(EN ARABE) 2-L'affaire Daniel GAlvan-2
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur ARABE(Windows).
من الأسئلة المغيبة في قضية دانيال مغتصب الأطفال
القسم الأول عبر هذا الرابط:
بعد الشطحات القبالية الطريفة التي تم التمهيد بها في النص السابق حول قضية ما يمكن تسميته بقضية "دانيال-كيت" المغربية (قضية تسريب اسم السجين دانيال غالفان مغتصب الأطفال إلى لائحة العفو الملكي)، يتمثل هذا النصّ في عَرض حزمةٍ من التساؤلات الجدية التي يثيرها مُجمَـل ما أوردته وسائل الأعلام حول ملابسات تلك القضية وحول دلالات مواقف مختلف الأطراف المعنية بها. هذه الدلالات تتراوح، على المستوى الخارجي، ما بين ما هو ديبلوماسي، وما هو جيو-ستراتيجي-المصلحي، وما هو بروتوكولي بين دولتين محكومتين بحتميتـَي جوارٍ جغرافيّ ضيق وتاريخ مشترك ذي استمرارية حافلة بالتقلبات، ألا وهما المملكتان المغربية والإسبانية. أما على المستوى الداخلي المغربي، فإن تلك الدلالات تتراوح بين ما يتعلق بالهيكلية المؤسساتية، وبالثقافة السياسية، وبأخلاقية العمل السياسي في علاقته بمفهوم المسؤولية، وما يتعلق بمدى الاستبطان الثقافي لنص وروح الدستور من جهة، واستيعاب فكريّ حاضر في الذهن ومنعكس على الفعل السياسي لطبيعة اللحظة التاريخية النوعية القائمة والجارية داخليا وجهويا من جهة ثانية.
في البدء كانت زيارة جيو-سياسية من العيار الكبير من طرف عاهل المملكة الإسبانية لنظيره عاهل المملكة المغربية، زيارة تندرج في صيرورة حتمية المصلحيات الجيو-استراتيجية والتاريخية المشار إليها. وقد حظيت تلك الزيارة، على مستوى الشكل، بكل أشكال عناية البروتوكولات الملكية. وعلى هامش مختلف اللقاءات السياسية والبروتوكولية بين العاهلين على مستواهما الخاص، وفي موازاة مع ما جرى من لقاءات سياسية واقتصادية بين أعضاء الوفد المرافق الزائر ونظرائهم المغاربة على مستوياتهم الخاصة، استُـفيد من مصادر الإعلام المكتوب خاصة أن العاهل الإسباني كان قد "فاتح" رئيس الحكومة المغربية في شأن ملتمس للعمل على استصدار عفو ملكي عن مجموعة من السجناء الإسبان بالمغرب، وترحيل مجموعة أخرى لقضاء ما تبقى من عقوبتها في بلدها. كما رددت نفس تلك المصادر الصحفية كون "طرف ثالث"، يستفاد من تلك المصادر أنه طرفٌ معين من المحيط الملكي المغربي، قد "دخل على الخط" بعد ذلك مع سفارة إسبانيا في المغرب، بما يرى ذلك الطرف أنه تصحيحٌ لمسلك تلك المساعي؛ وبذلك انطلقت عملية الاضطراب والتخبط التي أسفرت في سباقيتها الاستعجالية عن تدليس لائحة المستفيدين من العفو الملكي التي أصبح الجميع يتبرأ منها، بمن في ذلك الطرف الإسباني الذي يضرب لرأيه العام ألف حساب.
هنا يَطرح غيرُ العارف بتفاصيل الأعراف السياسية والبروتوكولية سؤالين أساسين، إذا ما صحت هذه الرواية. أولهما هو ما إذا كان يصحّ ديبلوماسيا وسياسيا وبروتوكوليا أن يعمِد ملك أسبانيا إلى التوجه، من وراء ظهر نظيره على المستوى الديبلوماسي والبروتوكولي، أي ملك المغرب، الذي هو رئيس الدولة المغربية بمقتضى الدستور، بالتماس إلى وزير من وزراء هذا الأخير (وليكنْ رئيسَ الحكومة)، وذلك في شأن من الشؤون السيادية من قبيل العفو الملكي على مجرمين أجانب؟ هل يصح مثل هذا ويستقيم ويحدث حتى في الأنظمة شبه الرئاسية مثل النظام الفرنسي مثلا؟ ويزداد هذا السؤال وجاهة وأهمية، على المستوى السياسي، في ما يتعلق بمبدإ حياد كل طرف إزاء الشأن السياسي الداخلي للطرف الآخر، إذا ما تم استحضارُ اللحظة التاريخية الخاصة التي يتلمس خلالها المغرب طريقه الحالي في إطار تجربته الديموقراطية خصوصا بعد دستور 2011 وباعتبار الظروف الداخلية والجهوية التي اعتمد فيها هذا الدستور وشرع في التمرن على تنزيله، تلك اللحظة التاريخية التي لا يحق طبعا لأي طرف من غير المغاربة أن يحاول الدفع بترتيب أو توزيع أوراقها في هذا الاتجاه أو ذاك خارج توافقات المغاربة أنفسهم وخارج وتيرة السرعة التي تتحملها آليات عربة تلك التوافقات. معنى هذا أن السؤال الجوهري في النهاية ليس هو ما إذا كان "طرف ثالث" قد "دخل على الخط"، بقدر ما يظل السؤال هو ما إذا لم يكن الطرف الأول هو الذي كان قد خرج عن الخط في مسعاه منذ البداية.
أما السؤال الثاني الذي يطرحه غير العارف بتفاصيل الفعل السياسي الملموس فهو ما يتعلق بالطرف المباشر الثاني في هذه القضية، ألا وهو رئيس الحكومة، الذي قيل إن العاهل الإسباني كان قد تقدم إليه بطلب العفو، والذي يشرف على لجنة العفو، وكذلك وزيره في العدل، الذي تنتمي إدارة السجون إلى قطاعه الوزاري. فهل توجه رئيس الحكومة المغربية في الأمر إلى رئيس الدولة؟ أم إنه قد قدّر أن من صلاحياته أن يعالج الأمر بنفسه مباشرة، فدخل في تعامل مباشر مع السفارة الإسبانية بالمغرب؟ أم إن الأمر يتعلق بمجرد الاكتفاء بتسريب مساعي الملك الإسباني إلى كل من يهمهم الأمر من إعلاميين ومسؤوولين، ورمْي للكرة بعد ذلك جزافا نحو الشط بعيدا عن المرمى، كما يردّ البعضُ قنبلة مُسيلة للدموع يكون قد فوجئ بسقوطها بين قدميه في ساحة حمي فيها الوطيس؟
النص التابع عبر هذا الرابط:
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres