(En arabe) Hejjou la domestique, roman en cours de rédaction (épisode-5)
حـــجّــــــــــو
(من عمل سردي قيد التحرير)
قسم البداية: (هــــــــــــنـــــــــــا)
5
دلائل الخيرات
بُّــا-سيدي كان معروف فالبلاد بالهيبة والوقر، وبالهمّة والشان، علاحقّاش هوّا ولد دار كبيرة، وعنده الدمنة والنتاع اللي خلّاوهوم جدوده فالبلاد وفالبلدان الأخرى القريبة والبعيدة؛ والدار الكبيرة معيّشة غير فدواور البلاد ثمانية د-الخمّاسا د-الجنانات، بولادهوم وكسايبهوم اللي كا يكسبوها بالشركة.
كثير من الناس فالدواور، خوصوصا الخمّاسا وضيعاف الحال، يلا تّنازعو ما كا يدّاعاو لا عند الشيخ والا عند القايد. كا يجيو غير عند بُّـــا-سيدي ويصالحهوم، وكا يمشي كلّ واحد بخاطره. لاكين بُّـا-سيدي ولّي مكسوف مهموم فهاذ الأواخير، من نهار تّوفّات ليه عمارة الدار لالّة عبلة، وزوّجوه الخّوت والعمام بواحد المراة من العائلة فبلاد القبلة، امراة طيّبة ودريوشة والاكين ما فسراها-ش وما داخلاش لــبُّا-سيدي فقلبه. وزاد ذاك الضيم بزّاف كًاع ملّي بدا بُّا-سيدي كا يشوف السايبة قايمة فالدار، وكا تدور بالأسوار اللي ما بقات ليها هيبة ولا تيقار.
غير فالصيف الفايت، وصلاته خبار بلّي صابو نقّاب فاللساس د-السور من جيهة "الروا الدخلاني"، وقال معا راسه بلّي المسالة لازم تكون متّعلقة بذاكشّي اللي كا يوصل لوذنيه من شكوك حول ذاك "و-تاكات" مول الفرّان معا "بريكة الحرطانية" سخّارة جاره، ولد عمامه "سّي صطّوف". وكلّ نهار كا تجيه خبار على الخروب د-العرصة اللي ما عرف حتّى واحد شكون اللي ساسو ويمتى ساسه، أو على شكون اللي خرط زيتون شي زيتة من زيتون العرصة. وذيك الوليّة الوحيدة، حجّو الشلحة، اللي صبح كا يعتامد عليها، بان ليه بلّي حتّى هيّا تّغلبات. بان ليه ذاكشّي من نهار ورّاته شكون اللي سرق اللوز من العرام وناضو لفقو ليها وليه الهضور في عاراضاتهوم بجوج.
هوّا، كيما بدا ديما كا يقول فالجماعة دياله معا شي صاحبه ثيقة، بحال "بن العلّاكًي"، كا يبان ليه بلّي الدار الكبيرة صابتها لعنة من عند الله من نهار تّخلّات على عوايد جدود مُّاليها. الدار الكبيرة ما كانت-شي كا تربّي سيوى البكًر للحليب، والخيل والبغال للركوب، والحمير للخدمة ديال الخمّاسا، والدجاج للبيض والماكلة، وما كا تربّي-ش لا الغنم والا الكلاب. كانت الدار الكبيرة محوّطة معا حاشية السور البرّاني ديالها بمجموعة من الديور الصغار للناس البرّانيين اللي كا يجيو يسكنو فيها ويصلحوها بالتحراش كل عام، وما كا يأدّيو سيوى الغبار ديال بهايمهوم اللي كا يكسبوها بالشركة. هوما اللي كا يحضيو الدار الكبيرة. دابا ها "سّي سطّوف" حوّل واحد جوج بيوت فـ"الروا البرّاني" وعمل منّهوم فرّان ديال الخبز د-السوق، وكراه للفرارني "و-تاكات"؛ وزاد، وشرى زريبة د-الغنم وشركها لـ"عيّاد بوشفرة" اللي ربّى معاها كلب كا يبات ينبح وكا يوطا معا الغلم، صباح وعشية، على عتبات بيـبان الدار الكبيرة، ودابا زعمو الكلاب الدايعين على الدار ملّي بداو كا يسمعو فيها النباح، وكا يجيو ويدخلو للروايات ويخطفو الدجاج ديال العيالات...
واحد النهار، جا ثاني السمسار، بن العلّاكًي، عند بّــا-سيدي باش يهضر معاه فشي بيعة-وشرية ديال فدادن البور فالغابة. لقاه كًالسك كيما العادة مسنّد بجلابته ورزته على ساس حيط الباب البرّني، وهوّا كا يقرا قصيدة "المونفايجة" بصوت عالي، وبواحد الريح بحال ديال أحواش، من كتاب "دلائل الخيرات"، اللي كا يرجع ليه مرّة-مرّة، حيث كان من "مجارح الجامع" اللي كا يعرفو يقراو شويّة هوّا ولا صاحبه، بن العلّاكًي. سلّم عليه الضيف وقال: "اللاهومّا تقبّل دوعاءنا. والله يفرّجها علينا وعلى جاميع الموسليمين، ويعطينا باراكة "دلائل الخايرات..."، وكًلسو ثاني كا يهضرو بيناتهوم على يمورات الدنيا قبل ما يشميو للدويرية يتّغدّاو ويهضرو فكلام الصحّ. نطق بّــا-سيدي وقال لصاحبه: "انا ملّي كا يضيقو بيّا الأحوال، كان بدا نقرا "يا من يرى ما في الضمير ويسمع" اولّا "المونفاريجة" وكا تهدا لي خاطري". نطق بن العلّاكًي وبدا كا ينشد "يا من يرى ما في الضمير" اللي كان حافظها كيما حافظينها كثير من الناس اللي ما قاريين حتّى حاجة علاحقّاش كا يسمعوها بزّاف فالجوامع وفالسلكات والصدقات، وزاد بُّــا-سيدي كا ينشد معاه:
“يا من يرى ما في الضمير و يسمع* أنت المُعدّ لكل ما يُتوقع
يا من يرجّى للشدائد كلها* يا من اليه المُشتكى و المَفزع
يا من خزائن رزقه في قولِ كُن* اُمنُن فان الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري اليك وسيلة* و بالافتقار اليك فقريَ أدفعُ
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة* فلئن طُردت فأيّ باب أقرع
من الذي أدعو و أهتف باسمه* ان كان فضلك عن فقير يُمنع
حاشا لمجدك أن تقنِّط عاصيا* الفضل أجزل و لمواهب أوسع
بالذل قد وافيت بابك عالما* ان التذلل عند بابك ينفع
وجعلت معتمدي عليك توكلا* وبسطت كفي سائلا أتضرّع
و بحق من أحببته و بعثته* وأجبت دعوة من به يتشفع
اجعل لنا من كل ضيق مخرجا* والْطُف بنا يا من اليه المرجع
ثم الصلاة على النبي و آله* خير الخلائق شافع و مشفّع”
بداو عينين بُّــا-سيدي كا يغرغرو بالدموع على لحيّته، وقال لصاحبه: "ها نتا كا تشوف، آ-بن العلّاكًي؛ ما بكيت حتّى على بُّــا، الله يرحمه، نهار مات؛ والاكين ملّي كا نتفكًـد المرحومة اللي كانت قايمة بيّا وقايمة بالدار ورافعة ليها الهمّة والشان، كا يغرغرو عينيّا بالدموع بحال الدرّي الصغير"، ومسح عينيه...
شوية، ها حجّو الشلحة كا تعيّط من ورا الحيط: "وا سيدي، واسيدي، راه بغاوك فالدار"، وناضو ذوك جوج د-الناس ومشاو قاصدين الدويرية.
-----
القسم-6 "رجيــم الدار الكبيرة"، عبر هاذ الرابيط: هـــــــــــــــنـــــــــا
-------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres