(EN ARABE) L’évolution des alibis contre le composant amazighe de l’identité marocaine
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS/AUTRES, puis sur ARABE(Windows).
"قــالو زْمــان"
باسم الوحدة والالتحام، في إطار العروبة والإسلام
استشهــاد:
[[عندما أراد الاستعمار أن يشتت المغاربة (...)، فكّـر فاختلق فكرة الظهير البربري ليزرع العداوة بينهم. ولكن المغاربة وهم يواجهون عدوهم ازدادوا تمسكا بوحدتهم وعروبتهم وإسلامهم. (...). ومناسبة هذا الحديث هو هذه الحفلات والسهارات التي تحييها مجموعات فنية تغني بالأمازيغية. فالذي يحدث هو أن الذين يتفرجون فيها هم "شلوح" فقط. تراهم يرقصون ويتجنـنون ويسخفون لأنهم يحاولون إثبات شخصيتهم التي يظنون أنها غير محترمة في بلادنا بسبب أن "الشلوح" هم أصحاب الدكاكين الذين يقضون ستة أشهر في الحانوت وستة أشهر في البادية. (...). إنها النعرة القبائلية. إنها فكرة الظهير البربري، تعود من جديد في شكل الأغاني. لقد سمعت أنه بعد ظهور "أوسمان" أصبح "الشلح" يعتز بأصله وقبيلته؛ وسمعت "أوسمان" و"إيزنزارن" لا يتكلمون سوى بالفرنسية أو الشلحة لأنهم يريدون أن ينعزلوا ليحافظوا على لغتهم وعاداتهم. (...). إنني أنبهكم إلى أننا فقدنا كثيرا من وحدتنا والتحامنا وأن الكراهية أصبحت تعشعش فينا. ثقاب واحد يستطيع أن يحرق غابة.]]. (مقال بعنوان "ملاحظات فنية: إحياء الظهير البربري بالغناء". صحيفة "أخبار الفن"؛ 23 سبتمبر 1978؛ ع:2. (انظر هــنــا).
تعـــليــق
إذا كان هذا المقال من مقالات "النقد الفني" الذي يعود 1978 قد بيّن مناسبة تذكيره بـ"الظهير البربري"، فإن الغاية من التذكير بهذا المقال نفسه هي التمكين من إعطاء الخطابات الحالية حول مفاهيم الثقافة والهوية، في علاقتها بالأيديولوجيا وبالتدافع السياسي، معانيَها التاريخية الكاملة غير المبتسرة، وذلك عن طريق إدراجها في سياق التطور. فالمقال ليس خبطة مزاج شخص معزول مشبع بسيكولوجيا النعرات العشائرية العامية البدائية. إنه عينة من عينات الفكر "العالم" لزمانه، الذي كان يلهم المفكرين والفلاسفة ويشكل سرائر الضمائر الحقوقية والسياسية في جيله. فبعد سنتين من تاريخ صدوره في خضم صدور المئات مما يناظره من الأدبيات، حكم سنة 1981 على مؤرخ وكاتب وشاعر هو المرحوم علي صدقي أزايكو بسنة نافذة سجنا بسبب مقالة بعنوان "في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية".
أما مناسبة التذكير بالمقال نفسه، فهي ذكرى مرور ربع قرن على رحيل كاتب كبير من الكتاب المغاربيين التي مرت ظل في صمت مطبق، كاتب من بين أولئك (كتّابا وباحثين وفنانين) الذين تم ربط نشاطهم مشوار عملهم بنفس القبيل مما حذّر المقال منه كمظهر من مظاهر كيد الاستعمار الذي لا ينتهي. إنه الراحل مولود معمري، أحد مؤسسي اتحاد الكتاب المغاربيـيـن، الذي باغثه أجله في نهاية فبراير 1989 في طريق عودته إلى الجزائر على إثر مشاركته في ندوة بكلية الآداب بوجدة حول الأدب المغاربي؛ تلك المشاركة التي كانت موضوع تدافع وجدل صاخب خلال الأشغال الإعدادية للجنة المنظمة كادا أن يؤديا إلى إلغاء الندوة بعد الإعلان عنها وعن موضوعها في الصحافة، وذلك بسبب موقف بعض أعضاء تلك اللجنة الذين ناهضوا بشدة دعوة ذلك الكاتب المؤسس لندوة موضوعها "الأدب المغاربي" ((انظر هــنــا، بالفرنسية))؛ وهو موقف كان ينبني على نفس القبيل من التوجسات التي عبر عنها مقال "النقد الفني" المثبت أعلاه.
ولزيادة حسن إدراج المواقف والخطابات في سياقاتها، تجدر الإشارة إلى أن ذلك الموقف المناهض لدعوة مولود معمري في تلك الندوة كان قد في الوقت الذي كانت قد أخذت فيه حركة عباسي مدني تكتسح الساحة الجزائرية، تمهيدا لدخول الجزائر في دوامة عشرية الدم التي لم تنته بعد تداعياتها، فأصبح يتشكل لتلك الحركة حينئذ صدى تبشيري في أذهان الجوار، وذلك على شكل بداية التفكير في ما كان قد عرف في الأوساط الأكاديمية بذلك الجوار بـشعار "أسلمة المعرفة والمناهج" الذي استفحل أمر نقله إلى مستوى محاولة التنزيل الفعلي على أرض الواقع لثلاث سنوات بعد ذلك (1992) في بعض المؤسسات الأكاديمية هناك، مما أدى إلى تدخل لإعادة الهيكلة الإدارية لتلك المؤسسة سنة 1993.
فعلى غرار الرقم المعين على منحنٍ معين من منحنيات تطور بعد من الأبعاد (تطور منحني ميزان الحرارة، أو منحني مؤشر الاسعار أو التشغيل أو قيم البورصة)، لا يكتسب الخطاب المعين أو الموقف المعين معناه وقيمته التامة غير المبتسرة إلا بإدراجه إدراجا مقارنا في السياق المتوسط أو البعيد الأمد لمسار تطور أوجهه في علاقته بموضوعه.
بقطع النظر عن سياسات مختلف الأقطاب الايديولوجية، شرقيها وغربيها، وعن كيفية تعاملها مع معطيات الواقع التاريخي المعين في الفضاء المعين قصد اختراقه (مثلا: الاستعمار والزوايا، الاستعمار والمدينة والبادية، الاستعمار وطبقة القواد، الاستعمار وتناقضات الطبقة الحاكمة، الخ.)، فإن الذي يدعو إلى التفكير هو اطراد واستمرارية ربط المكون الأمازيغي للهوية المغربية لغة وثقافة دون غيره من المكوينات، ربطا تأصيليا وتكوينيا بعوامل ما تعاقب من نفوذ الأيديولوجيات. فكلما خبا تيارٌ أيديولوجي وضعُف المفعول التأليبي لربط ذلك المكون به، يُستبدَل به تيار آخر ذو فاعلية راهنة في الأذهان. ولذلك مثلا، وبعد أن أوردت كثير من الصحف الإليكترونية على الخصوص تلخيصات لتقرير "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل" برسم 2013 يتضمن أسماء منتقاة من مختلف المستويات (من مستشاري الملك إلى بعض الطلبة)، فلم يفت كثير من تلك التلخيصات أن" تُخبر" قراءها بمثل قول بعضها: "الناشطون الأمازيغيون كانوا وفرة في اللائحة "المطبعة مع إسرائيل" (انظر هـنــا).
هذه اللازمة الفكرية لتطور البحث في ثنايا تناقضات كل جيل من الأجيال عن مشجب من المشاجب (الماسونية، الاستعمار، الظهير البربري، حفدة اليوطي، الشيوعية، الصهيونية) لتعلق عليه تجلياتُ المكون الأمازيغي للهوية المغربية وتربط مهايتها به تكوينيا وتأصيليا (في ميادين اللغة والثقافة والفن والسياسة)، كان قد شكل موضوع مقال مطول نسبيا نشر قبل سنوات (انظر هـنــا).
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres