(En Arabe) Du processus de qualification des formations politiques au Maroc. Le cas de l'Istiqlal
مسلسل تأهيل التشكيلات السياسية بالمغرب
حالة حزب الاستقلال
هل أغلق القوس، وأين تتجه بقية صياغة المعادلة؟
نشر الأستاذ محمد بوخزار مقالا مهما يحلل من خلاله ما يراه دلالات لما تمخض عنه المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال، وذلك تحت عنوان "نزار بركة؛ عودة الزعامة إلى المنبع الأصلي في 'الاستقلال' المغربي" (انظر هـــنـــــا). وقد دفعني ذلك إلى محاولة طرح مزيد من الأسئلة حول تلك الدلالات في سياقها العام، أي في سياق ما يعبَّر عنه في السنوات الأخير بشعار "إعـــادة التأهيــــل السيــــاسي" بالمغرب، بعد تفاقم أزمة الانفصام والتعطيل الشامل والمعمّم الذي أصاب القدرات التعبوية للعمل السياسي في البلاد والذي ليس مقصورا على هيئة سياسية بعينها.
يكاد يحصل إجماع اليوم، لكن بشكل تدبُّري بعد حين وليس بشكل توقُّعي في الحين، على أن الولاية الشاباطية على رأس حزب الاستقلال إنما كانت قوسا تضافرت تقديراتُ كثير من الأطراف المعنية على ضرورة فتحه مؤقتا قصد إعطاء نفس جديد للقدرات التعبوية وللفعل السياسي. هذا النفس الجديد يتمثل، إذا ما أُجمِلت الأمور، في تجديد الطبقة السياسية، وأساليب العمل التنظيمي والسياسي والتواصلي، بمختلف أوجه مفهوم التجـــديــــد. وقد سبق لي (2 أكتوبر 2017) أن تحدثت عن ذلك "القوس" المفترض في مقال بعنوان "قراءة في دلالات مؤتمر حزبي" (انظر هـــــنـــــــا) ورد فيه ما يلي:
[[لقد رجّحَ ذلك الاختيارُ (اختيار فتح قوس مؤقت) من داخل بعض فاعلي الحزب نفسه ومن خارجه، بعد الإنهاك الذي نال ذلك الحزب العتيد، وسلسلة الفضائح التي صاحبت توليه الأخير لمقاليد التسيير الجهاز التنفيذي، وكذا ما لوحظ من سأَم الشارع عامة من طبيعته "الأُسَــــــرو-قراطية" الحَـلـَـقية على المستوى التنظيمي. لقد تعيّن، إذن، العملُ على فـــــــــتـــــــــح قـــــــوس، فتحا مؤقتا، يمكّن الحزب العتيد من مُسحة من التشبيب والتـــأهّــــل عن طريق التخلـّـص من الحـــــــرس القــديــــــــم في صفوفه، وتهيئة الظروف لتأقلمه مع الأساليب "الحديثة" على مستوى التنظيم ونوعية الخطاب والتواصل، قصد إعادة تأهـــيــــلــــــه لإعادة التوازن في وجه ... ]].
أمّا بخصوص مفهوم التأهيل أي "تجديد الطبقة السياسية وأساليب العمل التنظيمي والسياسي والتواصلي بمختلف أوجه مفهوم التجديد"، فقد تناولته بشكل عامّ في مقال أخر مزدوج اللغة بعنوان "النبتة والتربة، ما بين الفلاحة والسياسة" (26 يونيو 2017، انظر هـــــنـــــا)؛ وهو مقال ذو طبيعةٍ مقارِنة، على إثر التشريعيات الفرنسية الأخيرة التي أعادت تشكيل المشهد السياسي الفرنسية بشكل جذري؛ ومما جاء فيه ما يلي:
[[تفاعلت المواقع الاجتماعية، وحتى الصحافة التقليدية المغربية، بــــــــزهــــــو وارتياح كبيرين مع تألق نبوغ الكفاءات السياسية الشــــــــبابيــــــة من أصول مغربية في فرنسا في العشرية الأخيرة. فبعد الرباعي النسوي (داتي، بلقاسم، الخمري أزولاي) في حكومتي الجمهوريين والاشتراكيين، هاهو ثُماني آخر من نجوم كفاءات شبابية جديدة مغمورة الأسماء العائلية يـقتحم المؤسسة التشريعية الفرنسية (محجوبي، الكراب، القرافي، القحيلة، الخياري، العابد، الأزعر، موتاتشو). (...). وإذا كان حوالي 3 ملايين مغربي في الشتات قد أنجب عدة عشرات من الكفاءات السياسية الشبابية العالية في جيله الثاني عبر العالم (أوروبا الغربية وكندا على الأخص)، فما الذي يجعل 30 مليونا في عين المكان بالمغرب لا تنجب إطارا واحدا من ذلك القبيل، كفاءةً قطاعيةً، وسياسيةَ، وقدرةَ على التواصل؟ إن مجرد جَـــــرْس هذه الأسماء العائلية المغربية الثمانية الأخيرة في حد ذاته لذو دلالات جوهرية خاصة]].
فهل تمخض مؤتمر حزب الاستقلال الأخير، من خلال التـــشــــكيــــلــة البشرية لأجهزته الجديدة عن بلوغ الغاية المفترضة من القوس المفترض أنّه قد فُتح وأنه قد أغلِق، وذلك باستقطاب طاقات جديدة خارجة عن الدائرة التقليدية وقادرة، بذلك، على إعطاء نفس جديد من خلال "تجديد الطبقة القيادية وأساليب العمل التنظيمي والسياسي والتواصلي بمختلف أوجه مفهوم التجديد"؟ إنه السؤال الذي يتعيّن توجيه التفكير نحوه.
صحيح أن كثيرا من العناصر ذات الجَرْس التقليدي الخاص ظلـّـت لجدّ الآن متوارية ربّما إلى أحل، كما لو أن "القوس" ما يزال مفتوحا على صعيد معيّن ريثما تهيّأ ظروفُ إغلاقه النهائي على جميع الأصعدة، في أفق الاستحقاقات التشريعية والتنفيذية المقبلة.
لكنّ ما يقوّي هذه الفرضية الأخيرة - على ما تنطوي عليه من إفراط في الظنّ – هو التساؤل الميداني عمّا إذا كان المؤتمر قد أفلح، من خلال "تجربة التناوب الأُسَرُو-قراطي" الجديدة، في أن يجعل التشكيلة البشرية الجديدة لهيئاته القيادية تتّـسع لاحتضان كفاءات أخرى جديدة فرضَت نفسها في الميدان على المستوى التواصلي وعلى مستوى الانفتاح على الإشكالات السوسيو-سياسية والسوسيو-ثقافية الجديدة التي أصبحت لغتها اليوم لغة التعبير عمّا تراكم عبر عقود من المشاكل السوسيو-اقتصادية التقليدية، وأحداث السنة الجارية شاهد على ذلك يُعمي الأبصار، وذلك احتضانا لتلك الكفاءات بشكل يرشّحها لشغل أمكنتها غدا في باب وكلاء اللوائح وتقلـّـد المسؤوليات، وليس في مجرد باب تزيين تلك اللوائح في إطار ما يسمى شعاريا بـ"التشبيب".
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres