(En arabe marocain). Chemin postscolaire-15. Texte narratif (L’entrée à Oujda-2): Leçons d’histoire-géo et politomanie.
طريق ما بعد السكُـيلة-14
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
15- دخول وجدة-2
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
دخول وجدة-2 "دروس د-الاجتيماعيات، وتادخّولات د-البوليتيك"
.
بدا الأستاذ موحمّاد الدروس ديالو معا التلميذات فشي أقسام ديال "الملاحظة" وديال "الأولى" فثانوية لالة أسماء بوجدة، بعدما حضر يوم الثلاث 23 أكتوبر 1973، كا مستامع مولاحيظ، لواحد الدرس ديال "أستاذ عزيزي" (واحد الأستاذ اللي كان داير "زويز" بحالو فالشكل وفالهندام، على حساب ما حكاو من بعد). الاجتيماعيات، والجغرافية بالخصوص، كانت من الموادّ اللي كا يطمأن ليها، واللي هيّا، على كل حال، أحسن عندو من موادّ العربية، خصوصا منّها "الإنشاء" و"الشكل" والمحفوظات أو تحليل شي قصيدة، أو الهضرة على شي مدراسة أدبية أو شي جنس أدبي. وكانت الاجتيماعيات عاد بدا تدريسها بالعربية فهاذاك الوقت، وهوّا سبق ليه قراها بالعربية فالتعليم الأصلي. ما كان-شي كًاع كا يدير الجوذاذات ديال "التحضير". المعلومات العامّة كاينة فراسو من قديم، وكان غير كا يطّالع بالليل على كتاب التلميذ، وفالصباح، كا ينظّـم "الخطوات والطريقة" فراسو، على حساب موضوع الدرس. ما كا يهزّ معاه حتّى شي محفاظة. يالله شي مرّات اللي كا يهزّ شي كلاسور يلا كاينين أوراق تصحيح الواجيبات؛ وبعض المرّات كا ياخذ معاه غير شي كتاب الجيب ملّي تكون عندو شي حفرة بين السوايع فاستيعمال الزامان. كان كا يجيد الرسم ويستاعن بيه فتثبيت إدراك المضمون، وكا يستعمل السبورة بشكل مبوّب ومنتاظم، وكا كًاع يتعجّبو التلميذات ملّي كا يرسم دائرة الكرة الأرضية فالسبّورة بدون بيركار أو ملّي كا يرسم الخارطة بتفاصلها من راسو بالتدريج، وهوّا متدرّج فالدرس. وذاكشّي كلّو كان كا يعطيه شحنة د-التطبيع معا واحد المهنة اللي جاتو بدون ما يجيها، وكا يزيد يخدم مزيان معا ذوك التلميذات اللي البعض منّهوم المهذّبات المنضابطات وكاين المجتاهدات، وكاين البعض عندهوم ترابي ديال اللي تفكّو ليهوم الحبال وهربو من شغل الدار ومن نكًـُير الشارفات. ندامج بسورعة فمجموعة أساتيذة الاجتيماعيات المتخصّصين (أغلبهوم تخرّجو من "مراكز التكوين الجهوية")، وبدا كا يحضر معاهوم فالليقاءات الترباوية الخاصة معا موفتّيـش الجغرافية (أستاذ الحرفي)، وكا يخرج معاهوم فخرجات ديراسية ميدانية. أما أساتيذة المؤسّاسة، كبارهوم وصغارهوم، فا دخل معاهوم هوما الأولين بسورعة فـعلاقات جدّ طيبة (سّي صبري، سّي الوازي، سي بنخليفة، سّي اليعكًوبي، سّي الحموتي، سّي اكًرار، سّي شقرون، سيّ الباي، سي عزيزي، سي الحمري، سي بلاعي، سي حمداوي، سي العارابي، وغيرهوم)، وكان أغلبهوم (عربية وفرانسية واجتيماعيات) أساتيذة السلك الأول أو معلّيمين منتادبين فالثانوي؛ كانو يالله أربعة جداد، هوّا من بينهوم اللي هوما أساتيذة السلك الثاني.
معا قرابة نيهاية العام الأول، وعلى إثر مجموعة من التجارب الترباوية الملموسة، قتانع الأستاذ موحمّاد بسورعة بأن الأسلوب الترباوي اللي عتامدو فالتاعامول السوسيولوجي معا التلميذات، واللي كان كا يتمثّل في شيعار "تحطيم الجدار" ما بين الأستاذ والتلميذ، والتاخلّي عن بعض "الشكليات" فهاذيك العلاقة، كان أسلوب ما صالح-شي بالقياس إلى واقيع طبيعة الثقافة العامّة ديال الموحيط. بان ليه بلّـي مفهوم "الحورّية" فهاذاك الواقيع، كا يولّي عيبارة عن "حرّيّة العبد الهربان"، وأن سولوك ذاكشّي ديال "التواضوع" و"تاشعبـيّـت" معا المؤطّارين ديال الواحد، كيفما كان نوعهوم فواقيع هاذيك الثقافة القايمة، كا تفتح الباب غير أمام انفيلات نوازع الدسارة والبسالة السيبة. بدا كا يتّاكد بلّي نظريّة آلان في التربية (Alain. Propos sur l’éducation) ، اللي كان قال ليه عليها الأستاذ "مبارك ربيع" خيلال اختيبار الشفهي ديال "الكفاءة التربوية بلّي "تمّ تجاوزها"، هيّا نظريّة باقية صالحة وصالحة بزّاف فالمجتامعات البلدية. إنما قال الأستاذ موحمّاد معا راسو: "دابا هاذ العام، فات الوقت بالنسبة لتغيير المسايل؛ كا يقولو: فالبداية كا يموت المشّ؛ فا الموعيد إذن هوّا الدخول الماجي". معا الدخول ديال العام الثاني (1974-1975)، تبدّل الأستاذ موحمّاد؛ بحال يلا هزّيتي شي شخص وحطـّـيتي فمكانو شخص أخُر. ما بقا-ش كا يوزّع الابتيسامات فالقيسم وفي مابين الأقسام، ما بقا-ش كا يخلّي التلميذات يتّجامعو عليه جوقة فالمكتب د-القيسم بعد انتيهاء الحيصّة وهوّا كا يعمّر "دفتر النصوص"، ويبدا كًاع بعضهوم يعبث ليه بشعرو من اللور...، وما بقا-شي كا يخلّيهوم يرافقوه فالطريق ملّي يخرج من المؤسّاسة ويعطيوها معاه للهضرة بشكل "شعبي"، وما بقا-ش كا يدندن باستيمرار معا راسو بألحان موعيّانة فبين الأقسام وفالطريق ... ولّى الأستاذ موحمّاد "روبو"، وتهنّى معا راسو، واخّا هاذاك القيناع ثقيل وما كا يناسب-شي الميزاج ديالو. بداو كا يقولو بلّي هاذاك التغيير حصل "علاحقاش جاتو الخُلصة"؛ كا يقصدو "جاه الرابّيــل". صحيح أنه جاه عاود ثاني "الرابّيل" في فصل الربيع ديال العام الأول الفايت، بدون ما يسلّف سانتيم واحد، بفضل مدّاخراتو ديال "صندوق التوفير" بعد الطرد من "المدرسة العليا للأساتذة" فيناير 1973، وبلّي دخّل تحسينات على هندامو، وبدّل، عند "الشينوي"، ذيك السنّ اللي كانت مكسّرة ليه من يامات اللعب بالحجر فدوّار إيكًودار/المنابهة لمّا كان حالّ فمّو فاللعب وجات ليه فيه واحد الحجرة رمى بيها "الحبيب ولد هرمان"، واللي جعلت واحد النمرة مرّاكشي، من ريفاق ظهر المهراز، يبدا يسمّي الطوبّاماروس غير "فمّ درب ضاباشي" واللي جعلت بعض التلميذات فالمؤسّاسة دابا يسمّيوه "سنّ الطالون" أو "بو-فرّة". حيث، راه التلامذ/التلميذات خاصّهوم ديما شي لاقاب لبعض الأساتيذة: البعض كانو كا يسميوه "شامي كابّور"، والبعض سمّاوه "السميري" (نجم المولودية ذيك الوقت مول الغوفالة الكحلة)؛ وكاين كًاع فهاذ الباب، واحد صاحبو فالسنين اللي من بعد، كانت عندو خانة فالخد وعندو عيون كوحل كبار وحورش، ما لقاو الطاليبات باش يسمّيوه سيوى "سميرة توفيق".
هاكذاك بقى الأستاذ موحمّاد فالتاصرّوف ديالو الترباوي على طول حياتو الميهانية: الضبط والانضيباط واستيقامة "اغاراس-اغاراس" د-الحديد فالامتيحانات، مهما كان بنادم ولّا بنادمة ولّا بُّاه ولّا عمّو أو جارهوم؛ وذاكشّي كا يعجب شي، وما كا يعجب-شي كلّشي؛ وصعيب على صاحبو فالعلاقات معا الموحيط الاجتيماعي الملموس.
الهموم ديال الأستاذ موحمّاد ما بقات-شي، بالطبع، محصورة فالدائرة الميهانية، اللي دابا استقرّت باللي عطى الله، وما باقي دابا غير اجتياز التفتيش/"العملي" من أجل الترسيم النيهائي والاستيسلام لقضاء/مصير الوظيفة العمومية، بالناشاط ديالها المكرور، وبالرزق ديالها المحدود. ذاكشّي علاحقّاش راسو كان مازال مدّابزين فيه زوج د-الشخصيات رئيسية: موحمّاد القديم، والطوبّاماروس الجديد؛ وسبّـ'ـب ليه هاذاك الدباز ديال راسو واحد التأخّور كبير فالخروج من فترة المراهقة بمفهومها الاجتيماعي، كيما قرا على هاذاك المفهوم فيما بعد، باعتبار المراهقة الاجتماعية (اللي ما عندها علاقة بالنموّ البيولوجي) هيّا كًاع الفترة اللي مازال ما حدّد فيها الشخص، بشكل نيهائي، أي دور اجتيماعي رئيســـي، واضح وملموس في حياتو (وظيفة/مهنة معيّنة، زواج/إنجاب، موراكمة المال، موغامرة العليم/الفنّ/الرياضة، موغامرة السياسة/الجندية ...) واللي يكون الباقي تابع ليه ومشروط بيه.
فا في هاذاك العام الثاني (1974-1975)، وبعد ذيك الموحاضرة ديال ماقـرّ بورصة الشغل، اللي كان دار فيها الطوبّاماروس واحد التادخول ديال "المادية التاريخية" في تعقيب على موحاضرة "الجانب الثوري فالإسلام" ديال الأستاذ الحافي، زيادة على تجريبة الكارطونة ديال مجلة "الحرية" اللبنانية وأقلام الرصاص للبيع ديال الجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين" اللي كا علين ما تسيفطو لشي تحقيقات حتّى واحد ما يعرف باش تنتاهي، حصل أن الزعيمين الاتحاديين، عبد الرحيم بوعبيد وعمر بن جلون (اللي هوّا ولد نواحي وجدة، واللي قرا معا عبد العزيز بوتفليقة فـ"ليسي عمر" بوجدة) قامو في ربيع 1975 بزيارة لمدينة وجدة فإطار التعبئة من أجل القضية الوطنية ديال الصحرا، ومن أجل إرسال رسائل واضحة عن قرب "للأخوة في الجزائر الشقيقة" اللي بداو كا يدخلو "بركبة وكُراع" شحال هاذي فقضية الصحراء.
كان ذاكشي غير شي شهورا بعد الخروج من السجن مباشرة بعد خيطاب عيد الشباب ديال 1974 اللي علن فيه الملك الحسن الثاني على "جعل السنة المقبلة سنة استكمال الوحدة الترابية"، هاذاك السيجن اللي كانو دخلو ليه مجموعة من القادة والموناضلين الاتحاديين على إثر أحداث مولاي بوعزّة (مارس 1973)، وغير بعد حوالي شهرين من انعيقاد المؤتمر الاستثنائي للحيزب (يناير 1975) اللي أسفر عن تأسيس "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بعد عامين ونصّ ديال النيزاع على سمية "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" من نهار حصل انفيصال جماعة الرباط على جماعة البورصة ديال الدار البيضا (2 يوليوز 1972). كان الليقاء الجاماهيري ديال القادة بزوج في سينيما "كوليزي" اللي من ورا قصر البلدية. فنيهاية الخيطابين ديال ذوك زوج د-الزوعاما، تفتح باب التادخّولات للجمهور. ما حسّ ثاني الأستاذ الطوباماروس حتّى لقى راسو متدخل بواحد اللوغة فيها كثير من التبطين حول الفترة ديال نيهاية الخمسينات وبداية الستينات، اللي كانت كا تتلافاها الأدبيات الاتحادية فذيك الظرفية (بما فيها الليقاء ديال وجدة) "حفاظا على الجبهة الداخلية" بعدما قرّر الحيزب يتّاخذ من "القضية الوطنية" أداة تعبوية لإعادة بيناء الحزب بعد الضربات اللي تلقّاها (الطرود الملغومة، أحداث مولاي بوعزة وحملة الاعتيقالات). يومين من بعد، خرجت الصورة ديال الأستاذ ف يومية "المحرّر" كبيرة واضحة وهوّا واقف خيلال التادخّول ديالو، ومكتول من تحتها: "تدخل أحد الشباب أثناء زيارة الأخوين بوعبيد وعمر لوجدة". تمّا قال ثالني موحمّاد للطوبّاماروس ما معناه، كيما في قصّة المراكشيّة: "ونتا دابا، يا البورحماوي؛ شي فالناس، راه شريف بباراكتو، وشي راه فقيه بقُـرآنو يحفظو ويحميه؛ ونتا، يا البورحماوي، اشنو دخّلك لسوق الشبوق، ونتا غير طالب-معاشو فباب دكُالة؟ بسميّة من دابا ترافع؟ وشكون معاك، ولّا من وراك باش تّحسب عليه هاذ التصويرة؟ يوا، راه هاذيك التصويرة دعوة للتوبة؛ وباراكا من كثرة الهضرة على "الإصلاحية والإصلاحيين" وذاكشّي.
بالفيعل، ملّي تلاقى الأستاذ فالثانوية معا عبد العزيز صبري، اللي كان ديما كان كا يحاول يقرّبو لعندو، قال ليه هاذ الأخير بلّي الأخ "بنــشوّاط" قال ليّا لابدّ هاذاك الولد يجي معاك للماقرّ نهضرو شويّة. ما تردّد-شي الأستاذ موحمّاد/الطوبّاماروس هاذ المرّة. فالماقرّ، بـزنقة "طريق مراكش"، رحّب بيه سّي "بنـشوّاط" وسوّلو، كيما هيّا العادة فبحال هاذيك المناسبة: "اشنو تشرب، آ-أستاذ، شي صفرا ولّا حمرا ولّا كحلة؟"، قال ليه "شكرا، والو؛ انا كًاع ما نشرب-شي الموناضة". زاد بنـشوّاط وقال ليه:
"عرفتي، راه الأخ عُمر عجبو بزّاف التادخّول ديالك داك النهار، وقال لينا: هاذاك شابّ واعي، وبلاصتو هيّا هنا معاكوم". تمّا تعرف الطوبّاماروس على موناضلين اتيحاديين قياديين أخرين فالجيهة بالإضافة إلى بنشواط وعبد العزيز صبري (يحيى بزغود، بوكارابيلة، بوكيرو، ...) وتمّ-تمّ انخارط فأنشيطة الفرع. بداو الموناضلين كا يحضّرو لوحد الموظاهرة كبيرة في إطار التعبئة من أجل القضية الوطنية. واحد النهار قال بنشوّاط للطوبّاماروس اللي هوّا ملتاحق جديد، ياالله غادي نمشيو عند عبد الرحمن حجيرة نقتارحو عليه تنسيق موظاهرة مشتاركة بين "الاتيحاد" و"الاستقلال"، ومشاو مجموعة من الموناضيلين للماقرّ ديال حيزب الاستيقلال اللي كان غير قريب (بّلاص دي-ماروك)، وكان الليقاء حيبّي وحاماسي؛ وانطالقت الموظاهرة فالنهار المحدّد ليها، وبداو الناس كا يردّدو بحاماس كبير: "الصحرا مغريبيّة، Tierra marroqui".ب
الأخ عمر بنجلّون كا يحكيو عليه بلّي عندو ذاكرة قويّة؛ بالصحّ الطوبّاماروس ما كا يعرفو سيوى من خيلال الساماع والصحافة، ومن خيال جريدة "فلسطين" (واحد النهار اللي كان سبق ليه تدخل فواحد الموحاضرة كان عملها بنجلون فالمطعم ديال الحي فظهر المهراز). فا فالخريف ديال نفس العام، أي في سبمتمبر 1975، كان الطوبّاماروس كا يدور معا صاحبو، عمر أمارير، فماحطة القيطار فالدار البيضاء. شويّة قال ليه أمارير: "واه، عمر بنجلون ! عمر بنجلون !". قال ليه الطوبّاماروس: سمح لي غادي نمشي نسلّم عليه. مشى وتسالم معاه، وقال ليه بنجلّون: عاقل عليك، بالصحّ ما نعرف فين ... ذكّـرو الطوبّاماروس بالزيارة ديال وجدة ... تمّا قال ليه بنجلون: "آه، سّي البَدَوي؛ أهلا وسهلا. كان هذاك الليقاء موهيمّ بزّاف، وراه فهمتك مزيان فالتادخّول ديالك... شوف، آ-سّي البدوي؛ راه الوعي خاصّو الوقت، ولازم التعامول معا موعطايات الواقيع الملموس؛ حنا راه كا نعملو باش يولّي عندنا حيزب ثوري ماركسي لينيني. انا دابا راني غادي، بعد أيام، للمؤتامار الأفرو-أسيوي بموسكو لعرض قضية الوحدة الترابية؛ وملّي نرجع، راه غادي تكون مناسبات أخرى نتّلاقاو فيها.". من بعد التاحق بيهوم عمر أمرير، وودّعو عمر بنجلّون وزادو كا يدورو قبل ما يسافرو بزوج لـوجدة بالضبط فسيارة سيمكا-1100 الصفرا الجديدة ديال أمارير، اللي كان عاد حصل على رخصة السياقة، وبغى يزور وجدة، ويوزّع في نفس الوقت في مدون الطريق (حتّى للناضور) كتابو "الشعر المغربي الأمازيغي" اللي صدر ليه هاذاك العام. سوّلو امارير: علاش كا يسمّيك "سّي البدوي، وما صحّـحتي-شي ليه؟" قال ليه الطوبّاماروس، لو كنت كا نصحّـ'ـح، كًاع ما يكون عندي تسبيح ديال الأسماء، "دعها تسري في الناس" كيما قال ذاك الشاعير اللي سندو ليه واحد البيت مزيان ما-شي ديالو؛ راه كثرة السميات كا توسّع الدنيا. بدا الطوبّاماروس غير كا يفكر فمعاني كلام القائد الاتيحادي حول "حيزب ثوري ماركسي لينيني"، معا أن الطوبّاماروس سبق ليه قرا مزيان التقرير الأيديولوجي ديال المؤتمر الاستثنائي.
بعد شهرين ونصّ من هاذاك الليقاء ديال الصودفة، أي بعد غير واحد شهر ونصّ من ذيك العشية اللي مشاو الموناضيلين للماقرّ د-الحيزب فزنقة "طريق مراكش" بوجدة باش يحييــو الذيكرى العاشرة ديال اختيطاف المهدي بنبركة كيما في جميع الأقاليم، وتّقال ليهوم بأن الذيكرى تّلغات بأمر من القيادة "حفاظا على تماسك الجبهة الداخلية من أجل القضية الوطنية"، ومشاو كا يجريو لديوهوم باش يتفرجو في فيلم L’Attentat اللي كانت علنت عليه تلفازة الجزائر بهاذيك الموناسبة، بعد ذاكشّي كُـلّو، فالتاتابوع ديالو السريع، أي في مساء يوم 18 ديسمبر 1975، كان الطوبّاماروس كا يتّناول واحد الجبّانية د-الحريرة الوجدية فدار أهل الخاطيبة ديالو، وهوّا كا يسمع الأخبار فالتلفازة بالأكحل والبيض ديال الجزائر؛ شويّة قال السبيّكر: "علم من المغرب بأن المحامي عمر بنجلّون قد تم اغتياله هاذا اليوم أمام منزله ...". ناض الطوبّاماروس، ما كمّل شي حريرتو؛ قال ليهوم بالسلامة، وخرج قابط الطريق للدار الأخرى اللي ولّي ساكن فيها معا صاحبو "عبد الله بويفركًان" فـ"ظهر المحلة" فالدخلة ديال "لا ميسيون فرانسيز". كان الليل؛ والزناقي والشوارع ديال وجدة كا يخواو ذاك الوقت غير من بعد المغرب. كان غادي معا الطريق وحاسّ معا راسو بوحد الحكًرة عامّة وانعيدام الامان عامّ. بدا كا يقول معا راسو، وهوّا قاطع شارع محمد الخامس وهوا خاوي، غادي لجيهة "ليسي عمر": واخّا يكون بنادم عمّرو ما نوّض واخّا غير دجاجة على بيضها، يلا كان غير داير شي نظاظر خاصّين بيه، كا يقرا بيهوم التاريخ ويشوف بيهوم أمور الدنيا من حولو، يمكن يخرج فيه شي طوبيس أحمق فوق الطروطوار. دازو يامات وعيمان وسنين بالعشرات؛ وفواحد النهار، قرا ذاك "سّي البَدَوي" واحد المسلك من موذكّيرات الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي كا يقول حول ظروف التحضير للمؤتمر الاستثنائي ما يلي:
[[بعد الانتهاء من تحضير مشاريع التقارير التي ستعرض على المؤتمرات الإقليمية، لمناقشتها وإغنائها، وقبل عرضها على المؤتمر الوطني، جاء السي عبد الرحيم بوعبيد إلى باريس في نهاية سنة 1974، وعقدنا اجتماعا حضرته بمعية الفقيه البصري.
قدم لنا السي عبد الرحيم، عرضا مفصلا حول تطور الأعمال التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي، وملخصا لمشاريع التقارير التي أنجزتها مختلف اللجان، وأخبرناه من جهتنا بنتائج اللقاءات التي عقدت مع مختلف التنظيمات الموجودة بالخارج، وعن قرارنا بعدم تحمل أية مسؤولية مستقبلية في قيادة الحزب للقطع مع الازدواجية السابقة. هنا كانت المفاجأة، حيث أخبرنا أنه هو أيضا اتخذ نفس القرار، وأنه لن يترشح لمنصب الكاتب الأول، وأنه يرى أن الشخص المناسب لهذا المنصب هو عمر بنجلون. حاول إقناعنا بهذا الاختيار، وبأنه آن الأوان لنسلم جميعا المشعل للجيل الجديد الذي ضحى بالكثير ليستمر هذا الاتحاد صامدا، مضيفا أن جيلنا أعطى كل ما عنده، ويبقى أمامنا أن ندعمهم بتجربتنا وتوجيهاتنا، ونتركهم أمام مسؤولياتهم اتجاه الطاقات الشابة التي يعج بها المغرب.
اتفقت والفقيه البصري، بأن رصيد وماضي وقدرات عمر بنجلون تؤهله لتحمل هذه المسؤولية، ولكن الظرف الذي يجتازه الحزب وبعد المعاناة والجراح المثخنة التي تعرض لها، هو في حاجة أكثر إلى فترة من النقاهة، ومن الناحية السياسية يبقى السي عبد الرحيم الرجل القادر على المسؤولية كمرحلة انتقالية، قبل تسليم المشعل للجيل الجديد.
أضفنا أن الوضع الذي يجتازه المغرب أيضا، يعتبر وضعا استثنائيا، حيث أضيف إلى جدول أعماله، القضية الوطنية التي انخرطنا جميعا للدفاع عنها وتحملنا فيها مسؤوليتنا، وفضلا عن كل ذلك وفي ظل كل هذه الظروف، يجب أن يكون أمام ملك البلاد، قائد له معرفة مسبقة به. سبق أن تعامل معه قبل الاستقلال وفي ظل الحكومات المتعاقبة، وكان أول من يستشيره في الأزمات التي تمر بها البلاد، الذي هو السي عبد الرحيم بوعبيد، وقلنا له «أنت تعرف هذا أكثر منا جميعا».
رغم كل هذا، ظل متمسكا بموقفه، أعدنا الكرة مرات أخرى وأكدنا له مرة أخرى على أن اختياره صائب، إلا أن الظرف غير مناسبة، لا حزبيا ولا وطنيا، ونحن على يقين أن عمر سيكون أول الرافضين، والجميع ينتظر منك هذه التضحية الضرورية.]] (المصدر: هــــنــــا)
--------
محمد المدلاوي: https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres