(En arabe) Brève note sur la littérature narrative hébraïque moderne
نبذة تقديم موجز لسرديات الأدب العبري الحديث
التقديم الموعود به بعد تقاسمي أمس نصّ ترجمتي العربية لقصة "لسعة المشرق" لناحوم كًوطمان، التي هذا رابط نحو نصها في مدونة OrBinah:
---------------------------
التقديم
1- تندرج قصة "لسعة المشرق" لناحوم كَوطمان في إطار سرديات "الأدب العبري الحديث" الذي بدأ في أروبا الشرقية (موخير سفاريم/מוכר ספרים، شالوم عاليخيم/שלום עליכם، سميلانسكي/סמילנסקי...) ثمّ تدرّج فضاء إنتاجه نحو فلسطين مع تقوّي الهجرة اليهودية في بداية القرن-20 وقبل أن يصبح أدبا إسرائيليا بعد إعلان قيام دولة إسرائيل (ناحوم كًوطمان/גוטמן، أهارون ميكًيد/מגד، يعقوب ميريدور/מירידור... جبرائيل بن سمحون/בן שמחון...)؛ وذلك في موازاة لاحقة مع ظهور كتّاب "الرواية و"المسلسل الروائي" (كًروصمان/גרוסמן، دافيد شاحار/שחר، عاموس عوز/עוז ...).
2- تتميز هذه السرديات بتأثرها على مستوى البناء الفنّي (تناول "الحدث" و"المكان" و"الزمان" و"الصوت" و"الشخصيات"؛ "الأناليــبس"، "البروليــبس" ...) باستفادتها من التجربة السردية في أوروبا عامّة وفي أوروبا الشرقية والوسطى خاصة. وتتميز على مستوى التركيب اللغوي وتحرير الجُمل باقتصاد كبير: جمل استئنافية قصيرة مجرّدة عن أدوات الربط ("بما أن"، "وحيث إن" ...)، وتقتصر على النقطة، وأحيانا الفاصلة، في التحرير الكتابي.
3- كما تتميز هذه السرديات على المستوى السيميولوجي باستلهامها وتوظيفها لرمـــزيّـــات ورُؤى الثقافة والفكر اليهوديين (بما في ذلك أدبيات الكتاب المقدس/תנך والهاكًادة/הגדה والقبّالة/הקבלה، والفكر الصهيوني قديمه المهدوي وحديثه السياسي) في باب الإيحاء وتشفير الرسائل التأويلية للأحداث المسوقة. وذلك من اختيار العنوان، إلى تسميّة الشخصيات، إلى تأثيث مكان الحدَث بمختلف الأغراض والألوان وبتوظيف المناسبات اليهودية المختلفة المؤطّرة لأحداث السرد ...). كل ذلك مع ميل كبير إلى توظيف روح السخرية في تناول الأمور، ومع ابتعاد كلّي عن الخطابة النشاز كأسلوب فجّ لتمرير المواقف الشخصية للكاتب على لسان شخصيات عمله السردي.
4- وقد تركزت سرديات ما بعد قيام الدولة على تصوير المجتمع الإسرائيلي بأحلامه وبتناقضاته على جميع المستويات (السياسية والسوسيو-اقتصادية والسوسيو-ثقافية والإثنو-ثقافية). وأتذكر أني، لما عزمت في سنة 1990-1991 وأنا حينئذ بجامعة أمهارست على الشروع في الإعداد للتعريف باللغة العربية بهذه السرديات في وجهها الأخير، كنت قد كتبت رسالة خطية من هناك إلى أحد الزملاء (يشتغل حينئد في حقول الترجمة والبلاغة والنشر) حول ذلك المشروع الذي كان يبدو حينئذ (حرب الخليج الثانية بعد غزو العراق للكويت، ومحاولة صدام حسين إقحام إسرائيل عن طريق قصف تل أبيب وحيفا بصواريخ "سكود" و"الحسين")، وما يزال، مشروعا "مشبوها تستدعي التبـــــريــــر". لم أفلح في العثور على تلك الرسالة؛ ولكن أتذكر الفكرة الرئيسية التي وردت فيها، أي شيء من قبيل : "... ومهما يكن من أمر، فإن أيّ أمّة جاهلة بثقافة أمّة أخرى يربطها معها التاريخ بشكل أو بآخر تظل طرفا عاجـــــــــــزا عن إحقاق السـلام في ظروف الســـــــــلم وعــــاجزا عن كسب المعارك في ظروف الحــــــــــــرب".
وفي هذا الصدد أورِدُ نص مقتطف من مقدمة كتاب "من الأدب العبري الحديث؛ نماذج قصصية مترجمة" (محمد المدلاوي-1994. ص-1) الذي يتضمن قصة "لسعة المشرق" لناحوم كًوطمان التي تقاسمتها أمس (10 12 2023)، التي أعطي رابط نحو نصها أعلاه في مستهلّ هده النبذة.
المقتطف:
[أيها القارئ الكريم. يقدم صاحب هذا الكتاب بين يديك، وليس له فيه من فضل سوى عملية التقديم نفسها؛ أي العملية المتمثلة في نقل بضاعة فكرية من مكان إلى مكان، في فضاء الفكر والثقافة واللسان. لقد نقل صاحب الكتاب عينة يسيرة من بضاعة الأدب العبري الحديث إلى الحيز العربي على متن حامل هو اللسان العربي. لا يتسع مجال هذا الكتاب للحديث عن كافة أوجه مغزى هده العملية وعن دور الترجمة والنقل عموما في إرساء صروح الحضارات، ولا عن تفاوت الأهميات الاستراتيجية والحضارية للينابيع المنقول عنها، من حقبة إلى حقبة، حسب تبدل الأحوال التاريخية وتغير موازين العلاقات الحضارية. حسبي إذن أن أصرّح لك بما أعتقده إجمالا وإطلاقا: فبعد الفذلكة وتقليب الأمور لاستبانة كافة أوجهها، وبعد حساب الحدود الموجبة والسالبة، يبقى حاصل الترجمة سعيا رابحا قوامه الخير والصلاح. وأودّ هنا أن أتوجه بالشكر إلى اللجنة المغربية-الأمريكية للتبادل الثقافي والتربوي MACECE التي مكنتني، في إطار برنامج فولبرايط/Fulbright من إقامة عمل وبحث كأستاذ زائر/Visiting Scholar بجامعة أمهارست الأمريكية خلال صيف-خريف 1990. ذلك أن هذا العمل يعتبر من الثمرات على هامش تلك الإقامة العلمية، خصوصا ما تمّ خلالها بجناح "هيرترهال" بقسم الدراسات العبرانية إلى جانب البروفيسور سامويل بولوتسكي/Samuel Bolotzky الذي ساعدني كثيرا على الانفتاح على الجانب الأدبي للغة العبرية بعد أن كان اهتمامي مقتصرا على الجوانب اللغوية المحض].
وهذا رابط نحو صيغة إليكترونية لنصّ من قسمين يعرض بعضَ أوجه الإقامة العلمية المشار إليها، كما ورد قسماه تحت ترقيمي نص-51 ونص-52 في كتاب "يوميات موحماد"-2021 (بالعربية الدارجة):
- القسم الأول
القسم الثاني
-------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres