(En arabe). Un spécimen de l'échange inégal dans le domaine de la recherche scientifique au Maroc
"التبادل غير المتكافئ" في قطاع البحث العلمي بسبب اختلاف خُطط تدبير التعددية اللغوية وتملك اللغات".
1- الورقة الآتية ورقة عامّة من حيث الجوهر بالرغم من الطابع الجزئي والمشخصن لمنطلقها. وذلك من حيث كونها عينةً ممّا أعتقد أنه واقع عام فيما يبدو لي كوجه من أوجه "التبادل اللامتكافئ" في سوق اللغات الأجنبية باعتبارها وسائل لمراكمة المعرفة ولنقلها وتوطينها في قطاع البحث العلمي.
وسأقتصر هنا من خلال النقط الآتية، على ما له علاقة بوضعية اللغة العبرية في الجامعة المغربية بالقياس إلى شروط التأهل لموازنة انعدام التكافؤ المشار إليه.
2- أبدأ بنموذج مشخصن شخصي، أعتبره عيّنة لأوجه عامّة لم تحص بعدُ. يتعلق الأمر بعقد التزام جدّ مفصل طُلب الناشر من المؤلف توقيعه لتفويت جميع أوجه الاستعمال والنسخ والترجمة الخاصة بمقال بحثٍ باللغة الانجليزية بعنوان ترجمته:
"التعددية اللغوية، اللغة العبرية، والعبرية المهوّدة، في بلاد المغرب: التربةِ التي نشأت فيها أول مدرسة للسانيات المقارنة المنهجية (ما بين القرنين التاسع والحادي عشر للميلاد)".
المقال سيصدر قريبا ضمن مقالات قليلة تمّ قبولها من بين ما تمّ تقديمه من عروض في ندوة دولية كانت قد نظمت بمقر اليونيسكو بباريس (15 نوفمبر 2022) في موضوع העברית כאוצר מורשת האנושות: עבר, הווה ועתיד ("العبرية كتراث إنساني: الماضي والحاضر والمستقبل")، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة اللغوي العبري، "إليعازار بن يهودا" (توفي في ديسمبر 1922)، واضع المعجم العبري الكبير و"باعث اللغة العبرية الحديثة".
أمّا المؤسّـسة التي تعاقدت مع منظمي الندوة على نشر نصوص الأعمال المقبولة، على أساس أن تتولّى هي ملكيةَ جميع الحقوق المشار إليها أعلاه، فهي "أكاديمية اللغة العبرية" بمدينة القدس.
3- التعدّدية اللغوية المغاربية والمغربية خاصة، بما تحمله تلك التعددية (عربية فصحى، عربية دارجة، عبرية، عربية مهوّدة، أمازيغية مهوّدة) من تراث أدبي ومعارف تاريخية وإثنو-ثقافية ومناقبيات، كانت حاضرة بقوة في عروض الندوة؛ لكنها كانت مستحضَرةً من طرف مشاركين أجانب عن المغرب من مختلف أنحاء العالم (باحثون ممتلكون في جُماعهم لكافة عناصرِ المشهد اللغوي المغربي بجميع سجلاته اللازمة للولوج إلى معلومة الوثائق واستقراء الميدان)، إذ لم يشارك من مجموع رقعة الشرق الأوسط (إذا ما استثنينا إسرائيل) ومن شمال إفريقيا سوى مشارك فلسطيني واحد، ومشارك مغربي واحد هو موقّع وثيقة الالتزام المشار إليها قبل قليل.
هذا الواقع الأخير وجهٌ من أوجه ما أسميه "التبادل غير المتكافئ" في ميدان المعرفة والبحث العلمي، كنتيجة لاختلاف خُطط تدبير أداة اللغات الأجنبية باختلاف الدول.
4- كما أشرت إلى ذلك سابقا، أعتقد أن الحالة المشخصنة التي عرضتُها في النقطتين 2-3، إنْ هي إلّا عيّنة دالّة على حالات كثيرة في المغرب مما يتعلق بنفس موضوع النقطتين. أكتفي هنا بالإشارة إلى حالة أحد الباحثين المغاربة من معارفي من الجيل الثاني من أطر الباحثين في اللغة العبرية وما يتوقف على الدراية بها من مواضيع في حقول مختلفة.[1] كان يلتقي بي في التسعينات الماضية خلال بعض إقامات البحث التي كنت أقضيها في مركز CNRS بباريس.
كان حينئذ على وشك مناقشة أطروحته في موضوع من مواضيع اللغة العبرية. وضّح لي أن العودة إلى المغرب من أجل البحث عن منصب عمل ليست في أجندته؛ من جهة لإن مناصب تدريس اللغة العبرية كمادة اختيارية هامشية (لا تختبر حصائلها إلا كمادة شفوية) شيء لا يُغريه، خصوصا وأن المناصب كانت قد أخذت تقل حينئذ، ومن جهة ثانية نظرا لكون ظروف البحث العلمي في تلك اللغة أو بها أو في ما له تعلق بها - وهو ما يعنيه أكثر حسب قوله - غيرَ متوفرة في المغرب.
قرّر أن يحاول التقدم إلى مباريات الالتحاق بمركز CNRS كباحث متفرغ. في النهاية، لمّا طلب منّي يوما بعد بضع سنوات لقاءَ بمدينة الرباط ولتقينا في مقهى "باليما"، أخبرني بأنه قد التحق في نهاية الأمر كباحث بــ"معهد موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا"، المعهد الآتي رابطه:
https://fundit.fr/en/institutions/moshe-dayan-center-middle-eastern-and-african-studies-mdc
التحق بذلك المعهد إلى جانب باحثين مرموقين، وفي مقدمتهم الأنثروبو-لغوي والأنثروبو-سياسي Bruce Maddy Weitzman (https://www.fpri.org/contributor/bruce-maddy-weitzman/ ) المتخصص في رهانات ورمزيات الحركة الهوياتية الأمازيغية (ما بين المطلبية اللغوية/الثقافية والمطلبية السوسيو-اقتصادية المجالية) بناء على أعمال ميدانية يقوم بها دوريا في المنطقة، وسبق أن جمعنا معا ملتقيان دراسيان حول المشهدين اللغوي والثقافي، كان قد نظمهما بطنجة "المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية" الآتي رابط التعريف به (https://aimsnorthafrica.org/).
5- الخلاصة من كل هذا، كما أرها، هي أنّ المغرب، إن كان لم يؤهِّل بعدُ نفسه بفضل سياسة لتملّك اللغات الأجنبية الاستراتيجية في هذه المرحلة (وأخص هنا اللغة العبرية) كي يصبح ذاتــــــا باحثة تتخد الغيرَ كــــموضوع للبحث المعرفي، فإنه يشكّل، بالمقابل، موضوعا قد أشبِع بحثاً ووصفا على جميع الأصعدة على يد أطراف معينة خاصة من ذلك الغير، إلى درجة أنه أصبح بالغ الشفافية، تخترقه عين الغير وهو لا يرى الغير، بما ينطوي عليه هذه المشهودية الوحيدة الاتجاه من إضعافٍ لمناعته ولمقاومته على جميع الأصعدة.
6- تكملة:
7- ومما له علاقة بموضوع التدوينة أعلاه، التوصية الآتية:
"توصية حول وضعية اللغة العبرية بالجامعة المغربية" - نوفمبر 2013
-----------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
[1] - انظر نموذجا لكتابات هذا الزميل في المقال-11 حول الشبيبة المغربية من قسم "Contents" من سينوبسيــيس كتاب:
Contemporary Morocco. State, Politics and Society under Mohamed VI. Edited by Bruce Maddy-Weitzman & Daniel Wisenwine. Routledge-2013
- وانظر صفة انتمائه الأكاديمي في السطر الأول من قسم "Contributers" من نفس السينوبسيس.
https://api.pageplace.de/preview/DT0400.9781136459641_A23847283/preview-9781136459641_A23847283.pdf
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres