OrBinah

(En arabe marocain). Chemin postscolaire-17. Texte narratif (Entrée à Oujda-4: sociologie d’une pédagogie et anecdotes professionnelles)

طريق ما بعد السكُـيلة-16

 

(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)

(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

 

.

 (القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

.

17- دخول وجدة-4 "سوسيولوجيات ترباويّة وحكايات ميهنيّة"

 

كان للناجاح ديال الأستاذ في شهادة السلك الثالث (فالليسانيات) تحفيز كبير ليه باش يطوّر الأداء ديالو الميهني فالتدريس، خصوصا بعدما تّسندت ليه حيصاص ديال العربية (إلى جانب الاجتيماعيات) ودوّز فيها "الاختبار العملي" ديال الترسيم ديالو كا "أستاذ السلك الثاني" بناجاح كذاليك. فا فالبداية كًاع ديال التيحاقو بالثانوية، نصحاتو/وجّهاتو مديرة المؤسّاسة باش يحضر شي حيصّة ملموسة ديال تدريس الجغرافية (لأنه مكلف بالاجتيماعيات) ووحدة أخرى ديال تدريس موادّ العربية (لأنه أستاذ العربية). بالنسبة للحيصّة د-العربية، اقتارحت عليه يحضر فحيصّة واحد الأستاذ كان عندو صيـت كبير فالمؤسّاسة وفي خاريجها؛ وما يكون غير ذاك الأستاذ الأزعر، بشعرو أحمر، اللي كان جا عند الأستاذ الجديد لقاعة الأساتذة فأول يوم دخل فيه للثانوية، وقبل كَاع ما يشوف الموديرة، واللي قدّم ليه نفسو بالإسم ديالو وحكى ليه "قصة حياتو" فالبلاصة، وقال ليه: أنا كذا وكذا، كا نقوم بإعداد وتقديم عيدّة براميج في إذاعة وجدة الجيهاويّة، وأنا  كذاليك "مراسيل ديال إذاعة لندن في كاميل الجيهة الشرقية". دقّ الأستاذ الجديد على باب القسيم اللي تنعت ليه ودخل (واحد قسيم "الملاحظة" أو "الأولى") ورحّب بيه الأستاذ الرسمي (والموذيع والموراسيل في نفس الوقت)، لأن المديرة كانت خبارتو بالزائر الجديد. كان كا يكتب فالسبورة من واحد الكتيّب طاويه فيديه اليسرى. كانت المادة هي "الشـــكل". كمل الأستاذ النسخ ديالو؛ وبدا كا يسطر على شي كاليمات؛ وزاد في فتحت النص عيبارة: "اشكلي القطعة شكلا تامّا واشرحي الكلمات التي تحتها خط"، وبدا كا يدور بين الصفوف. ومرّة-مرّة كا يبتاسم للأستاذ الجديد. بعد واحد المودّة، جمع الأوراق من عند التلميذات وحطّها فوق المكتب، وبدا كا يختار شي تلميذات ينوضو للسبورة يشكلو النصّ جوملة بجوملة. وفي كل جوملة وقع فيها خطأ، كا يسطر عليه الأستاذ بالطاباشير الأحمر، ويسوّل التلميذات شكون تصحّح ...؛ ومن بعد كا يطلب من الموصحّيحة تعلّـل التصحيح ديالها بإعراب الكلمة المعنيّة. ومن بعد ذاكشّي، ذاز لـ"شرح المفردات"، وبدا كا يسوّل "ما معنى كذا؟". كاين يلا غامرت شي تلميذة، وكاين يلا تكمّش الجاميع وسقـ'ــر؛ وتمّا كا يشوف الأستاذ فالضيف ديالو، ويعطي الجواب للتلميذات، ويكتبو على السبّورة (/الغَضارةُ/: "طيبُ العَيش ورغَدُه ورفاهُه؛ وتطلق كذلك، من باب المجاز، على إناء يقدّم فيه الطعام")، ويهزّ الضيف راسو، زعما "الله يعطيك الصحة؛ هاذيك هيّا". ملّي وصلو كلمة /الفالوذج/ اللي واردة فالنص، تحرج الضيف، وسيّح عينيه لجيهة أخرى، لأنه عمّرو ما سمع هاذيك الكلمة بعد كلّ ذوك السلكات اللي عمل فالأدب الأموي والعباسي و في "معاجم الدخيل" و"فقه اللغة" ديال الثعالبي. شرح الاستاذ للتلميذات ديالو، باعتيزاز واعتيداد، معنى /الفالوذج/، وقال: /الفالوذج/: "حلواءُ تهيأ من الدقيق والماء والعسل" وكتب ذاكشّي فالسبورة. تمّا تذكّر الأستاذ الجديد ذيك "المقامة المضيرية" ديال "بديع الزمان الهمذاني" اللي قراها الجيل ديالو فنفس المستاوى باش يتّمكنو من الفصحى ("كنتُ في البصرة، (...) واللي كا تبدا: "فقُدّمت إلينا مَضيرةٌ، تُـثـني على الحضارة، وتترَجرَج على الغضارة، وتؤذن بالسلامة، وتشهد لمعاوية رحمه الله بالسلامة ..."). ملّي بقات شي خمس دقايق، قال الأستاذ للتلميذات: "انقلن شرح المفردات في مذكّراتكن، وبدون ضجيج"، وخرّج واحد الدفتار ديال 100 ورقة من الجارور، وبدا كا يسطّر ويكتب بأقلام الفوتر الملوّنة، وينقل من واحد الورقة د-الكلاسور وردية خرّجها من المحفاظة وباين عليها من بعيد أنها مقرّنة بالية شوية. شرح من بعد للضيف ديالو بلّي هاذاك كا يتسمّى "دفتار النصوص" كا يسجّل فيه الأستاذ المادة د-الحيصّة، وعنوان الدرس، والطاريقة، وأدوات العمل، والخطوات، وشي ملاحظات/انطباعات يلا كاينة حول الحيصّة. وورّاه فنفس الوقت، وبالمناسبة، شي قويبـــسات قال ليه بلّي فيهوم واحد المادّة كا يعالجو بيها بعض أجهيزة البثّ فالإذاعة، وأنه غادي فالحين لواحد الحيصة ديال البريكولاج فالإذاعة، وقال ليه دوز زورنا، سوّل غير على "المارشي كوفير" وغادي يورّيوك ماقرّ الإذاعة، وقول ليهوم عيّطو لي لفلان ...

بعدا بعدا، ومن هاذاك النهار، معا هاذيك القصّة ديال /الفالوذج/، بدا الأستاذ الجديد كا يفكّر واش غادي يعاود حتّى هوّا نفس التجريبة (ثقافة "المضيرة" و"الفالوذج") معا الجيل الجديد، أو أنّ عليه يجتاهد ويحاول يطوّر منهج درس العربية والمضمون ديالو. قال معا راسو: بأيّ مقياس يصحّ اختيبار تلميذ/ة، مهما كان مستاواه، بكلمة غريبة فلفظها وفالمعنى ديالها بحال "الفالوذج"؟ واشنو هيّا كًاع القيمة الموضافة اللي غادي تحصل للمتعلـّـم يلا عرف معنى /الفالوذج/ أو معنى /المضيرة/ (المضيرة: "لحمٌ طُـبِخ باللبن البحْت الصريح ...") اللي المرجيع الديلالي ديالهوم ما عندو-ش أيّ وجود فالحياة كيما هيّا من حوله؟

من العام الثاني اللي عطاوه فيه نيصف حيصة د-العربية باش يدوّز فيها اختيبار "العملي" ديال الترسيم، قرّر الأستاذ الجديد يعمل خطّة ديال إكساب أداة اللوغة العربية كا لوغة مندامجة فالموحيط. كوّن "خزانة الفصل" للإعارة، من تابرّوعات التلميذات (كا يستردّو كتوبهوم فراس العام)، وقرّر يستعمل مادة "القراءة" فالكتاب الموقرّار غير كا موجرّاد مدخل تمهيدي فبداية الحيصة (prétexte)، من أجل تطبيق خطّة إكساب التلميذ/ة متن الموعجام الوظيفي، وبنية اللوغة العربية، وعلى الأخص منها المعريفة بالصرف اللي تساعد المتّعلم على استيعمال الموعجام"المُنجد"؛ أي أنه كا يوقف على شي كلمة مختارة أثناء القراءة (كلمة /انْتـَـقَــتْ/ مثلا)، ويسوّل على شرحها. وبعد واحد الجواب ولّا زوج (صحيح أو خطأ)، كا يخرّج "منجد الطلاب" من خيزانة الفصل، ويقول: "من تقوم بالبحث عن الكلمة في المعجم؟". كا يسوّل المتطوّعة على أيّ مدخل موعجامي غادي تبحث فالموعجام. كا يكون ذاكشّي موناسبة باش يتعلّمو التلميذات كيفاش يرجّعو الكلمات (نيّة، انــتــقى، انــتــعل، انـعــقـف) إلى الأصول الموعجامية ديالها بعدما يجرّدوها من "زوائد سألتمونيها" باش يستطاعو يستقلّو ويبحثو بنفوسهوم فالمعاجم. وفي حيصاص أخرى، كا يطلب - انطلاقا من كلمة من الكلمات ديال القيراءة - شكون تقوم بتحضيـر نصّ وصفي من نيصف صفحة على جولة فمرفيق من المرافيق ديال المحيط (البريد، السوق، الحافلة، حفلة عائلية، ...)، على أساس تقراه فالحيصّة الموقبيلة، معا جواز استيعمال الكاليمات اللي ما تعرفها-ش بالفوصحى، باللهجة العادية ديالها بين مزداويجتين ("كًيشي"، "مانضة"، "روكومانضي"، ...)  وأنها غادي تنال نقطة على العرض ديالها كا نقطة مادة "الإنشاء" (بعيد على "النزهة"، "العطلة"، "السعادة" ...). فالحصّة الموقبيلة كا تقرا التلميذة النص ديالها، وكا يتمّ استيبدال الكاليمات بشكل جماعي. بهذا المنهج، كا يكون الرصيد الموعجامي المحصّل أو المفروض تحصيلو محصور وموزّع على مرافق الحياة والموحيط، ما-شي ذوك الحكايات ديال "الفالوذج" و"المضيرة" والغريب أو الميّت من اللوغة. هذاك المنهج ديال حصر الرصيد الموعجامي واستيغلال حيصة القيراءة فتوزيعو بشكل عقلاني، كان استافدو الأستاذ الجديد من ذاك الكتاب من أربعة ديال الأجزاء (أ، ب، ج، د) ديال دروس اللوغة العبرية اللي كان شراه موحمّاد من الجوطية ديال حيّ "الملّاح" في فاس، واللي العنوان ديالو هوّا אלף מלים ("ألف كلمة") اللي صدر فمدينة القدس فخمسينات ق-20، واللي كا يغطّي جميع مرافق الحياة اليومية، والاقتيصادية، والإدارية، والاجتيماعية، واللي كا ينتاهي كل جزء من الأجزاء الثلاثة ديالو بفهرست ديال الكلمات المستعملة فيه معا رقم الصفحة فين واردة كل كلمة. الجزء الأول كا ينتاهي بهاذ العيبارة مكتوبة بالخط السميك (كًاع هاذشّي غير بـ 500 كلمة)؛ والخمس-ميّة كلمة الأخرى ديال "ألف كلمة" اللازمة للامتيلاك الأساسي للوغة العبرية موزعة ما بين الجوزئين الثاني والثالث؛ أما الجزء الرابع، فا كا يفتارض أن المتعلم اكتاسب معرفة بالبينية الصرفية ديال الكلمة العبرية وتعرّف على الصياغ ديالها القياسية بفضل المقابلات المختالفة (صيغة: فِعل/فاعل، فعل/مفعول، فعل/مصدر ...) اللي كا ينتاهي كل درس بمثال منّها (وما-شي بدروس منفاصلة فالنحو والصرف)، ويستاطع دابا يستعمل الموعجام حيث تحصيل الموعجام كا يدوم طول الحياة، وعلى ذاكشّي تّخصّص الجزء الرابع لموقتاطفات من النصوص الأدبية، مقدمة بدورها بشكل منهاجي عقلاني. معنى هذا أن أربع سنين (بموعدّال 25 درس فالجوزء) كافية للاكتيساب الأساسي الكامل ديال أي لوغة.

هاذيك الخطّة، عمّرو ما صاب الأستاذ الجديد معا من يناقشها، خيلال الخدمة ديالو فهاذيك المؤسّاسة اللي قضى فيها خمس سينين (1973-1978)، حيث "الموفتّيش" ما زارو خيلال الخمس سنين اللي قضاها فيها سيوى بموناسبة اختيبار "العملي"، فالعام الثاني، وفواحد الزيارة الخاطفة/المخطوفة فالعام الرابع، اللي ما قبل الأخير، ملّي سيفطوه بعض "أولاد هيشار" من البلاحسيّا ديالو في موهيمّة "صيد" خاطفة!

فا ملّي بدات الهضرة فأوساط الزومالاء على حصول الأستاذ على "شهادة استكمال الدروس" بالسيلك الثالث، وتبعاتها أخبار فضيحة الموباراة ديال "المساعدين" في فاس عام 1977، اللي بقات معلقة دون إعلان رسمي على النتيجة من بعد واحد تلت أيام فولكلورية ديال موداولات اللجنة في ماقرّ الإدارة بنهار (ويمكن مفاوضاتها فالديور بالليل)، "ناضت القردة" فصفوف البيطانة ديال ذاك الموفتّيش الشيباني مسكين اللي ولّاو سمّاوه "المُحْشي" بالسوخرية، وبداو كا يقولو ليه "راه فلان مدّيها غير فشغلو، وكا يحضّر شواهدو على ظهور التلميذات". ما عجبو-ش الحال، مسكين، بطبيعة الحال، وغار ليه "طربوش الواطان" اللي فوق راسو على مصلاحة الجيل الصاعد. واحد النهار (9 مارس 1977)، كان الأستاذ متبّع واحد المرحالة ديال الدرس كا تتعلق بـ"صيغة المصدر" ما بين المصادر السماعية، اللي خصّها تّحفظ، والمصادر القياسية اللي خاص المتعلّم يعرف القاعيدة ديال صياغتها، شوية ها الباب د-القيسم تّفتح بحال يلا فتحو شي شفّار. دخل "المحشي" بجلّابتو وطربوشو بدون سابق إشعار. نزاعج الأستاذ بهاذيك الطاريقة "الترباوية" ديال موفتّيشين على الطريقة ديال الشورطة القضائية، ولاكين رحّب بيه، معا ذاليك وهوّا منزاعج. كًلـ'ـس "المُحشي" فالمكتب، وهزّ "دفتر النصوص" كا يقلّبو، بدا كا يدوّن شي حاجة فواحد الورقة. ستاعد الأستاذ راس الخيط ديال الدرس بماشقّة، وزاد معا التلميذات، اللي اضطاربو حتّى هوما ...

ملّي جا "التقرير" ديال "المحشي"، قراه الأستاذ ولقى، من بين ما قال الموفتّيش فالأول كًاع: "وجدت على مكتب الأستاذ كتيّبا بالفرنسية بعنوان 'بسيكولوجي سوسيال'"، "وعلى السبورة العنوان الآتي: تمارين شفهية حول المصدر". وزاد التقرير كا يهضر على الشكل "غير الأنيق" ديال "دفتر النصوص" ... وختم الكلام بأن الأستاذ بان ليه "- مِثل الطير الواقع - هدفٌ يسهل رميُه واصطيادُه"، وكمّل بقولو "الأستاذ شابٌّ يبدو يقظا ومتفتّحا، ولكنّه مع الأسف لم يظهر بمظهر القائد الموجّه ..."؛ وكانت النقطة، بعد 4 سنين ديال الخدمة عمّرو ما شاف فيها الأستاذ وجه "المُحشي"، هيّا 11 على 20. وهاكذا تمّت جولة الصيد ديال "المُحشي" بناجاح، وبداو ثاني البحلاسا من "أولاد هيشار" كا ينكّتو بيها (ويردّدو: "كا الطير الواقع يسهل رميه واصطياده" ...) في جماعات عشايرية بمقهى كولومبو و"كافي دو-فرانس"، وكا يعملو بحال يلا كا يستهزاو بالذهينيّة ديال "المُحشي"، على طريقة اللي باع القرد وكا يضحك على من شراه.

تّزادت الواقيعة ديال "الصيد" لحكاية "منين نتا؟" ديال الموباراة اللي كانت عاد دازت. وتمّا فاقت ثاني القردة ديال الطوبّامروس فراس موحمّاد، وبدات كا تزعرط ليه فالراس. قال: صافي هاذ البلاد ما-شي بلاد هاذ الساعة؛ وبدا كا يفكر فشي سيناريو ديال "الحريكًـ" قبل ما يظهر اللفظ. كمّدهوم بزوج وبدا كا يفكّر غير فالسيناريو، وهوّا اللي كان عمّرو ما فات أكادير حتّى لـسنّ الباكالوريا، ووصل دبا للحدود الشمالية مع "لانجيري" اللي كان كا يسمع عليها فالصغُـر غير عند خالو، اللي كانت حركًـ حتّى إلى "تونس لخضرا"، وكان كا يحكي موغامراتو. فا هوّا عمّرو ما شاف الخاريج كي داير، واخّا كان مبلي برسم خاريطة العالم بتاضاريسها وحدودها وعواصمها غير من راسو ابتيداء من الشهادة الابتيدائية فتاليوين، وبالرغم من أن الجيل ديالو من الموظفين الشباب كان دشّن بعدا السياحة فـ"الخاريج" فالعوطلة د-الصيف، واخّا غير فأسبانيا أو مستعماراتها، مليلية وسبة. حيث كا يتذكر أن زاميلو فمادة الجغرافيا الأستاذ "بلّاعي، كان كا يتّباهى عليه بالمفاتن إديال "إيكس-آنبروفانس"، وأن زاميلو د-العربية "زين العابدين العارابي" كان كا يتّباهى حتّى هوّا بجولة جماعية في أوروبا مشى فيها هوّا وصحابو حتّى لموسكو، حيث هاذيك الساعة ما كاين شينكًن، لا فيزا؛ بينما هوّا (اللي كان جامع دريهمات) كا يدوّز العوطلة غير معا صحابو القُدام فدوّار العوينة/المنابهة، أو كا يقرا تمّا اللسانيات فالصهد تحت الزيتون فجنان "الفرايشات". عياو فيه الإخوة فالماقر د-الحيزب فـ"طريق مراكش" باش يكتب شي حاجة على هاذ القضية ولّا هاذيك باش يسيفطوها ليومية "الاتحاد الاشتيراكي"، وما بغا-ش يجعل من حالتو أداة ظرفية لأي سيجال مهما كانت طبيعتو وأطرافو. كلّ ما عمل، بالنسبة لعمليّة "الطائر الذي يسهل صيده" هوّا أنه كتب توضيح وبعث بيه عن طريق السلم الإداري، وطلب زيارة ترباوية مضادة، وبدا كا يفكر فالعاناصير ديال واحد المقال عندو طبيعة عامة، يطرح فيه مشكل التعليم فالبلاد. في أوج الصدمة الثانية، ناض واحد الصباح، وكتب واحد الكلمة مختاصرة فواحد الوربقة برتوقالية من الأوراق اللي كا يلخص فيهوم مقراءات الكتوب ديالو، كا يقول فيها بأنه قرّر، بشكل ميزاجي، ينقاطع عن الخدمة، وعملها في غلاف، ومشى ودعها فمكتب الموديرة السيدة "بدرة بنميرة"، ورجع للدار. ملّي خبر صاحبو "بوسمرة" الفلسطيني، اللي معاه كان ساكن هو و"ومصطفى أغداد" اللي من الناضور (بعدما حصل على التبادل من إنزكًان وقبل ما يرجع نيهائيا لبلادو بحال الأخرين)، قالو ليه بزوج: راك تحت تأثير النرفازة من كلّ جيهة؛ دابا العوطلة قريبة؛ عطي لراسك مهلة ديال العوطلة الصيفية تربح بعدا غير الراتب ديال شي شهورا، ومن بعد فكّر مزيان اشنو غادي تدير بالملموس. ملّي برد ليه راسو شوية بعد شي أسبوع، مشى بالفيعل عند الموديرة، اللي كانت فاهمة كلّشي. استقبلاتو بلاباقتها المعروفة، وقالت ليه: الورقة ديالك راه احتافظت بيها وقلت معا راسي هاذي حالة غادي تدوز. وعملت يديها تحت "السومان" (sous-main) ديال المكتب ديالها وجبدت ذيك الوريقة وردّتها ليه. فالعام الموقبيل، اللي تفتح فيه السيلك الثاني بالثانوية، تّعطات ليه فيه من موادّ العربية "التربية الوطنية"، وما-شي المادة "النبيلة" ذيك الوقت اللي هيّا "الأدب العربي" واللي تّـعطات لواحد أخر من بيوتات البلاد. كان الأستاذ، صافي، استجمع موادّ المقال حول تجربة التعليم، وبدا كا يحرّر واحد المقال طويل، ما كمّلو حتى قرابت العوطلة د-الصيف، وعطاه للأخ "عبد العزيز صبري" باش يتنشر في صفحة "المحرّر الثقافي" ديال جريدة "المحرّر". وفهاذيك الأيام كانت شي أشغال د-البني قايمة فجيهة "جبل حمرا" بجوار الوالي "سيدي معافى"، وكانو كا يقولو راه ديال جاميعة أو فرع جاميعي غادي يتّفتح فوجدة. قال موحمّاد للطوبّاماروس اللي فراسو: خلينا نجرّبو هاذ الفورصة الأخيرة ومن بعد يبان اللي بان.

وفنيهاية العام الديراسي (1978) تمّ الإعلان على واحد الليقاء "ترباوي تاواصولي" كبير بزّاف لأساتيذة الثانوي بوجدة ولجميع الموفتّيشين ديال الجيهة، غادي ينشّطوه شي موفتّيشين، وغادي يحضر فيه المندوب الإقليمي، والموفتّيش الأقليمي، فثانوية "زيري بن عطيّة". كان الحال بدا كا يسخن مزيان، والطوبّاماروس كانت سخانة راسو أكثر، حيث كان عاد سالى المقال ديالو اللي فرّغ فيه الرأي ديالو حول المنهج الترباوي ديال تدريس مواد العربية وكيفية التأطير البيداغوجي ديلها من طرف الطاقم اللي كا يعتابر نفسو "موفتّيش" عندو بيطانة، وما-شي مورشيد ترباوي كا يواكب أعمال طاقم التدريس ويتّعاون معاهوم، ويميّز من بينهوم في نفس الوقت، عن طريق الاحتيكاك الكافي، الكوسالى المتّلاعبين اللي خاصّهوم الردع، أو ذوك اللي كا ينقصهوم وضوح بيداغوجي عملي باش يساعدهوم بشكل بعيد عن ذوك الأدبيات السيحرية المكرورة ديال نظريات "الطريقة"، "المراحل"، "الطرق الفعّالة" ... الخ. غير سالاو الرسميين الخطبات ديالهوم بلوغة الخشب المعهودة وتفتح "باب الأسئيلة" للأساتيدة، كان الأستاذ أول من طلب الكاليمة. تّفاجأو الحاضرين، لأنه ما-شي من البيطانة، ما-شي من الأوجوه البارزة اللي تّنتادبت للتدريس في "المركز الترباوي الجيهاوي"، ما حتّى حاجة. قبط الميكرو وسلم على الحاضرين، وقال سمحو لي انا عندي بضع ملاحظات عامة ما كاينش مكان أحسن هاذ الملتقى باش نبديها، وبدا كا يلخّص مولاحظاتو، وحدة بعد الأخرى. بدا كا يقول ليه السيد النائب اللي كان متراءس الليقاء: "السؤال من فضلك، السؤال؟"؛ جاوبو "انا، حضرة السيد النائب، قلت عندي ملاحظات؛ ما عندي أي سؤال"، وزاد واصل. جا عندو الشاوش باش يزوّل ليه الميكرو ورفض يعطيه ليه. قال ليه "سمح لي، يلا بغى السيد الرئيس يقطع عليّا الكلام يقولها لي هوّا". تمّا ناض عاود ثاني الأستاذ "حسن المراني" معا واحد صاحبو شاعير حتّى هوّا وكا يقرّي فالمركز الترباوي الجيهاوي، وغادرو القاعة! (كيما كان تمّ فالموحاضرة ديال بوصة الشغل فالعام الأول كًاع حول "الجانب الثوري فالإسلام")، بينما كثير من الأساتيذة الحاضرين باين عليهوم بلّي جاهوم الكلام على هواهوم ... ملّي كمّل الأستاذ الكلمة ديالو، ردّ الميكرو للشاوش؛ وقال السيد المندوب في حاراج باين: "أرجو أن يؤخذ هاذا على أنه مجرّد حماس وليس من قبيل التجاسُر". حسّ الطوبّاماروس بلّي قطع دابا "شعرة معاوية" معا المحيط ديالو المؤسّاسي، بعد هاذيك المرافعة اللي تجرّأ فيها على مساءلة أعيان الجيهاز الترباوي الأقليمي في محفل رسمي كبير، بينما الناس كا تّبحلس على الزيارات المرتّبة والترقيات السريعة بيناءً على النقطة الإدارية والنقطة التربوية واعتيبارات أخرى. وتّزاد على ذاكشّي أن المقال المذكور، وبعدما تأخر بزّاف، نشروه، معا ذاليك، فالصيف اللي كا تقلال فيه المادة ملّي كا يمشيو الكتّاب للبحر. صدر يوم 16 يوليوز 1978 بـ"المحرر الثقافي" (11. زنقة الجندي روش؛ الدار البيضاء) بعنوان تقليدي طويل هوّا: "من أجل طرح صريح لمشكل العلاقات التربوية في مؤسّساتنا التعليمية" فصفحة كاملة ديال الجريدة. هاذاك المقال، عاود صابو الأستاذ واحد المرة بعد شي ثلاثين عام، وتخلع من كون الصورة التراجيديّة اللي كان رسمها لموستقبال الجيل ولتدريس العربية بيناء على التشخيص ديال المرحلة، تحقّـقـ'ـت بالتفاصيل ديالها، بحال يلا كان كا يملي عله شي غُراب من غربان نبوؤات النـ'ـحس.    

وفي خريف 1978، تمّ الإعلان عن مباراة في فاس من جديد، لاكين هاذ المرّة من أجل اختيار "مساعدين" من بين اللي حاصلين على "شهادة استكمال الدروس" (اللي تّكثارو فالفوج فظرف عامين) باش يلتاحقو بجاميعة وجدة (كلية الآداب وكلّية الحقوق) اللي غادية تفتح. قال موحمّاد معا راسو، كيما كان كا يقول ليه الواليد: /سكر ي-وامان ماني غا زراين/ ("دير للما منين يدوز")، وساير السوسيولوجيا د-الواساط الميهني؛ راه يمكن يكون اللي مادا بيه يتّمكّن  من التغطية على واقعية الموباراة السابقة اللي باقي كا تّداول فالواساط، ويتخلّص فنفس الوقت من أي عنصر غير مرغوب فيه ملّي يبقّيه "مجلّـق" تمّا بعيد فوجدة.

تقدّم الأستاذ للموباراة، ونجح فيها معا 12 خلق آخرين، حوالي النص منّهوم من مدينة فاس. كان الدكتور عبد السلام الهرّاس (صاحب "منين نتا؟") هوّا براسو اللي طلب الأستاذ  فالتيليفون عن طريق مكتب الباريد ديال وجدة، ومشى الأستاذ وتّسنّى شوية، كيما كان كا يتّعمل فذيك الحيقبة، حتّى عاود عيّط الدكتور وهنّأو بالناجاح ديالو بحرارة. التفاصل ديال الشافاوي وديال الترتيب النيهائي للناجحين، اللي احتل فيه الأستاذ الرتبة ما قبل الأخيرة (الأستاذ أحمد عرباوي من فيكًيكًـ هوّا اللي تّكلاصا فآخر اللائحة) ما-شي موهيمّة بزّاف واخا حافلة بالديلالات.

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



22/09/2019
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres