(EN ARABE) 1-L'affaire du pédophile Daniel Galvan-1
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur ARABE(Windows).
من مفارقات ما اقترن في الأسفار باسم "دانيال"
يتعلق الأمر هنا بقضية ما أصبح بالإمكان تسميته بـقضية "دانيال-كيت" بالمغرب بعد أن تم تسريب اسم مغتصب الأطفال، المدان والمحكوم عليه بالسجن في المغرب، العراقي الأصل كما يدعي والمتجنس في إسبانيا حيث تستر تحت اسم "دانيال"، إلى لائحة العفو الملكي بمناسبة عيد العرش 2013. وقبل معالجة بعض جوانب هذه القضية من زاوية التعبير عن الرأي، يمثل هذا النص مجرد تقديم أدبي لتلك المعالجة ببعض الرؤى والشطحات التخييلية القبالية؛ وذلك من باب الطرافة، ولغاية الترويح وتلطيف جو الخطاب العام حول الموضوع بعد عواصف الغضب والغضب المضاد في عز الصيف وجو الأعياد.
"دانيال" اسم أحد أنبياء بني إسرائيل خلال فترة نفيهم إلى بابل (أي بلاد العراق قديما) بعد قضاء نَـبوخذْنَصّر البابلي على ما كان قد تبقى من مملكة داود وسليمان. وإذا ما استُحضرتْ روايةُ العهد القديم لسيرته، فإن النبي دانيال كان يمثل في بلاطي كل من نبوخذنصر البابلي ثم داريوس الفارسي من بعده بعد غلبة الفرس على البابليين، نظيرا "أركيتيــبيا" لبروفيل النبي يوسف في بلاط فرعون بمصر كما رسمه نفس الكتاب. لقد قدمت تلك الرواية شخصية النبيَّ دانيال في صورة شاب جميل عفيف ومستقيم، أوتي الحكمة وتأويلَ الرُؤَى والأحاديث، ووُهِب القدرةَ على إبطال مكر العفاريت؛ شاب زاهد في حُبّ الملذات والانقياد للشهوات، يشكل الماءُ الزلال، والخبز الكامل الحلال، والطيبات من الفواكه والخضروات، أساسَ ما كان به يرتوي يقـتات. فما كان يحتسي نبيذا ولا خمرا، ولا كان يتناول لحما ولا شحما أو دسما. ذلك الكفاف والعفاف هو ما قوّى عزيمتَه وحثه على الصمود في عقيدته التوحيدية في محيطه الوثني بالمنفى؛ وهو ما شحذ ذكاءه ولمّع فطنته حسب ما ورد في السِفر المعروف باسمه في العهد القديم (أي 'سفر دانيال') وطبقا لنظرية مقدمة ابن خلدون بصفة عامة في باب نظام التغذية حول علاقة التناسب العكسي ما بين سُـلـّـمَيْ درجاتِ الفِطنة والبـِطنة. وقد انتهى الشاب دانيال بفضل كل تلك الخصال، الموهوبِ منها فطرةً، والمكتسب منها بالمجاهدة والانضباط، بأن تبوء منزلة من منازل الصدارة في البلاط البابلي-الفارسي، حيث غيّر سادته اسمه الأصلي، من الاسم الكتابيّ، دانيال، إلى اسم بابلي وثني هو "بالشاصار" (انظر سفر "دانيال" بالعهد القديم). ولقد أصبح دانيال، بعد ذلك، إلى اليوم، شخصية أسطورية لدى اليهود خاصة في كل مكان، حتى أهالي قرية "تالات ن-ياعقوب" المغمورة بجبال الأطلس بالمغرب من يهود ومسلمين، يعتقدون إلى اليوم أن ذلك النبي مدفون في أحدى شعاب قريتهم، حيث يطلق على مثواه الأسطوري "قبر سيدنا دانيال"، وهو قبر لا تتوقف أهميته ووظيفته السوسيو-ثقافية على واقعية التاريخ، كما هو شأن قبور كثير من الأنبياء والأولياء والصالحين في كل مكان.
إنها في النهاية صورة مناقضة، نقطة مقابلة نقطة، لصورة ذلك الشخص، العراقي كما يدّعي، من مُسنّي شياطين الإنس في زماننا هذا، ذلك الشخص الذي يكتنف ماهيتـَـه الوجودية التباس، والمتأرجحة طبيعته الكينونية ما بين الجِنّة والناس؛ ذلك الكائن الترابيّي العنصر، والشهوانيّي النفس، بطنا وفرجا وجوارح، والذي زوّر اسمَه العراقي بمنفاه في بلد الروم والفيزيقوط (أي إسبانيا الحالية) بعد تقديم خدماته خلال مشاركة هذا البلد في تحالف الروم للقضاء على نظام صدّام، الحاكم المطلق بالعراق (أي بابل قديما)، ليصبح ذلك الاسم في ذلك المنفى اسما مستعارا من أسماء أهل الكتاب هو "دانيال" الملقب بـ"غالفان"؛ ذلك الشيخ الأصلع المسنّ، الغليظ القسمات، والأفعواني النظرات، والمتفسخ الخِصال، والماجن الفِعال، الذي عاش دهره في سراديب مكـر "التماسيح والعفاريت" بمملكة إيميستوفيليس (أي شخصية "الشيطان" في مسرحية "فاوست" الكاتب الألماني، جوته) في الدرك الأسفل من أحشاء تراب الأرض الغبراء، والذي قُدّر لبلاد عرفت بأرض الصالحين الأولياء، والتي تحتضن بالضبط القبر الأسطوري لـ"سيدنا دانيال" من بين ما تحتضنه من أضرحة ومزارات، يحج إلى بعضها الزوار من الملل الثلاث، أن تصبح مَرتعا من مراتع فسق وفواحش ذلك الشيخ العاصي، ما ظهر منها وما بطن، وأن تشكل كذلك في نفس الوقت بساط المسرح الذي رُفع فيه الحجابُ عن صكّ صفـقـته الفاوستية مع الشيطان، وذلك بكل ما تشظـّى جانبيا عن رفع ذلك الحجاب من رجّات ذُعرٍ زعزعَ دَوارُها أركانَ فضاء بساط "الحلـقة" المغربي. ولعل تلك التداعيات الجانبية لتلك الواقعة المسرحية الفاوستية التي رُفع فيها الحجاب عن ذلك الوجه الخاص من أوجه بشاعة بعض بني آدم، تداعيات من شأنها أن تمثل كذلك - من حيث لم يكن أحدٌ يحتسِب – جرعة لقاح للوعي الجمعي وفرصةً استرجاع الصفاء الذهني قصد رفع الإبهام، وتعطيل خاصية والإلباس لأقنعة مسرح التنكّـر في هذا البلد الأمين، تلك الأقنعة التي تمثلها مفاهيمُ وثنية من قبيل "التماسيح والعفاريت" التي اتخذ منها خطاب الشعوذة السياسية اليومَ ماهياتٍ عنقائية للتمويه في باب تحديد أوجه المسؤوليات وأطراف تلك المسؤوليات كما حددها مع ذلك نص الدستور بشكل مُحكـَم لا يعتريه اشتباه ولا تشابه. هذا ما سيتم تناول بعض جوانبه في النص المقبل.
النص التابع عبر الرابط الآتي
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres