(En arabe) Du nouveau en lexicographie berbère/amazighe : Dictionnaire Tachelhiyt-Français ; par Harry Stroomer.
جديد الصناعة المعجمية الأمازيغية
Dictionnaire berbère tachelḥiyt – français
لمؤلفه Harry Stroomer
بعد 13 سنة، يوما بيوم (10 نوفمبر 2011 - 10 نوفمبر 2024)، وبمناسبة النزول الوشيك إلى السوق (19 ديسمبر 2024) للمعجم الكبير "Dictionnaire Tachelhiyt-Français" لمؤلفه Harry Stroomer، هذه نبذة عن الحدث العلمي وعن صاحبه.
- يعتبر البروفيسور هاري شترومر أبرز علماء فيلولوجيا وإثنوغرافيا المدرسة الهولندية في حقل دراسات اللغة الأمازيغية ودراسات اللغات الحميرية بجنوب شبه الجزيرة العربية (المهرية، الشحرية، الحرسوسية، الجبالية، السقطرية). وقد نشر هاري شترومر مختارات من نصوص اللغة المهرية على الأخص ودوّنها بالحرف اللاتيني مع ترجمات إلى الإنجليزية مدعومة بتعليقات تركيبية (أوردت من تلك النصوص عينة في كتابي "مساءلة البداهات"-2019؛ ص: 160-169، مع مقارنة بين أشكال حروف "المُسنَد" وحروف "تيفيناغ"). ومن أواخر ما ساهم به هاري شترومر في حقل الدراسات الأمازيغية مشاركته مع محمد السعدوني في عدد خاص من مجلة "المنــــاهل" المغربية (عدد 100) الذي أشرفتُ على تنسيق مادته حول "الرصيد الأمازيغي المكتوب".
- حضرت سنة 2011 حفل تكريمٍ على شكل ندوة دراسية نظمَته جامعة ليدن (10 نوفمبر 2011) على إثر تقاعد البروفيسور شترومر. كانت الندوة بعنوان "In the Shadow of Arabic, Berber and South Arabian" ("في ظل العربية والأمازيغية والعربيات الجنوبية"). وقد ساهمتُ في تلك الندوة بعرض حول عروض شعر الملحون (بعد أن كان قد صدر لي، مع فرانسوا ديل، ضمن سلسلة Berber Studies التي يشرف عليها هاري شترومر كتابٌ بالإنجليزية حول عروض شعر تاشلحيت في علاقته بالإيقاع الموسيقى للألحان سنة 2008).
- في اليوم الأخير من مقامي بـ"ليدن" في تلك المناسبة، دعاني هاري شترومر إلى تناول وجبة عشاء بمنزله رفقة زوجته. نقلني على متن دراجته الهوائية ليلا من الفندق إلى منزله ونحن آخذَين بأطراف الحديث بيننا في شوارع ليدن وعبر جسور قنواتها المائية. واصلنا حديثنا على مائدة العشاء، فتحدثنا عن أمور كثيرة تتعلق بما يشغل بال كل منا في حقل الاهتمام المشترك فيه بيننا. من ذلك أني سألته عن مصير "معجم تاشلحيت الكبير" الذي كان يحدثني كلما التقينا منذ أكثر من عقد من الزمن بأنه على وشك إنهائه. قام في الحين، وأحضر جزأين مرقونين وقال إنه ما فتئ يعثر، في ما سبق أن نشره بنفسه من نصوص على شكل كتب، وفيما نشره غيره، وحتّى في بعض ما لم ينشر بعد، على مواد معجمية يضطر دائما إلى تحقيق معانيها والبحث عن كيفيات استعمالاتها التركيبية والمجازية، وأن عدد مداخل المعجم قد تجاوزت حينئذ 11.000 ...
- ان يساورني في الواقع نوع من القلق حول مصير ذلك العمل المعجمي. قلقٌ من ذلك النوع الذي ينتاب أحيانا صاحب رسالةٍ أو أطروحةٍ يتقدّم في إنجازها بحماس، لكن ما يفتأ العمل يتّسع بين يديه وتثقل مادتًه، وتتشعب تفريعاته إلى درجة أن صاحبه يفقد في النهاية السيطرة المنهجية عليه بما يمكنه من أن يعطيه الهيكلةَ التي تسمح بتقديمه للمناقشة كعمل أكاديمي يستوفي شروط التعميم.
كان ذلك قلقا يعود أيضا إلى ما يُلاحظ من أن الوجه الأمازيغي، تاشلحيت، الذي يتوفّر على أكبر كمّ من النصوص المدوّنة (بالحرف العربي أو اللاتيني على مدى عدة قرون)، والذي حظي بأوسع الدراسات الأكاديمية المنصبّة على أنظمته الصوتية، والصرفية، والتركيبي، حتّى أصبحت بعض تلك الدراسات من كلاسيكيات الدراسات اللسانية على المستوى العالمي، ظل مع ذلك أفقر أوجه الأمازيغية في ما يتعلق بالصناعة المعجمية، بالقياس إلى أوجه أخرى مثل القبائلية والأطلسية والريفية والطوارقية، وحتّى الصنهاجية الصحراوية. ذلك لأن ما كان متوفرا حتّى الآن من معاجم تاشلحيت لا تتعدى مواد مداخله ما بين 3000 إلى 4000 مادة معجمية (ديستان، لاووست مثلا) أو ما انتثر من ذلك الوجه في المعجم الأمازيغي المندمج الكبير لمحمد شفيق، الذي ينطلق من مداخل بالعربية، بشكل لا يمكن معه لمن عثر، قراءة أو سماعا، على مفردة من سائر أوجه الأمازيغية مما لا يفهم معناه، أن يبحث عن تلك المفردة في ذلك المعجم.
- لكن ما كان يخفّف من حدّة ذلك القبيل من القلق هو معرفتي بأن البحث العلمي في تلك الديار، مؤسّسة تسمو على ظرفيات حياة الباحث الفرد. إذ ما من أرشيف لباحث من الباحثين إلا وتمّ احتضانه وحفظه في أرشيفات مؤسسات أكاديمية دائمة إلى أن بقيَّـض له من بحقّـق موادّه ويخرجها إلى حيز النور، مثلما حصل لأرشيف Arsin Roux المحفوظ في مركز IREMAM بمدينة Aix-en-Provence، حيث عمد إليه محققون بعد رحيل صاحبه بعقود فاستخرجوا منه كثيرا من درره المعرفية، وفي مقدمتهم المحقق الهولندي فان دن بوخرت (أحد تلامذة شترومر) الذي استخرج منه عددا كبيرا من مؤلفاته حول الأدب الأمازيغي السوسي (الكتاب الآتي ذكر اسمه) وحول المعجم الأمازيغي (كتاب "كشف الرموز" مثلا).
- اليوم (نوفمبر 2024)، مع النزول الوشيك إلى السوق لمعجم هاري شترومر (انقر على الرابط اسفله)، تكون الثغرة المعجمية المذكورة في حقل الصناعة المعجمية الأمازيغية قد تم ردمها معرفيا بمعجم آخر كبير، مداخله مداخل أمازيغية اللفظ، ويمكن ترجمة شوروحاتها إلى أيّ لغة أخرى.
- هذا العمل يناظر من حيث الأهمية على المستوى المعجمي، ومن بعيد، عملا عظيما آخر على المستوى الأدبي: إنه عمل أحد تلامذة هاري شترومر نفسه، "فان دن بوخرت"-1997 المعنون بــ"The Berber Litterary Tradition of the Sous". (التقاليد الأدبية الأمازيغية في سوس).
- وبصدور هذا العمل المعجمي، يتأكّد كذلك ما سبق أن أشرت إليه مرارا من أن المدرسة الأكاديمية الهولندية في حقل الدراسات الأمازيغية (المتمثلة خصوصا في هاري شترومر وأجيال تلامذته من "بوخرت" ثم "كوصمان"، إلى محمد السعدوني ثم خالد موريغ ...) قد خلفت منذ زمان المدرسة الأكاديمة الفرنسية بشكل نهائي بعد رحيل جيلٍ أكاديمي فرنسي، كان آخر من رحل منه هما "ليونيل كًالان" وزوجته "بوليط كالان-بيرني".
------------ ----------
منشورات دار النشر الشهيرة Brill.
المجلد الأوّل (الثمن 210 يورو فقط):
Strroomer, Harry (2024). Dictionnaire berbère tachelḥiyt – français. Etabli sur la base d’ouvrages publiés et non-publiés, d’études et documents divers, de thèses universitaires, d’archives, et de recherches sur le terrain, vol. 1. Brill.
brill.com
-----------------------------
نبذة عن محتوى الكتاب المحال عليه ("مساءلة البداهات") في مضوع عيّنة من نصوص اللغة المهرية والمقارنة بين حرفَي "المسند" و"تيفيناغ"
المدلاوي المنبهي، محمد (2019). مساءلة البداهات من خلال مفاهيم وقضايا في مغرب الإصلاحات. منشورات دار الأمان. الرباط.
-------------------------
نبذة عن محتوى العدد-100 من مجلة "المنـــــــاهل" المغربية المحتوي على ملف خاص بـ"الرصيد الأمازيغي المكتوب" والذي ساهم فيه هاري شترومر ومحمد السعدوني بمقال بعنوان "مخطوطات أمازيغيةِ تاشلحيت المدوّنة بالحرف العربي: تحدّياتٌ وفُرصٌ"
---------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres