OrBinah

(En arabe marocain) Chemin postscolaire-12. Texte narratif (fermeture de la FLSH et de l’ENS et interdiction de l’UNEM au Maroc-1972)

طريق ما بعد السكُـيلة-11

 

(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)

(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

 

.

 12- الإقامة في فاس-و ("إغلاق الكليّة والمدرسة العليا وحظر أوطم")

(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

.

إغلاق الكلية والمدرسة العليا وحظر أوطم

.

بدات دابا السنة الجاميعية ديال عام التاخرّوج. قال "موحمّاد" معا راسو لـ"الطوبّاماروس": لازم تخدم الموقرّار (وتحدّد البحث ديالك) هاذ العام فهاذ الشهور الأولى، لأنّ "هاذ العام هوّا هاذ العام": العام غادي يكون حامض، والمهامّ ديالك فالتعاضدية، وبصيفتك عضو فـ"اللجنة الإدارية" ديال "أوطم" فالرباط ما غادي تخلّي ليك وقت ملّي تحمى الدعوة. الواقيع أن الاعتيقالات توسّعت فصفوف القادة الجداد ديال "أوطم"؛ والحاراكة الطلّابية بدات كا ترهن استئناف الديراسة بإطلاق سراح الموعتاقالين؛ والعلاقة كانت خيابت بين تاعاضوديّة فاس معا إدارة الكليّة منذ أن قدّم الأستاذ أحمد اليبوري استيقالتو من منصب نائب العاميد (اللي كان كا يسيّر فرع فاس ديال كلية الآداب د-الرباط) على إثر واحد التادخّول د-البوليس فالكلّية، وتعيين نائب عاميد جديد قاطعوه الطالابة وحتّى بعض الأساتيذة اللي حوّلو قاعتهوم من ماقرّ الإدارة إلى جناح آخر بعيد من الكلّية . بداو الطلبة في ظهر المهراز كا ياكلو فالحي وينعسو ويبداو يدورو فالمدينة بنهار، ما عدا بعض الكُرّادا اللي مّالفين غير الحفاظة.

بدا موحمّاد كا يحّرّر الترجامة ديالو للفصل الثاني ديال كتاب "دي صوسور" كا موضوع بحث التاخرّوج. وحيث كان سبق قرا الكتاب كُلّو، بما فيه الفصول حول تأصيل الموفردات (واخّا هاذاكشّي ما-شي من عيلم اللسانيات)، زاد الفضول ديالو فباب معريفة التأصيل التاريخي لألفاظ الكلمات (étymologie) ديال الفرانسية بالخصوص. مشى للجوطية د-الملّاح حدا مقبرة اليهود، فين مُّالف كا يتقضّي كتوبو، وشرى جوج د-الكتوب ديال تعليم اللوغة اللاتينية، وبدا كا يتعلّم. اكتاشف البينية التركيبية والصرفية والنوطق ديال هاذيك اللوغة اللي توفّات، الله يرحمها. جاتو مفاجئة لما اكتاشف أنها لوغة إعرابية، فيها ستة د-الحالات إعرابية بالنسبة للإسم (الفاعلية، المفعولية، المونادى، الموضاف إليه، ...). وتمّا فالجوطية، صاب كذليك واحد التحفة: كتاب قديم من ربعة د-الأجزاء ديال تعليم العبرية للناس الكبار بعنوان אלף מלים ("ألف كلمة"). صافي، دابا لقى المدخل لذيك اللوغة/الكتابة اللي كان تمنّى يتعلّمها شي نهار، من ذاك النهار اللي جاب فيه واحد الولد صغير فمعهد تاليوين (1962) واحد القطعة صغيرة طويلة د-الجلد، وبدا كا يورّيها للتلامذ ويقول /وا زرات تيرّا ن-ووداين!/ ("وا شوفو الكتبة ديال اليهود!). حيث سبق لموحمّاد اختار العيبرية (عيواض الفاريسية) فالسنة الثالثة بلا ما يحتاج يفكر كا لوغة شرقية؛ ولاكين ذوك ثلاثة د-الدروس ديال الأستاذ المكناسي "السموأل" اللي خذاها موحمّاد قبل ما تبدا الإضرابات، واللي ما عندها حتّى شي منهاجية، ما استافد منها شي حاجة كثيرة.

فخيلال كُلشي ذاكشّي، المهامّ ديال الطوبّاماروس غادية وهيّا كا تّكاثر. الطالابة مقاطعين الديراسة فالرباط وفي فاس حتّي يتّطلقو الموعتاقالين؛ والشائعات من كلّ نوع منتاشرة، وقنوات الاتيصال معا إدارة كلّية فاس مبلوكية معا نائب العاميد الجديد اللي تمّت الموقاطعة ديالو من طرف الطالابة وحتى بعض الأساتيذة. كما أن قنوات الاتصال معا قيادة الأوطم الجديدة فالرباط من اللي ما شملهوم-ش الاعتيقال ولّات متعثرة بزاف. في هاذ الباب ولّى كا يتمّ اللوجوء إلى الطوبّاماروس من طرف التاعاضودية ديال فاس اللي ما كا يقدرو-ش أعضاءها يغامرو خاريج ظهر المهراز، باش يدير رحلات إلى الرباط باش يخبر بالحالة في فاس، وباش يجيب اللي صابو من خبار. كان ذاكشّي علاحقّاش الطوبّاماروس "جديد" كا مسؤول، ومفروض أن البوليس مازال ما كا يعرفو. من بين هاذوك الرحلات، وحدة جا عندو فشانها الرافيق "حسن التيجارتي" اللي كان هوّا القناة ديالو فبحال هاذ المسايل، وقال ليه: راه تّافقنها مع الأستاذ "عبد القادر الفاسي الفهري" اللي غادي للرباط، يدّيك معاه فسيارتو؛ هاكذا ما تخاف يطلبو منك لاكارت فالقيطار أو فالكار فالطريق. كانت رحلة موفيدة تمت فيها الهضرة على الليسانيات بالخوصوص، وعلى بعض الاختيلافات القايمة فالجاميعة في ما كا يتعلّق بالمفهوم ديالها وبمضامين المادة ديالها. نزّل الأستاذ الفهير الفاسي الطاليب الطوبّاماروس موباشرة بعد ما قطع قنطرة محمد الخامس على نهر بورقراق، وقال ليه دابا يمكن تكمّل برجليك باش ما يشوفنا حتّى واحد. هاذيك القصة عاودها الأستاذ الفاسي فيما بعد لمجموعة من الأساتذة د-اللسانيات، مغاربة وأجانب، خيلال واحد العشا تّدار فالرباط في عام 1992 على إثر موناقشة واحد "دكتوراة" الدولة فالليسانيات.

أثناء هاذوك الزيارات، كان كا ينزل الطوبّاماروس فواحد الدار جماعية فحيّ "لوصيان" بالرباط، كانو ساكنين فيها شي سواسة وصحراوة، من بينهوم الأستاذ "حسن إذ بلقاسم"؛ وكا تكون الماكلة غاليبا فالحي الجاميعي (أكًدال أو السويسي؛ كان كا يشري التيكيات من عند الريفاق). فخيلال هاذوك الزيارات، تّعرّف الطّوبّاماروس على واحد السيد، ولّي صاحبو، واخّا من بعيد، كان كا يجي لهاذيك الدار ديال "لوصيان" عند ولاد البلاد، باش يهضر شوي د-الشلحة ويسمع هضور البلاد، حيث هوّا من "تافينكًولت" اللي حدا "أولاد برحيل" فين كان كا يقرا موحمّاد. كان هذاك السيد، "محمد أورحّو" كا يقرا كا "تلميذ-ضابط" في "المدرسة العسكرية بمكناس"؛ وغادي يسمع موحمّاد بعد شي عيمان، من إذاعة البوليساريو أنه مأسور فموخّيامات "تيندوف" بالجزائر. وخيلال شي زيارة أخرى، فجوايه بداية نوفمبر 1972، خرج الطوبّاماروس من مطعم الحيّ-السويسي، ولقى شي منشورات مطبوعة، مطروحة فباب الخروج من المطعم. خذا واحد منها، وصابو موقّع باسم منظمة "الرجال الزرق"، وهوّا بعنوان "نداء إلى الأحزاب الوطنية والمنظمات النقابية"، وكا يحذّر من بعض التاحرّوكات الطلابية المشبوهة فقاضيّة الصحراء.

على كلّ حال، بسباب الخلاء شيبه التامّ لماقّر مونظّامة "أوطم" من أعضاء القيادة الجديدة اللي مازال ما تمّ اعتيقالهوم واللي دخلو لـ"السريّة"، ما كا يستافد الطوبّاماروس حتّي شي معلومات تنظيمية، اللي كا يبان بلّي ما بقات-شي أصلا، ما عدا اللي كا يروج من شيعارات "ضرورة الصمود والتصعيد". وعلى كل حال كذاليك، وفي إطار تفعيل هاذ الشيعار، كان تّعقد واحد الليقاء "سيرّي" في أواخر غشت أو بيداية سبتمبر، كان مفتوح للموناضلين، مسؤولين وغير مسؤولين، تّقال بلّي غادي يكون معا الرئيس الجديد لمونظامة "أوطم"، عبد العزيز المنبّهي"، اللي عمّر الطوبّاماروس ما شافو، حتّى فالمؤتامار. كان مشى الطوبّاماروس لذاك الليقاء معا بزّاف د-الريفاق، منّهوم صاحبو، الطيب العاطفي. كانت الهضرة ديال الرافيق المنبّهي بحال شي وصيّة للفولول. ما معناه: [باين الآن أن النيظام عازم على استئصال الحاراكة الطولّابية وحاراكة تاحرّور الجاماهير الكاديحة. والآن، وبعد هذه الهجمة الشرسة، وتطبيقا لشعار المؤتمر-15 اللي كا يقول "لكلّ حركة جماهيررية صداها في الجامعة"، كا يلزم على الجماهير الطلابية الاعتيصام بالأحياء الجامعية والصمود، وملّي يرجع كل موناضيل لمدينتو أو بلادو، خاصّو يتّاصل بالعمّال والفلاحين، ويوعّيهوم بوضعيّاتهوم...]. شي يامات قلال من بعد هاذيك الخطبة، كانو الطالابة معتاصمين بساحة ظهر المهراز بفاس وكا يردّدو الشيعارات في "ساحة هو-شي-منه"، شوية ها الأستاذ "محمد الكتّاني" وقف عليهوم بكلّ إقدام، واخّا كان وجهو شاحب شويّة، وقال ليهوم: "أبنائي الطلبة، أهيب بكم إلى الالتحاق بالكليّة. فباحات الكلّيات بالرباط مكتظة بالطلبة الذين أقبلو على دروسهم ...". ستامعو ليه الطلبة، لأنه كان من الناس الموحتارمين عندهوم، وستانفو شيعاراتهوم: "هوما فين، هوما فين، ولاد الشعب المخطوفين؟ ...".

الخابار الملموس الواحيد اللي سمعو الطوبّاماروس خيلال واحد الموهمّة الطولابية ديالو فالرباط، اللي كانت هيّا الأخيرة (أكتوبر 1972) هوّا قارار إغلاق "كلية الآداب" و"المدراسة العليا للأساتذة" بعد سلسيلة التلويحات والتهديدات السابقة، ورجع فالحين لفاس، ولقى الخبار عن بعض أعضاء التعاضدية؛ لاكينّ جمهور الطلبة بقى يامات وهوّا ما عارف والو. تلاقى معاه واحد المرة بعد شي يامات، واحد من المعارف ديالو فالسطوان ديال الطابق الأول د-الحيّ وقال ليه: "واش صحيح هاذشّي اللي كا يقولو بلّي غادي يغلقو الكولّية؟". بعد ذاكشّي بدا الخابار كا ينتاشر. وبقاو الطالابة دايخين، ومرابطين فالحيّ كا ياكلو ويشبو وينعسو. وصلت العوطلة ديال راس العام (ديسمبر 1972). مشى موحمّاد يزور البلاد، ويشوف اشنو عمل الواليد فالبني ديال البقعة اللي شراها فحيّ "بلاقشاش" فتارودانت. كان باقي الواليد والواليدة فدوار إيكًودار/المنابهة. خيلال هاذيك العوطلة، تذكّر الطوبّاماروس الوصية ديال الرافيق المنبّهي اللي دابا فالسيجن. هضر معا واحد جوج صحابو د-الطوفولة من أولاد "العوينة/إيكًودار" اللي كانو كا يقراو فالسكُيلة ديال "تاماصت"، وبغى يوعّيهوم؛ وهوما "سّي براهيم ولد ايت سدا-علّال"، و"براهيم بن ميميد بُاجيد". الأول كان يالله دار حانوت فالعوينة وكًيطون د-الأسواق، والثاني خدّام فالفيرمة ديال "الكًاسمية". عرض عليهوم "سّي براهيم" للعشا فالمصرية فوق الحانوت ديالو، وعطاها الطوبّاماروس للتوعيّة. العشا كان زين (طاجين د-البيض البلدي معا البصلة والماطيشة د-الجنانات، وبرقان ديال اتاي بالشيبة)، بالصحّ، ملّي بدا الطوبّاماروس كا يهضر، بداو صحابو كا يتّفوّهو ويكمعو، حيث جاب ليهوم النعاس بالهضرة ديالو. كانو مُّالفين معا موحمّاد - اللي كانو بداو كا يسمّيوه بالمعزّة "البحبـ'ـل" (بالتفخيم، تحريف لـ"بن عبلّا" أي "بن عبد الله") يبدا غير يقشّــ'ــب معاهوم على اشنو طرا فـدوّار "العوينة" من وقايع كا تضحّـ'ــك، وهوّا دابا كا يدوي ليهوم على "الرأسمالية" و"التاضخّوم المالي" و"التفويت ديال المغرابة"، و"الموعمّيرين الجداد" اللي غادي يشريو جميع جنانات "العوينة" ويديرو الفيرمات بالموطورات، ويوكّحو بيها "عين العوينة" (...) ويصبحو كل الفلاحين خدّاما فهاذوك الفيرمات (...). هاذيك المسايل، واحد السيد اللي كان كا يتصنّت ليها باهتمام، واللي عقل عليها بعد شي سنين قُلال، هوّا "موحمّاد بن عمر، ولد إحسّان" اللي كانت عندهوم عرصة، وبدات كا تيبس ملّي تّدارو الفيرمات من فوق "عين العوينة" فـ"الغُدران وفي "أوفتوت"، وبدات العين كا تنقص قبل ما توكـ'ــح وتيبـ'ــس، وبدا كا يقول لأهل دوّار العوينة: "كا نعقل بلّي هاذشّي كان يقولو لي سّي موحمّاد بن عبلّا".

ملــي كان الطوبّاماروس فالكار، وهوّا راجع من البلاد لفاس على طريق الرباط، سمع فـالكار فالنشرة ديال الصباح بلّي تمّ الحظر ديال "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" على إثر واحد الموظاهرة التي تمّت في حيّ يعقوب المنصور بالرباط، واللي تصاب فيها واحد رجل أمن، وتوفّى. ما بقا-شي وقف الطوبّاماروس فالرباط كيما كان معوّل؛ داز نيشان لفاس ودخل للغورفة ديالو رقم-2 فـ"لاكاب" ديال الحيّ الجامعي، وبدا مسالي غير القراية بوحدو فالغورفة، واخّا ما عارف-شي كيف وفين غادي تخرج الدعوة؛ لأن صاحبو فالغورفة، الطيب العاطفي، كان مشى عند مراتو، لأنه كان تّزوج فالسنة الثانية ديال الكلية.

دابا، كان الحيّ الجاميعي مطوّق، ليل ونهار، بالقوات الموساعيدة. واحد النهار بالليل، بداو شي ريفاق كا يدقّو على الطوبّاماروس باش يخرجو من "لاكاب" عيواض ما يدوزو من الباب العادي ديال الحي، فين مرابط البوليس والمخازنية؛ وكثر بزّاف ذاك الخروج (على خيلاف اليامات الأخرى)، بلا ما يقول ليه حتّى واحد شي حاجة. فجوايه الساعة الحداش ديال اللي، سمع الصوت ديال الأخ "عرّوج" نازل للاكاب فين ساكن حتّى هوّا وكا يدوي بالجهد معا شي واحد. خرج وسوّلو اشنو كاين. قال ليه عرّوج: "كا يقولو بـلّي غادي يوقع هجوم على الحيّ فالربعة ديال الصباح". يالله تردّد الطوبّاماروس واحد شوية ما بين أنه يكذّب الخبار ويبقى، أو يصدّقو ويهرب فهاذيك الساعة من الليل فالظلام، ويقبطوه. قرّر بسورعة الهروب. ملّي كان الحال برد شهر يناير، لبس الطوبّاماروس تقريبا جميع حوايجو الثقال، شي فوق شي، ولبس عليهوم واحد واحد الضراعية صحراوية واحد الجلابة مخططة د-زعير قديمة، لأنه كا يخاف بزّاف من البرد من أيام معهد تاليوين، وقال حتّى يلا قبطوني فالظلام ودّاوني لشي "أكاب" آخُر فالكوميسارية ولّا غيرها، نكون بعدا لابس مزيان. خلّى كلّشي، وغلق الباب من الداخل، وفتح باب "البالكون" ديال لاكاب، وخرج فالظلام، وهوّا مثقّل بلباسو. بدا كا يمشي فالظلام فواحد التيرّة محروثة من ورا الحيّ؛ شويّة وهوّا يعثر فشي بيدون ودار الصداع فعزّ الصمت ديال الليل حدا المخازنية. قال صافي، وحبط للأرض. كًلس شوية، وناض زاد القدّام. وصل لحيّ "الليدو"، ومشى قصد ذيك الدار اللي تناوبو عليها كثير من أهل الجانوب (محمد العمري، أبراهيم ازوغ، ...)، واللي دابا ساكن فيها صاحبو، "محمد بوحمدي" و"عبد الله بيفركًان" وآخُرين. دقّ الباب، ونطق بوحمدي من الداخل وقال بالشلحة والنكًليزية وبلهجة المزاح ديال حالات الحصلة: /ما يكًا غُّاد؟ بّوليسمان؟/ (شكون هاذا؟ البوليس؟). دخل الطوبّاماروس ولقى الدار عامرة بأصحابها، وبالبعض من ذوك الريفاق اللي كانو دازو من عندو فـ"لاكاب". ما علينا؛ ما قال والو. فالغد ليه، جا الخبار ديال اشنو جرى فالفجر بالحيّ: تمّ الهجوم على الغوراف، وخرّجو الطلبة بالبيجامات ديالهوم، واحد واحد، للمكتب ديال الحيّ الجامعي فين تّانصطالا البوليس اللي بدا كا يفحص الهويّات ديال الطلبة واحد واحد. تفقصو صحاب الحال، وبداو كا يقولو، على ما حكاو، "الصيد مشى، الصيد مشى!". بعد يومين تّقال بلّي باب الحي مفتوح لأي واحد بغى يجمع حوايجو، واخّا باب المدخل حارسو البوليس بالبذلة. بعد تاردّود، قرّر الطوبّاماروس يمشي يجمع الأغراض الأساسية ديالو. جمع ملابسو فصاك، وشي كتوب موهيمّين فكارطونة، وخذا دفتر "صندوق التوفير" اللي فيه الحصيصة ديالو، وخلّى الباقي، وسد الباب وباب "البالكون"، وجا خارج ورجع لدار حيّ الليدو. بقى تمّا نهار آخر؛ ومن بعد استوصى صاحبو "محمد بوحمدي" على كارطون الكتوب، وواستامنو على دفتر صندوق التوفير، وقال ليه: انا غادي نمشي نبدّل ساعة بأخرى فالبلاد، وخذا العنوان ديال الدار، وهز صاك ملابسو، وخرج وزاد خلفة معا الطحاطح من جيهة حيّ "سيدي براهيم" باش يدوز لطريق الكيران اللي كا يمشيو لمرّاكش. بغى يدوز لأكًادير عند خوه عن طريق مراكش، عيواض ما يمشي على خط الرباط، وفي نفس الوقت بغى يتّجنّب ماحطّات الكيران فالمدينة. بقى النهار كولّو على جنب الطريق بجلّابتو الزعيرية معا واحد البوني أزرق مهوّد على الوذنين، وبدا كا يشيّر كلّما داز شي كار. ملّي بدا كا يشوف الشمش قرّبت تغيب، بدا داخل معا الطريق لجيهة فاس، حتّى وصل للبلاصة اللي كا يوصلوها الطاكسيات. خذا طاكسي وقال ليه وصّلني للملّاح. نزل قدّام سينيما "أبولو" ودخل معا الملّاح ودار على اليمن، ومشى قاصد فين ساكن صاحبو الأخر "أحمد بوزيد". دقّ عليه، ما لقاه، وكًلس عند مول الحانوت اللي كان كا يعرفو، حتّى جا أحمد بوزيد. قال ليه الطوبّاماروس انا غادي لمراكش، وبغيت نبات عندك. تّحرج بوزيد شويّة، والاكين طلع معاه للبيت ديالو. كانت الشمش راحت من شحال. بدا ذاك صاحبو غير كا يخرج لبرّا ويدخل. شويّة جا عند الطوبّاماروس وقال ليه: [راه شفت معا ذاك صاحبي، القاضي الموتادرّيب (واحد خرّيج كلية الشريعة "الشاريعة، الشاريعة؛ حتّى هيّا فالطاليعة" كيما كانو كا يقولو)، وراه غادي تبات عندو؛ وحكًـّـا، راه حتّى أنا كنت مقرّر نمشي لمراكش عند الرايس "عمر واهروش" (كان سجل بحث هو عمر امارير معا الأستاذ الجراري في "الشعر الأمازيغي")؛ غادي نمشيو الصباح بكري نقطّعو فالكار فــ"بوجّلود].

بات الطوبّاماروس عند ذاك السيد بلا عشا، بعدما ظلّ بلا غذا. معا الفجر تكّلو على الله ومشاو لـ"بوجلود"، وقطّعو في أمان وركبو. مرّتين طلعو رجال الدرك فالطريق للكار وكا يطلبو البيطاقات للبعض. تمّا كا يعركًـ الطوباماروس ويبرد، لأن غير "المهنة: طالب" يمكن تجرّ عليك جراير فهاذاك الظرف وهاذيك الطريق؛ لاكين سملت الدعوة مرّة أخرى. خنيفرة فاش عتـ'ــق الطوبّاماروس بجبّانية د-الحريرة بزيت العود ونص خبزة فـ"القهوة" ديال "موحمّاد ولد بريكة" اللي من دوّار العوينة، حيث وقف الكار حداها، وكًاع ما تّخلّص منو "ولد بريكة".

ملّي وصلو للمرّاكش مشاو ودازو نيشان لجامع الفنا، لأن الرايس "اهروش" كا يغنّي فيه مرة-مرّة معا فرقتو، لاكين ما صابوه. قال ليه بوزيد، غادي نمشي نسوّل عليه فالدار، وتوادعو. سوّل موحمّاد على الكَاراج ديال الكار اللي كا يدّي لأكادير على طريق "تيزي نتاست" - "ولاد برحيل" - "تارودانت"، ولقاه غير قريب من جامع الفنا. لقا بعض الناس كًالسين بجلالبهوم وحاطّين خناشي باكًاجهوم لأن الكار كا يخرج معا الربعة د-الصباح. قطّع فالكًيشي، وخلا الصاك فـ"القوسيني" ورجع خفيف لجامع الفنا. قبل ما يرجع للكًاراج، شرى رابعة ديال الحمّص السخون، وشرب واحد الكاس شبّاري ديال طبيخ "المساخن"، ورجع للكًاراج، وخرّج صاكو من القوسيني، وكًـلس فوق واحد البنك، وعطاها للحمّص باش يسخّن.

غير ضرب الكار شي شوي د-الطريق، بدا موحمّاد كا يشم ريحة زيت العود قويّة. قال معا رسو يمكن راه شي واحد دابا كا تقطر عليه الزيت من شي بيدو د-الباكًاج فالظلام وهوّا ما عارف. وصل الكار لـ"إيجوكاك" فـ"لابيست" ديال "تيزي نتاست" ووقف، وقال الشيفور "20 ديقيقة اللي بغى يشرب الحريرة". نزل موحمّاد ومشى للمرحاض، وبدا باقي كا يشمّ ريحة الزيت فالمرحاض! ملّي خرج مشى يغسل فاللفابو وشاف فالمراية، لقى حوايجو ساردين: الجلابة من الكتاف، ومن تحت منّها الدرّاعية الصحراوية الزرقا اللي كانت موضة، ومن تحت منّهوم الجاكيتة دايل الدان ... تمّا عرف شكون هوّا ذاك "شي واحد" اللي كا تسيل عليه الزيت وهوّا ما عارف. بدا دابا كا يفكّر غير كيفاش غادي يدخل على الناس فأكًادير بهاذيك الحالة!

ملّي بدا كا يبان الضو مليح، التافت موحمّاد واحد المرة للور، وبان ليه "المحجوب ولد عناية" اللي من "تاكاديرت" فـ"تينزرت" اللي مّو، وختو "كلتوم مراة العربي الكًمّاضي" اللي فـ"العوينة" صحابات الواليدة ديال موحمّاد. تّلاقاو عينيهوم مزيان، ودار موحمّاد بحال يلا ما-شي هوّا موحمّاد، وما عمّرو باقي صدّ للور. نزل "المحجوب فـ"أولاد برحيل" (باين بلّي تقضّى من مراكش السلعة ديال الكًيطون)، وزاد موحمّاد لأكادير، وهو ضاغط راسو لا يشوفو شي واحد آخر، لأنه عرف بلّي المحجوب قشعو مزيان وعرفو، واخّا فذيك الحالة اللي ما مُّالفينو-ش بيها الناس فالبلاد.

وقف الكار فالماحطة ديال الباطوار فأكادير، وجات واحد الشتا خيط من السما. قال موحمّاد: "جابها الله تستر هاذ الحالة". هزّ صاكو وبدا كا يتمّشّى بالمهمل فالشتا باش يفزكًـ نيت مزيان، ومشى نيشان للمكتب ديال الموحامي "محمد السعيدي" فشاريع الحسن الثاني فين خدّام خوه. صونا وفتح ليه خوه نيت، وفرح بيه لأنه، على حساب ما قالو ليه فيما بعد، كانو حسابهوم تّعتاقل حيث كا يسمعو فالراديو "المنبهي" ما "المنبهي"، وموحمّاد باقي معروف عند البعض بسميّة "المنبّهي". قال ليه خوه "يوا سردة هاذي!"، جاوبو: "سردة بالماء بعد بعد سردة الزيت" وفسّر ليه. فتح ليه تمّ-تمّ الدوش ديال المكتب، ودوّش؛ وقال ليه يطلع للدار فـ"بواركًان".

------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



09/09/2019
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres