(En arabe marocain). Chemin postscolaire-14. Texte narratif (L'entrée à Oujda-1)
طريق ما بعد السكُـيلة-13
(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)
(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
14- دخول وجدة-1
(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)
.
دخــــــــــــــــــول وجــدة-1
.
اليوم، الراوي غادي يبدا، بسم الله، حكاية الرحلة ديال مولمّاد لوجدة، بعد رحلة مراكش، ورحلة الرباط، ورحلة فاس، والإقامة في فاس. غادي يتابع الحكاية ديالو هاذ المرة - كيما شرح للناس اللي معاه فالحلقة - بواحد الكيفيّة كا يمشي ويجي فيها فالهضرة، على حبل الزمان والأيام، وينقز اللي نقز ويمكن يرجع ليه؛ والحكاية اللي مازال ماطابت كرموصتها، يخلّيها حتّى تطيب. كثير ما كان موحمّاد/الطوبّاماروس كا يمشي لفوق داك الحويّط اللي فوق السكة فساحة "لافياط" بفاس، ويكًلس كا يقرا شي كتاب. كا يعقل بلّي تمّا فين كمّل كتاب "الدولــــة" ديال الرافيق لينين، اللي ختمو الرافيق بالهضرة على مرحلة اختيفاء الدولة بعد اختيفاء الحاجة إليها بعدما يقضي الحيزب الشيوعي على النيظام الطاباقي وما تبقى غير الطبقة د-السفلي ديال البروليتاريا اللي غادي تبدا تسيّر نفسها بنفسها من خيلال مجالس العمّال والفلاحين والليجان الشعبية ديال الأحياء ...، هاذيك الهضرة اللي قال عليها الطوبّاروس معا راسو "هاذشّي غير ركًيع". وتمّا كذاليك، فوق هاذاك الحويّط، دخل موحمّاد لواحد الدنيا جديدة ديال الفضول. كان ذاكشّي ملّي شرى فالجوطيّة اللي حدا مقبرة اليهود واحد الكتاب د-الأناجيل، فيه صفحة بالعبرية وصفحة بالفرانسية. كان كا يقرا تمّا النص العبري، ويقابلو بالنص الفرانسي، ويفهم مزيان؛ وحفظ كًاع بعض الأشطار الشيعرية بحال: (הנה העלמה הרה וילדת בן؛ וקראו שמו עמנואל) أو (ואתה בית-לחם ארץ יהודה؛ אינך צעיר באלופי יהודה؛ כי ממך יצא מושל אשר ירעה את עמי ישראל).
مرّة-مرّة كا يرمي عينيه ويشوف بعيد فالأوفوق اللي من جيهة "باب فتوح"، ويبدا يقول معا راسو: يعرف الله كيف دايرة الدنيا من ورا هاذوك العكًابي! من خيلال معلوماتو الجغرافية، كا يعرف مزيان المداين والبلدان اللي من ذيك الجيهة؛ والاكين، كا يبقى هاديك الدنيا، بالنسبة ليه عالام آخر، هوّا اللي ما وصل حتّى غير لمدينة مراكش حتّى كان في عمرو 20 عام، وملّي وصل لفاس لقى عالام جديد وشاف جبالة وتعاشر معاهوم، وسمع هضرتهوم وهضرة فُّاسا، وناس آخرين من جوايه أخرى؛ وبدا كا يتصوّر بأنه شاف كلّشي واحتكّ بكلّشي.
عمّرو ما جا ليه للبال يكتاشف هاذوك البلدان ديال شرق البلاد اللي كا يعرفهوم غير فالخاريطة. لاكين، ذغيا تقّلب الحساب. ملّي جا ودوّز الدورة الاستيثنيائية ديال التاخرّوج، بعدما كان مخبّي فأكادير بصيفتو مسؤول فـ"أوطم" اللي تمّ الحظر ديالها، وما وقع ليه والو، وبعدما نجح فالليسانس وفـ"الكفاءة التربوية" د-المدراسة العليا، وطلبو من الطلبة يعمّرو استيمارات مكان التعيين على أساس من اختيار واحد حتى إلى ثلاثة د-المداين، فكّـر موحمّاد مزيان، وقال بلّي يمكن تكون هناك شي خطّة لتشتيت ذوك اللي "سخون ليهوم الراس" من اللي ما تّلقى عليهوم القبض، ولّا تشتيت الفوج كًاع كامل اللي كان تّطرد، ويتمّ تجلاقهوم لجوايه واعرة بعيدة. قال معا راسو: انا باغي الرباط، الرباط بوحدو، ولّا بعدا غير شي مدينة قريبة ليه. لاكين، نخاف يلا كررت: 1-الرباط، 2-الرباط، 3-الرباط فالاستيمارة، يجلّقوني لشي قيهرة بعيدة من اختيارهوم، وتصبح يلا بغيتي غير وريقة إدارية، غادي يخصّك أسبوع مشي-وجي، خلّي عليك يلا بغيتي تتابع الديراسات العليا. ياالله نعمل 1-الرباط، 2-القنيطرة، 3-وجدة.
الاختيار الثالث عملو موحمّاد كا موجرّاد احتيّاط في حالة ما يلا رفضو ليه المركز (الرباط-القنيطرة) وبغاو يجلّقوه. وجدة بعدا، واخّا بعيدة، وغادي يكون فيها موحمّاد غريب، كاينة فالتيرمينوس د-القيطار: تركب بالليل، وتصبح الغدّ ليه فالرباط، أو تفوت كًاع حتى لمرّاكش، عيواض ما تبدا تطيح وتنوض معا الكيران من مدينة لمدينة ومن فيلاج لفيلاج فالشتا وفالصيف. وهاذاكشّي اللي وقع: ما تّعطى لموحمّاد لا الاختيار-1 والا الاختيار-2؛ ولاحظ ،من بعد، أن كثير من المعارف ديالو تمّ تجليقهوم لقيهرات اللي ما طلبوها-ش. تمّا تعيين موحمّاد كا "أستاذ السلك الثاني للغة العربية، مكلّف بتدريس الاجتماعيات خلفا للسيد/ة المنصب الشاغر، بـثانوية لالّة أسماء، بوجدة" (كان ففيها ذيك الوقيتة غيرالسلك الأول).
خيلال الليلة كلّها د-الرحلة من الرباط لوجدة فالقيطار، وفالأوقات اللي ما دّاه النعاس وهيّا طويلة، كان كا يدور فمجاج موحمّاد، بحال شي ديسك مبلوكي، ذاك الشطر الأول ديال قصيدة هاشم السعداني: [يا الـ'ــسلام بكيو على دخول وجدة*]، وكا يتذكر في نفس الوقت كلام داك العيساوي اللي كان ساكن، حتّى هوّا، فأوطيل الحاديقة وكا يجي عندو الزجّال "أحمد المسيح" يسمع من عندو نقايط ناس زمان. كًلسو معاه واحد المرّة فمراح الأوطيل، وهوّا عاطيها للسباسا وأتاي، وطارح كًاميلتو حداه فوق الفورنو، وقال لموحمّاد ملّي قال ليهوم هاذا بلّي يمكن نتعيّن فوجدة: "أهل وجدة ناس ملاح، كبار وصحاح، وجوههووم حومر كي خدود التفّاح، وهوما غير كلمة وكًود؛ بالصحّ يا ولدي، فينمّا مشى بنادم، راه فيه ملاح وقباح".
كانت الرحلة بالليل، ما شاف موحمّاد كي دايرين ذوك البلدان اللي من ورا عكًابي "باب فتوح" ديال فاس. ملّي صبح الحال وبدا يبان الضو فالقيطار، بدات كا تبان ليه طحاطح قحيلة جردا كا تخلع؛ وحسّ بالغُربة. نزل فأوطيل التيرمينوس اللي غير فباب الماحطّة، وهوّا أغلى أوطيل فالمدينة (شي 340 ريال)، وذاكشّي غير حتّي يصيب ثاني شي وطيل من فئة "أوطيل الحاديقة" ديال هاذيك البلاد. لقاه في نفس النهار ("أوطيل كونتينانطال"، فواحد الدريبة ما بين شارع محمد الخامس وشارع الدرفوفي من ورام طباعة "سالما") وانتاقل ليه فالغدّ ليه. تّنقّـل خيلال هاذاك العام مابين ثلاثة د-السكنات أخرى بعدما قضى أسبوعين فـ"أوطيل كونتينانطال" المتّداعي والعامر غير بالداخل والخارج، واللي ما تشوف-شي فيه عينيك النعاس بالليل بسباب الهاراج. سكن من بعد معا "الفتّاحي" فواجد البيت فشارع الموحدين من جيهة الكنيسة، ومن بعد سكن بوحدو فـ"أوطيل النصر" فوسط أسواق البازار ف-"المدينة" حدا القبّة ديال "سيدي عبد الوهاب"؛ ومن بعد سكن معا "حمّادي" التمساماني وواحد الطنجاوي فواحد الدويرة ديال "درب بودير". فنهار 23 أكتوبر 1973 مشى لـ"ثانوية لالةّ أسماء"، لابس واحد الفيستة سانتري طويلة شيـبـيّة (بحال "ليباس الميدان"، ما هيّا فيستة، ما هيّا جاكيتة) معا واحد السروال "باطيليفّان" وسبّاط بطالون عالي، والغوفالة "هيبّي" لاكين نقيّة (الولد عندو 24 عام)، وطلب يدخل عند المديرة، وبقى كا يتسنّى فقاعة الأساتذة. جا عندو واحد السيد أزعر وشعرو أحمر وأكرد، وسوّلو: "سيادتكوم أستاذ جديد؟ ..." وزاد وقدّم ليه نفسو تمّ-تمّ: "أنا أستاذ فلان، أستاذ اللغة العربية، ومُعِدّ برامج في "إذاعة وجدة"، ومُراسل "إذاعة لندن" في كامل الجِهة الشرقية..." وزاد كا يحكي ليه "قصة حياتو". شويّة عيط الشاوش على موحمّاد، ودخّلو لعند المديرة، السيدة "بدرة بنميرة" بالطايّور ديالها، اللي رحّبت بيه باللياقة اللي عرفها عليها موحمّاد فيما بعد، وكان داكشّي بحضور الناظرة، السيدة "مادام الطاهري" بجلّابتها ونقابها الأبيض المنزّل لتحت الفكّ على الصدر، وعطاتو الموديرة محضر الالتيحاق بالعامل ووقّعو؛ وسيفطاتو تمّ-تمّ، وقالت ليه: [غادي يمشي معاك الشاوش لعند "الأستاذ عزيزي" فالقيسم ديالو باش تحضر لواحد الدرس ديال الجغرافيا، ريثما يهيّـؤو ليك استيعمال الزمن؛ حيث، كيما هوّا فالتعيين ديالك، أنتا أستاذ السلك الثاني ديال العربية مكلف بالاجتيماعيات. غادي يكون عندك التاريخ والجغرافيا في قسم الملاحطة وقيسم الأولى. العام الجاي، غادي نعطيوك بعض الحيصاص ديال اللوغة العربية، باش يمكن ليك تدوّز الاختيبار الترباوي "العَـــمَـــلي" ديال الترسيم؛ وملّي يتفتح السيلك الثاني، غادي تنتاقل ليه نشاالله].
ملّي كان الطوبّاماروس عاد كا يستاعدّ باش يلتاحق بوجدة، سمعو بعض الريفاق ذاكشي فالرباط. اتّاصل بيه شي واحد منّهوم وقال ليه راك غادي تلقى تمّا واحد الرافيق موهيمّ تخرّج العام اللي فات، وخصّك تّعرف عليه، هوّا الأستاذ "العَـلَمي"، راه عضو نشيط فالبورصة د-الشوغل "الاتحاد المغربي للشغل"؛ وملّي تكون عند شي وقيتة ودزتي من فاس، دوز لواحد الدار في "ساحة فلورانسا" كاينين فيها شي طلبة (سوّل غير مول الحانوت) باش تدّي معاك لوجدة شي أعداد ديال "مجلة الحرية" وشي أقلام الرصاص ديال "الجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين" للبيع النيضالي وكذلك شي كارني ولّا جوج ديال التابرّوعات لصاليح هاذيك الجبهة؛ علاحقّاش - كيما كا يقولو الموناضيلين، ذوك الفلوس ديال ذوك الزيادات في بعض الموادّ (بحال التدخين) اللي قالو بلّي راهوم تاضامون مع فلسطين، كا تستافد منّهوم عير "فتــح" اللي هيّا "عبارة عن أداة في يد الأنظمة العربية". فالعوطلة ديال راس العام، داز الطوبّاماروس من فاس وسوّل على ذيك الدار ولقاها. وخذا ذيك الأمانة، ما باقيش عاقل - على حساب ما قال - واش من يدّ الرافيق "الأيوبي" الزوج ديال الرافيقة "رحمة نضيف"، اللي كان باقي هربان متّخفّي، ولّا من عند الرافيق "الطالبي" اللي كان أمين الصندوق ديال التعاضدية ديال كلية فاس قبل ما تّحظر "الأوطم".
بالفيعل، تعّرف الطوبّاماروس فوجدة على الرفيق "العلَمي" اللي كان ساكن معا أساتيذة أخرين غير حدا "ثانوية لالة أسماء" من جيهة "ثانوية الجاحظ "، وبدا كا يمشي للبورصة د-الشغب مرة-مرّة. وتمّا تعرف على ناس أخرين. واحد النهار، حضر واحد المحاضرة لقاها الكاتيب الجيهوي للاتحاد المغربي للشغل بعنوان "الجانب الثوري فالإسلام". تدخّل الأستاذ "حسن الأمراني" بعد المحاضرة وقال فاستغراب ما معناه: [ من خلال العنوان فقط ("الجانب الثوري في الإسلام")، يُستفاد أنّ هناك جوانبَ غير ثورية في الإسلام!" (الواقيع، أنه، على غيرار "الحرية في معركة المصير"، كانت نشطت شي أدبيّات ديال "الإسلام الثوري، والإسلام الاشتراكي: "اشتراكية عثمان"، "اشتراكية عمر"، أبو ذر الغفاري ...). تدخّل الطوبّاماروس وتناول بعض من ذاكشّي اللي استشهد بيه الموحاضر من أوجه أقوال وأفعال الخولافا، وخصوصا عمر بن الخطاب، وعمل واحد القيراءة "مادية تاريخية" لفترة الخلافة الرشيدة. غير بدات كا تبان الفكرة ديالو، ناض الأستاذ المراني وواحد صاحبو، وغادرو القاعة. ملّي كمّل الطوبّاماروس "التادخّول" ديالو، اللي قال عليه الأستاذ العلَمي، اللي تحرج شي شويّة :"هذه محاضرة أخرى"، جاو شي ريفاق من "التقدم والاشتيراكية" (الريفاق: "بشيري"، و"بلكبير" وجوج آخرين)، وقالو للطوبّاماروس اللي كان باقي فالمينصّة: "برافو عليك آ-أستاذ؛ واش ما يمكنش، آ-أستاذ تعمل لينا شي موحاضرة فهاذ الموضوع؟ ...". تمّا حسّ موحمّاد باللي الطوبّاماروس غلب عليه، وأنه "فر'ش سخونيّة الراس وطول اللسان ديالو بشكل مجّاني". فهاذيك الأيام كانت باقي الحالة مزيّرة بزّاف، خصوصا فمدينة ثغرية حودوديّة بحال وجدة. حتّى أنّ العادة تمّا، ديك الوقيتة، هوّا أن الحوانت كا يغلقو معا المغرب، وكا يخواو الأسواق والشوارع والزناقي د-المدينة، وكا يدورو دوريات الأمن والعسكر فالدروبا.
واحد النهار، بعدما قالو بلـّي واحد الرافيق تمّ الاختيطاف ديالو، وكان الطوبّاماروس تّعرّف عليه غير فالبورصة د-الشغل وفالقهوة ديال "كولومبو" اللي كانت هيّا "نادي التحليلات السياسية" (يمكن سميّتو شيشح)، جا موحمّاد راجع على رجليه للدار من الثانوية اللي ما كانت-شي بعيدة. غير وصل للدار فدرب بودير، بدا كا يبان ليه شي دخّان خفيف كا يخرج من سرجم التهويّة اللي فوق الباب، وتخّلع. فتح الباب بالخفّ، وصاب صاحبو، حمّادي، شاعل النار من ورا الباب فواحد الرزمة ديال أعداد مجلة "أنفـــــــــاس" بالعربية، وكا يهزّ الرماد/الأوراق المفحّمة، ويرمي ذاكشّي فبيت الماء، ويبدا يحرّك ويغرو'ج بواحد العصا لأنه بوشا الطواليط، فواحد المنظر سوريالي. ما عرف-شي الطوبّاماروس باش تّبلى. قال ليه حمّادي: ياك ديما كا نقول ليك بلّي البوليس حاطّ عليّا كا يراقبني فباب الثانوية. اليوم راهوم بانو ليّا هنا، كا يدورو بـ"الإيركاط" ديالهوم فالدرب. ودابا الله يخليك، هاذوك الأعداد ديال "الحرّية" ودوك أقلام الرصاص ديال "الجبهة الشعبية" وكلّشي داكشّي، خاصّك تشوف اشنو تعمل ليه، وما يبقى-شي هنا.
الرفيق "حمّادي"، اللي كان تخرّج معا فوج "العلَمي"، واللي شرى، تمّ-تمّ، واحد السيّارة "فياط" بيضا "دوبلفي" بالكريدي، وكان كا يمشي بيها للخدمة فـــ"ثانوية عمر بن عبد العزيز"، وكان ديما كا يطلّ من سرجم الكوزينة على واحد بنت الجيران كا تقرا فنفس الثانوية، وقال بلّي كا يحبّها والاكينها معفّرة كيما كا يقول، وما كا يزعم-شس يدوي معاها واخّا كا يوقّف طوموبيلتو قدّام دار أهلها وما-شي قدام دارو، ويبدا يمسح فيها كل ساعة، كان إنسان طيّب ونيّة وحدة، وموناضيل متّحمّس بزّاف فظهر المهراز، واخّا كان ديما ساكت. كان معروف تمّا بـ"التريــيّي" ديالو د-العسكر على الجلد بشكل دايم. ملّي عاد سكن معاه الطوبّاماروس، كان كلّ مرة كا يسوّلو على الرافيق "عبد الصمد" اللي هوّا الميثال الأفلاطوني ديالو (أكثر من عبد الكريم الخطابي) لواحد الدرجة غريبة شيـبه "سايكوباتية"، كا تفوت، فالحيدّة ديالها -على حساب الكلام اللي كا يقول على الرافيق عبد الصمد – صوفيات الوليع الصوفي ديال الفقيه "المفضل الفيلالي" في مدح الحبيب المصطفى. من نهار سكن معاه الطوبّاماروس، كان كا يسمع من عندو شي كلام شوية غريب مرة-مرة، بحال ذيك القصة ديال تاتبّوع البوليس لخطواتو (والبوليس موجود، بالطبع بكثرة فالواقيع، ولاكين كا يعشّـ'ــش في أحيان كثيرة، بحال غول "الريقابة"، غير غير فالمخاخ).
خضع الطوبّاماروس فالأخير للضغط ديال صاحبو اللي هوّا اللي مسكّنو معاه، وقرّر يتخلّص، بشكل مؤقّات، من ذاكشّي ديال "الجبهة الشعبية"، اللي ما باع منّو حتّى غير قلم رصاص واحد؛ وذاكشّي ريثما يرجّع السلعة لصحابها، يلا باقي صاب شي واحد منهوم فالسوق. عمل موعيد معا ذاك صاحبو اللي كان ساكن معاه فـ"شارع الموحدين" حدا الكنيسة، الأستاد "الفتّاحي" اللي صبح ساكن دابا معا واحد الشابّ قايد فماقرّ العمالة، باش يجي يدّي لعندو الكارطونة اللي فيها ذاكشّي حتى للعوطلة د-الربيع. جا "الفتّاحي" بالموطور ديالو فالعشية كًاع؛ كان قريب تغرب الشمش. هزّ الطوبّاماروس الكارطونة، وجا تابعو حمّادي وفتّاحي. دارو الكارطونة فوق الموطور من اللور، وبداو كا ييزّيروها بالشريطة هوما ثلاثة. شويّة كا تبان ليوم فراس الدرب واحد الجيبّ ديال دوريّة العسكر، بلانطير ديالها مطوّش من اللور للقدّام، وهيّا كا تتمشّي غير بالدوزيام بين الديور، والدرب كان خوى بعدا من الناس. طاح الما للريفاق فالركابي، وصفارو وجاههوم، وبداو كا يتفـتفــو، وكا يتّسنّاو الجيبّ توصول، وهيّا كا تتـــلهّــط فالسير ديالها. وصلـ'ــت لعندهوم فالدورو وحققو فيهوم صحاب الجيبّ مزيان ... ودازو دايرين معا الزنقة الأخرى! وولّاو الريفاق بحال يلا خرّجتيهوم من القبر.
الرافيق فتّاحي انتاقل، بعد عام، لشي جيهة فالشامال، وباقي كا يسال للطوبّاماروس واحد 100 درهم ما معروفش فاش من وضعية تسلّفها من عندو، واخّا كانت باقيي عندو شوية من حصيصة "صندوق التوفير" اللي جمعها خيلال عامين ونصّ ديال المينحة د-المدرسة العليا. أما الرافيق حمّادي، فا ما بقا-ش كا يبان لعيدّة سنوات. وفي احد المرة تلاقى بيه موحمّاد بالصودفة، وهوّا غادي بوحدو قدّام كيوصك "إبراهيم السوسي" مول الجرائد اللي قُبالة "صيدلية بن باختي"، وكانو بجوج دارو اللحية، كلّ واحد لـمعنى من لبنعاني خاصّ بيه. تّسالمو، وقال ليه حمّادي. "سعداتك، آ-خويا، هاذ اللحية ديال بحال اللحية ديال شي نبي". سوّلو موحمّاد على أحوالو، وعلاش ما كا يبان-شي. قال ليه: "اودّي راني في حالة ماشي مزيانة، وما كا ننعس-شي بالليل: كا نسمع شي أصوات بالليل، وباين لي بلـّـي المخابرات ديال الـــــــــــروس تابعاني، علاحقّاش أنا قرّرت نرجع للصواب ...". سمع موحمّاد فيما بعد بلــّـي صاحبو مسكين، اللي انتاقل للحوسيمة، عندو متاعب صيحّية/نفسيّة معقدة ترتّبت عليها أمور أخرى.
------------------------------------
محمد المدلاوي: https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres