرا بالسلامة، لو أن شي واحد غير قضى الغاراض وزاد خلفة؟

بعد شي ثلث سوايع وصلت الحافلة للماحطّة ديال امهارست بعدما اختارقت عيدّة مدون (سبرينكًفيلد، نيو هامشاير ...)، وصاب موحمّاد الموستاقبيل دياله كا تنتظره بسيارتها. كانو متعارفين حيث سبق ليهوم تّلاقاو فالندوة ديال الرباط وكذلك فباريس. المدينة صغيرة وفيها غير فيلات مشتّتة وبعض العيمارات القليلة ديال السكنى د-الطالابة كا تبان من بعيد وما كا تّعادّاش 4 طوابق، ما عدا واحدة فوسط المدينة كانت كا تبان قبل كَاع يدخل الكار للمدينة لأن فيها 32 طبقة. شرحت ليه  السيدة بلّي هاذيك هيّا الخيزانة ديال جاميعة أمهارست، وبلّي راه عنده فيها بنيقة ديال الخدمة (Carrel) غادي يعطيوه ساروتها بعدما يتسجّل.

سوّلها موحمّاد على سرّ ذيك الريسالة اللي عطاوه فالطائرة، وشرحت ليه بلّى عندهوم هاذيك الخدمة الباريدية الاستيعجالية: تسفط ريسالة للموارسيل ديالك اللي كا تعرف باللي مسافر يلا كنتي كا تعرف خط الطيران دياله. داتو ذيك السيدة نيشان للبرطمة دياله فشارع Pleasant Street قبالة كنيسة First Baptist Church. طلّع حوايجو، وطلّعت معاه السيدة واحد الخنشة كانت عاملاها فاللور د-السيارة. قالت ليه: ها بعض اللوازم ديال المطبخ، ومعاها واحد الراديو، حتّى تشري الباقي اللي محتاج ليه. زادت وقالت ليه: غادي ندّيك دابا نورّيك المرشي من تبدا تتقضّى، لأنه بعيد خارج المدينة، وتتقضّى بعدا شي شوية اليوم؛ ومن بعد راه عندي فالدار فالعشية واحد الحفلة ديال الموناقشة ديال واحد الطاليبة ديالنا، وغادي ندّيك تتّعرّف على الناس ديال شعبة الليسانيات ديالنا بالموناسبة. وذاكشّي اللي كان.

ملي دّاته للحفلة، بقات كا تورّيه معالم الطريق باش يرجع. كانت الحفلة، فيعلا موناسبة جميلة تلاقى فيها مع أسماء كان غير كا يقرا ليها (جون ماكارثي، جون كينكًستن ...)، وكانت بالخوصوص فرصة باش ياكُل مزيان بعد المودّة اللي قضاها بلا ماكلة بسباب عادام المعريفة بالمرافق. ملّي بغى يخرج، في جوايه الحداش د-الليل، قالت ليه واش عاقل على الطريق ولّا نوصّلك؟ قال ليها بلّي عاقل. لاكين غير تمشّى شوية، تشابه ليه واحد الرامبّان مع الآخر، ودار على اليمين، وصاب رسه تالف. تللاقى معا شي طالابة وبغى يسوّلهوم، لاكين صاب  راسو ما عنده لا عنوان السكنى دياله بالضبط والا ديال دار السيدة. عارف غير بلّي داره موجودة فشاريع "بليزنت ستريت"، وهوّا شاريع طويل. قالو ليه ذوك الطالابة: ها واحد الدورية ديال البوليس جاية؛ شوف معاهوم. شيّر للسيارة ووقفت. كاين فيها غير واحد البوليسي بحال الكاوبوي عامل واحد البندوقية طول ما بين الفيتس والباربريز. حكى ليه القصة: "أي-أم موروكن ...". قال ليه البوليسي طلع، وسوّله على الهوية دياله، وبدا كا يسجل فموذكّيرته، بلا ما يطلب منّه حتّى شي بيطاقة. خذا الميكرو، وهضر معا البريكًاد دياله: "هاذا واحد الباحيث مرّوكي سمّيته موحمّاد ... عاد جا وتوضّر فالطريق، وراه غادي نحاول نصيب معاه فين ساكن.

بداو كا يمشيو ويجيو فذاك الشاريع شي نصّ ساعة بالسيارة. شوية، بانت لموحمّاد ذيك الكانيسة المتميّزة بالمعمار ديالها العصري الخاص؛ وقال لذاك البوليسي: "Thank you, Sir. صافي هنا ساكن". فالصباح ليه،حكى الموغامرة دياله لزاميتله وقال ليها: "كيفاش دابا، لقاني البوليس تالف في نصاصات الليل، وما قال-شي ا شكا ندير، وما طلب-شي مني حتّى وثيقة هوّية!؟"  ضحكــت وقالت ليه: هنا راه القانون دياله ماشي بحال ديال فرانسا. هنا، البوليسي ما عندوش الحق يطلب البيطاقة فالزنقة. كا يعتامد غير على التصريحات. ولاكين هنا فأمريكا، راه التصريحات الكاذبة عقوبتها شديدة بزّاف. ...

------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



28/02/2020
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres