(En Ar. marocain) L'affaire Ahmed Mansour: l'idéologie marocaine contemporaine
"الاعتيذار الشوجاع" ديال أحمد منصور للمغاربة
اعتيذار مردود على كـمّارة' مولاه
3- الايديولوجية المغريـبــيّة الموعاصيرة
في المقال الثاني المتعلق بهاذ الموضوع (ضغط هــــنـــا)، كنّا ربطنا ما بين اعتيداد أهل المشريق بنفوسهوم، واغتيرارهوم بروسهوم، واحتيقارهوم لشعوب بلدان المغريب، على خيلاف الفورس والتورك، كيفما شهد التاريخ على ذاكشّي وكيما شهد'ت بيه السلسيلة الأخيرة ديال الإهانات والسبّان والمعيار بقاموس قلة' الحياء اللي صدر'ت عن هاذوك الأقوام (ضغط هـــنـــا) من جيهة، وما بين العجز التاريخي للعبقارية ديال شعوب البلدان المغاربية عن إنتاج ماضامين أيديولوجية كيما كا تنتجها شعوب الشرق من عـربان وفورس وأتراك.
فا القصة المشهورة ديال "جغرافية الطائر" معروفة فالنوكات والتقشاب ديال الأدب العربي على سبيل الميثال، كيفما ورد'ت في كتاب "مَفَاخرُ البربر" لصاحبه المجهول، حيث ورد فهاذاك الكتاب على لسان المؤليف قوله:
[["ولما كانت بلادُ المغرب منازلَ البربر ومساكنـَهم، بعد فرارهم من الشام عقب قتل داود عليه السلام لجالوت، صارت أيضا محقرةً عند الناس وأَدوَنَ أقاليم الدنيا (...) ولما كانت البربرُ عند كثير من جَـهَـلة الناس أخسَّ الأمم وأجهلـَها وأعراها من الفضائل، وأبعدَها عن المكارم،رأيتُ أن أذكـُر ملوكهم (...).ولقد جرى ذِكر المغرب بحضرة أمير المؤمنين ابن عبد العزيز العـُبـَيدي، فقال بعض الحاضرين: بلغـَنا أن الدنيا شـُبـّهت بطائر؛ فالمشرق رأسـُها، واليمن جناحُها، والشام جناحها الآخر، والعراق صدرها، والمغرب ذنـَـبُها. وكان في المجلس رجل مغربي يقال له 'الدقــا'، فقال لهم: "صدقتم، والطائر طاووس"؛ فضحك السلطان وأجزل صلته"]]. ("مفاخر البربر"؛ دار أبي رقراق. 2005. ص: 91-92). من أجل السيّاق ديال إيراد هاذ الإستيشهاد، ضعط هــــنــــا
هاذ العجز التكويني فالو'عي المغريبي جعل المغاربة كا يستوردو عبر التاريخ حتى اللسايس د-المشروعية ديال كيّان الدولة والموقوّيمات ديال هوّيّـة الشعب بنفسه من أيديولوجية' "الأقوام المختارة" اللي طوّوها الفيكر المشريقي وقام بتصديرها عبر الأجيال، بأوجوه وبأدبيات كا تختالف باختيلاف الظرفيات التاريخية (من ميلـّية إلى قومية، إلى مازيج بين الوجهين)، بشكل كا يجعل البلدان اللي كا تعاني من العجز الأيديولوجي، بحال المغرب (وبخيلاف أيران وتركيا على سبيل الميثال)، سوق مفتوحة باستيمرار لتسويق هاذيك البيضاعة الايديولوجية الشرقية.
وأهل المشريق ما كا يكذبو-شي على نفوسهوم لمّا كا يشعرو بالتافوّوق ديالهوم المعنوي على أهل المغريب؛ علاحقاش هوما كا يعرفو وكا يعلمو حقّ العيلم والمعريفة أن المغرابة نفوسهوم قتانعو من قديم عبر الأجيال وعلى مرّ التاريخ، في أعماق الوعي ديلهوم، بهاذاك الوضع الدوني، وكا يسعاو فاقط باش ينالو الرضا ديال من هوّا متفوّق عليهوم ويقبل منهوم الإنتيماء إليه على سبيل الإلحاق بالتابنّي والكافالة باش يستامدّ من "سيّـد القوم" في بلاد "الكـَوَاسِر" - على حدّ تعبير هزليّات "الخاواسير" - و'جه من أوجوه المشروعية سوا في السياسة أو الديبلوماسية أو الآداب أو الفن أو غيرها.
وبدون ما نحاولو نستعرضو هنا جميع الأوجوه المختالفة اللي كا تبيّن بالملموس اقتيناع الأطراف بزوجهوم (الكافل والمكفول، الأسياد والمسخّرين) بالأساس ديال هاذ المراتبة المعناوية بين أهل المشريق وأهل المغريب في باب الجدارة والأهلية والاستيحقاق، يكفي نشيرو لواحد الظاهيرة السوسيو-لوجية الأخيرة، اللي صبحـ'ـت كا تميّز الفضاء ديال كثير من المدون المغريبية، واللي عندها ديلالة عميقة وبليغة في هاذ الباب.
فا كيفما هوّا معروف اليوم، صبـ'ـح المغرب من جديد، كيفما كان ديما عـ'ـبر التاريخ، كا يشكّـل ملجـأ لكلّ المقهورين الهاربين من ويلات الجوع والحروب من بلدان مختالفة من قريب ومن بعيد؛ وصبـ'ـح كا يشكّـل بالنسبة ليهوم بلاد مأمونة كا تطعمهوم من الجوع وكا تأمّنهوم من الخوف - وما كاين في هاذشّي لا مـ'ـنّ ولا جميل، على كلّ حال. وهاكذا كا نلاحظو واحد الكمّ هائل من هاذ الهاربين اللاجئين كا يزاولو اليوم السعاية فالمدون المغربية - وما في ذاكشّي أي عيب والا مواخذة مرّة أخرى، والله يكون فالعوان. لاكين الظاهيرة اللي كا تلفـ'ـت الانتيباه واللي كا يتعيّـن الوقوف عند ديلالتها هيّا هاذي اللي غادي نشيرو ليها الآن.
فا مهما كانت الجنسية ديال السعّاي أو السعّاية، سوا كانو مغاربة أو مزاوكًين ولاجئين - الله يكون في عـ'ـون الجاميع - كا يطلب كلّ واحد منهوم اللي جاب الله بعيبارات مسكوكة باللوغة اللي كا يعرفها أو اللي تّعلـّم بعض الجومال منّها، ما عدا واحد الفيئة الجديدة من اللاجئين الهاربين من دولة من دوّال الشرق اللي دمرتها الحرب الأهليّة. فهاذ الفيئة الأخيرة كا تـتّـميّـز بكونها كا تعلن وكا تشهر على الجنسية ديالها بإلحاح كبير في عيبارات السعاية ديالها، بشكل كا يفيد أنّ موجرّاد الإعلان عن هاذيك الجنسية كا يعطي لمولاه امتياز على غيره حتّى فالقيطاع ديال السعاية.
فا يلا كان هناك من هاذ اللاجئين ناس من جنسيات مختالفة، فا عمّر الإنسان ما كا يسمع لا "على ربّي، عاونّي، راه أنا كامروني، أو لايبيري، مالي، أو تشادي، أو نيجيري، أو ..."، ما عدا بالضبط عند هاذوك اللي كا يعـتــدّو بجنسيّتهوم حتّى فباب السعاية، وذاكشّي بالخوصوص باش يميّزو نفوسهوم عن السـعّاية المغاربة اللي كا تجمعهوم بيهوم السحنة والملامح الأنثوروميترية، وبذاكشّي تكون ليهوم الأولوية من حيث العيناية ومن كمّية' الجود (درهم حشومة في حقّهوم).
هاذ الفيئة من السعّاية ما كا تكتافي-شي بالسعاية على الأرصيفة وفي أبواب الجوامع. فالبعض منّها كا يقتاحم الجوامع وينوض يخطـ'ـب فالناس بعد الصلاة باش يحثّ الناس على الإحسان إليه بصيفته من جينسية معيّنة، في نوع من الإحراج والابتيزاز على الخلفية ديال واحد الأيديولوجية اللي كا يعرف هاذاك البعض أنها متمكّـنة من جمهور الموصلـّـين.
الســـوءال
والآن السوءال الجوهاري هوّا واش هاذ الوضع التاريخي مقضي ومقدّر على المغريب إلى الأباد؟ واحد الجواب المومكين هوّا القول أنّه ما دام الإنسان إنسان، فا التاريخ ليه بيدايات كثيرة، بحساب زاوية' النظر، ولاكين ما كاينة-شي نيهاية التاريخ. المغرب ما كان-شي كا ينتج لا الفوسفاط، ولا الماطيشة، ولا اللتشين، وها هوّا اليوم كا ينتج ذاكشّي كُـلـّشي وكا يصدّره، وكا ينتج حتّى الأتاي اللي كان مقصور على الشرق الأقصى. والمغرب ما كان-شي كا ينتج المادة الأيديولوجية في نفس الوقت اللي كا يحتاج ليها وكا يستوردها باش يبني مشروعية' المؤساسات دياله عبر التاريخ؛ لاكين الشعب المغربي، بحال جميع الشعوب التوّاقة للكارامة، يمكن ليه ينتج الأيديولوجيا غدّا يلا بغى ذاكشّي ودار جهده باش يتخلـّص فالبداية وقبل كُلّ شي من العوقاد اللي كا تعرقل الوعي الجمعي دياله.
الأيديولوجيا ما هيّا-شي عيب من عيوب الفيكر، وما يستاطع أي موجتاماع يبني ويشيّد المؤساسات دياله مهما كانت أحجامها والمستاويات ديالها (من الأسرة حتى للدولة) بدون أيديولوجية من الأيديولوجيات. والمغرب كا يتوفّر اليوم على طاقات فيكرية عالية، وكا يتوفر على تجريبة سوسيو-سياسية رائدة فالموحيط الإقليمي دياله عبر'ت عليها كثير من الوثايق التأسيسية الجديدة دياله في أبواب السياسة والتدبير والاقتيصاد والحريات الفردية والجاماعية والمساوية وتاكافؤ الفوراص وتدبير الإختيلاف وسيادة القانون والإقتيناع بالقيام الكونية وبمفهوم استيخلاف الإنسان؛ وأخر صياغة لذاكشّي كُلـّه هيّا وثيقة الدستور الجديد اللي خطا خطوة كبيرة في هاذ الإتيجاه.
هاذ الوثايق التأسيسية صالحة باش تكون أساس للإنتاج والمراكمة ديال واحد الراسمال كبير وموهيمّ من الأدابيات في ميادين التفكير الفلسافي والآداب السردية من مسرح ورواية وفونون درامية فالسينيما والأوبيرا وفونون موسيقية وتشكيلية وغيرها، اللي من شانها ماشي فاقط باش تبني الثيقة الذاتية الجمعية والفردية على أساس موقوّيمات ذاتية ماشي خاريجية، ولاكين كذاليك باش تشكّـل إسهام ديال الفيكر المغريبي فالموحيط الإقليمي دياله، اللي الشعوب دياله اليوم في حاجة ماسّة لهاذ النوع الجديد من الفيكر والثاقافة من أجيل إعادة إقامة الدولة الواطانية ديالها على أسوس جديدة من أجل الإنخيراط في نادي الأومام المتحضّرة بعدما صاب الفيكر ديال هاذيك الشعوب من إفلاس تاريخي نعاكس على أرض الواقيع بالشكل اللي كا نشاهدوه اليوم حولنا في هاذاك الموحيط؛ ولا شماتة مرّة أخرى، علاحقّاش كُـلّشي مومكين يلا بقاو المغاربة كا يدرّيو على ريح الشركًي.
لاكين باش يتّأهل الفيكر المغريبي بالفيعل للقيّام بهاذ الدور التاريخي، كا يلزم فالبداية يستكمل تحميل المضمون ديال الوثائق المؤسّيسة الجديدة دياله إلى حيّـيز الوعي الجمعي والفردي بشكل راسخ ومحصّل فالصدور وما-شي فالأوراق. ذاكشّي علاحقاش كاينة الآن كثير من المؤشيرات اللي كا تبيّن باللي ذاكشّي للي حققو المغريب وتمّــت الصيّاغة دياله فالوثايق المذكورة كان عيبارة عن حاصيلة سياسة إرادية أو "إراداوية" ديال فيئة فاعيلة نخباوية في قلب جيهاز الدولة ومن حوله، ومازال ما تّشبع بيه الوعي الجمعي والفردي بما فيه الكيفاية كيما كا تدل على ذاكشّي كثير من الوقايع، سوا على صعيد التدبيرات الحوكومية فيما كا يتعلـّق بتنزيل الدستور أو في ما كا يتعلق بالسولوكات الجاماعية في الفاضاء العومومي كيما عشنا ذاكشي في هاذ الشهر الأخير ديال رمضان (2015)، وكيما كا تعبّر على ذلك كثير من أوجوه الخيطاب العام فالإعلام وفالفاضاء الاجتيماعي التقديري الجديد (شوف ناموذج هـــنــا)
لمّا يتشبّع الفيكر المغربي بجوهر الوثايق المؤسّيسة دياله، ويبدا كا ينتج ويراكم مادة فيكرية وأدبية كا تعكس القيام ديال هاذيك الأمور، فا ماشي وزارة الإعلام أو الثاقافة، أو الخاريجية، أو الأوقاف، أو خيطابيات نشرات الأخبار، أو غيرها هيّا اللي غادي تسوّق هاذاك المنتوج على شكل خاطابيات أو مطويّات وكتوب مصقولة كا يتمّ توزيعها بالمجّان هنا ولّا هناك. في هاذيك الساعة، غادي يطير هاذاك الفيكر بجناوحه كا بيضاعة مطلوبة، ويروج كا فيكر فلسافي وأخلاقي، وفيكر ديني، وعلوم إنسانية، وأنواع أدابيّة، وإبداعات فنّية، علاحقّاش الحاجة ماسّة إلى كلـّشي ذاكشّي بشكل تاريخي فالمغريب، وفالموحيط القريب البعيد ديال المغريب.
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres