(En arabe) Guerre Mondiale des plages
حرب الاستحمام والاستجمام
(الوجه الكوميدي لدرامية الحرب الدينية العالمية الأولى)
- على خلفية آخر فصول الحرب المشار إليها في العنوان والذي تمثل في ذبح جهادي لقس مسيحي في عقر كنيسته في بلدة مغمورة وهو يؤم صلاة مع رعيته في بلدته الصغيرة في فرنسا (انظر هـــــنـــــا)، وما تلا ذلك بعد ثلاثة اسابيع من تخصيص صلوات "عيد الرفع" الكاثوليكي في كامل أوروبا، بما في ذلك الفاتيكان، للترحم على ذلك القس باعتبار أهله أياه شهيدا المسيحيين في القرن ،21 وما تزامن مع تلك الصلوات في الكنائس من اصطدامات طائفية بفضاءات السباحة بكورسيكا حول الحق في بدعة "اللباس الشرعي للسباحة الإسلامية" المسوّق باسم "البوركيني" (تركيب مزجي بين "البرقع" الأففغاني و"البيكيني" الغربي") ومن إقدام كثير من عُمدَويات فرنسا على منع ذلك "اللباس الشرعي" في الفضاءات العمومية،
- وإذ سبق أن عمّمت نصا بعنوان "حرب الحمّامات، هل تقع بالمغرب" (انظر هـــــنـــا)،
- وإذ قام الزميل ابراهيم الخطيب أمس 15 غشت 2016 بتقاسم صورة همجية بشعة لذلك اللباس في شخص أحد المستحمين الملتحين، وذلك على جدار صفحة الزميل الخطيب بفضاء الفايسبوك (Ibrahim Elkhatib)، فقد ذكرتني تلك الصورة بتصوير كان قد ورد في نص سردي بعنوان "على الشاطئ" كان قد حرر سنة 2000 ولم ينشر إلا سنة 2010 في كتاب "مقامات في اللغات والعقليات؛ الهوية والتحديث ما بين التذكير والتأنيث". ولكل ذلك قررت تعميم ذلك النص السردي. وأبدأ بإيراد مقتطفين منه:
مقتطف-1
[... ويبقى "بحر الظلمات" شاهدا على تعاقب العجائب والغرائب والزوابع والتوابع. فلقد سمعت - كما أوردت ذلك بعضُ يوميات وأسبوعيات البرّ في باب غرائب البحر لهذه السنة - بأنه، إلى جانب تلك المستوطَـنة الشاطئية التي كنتُ على مشارفها أرقُب قومَها بدل أن أستحمّ، كانت توجد محميةٌ بشرية أخرى من نفس النظام مخصصة لرباط الإناث على بعد بضعة مآت من الأمتار. هناك من وراء المرتفع الرملي، كانت معسكرات من نسوة لا يصلين إلا فرادى لأسباب تتعلق، ربما، بشروط الإمامة وبمقتضيات العفة، ولكنهن يعوضن سُنـّة صلاة الجماعة بدروس التقوية في الحلقات التكوينية، وتسهر على تأطيرهن فيها منشطات نشيطات، متوقّدات ومـِهـدارات، هنّ على اتصال دائم بأطر معسكر الذكور عن طريق الهواتف النقالة التي أفتى بعضهم بأن صوت المرأة عبرها، إعدادا للقومة، ليس بعورة، خلافا لما كان يراه الشاعر الكفيف، بشار بن برد الماجن الذي قال يوما:
يا قومُ أُذني لبعض الحيّ عاشقةٌ * والأُذن تعشق قبل العين أحيانا
ولقد قيل ـ كما أوردت ذلك صحافة البرّ، مدعمَـةً بصور تستفز ذوي الدم الساخن الفائر ـ بأن الإناث يرتمين جماعاتٍ جماعات في مياه البحر بملاءاتهن الرفيعة، ثم يخرجن وقد التصق القماش الرفيع بأجسادهن مصورا أدنى جزئيات عوراتهن، من حلمات وأرداف واعجاز، ومبرزا كلّ ثنية رفيعة أو انحناءة منحوتة تسر الناظرين، أو كلّ أخدودٍ من أخاديد أعطافٍ فائضةٍ خطلاءَ غضفاءَ بشعة تسوء الناظرين، ثم يعـُـدن إلى الرمال فيعلـَـق بهنّ الرمل وينقلب ما كان فاتنا إلى بشاعة، ويزداد ما كان بشعا في بشاعته. لقد حصل فعلا أن شاهدتُ عدة مرات بعض البدويات الطارئات على المدينة وعلى شؤون العادة فيها يقمن بمثل تلك الطقوس المجوسية عفويا وبشكل فردي فيما يشبه استحمامِ فرسِ النهر، فيشددن إليهن أعين محيطهن ما بين مفتون بما يصوره القماش، ومتقزز من غلظ الذوق وانعدام حس النظافة وآداب المحيط.]
مقتطف-2
[... تساءلت في النهاية بعد كل هذه العاصفة من المقارنات التي استبدت بذهني قائلا مع نفسي: ترى أيهما أعف وأقرب إلى الورع والتقوى، ذلك الجيل الذي كان ينظم أسبوعيا حلقات العري الجماعي السافر تحت ضوء الشموع مرتاحَ البال دينيا وأخلاقيا، وهو يعتبر ذلك السلوك أصلا، وفطرة أُولى، وسلوكا غير دخيل ولا مفروض من الخارج، لا بمقتضى الغزو الثقافي ولا بمقتضى اتفاقية دولية، ويعتبر خلافَ ما اعتاده من صور وأشكال هندامية مروقا وبدعا وتشبــُّها بالغير، أم الأعف هو بعضُ هذا الجيل ممن هو راسخ ثقافيا في البداوة مهما كان عدد أجيال حلوله الجغرافي في الحاضرة، والذي اكتشف صدفة من خلال فضاءات هذه الحاضرة لهوَ البر والبحر على سبيل مستحدثات العادة مما تسرب إليها من ديار غير ديارها، فاتخذ من مكان اللهو والعادة فضاءً يخلط فيه ما بين الجد واللعب، وما بين السباحة والعبادة، وأخذ يصلي في الشاطئ بـقمصان تصوّر أدنى ثنايا العورة في العراء، وبلحىً تكون قد جرفت معها أثناء السباحة ما يكون قد صادف شباكها من شوائب البحر أهونُـها الرملُ وطحالبُ البحر وبراغيثه؟
النص الكامل لسردية "على الشاطي"، عبر الرابط الآتي:
https://static.blog4ever.com/2006/04/162080/A-la-plage.pdf
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres