(EN ARABE) Grammaire-orthtographe du darija (présentation d'un Ms.)
محمد المدلاوي
العَرَبِيَّةُ اْلْمَغْرِبِيّةُ اْلْدَارِجَةُ
- قَـــوَاعِـــد -
اَلْمُعْجَمُ، اَلأَصْوَاتُ، اَلإمْلاءُ، اَلْصَرْفُ واْلْتَرْكِيبُ
(كِتَابٌ مُحَرَّرٌ بِعَرَبِيّةٍ مَغْرِبِيّةٍ وُسْطَى)
هَـ'ـذَا الكِتـَـابُ مُحَرّرٌ بِعَرَبِيّةٍ مَغْرِبِيّةٍ مُهَذَّبَةِ اْلتـَـرْكِـيبِ وَاْلـتَّـلـَـفُّـظِ، وَمُوَسَّعَـةِ اْلصَرْفِ بِاْسْتِعْمَالِ اْلصِيَـغِ اْلصَرْفِيَّةِ اْلجَدِيدَةِ اْلمُقْـتَبَسَةِ مِنَ اْلـفُصْحَى، وَمُثْــرَاةِ اْلمُعْجَمِ بِالمُفْرَدَاتِ وَاْلمُصْطـَــلـَـحَـات اْللَازِمَةِ لِـتـَـرْقِـيـَـتِهَا اْقْـتِبَاساً كـَـذَ'لِكَ مِنْ مـُـعْجَـمِ اْلفـُـصْـحَى. وقد سلك في تدوين ذلك السجل السوسيو-لغوي من سجلات العربية مسلك يتمثل في اعتماد نظام إملائي يدون فيه كل ما هو منطوق وليس فقط جذور الكلمات. فقد استعمل رصيد أحرف اللين من ألف وواو وياء لتدوين الحركات (ـــَـ، ــــُ، ــــِ) مندمجة بشكل قار في صلب الكلمة، نظرا لأن هذا السجل من سجلات العربية لم يعد يميّز بين القصير والممدود من الحركات كما هو قائم في ترتيل التجويد؛ وبذلك يحرر القارئ ذهنه لاستيعاب مضمون المكتوب/المقروء في النصوص العادية، بدل أن يوزع انتباهه بين احتمالات تهجّ توقّعي لما هو مدوّن فعلا، محاولا توقّع تلفظاته الفعليّة المحتملة المناسبة للسياق العامّ بالاعتماد على استحضار عناصر معرفية وسياقية شتّى لا تتوفر دائما، ومن بينها الذهاب والإياب عبر عناصر الجمل القصيرة والطويلة بحثا عن قرائن تركيبة أو منطقية أو مقامية قد تسعف لترجيح هذا الاحتمال أو ذلك، أو لتصحيح قراءة أولى يتضح، بعد لأي، أنها غير مناسبة (تأمّل المسالك المعلمة بالأحمر في هذه الفقرة). (بالنسبة لإشكاليّـة الكتابة غير التامّة، وللعلاقة بين الفصحى والدارجة على المستوى الكتابي، انقر على هــذا الرابط؛ بالفرنسية). هذا الكتاب المرقون في حوالي 160 صفحة، قد يكتب له النشر عاجلا، وقد يطول انتظاره، وقد لا تُكتب له رؤية النور البتّة، وذلك حسب مزاج أحوال طقس التدافع؛ ولذلك ارتأى صاحبه أن يعرف به من خلال هذا التقديم.
موضوع الكتاب
يتعلق الأمر بدراسة لسانية وصفية، وباقتراح أوفاق ملائمة على ضوء ذلك الوصف للتدوين الإملائي لذلك السِجلّ من سجلاّت اللغة العربية بمفهومها الواسع، الذي يستعمله المثقفون المغاربة في النقاشات العمومية، وحتى بعضُ الأكاديميين والأساتذة الجامعيّين في المحاضرات المفتوحة أو حتى في المدرجات الجامعية والأقسام الدراسية، والذي يستعمله كذلك كثيرٌ من المسئولين السياسيين والحكوميين في غرفتي البرلمان وأعمال اللجن فيهما. هذا السجِـلّ الأوسط الذي يُجَـسّر ما بين مستوى اللهجات العامية المحلية القديمة و مستوى اللغة العربية الفصحى، هوّ ما يبدو أنه مقصودٌ من مختلف التصورات التي تدعو إلى ترقية العاميات وتبسيط العربية الفصحى، في إطار ما يسميه الأستاذ الفاسي الفهري مثلا بالمتّصَل اللغوي (continium linguistique)؛ وذلك قصد تجاوز مشكل ازدواجية المستويات اللغوية أو الديغلوسيا (diglossie)، التي هيّ أعوصُ من الازدواج اللغوي أو التعدد اللغوي على صعيد تدبير شؤون التربية التكوين والبيداغوجيا. غير أن من شأن ذلك التصور أن يبقى مجرد فكرة سديمية خطابية عائمة في خضم الخطاب التدافعي التعميمي، ما لم يتمّ إعطاءُ مضامين ملموسة لذلك السجلّ الأوسط، عن طريق إنتاج نصوص محرّرة به، وما لم يحظ ذلك السجلّ بعناية أكاديمية جديّة وبعربية ميسّرة، يتم بفضلها تحديدٌ صوريٌّ دقيق ومضبوط للخصائص الصوتية والصرفية والتركيبية لذلك السجل، ولِما يقتضيه من قواعد إملائية ملائمة؛ وهذا هو موضوع هذا الكتاب. الدراسة الوصفية المقدمة في هذا الكتاب لا تقتصر على وصف مكونات اللغة وآليات اشتغالها (أصوات، صرف، تركيب، معجم) وصفا سانكرونيا (description synchronique) كما هي قائمة. إنها تتعدى ذلك إلى رصد الاتجاه التطوري (tendance diachronique) لتلك المكونات ولآليات اشتغالها رصدا ملموسا مدعما بأمثلة، يُبين بما لا يدع مجالا لا للشك ولا للتخمين أو للتعميم الضبابي، كيف أن ذلك التطور سائر في اتجاه عربية فصحى عملية وديناميكية متخلصة من نظام علامات الإعراب ومستبدلة به نظامَ الرتبة. إن من شأن ذلك الوصف وذلك الرصد أن يشكلا تشخيصا واستشرافا (diagnostic et pronostic) يمكّنان من توفير الخبرة المتخصصة الملموسة اللازمة لترشيد أيّ تدخّل سوسيو-تربوي لأي تخطيط وتدبير مؤسسي للعلاقة بين هذين الوجهين من أوجه العربية في اتجاه التجسير وتجاوز عراقيل ازدواجية المستويات اللغوية، أو ما يسمّى بالديغلوسيا (diglossie).
ويمكن إجمال تلك الخصائص التي تتميز بها العربية المغربية، بشكل موجز، كما تمّ استقراؤها من صميم الاستعمالات الجارية لذلك السجل اللغوي من أوجه العربية، بالقياس إلى السجلّ المعروف بالفصحى أو بالعربية المُعْرَبة كما هو موصوف في كتب النحو والصرف، وكما هو مستعمل في النصوص المرجعية للعربية الفصحى، في ما يلي:
1- على مستوى الاصوات والعروض:
- ظهور أصوات جديدة مميزة مثل الراء والزاي المفخمتين؛
- هامشية التمييز ما بين المنفوث وغير المنفوث (ت/ث، د/ذ، ض/ظ)؛
- اختفاء التمييز ما بين كمين حركيين (الممدود وغير الممدود)؛
- اختفاء كلّ من "امتناع البدء بالساكن" و"امتناع التقاء الساكنين"
2- على مستوى البنية الصرفية للكلمة:
- سقوط كثير من الحركات الداخلية للكلمة، وانقلاب أحرف اللين القديمة (ـا، ـي، ـو) إلى جيل جديد من الحركات القصيرة (ــَــ، ــُــ، ــِـــ)؛
- اختفاء التمييز بين المثنّى والجمع، والاقتصار بالنسبة لجمع المذكر السالم على الصيغة اليائية
3- على مستوى التركيب:
- اختفاء التنوين والإعراب من أواخر الكلمات (أسماء وأفعالا)، والاستعاضة عن علامة الإعراب بنظام الرتبة في تحديد والظائف النحوية للأسماء (فاعل/مفعول؛ مبتدأ/خبر؛ اسم وخبر النواسخ).
- استحداث أدوات وروابط جديدة، فعلية واسمية وجُملية، مثل أداة المضارعة /كا/ (/كا يكتــب/) وأدة الاستقبل /غادي/ (/غادي يكتــب/) وأداة الغاية /باش/ (/... باش يفهم/)، وأداة التنكير /واحد/ (/واحد الكتاب/)، وأداة الإبهام /شي/ (/شي كتاب/)، وضمير الموصول /اللي/ الذي بسّط ما يتراوح في الفصحى ما بين'ما'، و'مَن'، و'الذي'، و'اللذان'، و'اللذين'، و"الذين'، و'التي'، و'اللتان'، و'اللتين'، و'اللواتي'، و'اللآئي'، حسب اعتبارات العاقل وغير العاقل، وحسب العدد والنوع والإعراب، الخ.
وأوّل ما ينبغي الإلحاح على التنبيه العملي إليه، منذ الآن، بالنسبة لكل من قد يشرع في قراءة هذا الكتاب، هوّ أن هذا السجلّ العربي الأوسط لم يعُد يميّز، في نُطق الحركات الثلاث، ما بين الطول والقصر، أي ما بين الممدود (ـَـا، ـُـو، ــِـي) وغير الممدود (ــَـ، ـُــ، ــِـ). ولذلك، فمن أجل توفير كتابة تامّة تدوِّن كل ما هو منطوق وليس الصحاح وأحرف اللين فحسب، أيْ من أجل توفير كتابة تدوّن الحركات المنطوق بها فعلا تدوينا مندمجا في صلب الكلمة الكتابية، وليس فقط كعلامات إعجام غير إلزامية، تمّ في هذا الكتاب اعتمادُ حرف الألف كحرف للدلالة على الفتحة، وحرفِ الواو للدلالة على الضمة، وحرفِ الياء للدلالة على الكسرة. فيتعيّن إذن تأويل كتابة الكلمات في هذا الكتاب على هذا النحو المذكور.
فعلى سبيل المثال، الكلمتان المكتوبتان، /مساعدة/ و/موساعـادة/، هما وجهان أسلوبيان، حسب سِجلّ الكلام (سجلّ عناية / سجلّ دردشة)، للتلفّظ بنفس المفردة المعجمية؛ أي أن المفرديتين الكتابيّتين عبارة عن مقابلين اثنين لمفردة واحدة هي كلمة "مُسَاعــَـدَةٌ" في سجلّ الفصحى. وتُنطق تانك الكلمتان، قراءةً، في هذا الكتاب بلفظي [msaɛda] و [musaɛada] على الترتيب، نظرا لأن النظام الإملائي المقترح والمتّبع في هذا الكتاب، كنظام لتدوين ألفاظ العربية المغربية، هو نظام يدوّن كل ما هو منطوق، ولا شيء غير ما هو منطوق؛ ولا يُستثنيى من ذلك سوى استعمالات حرف الألف في حالات معلومة ومحصورة، وحرف التاء المربوطة في حالتين، مما سيتم بيانُه ضمن بقيّة الأوفاق الإملائية في محلها من هذا الكتاب.
لكنّ هناك أمثلة أخرى من الصيغ، التي تمايزت دلاليا خلال تطور العربية المغربية المنطوقة واقترابها من الفصحى، ويتعدّى فيها التمايز بين الحركي للكلمات مجرد الدلالة على مستوى سجل الكلام (سجلّ عناية / سجلّ دردشة) إلى مستوى التمييز بين المعاني. فحينما يتمّ إدراج الحديث في سجل العناية بالنسبة للمثال السابق، يتعين التمييز في الكتابة ما بين /موساعـادة/ (musaɛada) و/موساعـيـدة/ (musaɛida). وهذه أمثيلة
عربية مغربية داريجة عربية فصحى
/لا بدّ من المساعدة/ (أسلوب دردشة) "لا بُدَّ منَ المُساعَدة"
/لا بدّ لي من موساعـادة/ (أسلوب عناية) "لا بُدَّ لي من مُساعَدة"
/لا بدّ لي من موساعيـدة/ (أسلوب عناية) "لا بُدّ لي من مُساعِدة"
/مدافع الجيش/ (mdafɛ lžiš)؛ دردشة "مـَـدَافِعُ الجَيـْشِ"
/مادافيع الجيش/ (madafiɛ lžiš)؛ عناية "مـَـدَافِعُ الجَيـْشِ"
/مودافيع الجيش/ (mudafiɛ lžiš)؛ عناية "مُـدافِعُ الجَيـْش" (فريق "الجيش" مثلا)
لقد تمّ إحصاء كثير من الصيغ المختلفة صرفيا مع أن لها نفسَ الصورة الكتابية في إملائية الفصحى، والتي يتعيّن رفعُ التباسها في النظام الإملائي لكتابة العربية المغربية الدارجة.
-------------
- مقدمة الكتاب (بالعربية المغربية)؛ انقر على: هذا الرابط
-----------
- نصّ يعرّف بماهية العربية المغربية الدارجة؛ انقر على الرابط أسفله:
http://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-1-c-est-quoi-l-arabe-marocain-1-lexique
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres