(En arabe marocain) Hejjou la domestique (roman, épisode 1-2)
حـــجّـــــــــــــو
(مقتطفات من عمل سردي)
1
سالات دابا حــجّـو الشلحة الخدمة د-العشيّة والليل، بعدما دّات مُّاعن أتاي والعشا لـ"سيدي" فالدويرية البرّانية، وتعشّى بوحدُه ومشى فين ينعس فالقبـّة الدخلانية. آخر ما عملت: فرّقــت الفصّة والتبن على البكًر ومحروم اللحم، سلّة تابعة سلة، وهيّا غادية جايّة - بسلّتها على الظهر، واللانبة د-الكًاز فيديها - مابين الهري د-الفصة والتبن والمداود د-البهايم فــ"دار البهايم" و"الروا الوسطاني". بعد ذاكشّي بدات كا تغلق البيبان الخمسة الكبار، واحد تابع واحد: ها اللي ليه دراع د-الزكرون، ها اللي ليه قفل د-العود مسرّح.
فالأخير دخلت لـ"بيت خدّوج" فين كا تنعس، وشدّت عليها الباب. فكّـــتْ الحزام ديالها، اللي فيه سوارت "الهري" و"الدويرية البرّانية" و"برج الخزين" و"اكًران" و"المعصرة"، وعلّـقاته فالوتد ديال الحيط، ومشات للقبّاش ديالها القديم فالركنة، وسلّت منُّه واحد المراية د-العطّار مشقوقة، وتّكات على جنبها فالحصيرة متكّية على وسادتها المصايبة من صرّة ديال حوايجها الباليين اللي كانت جابت معاها من الجبل قبل شي ربع سنين. بدات كا تتملّى فوجهها، وصابت ثاني بلّي ولّات ضاوية منظورة وما بقاوش تكامش حجّو الشلحة في وجـ'ــهــها كيما كان الحال غير قبل ربع سنين، ملّي نزلت من الجبل بسباب الجافاف والجوع، كيما نزلو كثير من أهل بلادها وغير بلادها يسترزقو فبلاد الوطا.
بدا كا يتأكد لـحجّو بلّي قامت بخدمة كبيرة فهاذ الدار الكبيرة، ورسّات فيها قواعد الانضيباط، وقضات على حالة السايبة، كيما كان كا يقول ليها "سيدي"براسُه . تمّا تذكّرات ثاني ذيك الحلمة ديالها، اللي عمّرها ما نساتها. كانت حلمت واحد الليلة بلّي دّات مُّاعن أتاي لـ"سيدي" فالدويرية البرّانية وفين كانو معاه شي ضياف كبار برزوهوم. غير حطّت المجمر والمقراش د-الصيني فالمراح د-الدويرية، ورجعت لباب الدويرية وجابت الصينية ببرّادها، وكيسانها، وربيعتها د-السكُّار، وزنبيلها النحاسي ديال أتاي، ونعناعها، وحطّاتها حشمانة قدّام "سيــدي"، طلّع فيها "سيــدي" عينيه، وقال لذوك الضياف دياله: "راني جبتكوم تكتبو ليّا عقد نيكاح على سنة الله ورسوليه معا هاذ الوليّة تكون عمارة الدار...".
تمّا بدات ثاني حجّو كا تحسّ بلّي الوضعية ديالها، باعتيبارها موجرّاد سخّارة خدّامة غير "بكرشها" من بين "العيال" و"الخمّاسين" الدايمين وغير الدايمين، ما-شي وضعية معقولة، بعد كلّشي اللي قامت بتحقيقه للدار الكبيرة ديال سيدي، كيما كا يقول ليها سيدي براسه من حين لحين فالدويرية البرانية فجوايه صلاة العشا... بقات كا تفكّر فهاذيك الحلمة حتّى دّها النعاس.
***
2
فاقت لالة عيشة بنت "سيدي" كيما هيّا العادة هاذ العيمان اللخّرين بكري-بكري، ومشات نيشان لـ"بيت انوال"، وبركت واتشة على ركابيها كا تعجن؛ ومن بعد، شعلت الكانون وردّت عليها كًدرة الحسا باش يطيب بيمّا تخمر العجينة باش تلصّق خبز تانّورت فالكانون ملّي تنزّل كًدرت الحسا... كان الحسا طاب ملّي دخلت عليها حجّــو الشلحة بلا حزام وهيّا مازال كا تحكّ عينيها وبلا ما تقول صباح الخير. مشات حجّو نيشان قاصدة الكًدرة وفرّغت منها شوي د-الحسا فالمترد د-التراب، وبدات كا تبرّده بالمغرفة د-العود. عمّـرت غرّاف وزلافة. دّات الزلافة فواحد الطبيلة د-النحاس لـ"سيدي" فالقبّـة فين كا ينعس؛ ورجعت لغرّافها تشرب حساها. سالات، وجات نايضة ترجع لبيتها، "بيت خدّوج"، اللي فمراح القبّـة فين كا ينعس سيدي. قالت ليها للالة عيشة، بالشلحة، اللي مّالفة من الأول تهضر بيها معاها، بلّي ما بقات-شي الزيت فالقرعة. رجعت حجّو بلا ما تهضر، وهزّت القرعة ومشات. دخلت لبيتها وقصدات الوتد د-الحيط، وهزّت حزامها اللي فيه حزمة السوارت وتحزّمت بيه، وغلقت الباب بالساروت، ومشات طلعت لـ"أكًـران" فين كاينين شي خوابي د-الزيت. عمّرت القرعة، وخذات شي بصلات من عرّام البصل وعملاتهوم فحجرها، وجات راجعة لـ"بيت انوال" عند لالة عيشة. طرحت ذاكشّي حدا الكوانـن وقالت ليها: راه سيدي غادي يجي يفطر معاه ذاك بن العلّاكًي. ديرو ثاني ذاك الخبز المبصّل بالشحمة باش يفطرو بيه معا ياتاي، هاني راجعة نخرّجو ليهوم ملّي يجي بن العلّاكًي؛ وخرجت، وعاود رجعت حيث تّلاقات معا لالّة فطّوم، مراة "سيدي" بلا ما تهضر معاها، وقالت للالّة عيشة: ما تمساو-شي ثاني؛ راه التنكًية د-الشعير والكًمح باقي كا تّسنّانا باش يدّي براهيم الطحين غدا أو بعد غدّا للماكينة.
دخلت لالة فطّوم لبيت انوال وقالت صباح الخير لربيبتها، وفرغت الحسا وبرّادته فالمترد وشربو بجوج حساهوم، وبداو كا يدْـويو، على النبّوري، على ذيك حجّـو الشلحة غير بشويّة وهوما مساليات شغالاتهوم ديال انوال. نطقت لالة عيشة وقالت لمراة بُّاها: يوا شفتي وسمعتي، آ-خالتي؟ ولّينا حنا ضروك اللي كا ناخذو وصايات الشغل د-النهار. فيامات العزّ، ملّي كانت مُّــا حيّة - الله يرحمها - كنت كا ننعس فـ"بيت خدّوج" انا وخويا حتّى للضحى، ونجيو نشربو حسانا، ونطلع انا وحبيبتي لالة رقّوش للسطاح نبداو نطلّو على الجنانات وعلى اللي غادي واللي جاي، حتّى يطيب الفطور ويعيّطو علينا. دابا راكي كا تسمع تشوفي اشنو دايرة فيننا الشلحة الخانزة...
سيدي، من جيهته، غير شرب زلافته د-الحسا د-الشعير بدشيش البشنة ومن بعدها كاس قهوة كحلة العطور، خرج كيما العادة بعكّازه لـ"باب برّا" فين يبدا كًالس مسنّد على ساس الحيط كا يراقب الجنانات ويشوف اللي غادي واللي جايّ، ويعطي الوصايات د-النهار للسخّارة، حــجّــو الشلحة، وللخمامس د-الجنانات اللي كا يجيو على الصباح يدّيو للي خاصّهوم فالخدمة ديالهوم. معا جوايه الضحى بدا كا يبان ليه بن العلّاكًي جايّ بجلّابته ورزّته على البشكليت. نزل وحدر وسلّم على سيدي، وكًلسو كا يهضرو على شي بيعة وشرية ديال شي فدادن د-البور فالغابة، علاحقّاش بن العلاكًي كان كبير السماسرية فالبلاد، وكانت الموضة ديال تحويل الطحاطح البورية فالبلاد إلى فيرمات عاد بدات، وبدا معاها التبرغيز فالشري د-الأرض... شوية خلط عليهوم "حماد اماهو" الشلح، اللي جا خارج حتّى هوّا من داره يعمل التشميشة د-الصباح فباب برّا؛ وتمّا بدّلو الهضرة فالحين لحاجة أخرى. شوية ها حـجّـو قرّبات من "باب برّا" وقالت بالشلحة: "وا سيدي، وا سيدي راه بغاوك فالدار". فهم حماد اماهو بلّي غادي يدخلو يفطرو، وما بغا-ش يحرجهوم، وناض قال ليهوم عندي واحد الشغل معا البركًادي "موحا المخازني"، وزاد معا الطريق.
دخلو ذوك جوج د-الناس للدويرية، وصابو المقراش د-الصيني طالق السبولة على المجمر العالي فالمراح، والصينية واجدة فالقبّة ديال الضيافين بشراجمها د-الشبّيك وبسقف الهوا. عيّط سيدي لـحجـّـو اللي باقية مضرّقة غير فالسواري، وجابت المقراش بسبولته كا تشيّر، وعمّر سيدي البراد، وخرجت هيّا تجيب الخبز المبصّل بالشحم ديال الفطور. نطق سيدي وقال: "شوف آ-بن العلّاكًى؛ راه من نهار تّوفّات المرحومة، الله يرحمها برحمتُه ويرحم واليدينا وجميع الموسليمين، هاذ الوليّة هيّا اللي قايمة بهاذ الدار. هنّاتني فالداخل وفبرّا". نطق بن العلّاكًي وقال ليه: "الله يرحم اللي ماتو ويجعل الباراكة فاللي حيّين؛ راني كا نسمع وكا نشوف، نعام آ-سيدي؛ الشلوح راه حادكًين وصحاب ثيقة؛ طريق-طريق، اغاراس-اغاراس..."...
----------
- القسم-3 (هــــــنـــــا)
-------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres