(En arabe) De la réforme de l'orthographe arabe
علاقة ضرورة إصلاح الإملائية العربية بمؤشّر قصة "المُــــتَوَجّيــــن"
-----------
.
أولا؛ يقولــــــــــون:
.
1- الإملائة العربية القائمة منذ ما يربو عن 1300 سنة هي ما يـــــــلائــــم اللغة العربية، المتّسمة بمحــــــدوديّــة أحرف الجذر المعجمي (ثلاثة أو أربعة أصول) وبمحدودية الصيغ الصرفية الجامدة والمشتقة (كتب يكتب الكتاب المكتوب على المكتب في المكتبة ...)؛
.
2- الســــيـــاق كفيل بجعل القارئ يســـــــــتنبـــــط الحركات التي لا تدوّنها تلك الإملائية، كما يبدو ذلك من الأمثلة المعطاة في (1)؛
.
3- وحتّى في الحالات التي يُشك في التباسها لفظها، فإن الكاتب قد يستعمل عَلَامَاتِ الشَـكْلِ مِنْ فَتْحَةٍ وَضَمَّةٍ وَكَسْرَةٍ؛
.
4- من مـــــــــــزايا كتابة تهمل تدوين الحركات في لغة سماتُ كلماتها مبيّنة في (1) أنها تمـــــــــرّن المتعلم/القارئ على مهـــــــــارة الاستــــــنبـــــاط بناء على السياق؛
.
5- أيّ تغيير لتقاليد الإملائية العربية يرمي إلى تدوين الحركات (القابلة مبدئيا للاستنباط) في صلب متن الكتابة (تدوين /كتاب/ إملائيا على شكل "كيتآب" مثلا) سيُحدث قطيعة للأجيال مع رصيد التراث المكتوب.
.
ثانـيا؛ يقـــــال لهم، على الترتيب:
.
1'- عدد كبير من الأسماء الجامدة لا يمكن توقّع حركاتها، خصوصا إذا كانت كلمات جديدة بالنسبة للقارئ، أو كانت تحتمل أكثر من نطق واحد لا تنفع معه معرفة السياق، أو يقتضي استيعاب ذلك السياق قراءة تجريبية متعثرة لجملة من سطر أو سطرين قبل العودة للنطق الصحيح بالكلمة الملتبسة إملائيا (العَرْفُ/العُرْفُ، العِرْضُ/العَرْضُ/العَرَضُ، العَلَمُ/العِلْمُ، الظَفَرُ/الظُفْرُ، القَسَمُ/القِسْمُ، الذَكَرُ/الذِكْرُ ...)؛
.
2'- ما يسمّى بـــ"السيـــــــاق" مؤشّـــر واسع فضفاض متعدّد الأبعاد: أي اعتبار موضوعِ الكلام، ومقام الكلام، وعناصر بناء الجملة التي قد تطول لسطر أو أكثر، فلا تتضح بعض مؤشراتها التركيبية سوى في الأخير، ممّا يستلزم إعادة القراءة التجريبية وتصحيح نطق بعض كلماتها (كُــتُــب/كَـــــتَــب/كُـــتِـــب). زد على ذلك أن السياق التركيبي وحتى سياق المقام قـــــــــد لا يتضحان في جملة تامة تركيبيا (مثلا: استهلال نص من النصوص بـ"قال لي أحدهم يوما: الذكر مفتاح الفرج."). فلنتذكر ما حصل لأحد الوزراء في تهجّيه لكلمة /المتوجين/ (انظر الفيديو هـــــــنــــــا)، وهو في ذلك مجرّد قارئ عاديّ حصل له ما يحصل يوميا لجميع قرّاء العربية (بالرغم من السخرية التي تعرض لها وهي في الحقيقة سخرية مازوخية من الذات الجمعية)، مع العلم أن كلمة "المُتَوَجّي" (وتجمع بصيغية "المُتَوَجّين") ليست فقط كلمة مُحتمَلة الورود في المعجم العربي، ولكنها واردة فيه بالفعل (/الموتوجّي/ اسم فاعل من /توجّى/ "حَـفِيَ؛ رقّت قدمه من شدة المشي").
.
3'- استعمال حركات الشكل كإعجامات ملحقة بأحرف متن المكتوب مكلّف في عملية الكتابةً، ومرهق إدراكيا خلال القراءة (وقد تمت في ذلك دراسات سيكو-إدراكية). زد على ذلك أن "حالات شك الكاتب" في التباس محتمل لتهجّى القارئ لبعض كلماته تفرتض الكاتب سيـتقمص في نفس الوقت دور القارئ الأجنبي عن النص والخالي الذهن بخصوص موضوع/مضمون النص، كي يتوقّع بشكل منهجي كافة المَواطن التي يتعين ضبطها بِإِثْبَاتِ حَرَكَاتِ الشَكْلِ فيها؛ والكاتب لا يستطيع أن يتوقع جميع الاحتمالات لأن مضمون كلامه الذهني واضح في ذهنه ويصرف مراجته لمكتوبه عمّا ليس في ذهنة؛
.
4'- وظيفة القراءة هي استيــعـــاب الرسالة الكتابية باللفظ الذي أراده لها كاتبها في ذهنه بشكل يبــــــــــلّـــــغ مضمــــــــــون المعنى المقصود؛ وليست عملية القراءة ريـــــــاضة ذهنية مقصودة لذاتها من أجل تمـــــريـــــــن الذهن على الاستــــــــــنباطات السيــــــــــاقية على طريقة الكلمات المتقاطعة أو المسهمة، أو الجبر والرياضيات. وجعلُ/تركُ القارئ مشغولا بذلك القبيل من الاستنباطات (أي أن يحاول الفهم لكي يقتدر على القراءة) أمرٌ يصرف انتباهه صرفا عن استيعاب مضمون الرسالة وتكوين فكرة شاملة حول ذلك المضمون.
.
5'- ما قيل في النقطة (5) غير صحيح من الناحية العملية التجريبية بالنسبة لتقاليد إملائيات لغات حيّة أخرى من ألمانية وإسبانية وفرنسية وعبرية، الخ. فهذه اللغات يقوم أهلها بتحيينات إملائية تدريجية دورية، بعضها إصلاح جذري تاريخي يتم في أمد لا يتعدّى قرنا أو قرنين؛ ولا يترتب عن ذلك انقطاع سند الموروث العلمي والفكري والأدبي. فكما أنه تعاد طبعات ذلك الموروث بالضرورة، فإن الطبعات الجديدة توفّره للأجيال الجديدة حسب أوفاق آخر إصلاح إملائي. ويبقى بعد ذلك التعامل مع النصوص العتيقة وتحقيقاتها من مهامّ المحققين المختصين وليس من مهما مطلق المتعلمين المتوجهين إلى تكوينات أخرى مرتبطة بسوق الحياة الراهنة. وهكذا فإن النصوص الرائجة اليوم لأمثال ديكارت أو الشاعر رونصار (فرنسية)، أو شكسبير (انجليزية)، أو دونكيخوطي (إسبانية)، أو دانتي (إيطالية)، مثلا، ليست نصوصا مدونة بإملائياتها الأصلية. ويصدق هذا حتى على نصوص الكتاب المقدس في طبعاته الحالية في تلك اللغات بالمقارنة مع أملائيات الطبعات القديمة.
ومن بين إملائيات هذه اللغات المذكورة، تعد الإملائية الإسبانية الحالية الإملائية التي حقّـقت أكبر قدر من التلاؤم بين المكتوب والمنطوق اعتبارا للقيم النطقية لأحرف أبجديتها كما تُتعلم في السنوات المدرسية الأولى (مثلا: j = خ؛ ll = يّ...). المثال الآتي يبيّن ذلك
Mi familia
Soy de Madrid. Vivo con mi familia, formada por mi padre, mi madre, mi abuela y mi hermano mayor. Mi padre es moreno, alto y tiene cincuenta y dos años. …
[[مي فــاميـــليـــا:
صوي دي مادريد. بيـــبو كون مي فاميليا، فورماضا بّور مي بّادري، مي مادري، مي ابويلا إي مي هيرمانو مايور. مي بّاردري إيس مورينو، ألطو إي تْـيـيني ثينكوينطا إي ضوس آنيوص ... ]]
"أســـرتي: أنا من مدريد. أعيش معا أسرتي، المتكونة من أبي، أمّي، جدّتي وأخي الكبير. أبي أسمر، طويل وعنده اثنان وخمسون سنة ..."
.
اللغات الأخرى المذكورة، وإن كان بعضها ما يزال يحتفظ بدرجات متفاوتة بصور كتابية عتيقة لم تعد متوافقة مع النطق الحالي للغة المعنية (الفرنسية والاجليزية)، فإن ذلك لا يسبّب أبـــــــــــدا أي التبـــــــــــــاس للــــــــــــــــقارئ في إدراك معنى الكلمة التي يصادفها مكتوبة (وإن كان يقتضي من متعلم/ممارس الكتابة كلفة على مستوى الذاكيرة الإملائية). فكلمات من قبيل vin, vignt, vain في الفرنسية مثلا تقتضي من متـــــعلّـــم الكتابة حفظَ صورها الإملائية في الذاكرة، لكن القــــــــــــــارئ لا تلتبس أمامه معانيها أثناء القراءة (كما يحصل لقارئ العربية مع /كـــتـــب/ [كُتُب، كَتَب/كُتِب])، ألا وهي "عبث"، "عشرون"، "خمر" على الترتيب.
.
ثــــالثـــــــا، إصلاح الإملائية العربية
إن إصلاحا تاريخيا للإملائية العربية يكمل ما قامت به أمثال أبي الأسود الدؤلي قبل ما يناهز 14 قرنا، لا يتطلب القام بزلزلة صور كلمات اللغة العربية. وهذا نموذج أولي ممكن من أجل إعمال النظر فيه:
أوفاق إملائية جديدة ألف/فتحة، واو/ضمة، ياء/كسرة. علامة المدّ، /ۧ/، تفيد الحركات الممدوة المُناظِرة. التنوين يبقى على شكل رسمِه القديم).
.
قيـفآ، نابكي مين ذيكــرىۧ حابــيۧـــبٍ ومانزيـلٍ * بيـسيقطي الليوىۧ باينا الداخوۧلي فا حاومالي
...י...
ميكارٍّ ميفارٍّ، موقبيلٍ مودبيرٍ ماعاً * كا جولموۧدي صاخرٍ جارّاهو السايلو مين عالي.
..י..
وا ياوما عاقارتو ليلعاذآرىۧ ماطييّاتـيۧ * فا يآ عاجابأ مين كـوۧريهآ الموتاحامّالي.
فا ظالّا العاذآرىۧ يارتاميۧــنا بيلاحميهآ * وا شاحمٍ كا هودّآبي الديماقسي الموفاتّالي.
وأخيرا، انظر في هذا الباب:
.
1- La dimension du système d’écriture dans la question d’une langue d’enseignement (2013) https://orbinah.blog4ever.com/en-fran9ais-systeme-d-ecriture-et-langue-d-enseignement
.
2- Les apprenants et lecteurs de l’arabe classique ne sont pas tous des cancres (2015) https://orbinah.blog4ever.com/en-francais-les-lecteurs-de-l-arabe-ne-sont-pas-tous-des-cancres
---------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres