OrBinah

(En Arabe) Les comédies d'appel au meurtre de Casa: diversion de la guerre aux couteaux?

متى يتمّ رفعُ يد "الفضولي"

عن قضية الشعب الفلسطيني؟

 (كوميديات مسيرة البيضاء تُبطل مفعول "حرب الخناجر" وتطعن أصحابها من الخلف)

 

 

مثلـُـها مثلُ كلّ القضايا النبيلة التي كثيرا ما تصبح عرضة لممارسة ما لا حصر له من أشكال التحريف والاسترداد والتكسّب والشعوذة، انتهت قضية فلسطين عند البعض إلى ذريعة للإدمان على التعاطي مع الساحرات وعلى مغازلة الشيطان ومراودته عن نفسه، وللتداوي في النهاية بالتي كانت هي الداءُ في حالات الشعوذة المرضية.

وهذه سلسلة خواطر وتداعيات في هذا الصدد، أوحت بها المسيرة التي نظمت بالدار البيضاء يوم الأحد 27 أكتوبر 2015 "تضامنا مع الشعب الفلسطيني".

 

1-  الأمير الصغير وحماقات الكبار (هل يتعين الخجل أمام ما يحصل وما حصل؟):

 

 في الكوكب الثاني التي أخذ يتنقل عبرها، وقف الأمير الصغير (قصة سانت إيكزوبيري) على ساكن ذلك الكوكب، وكان سكّـيرا محوطا بمجموعة من القوارير الفارغة وأخرى مملوءة؛ فسأله الأمير الصغير:

أ- ماذا تفعل هنا؟ ب- (في حالة كئيبة) أني أشرب. أ- ولماذا تشرب؟ ب- لكي أنسى. أ- (في إشفاق) لكي تنسى ماذا؟ ب- (في انكسار) لكي أنسى خجلي. أ- (في محاولة للمواساة) لتنسى خجلك مماذا؟ ب- خجلي من الإدمان على الشراب (ثم أغرق السكير في صمت عميق).

استبدت الحيرة بالأمير الصغير وقال في نفسه: أكيد أن الأشخاص الكبار غريبو الأطوار.

لو زار الأمير الصغير كوكبنا المغربي لردد من جديد في نفسه نفسه نفس القول. فهؤلاء الناس الكبار الذين ينعمون في هذا البلد بنعمة النعم التي حُرمها غيرُهم، نعمة الأمن والأمان، بالليل والنهار، في البيت والعمل والسوق والشارع والمقهى ودور العبادة والمحطة والمطار، وفي الغابة والجبل والشاطئ، من كل ما حرم منه غيرُهم القريب والبعيد، هم الذين يدربون اليوم اليافعين والصغار على التمرين على رياضة الإرهاب لكي تصبح رياضة وطنية. انتقلوا من مرحلة خطاب القول المرسل، إلى مرحلة الإخراج المسرحي على شكل تسخينات تمثيلية تستعجِل لحظة تنزيلها تنزيلا واقعيا. تم ذلك مؤخرا بالدار البيضاء تحت يافطة التضامن مع فلسطين، التضامن مع فلسطين من خلال تقليد سخيف، لكنه فظيع، لعمليات التهيئة لإعدام اليهود الأصوليين (انظر صورا هــــــنـــــا)، الذين يجهل هؤلاء الكبار جهلا بشعا أن أغلبهم يمثلون أشد المناهضين حتى لقيام دولة إسرائيل من الأساس وليس لسياستها فقط. ويفعل أولئك الكبار ذلك من خلال الزج بالأطفال في مشاهد حمل السلاح راسمين لهم بروفيلات المستقبل، مستقبلٍ يختلفون فيه بعد ذلك، مِللاً وفِرقا وشِيعا ونِحلا حول الشكل الصحيح ثم الأصحّ والأشد صحة للتضامن مع فلسطين، ومع العراق، ومع سوريا و ..، فينقلب بعضهم بسلاحه على البعض الآخر، كما هو قائم اليوم في الفضاءات التي دخلت منذ زمان، إلى غير رجعة في الأمد القريب، في أتون نار الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، والتي وقودُها الناس، أي الفضاءات التي اختفت فيها نـــــعــــمـــة الأمن التي هي مثل الماء بالنسبة للسمك والأكسجين بالنسبة للإنسان، اللذين لا يتمّ الشعور بقيمتهما إلا عند غيابهما.

 فكأن القوم قد ملـّـوا "روتين" نعمة الاستقرار والأمن والأمان، فاحتاجوا إلى استعادة حاسّة تذوق طعم تلك المزايا، ملتمسين ذلك عبر كل أسباب تجريب ما يراودهم من سحر الفتة ولعبة الشيطان
وإذا كان الناس يقولون: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى"، فقد تحدث الأستاذ سعد الدين العثماني يوما (سبتمبر 2013) أمام شبيبة حزبه المتحمسة للدفع بالمغرب إلى الانخراط في لعبة القطع مع أطراف، من أجل نصرة أطراف أخرى مقابلة فيما هم فيه مختلفون، منبها إلى ما عبر عنه بما يلي: [[إن الأمن والاستقرار وحرية المبادرة ، نِـــــعــــمـــة وتــــــــــاج هذا العصر، خصوصا في العالم العربي والإفريقي، ولا يحس بها إلا من فقدها ، ويجب أن نحمد الله على هذا الاستقرار]]. إلا أن أكثر الناس من السفاء الذين ملـّوا "رتابة" الاستقرار لا يعلمون.

وحيث {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً}، فإن النعمة، إذا كثرت ووفرت تهون وتذل في أعين السفهاء من الناس، فيعيثون فيها فسادا ويبذرونها؛ ولا تعزّ في أعينهم إلا بعدما يمسّهم نصيب من بلاء اختفائها؛ وحينئذ يُقبل بعضُهم على بعض يتلاومون.

 

2- إذا كثرت نعمة الله ذلـّـت في أعين السفهاء:


حكى لنا أستاذنا، أبو الفضل، سّي موحمّاد الودريمي، أطال الله عمره، في الفصل الدراسي في ربيع سنة 1962، ونحن حينئذ بقسم الشهادة الابتدائية بمعهد تاليوين القصة الآتية تمهيدا لحصة مادة الإنـــــشــــــاء ("صف فصل الربيع")؛ وذلك بمناسبة عودة الانشراح إلى القلوب عند أول إزهارٍ ربيعي وظهور بوادر النعمة بعد أربع سنوات من الجفاف والمجاعة. فقال:

[[يقال "إذا كثرت نعمة الله ذلت، وإذا ما قلت عزّت". قيل ذلك لِـما يحكى من أن أحدهم قد اختلى يوما في ركن لقضاء الحاجة الطبيعية؛ ولما أراد أن يستجمر لم بجد بالقرب منه شيئا ما عدا كسرة من الخبز مرمية مع نفايات القمامة، فلم يتردد في الإمساك بها والاستجمار بها؛ ثم نهض من مهمته وأدخل تلك الكسرة المستجمَر بها في شق أحد الجدران. كان أحد الحكماء يراقبه من كوة غرفته، فقال مع نفسه: لقد ذلت نعمة الله؛ فبادر إلى تخزين عولة بيته استعدادا للمجاعة القادمة. بعد سنوات، وبينما كان الحكيم في نفس المكان من غرفته، إذا به يشاهد نفس الشخص، وقد تبدلت أحواله، يتجه نحو ذلك الشق الذي كان قد رمي فيه بكسرة الخبز المستجمر بها، فاستلها وكددها بأسنانه تكديدا]]

 

3- مسيرة الدار البيضاء خشبة إنقاذ تلقفـتها الإعلام الإسرائيلي

 

أما إذا ما عدنا إلى الوجه الجيوسياسي المحض لمضمون مسيرة "التضامن مع فلسطين" بالدار البيضاء، فقد سبق أن تمّ تفصيل ملامح ودلالات ومفعول تقاليد ذلك القبيل من التعامل مع القضية الــــــــوطــــنــــيـــــــــــة الفلسطنية في نص لم ينشر إلا قبل أيام تحت عنوان "حرب الخناجر قد وقعت؛ اللي دّعى بالقوّة يموت بالضعف" (انظر هــــنـــا بالعربية، و هـــنــا بالفرنسية). ومما ورد في ذلك النص ما يلي:

[[ويبدو أن ليس لإسرائيل من منقذ [في وجه حرب السكاكين التي لا تجدي معها الآلة العسكرية] سوى أصحاب "الحرّاقيات" (حرّاقيات عاشوراء) في ذلك القطاع أو تلك الضفة، الذين يتنافسون على وظيفة المخاطب المتفاوض]]، خصوصا بعد أن بدأت حرب الحجارة ثم حرب الخناجر تُـفـشلان سياسةَ [[تحويل القضية الفلسطينية منقضية وطنية إلى قضية مِليّة فضفاضة رهانُها هو المُقدّس وليس المعيش، وتعويمِ تلك الوطنية وتذويبها في خضم أوقيانوس العالم الإسلامي المضطرب والمتعاكس التيارات؛ وذلك بعد تصدع الإطار القديم القديــــم للتذويــــب والتعويـــــم، ألا وهوالإطار القومي العروبي الذي كان قد اقتات حكّامُه على تلك القضية والوطنية لعقود متخذين منها مبررا لحكمهم ومهمتهم التاريخية ("تحرير فلسطين، كل فلسطين" و"الرمي باليهود في البحر" من خلال اللاءات الثلاث لمؤتمر الخرطوم)]].

فذانك الإطاران التذويبيان والتعويميان المذكوران كانا يمكّنان إسرائيل، في نفس الوقت، من الظهور كدولة ديموقراطية صغيرة الحجم تتهددها عصبة من الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية المتخلفة المحيطة بها، وتظهر كنموذ لنجاح التكنولوجيا.

ولقد لزم عقد من الزمن، منذ أن تأسست منظمة التحرير الفلسطينية، تخللته كثيرٌ من المحن، من "معركة الكرامة" ضد الجيش الإسرائيلي، إلى التصدي للجيش الأردني في ما عرف بحرب"سبتمبر الأسود"، لكي يتمكن الفلسطينيون في النهاية من فرض الاعتراف بتلك المنظمة كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. كان ذلك في مؤتمر قمة الرباط سنة 1974. قبل ذلك كانت مختلف الفصائل الفدائية، وبشكل شبه نظامي، عبارة عن أدوات ضغط الدول المجاورة لأسرائيل، وعلى الأخص منها مصر والأردن والعراق وسوريا.

وإلى جانب السياسة الاستعمالية للأنظمة المذكورة، وموازاة مع تلك السياسية، اقتاتت على القضية الفلسطينية كل الحركات المناهضة لأولئك الحكام، متخذة منها شعارات مُحرجة بألوان مختلفة (خليط من نسيج ناصريات وبعثيات قومية عروبية بألوان شتّى من ألوان الأممية الاشتراكية) قصد اختبار القوة في الشارع واستعراضها في كل مناسبة (المسيرات المليونية) مزايدةً منها على أولئك الحكام في ملعبهم، أي في موضوع مبرر وجود أولئك الحكام حينئذ.

 وإذ يبدو أن أصحاب قذائف "الحراقيات" قد فوتوا هذه المرة على إسرائيل، ولحد الآن على الأقل، كل إمكانيات التخلص من ورطة حرب غير مرئية لم تعُد تـتـحكم في خارطتها، فقد جاءت مسيرة البيضاء بما طبعها من شعارات ومشاهد مسرحية تمثيلية تبجّــل قتل اليهود كعنصر ملــيّ، لتشكل فرصة ذهبية تلقفتها الصحافة الإسرائيلية في حينها لتعيد شحن الأذهان من جديد بفكرة أن اليهود مضطهدون كــــــــــيهــــــــود في القرب وفي البعد (بما في ذلك المغرب) مهما كانت سياسية إسرائيل، وأنه لا خيار لليهود عبر العالم سوى الاحتماء الفعلي أو الاحتياطي بدولة إسرائيل كــ"هيئة عالمية للضمان الوجودي لليهود" (على غرار "الضمان الاجتماعي"). انظر نموذجا للنقل الإعلامي الفوري للإخراجات المسرحية لمسيرة التضامن البيضاوية مع فلسطين عبر الرابط الآتي (هــــــنـــــا).

 

لا غرو في هذا الطعن من الخلف لحركة "أصحاب الخناجر" الذين يبدو أنهم، في هذه المرحلة على الأقل، يشكلون ما يسمى بـ"الذئاب الوحدانية" التي تعكس عمق المجتمع الفلسطيني الذي لا تحركه إلا إرادة الحياة دون تسخير عن بعد من أي طرف؛ ولا غرابة أيضا في مد خشبة الإنقاذ إلى إسرائيل التي لم تعد لها قوة المبادرة والتي يشكل فقدان ثقة مواطنيها في قدرة الدولة على توفير الأمن اليومي أخطر ما يتهدد سياستها تجاه الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. لا غرابة فيكل ذلك أمام ما يلوح في الأفق من إعادة توزيع و"تــتــياك" أوراق خارطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كما يشي بذلك ما صرّح به أخيرا الأمير السعودي والأرشي-ذومال، وليد بن طلال حين قال: [["سأقف مع الأمة اليهودية وطموحاتها الديمقراطية في مواجهة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وسأبذل كل جهدي لكسر أي مبادرة عربية مشؤومة لإدانة تل أبيب، لأنني أعتبر التوافق العربي الإسرائيلي والصداقة المستقبلية بينهما ضروريان لمواجهة   التعديات الإيرانية الخطرة"]] (أنظر هــــنــــا). وفعلى هذا المستوى، وبقطع النظر عن أوجه مغازلة الشيطان على المستوى الداخلي،(1)  تبدو كوميديات مسيرة الدار البيضاء مجرد مظهر آخر من مظاهر السخرة والتبعية، سواء أكان ذلك عن وعي أم في غفلة وغباء. والجذير بالذكر هو أن تـتياك الأوراق الإخير هذا يجد له ما يناظره في إسرائيل. 

ففي تعليقها على تصريح الأمير السعودي، الذي أشهَرَتْ على صفحتها بالفايسبوك رابطا نحو ترجمته العبرية بموقع "Newsdesk Israel" (انظر هــــنـــا)، قالت الكاتبة الإسرائيلية، النقابية والمناضلة من أجل قضية اليهود الميزراحيم (النازحين من شمال إفريقيا والمشرق)، Shira Ohayon ما يلي:

 

"כמו שאמרתי רק ברית ישראלית סעודית מצרית ומרוקאית תציל אותנו ממלחמת עולם. לפני כעשרים שנה כתבתי מדריך עסקים עבור איגוד לשכות המסחר. בעקבות רצח רבין הוא נגנז. אולי זה הזמן לעדכן אותו ולהוציאו לאור מחדש."

[[كما سبق لي أن قلت ذلك من قبل، ليس هناك من سبيل يجنبنا حربا عالمية سوى تحالفٍ إسرائيليّ سعوديّ مصريّ مغربيّ. قبل حوالي عشرين سنة، كنتُ قد حررت ورقة طريق من أجل إقامة رابطة للغُرف التجارية [بين هذه الدول]. وعلى إثر اغتيال إسحاق رابين، تم إقبار تلك المبادرة. ويبدو أنه قد حان اليوم وقت إعادة نفض الغبار عنها وطرحها من جديد.]]

 

 

4- مزايدات كوميديات البيضاء وإشكالية "بيع الفضولي"

 

"بيع أو شراء الفضولي" من الأبواب المعروفة في فقه المعاملات الإسلامي (بما في ذلك في المذهب المالكي). ويتمثل "بيع الفضولي" كما فصله شارح "العاصمية" في أن يُبرم فضوليٌّ مع طرف ثان صفقة بيعَ متاع هو في ملكية طرف ثالث قد يكون حاضرا أو غائبا؛ وإذا كان حاضرا، فقد يكون قد تكلم أو لاذ بالصمت في شأن الصفقة؛ وفي كل ذلك تفصيلات فقهية معقدة داخل المذهب الواحد وعبر المذاهب.

الآن، وبعد أن رفعت الأنظمة العربية مُجبَرةً يدَها عن القضية الفلسطينية، وذلك بالتدريج منذ مؤتمر قمة الرباط المذكور (1974) الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية (التي انبثقت عنها اليوم هيئتان تنفيذيتان في كل من الضفة والقطاع بمقتضى منطق آخر) كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، يبدو أن "الشارع" في بعض البلدان، وفي مقدمتها الشارع المغربي، لم يقتنع بعدُ بتلك الاستقلالية وما يزال مصرّا على ممارسة "بيع الفضولي" و/أو "شراء الفضولي" على الشعب الفلسطيني من خلال فرض وصايته على تلك القضية ليمارس من خلالها مزايدات اختبار قوة الجانب الأيديولوجي الجذري لممارسة السياسة؛(1) ولا يهمه كثيرا أن يكون بذلك يُفسد على الشعب الفلسطيني أشكاله النضالية الجديدة وجها لوج مع المحتل الإسرائيلي في حرب هو صاحب المبادرة فيها ولا تتحكم الآلة الإسرائيلية لا في تواقيتها ولا في خارطتها المتحركة.

--------------

(1) هذا نموذج من التعاليق الواردة في إحدى صفحات بعض المواقع (Demain Online؛ انظر هــــنــــا) التي تجندت لتعميم ملصق دعوة "لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالدار البيضاء"، وهي تفصح عما سمي أعلاه "لعبة الشيطان" من تحت العباءة والكوفية الفلسطينيتين:

Républicain

26 juillet 2014 - 11 h 57 min

"Les autorités pro-sionistes (…) ont décidé de faire passer la manifestation par boulevard El Fida pour pouvoir l’encercler plus facilement si elle tourne en révolte. En ville, les tortionnaires du régime auront de la difficulté à la réprimer si elle tourne au vinaigre.
Mais par où pourraient-ils faire passer la vraie révolution lorsqu’elle éclatera ? Elle leur passera dessus, en direction du palais, source de tous les malheurs du peuple marocain, pour le neutraliser à jamais."



28/10/2015
5 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres