(EN ARABE) 4-Des lois organiques sur les langue et la culture (l'affluent hébraïque)-4
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menuen haut de la page, cliquer sur le sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis surARABE(Windows boutonAFFICHAGEpuis)
ورش اللغات والثقافة المغربية
6- عن الرافد العبري
القسم الأول عبر الرابط الآتي:
أنتهز فرصة حضوري أطوار حدث ثقافي هام يوم الأربعاء 13 فبراير 2013 بفاس لأخصص له عمود اليوم. فقد ترأس رئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران في ذلك اليوم حفل افتتاح البيعة اليهودية "صْلاتْ-الفاسيّـيـن" بعد ترميمها، وهي التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن 17م، (1) وقد تم تمويل عمليات ترميمها بفضل هبات ساهمت بها كل من الجمهورية الفيدرالية الألمانية، والطائفة اليهودية بفاس، ومؤسسة جاك طوليدانو، بالإضافة إلى سيرج وجاك بيرديغو، وعائلة الراحل سيمون ليفي. وقد حضر هذا الحفل، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الخصوص السادة: اندري ازولاي مستشار صاحب الجلالة، وامحند العنصر وزير الداخلية، ومحمد أمين الصبيحي وزير الثقافة، وسيرج بيرديغو السفير المتجول لصاحب الجلالة ورئيس المجلس الإداري لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي. كما حضر الحفل رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ)، السيد نوربرت لاميرت، وسفير الجمهورية الفيدرالية الألمانية بالمغرب، السيد ميكاييل ويتر، وكذلك والي وعّمال جهة فاس-بولمان، وعمدة المدينة السيد حميد شباط، وجاك طوليدانو الرئيس التنفيذي لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، وأرموند كًـيكًي رئيس الطائفة اليهودية بفاس، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المغربية والألمانية، ومجموعة من ممثلي الطائفة اليهودية ومن بينهم على سبيل الذكر السيد أندري كوميل عن مؤسسة "ذاكرة المستقبل" والمناضل سيون اسيدون، وعدد من المنتخبين ورجال الفكر والثقافة. وقد وجه جلالة الملك إلى المشاركين في الحفل رسالة جاء فيها:
[يسرنا أن نرحب بجميع المشاركين المرموقين في هذا الاحتفال البهيج٬ بمناسبة افتتاح الكنيسة اليهودية "صلاة الفاسيين" بعد ترميمها. هذا الافتتاح الذي أضفينا عليه رعايتنا السامية٬ نظرا للاهتمام الخاص الذي نوليه لحماية التراث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية الأصيلة التي ظلت تحظى بالاعتبار والاحترام لدى أسلافنا الميامين. ونود ٬ بهذه المناسبة ٬ أن نشيد بهذه المبادرة الحميدة التي تفضلت "مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي" بإنجازها٬ منوهين بتضافر الجهود المشكورة لكل من حكومة الجمهورية الفدرالية الألمانية والشخصيات والمؤسسات الرفيعة التي ساهمت في الحفاظ عليها وتجديدها (...). وإن دل ذلك على شيء٬ فإنما يدل على غنى وتنوع المكونات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية٬ هذا التراث الذي انصهرت في بوتقته الخصوصية اليهودية المغربية التي يمتد تاريخها المتجذر بالمغرب وعبر طقوسه وخصوصياته٬ إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. إنها الخصوصية العبــرية التي تشكل اليوم٬ وكما كرس ذلك الدستور الجديد للمملكة٬ أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية. وفي هذا الإطار٬ ندعو إلى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية الأخرى لتصبح ٬ ليس فقط مكانا للعبادة٬ وإنما أيضا فضاء للحوار الثقافي ولإحياء القيم الحضارية للمغرب].
وقد حظيت كلمة السيد جان ليفي (ابن الراحل شمعون ليفي، وهو اليوم طبيب بمدينة برلين الألمانية) في ختام الحفل بتصفيقات حارة؛ إذ اختار أن يلقيها بلغة عربية مغربية وسطى رفيعة، هي غاية في فن التواصل، وألح فيها بالخصوص على الفكرة التي وردت في ختام الرسالة الملكية؛ وهذا نص تلك الكلمة كما مكّـنني منه السيد ليفي:
[غادي نـلقي كْـلمتي بللــوغة اللي كانوا كا يتكلموا بها نّاس في هاد صّلا. كلمتي هي كلمة شوكرْ من عائلة ها-الليفي، عائلة فاسية الأصل منذ أزيد من ثلاثة قرون؛ وهي، كما تعلمون، عائلة المرحوم الأستاذ شمعون ليفي الذي لعب الدور الرئيسي في إنقاذ و ترميم "صْلات-الفاسيين" وإنقاذ مكان فريد، اللي هـوّا دليل فترة تاريخية. والتاريخ، عبر هذا المكان، يعطينا بعض الدروس. ففي نهاية القرن 15م استقبل المغرب اللاجئين من الأندلس، بغض النظر عن انتمائهم الديني، فأنقذهم من القمع، وعْطاهوم الحرية الدينية. هذا الدرس الاول، هو درس في التسامح. لما وصل يهود الاندلس الى مدينة فاس، وجدوا بها جماعة يهودية أصلية، بْـلـْـدية، تعيش بفاس منذ تاسيسها. وهذه الجماعة، جماعة "البْـلـْـديّين"، ظلوا متشبثين بطريقتهم الدينية القديمة (...). وبعد ذلك وقع اندماج الجماعتين. ترميم هذا المكان يسترجع، من جديد، تلك الصفحة من الماضي لأهل فاس وضيوفهم، سواء كانوا مغاربة أو أجانب. هذا كان هو الهدف الاول للمرحوم شمعون ليفي؛ والهدف الثاني هو فتح "صْلات-الفاسيين" من أجل تنظيم انشطة ثقافية يستفيد منها سكان المدينة. ومن هذا المنبر، أنادي كل الفعاليات الثقافية لإدماج هذا الفضاء وإدراجه في البرنامج الثقافي للمدينة. ان أسمى و أحسن تكريم يمكن ان نقدمه للمرحوم شمعون ليفي هو جعل هذا المكان رمزا للأنشطة التي تخدم التعايش والتسامح بين جميع ولاد بْلادْنا، المغرب. وشكرا]. (2)
ثم توجه بعد ذلك السيد ليفي بالألمانية إلى الوفد الألماني، قائلا ما ترجمته:
[أودّ، باسم عائلة ليفي، أن أتقدم إليكم بالشكر على الدعم السخي الذي قدمته لنا ألمانيا. فقد ساعدت الجمهورية الألمانية المغرب على استعادة صفحة من صفحات تاريخه. إن هذا الدعم يكتسي أهمية خاصة في الوقت الذي يتم فيه، غير بعيد من مكاننا هذا، تدمير مآثر تاريخية ذات قيمة لا تقدّر. بهذه المساعدة، تكون الجمهورية الفيدرالية قد أسهمت إسهاما معتبرا في سبيل الدفع إلى الأمام بالتعايش ما بين مختلف الملل].
إن تذكير الرسالة الملكية بـ["الخصوصية العبرية التي تشكل اليوم٬ وكما كرس ذلك الدستور الجديد للمملكة٬ أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية"]، ودعوة العاهل المغربي الصريحة ["إلى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية الأخرى لتصبح ٬ ليس فقط مكانا للعبادة٬ وإنما أيضا فضاء للحوار الثقافي ولإحياء القيم الحضارية للمغرب"]، لهي دعوة مرة أخرى إلى تنزيل دستور البلاد تنزيلا فعليا بما لا يجزّئ المسؤولية الوطنية في الحفاظ على ["هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها"]، وذلك بالاستمرار في إلقاء بعض أوجهها على عاتق هذه الجماعة أو تلك. صحيح أن كملة وزير الثقافة قد ذكرت بدورها بمبادئ الدستور واستحضرت مجمل ما ينتظر القيام به لإعطاء مدلول ملموس لما كرسه الدستور في ما يتعلق بالرافد العبري. غير أن الأمر في هذا الباب يتجاوز الدائرة المحصورة لتلك الوزارة ويتجاوز إمكانياتها المادية والبشرية والصلاحياتية، ليشمل كل الوزارات والمعنية في الجهاز الحكومي (التربية، الأوقاف، الخ.) وكافة المؤسسات المعنية الأكاديمية، وكل الفعاليات الثقافية والمجالس الترابية المنتخبة. الأمر في هذا الحالة لا يقتضي لا قانونا تنظيميا، ولا حتى مراسيم خاصة، وإنما يتطلب ممارسة المهام العادية على جميع مستويات المسؤولية، طبقا لقيم المواطنة كما أقرها وكرسها الدستور الجديد صراحة وفي أفق التحقيق الفعلي للمقاصد التي حددها تصدير ذلك الدستور وفصله الخامس.
بقية السلسلة عبر الرابط الآتي:
-------------------------------------------------------------
نشر هذا المقال في يومية "العلم" المغربية (22 فبراير 2013؛ ص:14)
(1) من باب المجاز، ذي العلاقة المصدرية، إطلاقُ اليهود المغاربة لفظ /صّلا/ (أو /صلات-كذا/ في حالة الإضافة) على مكان الصلاة (أي البِـعية)، أي ما يقابل /المسجد/ (الجامع) عند المسلمين؛ وذلك كقولهم /صلات-لفاسيين/ "بيعة أهل فاس" أو /صلات-لبلديّين/ (أي بعية اليهود الأصليين الموجودين قبل مجيء اليهود الأندلسيين)، او /صلات-لعزميّيـن (وهي في مراكش، ومعناها "بيعة اليهود العجم"، القادمين من الأندلس).
(2) عن شمعون ليفي، انظر النصين الآتيين:
بالفرنسية: https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-3456352-hommage_a_simon_levy.html
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres