(En arabe) De l'assassinat de l'archiduc autrichien (1914) à l'égorgement du prêtre Jaques Hamel (2016). Le rêve prophétique de Malraux tourne en cauchemare
منطق عودة عصر دعوى الجاهلية-2
من اغتيال الدوق النمساوي من طرف قوميين في 28 يونيو 1914،
إلى ذبح قس مغمور يؤم قداسا بكنيسة محلية
من طرف مجاهدين في بلدة مغمورة في 26 يوليوز 2016
- من ظرفيات التباس الجاهلية بالإسلام منذ البداية كما توجست ذلك "خطبة الوداع"، فظهرت والعصبيات والفرق،
- إلى أدبيات البعث والدعوة الإسلامية لزمن "النهضة"، ثم ظهور التنظيمات الإسلامية في بدايات القرن العشرين،
- ثم إلى نبوءة أندري مالرو السبعينية حول الطبيعة اللدينية للقرن الواحد والعشرين ودور الإسلام في مصير أوروبا،
- وأخير ظهور الحركات الجهادية العابرة للأقطار والقارات منذ عقدين من الزمن ...
- أنه مسلسل العودة الفعلية للحروب الدينية اليوم، ذلك المسلسل الذي توج رمزيا بحادث ذبح قس مغمور يؤم قداسا في كنسية ببلدة صغيرة بفرنسا من طرف جهاديين، مبشرا بـ"حرب دينية عالمية أولى" تجري بالتقسيط على جبهات زئبقية الحدود والجنود.
- الرؤيا التنبؤية السبعينية لأندري مالرو تتحول إلى كابوس.
-----------
ذكّـرتني الخدمة الآلية للفايسبوك يوم أمس الثلثاء 26 يوليوز 2016 بهذا البُـسط المشهر أسفله عبر الرابط الأول، بعد مرور سنة، يوما بيوم، على إدراجه يوم 26 يوليوز 2015.
ويصادف تاريخ هذا التذكير السنوي يومَ أمسٍ الثلثاء الذي تميزّ باقتحام مجاهدَين شابين (19 سنة) لكنيسة في مدينة صغيرة بفرنسا (Saint-Etienne-du-Rouvray) حيث أقدما على ذبح قس مغمور، Jaques Hamel الذي كان يأتمّ فيها قداسا دينيا وهو شيخ هرم عمره 86 سنة (ولد سنة 1930).
مثل تلك الأفعال قد تم التطبيع معها في الأذهان اليوم، ولم تعد تشكل حدثا في أذهان كثير من الأقوام التي تقترف باسمهم. وحتى من ما يزال ذلك يشكل بالنسبة إليهم حدثا يستحق الالتفات - وهم في الغالب مثقفون ومفكرون مرموقون من مختلف المشارب والمدارس اللغوية والثقافية - يرفضون رفضا تكوينيا وراثيا التصديق بواقع كون "الجاهلية" قد لبست لبوس "الإسلام" منذ البداية كما كانت "خــــطبــــة الوداع" تتوجس ذلك بشكل صريح (انظر تحليلا لنص تلك الخطبة في النص القصير عبر الرابط الآتي)، إذ كانت عصبية قريش، وكان تمرد الخوارج و"ثورات" والقرامطة والحشاشين وخوارج وحشاشي اليوم الذين ألهبت مشاعرَهم منذ سنوات تلك الحشود التي تهب مؤطـَّرة إلى الشوارع مرغية مزبدة ومتوعدة "ديار الحرب" ومبتدئة ب"ديار الإسلام" كلما ظهر رسم أو كارتون أو نكتة أو رواية.
وهذا هو الرابط نحو النص القصير حول الجاهلية والإسلام من خلال "خطبة الوداع"
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-2-innocence-des-musulmans-un-choc-de-civilisations-2
إن أولئك المفكرين، الذين يعمدون إلى عقلنة ما يجري اليوم من بشاعات تتعدى حدود التصور، موزعون باستمرار، وفي تكامل تام، ما بين من يرى في كل ما يحصل مؤامـــــرة مدبرة من طرف قــــــــوى خفيـــــــــة وضحيته جيل من المحرومين، ولا علاقة له حتى بمن يتبناه جهارا عبر بلاغات رسمية باسم الجهاد كما تبنى سلسلة العمليات السابقة في أوروبا، وآخرها وأكثرها فظاعة هو دهس مجاهد بشاحنة ثقيلة لما يناهز 90 شخصا من الراجلين من مختلف الأعمار ممن خرجوا للاحتفال بعيد الجمهورية الفرنسية لهذه السنة 2016 (14 يوليوز: عيد الثورة الفرنسية وقيمها الكونية؛ انظر هــــــنــــــا)، وبين من يُدرج ما يحصل منذ عقدين، مبررا إياه، في إطار حق تاريخي مشروع للأخذ بثأر جماعي في إطار منطق التناوب على "حق" "الغلبة الاستعمارية"، الذي لا تتصور الروح الجاهلية منطقا غيره للتدبير، وذلك من مستوى العشيرة إلى مستوى القبيلة وإلى مستوى الدولة ثم إلى مستوى الهيئة الأممية الكونية بعد قيامها في القرية الأرضية.
أولئك المـــفكــرون "الليبراليون" (أو "اللائكيون"، أو "العلمانيون" أو "الحداثيون" كما يسميهم البعض أو يسمون أنفسهم) يشتركون مع الدعـــــاة، من غير المحرضين المباشرين، في ترديد جملة فارغة، وذلك كلما وقعت بشاعة باسم دين الإسلام. تلك الجملة هي "ليس هذا هو الإسلام الحقيقي". غير أنه لا طرف من الأطراف الدعوية ولا المدنية "الليبرالية" قد دعا يوما إلى النزول إلى الشارع بما يناظر ما كان يتم على إثر كل ما يحصل، من نشر رواية تخييلية أو رسم كاريكاتوري أو شريط سينمائي مغمور وسخيفين، من اكتساح الحشود للفضاءات العامة مخربة وقاتلة أحيانا، وذلك من أجل إعطاء تلك الجملة، الفارغة فراغً جدل "علم الكلام"، مضمونا ملموسا ذا قاعدة بشرية مدنية.
إن مبادرة من هذا القبيل، مما لم يتم حصوله حتى الآن، لهي خطوة نوعية ومنتظرة اليوم بإلحاح ذي طبيعة تاريخية. وبخصوص مثل تلك المبادرة، التي أصبحت تدعو إليها بعض الأصوات من مختلف المشارب، تساءل شارل إينديرلين (Charles Enderline) في موقعه على الفايسبوك، من منطلق تصور نظري محض للدولة المدنية الديموقراطية الحديثة، وهو يتحدث على إثر الأحداث الأخيرة، عن الجماعات المسلمة في أوروبا وأمريكا، عن المقصود بـماهية "المسلمين" الذين يتعين عليهم اليوم إعلان البراء مما يجري من فظاعات باسم الإسلام، وعن الكيفيات التي يمكن بمقتضاها، حسب النصوص المؤسسة للدولة المدينة الحديثة في أوروبا الغربية أو أمريكا الشمالية، أن ينتظم أولئك المعنيين انتظاما لإعلان ذلك البَراء.
الجواب العادي على مثل هذا السؤال النظري، مما هو مبني على معطيات تجربة الواقع وليس على مجرد تصور معمارية المؤسسات في الدول الديموقراطية، هو أن القصود بــ"المسلمين" في هذه الحالة، سواء في الدول التي لا تقوم فيها المواطنة على أسُس ملية أو مذهبية أو إثنية، أم في الأقطار التي يكون فيها الإيمان والعقيدة والمذهب محكوما بالميلاد والوراثة، هم تلك الجموع التي تتعرّف سوسيولوجيا على نفسها بسهولة، وخارج الأطر التنظيمية القانونية، كماهية سوسيولوجية ذات هوية خاصة تسمو على الهوية الهوية الوطنية وعلى مقومات المواطنة، والتي دأبت منذ عقدين على استقطاب عيون الإعلام باكتساح الفضاءات العامة سواء في دول أوروبا أو أمريكا، أم في الاقطار التي تقوم فيها أنظمة الحكم، بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة، على أساس مذهب من مذاهب الإسلام، وذلك من أجل التنديد والتهديد والوعيد بالثأر، وربما القيام، في بعض الأحيان، بأعمال تخريب وإحراق وقتل، وذلك كلما ظهر في مكان ما من المعمور روايةٌ تخييلية (سلمان رشدي) أو رسم كاريكاتوري ساخر (الدانمارك ثم شارلي-إيبدو) أو شريط سينمائي فاشل ومغمور (شريط فان-غوع أو "براءة المسلمين) يسخر من المجتمعات الإسلامية أو من تاريخ المسلمين، كما دأب الأدباء والرسامون والسينيمائيون في البلدان ذات التقاليد الفنية على ممارسة ذلك القبيل من السخرية في حق جميع المنظومات الفكرية والعقدية (انظر هـــــنــــا).
فتلك الجموع الهوياتية هي المدعوة اليوم لأن تعلن البراء (حسب مصطلحات منظريها ومؤطريها) ممن يذبحون اليوم رجال الدين في عقر كنائسهم وأثناء صلواتهم باسم نفس الهوية، هوية الانتماء إلى "الإسلام"، فالأمر واضح إذن ولا التباس فيه إذا ما أُخذ الواقع بعين الاعتبار. تلك الجموع هم الذين يتعين عليهم أن يقوموا بمثل ذلك العمل، ليتبين الرشد من الغيّ، مؤطرين من طرف نفس الأطر الجمعوية والدعوية التي يستجيبون لنداءاتها كلما دعتهم إلى النزول إلى الشارع للتضامن مع الله أو الرسول أو الحجاب الإسلامي ضد أحد مسوقي بعض الخرفشات الكاريكاتورية. بل إن هناك اليوم بالنسبة لمسلمي الهجرة هيئات مؤسّسية تتولى شؤونهم وتؤطرهم على مستويات معيّن (المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية مثلا هـــــنـــــا). وإذا كان لا بد من شارات، فبإمكانهم القيام بذلك بنفس الشارات التي يشهرها بعضهم في اعتداد، ومن بينها مثلا "الحجاب الإسلامي" أو "اللحية الإسلامية" اللذين يدافعون بشدة عن إشهارها في الفضاءات والمرافق العمومية باسم الهوية الإسلامية؛ وليسوا عمليا في حاجة إلى شارة أخرى مثل شارة النجمة الصفراء كما لمّح إلى ذلك السيد Charles Enderline في نوع من المغالطة التي تذكر بما كان يُفرض على اليهود حمله ليميزهم غيرُهم في الفضاء العمومي.
لكن، بدل أي شيء من ذلك القبيل، وفي موازاة مع ترديد الجملة الفارغة التقليدية الاستهلاكية المذكورة ("ليس هذا هو الإسلام الحقيقي")، يدعو بعضهم إلى "إعادة اختراع العجلة" وذلك بالدعوة إلى الكشف الإعلامي عمّا لم يتم التستر عنه أبدا، أي "الكشف عن القوي الخفية" التي ترعى "الإرهاب" مؤسّسيا وتموّله، ذلك الإرهاب الذي كانت نفس الأصوات في كل مكان، بما في ذلك هنا في المغرب كما في غيره، تعتبره مجرد اختــــلاق إعلامـــــــي من طرف "المصالح الخاصة" الغاية منه حسب البعض تهيئة الأذهان لقبول الانخراط خلف السياسة الأمريكية في الشرق حسب البعض ويضيف البعض الآخر فتح الأبواب أمام الداعين إلى "استئصال منابع الإسلام"، وذلك منذ أن تم الأعلان عن تفكيك أو فرق ما سمّي بــ"الخلايا النائمة" قبيل تفجيرات الدار البيضاء الأولى بالمغرب.
إن حادث ذبح رجل دين مغمور في عقر كنيسة ببلدة صغيرة وهو يؤم قداسا دينيا أمام بضعة أفراد من رعيته الدينية في بلدته في نفس الوقت الذي جمع البابا حوله ملايين الشباب في مدينة كراكوفي ببولونيا لهو حادث رمزي يمكن مقارنته باغتيال الدوق النمساوي، فرانسوا فيردينان بــساراييفو بصربيا الذي كان شرارة اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كانت قد نضجت ظروفها القومية؛ إنه حادث يعلن قيام فصل جديد من الحروب الدينية على المستوى الكوني هي مرشحة اليوم لأن تغير وجه العالم.
ذلك القس المغمور الذي هبّ لتنفيذ "حكم فقه الجهاد" فيه مراهقان مغسولٌ دماغاهُما ومُوغَر صدراهُما ضد "الآخر الكافر" و"الموالين له "في كل مكان، قد أقيم له حفل تأبيني ليس فقط في كنيسته المحلية المغمورة حيث تم ذبحه، ولكن في كنيسة نوتردام بقلب عاصمة الجمهورية الفرنسية بحضور الطبقة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية الاشتراكي، فرانسوا هولاند، الذي كان قد خاطب المواطنين من قصر الجمهورية فور حادث الذبح قائلا "Tuer un prêtre, c'est profaner la République ("إن قتل قسّيس لهو انتهاك تجديفي في حق الجمهورية"؛ انظر هــــنــــا) واضعا بذلك حدا، على مستوى الخطاب الرسمي، لما يربو عن قرن من تأسيس الفصل بين فضائي كياني الكنيسة والدولة في المجتمع الفرنسي منذ سنة 1905 كتتويج لصيرورة الثورة الفرنسية. تانك المؤسستان اللتان كان قد قال عنهما رجل الدين وفيلسوف الأخلاق، موسى مانديلسون ما يلي:
[[فإذا ما انتهيتا يوما إلى الصدام فيما بينهما، فإن البشرية هي من تكون ضحية خلافاتهما؛ أما إذا ما تداخلتا في تفاهم ووفاق، فإن أنبل كنز من كنوز الخلاص الإنساني يكون قد ضاع؛ ذلك لأنه نادرا ما يتـفـق ذانك الكيانان على غاية أخرى غير طرد مزية معنوية أخرى من حظيرة مملكة تفاهمهما، ألا وهي فضيلة حرية الضمير، تلك الفضيلة بالضبط التي تعرف كيف تستخرج بعضَ المزايا للناس من انفصالهما]] (انظر هــــنـــــا).
إنه الخطاب الرسمي، الذي لم يتردد الكاردينال أندري فان-تروا (André Vint-Trois) لحظة واحدة في التسلل من خلال شرخه، وفي عـز خطبة محسوبة مبدئيا على تأبين ترحّمي على القس الهالك، بكنيسة نوتردام وأمام الطبقة السياسية وبحضور رئيس الجمهورية، ليبعث برسالة تفاهم جوابية خلال كلمته "التأبينية"، وذلك بإدانته النشاز والخارجة عن السياق لما أسماه بــ"صمت النُخَب أمام الانحرافات الأخلاقية وأمام السماح بها قانونيا" في المجتمع الفرنسي (انظر هـــــنــــا).
نبوؤة أندري مالرو وحلمه يتحولان من بشارة إلى كابوس
في منتصف السبعينات من القرن الماضي، صاغ الكاتب والمفكر المغامر الفرنسي، أندري مالرو، نبوءته في ظل قلق كوكتيل كل من الفلسلة الوجودية، وفلسفة المادية التاريخية، وتوتّر الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وشبح المواجهة النووية بينهما، صياغة موجزة بصيغة "القرن الواحد والعشرين، إما أن يكون دينيا وإما إلا يكون".
لقد صدّق التاريخ نبوءة أندري مالرو إذ تم كنس الشيوعية من الأذهان وبادت امبراطورياتها وأنظمتها خلافا لما كان يعتقد أنه "حتمية تاريخية". غير أن نفس التاريخ قد كذب ما تنبأ به مالرو في تصوره لطبيعة "الدين" أو "التدين" الذي كان يحلم به كفرصة لانعتاق للانسان وخلاص للعالم في القرن الواحد والعشرين، الذي زاد اليوم من تعاسة الإنسان وخوفه بشكل يتعدى بكثير خوف زمن المواجهة بين المعسكرين، وذلك بعودة دخول البعد الديني على الخط واحتلاله مكان الصدارة في تصور الأخلاق والسياسة في المدينة.
وهذا رابط نحو نص قصير (يناير 2015) يتناول بالتحليل نبوءة أندري مالرو وعلاقتها بالإسلام في دياره عامة، وفي أوروبا على الخصوص.
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-le-troisieme-millenaire-et-la-prophetie-de-malraux
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres